TG Telegram Group Link
Channel: عالم الطب
Back to Bottom
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 2

علم الحديث .... زعموا أنه المصدر التشريعي الثاني !!!!!!

سنتكلم بعون الله عن علم الحديث عند أهل الحديث، لنبين باطلا اعتبره الناس حقا منذ قرون.

قسم أهل الحديث الحديث إلى: صحيح وحسن وضعيف، ومنهم من قسمه إلى صحيح وضعيف....

وعرفوا الحديث الصحيح، بأنه الحديث المسند: الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معللا.

احترازا عن المرسل والمنقطع والمعضل والشاذ، وما فيه علة قادحة وما في راويه نوع جرح.

ونكتة كبيرة أنهم يرون أنهم : إذا قالوا في حديث إنه غير صحيح، فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر، إذ قد يكون صدقا في نفس الأمر، وإنما المراد به, أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور.

وهنا أقول مستعينا بالله:

كيف يقولون أن حديثا ما هو غير صحيح، وفي نفس الوقت لا يجزمون أنه كذب؟!

إذا هم يضعفون كثيرا من الأحاديث لظنهم أنها ربما تكون غير صحيحة!!!! وربما تكون صحيحة!!!!!

إذا هم قد يضعفوا حديثا غير متيقنين بضعفه!!!!!!

وكذلك: لو قالوا عن حديث أنه صحيح ...لأنه أتى بشروط الصحة التي هي من وضع البشر، حيث أنها شروط ليست في كتاب الله ... هذا لا يعني أنه يقينا صحيح، لماذا؟!

الحديث الصحيح يستحيل أن يجزموا أن رسول الله قد قاله، وذلك لأنهم وضعوا شروطا لكي يعتبروا الحديث صحيح، ولنفترض أن حديثا ما أتى بكل شروطهم التي وضعوها، هذا يعطيهم ظنا أنه صحيح وليس بيقين، إذ الشروط من وضع البشر وليس من وضع رب البشر.
ثم لو حقق الحديث الشروط كما سنبينها، فإن اليقين الذي لا نشك فيه، ولا يستطيع أن ينكره أحد، هو أننا لا نستطيع أن نزكي أحدا نعرفه ونعلم أن ظاهره التقوى وطاعة الله وتجنب الفسوق والعصيان والكذب ....عند الله، فكيف نزكي أناسا لا نعرفهم ولا جالسناهم ولا نعرف أحوالهم ولا إيمانهم...... وكيف نزكي أناسا وقد اشتهر عنهم أنهم يخالفون الله في كتابه وآياته ويحرفونها؟!
إذا لا نستطيع تزكية أي أحد، وبذلك لا نعلم صدق المحدثين من كذبهم، ولا نعلم أصدق الذي نقل من أعلاه أم أنه افترى عليه، ولا نعلم أزاد أم أنقص، فالله جل وعلا قال في كتابه { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} [النجم : 32].

وبذلك عندما يحكمون أن الحديث صحيح فهو بغالب ظنهم، وهو من الظن، هذا لا ينكره أي مسلم.

وإذا علمنا أن الأحاديث تصحح بالظن، فكيف تكون هذه الأحاديث والقصص حجة شرعية عند الله، وكيف تكون مصدرا شرعيا وهو ظن، وقد قال تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام : 116].

وقال تعالى {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} [الأنعام : 148].

وقال تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [يونس : 36].

وقال تعالى {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [يونس : 66].

وقال تعالى {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ} [النجم : 23].

وقال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم : 28].

لم يكن الظن عند الله يوما من الأيام حجة، وكيف سيسألنا الله عن الظن، وقد أنزل سبحانه كتابا محكما " لا ريب فيه " فكتاب الله لا ريب فيه أنه من عند الله، ولا يستطيع أحد أن يأتي بآية مثله، وهذا ما يسألنا الله عنه يوم القيامة، وحاشاه أن يسألنا عن أحاديث الناس وقصصهم التي نسبوها للرسول ونحن لا نعلم أصدقوا أم كذبوا، والله المستعان.

إذا لنعود لهؤلاء القصاصين ...علماء الحديث...

ونقول لهم: كيف تضعفون حديثا قد يكون رسول الله قاله؟! وكيف إن سألكم الله عنه؟! بماذا تجيبون؟!

أنه خالف شروط الحديث الصحيح؟!!!!

ومن وضع هذه الشروط؟!
وهم قد نقلوا أنه صلى الله عليه وسلم قال " كل شرط ليس في كتاب الله فهو رد "

وشروطهم هذه كلها ليست في كتاب الله فهي باطلة مردودة عليهم.

وكما نلاحظ بنوا على باطل، ووضعوا شروطا من عقولهم ما أنزل الله بها من سلطان.

ووضعوا للحديث الصحيح شروطا لنتعرف إليها:

شروط الحديث الصحيح:

....طبعا كلها شروط ما أنزل الله بها من سلطان، شروط وضعوها من عقولهم وما جالت بها أفكارهم، بنوا على أساس باطل وصعدوا ببناء معوج....

١- اتصال السند
يقصد به أن لا يكون بين اثنين من رواة الحديث فجوة زمنية أو مكانية يتعذر معها اللقاء أو يستحيل التلقي.

وهذا شرط سخيف جدا، قد لا يكون بين الرواة فجوة زمنية ومع ذلك قد لا يلتقون مع بعضهم.

وقد لا يكون بين الرواة فجوة مكانية، ومع ذلك من الممكن أنهم لم يلتقوا مع بعضهم.

بالنسبة للفجوة الزمنية: فقد يكون الراويان بنفس القرن وأعمارهم متقاربة أو متباعدة، وقد يكون واحد منهم بخراسان، والآخر بالمغرب أو بالشام، فقد يمكن لهذان ألا يلتقيان ولو أن زمنهما واحد.

وأما بالنسبة للفجوة المكانية: فقد يكون الراويان بالشام، وقد لا يلتقيان، وهل تلتقي أنت بكل من حولك من الناس؟!

إذا حتى لو أنه لم يكن بين الراويان فجوة زمنية أو مكانية فهذا لا يعطي يقينا أنهما التقيا وحدثا بعضهما بعضا...

ثم نقول : يقولون أن يكون كل واحد من الرواة قد سمعه ممن فوقه!!!!

وحتى لو سمعه ممن فوقه، ألا يمكن أن يكذب على لسان من فوقه!!!! ومن فوقه ألا يمكن أن يكون قد كذب على لسان من فوقه!!!!! وهكذا ...

وهذا ممكن فاليوم مثلا ترى عجبا من الناس، تتكلم مع من تثق بهم، فيروي عنك ويزيد كذبا، وهذا لا ينكره أحد.

وقد قال الله في ذلك {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء : 81].
فقد كان طائفة من الناس يغيرون ما قد قاله رسول الله، وهم حوله وقد أظهروا الطاعة.

فمن يزكي فلان أنه لم يكذب فيما نسبه لمن هو أعلى منه!؟؟؟

فهذا الشرط وعدمه سواء...

٢- عدالة رواته

والعدالة عندهم: مَلَكَة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ومجانبة الفسوق والابتداع ، والراوي العدل هو من توفرت فيه الشروط التالية :

الإسلام : فلا تقبل رواية غير المسلم ولو كان كتابيا.
البلوغ : فلا تقبل رواية الصبي.

العقل : فلا تقبل رواية المجنون.

عدم الفسق : والفسق هو ارتكاب الكبائر أو الإصرار على الصغائر.

المروءة : وهي أن يتصرف الراوي بما يليق بأمثاله ، فإذا كان عالمًا تصرف كما يليق بالعلماء ولا يتصرف كالباعة والمحدثون بهذا يركزون على الجانب الأخلاقي في الراوي الذي يتضمن صدقه وأمانته وبراءته من كل ما يتنافى مع مقام الرواية.
وهذا يعرف بالرجوع إلى أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل.

وأقول مستعينا بالله:

يشترطون العدالة، وأيضا اختلقوا لها تعريفا ليس في كتاب الله، وقالوا العدل: لا يمكن أن يكون كافرا ولا فاسقا، وهذا يعني أنه إن جاء كافر أو فاسق بخبر عن رسول الله لا يقبل منه ويرد.
وهذا مخالف لما جاء في كتاب الله، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات : 6].
فالله سبحانه يقول لنا إن جاء فاسق بنبئ أن نتبين ولا نرده، والفاسق ليس مؤمنا بنص القرآن، قال تعالى {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ} [السجدة : 18].

فأهل الحديث بمجرد كون الرجل فاسق يردون ما جاء به وهذا مخالف لأمر الله.

ثم ما يمنع من أن يقبل خبر ممن لم يبلغ؟!

أأوصاكم الله بهذا؟!

....أساس بنوه على باطل وعلى مخالفة الله....

٣- الضبط
وهو أن يحفظ كل واحد من الرواة الحديث إما في صدره وإما في كتابه ثم يستحضره عند الأداء ، وينقسم إلى قسمين :
ضبط صَدْر :هو أن يحفظ الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من أدائه كما سمع متى شاء.

ضبط كتاب :وهو صيانة الراوي لما كتب بعد تصحيحه وتحريره وتقريره, وصيانته كتابه عن أن تمتد إليه يد العبث أو التحريف منذ يكتبه إلى أن يؤديه كما كتبه وتلقاه.

...ولا يعني ذلك أنه يستحيل عليه الكذب...

٤- السلامة من الشذوذ
أن لا يكون الحديث شاذاً والشاذ هو ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو أقوى منه ، بأن يكون في رواية الثقة زيادة أو نقص ليس في رواية الأوثق بحيث لا يمكن الجمع أوالتوفيق بين ما اختلفا فيه ووجود هذه المخالفة يمنع من صحة الحديث.

....وههنا يرفضون زيادة الثقة إن خالفت الرواية الأوثق أو زادت عنها.... قوانين أشبه بقوانين الحكام والملوك...
٥- السلامة من العلل
أن لا يكون الحديث معللاً، والمعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة خفية تقدح في صحته والظاهر السلامة منها ، غير أنه يوجد سبب خفي لا يدركه إلا أكابر العلماء يمنع من الحكم عليه بالصحة ، ومن ذلك أن يكون الحديث موقوفا فيروى مرفوعُا أو العكس ، أو يكون في الإسناد راوٍ يروي عمن عاصره بلفظ (عن) موهمًا أنه سمعه بينما هو لم يسمع منه ، ويشترط لصحة الحديث خلوه من العلل.

وههنا علة لا يمكن على الناس إدراكها، بل فقط على بعض العلماء ممكن أن يدركوها فيضعفوا الحديث....

وههنا نسأل سؤلا: مصدر شرعي كبير وضخم جدا، فيه خلاف، من الناس من يضعف، ومن الناس من يصحح، ومنهم من يعلل، فكيف للمسكين الأمي الذي يريد أن يعلم ما شرع الله ويريد أن يسلم لله، كيف له من معرفة الحديث الصحيح من الضعيف وهو يرى علماء الحديث بأنفسهم مختلفين؟!

وكيف سيحاسبه الله يوم القيامة بأحاديث ضعفها لظنه بأنها ضعيفة وقد كانت صحيحة؟!

وكيف سيحاسبه الله سبحانه بأحاديث صححها وهي ضعيفة لظنه أنها صحيحة؟!

كيف يكلفنا الله فوق طاقتنا وما ليس باستطاعتنا أن نميز الصحيح من الضعيف، وما حجتنا؟!

أن فلانا وفلانا صححوا فصححنا؟!

وأن فلانا وفلانا ضعفوا فضعفنا؟!

وأننا وضعنا شروطا ليست في كتاب الله وسرنا عليها؟!

أيجعل الله دينه ومعرفته بكل هذه الصعوبة؟!

وعند أهل الحديث مصطلحات:

الحافظ: هو من حفظ مائة ألف حديث متنا واسنادا ووعي ما يحتاج إليه.

الحجة: هو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث.

الحاكم: هو من أحاط لجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا وتاريخا.

وأقول مستعينا بالله: أيستخف هؤلاء الخرفين عقول الناس؟!

حافظ يحفظ مئة ألف حديث، نسأله من أين جئت بمئة ألف حديث؟!

وإن كانت هذه الأحاديث حجة شرعية وشرعا من عند الله فسيحاسبنا عليها ....كما سيحاسبنا عن القرآن.... علمناها أو جهلناها، فما جهلنا لها إلا بسبب الإعراض.

وهنا نقول كيف للمساكين العوام أن يدركوا مئة ألف حديث؟! حتى يعملوا بما احتوته هذه الأحاديث؟!!!!

ويقول حجة؟!!! يحيط بثلاثمئة ألف حديث!!!!! ومن أين جاؤوا بهذه الأحاديث والتي لم يحيط بها جميع الصحابة مجتمعين!!!

ويقولون الحاكم؟!!! من أحاط بكل الأحاديث.!!!!!
ربما أكثر من مليون حديث ... كما روي عن أحمد أنه كان يحفظ مليون حديث ....

مليون حديث سنسأل عنها يوم القيامة، لأنها حجة شرعية!!!!!

وهنا أسأل سؤالا: من أين جاؤوا بمليون حديث أو بسبعمئة ألف حديث أو بستمئة ألف حديث أو بثلاثمئة ألف حديث أو بمئة ألف حديث؟!!!
وقد كان أحفظ الصحابة ربما يحفظ عشرة آلاف حديث، هذا إن وصل أحد من الصحابة لحفظ خمسمئة حديث!!! بعيدا عن الذي نسب لهم زورا وبهتانا...

وبعض الصحابة ربما كان يحفظ حديثا أو حديثين، ولربما لم يحفظ إلا عشر أحاديث!!!

وأنا على يقين أنا معظم الصحابة لم يكونوا يعلمون بكل ما حدث به النبي، وهذا لا ينكره أحد.

فكيف يكون الحديث حجة ومصدرا شرعيا والصحابة لم يعلموا كل الأحاديث وجهلوا كثيرا منها؟!

.... بنيان أسس على باطل ....

ونكتفي فيما ذكرناه، فتقسيماتهم كلها من عقولهم، ما أنزل الله بها من سلطان، ويكفي أنها شروط ليست في كتاب الله.

وقد أخبرنا الله سبحانه أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وجمع مليون حديث لننظر فيها وكيف ضعفوها وما قد صح منها ...... هذا تكليف لا تتحمله الأنفس، ولربما مات الناس ممن يطلبون ذلك قبل أن يحيطوا بها علما.

لذلك فإننا نقول أن الله سبحانه قد أنزل كتابا لا شك فيه ولا ريب، كتاب محكم، فصل فيه كل شيء، وبين فيه كل شيء، وجعله حجة على الناس، وسيسأل الناس أجمعين عن كتابه.

لم يترك سبحانه عباده هملا ويتعبهم في البحث عن دينهم في أقوال الناس وأكاذيبهم، بل أنزل سبحانه القرآن وحفظه، ويسره للذكر، واضح بين، يعيه الناس أجمعين، وسيسألهم يوم القيامة عنه، ولن يسألنا عن أكاذيب الناس وأقوالهم.
...
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 3

تدوين الحديث ..... زعموا أنه المصدر الشرعي الثاني!!!!!!

يقولون: أن تدوين الحديث بدأ مع بداية القرن الثاني، وهذا مشهور بين أهل الحديث.

حيث أن الحديث لم يُدوّن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل وأخرج مسلم في صحيحه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تدوينه، فقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب عليّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار». مسلم.

وهنا لنا وقفة مهمة:
من حقنا أن نسأل لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن، ولم يأمر بكتابة الحديث؟!

وإن صح حديث أبي سعيد الخدري، لماذا نهى النبي عن كتابة حديثه؟!

لماذا أمر النبي ..إن صح الحديث.. بمحي ما كان قد كتبوه؟!

إن كان حديثه صلى الله عليه وسلم حجة، ومصدرا للتشريع، وسيسألنا الله يوم القيامة عنه، إذا فلماذا لم يأمر النبي بكتابته كما القرآن، إن كان حديثه صلى الله عليه وسلم كالقرآن؟!

ألم يؤمر رسول الله بأمر واضح بين في كتاب الله أن يبلغ رسالة ربه، وأن يبين الدين؟!

قال تعالى {۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة : 67].

إذن لو كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقولون.. وحيا .. أو أنه ..أنزله الله .. لكان على الرسول أن يحرص على تبليغه للناس كما القرآن ولا فرق.

وإذ لم يفعل النبي، وما أمر بذلك، بل نهى أن يكتب حديثه ..إن صح الحديث.. بل وأمر أن يمحى ما كان قد كتب.. فهذا يدل يقينا على أن الحديث ليس وحيا من عند الله، وليس هو مما أنزله الله، وإذ هو كذلك فلا حجة فيه في الدين، ولو كان حجة لدونه النبي كما القرآن تماما، لأن النبي كان حريصا على أمته من بعده ألا تضل.

وكذب أهل الحديث والأثر، عندما قالوا أن الحديث وحي من عند الله، وعندما قالوا أن الحديث مصدر للتشريع، وبذلك فقد أشركوا مع الله، وجعلوا رسول الله ربا يعبدونه من دون الله.

قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى : 21].

نفى الله سبحانه من أن يكون له شريكا يشرع من دونه، فكيف جعلوا رسول الله مشرعا مع الله، وكيف جعلوا مما نسبوه من الحديث بالظن إلى النبي مصدرا للتشريع وحجة شرعية؟!

إن هذا لشرك وإنه لظلم عظيم.

ولعل القوم لم يدركوا حقيقة ما نقول، فسنتدبر آيات واضحات بينات في كتاب الله لعل القوم يستفيقون.

قال الله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 64].

يبين سبحانه في هذه الآية أمرا عظيما، يبين سبحانه من هم المسلمون، وكيف هو الإسلام.

يخاطب سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم، بأن يقول لأهل الكتاب " تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " ليتفقوا على كلمة لا يختلفون في الدين، فمن أراد الحق فليستجيب لأمر الله... واحتوت الآية ثلاث نقط في غاية الأهمية:

الأولى: " ألا نعبد إلا الله " ومعنى ذلك أن يعبد الله وحده، وأن يطاع الله وحده، فنستجيب لله بما أمر، وننتهي عما نهانا الله عنه... فمن هذه الآية ندرك أن من عصى الله فقد أخل بها، ولا يطلق على من يعصي الله أنه عابد لله...

الثانية: " ولا نشرك به شيئا " ومعنى ذلك: ألا نجعل لله ندا، لا ملكا، ولا رسولا، ولا ما هو دونهما، فمن جعل ندا لله فقد أشرك به سبحانه، ومن عدل بالله غيره فقد أشرك مع الله، فهذا تماما كمن جعل النبي صلى الله عليه وسلم مشرعا مع الله، وجعل الحديث مصدرا تشريعيا، فهذا حقيقة قد جعل من النبي إلها يعبده مع الله.
قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف : 110].

فالنبي بشر مثلنا، ليس بمشرع مع الله، ولكن الله سبحانه اصطفاه بالوحي، الذي بينه النبي كما الآية " أنما إلهكم إله واحد "، فالنبي يبلغ ما أمره الله بتبليغه، من غير زيادة ولا نقصان، فكيف له أن يكون مشرعا مع الله؟!!!
وقد قال سبحانه عن رسوله {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} [الحاقة : 40-52].

فما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغه للناس هو " تنزيل من رب العالمين " وهو القرآن لا غير، ولو نسب الرسول إلى الله شيئا لم يأذن به، لكان عاقبته السوء كما قال تعالى في الآيات.

فصدق الله وصدق رسوله، وكذب أهل الحديث الذين يقولون " هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه ".

الثالثة: " وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ". وتدبر أن الله سبحانه يأمر نبيه أن يقول " ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله "، فالنبي ليس ربا للناس حتى يشرع من الدين ما لم يأذن به الله، فالنبي يحل للناس ما أحله الله فحسب، ويحرم على الناس ما حرمه الله فحسب، ولا يحق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحرم ما لم يحرمه الله في كتابه، ولا أن يحل ما حرمه الله في كتابه، وحاشاه رسول الله أن يفعل ذلك، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ ما أوحي إليه، وحرص عليه كل الحرص، حيث أمر بكتابة الوحي، وحرص عليه من الضياع، وكذلك الصحابة حرصوا عليه من بعده حتى وصلنا اليوم بعد ١٤٣٠ عام تقريبا، وهو بقدر الله وحفظه، حيث أنه سبحانه قد قال " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".

وهذا قط لم يحصل مع الحديث، فلا النبي دونه ولا الصحابة من بعده، وبعد مئة عام حتى فكر الناس أن يدونوا ما ظنوه حقا، وقد كثر الكذب والوضع حتى صار حديث النبي بما يقارب مليون حديث، لا يعرف الصحيح من الضعيف إلا بالظن وآراء الناس.

فما كان من المجرمين إلا أن يعظموا الحديث ويجعلوه مصدرا للتشريع ليلعبوا بالدين كما يشاؤون، فجعلوا من رسول الله إلها يعبدونه مع الله.

وقال الله تعالى {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 78].

وهذا تماما ما وقع فيه أهل الحديث من الكذب على الله، حيث يقولون أن الحديث حجة شرعية ومصدر للتشريع ونسبوه بأنه وحي من الله، وكذبوا والله.

فالله سبحانه لو أراد أن ينزل أكثر مما أنزله إلينا في القرآن لفعل، قال تعالى {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف : 109].

فليس ما يأتون به من الأحاديث التي بظنهم أنها عن رسول الله أنها وحي من الله.

وقال الله تعالى {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80)} [آل عمران : 79-80].

يبين سبحانه في هذه الآيات أمرا عظيما، ألا وأنه سبحانه لا شريك له قط.
ولا ينبغي من رسول ..ولن يكون .. يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة، أن يقول للناس أن يكونوا عبادا له.

لم يأمر الأنبياء والرسل الأقوام بأن يعبدوهم من دون الله، بل كان أمرهم للناس أن يكونوا عبيدا لله وحده، ربانيين بما كانوا يعلمون الكتاب، وبما كانوا يتدارسوه..

فهل من نبي أمر قومه أن يتوجهوا لكلامه ويقدسوه ويعظموه؟!

وهنا نسأل سؤلا: إذ لم يكن لرسول ولن يكون له أن يدعوا الناس لعبادته، فلما ذكر الله لنا هذه الآية لنتدبرها؟!

ولن تكون هذه العبادة ركوعا وسجودا ..... بل في هذه الآيات أن الرسل لن يخالفوا الله قط، وسيأمرون بما أمر الله، وسينهون عما نهى الله عنه، فإذا ما جاءنا كذاب أفاك بتحريم ليس في كتاب الله ونسبوه إلى رسول الله فهل نصدق الظن ونكذب اليقين؟!

ولو أن رسولا آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة، ثم صدف عنها، وراح يحرم ويحلل وفق هواه، لكان إلها يعبده كل من سمع له وأطاع.
وهذا لن يكون.... إذن فكل من نسب إلى الرسول ما لم يذكر أو يخالف ما في القرآن من تحليل وتحريم وتشريع فهذا محض كذب وافتراء عليه.

فليس لرسول أرسله الله سبحانه وآتاه الكتاب والحكم والنبوة، أن يدعوا الناس لترك كتاب الله وأحكامه وأوامره ونواهيه، إلى كلامه وأوامره ونواهيه، هذا لا يكون قط، وبذلك نعلم كذب كل من نسب إلى رسول الله ما لم يذكره الله في كتابه.

وإن أول مطالب بالعمل بكتاب الله هم رسل الله حيث أوحى الله إليهم، ومن ثم يبلغوه الناس، ويقولوا لهم كونوا ربانيين بما تتعلمونه وتتدارسونه من الكتاب، وتعلمونه من بعدكم.

فأين ذكر كلام الرسل؟! ومن قال أن للرسل حقا أن يحرموا ما لم يحرمه الله أو يحلوا ما لم يحله الله!؟؟

وهذا تماما معنى الأرباب، أن يحلوا الحرام ويحرموا الحلال فيتبعونهم الناس فيكونوا لهم أربابا.

وإذا علمنا أن ذلك لن يكون، فالآيات تخاطبنا أن من نقل عن رسل الله ما لم يذكره الله بكتابه من الدين والشرع والتحليل والتحريم، فهو باطل، ومن اتبع ما خالف كلام الله، فقد جعل الأنبياء أربابا من دون الله.
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 4

أهل الحديث.... الضالين المضلين ....

يقول أهل الحديث: أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لتبين آيات القرآن أو لتخصصها أو لتقيدها أو لتفصلها.... وقد كذبوا والله..

فما هذا القول إلا قول إبليس اللعين، الذي أملاه في عقول المجانين.

وليس ثمة أفصح من كلام الله، وليس ثمة أبين منه، وليس ثمة كتاب قد فصل مثله، وليس ثمة كتاب تام ليس فيه تعارض ولا تناقض مثل كتاب الله.

كتاب أنزله الله العليم الحكيم الخبير، وأحكمه، وفصل آياته، فقال سبحانه {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود : 1].

وقال تعالى {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 52].

فآيات الله محكمة مفصلة منه سبحانه الحكيم الخبير، فلا تحتاج لا لملك ولا لرسول ليحكمها ويفصلها.

كتاب أنزله الله سبحانه وفصله على علم، هدى ورحمة للمؤمنين.

فكيف يطعن المجرمون بكتاب الله وآياته أنها تحتاج لتفصيل؟!

ألا يكفي المجرمون تفصيل الله رب العالمين؟!

ومن مثل الله سبحانه العليم الحكيم الخبير، ليفصل كتابه كما فصله الله، أو خيرا من تفصيل الله!!!!

"سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ"

"سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ"

كتاب فصل الله فيه كل شيء، لم ينسى سبحانه شيئا يحتاج لتفصيل إلا وفصله...سبحانه رب العالمين... قال تعالى { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء : 12].

فلم يهمل الله شيئا إلا وفصله، أفبعد هذا البيان يقولون: أن كتاب الله مجمل يحتاج لتفصيل؟!!

ويقول المحدثون: أن السنة مبينة للكتاب، وكذبوا والله، فقد فضح الله كذبهم في كتابه.

يقول تعالى { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89].

ويقول تعالى { كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة : 187].

ويقول تعالى { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)} [النحل : 43-44]

ويقول تعالى {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل : 64].

ويقول تعالى{وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} [الصافات : 117].

فقد بين سبحانه فيما ذكرنا من الآيات أن كتابه واضح بين، وأنه نزل الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم تبيانا لكل شيء، فلم يغفل الله سبحانه عن شيء إلا وبينه، بل بين سبحانه أنه ما أنزل كتابه إلا ليبين الرسول للناس الحق وما يختلفون فيه وهدى ورحمة للمؤمنين.

أبعد كل هذا البيان منه سبحانه، يدعون أن كتاب الله غامض مبهم يحتاج لمن يبينه من البشر؟!

وهل جبريل أو الرسول عليهم السلام أبلغ بيانا وأشد تبيانا من الله فيما أنزله؟!

كذبوا والله ... قاتلهم الله أنى يؤفكون...

ويقول المحدثون: أن السنة مكملة ومتممة لما جاء في القرآن، فلا يمكن أن نقتصر على الكتاب فحسب......

وكذب أعداء الله، وكذبهم الله في كتابه.

قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة : 3].

وقال تعالى {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام : 38].

كتاب أكمله الله وأتمه غاية الإكمال والإتمام، وبعد ذلك يأت المبطلون أعداء الله ليطعنوا في كتابه بأن إكماله سبحانه ناقص يحتاج لإكمال من البشر.

كتاب ما فرط الله فيه من شيء، وبعد ذلك يأت أعداء الله ليطعنوا في الله سبحانه وينتقصوا منه، بأن كتابه ناقص يحتاج لإتمام من البشر.

فكتاب الله سبحانه هو كتاب مستبين، ليس فيه عيب ولا خلل، ليس فيه نقص، أكمله الله وأتمه وفصله وبينه، بين سبحانه في كتابه كل شيء، وفصل فيه كل شيء، ولم يفرط فيه من شيء.

وكل من قال أن كتاب الله مجمل يحتاج لتفصيل، أو ناقص يحتاج لإتمام وإكمال، أو غامض يحتاج لبيان، فهو كذاب أشر، وطاعن في الله مكذب له.
...
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 5

.....الصحابة والحديث.....

يتوهم كثير من الناس أن الحديث قد دون في عهد النبي صلى الله وعليه وسلم وصحابته من بعده، لذلك يظنون أن ما يتناقلونه من أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قالها.

لذلك لا بد أن نبين موضوعا غاية في الأهمية، وهو أن الأحاديث التي يرونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تدون في عهده ولا في عهد صحابته، وإنما بعدهم بزمن الله أعلم به.

فقد جاء في صحيح مسلم ما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي سعيد الخدري عن رسول الله قوله: «لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب عليّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار».

فأهل الحديث يصححون هكذا حديث، ومنهم مسلم الذي كتبه في صحيحه، ومنهم يقينا من سيضعفه لأن هكذا حديث لا يعجبهم، فلا بد أن يبحثوا فيه عن علة، وقضية ليزيلوا هكذا حديث، لماذا؟!

لأن هذا الحديث سيبين أن كل من دون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من كتب حديثه، وكل من كتب ولم يمحه فهو عاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلو صح الحديث لكان علم الحديث كله أسس وبني على معصية رسول الله، وكفا به إذن أنه علم باطل محض.

وهنا من حق كل مسلم أن يسأل نفسه سؤالا، لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كتابة حديثه، وأمر من كتب حديثه أن يمحه؟!

ولماذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الوحي الذي هو القرآن، ولم يأمر بكتابة حديثه؟!

ولماذا جمع رسول الله القرآن وحرص عليه كل الحرص، ولم يجمع حديثه الذي يعتبرونه من الوحي، وبذلك كان يكون عندنا كتابين للوحي، ومصدرين للتشريع، الأول هو كتاب الله وهو المشرع الأول سبحانه، والثاني كتاب الحديث، وهو للنبي ..الذي يقولون أنه هو المشرع الثاني... وبذلك لا يختلف من الناس اثنان؟!!!

ألم يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الرسالة وما أنزل إليه؟!

وإن كان حديثه وكلامه، وحيا من الله، أليس على الرسول أن يبلغه كما القرآن ولا فرق؟!

هذه أسئلة لا بد لكل مسلم أن يسأل نفسه بها..

وأقول مستعينا بالله: كفى طعنا برسول الله، فإن كل من يقول أن كلام رسول الله وحديثه وحيا، فإنه يتهم رسول الله بأنه لم يبلغ الرسالة، وأنه بلغ شطرا منها وتغافل عن الشطر الآخر، وأنه صلى الله عليه وسلم قد عصى الله بأنه أهمل جانبا من الشريعة.....

لذلك نعلم يقينا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم يقينا أن كلامه وحديثه ليس بحجة شرعية، وليس كلامه وحي من الله، وليس حديثه مصدر للتشريع، وإلا لكان رسول الله أحرص منا على تدوين حديثه وكتابته وتنقيته، لئلا يكتم على الناس حقا أنزله الله، ولئلا يختلف الناس من بعده، وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه.

ويروي أهل الحديث أن عمر ابن الخطاب أراد أن يكتب الحديث، فاستشار الصحابة في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، إلا أنه تراجع خشية أن يُكبّ الناس عليه، ويتركوا القرآن.!!!

وقد أوردوا عن عمر قوله: "لا كتاب مع كتاب الله"، وكما أوردوا عن ابن مسعود قوله: "إنَّ القُلوب أوعية فأشغلوها بالقُرآن"، وأوردوا مثل ذلك عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه.

واليقين الذي نعلمه أن الحديث لم يدون في عهد أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، بل دون بعد موت الصحابة بزمن الله أعلم به.

وهنا نسأل أيضا أسئلة لا بد للمسلم أن يسألها.

أكان الصحابة يرون أن كلام الرسول وحديثه حجة شرعية ومصدرا للتشريع؟! إذن فلماذا لم يحرصوا على تبليغ ما أنزله الله من الوحي الثاني الذي هو الحديث؟!

وقد كان بمقدور الصحابة من بعد الرسول أن يجمعوا أحاديثه وأقواله من أبي بكر إلى عمر إلى عثمان إلى علي إلى ابن عباس وابن مسعود وابن عمر ...... ثم يكتبوه في كتاب ويحفظونه، خير من أن يفرطوا في الجزء الثاني من الوحي كما يزعمون، حتى نأتي اليوم لنحدث حديثا فنقول : فلان حدث فلان، وذاك حدثه فلان، وذاك رواه فلان عن فلان....

ولا ندري اليوم بعد ١٤٠٠ عام من هو فلان، ولا فلان، ولا من يكون فلان ..... أقوال وحكايا وقصص ... بدون بينة ولا يقين، ثم نجعل من نقل الناس وقصصهم وحكاياهم حجة شرعية ومصدرا للتشريع.

وقد حذرنا سبحانه من أن نجعل معه شريكا نأخذ منه التشريع فقال سبحانه {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى : 21].

وقال سبحانه {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون : 117]

وقال سبحانه {لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا} [الإسراء : 22]
وقال سبحانه {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} [الشعراء : 213]

وقال سبحانه {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} [ق : 26].

إن أولئك الذين يقولون أن أقوال النبي وأحاديثه حجة شرعية ومصدرا للتشريع، هؤلاء قد جعلوا مع الله إلها آخر، قد جعلوا من النبي ربا وإلها يعبدونه من دون الله، يظنون أن له حق التشريع والتحليل والتحريم، وليس ذلك إلا لله الواحد الأحد.

قال سبحانه {۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14)} [الشورى : 13-14].

فالمشرع هو الله وحده سبحانه، شرع لرسولنا كما شرع للرسل من قبل، أن يقيموا الدين ..كما أنزله الله .. وألا يتفرقوا فيه.. فبلغ الرسول ما أنزل إليه من ربه.

ثم جاء من بعدهم ففرقوا دينهم وجعلوا من القصص والحكايا والأقاويل والأحاديث ..التي نسبوها زورا وبهتانا إلى النبي.. مصدرا للتشريع وحجة شرعية، ففرقوا دينهم وصاروا شيعا، كل شيعة وفرقة فرحون بما عندهم من الأحاديث والأقاويل التي نسبوها للنبي، وبنوا دينهم على أكاذيب إبليس، وهؤلاء قال الله فيهم { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} [الروم : 31-32].

فهؤلاء مشركون قد فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم من الظنون والأقاويل فرحون، ويحسبون أنهم على شيء، ويحسبون أنهم مهتدون، ورسول الله منهم بريء، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام : 159].

لذلك لا تكاد تجد أناس مجتمعين، لا تجد الناس إلا متفرقين، هذا يصحح الحديث وذاك يضعفه، وذاك يقول يكتب ولا يحتج به، وذاك يقول منكر....... فصارت فرق وأحزاب ولها مسميات مختلفة كلها تنصر ما تعلموه من المجانين والمختلين .... سنة وشيعة وصوفية وخزعبلية وقادرية وأشعرية وتيمية ووهابية و........ .

بينما كتاب الله ليس فيه اختلاف ولن يكون، قال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82].

فالكتاب من عند الله وليس فيه أي خلاف ولا اختلاف لمن تدبر كتاب الله.

بينما ما يسمونها السنة ففيها خلاف شديد، واختلاف كبير، وتفرق بسببها الناس لفرق وأحزاب، فيقينا ليست من الله في شيء.
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 6

.....التدوين الرسمي للحديث......

إن اعتبار أحاديث النبي حجة شرعية ومصدرا للتشريع، قد فتح الباب على مصراعيه أمام الزنادقة ليألفوا أحاديثا وقصصا، يوهمون الناس أنها من الدين لينصروا بذلك مذاهبهم وأهواءهم، فكان شر باب فتحه إبليس على الناس ليضلهم عن سبيل الله.

فبلغت الأحاديث في فترة وجيزة ..مليون حديث .. وهنا نسأل سؤالا: من أين أتوا بمليون حديث!!!!!؟؟؟؟؟

إن كان الحديث مصدرا للتشريع أتعلمون ماذا يعني؟!

يعني أن الله سبحانه سيسألنا يوم القيامة عن هذه الأحاديث، وسيعاقبنا إن خالفناها أو جهلنا شيئا منها.

فكيف إذا سألنا الله عن حديث ما، لماذا ضعفته ولم تعمل به؟؟ أنقول لله لأن فلان ضعفه فضعفناه!! أو سألنا عن حديث ضعيف، لماذا صححناه، أفنقول لأن فلانا صححه فصححناه؟!

أنبني ديننا على فلان وفلان، وما أدرانا أصدق فلان وفلان أم كذبوا، هذا ما لا يمكن أن نتيقن منه.

وكل من يضعف فهو يضعف لأن فيه رجلا قال عنه فلان وفلان أنه سيء الحفظ!!! ولا أدري أصدق فلان وفلان فيه أم كذبوا وهكذا....

دين بنوه على آراء الناس وأكاذيبهم.

وكما هو مشهور عن المحدثين فقد بدأ التدوين الرسميّ للحديث والسُنَّة في عهد الخليفة عُمر بن عبد العزيز، حيث أمر محمد بن مُسلم بن شهاب بن زُهرة المعروف بالزُّهريّ بجَمَعها، وجعل معه أبو بكر بن عمرو بن حزم، فبدآ بذلك من غير ملل.

فكان يُقال إنَّ الزُّهريّ هو أوّل من دَوَّن السُنّة، فكان الزُّهريّ من أعلام السُنَّة.

وقال مُسلم عن الزهري: إنَّ له تسعين حديثاً لا يرويها غيره.

وقيل: لولاه لضاعت الكثير من السُنن، فدوَّنها من غير تبويبٍ لها، وكانت مُختلطة مع بعض أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ثُمّ انتشر التدوين في باقي الأمصار؛ كمكة، والمدينة، والبصرة، والكوفة، والشام، واليمن، وغيرها من الأمصار.

إذن فكان الزهري هذا من أوائل من دونوا السنة، وكان من أعلامهم، وكما زعموا أنه لولاه لضاعت السنة، فتعالوا نرى ماذا يقول الزهري!!!

جاء في " صحيح البخاري " برقم ( 6581 ) ، في كتاب " التعبير " ، باب " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ".
ولفظه :
قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ " .

فالقائل هو الزهري فيما بلغه!!!!!!

جعل الزهري من رسول الله رجلا مريضا نفسيا يفكر بالإنتحار، ويذهب مرارا لينتحر فيتبدى له جبريل فيرجع، فإذا غاب عاد لذلك مرة أخرى...

أهكذا كان رسول الله؟! ألا يكفي ما قاله هذا طعنا بالرسول صلى الله عليه وسلم.

جعل الزهري من رسول الله مريضا مختلا عقليا يريد الإنتحار مرار ليس لديه إيمان ولا يقين بالله.....!!!

لا والله لا يقبل مسلم ما قاله الزهري، وليس رسول الله بمجنون ولا بمريض ولا بفاسق ولا بمن يريد الإنتحار....

بل من الله على المؤمنين برسول الله، يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، قال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].

هذا هو رسول الله، وليس بذاك المجنون المريض نفسيا الذي يريد أن ينتحر..

وقال تعالى{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب : 21].

أفتكون الأسوة الحسنة إذا حزن أحدنا أن يصعد رؤوس الجبال لينتحر؟!

أيعصي رسول الله ربه الذي قال { وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء : 29].

لكنه الإيذاء لرسول الله، آذوه في حياته، وآذوه بعد موته ..صلى الله عليه وسلم..، قال تعالى {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة : 61].
إذا كان هذا حال الزهري ..الذي هو أول من دون الحديث .. يروي كذبا وبهتانا عن رسول الله أنه أراد الإنتحار مرارا، فكيف بمن بعده؟!

وكيف تريدون أن نقبل من الزهري حديثه بعدما سمعنا منه الكذب عن رسول الله!!!

وكيف سنقبل من البخاري الذي ساق هكذا حديث في كتابه؟!

سيقولون لم يصححه البخاري و......

إن كان يضعفه فلما ذكره!!!!

ولم يكتف المجرمون بالطعن برسول الله، بل راحوا يطعنون بالله رب العالمين، فأتوا برواية وحديث ...قصة وحكاية...

وهو القول الذي نسبوه إلى النبي «رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ».

هذا الحديث جاء من طريقين:

الأول: قتادة عن عكرمة عن ابن عباس

ومن ألفاظه: "أن محمدًا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خضرة". - «رأيت ربي جعدًا أمرد عليه حلة خضراء». - «رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء».

من هذا الطريق صححه:

أحمد و أبو يعلى وأبو زرعة الرازي والطبراني وأبو الحسن بن بشار وابن صدقة ..

وهذا حديث مفترى مخالف لصريح القرآن، وهؤلاء كذابون مفترون، ومن صححه هذا لا يعلم من الدين شيئا، بل وطاعن فيه بتصحيح الأكاذيب.

فكيف بعد أن سمعت هذا سأقبل أن أتلقى من أحمد أو أبي زرعة أو أبي يعلى أو أبو الحسن....

وكيف سأثق بهم عندما يطعن هؤلاء بغيرهم أنه ضعيف وكذاب أو سارق للحديث أو أنه ينسى، إن كانوا هم من يصححون الأكاذيب وينسبونها للنبي؟!!!

وجاء فيما صححه البخاري: أَنَّ عَلْقَمَةَ وَشُرَيْح بْن أَرْطَاة رَجُلَانِ مِنْ النَّخَع كَانَا عِنْد عَائِشَة , فَقَالَ أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ سَلْهَا عَنْ الْقُبْلَة لِلصَّائِمِ , قَالَ : مَا كُنْت لِأَرْفُثَ عِنْد أُمّ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقَالَتْ " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِم وَيُبَاشِر وَهُوَ صَائِم , وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ.

وَجاء فِي رِوَايَة حَمَّادٍ عِنْد النَّسَائِيِّ " قَالَ الْأَسْوَد قُلْت لِعَائِشَةَ أَيُبَاشِرُ الصَّائِم ؟ قَالَتْ : لَا.
قُلْت أَلَيْسَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِر وَهُوَ صَائِم ؟ قَالَتْ : إِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ.

وعند مُسْلِم مِنْ طَرِيق عُمَر بْن أَبِي سَلَمَة وَهُوَ رَبِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُقَبِّلُ الصَّائِم ؟ فَقَالَ : سَلْ هَذِهِ - لِأُمِّ سَلَمَة - فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَع ذَلِكَ.
فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه قَدْ غَفَرَ لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ.
فَقَالَ : أَمَا وَاَللَّه إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ.

وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عَطَاء بْن يَسَار " عَنْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار أَنَّهُ قَبَّلَ اِمْرَأَته وَهُوَ صَائِم , فَأَمَرَ اِمْرَأَته أَنْ تَسْأَل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ , فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ إِنِّي أَفْعَل ذَلِكَ , فَقَالَ زَوْجهَا : يُرَخِّصُ اللَّه لِنَبِيِّهِ فِيمَا يَشَاء.
فَرَجَعَتْ فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمكُمْ بِحُدُودِ اللَّه وَأَتْقَاكُمْ.

وجاء عن يحيى بن سعيد عن سفيان قال: أخبرني أبو روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ).

وهنا أولا أتوجه لكل مسلم بسؤال فليجب في خاصة نفسه..... أتقبل أن تتحدث زوجتك للرجال بحديث بيع وشراء ؟! أو بحديث لهو ومزاح؟! أو بأن تقول للرجال بأنك تقبل وتباشر؟!!!.... وفي الرواية يقول أحدهما ..ما كنت لأرفث.. ؟!!!!

أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظركم لا يغار على عرضه أن تتحدث بالحديث العادي مع الرجال؟! فكيف بأن تحدث بالقبلة والمباشرة؟!!!

أو تظنون هذا الظن السيء بأم المؤمنين أن تواجه الرجال فتحكي كيف كان رسول الله يباشرها وكيف يضع يده وأين يضعها وكيف كان يقبل ومتى؟!!!!!

ألم يكن رسول الله أشد غيرة منا على عرضه؟!

ألم يورد مسلم في صحيحه .. قالَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ: لو رَأَيْتُ رَجُلًا مع امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عنْه، فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَتَعْجَبُونَ مِن غَيْرَةِ سَعْدٍ، فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ منه، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، مِن أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، ما ظَهَرَ منها، وَما بَطَنَ..

كفاكم طعنا في رسول الله وفي عرضه، فوالله ما هذا إلا إيذاء لرسول الله، قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة : 61].
والله ما كان ينبغي للمؤمنين أن يظنوا ذلك إلا كذبا وألا يقولوا إلا خيرا {لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} [النور : 12].

وما ينبغي للمؤمنين أن يخوضوا بمثل هذا الإيذاء، وليس أحد متيقن بصحة هكذا كلام، وكما قلنا لا يعني إذا صححوا حديثا أن يجزم أن الرسول قاله أو أنه حقا، بل هو صحيح لأنه أتى بشروط هم وضعوها من عقولهم وآرائهم.

يقول تعالى {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)} [النور : 15-16].

ثم نسأل سؤالا آخر .... أتقبل أنت أن يسأل رجل زوجتك سؤالا؟!!

أو هل تقول لزوجتك أن تذهب لتسأل رجلا سؤالا أئذا قبلني زوجي وهو صائم هل يفطر؟!

ياقوم استفيقوا، فوالله ما هذا بحق.

أتريدون أن تعلموا لماذا حكمنا بهذا بالباطل والأكاذيب؟!

اسمعوا لقول الله {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة : 187].

فالرفث والمباشرة للصائم لا تجوز، فكيف يقولون أن رسول الله قد عصا ربه ورفث وباشر في يوم الصيام؟!!

أهذا ظنكم بالله ورسوله؟!

أو يتجرؤ النبي على مخالفة ربه، وقد قال {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأنعام : 15].

إذا فالأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم هذه مخالفة للقرآن، طاعنة بالنبي وعرضه، وما هي إلا أكاذيب، كأكاذيب مشايخ الخزعبلات والقصاصين.

ثم قالوا يقبل ويصلي؟!!!

وكذبهم الله حيث قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة : 6].

فملامسة النساء توجب الوضوء والتيمم إن عدم الماء، فكيف يقولون أنه كان يقبل ويصلي؟!!!

كفاكم إيذاء لرسول الله..

وجاء من حديث أبي هريرة والذي هو على شرط مسلم ما نسبوه للنبي أنه قال "ما استجارَ عبدٌ منَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ ، إلَّا قالَتِ النَّارُ ، يا ربِّ : إنَّ عبدَك فُلانًا قدِ استجارَ منِّي فأجِره : ولا سألَ عبدٌ الجنَّةَ سبعَ مرَّاتٍ إلَّا قالتِ الجنَّةُ : يا رَبِّ إنَّ عبدَك فُلانًا سألَني فأدخلهُ الجنَّةَ"

وفي رواية " ما اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النارِ سبعَ مراتٍ في يَوْمٍ إلَّا قالتِ النارُ : يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ ، و لا يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ الجنةَ في يَوْمٍ سبعَ مراتٍ ، إلَّا قالتِ الجنةُ : يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا سألَنِي فَأَدْخِلْهُ "

وهنا أليس من حق أي مسلم أن يسأل سؤالا؟!

إذا أنت ناجيت ربك فاستعذت من النار ثلاثا أو سبعا كيف تعلم النار أنك استعذت منها؟!!!

أو تظن أن النار تعلم الغيب؟!

أو أنها تبيت معك وهي معك أينما كنت حتى تعلم أنك استجرت منها فتدعو الله أن يجيرك؟!

ياقوم استفيقوا ..فإنما هو شرك بالله مقيت..
HTML Embed Code:
2025/07/04 18:58:31
Back to Top