أدعوكَ ألّا تُحملني فوق طاقتي، وان ترضى عنيّ وترضيني بلُطفك، وتسع قلبي لأمور الدُّنيا كُلها.

—

أنا فارغ تمامًا و ليس لدي ما أقدمه من أجل أن تدوم علاقتي بأحد وبإمكانك أخذ هذا الكلام كسبب كافي للإبتعاد عني.

أنا وأنت كلانا مرَّ بتجارب سيئة وعلى الأرجح كلانا فكّر في الأستسلام يومًا، لكن انظر لنفسك الآن كيف استطعت تجاوز كُل تلك الأيام المُرَّة ، لهذا السبب تحديدًا أنت شخص عظيم ،،،عظيم جداً.

ثم إنني أنا مَن أواسي نفسي وأضمد جراحي وأأخذ بيدي لاجتياز الصعاب فلا فضل لأحد عليّ الفضل كله لنفسي بعد الله.

—

‏اعرف جيداً ما معنى أن ينطفئ بداخلك شغف لشئ كنت تمشي إليه حافياً.

يشقيني في نفسي أنني أحيانًا كثيرة لا أعرفني، لا أعرف تحديدًا ما الذي أريد.

—

بالرغم من كل الجراح التي تسكن في قلبي، وفي الجزء الضئيل الذي أشعر به تجاه الذين من حولي، بالرغم من أنني أحاول كثيرًا أن أخرج للعالم بوجه يليق بي، ليس بالوجه الحزين، ولا أظهر لهم مدى هشاشه مشاعري، ومدى الألم الذي يسكن في روحي الهشة، وأن لا يرى أحد منهم معنى وحقيقة الوجع، إلا إنني اتألم دائمًا لإنني أحاول كثيرًا ولم تنجح في يومٍ من الأيام كل المحاولات التي قمت بها .

‏حتى هو نفسه لم يدرك إلى أي مدى قد تغير.

‏كنت دائمًا خارج السِّرب، لا أحد يعرف ما يدور في ذهني، لا أتعمَّق مع أي أحد، كأنَّما لي قضيَّة أخرى وأرض أخرى وحرب لا تعني الجميع .

—

ولا أخفي عليك سرًا يا صديقي، الوضع سيء للغاية وطاقة التحمل أوشكت على الانتهاء، ما زلت صامداً لكني أسرفت كثيرًا في الكتمان والتظاهر، حولي ثابت لا يتغير وأنا الذي أتغير، أنطفئ أكثر وأُستهلك، وإني أنهكت من أن أعافر، التعب يزيد ولست ثابت يا صديقي، إني أميل.

—

‏ربما لم أعد كما قبل، لكنني قضيت معظم وقتي برفقة نفسي، حتى أصبحت أكثر قوة وأكثر حبًا لهذه العزلة الرائعة التي هذبتني في كل حين.

‏كان لزامًا عليّ الصمت، لأن لا أحد يفهم ما أخوضه أو ما أُعانيه، ولأنني غالبًا لا أجد الكلمة المناسبة لشرح ما أشعر به، فيبدو سخيفًا، بينما هو يمزقني.

تمنيت لو أنني أستطيع مغادرة أفكاري، مثلما أغادر مكانًا لا أشعر فيه بالارتياح.