TG Telegram Group Link
Channel: زيد اولاد زيان
Back to Bottom
لما بُعِث النبيُّ ﷺ أسلَمَت زينب ابنتُه –رضي الله عنها– وبقي أبو العاص زوجها على شِرْكِهِ، لم يُسْلِم، ولم يكُن للنبي ﷺ نفوذ في مكة أو حكم يستطيع أن يُفَرِّقَ به بين ابنته وبين زوجها المشرك.
وهاجر النبي ﷺ وهاجر بناته وأهل بيته إلا زينب فبقيت في مكة مع زوجها، فلمّا كان في السنة الثانية من الهجرة في غزوة بدر ظفِر المسلمون بأبي العاص بن الربيع أسيرًا في غزوة بدر.. فأرسلت زينب بنت رسول الله ﷺ القلادة التي زَفّتْهَا بها خديجة –رضي الله عنها– إليه في فداء زوجها، فلمّا رآها النبي ﷺ قال: «إن شِئتُم أن تَمُنُّوا على زوجها وترُدّوا لها قِلادَتَها فافعلوا»، ففَعَلوا.
والنبي ﷺ مَنَّ على عددٍ من أهل بدر من غير فداء كما هو معلوم، لا يختصُّ ذلك بأبي العاص بن الربيع، ثم إن النبي ﷺ عَهِدَ إلى أبي العاص أن يَرُدَّ إليه ابنته، قال: «قد أطلَقناك ولكن رُدَّ إليَّ ابنتي».
فرجع أبو العاص إلى مكة وجاء إلى زوجه زينب وقال: إن أباك قد عَهِدَ إليَّ أن أرُدّكِ إليه فَتَجَهَّزي للخروج، كان رجُلا وفيّا، وَفَى بذلك الذي عاهد عليه النبي ﷺ وبَعَثَ زينب إلى أبيها ﷺ.
ثم بعد ذلك خرج أبو العاص في تجارة لقريش فظفِرت به سَرِيةٌ من سرايا المسلمين، فجاءوا به ومعه أموال وتجارة لقريش إلى رسول الله ﷺ، فبلغ الخبرُ زينب بنت رسول الله ﷺ فخرجت إلى المسجد حتى وقفت بحيث يسمعها الناس فقالت: يا أيها الناس إني قد أَجَرْتُ أبا العاص بن الرّبيع، فقال المسلمون: أَجَرْنَا مَن أَجَرْتِ يا زينب، وأطلقوا أبا العاص وأعطَوه جميع أمواله التي كانت عنده، وهي ليست له؛ أغلبها من تجارة قريش.
فقال له بعض المسلمين: لو أسلمت فإنّك ستربح هذه الأموال التي معك، قال: بئس ما أشرت عليّ به أن أبدأ إسلامي بالخيانة، ثمّ رجع إلى مكة فأدّى إلى أهل مكة أماناتهم وأشهد عليها حتى شهِدوا له بالوفاء، ثم أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ﷺ وهو لاحِق بالنبي ﷺ.

من شرح الشيخ محمد محمود الشيخ الشنقيطي
#سيرة
روى الحكيم الترمذي في نوادره، والقضاعي في الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس، أن رسول الله ﷺ قال فيما يرويه عن ربّه –تبارك وتعالى–: «إِذَا وَجّهْتُ إِلَى عَبْدِ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَو مالِهِ، أَو وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذلِكَ بِصبرٍ جميل اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَا أَوْ أَنْشَرَ له ديواناً».

كلُّهم رواه عن أنس بن مالك، بسندٍ واحد فيه وضّاع، غير أنّ الحديث له طرُق أخرى كثيرة، أحسنها ما رواه الطبرانيّ في الكبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاء فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانَ وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ ديوان فَيُصَبُ عَلَيْهِمْ الأجر صَباً حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْعَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْمَوْقِفِ إِنَّ أَجْسَادَهُمْ قُرِضَت بالمقاريض مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ الله لَهُمْ»، وهذه الرواية ليس فيها سوى راوٍ مُختلَفٍ فيه، قال عنه أحمد: لم يكُن به بأس. اختصرتُ هذا عمّا أورده الإمام المحقّق أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماري –رحمه الله– (تـ 1380هـ) في تخريجه للحديث في «فتح الوهّاب».

قال العلّامة المحقّق الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ) في شرحه:
وهذا الحديث مما يُعِزُّ الفئة من المسلمين الذين استغلب عليهم العدوُّ فقتل بعضا، وأسَر بعضا، وفرّ عنه بعض. على أن العامّة من البلاد البعيدة عنهُم أنّ ذلك لفِسقٍ صَحِبَهم، ونتوهّم أنّهم دونهم في الصلاح والعفاف. ولعَمري، من اعتبر ونظر بعين الحقيقة، إنَّهم لأسلَم صُدورا، وأصلحُ ضمائر ممّن وراءهم، فلنا ولهم زاجر فيما رواه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن ربنا تبارك وتعالى في ترك العقار المَشيدة، والأصول الخطيرة النفيسة، فنعم الراوي، ونعم الصادق ﷺ ونعم المُخبَر عنه، ونعم المولى، ونعم النصير ربنا تبارك وتعالى “.
قال الإمام الحافظ أحمد بن أبي الحواريّ (تـ 230هـ): قلت لأبي سليمان الدّارانيّ (تـ 215هـ) –الإمام الكبير أحَد الأوتاد والأقطاب–: من أراد الحُظوة فليتواضع في الطّاعة، فقال لي: وَيحَك، وأي شيءٍ التواضع، إنما التواضع ألّا تعجَب بِعَمَلِك، وكيف يعْجَبُ عاقل بعمله؟ وإنما نَعُدّ العَمَل نعمة من الله تعالى، ينبغي أن يُشكر الله تعالى عليها، ويُتواضع، إِنَّمَا يعجَب بعمله القدريّ الذي يزعم أنه يعمل، فأمَّا من زعم أنه يُسْتَعْمَل فكيف يعجب !
يقول دوستويفسكي –على لسان إحدى شخصيّاته دائما–:
” إن الصفة التي تميّز شعبنا أكثر إنما هي إدراكه للعدل وظمأه إليه، ما من زهوّ كاذب، ولا كبرياء سخيفة تجعله يسعى إلى احتلال الصف الأول دون أن يكون له حق فيه، ليس في الشعب مثل هذا العيب. أزيلوا قشرته الخشنة؛ وادرسوه دون أحكام مسبقة، بعناية وعن قرب، سترون فيه مزايا لم تخطر لكم يوماً على بال. ليس لدى حُكمائنا إلا أشياء قليلة يعلّمونها لشعبنا؛ بل أستطيع القول إنهم هُم من عليهم أن يتعلّموا من مدرسة الشعب “
العلامة شيخ الإسلام مصطفى بن حمزة قدوة ونموذج فذّ اليوم بموقفه وكلامه، فناهيك عن دقّته في الكلام ومعرفته بمواضع الحديث ومواضع السكوت، والعقل الراجح البصير، أعجبني لمّا سأله المُحاوِر عن حدود الاجتهاد، فكان جوابه من شقّين؛ نبّه إلى مظانّ باب الاجتهاد في كتب أصول الفقه، وهو يكرّر بأنّ النقاش يغيب عنه العلم اللازم المدوَّن المبذول، ثمّ نبّه مُحاوِره إلى أنه لو كان الاجتهاد بلا حدود لكانت الفوضى، ولاجتهَد قوم فرأوا استباحة دم المسلمين وقتالهم والطعن على دينهم، وقد كان! فلا بدّ إذن من ضابط!
وهذه القضية الأخيرة فيها فقه عظيم للواقع وتدافُع التيّارات، وكان قد أشار إليها الألمعيّ إبراهيم السّكران –فرّج الله عنه– حين عنوَن مقالا له بقوله: ”كيف أسهم الإعلام الليبرالي في تعزيز شرعية الغُلاة؟“. فإنّ جزءا كبيرا من شرعيّة الغُلاة إنّما يستمدُّونها من اقتياتهم على فلتات الغلوّ المُضادّ تفريطًا، حتّى إنّ العاقل الوسَط يجِد حرَجا في مُدافعة الغلوّ والإفراط!
هتَف الرّجاء على الفؤاد الراجف
أُسكُن فإنك في مشيئـة عـاطـف
فأجابه سـرُّ الفــؤاد محـقـِّقـا
والـعـيـن تُـسعـده بـدمـع واكــف
لولا السُّكون إلــى كــريـــــم
فِعالِه لَتضاعَفَ كربُ الشجيّ الخائف

الإمام القدوة شيخ قرطبة محمد ابن أبي زمنين (تـ 399هـ)
قال مولانا رسول الله ﷺ: «رُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه»

” في هذا الحديث دليل أنه قد يأتي في آخر الزمان من يكون له من الفهم ما ليس لمن تقدّمَه، إلا أن ذلك إنما يكون في الأقلّ “

الإمام الفقيه الحافظ القاضي أبو القاسم المهلّب بن أحمد بن أبي صفرة الأندلسي (تـ 435هـ)
﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا﴾

عن ابن عبّاس –رضي الله تعالى عنه–، ومُجاهد، وسعيد بن جبير، وغيرهم: كان تحته صحُف مدفونة فيها عِلم.
” الفرق بين الطِّيَرة والفال في الحُكم لا في المعنى، والوجه الذي منه استحبّ رسول الله ﷺ الفال وكره الطيرة، لأن المتفائل إنما هو من طريق حُسن الظن بالله تعالى، والمتطيّر إنما هو من طريق الاتّكال على شيء سوى الله عز وجل، وقد قال الله تعالى حكاية عن القوم المذمومين ﴿إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾ يعني: تشاءمنا بكم، فردّ الله تعالى عليهم قولَهم، فقال: ﴿طَائِرُكُم مَّعَكُمْ﴾ يعني: شؤمكم معكم “

العلّامة الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
” لمّا كان مضمون الكتاب دعوة الخلق إلى الحق، والتعريف بحق الحق على الخلق، وإظهار مزايا من اصطفاه الله تعالى، ممن شملهم أصل الإيمان من ملائكته وأنبيائه ورسله، ومن يلحق بهم من أهل ولايتهم، وإظهار شواهد ذلك منهم وإقامة الحجة بذلك على من دونهم في إلزامهم أتباعهم، وكان الضار للخلق إنما هو الشتات، كان النافع لهم إنما هو الوحدة، فلما أظهر لهم تعالى، مرجعهم إلى وحدة أبوة آدم عليه الصلاة والسلام، في جمع الذرية، ووحدة أبوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، في جمع الإسلام، ووحدة أحمدية محمد، في جمع الدين، فاتّضح لهم عيب الشتات والتفرُّق، وتحقّق لهم شاهد النفع في الجمع إلى وحدات – كان ذلك آية على أعظم الانتفاع بالرجوع إلى وحدة الإلهية في أمر الحق: ﴿وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾ “

العلّامة أبو الحسن الحرّالي (تـ 638هـ)
” لَابُدَّ مِنْ أَرْبَعَةٍ يُسْتَعَانُ بِهَا: اسْتِنْهَاضُ النَّفْسِ بِآلَةِ الخَيْرِ، وَالاسْتِعَانَةُ بِأَخِ صَالِحٍ وَشَيْخِ نَاصِحٍ فِي الْأُمُور، وَالعَمَلُ عَلَى الْحَزْمِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَسُوءُ الظَّنِّ بِالنَّفْسِ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ.
وَعَوَارِضُ الأَرْبَعَةِ أَرْبَعَةٌ: الاكْتِفَاءُ بِالبِدَايَاتِ دُونَ النَّهَايَاتِ، وَإِيثَارُ الْجَهْلِ عَلَى العِلْمِ، وَالاتِّسَاعُ بِالتَّأْوِيلِ فِي الرُّحْصَةِ، وَالانْتِصَارُ بمُوَافَقَةِ الأَغْرَاضِ وَالغَفْلَةِ.
وَأَصْلُ كُلَّ أَصْلٍ أَرْبَعَةً: الصُّحْبَةُ، وَالخُلْطَةُ، وَالعَقْدُ، وَالتَّوَجُهُ؛ فَكُلْ مَا شِئْتَ فِمِثْلُهُ تَفْعَلُ، وَاصْحَبْ مَنْ شِئْتَ فَأَنْتَ عَلَى دِينِهِ، وَلَا فَلَاحَ إِلَّا بِكَمَالِ اليَقِينِ، وَإِظْهَارِ ذَلِكَ فِي التَّوَجُهِ، وَمَدَارُهُ عَلَى قَلْبٍ مُفْرَدٍ فِيهِ تَوْحِيدٌ مُجُرَّدٌ، وَعنْوَانُهُ اللَّجْأُ إِلَى الله عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ مِنْ حَسَنٍ أَوْ قَبِيحٍ، وَلَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنَ الله إِلَّا إِلَيْه “

العلّامة زرّوق الفاسي رضي الله عنه (تـ 899هـ)
عيد مبارك.. تقبل الله منا ومنكم
” قال عُلماؤنا: لا يُقاس على مخصوص، ولا يُقاس منصوص على منصوص، لأنّ في القياس على الخصوص إبطال الخصوص، وفي قياس المنصوص على المنصوص إبطال المنصوص “

الإمام الفقيه القاضي؛ أبو بكر بن العربي المعافري (تـ 543هـ)
Forwarded from زيد اولاد زيان (زيد اولاد زيان)
” قالوا والذِّكر يؤكِّد محبة اتّباع المحبوب؛ فذِكر رسول الله ﷺ وسيلة إلى حُبّه، وحبُّه وسيلة إلى اتّباعه، واتباعه واجب، فتأكّد أمر الصلاة عليه، لأنها تستلزم محبته ومحبته تستلزم اتّباعه، ﴿فلو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا﴾ من غير رسُل، ولكن جعل سبحانه نبيّه دالَّنا على الله، ووسيلتنا إلى الله، وشفيعنا إلى الله، فلا بد لنا من التمسُّك برِكابه والتعلُّق بأذياله، فالصلاة عليه ﷺ ذكر للّه وقيام بأمر الله، فتعوَّذْ قاصِدًا التلاوة ثم تقول ﴿إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلیما﴾ فتُورِد هذا الخطاب على نفسك، وتقول: لبيك ربي وسعديك والخير كله في يديك وها أنا بين يديك أتوسل إليك بمحمد نبيك وعبدك وأصلي عليه امتثالا لأمرك اللهم صل علی محمد “

عالِم غرناطة وصالحها، الإمام الموّاق المالكي (تـ 897هـ)
Forwarded from سعد خضر (سعد خضر)
قال الإمام ابن أبي زيد القيراوني:
قال مالك: والعمل أثبت من الأحاديث، قال من اقتدى به: إنه يصعب أن يقال في مثل ذلك: حدثني فلان عن فلان، وكان رجال من التابعين تبلغهم عن غيرهم الأحاديث فيقولون ما نجهل هذا ولكن مضى العمل على خلافه.


وكان محمد بن أبي بكر بن حزم ربما قال له أخوه: لِمَ لَمْ تقضِ بحديث كذا؟ فيقول: لم أجدِ الناس عليه.

قال النخعي: لو رأيت الصحابة يتوضأون إلى الكوعين لتوضأت كذلك، وأنا أقرأها إلى المرافق، وذلك لأنهم لا يُتهمون في ترك السنن وهم أرباب العلم وأحرصُ خلق الله على إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يظن ذلك بهم أحد إلا ذو ريبة في دينه.

قال عبد الرحمن بن مهدي: السنة المتقدمة من سنة أهل المدينة خير من الحديث.
قال ابن عيينة: الحديث مضلة إلا للفقهاء.
يريد: أن غيرهم قد يحمل شيئًا على ظاهره، وله تأويل من حديث غيره، أو دليل يخفي عليه، أو متروك أوجب تركه غير شيء مما لا يقوم به إلا من استبحر وتفقه.

قال ابن وهب: كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ولولا أن الله أنقذنا بمالك والليث لضللنا.

[الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ]
” كلما كانت العلوم أكثر تشعُّبا، والنّاظرون فيها مُضطرّون في الوُقوف عليها إلى أمور لم يضطرّ إليها مَن تقدّمهُم، كانت الحاجة فيها إلى قوانين تَحوط أذهانَهُم عند النظر فيها أكثر “

القاضي أبو الوليد بن رشد (ت 595هـ)
” هذا أصل من أصول الفقه، وهو أن اللفظ العام المشتمل على معانٍ كثيرة إذا عَقبَهُ ذكر بعضها على التبعيض، فإن ذلك لا يوجب تكرارا في تعديدها، وإنما يقتضي تنبيها على تأكيدها، وذلك ظاهر في اللغة وفي كتاب الله الذي هو أصل الأصول، قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ﴾؛ فقد دخلت الوسطى في جملة الصلوات عموما وخُصّصت بعد ذلك بالذكر، فلم تقتضِ بعد ذلك زيادةً في التّعديد، فيُقالَ: إن الصلوات ستٌّ، وإنما ذلك على معنى التأكيد، وكذلك قال الله تعالى: ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لله وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾؛ فقد دخل جبريل وميكائل تحت قوله تعالى: وملائكته، وأفردهما بعد ذلك بالذكر مخصِّصاً تنبيها على شرف منزلتهما، على سائر الملائكة وتنويها بقدرهما على جميعهم، وكذلك جاء قوله: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾، فالفاكهة اسم عام لما يتناول اسم النخل والرمان وغيرهما، ثم خُصصا بعد ذلك بالذكر تنبيها على زيادتهما في النعمة على سائر الفواكه، وفي اللذة على جميعها؛ وهذا لا خلاف فيه “

الإمام أبو بكر بن العربي المعافري (تـ 543هـ)
” ليس يلزم من كون المعرفة ضرورية ألا ينفكّ عن الإقرار بها أحد، فإنه كما أنه ليس من شرط المتفق عليه أن يكون ضروريا كذلك ليس من شرط الضروري أن يكون متفقاً عليه “

القاضي أبو الوليد بن رشد (ت 595هـ)
ولا يَبْعُد أن يحصلَ العِلْمُ بالتواتر عند واحد ولا يحصل عند آخر؛ فإنّ أكثر الناس يعلمون –بالخَبرِ– كون بغداد موجودة؛ وأنها مدينة عظيمةٌ، ودار الإمارة والخلافة، وآحاد من الناس لا يعلمون اسمها؛ فَضْلاً عن وصفها؛ وهكذا يعلم الفقهاء من أصحاب مالك بالضرورة وتواتُر النقل عنه، أن مذهبه إيجاب قراءة أمّ القرآن في الصلاةِ للمُنْفَردِ والإمام، وإجزاء النية في أول ليلةٍ من رمضان عَمّا سِوَاهُ؛ وأنَّ الشافعي يرى تجديد النية كل ليلة؛ والاقتصار في المسح على بَعْض الرأس ، وأن مذهبهُما القصاص في القَتْلِ بالمُحدَّدِ وغيره، وإيجاب النية في الوضوء، واشتراط الولي في النكاح؛ وأنَّ أبا حنيفة يخالِفُهما في هذه المسائل؛ وغَيْرُهم مِمَّن لم يَشْتَغِل بمذاهبهم ولا روَى أقوالهم لا يعرفُ هذا مِنْ مَذاهِبهم، فَضْلاً عن سِواه “

شيخ الإسلام القاضي عياض (تـ 544هـ)
🌰 قالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ رحمها الله:
إن يكن أحد خدم الثقافة العربية الإسلامية بصدق وإخلاص وكفاءة عالية فهم المغاربة، لقد كان أساتذتي الأولون في علم القراءات، وعلم الفقه، وعلم النحو مغاربة، ولكن إن يكن ثمة من أساء إلى هذه الثقافة، وأهملها فهم المغاربة أيضا، ذلك أن طلاب اليوم من أبناء المغرب بدل أن ينفضوا تراب الماضي عن تراث آبائهم ويحيونه فيما يقدمونه من رسائل يذهبون إلى إنشاء كتب قد تكون في مواضيع تافهة، أو إحياء ما بقي من تراث الشرق، ويتركون خزائنهم تطفح بعشرات من الكتب من تراث المغرب والأندلس مما هو أصيل ومفيد".
مجلة المذهب المالكي العدد 27 [ص: 186 _187 ].
HTML Embed Code:
2024/04/27 03:24:25
Back to Top