TG Telegram Group Link
Channel: منبر الخطباء والدعاة
Back to Bottom
رواه مسلم (804) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه والبطلة: السحرة،.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين». رواه مسلم (817) عن عمر رضي الله عنه
فهذه الأدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وغيرها كثير تبين فضل القرآن العظيم الذي من تعلمه وعمل به كان من خير الناس ومن أفضل الناس .
قال صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
رواه البخاري (5027) (5028)عن عثمان رضي الله عنه
وفي لفظ : « إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه »
فمن حفظ القرآن وعمل به ارتقى في درجات الجنّة جاء
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال - يعني لصاحب القرآن -: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها "
رواه الترمذي في سننه (2914) والنسائي في السنن الكبرى (8002)وابن حبان في صحيحه (766)و أحمد في المسند ط الرسالة (6799)
وصححه العلامة الألباني رحمه الله .
بل من قرأه مجودا كما أنزله الله كان مع السفرة الكرام البررة
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله
أجران »
ولفظ مسلم «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران».
رواه البخاري (4937) ومسلم (798)
وبعض الناس يفهم هذا الحديث على خلاف فهمه الصحيح يظن أن التعتعة أن يلحن فيه بتغيير حرف مكان حرف وحركة مكان حركة هذا خطاء كبير ويأثم صاحبه ولكن المقصود بالتعتعة أنه لا يزال في لسانه ثقل بعد أن يتعلم ويحرص على أن يقرا القرآن على من يجيده ويا أسفاه على المسلمين كيف هجر كثير منهم كلام ربهم وأعرضوا عنه واستبدلوه بالقنوات الماجنة والمجلات الخليعة والجرائد الكاذبة وأدوات التواصل الشاغلة والمضيعة والعياذ بالله وهذا نذير شر على الأمة وغزوة من أعداء الإسلام بل صار بعضهم لا يعرف من القرآن إلا الفاتحة وقصار السور وربما يكسر فيها لا يقرأها كما أنزلت
وهذا مصداق قول الله تعالى: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [الفرقان: 30]

ومن أعرض عن القرآن وتعلمه كان له نصيب من العيشة الضنك كما قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } [طه: 124، 125]
فنعوذ بالله من مقته وسخطه


*﴿ الخطبة الثانية﴾*

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد : سمعتم بعض فضائل القران الكريم الذي من عمل به رفعه الله في الدنيا والآخرة والعمل بالقرآن بتدبر وتفكر سر فلاح الأمة ومجدها ورفعتها والأعراض عنه سبب لنحطاطها وذلتها وتسلط الأعداء عليها وكيف تفلح أمة لا تعظم كلام ربها بل اتخذه بعضهم ستارة لنيل مأربه الفاسدة فإذا أراد المسلمون النصر والتمكين والعز والفوز والفلاح فلن يكون ذلك إلا بعودة صادقة إلى القرآن علماً وعملاً وتدبراً وتحاكماً واستشفاءً وتدبر القرآن من أنفع الأمور لقلب المؤمن به يزداد أيمانه وتقوى حجته ويثبت يقينه
قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]

فإذا أقبل المؤمن على كتاب ربه رزقه الله اليقين وصدَّق بوعد الله لعباده بالتمكين والاستخلاف في الأرض
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55]
وقال تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (} [النساء: 141]
وإذا تدبر المؤمن قصص الانبياء وكيف كان هلاك أقوامهم بسبب مخالفتهم لرسلهم تجنب مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم خوفا أن يصاب بما اصيبوا من الهلاك أو يفتن في دينه والعياذ بالله بسبب مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم
كما قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]
وكم من مخالفات عند الأمة لكتاب ربهم ولسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهذا سبب لعدم النصر ولما خالف الصحابةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ونزلوا من الجبل وقد أمرهم صلى الله عليه وسلم أن لا ينزلوا من الجبل ولوا رأوا الطير يتخطف رؤوسهم فنزلوا عندما رأوا النصر للمسلمين في أول المعركة فكان بسبب هذه المخالفة أن كر عليهم المشركون وقتلوا منهم سبعين من الصحابة الكرام وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك تأديبا وتربيةً لهم رضى الله عنهم
قال تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]
وقال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]
فالعودة العودة أيها المسلمون إلى كتاب ربكم إن أردتم الفلاح والنصر
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغني
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا العمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
في خضم هذه الحرب الشرسة على كل ما يمت بالدين والأخلاق بصلة اذكركم بما قاله الشيخ بكر أبو زيد المتوفى عام ١٤٢٩

قال رحمه الله في كتابه حراسة الفضيله :

إنَّ المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة و فرائضه ، بل وسننه ، مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل حتى زمن أتاتورك ؛ ولكنكم قومٌ تستعجلون !

واعلم - ثبَّت الله قلبك - أنَّ الإسلام لا يموت ، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق ، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة ، فاصبر واحتسب ؛ فلستَ خيرًا من بلال ، ولستِ خيرًا من سميَّة رضي الله عنهم أجمعين .

واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف ، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر ، سيُحزنك الواقع ، وتؤلمك المناظر ، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله ، ودليل خيرٍ وقر في قلبك ، لا تنحرها بسكين الانتكاسة !

ويا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين ، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين ، أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك { إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة } كن غريبًا .. وطوبى للغرباء !

أخيرًا : اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك ! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك ، والخروج منها هو الخسران المبين في ثوب مواكبة العصر والزمن الجديد !

واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين ، تسقط أسماء وتعلو أسماء
{ وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } .

وسيعود الاسلام باذن الله حاكما، والله لا يخلف وعده

( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 25ربيع الآخر 1445هـ الموافق 10/11/2023م
بعنوان : وكونوا مع الصادقين
الخطبة الأولى : الحمد لله ولي المتقين وناصر المجاهدين وقاصم الجبارين ومذل المستكبرين نحمده تبارك وتعالى يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له فرض على عباده الجهاد لقمع أهل الكفر والفساد والعناد وحث على الصبر والمصابرة والتضحية والاستشهاد ووعد عباده بالنصر في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله محرر البشرية وهادي الإنسانية نصر الله به الدين ومكن به للمؤمنين الصابرين وأخزى به الكافرين والجاحدين جاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ، أوصيكم ونفسي بتقوى فإنها طريق السعادة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة وهي وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) جعلني الله وإياكم من المتقين الفائزين ، أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام يقول الله عز وجل في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) في هذه الآية الكريمة يأمرنا الله عز وجل بتقواه وذلك بفعل المأمورات وترك المحظورات واجتناب الشبهات والمسارعة إلى الخيرات كما قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، كما أمرنا الله عز وجل أن نكون مع الصادقين ، فمنهم الصادقون الذين أمرنا الله أن نكون معهم ومنهم ؟ إنهم أيها الكرام المجاهدون ، نعم المجاهدون هم الصادقون لأنهم قدموا الأدلة والبراهين على صدق إيمانهم وصدق وطنيتهم وصدق حبهم لربهم ولدينهم ولمقدساتهم بجهادهم وتضحياتهم بالنفس والمال ، وبذلك وصفهم الله عز وجل وشهد لهم في أكثر من آية ففي سورة الحجرات يقول الله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ، وفي سورة الأحزاب يصفهم الله بالإيمان الصادق والرجولة الكاملة والثبات والتضحية بالمال والنفس والحياة والشهوات في سبيل الله عز وجل كما قال سبحانه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) ، كما وصفهم الله عز وجل بالصبر والمصابرة والتحمل في سبيل الله في حالة البأساء والضراء وفي حالة الفقر والمرض وفي حالة الخوف والقتال وفي حالة الحصار والشدة قال تعالى (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ، بل أثنى عليهم سبحانه بأنهم من المبادرين والمسابقين إلى ساحات القتال والنزال لا يصدهم عنها قلة ولا ذلة ولا عسر ولا شدة وبذلك شهد الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام وللمهاجرين والأنصار الذين خرجوا معه لمواجهة الروم في تبوك مع بعد الشقة وعظمة المشقة وقوة العدو عتادا وعدة قال تعالى ({لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ}، وتاب كذلك على الذين تخلفوا ثم اعترفوا بذنبهم وتابوا إلى ربهم فقال (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ، ومدح الله أهل المدينة ومن حولهم من قبائل العرب الذين شاركوا في غزوة تبوك محرضا على الجهاد معرضا كذلك بالمتخلفين مبينا بأنه ما كان لأهل المدينة ولا صح لهم ولا جاز لهم ولا لغيرهم ممن هم حول المدينة وجيرانها أن يتخلفوا عن رسول الله إذا دعاهم للجهاد والقتال في سبيل الله وخرج بنفسه ، ما كان
لهم أن يبخلوا بالتضحية بأنفسهم دفاعا عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أن يضنوا بحياتهم وأرواحهم وأفضل الخلق يخاطر بنفسه وحياته الشريفة في سبيل الله ، ذلك بأنهم لا ينالهم عطش ولا تعب ولا مجاعة في سبيل الله ولا ينزلون منزلا ولا يقفون موقفا يغيظ الكفار وأعداء الإسلام ولا يصيبون من عدوهم قتلا أو أسرا أو غنيمة أو هزيمة إلا كتب الله لهم بذلك ثوابا وعملا صالحا وأجرا عظيما يقبله منهم ولا يضيع ثوابهم ، ولا يبذلون مالا قليلا أو كثيرا ولا يقطعون مسافة ولا يسافرون سفرا في الجهاد إلا كان في سجل حسناتهم قال تعالى (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ، وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وبمثل ذلك يقال اليوم ماكن لأهل الضفة ولا لأهل مصر ولا لأهل سوريا ولا للبنان ولا للعراق ولا للأردن أن يتخلفوا عن نصرة إخوانهم في غزة بل ذلك واجب عليهم وفرض عين في حقهم بل يتوسع الوجوب على من بعدهم حتى تحصل الكفاية في مواجهة اليهود الصهاينة والحلف الدولي الظالم الذي يقف مع المعتدي ضد المعتدى عليه ومع الظالم في مواجهة المظلوم ومع القاتل في مواجهة المقتول ومع الغاصب في مواجهة من اغتصب أرضه وداره وماله ومقدساته ، وهذا ما يقتضيه الواقع قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)
وهذه هي المعية التي أوجب الله علينا أن نحققها مع المجاهدين في غزة ، وهي المعية التي يجب أن نحققها مع المجاهدين في بلادنا أيضا وفي مواقعنا في جبهات مأرب وغيرها من جبهات العزة والكرامة والتي يواجه فيها أبناء اليمن حماة اليهود والصهاينة من الحوثيين والروافض الحاقدين الضالين المضلين والمعية والمناصرة والإسناد للمجاهدين في غزة وفي مواقعنا هنا هي فريضة الوقت والتخلي عنها فرار من الزحف وهو من السبع الموبقات المهلكات ، كيف لا والله تعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وفي الحديث في الصحيحين (اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منهن : التولي يوم الزحف ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فمع مناصرتنا لإخواننا في غزة العزة يجب ألا نغفل عن معركتنا الداخلية مع الحوثيين الروافض الحاقدين والذين هم خدام للمشروع الصهيوني تاريخا وحاضرا والتاريخ يؤكد بأن محمد البدر كان متحالفا مع إسرائيل ضد الثورة وهو ما سربته الصحف الإسرائيلية عام 208 حيث ذكرت بأن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ في ستينات القرن الماضي 14 طلعة جوية لدعم الإمام وجيش الإمام بالأغذية والأدوية والسلاح ، ويؤكد التاريخ أيضا بأن أئمة الظلم والجور من آل حميد الدين في اليمن دعموا إسرائيل عام 1949م أي بعد تأسيسها بسنة ب 16 ألف يهودي هجروا من اليمن دعما للاحتلال في فلسطين في عملية سميت ببساط الريح ، خرجوا وهم يبكون لا يريدون فراق بلدهم اليمن وكانت طائرة الإمام شريكة في ذلك التهجير ، وآخر دفعة يهودية رحلهم الحوثي في عام 2016 عما للكيان الصهيوني وحملوا معهم أقدم مخطوطة للتوراة في العالم هدية للكيان الغاصب وأكدت الصحف الإسرائيلية وقتها بأن دولة الاحتلال دفعت أموالا كثيرة مقابل تلك الصفقة ، هذا التخادم أيها الكرام قد كان ولا يزال فبريطانيا وأمريكا على سبيل المثال حاميتان للكيان الصهيوني وحاميتان لإيران وحاميتان للحوثيين في اليمن والكل يعلم بأن الجيش الوطني كان إذا اقترب من حسم المعركة مع الحوثيين قامة الدنيا ولم تقعد حتى ينقذوه
وها هو اليوم يرفع درجة الاستعداد والجاهزية ويكثف الهجمات وزرع العبوات في جبهات مارب مناصرة لإخوانه اليهود في فلسطين وهو يعلم كغيره من المعوقين للأمة في البلاد العربية والإسلامية بأن اليهود لن يأمنوا ولن يتمكنوا من الأقصى وفلسطين ومن بلاد المسلمين إلا إذا وجدوا من يشغل هذه الشعوب الثائرة بمشاكلهم الداخلية وهي الوظيفة التي تقوم بها إيران وأذرعها الخبيثة في المنطقة حماية لليهود وصدق الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)
وها هو العدو اليوم يدعوا الشباب في مناطق احتلاله عبر عقال الحارات ومواقع التواصل وغيرها : أنه من أراد أن يجاهد في فلسطين فليسجل اسمه وليحضر للتدريب والاستعداد ويحددون الزمان والمكان ووالله ليس هذا لفلسطين وليس لهم من ميدان غير الجبهة فأعدوا واستعدوا وكونوا مع الصادقين ومع المجاهدين هنا وهناك ، ولو كان أولئك صادقون في شعاراتهم لرأينا منهم فعلا مؤثرا فهم على الأبواب في لبنان وسوريا والعراق ولعل في ذلك رحمة وحفظا للمجاهدين أيضا لأن هؤلاء لو دخلوا المعركة فإنما يدخلون ليحدثوا خللا في الصف لصالح العدو الغاصب وصدق الله (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ، لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ، لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)
وما أشبه ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي اليوم في غزة من القتل والخراب والدمار والاعتقال والتهجير والحصار بمشاهد جماعة الحوثي الإرهابية من عام 2014 إلى يومنا هذا ، وها هي تقارير الأمم المتحدة تثبت بأن الحوثي تسبب بفتنته بمقتل 377 ألف نفس في اليمن ، ولو قارنا بين اليهودي اليمني واليهودي الإسرائيلي في كل جوانب الإجرام لرأينا تقاربا أحيانا وتفوقا لصالح الحوثي أحيان أخرى
وختاما هذه دعوة لجيشنا وأمننا وقبائلنا إلى الثبات في المواقع وإلى رفع درجة الحذر والحيطة والجاهزية كما هي دعوة لنا جميعا أن نرفع درجة المناصر للأقصى وغزة ولجيشنا وأمننا وقبائلنا في كل المواقع والجبهات والثغور بالهم والمال والدعاء والوقفات والمهرجانات والحشد للجبهات وأن نجاهد هنا بأموالنا وأنفسنا وإعلامنا وثباتنا لنحقق قول الله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ثم الدعوة إلى الوقفة التضامنية بعد صلاة الجمعة في شارع 26 سبتمبر فكل خطيب يحث جمهوره ويقودهم إلى ساحة الوقفة ثم الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الجهاد بالمال وأقم الصلاة
🌅 *إشـــــــــــــراقـة* 🌅



لماذا لا ينصرنا اللّٰـه فورا وهو على كل شيء قدير؟

يجيب اللّٰـه في قرآنه:

*ذلك, ولو يشاء اللّٰـه لـ: انتصر منهم ولكن: لِيَبْلُوَ بعضكم ببعض*

وما ذنب من ماتوا؟!

يجيب اللّٰـه في قرآنه:

*والذين قُتلوا في سبيل اللّٰـه =*
*فلن يُضلّ أعمالهم  + سيهديهم + ويصلح بالهم + ويُدْخِلهم الجنّة عَرّفها لهم*


لماذا هم سعداء رغم معاناتهم؟!
‏لأنهم كانوا على أملٍ بالله، فَتح لهم مِن بين ركام الشدائد نافذة استبشار بأن مع العسر يسرا، وأنّه من المحال دوام الحال، وأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. ولأجل ذلك ظلوا متماسكين !


لقد علّمنا التاريخ أن الظَلمة يرتكبون دائما نفس الخطأ حين يظنون أن الأمر ينتهي بقتل النفس وهدم البيت، لقد غَفلوا أن دموع الأطفال ستتحول غداً إلى رصاص يلاحق قاتل أبيهم ، وتؤجج في نفوسهم نار الثأر، وأن جيلا قادما يضع نُصب عينية آباءًا قُتِلوا وإخوانا عُذّبوا واعراضا أُنتهكت وأوطانا أُحتلت لا يمكن أبدا أن يستسلم لمحتل غاشم قطع جذع الشجرة وغفل عن الجذور المختبئة تحت التراب.


*يَا نَاصِرَ الحقَّ فِي بدرٍ وفِي أُحدٍ*
*وفِـي حُنينٍ غَـدَاةَ الجيّشِ قَـد لانا*

*يَا مُنّجِيَاً نُوح فِي طُوفَانِ مِن غَرقٍ*
*يَا صَـادِق الوَعدَ لمّا وعْدَهُ حَانا*

*يَا ربّ جِـبرِيلَ و الأمّلاكَ قَاطِبَة*
*يَا ربّ كُـلَّ تَقِـيٍّ بّالتُّقَى ازدَانا*

*أقصِــم بِعِــزّك يَاجـبَّار شِرّذِمَةً*
*عَـاثَت بِإخوَانَنَا فَتْكَاً وَعُدوَانا*.
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم خطبة الجمعة
العنوان : غزة تحرك العالم وتعيد الحسابات

١. هذه الأرض أرض باركها الله
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"
وقال تعالى: "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين "
*لقد بارك أهلها رجالها ونساءها وأطفالها ...
*بارك أطباءها ومستشفياتها
وبارك صمودها وثباتها وإيمانها ورضاها وتحملها ...
*بارك إعلامييها ومتحدثيها سياسيين وأكاديميين شيوخا وشبابا وأطفالا ورجالا ونساء فلغتهم لغة العزة والصمود ودليل الفهم لما يدبر من مؤامرات ودليل إيمان وتوحيد وتسليم لقضاء الله ورضا بما يحب..
*وبارك مقاومتها وخططها وأنفاقها وصواريخها وعتادها الذي لا يقارن بقوة وسلاح العدو والدول الكبرى المساعدة له ..حيث لازالت تثخن في العدو بعد أكثر من ٤٠ يوما..
*وبارك التفاف شعبها المقاوم الصابر حولها وتصميمهم على إفشال مشروع العدو في التهجير رغم القصف والتدمير والتجويع والحصار..
*ثم بارك تعاطف شعوب العالم مع شعبها.
٢. هذه الطائفة المؤمنة موعودة بالنصر بوعد الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يضرهم من خذلهم" رغم اللأواء التي تصيبهم...
بل إن من يخذلهم هو الخاسر والخائب الذي يحمل جريمة خذلان الأطفال والنساء والشيوخ الذين يتضورون جوعا وعطشا بعد أن هدمت بيوتهم وقصفت مخابزهم..
٣. أجلب عليهم العدو يهودا وصليبيين بخيلهم ورجلهم وأساطيلهم وتآمر عليهم منافقوا الأمة بحصارهم والتآمر مع عدوهم والتشكيك في نهجهم
وخذلهم من صدعوا رؤوس العالم بصرخة الموت لأمريكا وإسرائيل وتجهيز فيلق القدس الذي لم يخض معركة إلا مع أمة محمد في العراق والشام واليمن....
وكان أضل المتآمرين الذين خذلوهم هم خوارج العصر من ذوي العمائم واللحى الذين مارسوا مهمتهم الخبيثة طعنا في المنهج واتهاما بمخالفة السنة ليوهنوا من عزيمتهم وليفرقوا وحدتهم وليخذلوا المسلمين وغير المسلمين من نصرتهم والتعاطف معهم وأقل ما قاله هؤلاء الجهلة وصف المقاومين الفلسطينيين بالتهور ومخالفتهم قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)…
يُلوّحون بهذه الآية في سياق انتقاد المقاومة الفلسطينية، بأنها واجهت جيشًا هو الأقوى عدة وعتادا، ويحظى بدعم أمريكي وغطاء دولي في ارتكاب المجازر الوحشية ضد الفلسطينيين عموما وضدّ أهل غزة تحديدا، يقولون إن فارق القوة المهول كان يفرض على حماس ألا تستفز العدو الصهيوني، وأن ما فعلته المقاومة إنما يخالف صريح هذه الآية الكريمة، فالمقاومة عرضت نفسها للتهلكة، وعرضت المدنيين العزّل للتهلكة.
وحتى نزيل الجهل عمن يجهل، ونذكّر من يرغب في الذكرى، نضع هنا ما أورده الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة، فعَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: حَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَلَى صَفِّ الْعَدُوِّ حَتَّى خَرَقه، وَمَعَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ نَاسٌ: أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذِهِ الْآيَةِ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا، صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشَهِدنا مَعَهُ الْمُشَاهِدَ وَنَصَرْنَاهُ، فَلَمَّا فَشَا الْإِسْلَامُ وَظَهَرَ، اجْتَمَعْنَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ نَجِيَا، فَقُلْنَا: قَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونَصْرِه، حَتَّى فَشَا الْإِسْلَامُ وَكَثُرَ أهلُه، وَكُنَّا قَدْ آثَرْنَاهُ عَلَى الْأَهْلِينَ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، فَنَرْجِعُ إِلَى أَهْلِينَا وَأَوْلَادِنَا فَنُقِيمُ فِيهِمَا. فَنَزَلَ فِينَا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ: الْإِقَامَةِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَتَرْكِ الْجِهَادِ.
تلك هي التهلكة يا من يرددون الآية بلا وعي، في موطن لا يحتمل التخذيل ولا يحتمل تغييب الوعي، التهلكة هي ترك الجهاد في سبيل الله، والرضا بعرض من الدنيا قليل.
ومنذ متى كان فارق القوة يحول بين المؤمنين وجهاد أعدائهم يا معشر المخذلين المتخاذلين؟ لقد خاض النبي صلى الله عليه وسلم معركة بدر بجيش تعداده يعادل ثلث تعداد جيش المشركين، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي بأصحابه إلى التهلكة؟
وفي معركة أحد كان جيش المشركين ثلاثة آلاف، وجيش المسلمين ألفا انسحب ثلثهم تحت قيادة رأس النفاق ابن سلول، فصاروا سبعمائة، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي بأصحابه إلى التهلكة؟
وفي معركة مؤتة، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف مقاتل، فالتقوا جيشا من الروم قوامه مائتي ألف، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي بأصحابه إلى التهلكة؟
هل كان البراء بن مالك يلقي بنفسه إلى التهلكة يوم معركة حديقة الموت، عندما طلب من المسلمين أن يجلسوه على ترسٍ محمول على الرماح ويقذفونه إلى داخل أسوار الحديقة بين الأعداء ليفتح للمسلمين؟
الصحابي الجليل ضرار بن الأزور، هجم بمفرده على جيش الروم في موقعة أجنادين يجندل يمينا وشمالا، ولما عاد إلى أدراجه تبعه ما يزيد عن عشرين فارسا، فخلع درعه الواقي عن صدره، وألقى بترسه على الأرض ليزداد خفة، فقتل ما يزيد عن عشرة منهم قبل أن يصل إلى موقعه في جيش المسلمين، فهل كان ضرار يلقي بنفسه إلى التهلكة؟
وهكذا جرى عمل المسلمين في جميع العصور، لا يقعدهم فارق القوة لصالح أعدائهم عن الجهاد، ولا يعدون التضحية والإقدام تهلكة، يعدون ما استطاعوا من قوة ولكن لا يكترثون لفارق القوة، فإنما هي إحدى الحسنيين، نصرٌ أو شهادة، وتلك معادلة لا يعيها الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، إنما يدركها أهل الإيمان، الذين يرددون “الله أكبر” لفظا ومعنى، يدركون أن الله ينصر عباده المؤمنين، وأن الله يدافع عن الذين آمنوا، يدركون أن الله يمدهم بمدد من عنده فيصدقوه بجهادهم ولهم إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة." قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا.."
٤. الواجب اليوم أن يسجل كل إنسان برهان إنسانيته وكل مسلم برهان إسلامه وبرهان ذلك نصرة المظلومين وكف يد المحتل المعتدي وإنهاء معاناة هذا الشعب الكريم . ستكون المعركة طويلة لكنها الطريق الوحيد لاستعادة الأرض وحماية العرض وتطهير المقدسات .
لقد قدم أهل غزة الشهداء وبلغنا أكثر من ١٢ ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء. هل ننتظر حتى يموتوا جوعا ويقضوا في جراحهم ومع ذلك لم تجد المناشدات نفعا لا عند القريب ولا البعيد ولكنها شكلت وعيا جديدا وكشفت اقنعة ورسمت صورة غد أفضل بإذن الله رغم الآلام والتضحيات.
لقد آذنت عملية طوفان الأقصى بميلاد جديد لوضع جديد يجب أن تتغير بعده التصورات والآليات والاهتمامات والتحالفات عصر مؤذن بزوال دولة الاحتلال الصهيوني وانهيار منظومة حلفائها الإقليميين والدوليين .
تغير العالم ومن لم يدرك ذلك فليدرك الآن دولا كانت أو جماعات أو أفرادا....

٥. علينا أن نستلهم من صمود إخواننا في غزة معاني الثبات والصمود في استرداد دولتنا وإنهاء حكم الميليشيات الضلالية جنبا إلى جنب مع فعاليات اسناد شعبنا الفلسطيني في غزة فهو واجب الساعة ومزيدا من العطاء والجهاد بالمال ومزيدا من الدعاء والخروج للتضامن ومزيدا من النصرة سياسيا إعلاميا وعيوننا على جبهاتنا ومعركتنا مع هذه الفئة التي تقتل الأطفال والنساء كل يوم في اليمن ....
المداخلة الضلال وقضية غz ة
......
المعركة في (غ )  بين كفر وإسلام
ولا خلاف مثقال ذرة  بين علماء أهل الإسلام  المجتهدين أنه يجب نصرتهم.
أما المداخلة   فليسوا  أهلا للنظر والفتوى
فهم أضل فرقة وأجهل طائفة في ذلك
وقد سمعت للحجوري المدخلي اليمني ولزملائه في بعض الدول
  كلاما في حماس والمقاومة يدل على عظيم جهلهم بالفقه والنظر والاستدلال
واتحدى المداخلة أن يأتوا بنص من كتاب الله أو سنة رسول الله
أو الاجماع أو القياس
أو كلام الصحابة وكلام  السلف
في النهي عن جهاد الكفار الذين هجموا على بلاد المسلمين واحتلوها
حتى ولو كان أهل الأرض من المسلمين  فرقة ضالة فاجرة حقيفية لا خيالا مختلا كما هو عند المداخلة
قاتلهم الله.
فلم يقل أحد بعدم الجهاد معهم ضد صائل كافر محتل.
فعلى فرض أن المقاومة ضلال وحاشاهم
فيجب دفع الكفار معهم بلا خلاف

والحاصل أن المداخلة  في هذه المسألة وأضرابها  ضلال جهلة    خارجون عن جماعة المسلمين وعقيدة أهل السنة والجماعة  على بدع عظيمة وقبيحة وهم خوارج على إخوانهم مرجئة مع أفسق الفساق
يخدمون اليهود وأهل الكفر
بأي خدمة إن كانت على أي جماعة إسلامية

ولم أجد 
أشد جهلا في  الفقه والنظر في دلالات النصوص من هذا الشخص وأمثاله من المداخلة
وهم أجرأ على أعراض المسلمين بما يستوجب الحد والتعزير

وفعلا لا ذنب بعد الكفر اعظم من الدعوة الى ترك جهاد الكفار
كما يقول ابن حزم
وهب أن حماس من أضل وأفسق المسلمين وحاشاهم

فقد اجمع أهل العلم على القتال مع كل بر وفاجر
نص على ذلك سائر العلماء وانظر فقط الطحاوي في العقيدة وابن قدامة كذلك وهو ينقل اجماع المسلمين

وسأنقل لك طرفا يسيرا من كلام أهل السنة في العقائد والفقه
لتعلم ضلال المداخلة

قال الطحاوي : “والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما”.

قال ابن حزم في المحلى
: ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار وأمر بإسلام حريم المسلمين [ إليهم ] من أجل فسق رجل مسلم لا يحاسب غيره بفسقه ؟

قال ابن قدامة

( 7419 ) : ( ويغزى مع كل بر وفاجر )  ......
الى أن قال :

: ولأن ترك الجهاد مع الفاجر يفضي إلى قطع الجهاد ، وظهور الكفار على المسلمين واستئصالهم ، وظهور كلمة الكفر ، وفيه فساد عظيم ، قال الله تعالى { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }
......

فإن كان القائد يعرف بشرب الخمر والغلول ، يغزى معه ، إنما ذلك في نفسه ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم { : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر } [ ص: 166 ]

انتهى

.د.فضل_مراد
🎤
خطبةجمعة بعنوان👇

(توضيح لمن يجهلون الحقيقة)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه...كما يحب ربنا ويرضى...حمدا يليق بجلال وجهه ، وعظيم سلطانه...

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه..

ستشرق شمسنا بالنصر يوما
فليل الظلم والطغيان أغضى

وندخل باب أقصانا جموعا
ويسجد جمعنا شكرا وفرضا

فكم من فتنة صارت رمادا
تهاوى جمرها لتداس أرضا

وأشهد أن سيدنا ونينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا
محمدا عبده ورسوله..وصفيه من خلقه وحبيبه ، سيدالأولين والآخرين..وإمام الأنبياء والمرسلين...

بمحمد حرف البيان يعظم
خير الأنام له المقام الأعظم

والله ماخلق الإله كمثله
فمحبة صلوا عليه وسلموا

- صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره..إلى يوم الدين...

أمااااا بعد:
عبادالله : فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))..

أيها الأحبةالكرام:
سيكون خطبتنا لهذا اليوم بعنوان :
((توضيح لمن يجهل الحقيقة))

ايها الأحبة:
هانحن قد تجمعنا الآن بأمان وسلام في مساجد الله.. لنعبده.. آمنين مطمئنين،...... بينما إخوان لنا الآن في الشوارع لا مأوى لهم بعد أن قُصفت بيوتهم، ومساجدهم كذلك..
فقدوا كل مظاهر الحياة ظلمًا وقهرًا وعدوانًا، ...
أصبحوا بلا منازل ولا أبناء ...ولا أمان ولا حقوق ، بلا ذنب لهم ارتكبوه...

لم يحزنهم فقد منازلهم بقدر ما يميتهم كل ثانية شعور الألم والحزن لفقدهم أعز من كانوا يعيشون من أجلهم،...وخذلان إخوانهم لهم...من الأمتين العربية والإسلامية....
ففي طرقات فلسطين رائحة الدم تتطايرها الرياح..
..وفي كل شبر طفل قُتل..، وامرأة ثكلى...، وزوج فاقد لأسرته، وأولاد بلا أمهات، ونساء بلا أزواج، بل وعائلات كاملة لم يبقى من يُبكيها.

إخواني : إن ما حدث في قطاع غزة من قصف وحصار هو جريمة حرب،.. لا يمكن أن تمر مرور الكرام..
إن أبناء غزة ضحايا للظلم والعدوان، وهم يستحقون منا كل الدعم والمساندة.

كيف ستطيب لنا الحياة وبين اخواننا من المسلمين... من يُعذب ويُقتل.. ويسجن ..ويقهر ويُغدر به؟،...
. كيف سنواجه الله ونحن نسير في دروب الحياة... نستمتع تارة ..ونكل ونمل أخرى... ونتناسى من هم يجاهدون بأرواحهم.. وأولادهم... ونسائهم ...وكل ما يملكون من أجل وطنهم المسلوب؟، ومن أجل كرامتهم و كرامتنا أيضا...ومقدسات الأمة جمعاء..

كيف سنقف أمام الله وقد تركنا إخواننا تأكلهم الذئاب، وقد علمنا أن للذئاب مكرٌ لا يُؤمن وعهد لا يؤتمن؟!.

إخواني، يعيش في غزة تحت الحصار الإسرائيلي أكثر من 2 مليون نسمة أصبحت أعدادهم تقل يوميًا بالقتل ،... وقد أصبح الأحياء منهم في حكم الأموات...، فليس هناك غذاء ولادواء...ولا مياه نظيفة..ولا كهرباء...، بل ويفقدون بعد كل هذا كله أرواحهم بلا ذنب...فقد بدأت تنتشر بعض الأمراض. بسبب عدم صلاحية الماءللشرب...وعدم توفر العلاجات...وعدم الغذاء كذلك...

وتعرضت غزة لأكثر من 15 حربًا إسرائيلية منذ عام 2000، وقتل خلالها آلاف المدنيين... وتدمير المنازل
...
وإنشاءالله سيكون الخلاص من هذا العدو الذي أصبح قدرًا محتومًا لا مفر منه..قريب...وقريب جدا..بإذن الله وتوفيقه..
((ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)).

- وقدتجد بعض أمراض القلوب...والمتصهينين بقصد أو بغير قصد...يقولون :
السبب هو حماس...هي التي بدأت بالهجوم...وأطلقوا عليها أنها (إرهابية).
وكأنهم لايرون القتل المستمر والمجازر في إخواننا الفلسطينيين على أيدي الصهاينة على مدى خمسة وسبعين عاما...وانتهاك الأعراض...ونهب الأراضي...وتدمير البيوت...والإعتقالات...وغيرها من الجرائم...
- ثم ليكن في علم الجميع أن الصهيونية لاتحتاج إلى أي مبرر .. لتقوم بالقصف والقتل الجماعي...وارتكاب الجرائم...والمجازر...

- اسمعوا قطرة من بحر إجرامهم كدليل فقط...
- لم تكن موجودة حماس يوم ارتكب الصهاينة مجزرة في غزة عام 1955...راح ضحيتها المئات....ومجزرة ثانية في غزة أيضا...عام 1965...راح ضحيتها خلق كثير ...
-ولم تكن موجودةحماس أيضا في غزة...حين ارتكب الصهاينة مجازر..بين
1947 إلى 1948...وكذلك بين 1948. إلى 1967م..

لم تكن موجودة حماس في هذه السنين التي ارتكبت فيها المجار...يامن أعمى الله بصائركم ..فأصبحتم تساوون بين الضحية والجزار...او الجلاد....بل أن هؤلاء الشرذمة المغيبة والمريضة...يحملون حماس السبب..قبحهم الله وأخزاهم.

سواء ممن كانوا من المتعالمين...الذين يسمون أنفسهم بمشائخ علم زورا وبهتانا...وهم من أصحاب الدفع المسبق...

أو من السياسيين..او الإعلاميين...أو من أي جهة كانوا...
(وعندالله تجتمع الخصوم)..

- أيها المسلمون..أيها العقلاء:
إرهاب الصهاينة دائما.. (ليس ردة فعل أبدا)...بل أن الإرهاب في (جيناتهم)..
فعقيدتهم...إما قتل وإبادة الفلسطينيين...كما قال أحد وزرائهم..بأن الحل لأهل غزة أن يقذف إليها بقنبلة نووية...
وقول آخر...الحل هو... تهجيرهم....وتشتيتهم في الدول العربية...يعني يهجر صاحب الأرض الحقيقي...ليحل محله الغازي المحتل...

هذه عقيتهم يامن تجهلون ذلك...أوتتجاهلون...

- وللعلم أن الجيش الإسرا ئيلي تأسس كمنظمة إرهابية..من ثلاث منظمات:
- الهجانة : ومعناها(الدفاع عن إسرائيل)..تأسست في القدس عام1920م.

- وايتسل : معناها(المنظمة العسكريةفي أرض إسرائيل).
تأسست عام 1931م.

- ليحي: معاناها(المحاربون من أجل إسرائيل).
تأسست عام 1940م.

وسأذكر لكم مجزرة واحدة..فقط من مئات المجازر ...ولعل الكثير منكم قدسمع بها ولكن تجهلون تفصيلها...إنها مجزرة:
((( دير ياسين )))... وإليكم تفاصيلها :
دخل الصهاينة قرية يسكنها (أربعمائة نسمة)...أخذوا الأطفال ورموهم إلى آبار القرية...
والآباء أوقفوهم على الجدران صفا واحدا...
وأطلقوا عليهم الرصاص جميعا...
وأما النساء اعتدوا عليهن ..وانتهكوا اعراضهن...والحوامل منهن كانوا يتراهنون على الذي في بطونهن...أذكر هو...أم أنثى قبل أن يذبحوهن...
ويبقروا بطونهن...ثم يرمون جثث (الأجنة) في الأفران...

وهذه المجزرة هي من عرفت...ب(دير ياسين).

وكانت هذه الحادثة المؤلمة والشنيعة عام 1948م...

- الآن برأيكم...يامن تصنفون حماس بالإرهابية....
من هي المنظمةالإرهابية ؟
حقيقة؟...
(الصهيونية..أم..حماس ؟).

وإليكم نبذة يسيرة عن تركيبة دولة الصهاينة(إسرائيل).

- إنها الدولةالوحيدة في المنطقة التي ليس لها دستور ....
لأن كتابة دستور أي دولة يعني التزامها بمبدأ أخلاقي ، وسياسي تجاه الآخرين...فلآن هي غير ملزمة لا بأخلاق ولابدبلوماسية...وأن اغلب علاقتها مع العالم برعاية امريكية وأوروبية...

الدستور يحد من صلاحيات الجيش...فهي تعني انها عسكرية يتحكم الجنرالات..ويصيغون لها مبادئ السياسةوالأمن القومي.
- وليس هناك قرار أممي أصلا بإعلان قيام دولة إسرائيل...وإنما(توصية)غير ملزمة...ومجلس الأمن لم يناقش الموضوع من أصله..

ممايعني...أن مايعرف بدولة اسرائيل...هي مجموعة صهاينة من شذاذ الآفاق..لا يعترفون بدين ولانظام...

حتى المتدينين المتشددين وكثير من حاخامات اليهود لم يعترفوا بها ولم يقروا بها بل يقولون أنها (تعادي الرب)

لأنها بخلاف ماحكم الله به على اليهود من الشتات...حيث يقول الله في كتابه:(( وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا..))...
أي/ اسكنوا في الأرض مشتتين...وليس بأرض مخصوصة...ولهذا يعتبرون جمعهم في مكان واحد تحت اسم دولة هو معصية للرب.

هذا بعض الحديث عن هذا الكيان البغيض كا الورم الخبيث في جسم هذه الأمة... المعادي لكل الأديان والأعراف...والذي يجب إزالته واستئصاله...ولعله قريب ان شاءالله.

- أيها المسلمون : إن نصرة غزة واجب ديني وأخلاقي لابد منه، ...ونذكر أصحاب القرارات السياسية والإنسانية....بقول النبي صلى الله عليه وسلم "((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))" وشبك بين أصابعه،...
- ويقول صلى الله عليه وسلم: "((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))

وكما قال "((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))"،....
فأي عون يمكنكم... أن تقدموه لغزة المحاصرة فلا تقصروا ولاتتخاذلوا ؟

إخوة الإسلام:

إننا ندعو الله تعالى أن ينصر إخواننا في غزة، وأن يرفع عنهم البلاء، ...والأهم ...أن يوحد الشعوب العربية على نصرتهم.. وشد الرحال لدعمهم ومآزرتهم ....وأن ينتفضوا جميعًا ضد عدو الله وعدوهم وعدونا، ...، وكما اتحدوا في نصر أكتوبر الأولى... واستخدموا سلاح النفط... والوحدة العربية... فكانت الفاجعة للأعداء،...

الآن... أمامنا الفرصة التي نهضت مع طوفان الأقصى لنكرر القوة العربية القادرة على التغلب على العدوان مهما كانت قوته،... وقد قال الله تعالى :"((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ))".

فيا أيها المسلمون:
إن فلسطين هي أرض مقدسة، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي أرض الأنبياء والمرسلين، وقطاع غزة هو جزء من فلسطين، وقد تعرض لأشد الجرائم وأكثرها بشاعة على مر التاريخ، فمنذ عام 1967، يعيش أهل غزة تحت الحصار الإسرائيلي، الذي تسبب في معاناة إنسانية كبيرة.

ومن عام 2000، تعرض قطاع غزة لأكثر من عشرةحروب وحشية شنها الصهاينة... وما زالت غزة تعاني من الحرب التي تتجدد وفي هذه المعركة كذلك (طوفان الأقصى) والتي هي اكبرها وأعظمها وأشدها ضراوة....
غزة الأبية تعاني من الدمار والبطالة والفقر والفقد والموت كل لحظة، وهذا كله بسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم،... الذي يرفض حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة.

أيها المسلمون.. نصرة أهل غزة هي نصرة للحق والعدل، وهي نصرة للمقدسات الإسلامية.... بل ونصرة لدين الحق وكلمة الحق فقد قال المولى "((ولينصرن الله من ينصره))"...
فالنصر بأيدينا أسبابه... وبيد الله تحققه،..
- فالتوكل على الله ضرورة للنصر ...ولن يأتي التوكل على الله إلا ...بالعدة... والتخطيط ...ودراسة قوة العدو لإضعافه... والنيل منه كما نال من أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا.

صحيح أن غزة أبية لا تستسلم، ولن تستسلم، ..ولن تسلم أراضيها للعدو المغتصب الظالم المتكبر،... لكنها أيضًا تحتاج لدعم عربي وإسلامي.. قوي ومؤثر، فلا نقف مكتوفي الأيدي مكممي الأفواه...

فالله الله في الأقصى الجريح...، ما دام العرب يقولون لا، فلن تستطيع قوة على الأرض أن تسلبنا قبلتنا الأولى.....، ولا ننسى أن العدو يتربص بأهالينا في قطاع غزة ليسلبهم أرضهم... التي تقع شمال شرق شبه جزيرة سيناء، ....ونقولها وبصوت مرتفع لا يخالطه رجفة، ..لن تستطيعوا محو التاريخ ولن تقتطعوا غزة من فلسطين.

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها:
لا تنسوا أبدًا أن دعاءكم نجاتكم ونجاتهم، لا تغفلوا عن التضرع إلى الله بالنصر والخلاص، ...ولا تلوثوا ألسنتكم و أيديكم بدماء إخوانكم ...فتمدون يد العون لعدونا وعدوهم،...بمساندتهم بالكلمة...أو الفتوى... أوالشهادة أن للصهاينة حق في أرض الإسراء والمسرى....

فقد جاء الوقت لنثبت أننا مخلصين لإخواننا في غزة وفلسطين بكل ما استطعنا،

فلن نشتري أي منتج من الشرائك التي تدعم الصهاينة...من يشترون ويصنعون القنابل والأسلحة التي تقتل إخواننا، ...

لنتب الى الله ونعقد النية على الجهاد ...بالدعاء... وبالمال من أجل نصرة فلسطين.

أيها المسلمون، إننا نأمل جميعًا وندعوا أن نرى نصر اخواننا أهل غزة قريبًا،...وأن تحرر بلادهم..من دنس الصهاينة المحتلين..... وأن يرفع الله عنهم الغمة...، وأن يمن عليهم بالحرية والاستقلال،...

فاللهم انصر أهل غزة، وارفع عنهم الغمة، وانصرهم على عدوك و عدوهم يا رب العالمين.

- قال الله وهو أصدق القائلين : (( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم))..

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم....ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات البينات والذكر الحكيم..
قلت ماسمعتم واستغفرالله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم..

-الخطبةالثانية👇

الحمدلله وكفى ،... والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى ...وعلى آله وأصحابه الشرفاء...ومن بنهجهم اقتفى....

أمااااابعد:
أيهاالأحبةالكرام:
يروي تاريخ الأندلس أن الأسبان قاموا بحصار (طليطلة) ، ومكثوا على ذلك سبع سنوات ، وعندما استسلمت (طليطلة) للأسبان ، سأل الأسبان أهلها:
‏مادمتم ستستسلمون ، فلماذا صبرتم كل هذه السنين على الحصار الطويل؟!!
‏قالوا : كنا ننتظر المدد من ملوك الطوائف.
‏فقال الأسبان : ملوك الطوائف !! ، كانوا معنا في حصاركم.

‏وبعد سقوط (طليطلة) أغار الأسبان على ملوك الطوائف ، فشتتوا شملهم وأسقطوا دولهم دويلة عقب الأخرى .. فما أشبه الليلة بالبارحة ..!!

ولكن زعماء الأمتين لايقرؤون التأريخ...وإن قرأوا لا يتعظون...والطغيان يعمي البصيرة...وستكون نهايتهم عبرة لمن اعتبر ...ونسأل الله أن تكون نهايتهم مذلة ومخزية...

- وأخيرا نقول :
(انتصرت غزة) نعم :

إنتصرت بالرعب والهزيمة النفسية التي أصابت الصهاينة المحتلين جميعاً.... في حين أن معنويات الفلسطينيين تناطح السحاب.

إنتصرت إستخباراتيا حيث تفوقت على جميع أجهزة الاستخبارات العالمية ..التي تساند العدو الصهيوني.

وإنتصرت في عدد القتلى من العسكريين الصهاينة في حين الشهداء من كتائب القسام أو غيرهم من المقاومين لا يتجاوز عدد الأصابع.

وإنتصرت في تدمير أكثر من 336 دبابة ومدرعة وناقلة جند منذو بدء التوغل البري...استهداف مباشر...غير الآليات التي قصفت بالصواريخ وقذائف الهاون...وهي في المرابض...خارج حدود غزة وعلى اطرافها..... في حين عجز العدو عن تحقيق أي هدف عسكري.

وإنتصرت في عدد الأسرى الذين تجاوزوا المئات... في حين عجز العدو عن تحقيق أي أسر... ممن ينطبق عليه تسمية (أسرى حرب)..أي محاربين..

وإنتصرت سياسياً .. فهاهي اليوم هي من تملك زمام المبادرة.. وصاحبة اليد العليا في فرض شروط الهدنة وغيرها.

وانتصرت إعلاميا في توثيق أهدافها العسكرية... في حين أن العدو لا يملك شيء من ذلك سوى أشلاء الاطفال والنساء والخدج التي تدينه بجرائم حرب ضد الإنسانية.
وانتصرت إنتصارا شاملاً كاملاً.. من خلال إجبار العدو الصهيوني على التراجع عن أهدافه العسكرية، والخضوع للهدنة وفق شروط المقاومة الفلسطينية.

وانتصرت في إحياء روح الجهاد والاستشهاد في الأمة الإسلامية ...وأعادت للأمة عزها ومجدها وكرامتها.

وانتصرت حين اظهرت للعالم حقيقة اليهود وجبنهم وضعفهم وخورهم... وأنهم أوهن من بيت العنكبوت.

- هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ... ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم إنانسألك لإخواننا في غزة ، النصر والتمكين والعزة...

اللهم دبرهم في احسن تدبير ويسر لهم كل أمر عسير واجعل اليهود في أيديهم بين قتيل وأسير يامن أنت على كل قدير وبالإجابة جدير...

اللهم أنهم جياع فاطعمهم..عطاش فاسقهم ..عراة فاكسهم...
حفاة فاحملهم...خائفين فأمنهم...مظلومين فانصرهم.
مخذولين من أقرب الأقرباء لهم ومن أبناء جلدتهم فاسندهم وأيدهم ومدهم بمددك وجنود من عندك يارب العالمين...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..
والحمد لله رب العالمين ...
خطبة جمعة 17 جمادى الأول 1445هـ الموافق 1 ديسمبر 2023م
جهاد الشعوب في مواجهة الاحتلال وذكرى يوم الجلاء
الخطبة الأولى:
بعد الحمدلله والشهادتين والتذكير بالتقوى أما بعد:
ففي ظل الفتن والمحن والمصائب التي تعصف بالحياة! وفي ظل الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الإيمان والنفاق؛ كان لابد من قوة يركن إليها المؤمنون ويثق بها الموحدون ويستأنس بها المجاهدون وينتصر بها الضعفاء ويرجع بها الحق إلى أصحابه، والأرض إلى أهلها. وقد عانى اليمانيون في شمال الوطن من عصر مظلم وليل معتم تحت سيطرة الإمامة السلالية العنصرية التي صادرت حق الشعب في أن يعيش حياة كريمة، بينما عانى شعبنا في جنوب الوطن كما عانى الشعب الفلسطيني من الرضوخ تحت الاحتلال البريطاني الذي رسخ سياسة الفرقة والتنافس والتنافر وفق خطة عقود من الزمن على مبدأ (فرق تسد) في ظل تجهيل واستضعاف ومصادرة للحريات واستغلال لخيرات البلدان المحتلة البشرية والجغرافية والمادية وفي المقابل تم إيجاد قيادات عميلة تسبح بفكره وتسير في ركابه على حساب وطنها وشعبها، مما جعل الشعوب الحية الباحثة عن الحرية والخروج من تسلط المحتلين تنتفض انطلاقا من قوله تعالى في أول آية نزلت في مواجهة المستبدين: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى) تحت قيادة الثوار الأحرار وعلى رأسهم علماء و قيادات الأمة في شتى بلداننا الإسلامية المحتلة للتحرر من الاحتلال الأجنبي، في ظل نضال التاريخ وكفاح الحاضر.
وتأتي مواجهة المحتل البريطاني التي توجت بثورة الرابع عشر من أكتوبر ليتحقق انتصار ثورات اليمن كل اليمن في ٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧م برحيل آخر جندي بريطاني عن ثغر اليمن الباسم درة المدائن عدن، بعد فترة احتلال استمرت أكثر من ١٢٨ عاما من ضمن احتلال غربي غاشم سطا على عالمنا العربي والإسلامي على أثر اتفاقية سايكس بيكو للإجهاز على آخر قلاع وحدة المسلمين المتمثل في دولة الخلافة العثمانية التي سميت زورا وبهتانا بالرجل المريض، في حال غفلة وسذاجة وتنافس رخيص من قيادات الأمة، أو قل عمالة وتبعية ووعودا جوفاء على حساب وحدة وكرامة الأمة لينفذ الاحتلال من خلال ذلك لمحو تمسك واعتزاز الأمة بمنهجها الصافي وينبوعها الرقراق متناسين توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه، ومتعلقين بوعود الاستعمار الجوفاء، فأكلت بلداننا واحدا بعد الآخر، كما أكل الثور الأبيض وبذلك حقق الاستعمار مراده ونفذ إلى تحقيق أهدافه التي في مقدمتها ما قاله الله تعالى: (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون).
عباد الله: إن الأحداث النضالية والمواقف التحريرية، أظهرت لكل لبيب حقيقة الأمور في جوانب كثيرة، فانكشف النفاق وظهرت طبائع أهله، فتم فضحهم وتعرى زيفهم وكذبهم، ففي الأيام الحرجة ظهرت حقيقتهم وارتباطهم بأوليائهم من الكافرين، كما قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾.
وما أشبه الليلة بالبارحة وانظروا كيف يتبادل المنافقون مع اليهود المودة في حربهم على غزة بالنصح والتملق والدعاية والتثبيط والسكوت خشية أن يصيبهم ما أصاب غزة (تشابهت قلوبهم). ولكن الرد الإلهي ألجم كل فصيح وفضح كل منافق وبين كل مستور "فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ". فالأحداث المتشابهة والمذابح المتكررة، كشفت عورة دول الغرب، وأبانت عنصريتها وزيف شعاراتها، وإلا ماذا يسمى ما فعله المجرمون الصهاينة في فلسطين وغزة على وجه الخصوص؟! وسيرجع الطرف خاسئاً وهو حسير حينما يتَّهمون أصحاب الحق المشروع المقاومين للظلم والبغي والاحتلال بالإرهاب، سبحانك هذا بهتان عظيم.
عباد الله: لم يرحل محتل من البلاد الإسلامية إلا بالجهاد وقوافل من الشهداء في كل البلدان التي تحررت كالجزائر بلد المليون شهيد وليبيا واليمن وغيرها من دول عالمنا الإسلامي والعربي.
أيها المؤمنون: لا شك أن الإسلام ربى أبناءه على الأخذ بعوامل النصر المؤزر والفتح المبين، فمن فعل ذلك فقد وعده ربه بالنصر والتمكين، ألا وإن من أعظم هذه الأسباب الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة فيما عنده وبذل الأسباب المقدور عليها، كما قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ)، والثبات على الدين والقيم والمبادئ والحق الذي أمر الله به، والصبر والمصابرة والمرابطة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ). فالثبات هو السلاح الذي استمسك به السحرة عندما وقر الإيمان في قلوبهم، كما قال تعالى: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا). ولذلك كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على الثبات والصبر واليقين سبيلاً إلى التمكين في الأرض والانتصار على الشهوات والشبهات والأعداء، مهما كانت التضحيات، الثبات في ميادين الوغى ولقاء الأعداء، فالمسلم لا يرضي لنفسه الذل والمهانة ولا يقبل الخضوع لغير الله فلا يخاف أو يخشي إلا الله مهما كانت قوة العدو وجبروته، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).وقد كان العلماء ورواد المساجد وعامة الشعوب المتأثرين بهم هم طلائع المجاهدين والأحرار، فتقدم كل مسلم صادق غيور يقدم ضريبة انتمائه لهذه الأمة وهذا الدين من وقته وماله ودمه.
والعلماءِ لهم دورُ كبير كونهم قادة الناس ومُوجهوهم، وقد سطر التاريخُ أمجادهم حيث كان الناسُ يلجئون إليهم عندما تدلهمّ المصائب وتكثرُ الأزماتُ ليجدُوا عندهم الحلَّ والتوجيه وقيادة الركب، فابن تيمية والعز بن عبد السلام وأحمد ياسين وغيرهم من أهل العلم يتقدمون الكتائب ويوجهون الفيالق، إذ لا معنى لعالمٍ يعيش في وادٍ، وأمته وقضاياها في وادٍ آخر، قال تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)، كما أن للإعلام بوسائله المختلفة دوره في نقل الحقيقة وبيان قضايا الأمة، وفضح اليهود والمنافقين وأعوانهم وغرس القيم العظيمة في نفوس الأمة، وعلى كل دوره في مجاله الذي يحسنه، في نصر قضايا الأمة والوقوف الى جوارها في أيامها الحرجة وأزماتها الكبرى.
في المقابل إن المتخاذلين عن مواجهة الاحتلال هم الذين مكنوا له وكانوا أدواته، حيث كانت تهمة العمالة والارتهان للمحتل أكبر تهمة كما قال تعالى مبينا حالهم: (...تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل).
عباد الله: إنه لم يرحل الاحتلال ولن يرحل إلا تحت ضربات الثوار الأحرار، فنتيجة الصراع الدائم نصرٌ حاسمٌ، فإن النصرَ مع الصبر، وإن الفرجَ مع الكرب، ومهما تفاقمت المحن، واشتدت الفِتن، فإن في طيِّ كلِّ محنةٍ مِنحة، ومع كلِّ بليةٍ عطية، ولا تخلو رزيةٌ من مزية، والإسلامُ لا يتألقُ إلا في أجواء التحدي، والمسلمون لا يعودون إلى دينهم إلا إذا أحسوا بالخطر، فـ: ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾، ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾، ورضي الله عن فاروق الأمة المحدث الملهم، القائل: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" وإنا لمنصورون بإذن الله مهما كانت الجراحات والتضحيات، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) وأستغفر الله لي ولك ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
بعد الحمدلله والشهادتين والتذكير بالتقوى أما بعد :عباد الله: إن معرفة السنن الإلهية وإمعان النظر فيها واستحضارها من أعظم أسباب حياة القلب وإيمانه وإجلاله للخالق المدبر سبحانه، ففيه تكون الحكمة ظاهرة في أمر تدبير الكون ونظامه، فأحداث التاريخ تعيد نفسها وإن تغير شيء من صورها وملامحها، فقراءتها واستقراؤها مما يسقي نبت المعرفة ويحيي نور البصيرة، ويقوي روح اليقين في وعد الله ووعيده وقدرته وانتقامه، إنها سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير، (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا)، سنة لا تحابي أحدًا، ولا تجامل أحدًا، فليس هناك حصانة لفرد أو مجتمع، (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)، (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ).
عباد الله: لقد فشلت المشاريع الصغيرة محدودة النظرة وضيقة الأفق تحت الرايات المستوردة، بل أدت إلى مشروع مدريد وأوسلو الفاشل، وبالمقابل يفشل المشروع الطائفي الإيراني المزايد بالقدس والمقاومة، وظهرت عمالته وتنسيقه مع الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، وانكشفت كذبته اليوم في حرب الاحتلال الصهيوني على غزة، وعليه فلا سلام في ظل الاحتلال مهما كانت
الصيغ والمقترحات، بسبب بسيط حيث لن يقبل به اليهود اليوم وهم ينتظرون العلو والحبل الممدود لهم من القوى الاستعمارية، ولن يقبل به المؤمنون بقضيتهم ودينهم وهم اليوم في أوج بطولتهم وصمودهم وتحقيق انتصاراتهم، وهم يمرغون أنوف الأعداء ويملون عليهم شروطهم. فاستمرار نضال الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الصهيوني حتمية تاريخية، واليوم بعد تحرر قرار المقاومة وخلوص منهجها ورايتها، وتحت ضربات المقاومة وثمن دماء الشهداء والتضحيات الكبرى المتتالية أصبح رحيل الاحتلال حقيقة لا جدال فيها، وكما رحل الاحتلال عن الجزائر وليبيا واليمن والشام وفيتنام وأفغانستان وغيرها سيرحل عن فلسطين إن شاء الله.
أيها المؤمنون: لقد سطر الفلسطينيون في الأرض المباركة بأحرف العز والنصر والشرف ملحمةً من أروع الملاحم البطولية في التاريخ المعاصر، لقد أعادوا الأمل في النفوس، بصبرهم وجهادهم وثباتهم أمام أقوى الجيوش تسليحا وتدريباً، فقد تعرضوا إلى أبشع الضربات والقصف الموجه، في إجرام تجاوز كل الحقوق الإنسانية بعيدا عن المعاهدات والمواثيق الدولية، والتي تتعامل معها القوى الدولية بانتقائية وهوى وتحيز ، فمن هو المعتدي؟ ومن هو المحتل؟ ومن يمتلك الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحظورةً ؟ وما ذنب الشيوخ والأطفال والنساء؟ ولماذا يُستهدفون ؟ ومع ذلك ومع كل ما حدث فقد كان ثبات أهل غزة وفلسطين عنوان الإيمان وقوة البأس وشموخ العزة والإباء، وظهر جهادهم، في ملحمة عظيمة سيكتب عنها التاريخ، حيث استخدموا الأنفاق كاستراتيجية جديدة في الحرب أبهرت العدو وأذلته ولقنته دروساً قاسية، وإنه لشموخ في زمن الانكسار، وإنه لنصر وفتح كبير (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء). ونذكر بمواصلة تضامننا مع جيشنا وأمننا في كل المواقع والجبهات بالنفس والمال ، كما نواصل تضامننا كذلك مع إخواننا في غزة سياسيا وإعلاميا ودعما ماليا
ونذكر بالوقفة التضامنية مع غزة العزة والتي نخرج إليها إن شاء الله بعد صلاة الجمعة إلى شارع 26 سبتمبر فندعو الجميع إلى الخروج ، ونذكر بالجهاد بالمال بعد الصلاة (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ثم الدعاء وأقم الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة2 جمادى الآخر 1445هـ الموافق 15 ديسمبر 2023 م
بعنوان : حقوق الإنسان في الإسلام
 
الخطبة الأولى : الحمد لله الذي فضل الإنسان على جميع الكائنات ، وسخر له ما في الأرض والسماوات ، وجعله خليفة في هذه الدنيا يعبدها لربها ويقيم عليها جميع التشريعات ، أحمده تعالى أوجب على عباده أداء الحقوق والواجبات ، ورغبهم في الإحسان إلى خالقهم وإلى جميع المخلوقات ، وربط ذلك بالإيمان والأخلاق والعبادات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل سعادة الإنسان وحريته وكرامته وقيمته في الدنيا والآخرة مرتبطة بقيم الدين وبشرائع الأنبياء والمرسلين وبمنهج الإسلام الذي به هداية العالمين فقال سبحانه (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المبعوث رحمة للعالمين وهاديا للسائرين ومحررا للمظلومين وقاصما لظهور الجبابرة والمستبدين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فكانوا أعدل الناس، وأنفع الناس للناس، وأرحم الناس بالناس، وخير أمة أخرجت للناس.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وحسن عبادته والجهاد في سبيله ، وتذكروا أن الله تبارك وتعالى قد اصطفى لكم الدين ونظم به حياتكم فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أسأل الله تعالى في هذه الساعة المباركة التي تستجاب فيها الدعوات وتقضى فيها الحاجات وتفتح فيها أبواب السماوات أن يكتبنا جميعا من المتقين الفائزين المفلحين وأن يعجل بالنصر للمجاهدين في اليمن وفي غزة وفي كل بلاد المسلمين وأن يعجل بالهزيمة الساحقة الماحقة للصهاينة الغاصبين والصليبيين المعتدين والروافض الحاقدين
 أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان والذي وقعت فيه الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر عام 1948م والذي يحتفل فيه العالم الغربي اليوم مفتخرا وهو في نفس الوقت في حالة إخفاقات واضحة وتدن مشهود في مراعاة حقوق الإنسان عموما وحقوق المسلمين على وجه الخصوص ، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم انتهاك حقوق المسلمين وإهانة مقدساتهم وسفك دمائهم والقتل الممنهج والتهجير القسري واحتلال البلدان ونهب الثروات وكبت الحريات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وكل حلفائه في العالم
وكأنهم يقولون بلسان الحال والمقال بأن الإنسان الذي جاء القانون لخدمته هو الإنسان الأوربي فقط ولا قيمة لغير هذا الجنس من البشر
في هذه الظلال المليئة بالتضليل والخداع والتي يجتمع فيها العالم الغربي الظالم على قتل الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وتهجيرهم من بلادهم ومن مقدساتهم والتمكين للكيان الصهيوني الغاصب من احتلال للبلاد والمقدسات ، في هذه الأجواء الملبدة بالسحب المتراكمة من الخراب والدمار يطيب الحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام ، في هذا المنهج المعصوم المنزه عن الهوى والتحيز والظلم والجهل الذي بلغ أعلى درجات الكمال في كل تشريعاته كيف لا وهو منهج أنزله
صاحب الكمال المطلق القائل في كتابه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) أي للطريقة التي هي أقوم وأعدل وأصوب وأكمل وأجمل
نعم أيها المؤمنون لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله على كثير من خلقه بأنواع من التكريم، فخلقه لعبادته، وهيأه لحمل أمانته، وتكفل برزقه وهدايته، وأقام حياته على دينه وشريعته ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
ومن مظاهر التكريم أن خص الله هذا الإنسان بالعقل والاختيار والتمييز وخص هذه الملة باليسر والسعة ورفع الضيق والحرج وصدق الله (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ، ومن مظاهر التكريم التلازم بين الحقوق والواجبات وبين الصلاحيات والمسؤوليات والشمول لحقوق الله وحقوق الإنسان وحقوق بقية الكائنات الحية أو الجمادات وصدق رب العزة القائل (الر كِتَابٌ
أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)
ومن مظاهر تكريم الإنسان أيها المؤمنون أن جعل لهم نظام حياة يحدد علاقتهم بربهم وعلاقتهم ببعضهم ، وعلاقتهم بمن حولهم من الخلق، ويحدد لهم حقوقهم على غيرهم والحقوق التي عليهم لغيرهم ، شريعة تعبدهم بها في الحياة ، وجعل الاستقامة عليها موجبة للجزاء الحسن في المعاش والمعاد ف(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) ، بل جعله دينا يتحقق به العدل والإحسان، ويمنع به الظلم والعدوان، وتتحصل به المصالح والمنافع ، وتدفع به المفاسد والمضار ، وتحيا به قيمة التعاون على البر والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة، والنهي عن الإثم والعدوان والبغي ، والابتداع والشرك والإلحاد، وغير ذلك من بواعث الفتنة، وموجبات الشر، وحفظ الله هذا النظام في حياة الناس بالتعليم والتربية والترغيب والترهيب وبالثواب والعقاب ، وشرع الحدود الرادعة، والعقوبات البليغة دنيا وآخرة، كل ذلك لتطيب الحياة ويتحقق الأمن الشامل قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
 إخوة الإسلام إن من الحقوق العظيمة للمكلفين التي تضمنتها شريعة الله المحكمة الحكيمة حفظ الضرورات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض. فقد تضمنت شريعة الإسلام أحكاماً حازمة كثيرة ومتنوعة، لصيانة هذه الضرورات، وتزكيتها، وتقويتها، والمحافظة عليها من كل ما يخل بها، أو يبطلها، ويعطلها، ويحرم الإنسان منها، فكفل الإسلام حرية التدين ف(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وجعل لهذه الرسالة الخاتمة الهيمنة على كل الديانات السابقة باعتبارها رسالة الله الخاتمة المعصومة المحفوظة ، وشرع الجهاد لحماية الدين فقال (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وجرم التلاعب بالدين والمقدسات ، كما جرم قتل النفس البريئة بغير حق في كل الديانات قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) ، وحرم على الإنسان أن يتعاطى ما يذهب عقله ، وأن يتسبب في الإضرار بعقل غيره ، وجعل حرمة مال المرء كحرمة دمه، وجعل الأعراض قرينة النفوس والأموال في الحرمة، وهو إعلان أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بألف سنة فقال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )، وقال: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، كما حرم المال فلا يحل مال امرئ مسلم أو غير مسلم إلا عن طيب نفس منه أو بحقه إلا الكافر المحارب ، قال تعالى: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ ، وحرم الله السرقة والنهبة والغصب والربا والظلم والغش والحيل، ورتب عليها سبحانه حدوداً رادعة وعقوبات مغلظة في الدنيا والآخرة ومن العقوبات التي تصان بها الأموال قول الله (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقوله محذرا من التلاعب بالمال وسوء التصرف فيه (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ، وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا). بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والأحكام ، وأنزل له من الهدى والبيان، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية : الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه. أيها: ومن أحوال الإنسان ومنازله وأوصافه التي تترتب عليها واجبات، ويستحق عليها حقوقاً ، كما كفلت الشريعة بمنظومة الحقوق كل فئات المجتمع فشملت الحقوق السياسية بين الحاكم والمحكوم والحقوق الإدارية بين المدراء والموظفين وبين العمال وأرباب الأعمال والحقوق ، وهناك حقوق للمسلم على غيره يلزم أداؤها إليه عند حصول مناسبتها أو وجوب سببها الذي علق الشرع الحق به، فمن ذلك إفشاء السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وإعانة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وإعطاء السائل، وقرى الضيف، وإرشاد التائه، والنصيحة للمستنصح، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا يخطب على خطبته، ولا يبيع على بيعه، ولا يسوم على سومه، وعيادة المريض، والصلاة على الجنازة، والتشييع وشهود الدفن، والستر على المستور حياً وميتاً، والتهنئة عند تجدد النعمة والمواساة عند المصيبة وكذا  لأسرية بين الآباء والأبناء والأقارب والأصهار وبين الزوج والزوجة ، وحقوق الجيران وحقوق المجاهدين وحقوق الفقراء والمساكين والأيتام وحقوق المرأة والطفل بل شملت حقوق الحيوانات وحق الطريق إلى غير ذلك من الحقوق التي لم يسبق هذه الشريعة إليها أحد لأنها من علم الله الذي يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن وكم وردت فيها من النصوص الجامعة في القرآن والسنة ومن ذلك قول الله عز وجل (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) وقوله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ، وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هُنَّ؟ قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية (وإبرار المقسم ونصر المظلوم )
وأخيرا نذكر بحقوق المجاهدين في اليمن وفي غزة من الدعم المعنوي والمادي بالمال والنفس والدعاء ووقفات التضامن ونذكر بالوقفة التضامنية مع غزة والتي ستكون بعد صلاة الجمعة في الساحة المجاورة لمسجد عذبان في المجمع وأن ذلك مساهمة مع المجاهدين وشراكة لهم في الأجر ثم الدعاء والدعوة للجهاد بالمال وأقم الصلاة
HTML Embed Code:
2024/05/17 21:35:20
Back to Top