Channel: عالم الطب
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﺭﺽ ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﺮﺕ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ]
ﻛﻞ ﺃﺭﺽ ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﺮﺕ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻫﺎ - ﺳﻮاء ﺑﺈﺫﻥ اﻹﻣﺎﻡ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻧﻪ - ﻻ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﻟﻷﻣﻴﺮ - ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻭﺭ ﻓﻲ اﻷﻣﺼﺎﺭ.
وﻻ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻋﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -.
ﻓﻠﻮ ﺃﻥ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﻗﻄﻊ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﺣﻴﺎﺅﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻀﺮا ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺿﺮﺭا ﻇﺎﻫﺮا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻻ ﺑﺈﻗﻄﺎﻉ اﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺑﻐﻴﺮﻩ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻠﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺛﻢ ﺩﺛﺮ ﻭﺃﺷﻐﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﻛﺄﻭﻝ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻠﻚ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎء ﺃﺑﺪا، ﻓﺈﻥ ﺟﻬﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ اﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ.
ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺎ» . السنن الكبرى..
وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﺭﺿﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺎ».
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ: ﻭﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ. البخاري..
وﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﺮﻕ ﻇﺎﻟﻢ ﺣﻖ» . أبو داود..
وﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻛﻴﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻓﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ اﻟﻌﻮاﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﺻﺪﻗﺔ» . السنن الكبرى.
فلا ﻣﻌﻨﻰ ﻷﺧﺬ ﺭﺃﻱ اﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻻ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﺟﺮ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭاﺩ اﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻗﺎﻝ «ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﻀﻰ ﺃﻥ اﻷﺭﺽ ﺃﺭﺽ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﻣﻮاﺗﺎ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻪ، ﺟﺎءﻧﺎ ﺑﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءﻭا ﺑﺎﻟﺼﻠﻮاﺕ ﻋﻨﻪ» . أبو داود.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺟﺜﺎﻣﺔ اﻟﻠﻴﺜﻲ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﺣﻤﻰ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ» . أبو داود.
ﻓﺼﺢ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻴﺎ.
وﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ «ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻏﺮﺱ ﻧﺨﻼ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻘﻀﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺑﺄﺭﺿﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺨﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺨﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ» .
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻇﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ، ﻓﺄﻧﺎ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﻨﺨﻞ. أبو داود.
ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﻖ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻋﺮﻭﺓ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﺤﺖ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﺗﺼﺢ، ﻭﻗﺪ اﻋﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻭﺃﺩﺭﻛﻪ ﻓﻤﻦ ﺩﻭﻧﻪ.
وليس لأحد أن ينفرد بما كان عاما لجميع المسلمين كالماء والملح أو مكان يريحون فيه الدواب وغير ذلك..
ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﻤﺎﺯﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﺾ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﻝ - ﻫﻮ اﻟﻤﺎﺯﻧﻲ - ﻗﺎﻝ «اﺳﺘﻘﻄﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻌﺪﻥ اﻟﻤﻠﺢ اﻟﺬﻱ ﺑﻤﺄﺭﺏ؟ ﻓﺄﻗﻄﻌﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺪ ﻗﺎﻝ: ﻓﻼ ﺇﺫا» .النسائي..
وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮﻋﻰ ﻣﺘﻤﻠﻜﺎ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻷﻫﻞ اﻟﻤﺎﺷﻴﺔ: ﺃﻋﺰﺑﻮا ﻭﺃﺑﻌﺪﻭا ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺮﻋﻰ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﻤﻠﻚ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎء ﻓﻘﻂ.
ﻭاﻟﺮﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﺇﺣﻴﺎء، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺇﺣﻴﺎء ﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻩ، ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ ﻣﺘﻴﻘﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻭﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﻛﻞ ﺃﺭﺽ ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﺮﺕ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻲ ﻟﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻫﺎ - ﺳﻮاء ﺑﺈﺫﻥ اﻹﻣﺎﻡ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻧﻪ - ﻻ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﻟﻷﻣﻴﺮ - ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻭﺭ ﻓﻲ اﻷﻣﺼﺎﺭ.
وﻻ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻋﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -.
ﻓﻠﻮ ﺃﻥ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﻗﻄﻊ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﺣﻴﺎﺅﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻀﺮا ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺿﺮﺭا ﻇﺎﻫﺮا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻻ ﺑﺈﻗﻄﺎﻉ اﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺑﻐﻴﺮﻩ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻠﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﺈﺣﻴﺎء ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺛﻢ ﺩﺛﺮ ﻭﺃﺷﻐﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩ ﻛﺄﻭﻝ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻠﻚ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎء ﺃﺑﺪا، ﻓﺈﻥ ﺟﻬﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ اﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ.
ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺎ» . السنن الكبرى..
وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﺭﺿﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺎ».
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ: ﻭﻗﻀﻰ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ. البخاري..
وﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﺮﻕ ﻇﺎﻟﻢ ﺣﻖ» . أبو داود..
وﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻛﻴﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﻓﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ اﻟﻌﻮاﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﺻﺪﻗﺔ» . السنن الكبرى.
فلا ﻣﻌﻨﻰ ﻷﺧﺬ ﺭﺃﻱ اﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻻ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﺟﺮ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭاﺩ اﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻗﺎﻝ «ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﻀﻰ ﺃﻥ اﻷﺭﺽ ﺃﺭﺽ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﻣﻮاﺗﺎ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻪ، ﺟﺎءﻧﺎ ﺑﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءﻭا ﺑﺎﻟﺼﻠﻮاﺕ ﻋﻨﻪ» . أبو داود.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﺟﺜﺎﻣﺔ اﻟﻠﻴﺜﻲ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﺣﻤﻰ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ» . أبو داود.
ﻓﺼﺢ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻴﺎ.
وﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ «ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻏﺮﺱ ﻧﺨﻼ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻘﻀﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷﺭﺽ ﺑﺄﺭﺿﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻨﺨﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺨﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ» .
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻇﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ، ﻓﺄﻧﺎ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻀﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﻨﺨﻞ. أبو داود.
ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﻖ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻋﺮﻭﺓ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺻﺤﺖ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﺗﺼﺢ، ﻭﻗﺪ اﻋﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻭﺃﺩﺭﻛﻪ ﻓﻤﻦ ﺩﻭﻧﻪ.
وليس لأحد أن ينفرد بما كان عاما لجميع المسلمين كالماء والملح أو مكان يريحون فيه الدواب وغير ذلك..
ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﻤﺎﺯﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﺾ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﻝ - ﻫﻮ اﻟﻤﺎﺯﻧﻲ - ﻗﺎﻝ «اﺳﺘﻘﻄﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻌﺪﻥ اﻟﻤﻠﺢ اﻟﺬﻱ ﺑﻤﺄﺭﺏ؟ ﻓﺄﻗﻄﻌﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺪ ﻗﺎﻝ: ﻓﻼ ﺇﺫا» .النسائي..
وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺮﻋﻰ ﻣﺘﻤﻠﻜﺎ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻷﻫﻞ اﻟﻤﺎﺷﻴﺔ: ﺃﻋﺰﺑﻮا ﻭﺃﺑﻌﺪﻭا ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺮﻋﻰ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﻤﻠﻚ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎء ﻓﻘﻂ.
ﻭاﻟﺮﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﺇﺣﻴﺎء، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺇﺣﻴﺎء ﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻩ، ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ ﻣﺘﻴﻘﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻭﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺟﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺧﺸﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﺪاﺭﻩ]
ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺟﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺧﺸﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﺪاﺭﻩ ﻭﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ - ﺃﺣﺐ ﺃﻡ ﻛﺮﻩ - ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ.
ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺟﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺯ ﺧﺸﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺪاﺭﻩ». في صحيح البخاري.
ثم ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭاﻛﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﺿﻴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ ﻷﺭﻣﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺘﺎﻓﻜﻢ.
ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺟﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺧﺸﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﺪاﺭﻩ ﻭﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ - ﺃﺣﺐ ﺃﻡ ﻛﺮﻩ - ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ.
ﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻦ اﻷﻋﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺟﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺯ ﺧﺸﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺪاﺭﻩ». في صحيح البخاري.
ثم ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻣﺎﻟﻲ ﺃﺭاﻛﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﺿﻴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ ﻷﺭﻣﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺘﺎﻓﻜﻢ.
[ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻣﻠﻚ ﻣﺎء ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺣﻔﺮﻩ ﺃﻭ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺣﻔﺮﻫﺎ]
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻣﺎء ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺣﻔﺮﻩ، ﺃﻭ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺣﻔﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﻋﻴﻦ اﺳﺘﺨﺮﺟﻬﺎ، ﺃﻭ ﺑﺌﺮ اﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ - ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻤﺎء ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺩاﻡ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻨﻊ اﻟﻔﻀﻞ، ﺑﻞ ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺬﻟﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺃﺧﺬ ﻋﻮﺽ ﻋﻨﻪ، ﻻ ﺑﺒﻴﻊ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺎء ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺑﻪ اﻟﻜﻸ» . أبو داود.
وﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻨﻬﺎﻝ ﻋﻦ ﺇﻳﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﺎﻝ «ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺎء». أبو داود.
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻣﺎء ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺣﻔﺮﻩ، ﺃﻭ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺣﻔﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﻋﻴﻦ اﺳﺘﺨﺮﺟﻬﺎ، ﺃﻭ ﺑﺌﺮ اﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ - ﻓﻬﻮ ﺃﺣﻖ ﺑﻤﺎء ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺩاﻡ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﻣﻨﻊ اﻟﻔﻀﻞ، ﺑﻞ ﻳﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺬﻟﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺃﺧﺬ ﻋﻮﺽ ﻋﻨﻪ، ﻻ ﺑﺒﻴﻊ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺎء ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺑﻪ اﻟﻜﻸ» . أبو داود.
وﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻨﻬﺎﻝ ﻋﻦ ﺇﻳﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﺎﻝ «ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﺎء». أبو داود.
السلسلة الكبرى في تدبر آيات القرآن ... { وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّه} 1
الحكمة .... لا يقصد بها أنها السنة ....
يقول الله تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء : 46].
ويقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ } [المائدة : 13]
إن تحريف الكلم عن مواضعه لهو جريمة من الجرائم الكبرى عند الله، يلجأ لها أهل الباطل والضلال ..أعداء الله ودينه.. لتحريف الكلم عن مواضعه ليصدوا الناس عن سبيل الله، ولينتصروا لإبليس في حربه الكبرى التي شنها على بني آدم ليغويهم.
عندما عجز أهل الباطل أن ينصروا باطلهم، وعجزوا أن يغيروا شيئا مما أنزله الله، لأنه سبحانه تكفل بحفظ دينه وكتابه، عندها لجأ أهل الباطل لحيلة قديمة استخدمها أعداء الله من اليهود، فراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويوهموا الناس أن مقصود الله كذا وكذا، وهو قط لم يكن.
ومما حرف أهل الباطل من الكلم وأخرجوه عن معناه ما ذكر الله في كتابه " الحكمة ".
فقال المحرفون أن المقصود من قول الله تعالى " الحكمة " هي السنة، وهي ما ورد من أحاديث نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجز أهل الباطل من أن يجدوا دليلا ليثبتوا أن رسول الله هو مشرع مع الله، فقالوا : الحكمة من الله ، فحديث الرسول ..المنسوب له... من الله، وقد فضحهم الله حيث قال {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 78].
ونعلم كلنا يقينا أن ما نسب من الأحاديث هي يقينا ليست من عند الله، فهؤلاء من ينسبون أنفسهم إلى السنة، يقولون بل هي وحي من الله أوحى بها إلى رسوله، وكذبوا والله، فما أنزل الله على رسوله من وحي غير القرآن الذي نتلوه " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ".
إذا فما المقصود من ذكر الله تعالى الحكمة؟!
يجيبنا الله سبحانه عن مقصوده بذكره الحكمة، بعيدا عن آراء الناس وتحريفاتهم وفلسفتهم.
يقول الله تعالى {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129].
ذكر سبحانه وتعالى الآيات ههنا بالتلاوة " يتلوا عليهم آياتك " ، ثم ذكر التعليم للكتاب والحكمة " ويعلمهم الكتاب والحكمة ".
ويقول سبحانه وتعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151].
أيضا ههنا سبحانه يذكر الآيات بالتلاوة، ويذكر الكتاب والحكمة بالتعليم.
ويقول سبحانه وتعالى {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 231].
وههنا ذكر سبحانه وتعالى الكتاب والحكمة بالموعظة " يعظكم به "
غير أنه سبحانه وتعالى في هذه الآية بين أن الكتاب والحكمة قد أنزلهما الله ليعظ الناس بهما.
إذن فالكتاب والحكمة: منزلة من عند الله، وليست من عند البشر ولا من أقوالهم.
وقال سبحانه {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة : 251].
وقد ذكر سبحانه أن الملك والحكمة قد آتاهما الله لنبيه داوود، فالحكمة من عند الله يؤتيها من يشاء.
ويقول سبحانه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة : 269].
يبين الله سبحانه أن الحكمة من عنده يؤتيها من يشاء من عباده.
وقال سبحانه في ذكر عيسى عليه السلام {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} [آل عمران : 48].
الحكمة .... لا يقصد بها أنها السنة ....
يقول الله تعالى {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء : 46].
ويقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ } [المائدة : 13]
إن تحريف الكلم عن مواضعه لهو جريمة من الجرائم الكبرى عند الله، يلجأ لها أهل الباطل والضلال ..أعداء الله ودينه.. لتحريف الكلم عن مواضعه ليصدوا الناس عن سبيل الله، ولينتصروا لإبليس في حربه الكبرى التي شنها على بني آدم ليغويهم.
عندما عجز أهل الباطل أن ينصروا باطلهم، وعجزوا أن يغيروا شيئا مما أنزله الله، لأنه سبحانه تكفل بحفظ دينه وكتابه، عندها لجأ أهل الباطل لحيلة قديمة استخدمها أعداء الله من اليهود، فراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويوهموا الناس أن مقصود الله كذا وكذا، وهو قط لم يكن.
ومما حرف أهل الباطل من الكلم وأخرجوه عن معناه ما ذكر الله في كتابه " الحكمة ".
فقال المحرفون أن المقصود من قول الله تعالى " الحكمة " هي السنة، وهي ما ورد من أحاديث نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجز أهل الباطل من أن يجدوا دليلا ليثبتوا أن رسول الله هو مشرع مع الله، فقالوا : الحكمة من الله ، فحديث الرسول ..المنسوب له... من الله، وقد فضحهم الله حيث قال {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 78].
ونعلم كلنا يقينا أن ما نسب من الأحاديث هي يقينا ليست من عند الله، فهؤلاء من ينسبون أنفسهم إلى السنة، يقولون بل هي وحي من الله أوحى بها إلى رسوله، وكذبوا والله، فما أنزل الله على رسوله من وحي غير القرآن الذي نتلوه " وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ".
إذا فما المقصود من ذكر الله تعالى الحكمة؟!
يجيبنا الله سبحانه عن مقصوده بذكره الحكمة، بعيدا عن آراء الناس وتحريفاتهم وفلسفتهم.
يقول الله تعالى {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129].
ذكر سبحانه وتعالى الآيات ههنا بالتلاوة " يتلوا عليهم آياتك " ، ثم ذكر التعليم للكتاب والحكمة " ويعلمهم الكتاب والحكمة ".
ويقول سبحانه وتعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 151].
أيضا ههنا سبحانه يذكر الآيات بالتلاوة، ويذكر الكتاب والحكمة بالتعليم.
ويقول سبحانه وتعالى {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 231].
وههنا ذكر سبحانه وتعالى الكتاب والحكمة بالموعظة " يعظكم به "
غير أنه سبحانه وتعالى في هذه الآية بين أن الكتاب والحكمة قد أنزلهما الله ليعظ الناس بهما.
إذن فالكتاب والحكمة: منزلة من عند الله، وليست من عند البشر ولا من أقوالهم.
وقال سبحانه {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة : 251].
وقد ذكر سبحانه أن الملك والحكمة قد آتاهما الله لنبيه داوود، فالحكمة من عند الله يؤتيها من يشاء.
ويقول سبحانه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة : 269].
يبين الله سبحانه أن الحكمة من عنده يؤتيها من يشاء من عباده.
وقال سبحانه في ذكر عيسى عليه السلام {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ} [آل عمران : 48].
وههنا يذكر سبحانه الحكمة مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وهذا ما يتوافق مع ما ذكرناه، أن الحكمة قد أنزلها الله سبحانه، ويؤتيها من يشاء من عباده، وليست الحكمة من أقوال الناس وصنيعهم.
وقال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].
وهنا يذكر سبحانه الآيات بالتلاوة، والكتاب والحكمة بالتعليم.
وقال سبحانه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} [النساء : 54-55].
يذكر سبحانه أن الكتاب والحكمة من عنده، وقد آتاهما آل إبراهيم، ومن ثم ذكر سبحانه " فمنهم من آمن به " ولم يقل بهما، وههنا دلالة أن الكتاب والحكمة شيء واحد.
وقال تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113].
يبين سبحانه في هذه الآية أن الكتاب والحكمة قد أنزلها هو سبحانه على رسول الله، فهي منزلة من عند الله، وليست أقوال بشر، وعلم الله رسوله ما لم يكن يعلمه.
وقال سبحانه {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 110].
وفي هذه الآية ذكر سبحانه الحكمة بالتعليم مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وذكرها مقرونة بالكتاب يدلنا أن الحكمة والكتاب لا يفترقان، والحكمة علم يعلمه الله ويؤتيه من يشاء.
وقال سبحانه {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
في هذه الآية يأمر الله نبيه أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتي هي أحسن.
والحكمة : هي قرينة الكتاب لا تنفك عنه، والتي هي من الكتاب، ومما أوحاه الله لرسوله، ومما أنزله الله إليه، والتي يؤتيها الله من يشاء.
والموعظة: ما يعظهم ويذكرهم به، وليس ثمة واعظ يعظ الناس مثلما أنزل الله من الآيات التي يرغب بها عباده، والآيات التي يخوف الله بها عباده.
والمجادلة بالتي هي أحسن: لا تكون إلا بذكر الأدلة والبراهين من الله وآياته.
وقال سبحانه {۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
وقال سبحانه {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران : 164].
وهنا يذكر سبحانه الآيات بالتلاوة، والكتاب والحكمة بالتعليم.
وقال سبحانه {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} [النساء : 54-55].
يذكر سبحانه أن الكتاب والحكمة من عنده، وقد آتاهما آل إبراهيم، ومن ثم ذكر سبحانه " فمنهم من آمن به " ولم يقل بهما، وههنا دلالة أن الكتاب والحكمة شيء واحد.
وقال تعالى {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113].
يبين سبحانه في هذه الآية أن الكتاب والحكمة قد أنزلها هو سبحانه على رسول الله، فهي منزلة من عند الله، وليست أقوال بشر، وعلم الله رسوله ما لم يكن يعلمه.
وقال سبحانه {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [المائدة : 110].
وفي هذه الآية ذكر سبحانه الحكمة بالتعليم مع الكتاب والتوراة والإنجيل، وذكرها مقرونة بالكتاب يدلنا أن الحكمة والكتاب لا يفترقان، والحكمة علم يعلمه الله ويؤتيه من يشاء.
وقال سبحانه {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
في هذه الآية يأمر الله نبيه أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتي هي أحسن.
والحكمة : هي قرينة الكتاب لا تنفك عنه، والتي هي من الكتاب، ومما أوحاه الله لرسوله، ومما أنزله الله إليه، والتي يؤتيها الله من يشاء.
والموعظة: ما يعظهم ويذكرهم به، وليس ثمة واعظ يعظ الناس مثلما أنزل الله من الآيات التي يرغب بها عباده، والآيات التي يخوف الله بها عباده.
والمجادلة بالتي هي أحسن: لا تكون إلا بذكر الأدلة والبراهين من الله وآياته.
وقال سبحانه {۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
(32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)} [الإسراء : 23-39]
هذه الآيات تبين بصريح العبارة، وبغاية البيان ما هي الحكمة المقصودة في كتاب الله، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أنه قضى ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، وبالوالدين إحسانا، فلا نقل لهما أف ولا ننهرهما، وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن نقل لهما قولا كريما، وأن نؤتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، وألا نكون من المبذرين، وأن نقول لهم قولا ميسورا، وألا نبخل وألا نسرف مما رزقنا إياه الله، وألا نقتل أولادنا خشية إملاق، وألا نقربى الزنا، وألا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وألا نأكل مال اليتيم بالباطل، وأن نفي بالعهد، وألا نقف ما ليس لنا به علم، وألا نمشي في الأرض مرحا..... ثم بين سبحانه أن ذلك مما أوحى الله إلى رسوله من الحكمة.
إذا فالحكمة وحي من عند الله، وهي مما أنزله الله في الكتاب، مما يدلنا على صلاح ديننا ودنيانا، وليس المقصود من الحكمة ما قاله المبطلون بأنها السنة، فهذا تحريف مقيت، وكذب واضح فاضح.
وقال سبحانه {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان : 12-19].
يبين سبحانه في هذه الآيات الحكمة التي آتاها الله لقمان، أن يشكر لله ولا يكفر به.
وقد أوصى لقمان ابنه بالحكمة والتي هي: ألا يشرك بالله، وأن يشكر لله ولوالديه وأن يصاحبهما في الدنيا معروفا، وأن يسلك سبيل التائبين، وأن الله يحاسب عباده على مثقال حبة، وأن يقيم الصلاة، وأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وأن يصبر على ما يصيبه، وألا يصعر خده للناس، وألا يمش في الأرض مرحا، وأن يعتدل في مشيه، وأن يغضض من صوته....
فهذه أيضا من الحكمة التي أوحاها الله إلى رسوله، ويؤتيها الله من يشاء من عباده، وهي كما ذكر الله تتلى، وليس المقصود بها كما حرفوا أنها السنة.
وقال سبحانه {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب : 34].
وههنا يبين سبحانه أن ما قلناه كان صوابا، حيث ذكر سبحانه أن الحكمة تتلى كآيات الله، ويعلم الناس جميعا أن الأحاديث لا يمكن أن تتلى.
هذه الآيات تبين بصريح العبارة، وبغاية البيان ما هي الحكمة المقصودة في كتاب الله، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أنه قضى ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، وبالوالدين إحسانا، فلا نقل لهما أف ولا ننهرهما، وأن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن نقل لهما قولا كريما، وأن نؤتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل، وألا نكون من المبذرين، وأن نقول لهم قولا ميسورا، وألا نبخل وألا نسرف مما رزقنا إياه الله، وألا نقتل أولادنا خشية إملاق، وألا نقربى الزنا، وألا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وألا نأكل مال اليتيم بالباطل، وأن نفي بالعهد، وألا نقف ما ليس لنا به علم، وألا نمشي في الأرض مرحا..... ثم بين سبحانه أن ذلك مما أوحى الله إلى رسوله من الحكمة.
إذا فالحكمة وحي من عند الله، وهي مما أنزله الله في الكتاب، مما يدلنا على صلاح ديننا ودنيانا، وليس المقصود من الحكمة ما قاله المبطلون بأنها السنة، فهذا تحريف مقيت، وكذب واضح فاضح.
وقال سبحانه {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان : 12-19].
يبين سبحانه في هذه الآيات الحكمة التي آتاها الله لقمان، أن يشكر لله ولا يكفر به.
وقد أوصى لقمان ابنه بالحكمة والتي هي: ألا يشرك بالله، وأن يشكر لله ولوالديه وأن يصاحبهما في الدنيا معروفا، وأن يسلك سبيل التائبين، وأن الله يحاسب عباده على مثقال حبة، وأن يقيم الصلاة، وأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وأن يصبر على ما يصيبه، وألا يصعر خده للناس، وألا يمش في الأرض مرحا، وأن يعتدل في مشيه، وأن يغضض من صوته....
فهذه أيضا من الحكمة التي أوحاها الله إلى رسوله، ويؤتيها الله من يشاء من عباده، وهي كما ذكر الله تتلى، وليس المقصود بها كما حرفوا أنها السنة.
وقال سبحانه {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب : 34].
وههنا يبين سبحانه أن ما قلناه كان صوابا، حيث ذكر سبحانه أن الحكمة تتلى كآيات الله، ويعلم الناس جميعا أن الأحاديث لا يمكن أن تتلى.
The owner of this channel has been inactive for the last 11 months. If they remain inactive for the next 7 days, they may lose their account and admin rights in this channel. The channel will remain accessible for all users.
HTML Embed Code: