TG Telegram Group Link
Channel: يَوْمِيَّاتُ شَابٍّ مُلْتَزِمٍ!
Back to Bottom
مُدَّ إليه يد الاعتذار، وقُم على بابه بالذُّل والانكسار، وارفع قصة ندمك مرقومةً على صحيفة خدِّك بمداد الدموع الغِزار، وقل: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

- ابن رجب | لطائف المعارف
وإنَّ يقيننا راسخٌ في أنَّ أول من سيخضع لعملياتِ هذا المنهاج القرآني، وجراحته العميقة هو حامل رسالاته أولًا: فنور القرآن لا يمتد شعاعه إلى الآخرين؛ إلا باشتعال قلب حامل كلماته، وتوهجه بحقائقه الإيمانية الملتهبة!

فيا شباب الأمة وأشبالها! هذا كتاب الله ينادي! وهذه الأمة تستغيث! فمن ذا يبادر لحمل الرسالة؟ من ذا يكون في طليعة السفراء الربانيين، الحاملين لرسالات هذا الدين، إلى جموع التائهين والمحتارين هنا وهناك؟ من يفتح صدره لنور القرآن، فيقدح به أشواق العلم بالله والمعرفة به؟ عساه ينال شرف الخدمة في صفوف الإغاثة القرآنية والإنقاذ لملايين الغرقى في مستنقعات الشهوات والشبهات؟ من يمدُّ إلى رسول الله ﷺ يدًا غير مرتعشة؛ فيبايعه على أخذ الكتاب بقوة؟ ويقبضُ على جمر هذا الإرث الدعوي العظيم رسالات القرآن؟ من يقول: «أنا لها يا رسول الله!» فيقوم بحقها ويفي بعهدها؟ ثم ينخرط في مسلك بلاغات الوحي، سيرًا على أثر الأنبياء والصديقين (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا)، فهل من عَبْدٍ -حَقَّ عَبْدِ الله- يجعل حياته وقفًا على دين الله، يتلقى كلمات الله، ويُبَلِّغُ رسالاته عسى أن يتحقق بولاية الله فيفتح الله له، وعلى يديه!
(إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) ذلك، وإنما الموفّق من وفقه الله!

هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها | الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله-
يَوْمِيَّاتُ شَابٍّ مُلْتَزِمٍ!
حينما يعتكف القلب.pdf
رسالة مباركة بعنوان "حينما يعتكف القلب" للشيخ عبدالرحمن العقل، أشار فيها إلى بعض المعالم المعينة على عكوف القلب على الله تعالى وخضوعه وإخباته وفقره، وفيها إشارات مهمة، وإرشادات نافعة، ولمحات دقيقة، وهي ليست خاصة في الاعتكاف بل في جميع العبادات.. أنصح بقراءتها والانتفاع بما حملته من معاني إيمانية قلبية.
يوم الفرقان يوم التقى الجمعان
وَلرُبَّ نازِلةٍ يَضيقُ لَها الفتى
ذرعًا وعند الله مِنها المخرجُ..
"إذن تُكفى همّك، ويغفر لك ذنبك!"

من أعظمِ مَطالب الدُّنيا كِفاية الهمِّ، ومن أعظمِ مطالبِ اﻵخرةِ غُفران الذَّنب، وَهُما مَضمونتان بالصلاةِ على النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

رضيَ اللهُ عن أُبي بن كعب إذ يقول: يا رسول الله! أجعل لك صلاتي كلها؟
قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: إذن تُكفى همك، ويغفر لك ذنبك.
«‏وَقَدِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ سبحانه وتعالى أنَّ خِلَعَ النَّصْرِ وجَوائِزَهُ إنَّما تَفِيضُ عَلى أهْلِ الِانْكِسارِ!»
ابن القيم -رحمه الله-

الله الله بالدعاء لأهلنا في غزة والتضرع والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، الزموا محاريب الفقر يا كرام، واثبتوا في ميادين المناجاة، فنحن في زمن الغنائم الإلهية.
مع ضجيج الحياة وصخبها، علينا أن لا ننسى أهمية الخلوة مع النفس لا سيما في مواسم الطاعات، والتزود في طريق سيرنا إلى الله، فإنه «‏لا بُدَّ للعبدِ من أوقاتٍ ينفردُ بها بنفسهِ في دعائهِ وذِكْرهِ وصلاتهِ وتفكُّرهِ ومحاسبةِ نفسهِ وإصلاحِ قلبهِ!» كما يذكر ابن تيمية -عليه رحمة الله- في مجموع الفتاوى.

وقريب من هذا المعنى يبيِّنُ الشيخ أحمد السيِّد -حفظه الله- في كتابه النديّ "أنوار الأنبياء" أهمية انقطاع المصلح عن الدنيا وملذاتها، مشيرًا إلى ضرورة العناية بالنفس وصفائها، والاعتكاف في بيت الله لأجل التفكُّر والتأمُّل والتفرُّغ كاملًا للعبادة بقوله: «‏المصلح يحتاج إلى فترات انقطاع للتعبد يتزود فيها، ويتفكر ويتأمّل، وهذه من الأمور المهمة جدًا، ولذلك كان النبي ﷺ يعتزل كل عام في العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف وحده لينقطع للعبادة».
عن العشر الأواخر وليلة القدر
ما فاته شيءٌ من لم يضيّع العشر الأواخر من رمضان ..
هذه الليالي العظيمة لها هيبةٌ وجلال وشأن كبير، وإدراكنا لها يستوجب علينا الحمد والشكر لله سبحانه إقرارًا بفضله واعترافًا بعظيمِ كرمه وإحسانه.
جدِّدوا النوايا وحسِّنوا المقاصد، وأقبِلُوا على الله في هذه الليلة المباركة، أطيلوا القيام وألحّوا على الله بالدعاء لأنفسكم وأمتكم وأهلنا المستضعفين في غزة، لا تنسوهم من دعائكم في كل وقتٍ وحين يا كرام.

اللهم أعنا في هذه الليالي على ما يُرضيك من عمل، واجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، واختم بالصالحات أعمالنا وتوفنا مع الأبرار، وكن لأهل غزة عونًا ونصيرًا، اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وانصرهم على القوم المجرمين.
كان الحسن البصري يقول: "من عجز بالليل كان له من أول النهار مُستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب".
ومُستعتب: أي محل للاسترضاء والاستسماح وإصلاح الخلل والتعويض!

فمن عجز طوال العام كان له من رمضان مُستعتب، ومن عجز في أول رمضان كان له من العَشر الأواخر مُستعتب ..

فمن عجز الآن فقد خاب وخسر!
أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له"؟!

فإن ضيّعت الآن فمتى تستدرك؟!
أرِ الله منك خيرًا .. حبًا .. رجاءً .. خوفًا .. إقبالًا .. محاولةً ومجاهدة مهما كانت كسيرة عرجاء!
تقرب إلى الله الآن - ولو شبرًا - يأتك سبحانه ذراعًا وباعًا بقراب الأرض مغفرة ورضى وشكرًا!
هذه ليال عتق واتقاء للنار .. فاتق النار ولو بشق تمرة!
ليلتنا هذه ليلةٌ وتريّة، فحريٌّ بنا أن نجتهد فيها غاية الاجتهاد، فقد تكون هي ليلة القدر!

اللهم بلِّغنا هذه الليلة الجليلة المباركة ولا تحرمنا خيرها ونورها وبركتها وأجرها يا رحيم.
الناس في مواسم الخير؛ موفق ومخذول!

إياك أن تكون مخذولًا!
ليلة ٢٥ من رمضان ليلة وترية وقد تُرجى فيها ليلة القدر!

هنيئًا والله لمن بذلَ في هذه الليلة غاية جهده!
اليوم تجتمع أربع فضائل عظيمة!

ساعة استجابة عصر الجمعة، ويوم الجمعة، ودعوة الصائم التي لا تُرد، وليلة ٢٧ ليلة وترية وهي أرجى ليلة أن تكون ليلة القدر!

فالله الله بالاجتهاد في الدعاء والتضرع لله واغتنام هذا الوقت المبارك.
HTML Embed Code:
2024/04/29 17:32:22
Back to Top