TG Telegram Group Link
Channel: قصص عراقية روايات واتباد ستوريات محرم
Back to Bottom
وأنا أحملج بس لا تتركيني أحتاجچ سلوى...
تنزل دموع الاثنتين، لكن هذه المرة، دموع سلوى تحمل
بصيص أمل بكلام بسملة الي يدخل الامان لكلبها ابتسمت
: بسلمة تحجين كلام مال واحد جبير كلش كلامج اكبر منج
احسج امي من تحجين هيج ولا كأن اكبر مني بسنه وحدة
بسلمة : ولله اني نفسي ساعات احس روحي عمري أربعين
سنه مو 18 سنة
ردت سلوى بتفاجئ: شوكت صرتي 18
بسملة: هههههه نسيتي البارحه موعد ميلادي
سلوى : يااااا كل عام وانتي بخير بس يمتى تكولين عيد
ميلادي ولا مره سمعتج تكوليها كله موعد ميلادي
بسملة باستهزء: عيدد؟ هيج اني يوم ميلادي عظيم واسمي
عيدد .. عموما صار ساعة نسولف كومي غسلي واني راح
اسوي ريوك نتريك سوى حتى اروح اجيبلج علاج يله حبيبتي
لزمت أيدها اكومها من الفراش راحت تغسل واني أرتب
بالغرفة واباوع عليها من باب الغرفة المفتوح غسلت ورجعت
للغرفة .. رحت اسوي ريوك الها والي طكيت ثنين بيضات
عيون مثل ما نحبه وصبيت جاي اخذت الصينيه ادخلها
للغرفة .. لاكتني فاطمة باوعت بالصينية وحجت
: كملن بسرعة وطلعي غسلي الملابس
وكملت طريقها .. كعدنه اني وسلوى نتريك ونسولف بأمور
عشوائية كملت ورجعت الصينية ترتبها ورجعت احضر نفسي
حتى اروح اجيب علاجها
لبست ثوب طويل وفوكة قبوط صاير ضيك وزغير عليه بس
ماعندي غيرة مشطت شعري سويته ذيل حصان ولبست
طوك .. فتحت الكنتور حتى اشوف عندي فلوس يكفن العلاج
عمي صالح كل أسبوع مرات كل اسبوعين مرات يصير شهر
عود يتصدق علية هو لو عمي صالح وينطيني مصرف اسم
مصرف يكول الأبنية ما ينحط بيدها فلوس اذا تردين شي
كولي لعماتج واني الي ينطونه الي اخنكنهم خنك في سبيل ما
اكلهم انطوني
ساعات اذا انجبر اطلب احس روحي مذلولة واني حيل اكره
هل احساس بس مضطرة
ألفلوس الي جانت عندي ما تكفي للعلاج غمضت عيوني بقهر
وحيرة ما اريد ما اريد اطلب منهن

يد ما اريد اطلب منهن

خليت الي عندي بجيب القبوط والتفتت لسلوى : راح اروح
اجيب علاج من الصيدلية ما أتأخر

سلوى: عندج فلوس لم هم تنزلين روحج لجبرية
بسملة : لا شبيج هذه عندي فلوس ما اكلهم انتي مددي
ورتاحي اني ما أتأخر
دنكت اخذت علاكه الأدوية وياهن الراجيتة المهترية طلعت
من الغرفة ورجلي كأنها مربوطة بحجر ثكيل واحس بشعور
الذل مع كل خطوة أگطعها، بس شسوي؟ سلوى لازم لها علاج
ومتأذية حيل من كلبها وإذا انتظرت أكثر، يمكن تتعب أكثر،
أنا لا عندي فلوس ولا عندي أحد أسند عليه غير الله.
وكفت كدام غرفة جبرية، كلبي يدگ بسرعة، أعرف شنو راح
يكون ردها وراح تسممني بكم حجاية قبل ما تنطيني رغم اني
ما طالبة غير نقطه بسيطة من حقنه
نظراتها القاسية، سوالفها اللي كلها تجرح، بس مضطرة. بلعت
ريكي ورفعت يدي أدگ الباب، خفيف، كأني أتمنى محد
يسمعني. بس هي سمعت، وطلعت لي، عيونها من أول نظرة
تقيم بيها، من راسي لرجلي، كأنها تسأل: شنو شتردين
من موقف البارحه اليوم هي واختها عيونهم تنكط سم علية
بعد ما كتلت فاطمة وهلست شعرها وعضيتها
حاولت أرفع عيني وأحچي، بس الصوت ما طلع بالبداية
جمعت نفسي وگلت بصوت ناصي احس الكلمات تتكسر
بصدري
: عمة جبرية سلوى علاجها مخلص واريد اجيب الها علاج
شعرت نفسي صغيرة، أصغر من التراب اللي تحت رجلي
واكفة بهالموقف الي مو اول مره يمر عليَّ لكن كل مره يكون
الاحساس اصعب من قبله اني اريد ابقى قوية بنضرهم ما
اريد أبين مكسوره ومحتاجتهم
حجيت كلامي وأنا أعرف شلون راح يكون الجواب، بس
شسوي؟ أختي تموت؟ ولو انزل نفسي ؟
وكفت كدامها ، منتظرة ردها، كلبي يدگ بسرعة، ولساني
ناشف كأنه ما بيه نقطة ريگ. جبرية طوّلت وهي تبصبص بيّا
من فوك لي جوّا، نظراتها تكطع بيّا مثل لسچين، وبالأخير
تنهدت وگالت ببرود:
ها ؟ البارحه لسانج بطول النعال وتمدين ايدج وتتجاوزين
وهسه جاية متمسكنه ومسوية نفسج فقيرة تريدين فلوس ؟
رفعت عيني لها بسرعة، حسيت روحي تنهارت من أول كلمة.
تمنيت أصيح واكولها هذا حقنه انتي ما متفضلة علية ردت
اسحلها من شعرها واطفي ناري بيها بس مضطرة اتماسك
لأن اعرف بيها تحقر وياي وما تنطيني وسلوى تضل بدون
علاج وتتاذى أكثر
حاولت أتماسك، جمعت كل قوتي وگلت بهدوء، بس بيه نبرة
توسل

عمه والله العظيم سلوى علاجها خلصان وحالتها كلش تعبانة،
أحتاج فلوس أشتريلها دوا
ضحكت ضحكة صغيرة، مستفزة، وحطت إيدها على خصرها:
"وفلوسنا إحنا صايرة مصرف إلكم؟ بعدين عمج ذاك الاسبوع
منطيج وين وديتيهن اصلا انتي مفروض دينار ما ينحط بأيدج
عمي تخوفين انتي عرمة
كل كلمة گالتها ضربتني بوجهي، بس بلعت القهر، لأني ما
عندي خيار ثاني، وگلت بصوت مبحوح
: عمي صار أكثر من أسبوعين من انطاني واصلا حيل قليلات
جبت حذاء لرعد لأن حذائة تملخ
رفعت حواجبها وكأن كلامي ما هز بيها شعرة، وبعدين ردت
ببرود: اني راح انطيج ولو ما تستاهلين انتي بس لا تموت
اختج وتطيح برأسنة
كملت كلامها بحقد : انتي اخخخ منج كلبي هلكد حاقد عليج
انتي لعنه انتي شيطان انتي فد وحدة صابر يمكن جان سكران
بيوم الخلفج شاكة الكاع وطالعة
حسيت روحي نزلت للح
ضيض، عيوني تلمعت دموع بس ما
خليتها تنزل، بلعت ريكي واني بكل حرف تكوله اخذ عهد على
نفسي ..
دخلت للغرفة طلعت الفلوس من الكنتور الي بيها فلوس
عمي صالح وسحبتلي مدتهم الي، بس ما أنطتهم براحة، ظلت
لازمتهن بين أصابعها، تنتظرني أمد إيدي، وكأنها تستمتع
باللحظة، لحظة ما أحس بالذل وأنا آخذهن منها.
مدّيت إيدي، بس مو بثقة، بإحساس اللي يتوسل حتى ويا
الفلوس، كأنها صَدَقة مو حقنة قبضت أصابعي عليهن،
حسيت بورقهن بين ايدي، بس ما أگدر أسحبه، جرتهم جبرية
شوي، عيونه بيها لمعة استهزاء.
:لازم تذكرين هاللحظة، وتعرفين فضلنا عليكم
هزيت راسي بسرعة، ما گدرت أجاوب، ريكي ناشف ودموعي
على حافة عيوني، وإذا تجرأت وگلت كلمة، يمكن تنهار بوجهي
كل قوة كنت أحاول أتمسك بيها.
شدّيت الفلوس من إيدها بقوة، أخيرًا صارن بإيدي، بس
ثكلهم چان أگبر من وزنهم الحقيقي، چانوا ثمن كرامتي اللي
انهدت كدامها..
جنت واكفة يم باب الغرفة من الداخل صارت الفلوس بيدي
درت وجهي وطلعت من الغرفة اجاني صوتها وراي وهي تكول
..
حتى ما تعرف تكول شكراً عمة من كون عما الدج عيونج
غمضت عيوني بقلة صبر هذا هو الفلوس وأخذتهم ونجبرت
انزل نفسي الها علمود اختي بعد عليش استمر بالتمثيل مدام
اخذت الفلوس . رديت عليها من مكاني قبل ما استعد
للركضة وكلت الها بصوت عالي
: ما مطيتني من بيت الخلفووج هذا حقنه الي انتو بايكي
حجيت هل كلام وخليت بس التراب وراي واني اسمعها تغلط
وتحاول تركض وتلحكني بس سبقتها وطلعت من البيت من
صرت خارج البيت امنت عدلت نفسي ورجعت امشي بهدوء
متوجهة للصيدلية ..
مشيت وعبرت شارعين وصلت للشارع العام رجلي طاحن
لحد ما وصلت للصيدلية
جريت نفس ونفخته بضجر واني اشوفها معزلة اوووف خوفي
على سلوى خلاني اجيت الصبح ونسيت الصيدلية تفتح وره
الضهر كعدت على الرصيف حايرة شنو اسوي لازم اخذ العلاج
وارجع لسلوى
بقيت يمكن نص ساعه على كعدتي أتلفت متأملة تفتح
شلون هسه وشنو اسوي اضطريت اكوم من مكاني ارجع
للبيت مجبورة
دخلت لمحل الحلويات الي بصف الصيدلية اشتري لسلوى
ورعد ووعد افرحهم خطر على بالي أسأل ابو المحل اذا اكو
صيدلية ثانية تفتح الصبح
وكأنما اجاني إنقاذ من دلاني على صيدلية تفتح الصبح
بس المشكلة بعيدة عن البيت
طلعت منه بيدي علاكة الحلويات وحايرة بين ارجع للبيت وبين
اروح الصيدلية الي دلاني بيها ابو المحل
اذا انتضرت الصيدلية تفتح بعد أقل شي ست ساعات او
سبعة والصيدلية الثانية عشر دقائق بالسيارة
ما اكدر اخذ سيارة اولا اخاف اصعد سيارة وحدي وثانيا خاف
الفلوس ما تكفي

خوفي على سلوى خلاني لا إراديا خطواتي تتجه بطريق
الصيدلية مشيت ومشيت لحد ما رجلي احسهم صارن خيوط
ويا محلاها اذا بعد كل هل مشي الكاها معزلة
لكن الحمدلله من وصلت لكيتها مفتحة
سرعت مشيتي لحد ما وصلت الها ودخلت جريت نفس براحة
لكيت رجال جبير بيها
انطيته الراجيته وأخذت العلاج ورجعت طايرة اركض ركض
متناسية العالم الي تباوع ..
كانت خطوة صعبة مني امشي كل هذه المسافة وحدي ما
سبق وسويتها بس كنت مضطرة.. والحمدلله من وصلت
للبيت واني بيدي العلاج دخلت بلهفة حتى انطي لعلاج لسلوى
اكيد هسه حيل تأذت بس فتحت عيوني على وسعهم رجلي
تبسمرن بمكاهن شهكت شهكة طلعت من نص روحيي

رحلتَ، ولم ترحل معك المواجع،
بل أورثتني حملاً من الدمع والوجعِ.

لم يكن موتك قضاءً عادلاً،
بل كان ظلماً طوّق عنقي كالقيدِ.
كم صرختُ في الليل، كم ناشدتُ القدر،
لكن الصمت كان حَكَماً لا يُنصِفُ العاجز.
سُرِقتْ حياتك بين أيدٍ خائنة،
وتركوني وحدي أواجه التيه والمحنة.
تابع ...
البارت الحادي عشر

****

في عيونها نورٌ يسطعُ
وفي قلبها حبٌّ يعتقُ
تحمل الأعباء بيدٍ قوية
وتقف بوجه الرياح العتية

تحتضن إخوتها بحنانٍ
تحميهم من قسوة الزمان
وفي صمتها تتحدث الشجاعة
وفي خطواتها نجد الأمان

هي أملٌ لا يغيب، لا يفنى
وفي قلبها عزٌّ لا يهنى
تواجه الدنيا بكل عزمٍ
وتظل ثابتة، لا تهنُّ.

دخلت بلهفة وسرعة حتى انطي لعلاج لسلوى اكيد هسه حيل
تأذت وعلى بالي ألكاها مثل كل مرة، متمددة على الفراش،
عيونها دايخة، وأنفاسها تعبانة. بس... لا!
فتحت عيوني على وسعهم رجلي تبسمرن بمكانهن شهكت
شهكة طلعت من نص روحيي واني اشوفها مدنكه وكاعدة
على ركبها ولازمة المكناسة وتنكس بالهول
تجمدت بمكاني للحظات

عرق ناعم مغرق جبينها رغم برودة الجو ووجهها شاحب مثل
ورقة الشجر بوقت الخريف بس عيونها… عيونها بيها نظرة
غريبة، كأنها مو هي، كأنها تحاول تسرق لحظات من العافية
قبل لا تنهار وتتخربط

ركضت إلها، صوتي طالع مختنك مليان بكلشي صدمة خوف
رعب عصبية
سلوى شجاع تسوين؟ ليش كااايمة من فراشج

رفعت راسها عليّ، ابتسمت ابتسامة باهتة، وكالت بصوت
واهن تعبان وهي تجر النفس وصدرها يصعد وينزل تحاول
تبتسم وتبين هي مابيها شي

: ه ها بسملة اجيتي

كعدت يمها بسرعة بطريقة شمرت روحي شمر لدرجة ركبي
أذني. جريت المكناسة من أيدها بعصبية
: انتي شنووو تعاندين ؟ ما براااسج عقللل ليش كايمة من
فراشج وفوكاها تكنسين

سلوى: بسمة ميخالف هسه اني شنو سويت بس كنست
الهوول

حسيت بثكل العالم كله على صدري. شلون أكول لها إنها هي
اللي محتاجة أحد يشيل عنها؟ شلون أقنعها إن هذا البيت ما
يسوى شي إذا خسرتها

صرخت بوجها هي جفلت : وانتييييييي منووووو عاتب عليج
فهمييييني منوووو شنووو البيت يخيس اذا ما كمتي
وكنسستي

بسرعة دمعتها نزلت من صيحتي ياربي هل بنية راح تجلطني
لزمتها من أيدها
: كووومي كددامي كووومي هذا علاج جبتلج






نزلت فاطمة من الدرج تترنح وهي تكول لسلوى : هاا وين
رايحة ما تكملين كنسس

تركت سلوى من ايدي وكمت على حيلي توجهة لفاطمة الي
واكفه على اخر باية من الدرج
: هاااي انتي الي مكوومتها من فراشها تكنس ؟

فاطمة: اي اذا انتي ما ادري بيا درب دايحة كومتها تكمل
شغلج

ابتسمت باستهزاء : ههه دايحة ؟ اكيد مو بنفس الدرب الي
تديحين انتي بي
اني رحت اجيب علاج الها لأن علاجها صار يومين خلصان
وكلبها مأذيها

سكتت ثواني وتذكرت الي كدامي مراح تحس لو تفهم كلامي

.. اني ليش اصلا جاي احجي هيج وياج ليش انتي عندج ضميرر
حتى تحسين ببشر مريض

: هاااي اني دايحة. بسملة مو لسانج اكصه ولله تره حيل حيل
جاي تتمردين وتتجاوزين ولا تتوقعين نضل ساكتين الج

: شنو تسوين سووي مدام الله واكف وياي هذا يكفي وانتي
تعرفين كلشش زين اني وين جنت

: ولله الي اعرفه الصيدلية شمرة عصا وانتي صارلج فوك
الساعة طالعة شعرفني وين جنتي وشنو تسوين

: اخررر همي هو ابررلج شنو تضنين ضني

: ها هيج صارت مو يجي عمج واكلة

: عمي ؟ عمي بجميع الاحوال لا راح يصدكني ولا يوكف وياي
ما تهموني الشي الوحيد الي يهمني هو اختي ما تكوم من
فراشها والبيت اني ما مقصرة

: وشنو تردين البيت يضل زبالة ما يتنضف وانتي مدري وين
وصارت الدنيا ضهر

رديت عليها باستهزاء: هو البيت بجميع الاحوال متروس
زبااالة وإذا على زبالة الكاع بسيطة بمكناسه ينكس بس اكو
زبالة المكناسة ماتلمها

فتحت عيونها بعصبية : ولجججج تقصددديني بسملة

:اقصد البيت لو اغسلة بماي زمرم مدام انتو بي راح يضل
زبالة
وما راح ينضف وبعدين مفروض انتي والزبالة ربع ما
تستغربين منها ..

درت وجهي ارجع لسلوى نجريت من شعري اجت وجابها الله
اني ما اتوصى لزمت بشعرها
وهي تعد وتصف واني ارادد بيها خليتها تتخبل
وكالعادة اجت اختها وياها صفن ثنينهم علية رغم كتلني بس
ما استسلمت ضليت مقاومة املش هذه واعض ذيج وأجر
هاي اخر شي سويته ماعرف منين اجتني القوى لزمت بشعر
جبرية وشعر فاطمة بنفس الدقيقه ركعتهن راس براس
خليتهن نسطرن وكدرت اخيرا أفلت ايدي منهم تاركتهن
وراي يبدعن بالغلط والسب والفشار
وجريت سلوى الي ماخذة دور المتفرج بزاوية وتبجي وترجف






دخلت للغرفة وسديت الباب امنت باوعت قبوطي منزوع
وثوبي مشكوك من صدري وشفتي تجري دم شوكت هيج
صار شوكت قبوطي انزع وشوكت نشك ثوبي ومنو بيهم
ضربتني على حلكي ؟

رغم الكتلة القوية بس احس بنشوة الانتصار رغم هن كتلتهن
الي جانت اقوى بس المهم ما سكتت الهن

بس بعد ما شفة كلبي منهن غمضت عيوني بألم واني الزم
شفتي الي تورمت من جها وحده
وعيني اجت على سلوى كعدت بفراشها تناشغ والدموع عشرة
عشرة

: هسه المفروض من الي يبجي اني لو انتي تره
اني الي نكتلت
مفروض اني هسه ابجي وانتي تطبطبين علية مو العكس

من بين دموعها ضحكت سلوى : اني اعرف انتي ما تحتاجين
طبطبة ولا تحبين احد يطبطب عليج انتي اقوى من هيج

رحت يمها كعدت متألمة وصرت اطلع الها بالعلاج حتى تشربه


إنت موكلبج يوجعج، ليش طلعتي من الغرفة؟ منو صاحج؟
ها؟ منو كال لج تطلعين؟ فاطمة مو

سلوى ردت بتعب : ليش جيتي وصرتي تصيحين علَيها
ليش تخليهن يضربونج؟ ليش كل مرة تخلين نفسج جوة
إيديهن كل مرة ليش ما تسكتين وتخليهن يولن تعرفين بيهن
حياية اتجنبيهن فدوة لخاطري

بسملة بحدة وصوتها يرتفع

: شسوي ؟ أسكت وأخليهن يدوسني ويدوسنكم اسكت على
ضلمهم تردين اصير نسخه منج ومن امي وابوي الي سكتو
لحد ما ابوي خسر حياتة وامي خسرت عقلها واني خسرتي
صحتج مووو اباوع على ضلمهم

سلوى تهز راسها بحسرة : إييي، لأن إحنا ما عدنا حيلة، ما
تفهمين كل ما قاومنا كل ما زاد أذانه وبعدين؟ شراح نسوي
نوكف بوجهن؟ شلون إحنا وحدنا، وما عدنا أحد

بسملة بعصبية ودموعها تنزل: لااا مو صحيح سكوتي هو
اللي يخليهن يتمادين، ابوي و امي لو مرة وحدة وكفو بوجهم ،
ما جان صار بينه هيج لا سلوى إحنا عمرنا ما راح نستسلم، ولا
راح نخليهم يشوفونا ضعيفات كافي، والله كافي مستحيل
اخليهم يذلونه أكثر بس صبرهم علية

سلوى بحزن وقهر مكبوت: وإذا وكفنا ها؟ شراح يصير؟ راح
يضربونا أكثر، راح يذلونا أكثر، يمكن حتى يطردونا إحنا مو
مثلهم، إحنا وحدنا وما عدنا أحد






: سلوى لاتخليني اسطرج براجدي ولله أطفر ماي عينج

ضربت صدرها بإيدها بقوة : عدنا نفسنا وإذا إحنا ما وكفنا
بوجهن، محد بيهم راح يوكف النه
ما راح أخليهن يدوسني لو يدسوكم ما راح أخليهن يحسبوني
ضعيفة تفتهمين ضعفج خلي لنفسج اني ما رايدة منج غير
تنتبهين لصحتج وهذه هو وهل كلام مره ثانية لا تكرري

سلوى ردت بخوف :بسملة انتي حيل صايرة عصبية وما
تنجرعين

: سلوى بربج هي حياتي تخلي واحد بعقل هادئ حقي من
اصير عصبية لأن ولله ساعات اوصل لمرحلة الانهيار وألزم
روحي اني كل يوم جاي انهار من الداخل بدون محد يحس بية

رجعت بسملة مدت أيدها تلزم كف سلوى بحنان : اعتذر
حبيبتي اذا تعصبت عليچ عذريني

سلوى تتنهد، تباوع إلها بخوف: بسملة لا تخلين غضبج
يضيعنا، ترى ما عدنا ظهر.

بسملة بإصرار وعيونها تلمع بالقوة: إحنا اللي لازم نصير ظهر
نفسنا، سلوى إذا بقينا خايفات، راح يظلون يذلونا، بس إذا
شوفناهم إحنا مو ضعاف، راح يفكرون ألف مرة قبل لا يمدون
إيدهم علينه مرة ثانية

سلوى: بس راح يضربوج وانتي تعرفين هل شي

: يضربوني خليهم قابل شنو الجديد صدكيني صارت الكتلة
بالنسبه الي مثل شربة الماي المهم ما اسكت الهم

سلوى تباوع إلها بحيرة، بعدين تبتسم ابتسامة صغيرة، تحس
أختها تغيرت، تحس إن بيها نار حقد قوية ما تطفى بسهولة ..

صار وقت الضهر ووقت رجعت اخواني من المدرسة واني
كاعدة بالغرفة قويت نفسي وقررت اطلع قابل شنو اضل
محبوسة هنا اكيد يجون جوعانين ويردون غدة

فتحت الباب مديت بس راس اتطقس على الوضع
ورجعت دخلت راسي بالغرفة التفتت على سلوى كاعدة
بفراشها تضحك

: اذا هيج خوافة عليش مسوية نفسج المراء الحديدة قبل
شوي

عكدت جبيني ما قابلة على كلامها
: اني فعلا مراء حديدية خوشش؟ وما خايفة من أحد وراح
تشوفين

فتحت الباب بدون تفكير وطلعت من الغرفة النية كانت
انتضر رعد ووعد حتى يجون واتلكاهم بس الي صار
شفت فاطمة صعدت الدرج تريد تروح للسطح
وجبرية مادري وين ما موجودة
خليت ايدي على خصري اشوف شنو اسوي
وفجاء خطرلي اسوي شي بدون ما افكر بعواقبة
اخذت طاسة سويت بيها وغافة تايت وخليت لمساتي فوك
الوغافة اخذت شوي دهن من التنكة وضفتها على الخلطة






الدرج كان بآيات منفصلة عن بعضها كاشي
اخذت الخلطة ورجعت باوعت من المطبخ محد موجود
فوراً صعدت الدرج وبيدي الخلطة فاطمة واكفة على سياج
السطح تباوع للشارع رشيت الخلطة على باية الدرج لكن ما
كثرت
ونزلت طيران للمطبخ ذبيت باقي الخلطة وغسلت الطاسة
ووكفت احسب ثواني البيت هدوء لكن فجاء صدع صوت
فاطمة وهي تتمزلك من الدرج وتعيط
ركضت الها لكيتها تتدعبل وثوبها واصل لراسها

: عماااا عززززة شوكعج

لزمت محجر الدرج بعد ما زلك ووصلت للنهاية : اخخخ ولج
احكيلي نكسرررت

تحجي والدموع يجرن منها ومبين صدك متأذية وتعيط من
أيدها

: شلووون وكعتي عمة

: ولججج مادري رجلي زلكت مدري دهن مدري شنو صاير على
الدرج

: ياااا ومنين اجه الدهن لعد ما انتبهتي من صعدتي

: اخخ ولج هس وكتج ساعديني اكوووم رجلي موتني وأيدي
اضنها نكسرررت يمااااا

تبجي وتصيح من أيدها ساعدتها تكوم ورحت لغرفتها لازمه
أيدها وماتكدر تحركها

وطرت على الدرج ما صار كدامي غير البدي مال مهدي على
محجر الدرج جريتة ومسحت بي الباية مال درج لفيته وشمرته
فوك البيتو
نة
ونزلت سمعت صوت جبرية يمها بالغرفة وفاطمة كل عيطة
تعطيها من أيدها تجيب التايه
دخلت للغرفة وراسمة الخوف على وجهي

: عمة خاف مكسورة اخذيها للمستشفى
ردت بدون اهتمام لكلامي : رااح اخذها ورجعت كملت كلامها
ويه فاطمة : صدك جذب غير تباوعين هو الدرج هذا كل مره
ازلك منه

ردت ببجي وعياط: ولججج صعدت مابي شي نزلت ما حسيت
غير زللكت رجلي اخ خيه ايدي موووتني

تركتهن وطلعت رحت للمطبخ علاكة خضرة مشمورة يمكن
جبرية جانت طالعه تجيب خضرة
وره شوي طلعن هن جبرية لازمتها يمكن ماخذتها للمستشفى
.. كلعة
أن شاء الله يصبوج من راسج لرجليج

بقيت كاعدة منتضرة اخواني يرجعون
افتر بالبيت اطلع من غرفة وادخل بغرفة دخلت بغرفة جبرية
لازم اترك لمستي بيها






مفتاح الكنتور الي يخلي عمي صالح بي اندل مكانه جبرية
تخلي جوة دوشك الجرباية شلت الدوشك وأخذت المفتاح
فتحت الكنتور وجريت الجنطة
اباوع بيها اوراق ما فهمتها بالضبط بس مثل مستندات
لكن وحدة من الأوراق لفت نظري بيها مثل مستند وبيها
اسم صابر مرهون وشي مثل التنازل
لكن ما فهمت قيمة هل ورقة وقتها
بس مجرد اسم ابوي بيها واسم جدي. خلاني طبكت الورقة
وضميتها بهدومي ..

جريت مبلغ من فلوس عمي صفنت بيهم : كل هذه اللفوس
حقنه واني على علاج اختي باقية أتوسل
جريت منهم مبلغ بسيط خليته بملابسي
ومبلغ ثاني تقريبا 100 الف خليته بايدي وسديت الجنطه
ورجعتها لمكانها كل شوي اتطمن خاف أحد اجة لفيت
الفلوس وخليتهن بين ملابس جبرية وسديت الكنتور
وطلعت من الغرفة

رجعو اخواني من المدرسة يسحلون بجنطهم وبدة الكل يرجع
من المدارس
صبيت اكل بس لخواني والي ودخلنه بغرفتنه نتغدى بهدوء
وأمان سلوى تباوع الي بشك

: شو تاخرتي بره شجنتي تسوين

رديت بملل: يعني شنو اسوي سلوى خلصت كم شغلة

: فاطمة شوكعها من الدرج سمعتها تصيح بس ما طلعت

جريت نفس : اني وكعتها ارتاحيتي

فزت مخترعة : عززززة صدك ؟ ليش بسملة ولج هسه
يموتونج ولله

كلبت عيوني هزيت راسي تعبت منها
: سلوى سكتي لا حطج بركبتي ولله. اني شعلي بيها هي
جانت بالسطح واني بالمطبخ وسمعت صوت صرختها
فوك ما ركضت الها وساعدتها والا هي متستاهل مفروض
اخليها تصرخ بمكانها
هاي حوبتج لأن كومتج وهي تعرف بيج ماتكدرين

جرت نفس براحة : نعلا نعلا عبالي صدك انتي موكعتها كلت
اليوم يقضون عليج بسملة ولله اخاف عليج منهم

: خافي على نفسج حبيبتي اني تمام

بقيت افكر بالي سويته اذا عمي صالح شاف الفلوس بملابس
جبرية وجبرية حلفت اله مو هي شراح يصير معقول يرجعون
علية

... لالا جبرية تتوقع محد يندل مفتاح الكنتور غيرها بس اني
بالصدفة اكتشفت مكانه

السويته راح يعبر ؟ لو شلون .. اي يعبر لان اكثر من مره
يتعاركون على هيج موضوع وعمي يكول لجبرية طماعة وتأخذ
فلوس وتنطي لمهدي بدون ماعمي يعرف






نفتح الباب علينه مال غرفة وأجاني صوت منى بنت عمي
صادق

: بسملة وين امي وخالتي شو محد هنا

: امج طاحت من الدرج وخالتج اخذتها للطبيب

ردت بفزع: عززززة شنو وكعها

رفعت اكتافي بلامبلاء : ماعرف زلكت رجلها

: زين اني هسه جوعانه واخواني جوعانين كووومي صبيلنه غدة


رديت عليها واني اباوع الها من فوك ليجوة: لايكون اني خدامة
الخلفتج عود من تتكسرين وتكعدين على عربانه مگرمين
وقتها اكسب بيج اجر واصبلج بس مدام اديج مابيهن شي
روحي انتي صبي لروحج

ردت متعصبه: اي خددددامة يله كووومي

مجرد شافتني تحركت من مكاني بسرعة هي طفرت وشردت
تعرف زين اذا الزمها اسحلها من شعرها واكنس بيها البيت

:امشي لججج ام الصنان اصبلها غدة

كملنه غدانه وشلت الصينية المطبخ لكيتها غصبن عليها صابه
غدة الها ولاخوانها وتباوع الي صفح
تجاهلتها وكملت طريقي فرغت الصينيه وغسلت المواعين
ورجعت للغرفة اشوف اخواني شعدهم دروس
اجة صوت فاطمة وجبرية برة راجعات طفرت من مكاني
ودخلت للهول فاطمة أيدها مصبوبة
بقيت الم بشفتي داخل حلكي احاول اكتم ضحكتي
ورجعت للغرفة احس بانتصار وراحة نفسية
الضحكة شاكة حلكي ..

مر اليوم طبيعي بين اخواني أقريهم واغسل ملابسهم وشغل
البيت وفاطمة وجبرية هدوء فاطمة بغرفتها نايمة
ورجعو عمامي أصواتهم بره يحجون واني سادة بابنه وكاعدة

حايرة اطلع اكول لعمي .. لا لا خاف يفشلني ويسممني بكلامة
بس شلون من حقي اريد اشوف امي صار شهور ما وصلتها
احس كلبي طك عليها.. وهم اكو شي ثاني أبالي لازم اسوي
غمضت عيوني، أخدت نفس عميق، حاولت أستجمع كل
القوة اللي ما عندي. صوتي بداخل راسي يصرخ:

اطلعي، احجي، هذا حقچ، أمچ هناك وحدها تحتاج الكم
ويرجع نفس الصوت يرد ويكول : هي امي وين تعرفني

بس لازم اروح الها حتى لو ما تعرفني، حتى لو كانت غايبة
عن الدنيا، هذا ما يغير أنا اللي محتاجها، مو بس هي. آخذ
قوتي من حضنها، حتى لو حضنها
ضعيف ومهزوز، يبقى
الأمان الوحيد اللي أعرفه
حتى لو كانت مريضة وما تذكر اسمي، لازم أزورها. أنا اللي
محتاجتها، أنا اللي ضايعة، أنا اللي أريد حضنها أكثر مما
تحتاجني هي. يمكن حتى لو حضنتني، ما راح تحس بدموعي
وهي تنزل، يمكن ما راح تفتهم ليش ارجف وأنا يمها، بس أنا
أدري... أدري إنه لو بس تبقى عيني بعينها، راح ألكى القوة
اللي أحتاجها، راح أعرف إنه بعدني مو وحدي، حتى لو ما
نطقت باسمي ..






مدّيت إيدي، افتح الباب بس ما فتحتة اني ما خايفة من ردة
فعلة بكد ما خايفة يفشلني ما اكدر اتحمل .. بعدني مترددة.
شنو لو رفض؟ شنو لو عصب؟ شنو لو سمعني كلمة تغث
وضحك، مثل كل مرة أطلب بيها شي وأحصل بدل الجواب
نظرة تسخر مني ؟

لا بسملة لا تفكرين لا تتراجعين. هاي أمچ، مو شي بسيط، ،
هاي أمچ اللي كانت تحضنچ، اللي ريحتها لحد هسة عالقة
بذاكرتچ حتى لو الدنيا كلها صارت خاوية.

فتحت الباب.وطلعت رجفة خفيفة ضربت ركبي، لكني
مشيت. خطوة، خطوتين، وگدامي المسافة اللي رغم قصرها
حسيتها أطول من كل الطرق اللي مشيتها بحياتي. لكيت
عمو صادق بغرفته عمو صالح يمكن طالع .. دكيت الباب على
عمو صادق هو كان مفتوح
باوعلي عمو صادق برود جليت صوتي وحجيت ..

"عمو .. أريد أروح للمستشفى ممكن

ما رفع عينه، بس صوته إجا حاد مثل السچين:

أي مستشفى شبيج ؟

ابتلعت الخوف، حاولت أكون ثابتة، رغم إن كل جسمي يصرخ
بالهرب.

أريد أشوف أمي

هنا رفع راسه، نظراته حفرت بروحي، باردة، قاسية، مثل كل
مرة يحاول يذكرني بيها إني ضعيفة، وإنه هو اللي يقرر
مصيري.

قبل مايرد ردت فاطمة بسممم: مممم قصدج مستشفى
المخابيل ..

تركتها بدون رد رغم امنيتي اروح اكسر أيدها الثانية بس
تماسكت ورد عمو صادق

:أمچ؟ ولچ بعدچ تذكرينها

بلعت غصتي، قبضت إيدي بقوة

وليش حتى انساها هذه امي وأريد أشوفها من حقي

كام من مكانه تحرك لكدام وكف كبالي وعيونه ضاقت

ومن شوكت صرتي ترفعين راسچ وتحچين وياي بهاي
الطريقة وتقررين يمتى ترحين لامج

أخذت خطوة للخلف، بس بسرعة ثابتة : عمو محتاجة اشوفها
حيل مشتاقة الها واني صار فترة حيل طويلة من اخر مرة
رحت الها

:وهي تعرفج اذا شافتج ؟

جريت نفس بحزن ونار تاكل بصدري






:المهم اني اعرفها

صاحت فاطمة من مكانها

صادق! شوف هاي شلون هسه مسوية روحها فقيرة
وتتمسكن هذه عكرب تتجاوز وتضربني الصبح لا تخليها تروح
لأمها، لازم تتأدب وتنعدل

بسملة رفعت عيوني لعمو لصادق، احاول احچي، بس صوتي
يرتجف

بسملة رديت بتوتر : أني ما سويت شي... هي اللي...

قبل لا اكمل كلامي عمو صادق اندفع عليه ورفع إيده، ضربني
على خدي بقوة، وكعني على الأرض من قوى الضربة

صادق يصرخ.
أنتي ترفعين إيدچ على فاطمة هاااا؟ شلون تتجاوزين عليها
شسوي وياج اموووتج واخلص ادفنج فهميني شسوي بيججج
لاضرب فاد بيج لاخوف شسوي وياج أكثر بيج وما تتمردين
اكثررر

لزمت خدي الي اشتعل نار ، بس هيهات اخلي دموعي تنزل
حاولت اوكف ما ابقى واكعه يم رجلي

بسملة بحقد مكتوم

ما سويت شي... هي اللي استفزتني هي الي فشرت عليه
هي الي مكومة سلوى تكنس وهي تعرف سلوى مريضة
وماتكدر

صادق بعصبية زايدة: تتاااكلين نعل و تسكتين أني موجود،
تحچين وياي، مو تروحين تتجاوزين وتمدين ايدج على مره بكد
امجج تريدين أذلچ أكثر لو تحترمين نفسج و تسكتين

بسملة صرخ لأول مرة وعيونها تلمع بالغضب:

إنتو شتريدون بعد تريدني أسكت على كل شي على الظلم
على الضرب؟ على فشار على السب والغلط وإذا حجيت
ودافعت عن نفسي تضربوووني هي هاي الامانة اني بنت
اخوووكم لو جا يبيني من الشااارع فهمنيي

صادق يوكف، مصدوم من ردها، بس سرعان ما يزيد غضبه،
يرفع إيده يضربها مرة ثانية، بس بسملة تلزم إيده بقوة،
وتدفعه بعيد عنها

بسملة بصوت مبحوح لكنه مليان تحدي: لا تمد إيدك علي
بعد كاااافي كااااافي ذلة كافي قهرررر شنووو ردت كل هذا
لأن ردت اشوف امي ما تخاف ربككك انت

فاطمة تنصدم، تحاول تتدخل بعد ما تعجبت من ردفعل
بسملة

فاطمة باحتقار: شوفها شلون ترفع صوتها عليك لا وفوكها
تمد أيدها وتدددفعك هيج وحده تستحق...






بسملة قاطعتها بصراخ وغضب عارم : إنتي آخر وحده تحچين
عن الاحترام اخر وحده

رفع إيده مرة ثانية، بس بسملة تنظر له نظرة تحدي، بدون
خوف هالمرة

بسملة بغضب وقوة وتحدي

: ضربتني، بهذلتني، شبعت من. الضلم بس بعد اليوم، ماكو
بسملة الضعيفة ولا تنسى احنه ايتام وصدكني حوبتنه تعثررر
ولا تتوقع راح نبقى زغااار خلي بالك هل شي يجي يوم ونكبررر
وساعتها راح تشوووف بضهري ثنين زلمم واني وياهم

صادق يظل يباوع وراها ، مستغرب ومصدوم من جرأتها،
وفاطمة تبتعد شوي، حاسة إنه الوضع تغير... بسملة تحس
إنه لازم تدافع عن نفسها وعن إخوتها وعن حقها حتى لو كا
ن
الثمن غالي ..

بقى متبسمر بمكانه ويراجع كلامها برأسه .. شاف بعيونها
حقد وثار دفين للحظة حس بخوف من الي حس بي والي
شافه بعيونها

كعد صافن ويفكر بكلامها وفاطمة يمة تحشي برأسه وهو باله
ابد مو يمها مر وقت مو قليل كام من مكانة متوجه لغرفتهم ..
دك الباب فتح الباب رعد اله
دخل جوة وحاجة بسملة ويحاول يبين نو هو متفضل عليها

:زيارة مستشفى الامراض العقلية بهاي الضروف مو بسهولة
اولا يحتاج تصريح أمني
وثانيا لازم انسق ويه إدارة المستشفى واحصل موعد لأن
الضروف بالوقت حالي صعبة مو بسهوله نكدر ندخل انتضري
كم واخذج

حجى كلماته وطلع بقيت اعاين وراه بجمود طفرت سلوى من
مكانها : اروووح وياج فدوة

باوعت عليها : ماشي اخذج بس خاف ما تتحملين توعديني ما
تبجين ولا تعبين نفسج

: اوعدج ولله وعد ما اتعب نفسي

: ماشي

غفيت بسرعه بعد يوم طويل ومجهد ومتعب وبانتضار يوم
جديد منتضرتة ..
فتحت عيوني باليوم الثاني وكان مثل كل يوم
ومايخلى من سم ريا وسكينة وقت الضهر بعد ما الجو هدء
وكلمن راح بغرفتة

اخذت الورقة وطلعت من بيتنا دكيت باب بيت ام خالد
فتحت لي الباب جنتهم زوجة خالد

أميمة: بسملة هلو و شلونج حبيبتي شخبارج وين هيج مختفية
شنو كبرتي وصرتي تستحين تجينه

رديت بخجل منها لان سلامها حار وأسلوبها راقي مثلها
: شسوي ولله مسؤولية وما اكدر اطلع مثل قبل
احم أميمة اريد اسالج بشي اذا ممكن

: اي اي حبيبتي كولي شنو تعاي دخلي اول مره

: لا لا ولله ماكدر اخواني ماينتركون

: زين كولي شنو ردتي

طلعت الورقة من ملابسي واني التفت لبابنه ورجعت حجيت
وياها
: بس ردت اسالج هذ الورقه لكيتها بين الاوراق بيها اسم ابوي
بس ما فهمت بالضبط شنو هاي

أميمة كانت محامية مثل خالد زوجها حبو بعض من زمان
وتزوجو اخذت الورقة من ايدي تقرأها
رفعت راسها مثل المتفاجئة بالي قرته الحيرة ملت كلبي اريد
اعرف شنو الي بالورقة

أميمة : هاي وين لكيتها الورقة. هاي الورقة لازم تضميها
بروحجج بسملة ..

: شنو هاي شبيها ..

يتبع
البارت الثاني عشر
****

تبكي كثيرًا بلا دموعٍ،
تصرخُ في صمتها المبحوحِ.
تحملُ نارًا بقلبٍ صغيرٍ،
لكنها وردةُ مجروحِ

أميمة : هاي وين لكيتها الورقة. هاي الورقة لازم تضميها
بروحجج بسملة ..
: شنو هاي شبيها ..
نصت صوتها وحجت بصوت هادئ: الورقة هذه هي ورقة
تنازل من جدج إلى ابوج عمارة مسجلة باسمة
فتحت عيوني وحلكي من الصدمة والمفاجئة ضليت باهته
بوجه الأبنية لا اخذ ولا انطي الكلمات ضاعت بداخلي لحظات
من الصدمة كدرت استرجع وعيي وارد عليها

: يعني ؟ يعني شنو. يعني جدو مسجل عمارة بأسم ابوي يعني
ملك النة
أميمة: اي ملك الكم وحالياً أنتي واخوانج الورثة الوحيدين لهذه
العمارة وكل فلس يطلع من يمها هو حقكم شرعاً وقانوناً
: يعني عمو صالح يعرف ومتحفظ على هذه الورقة يعني هاي
السنوات كلها احنه عايشين بذل وياهم وهو يأكل بحقنه
ومخلينه نتحسر على الفلس يااااربي مجاي اصدك ليا مرحلة
واصلين ذول من الخسة والنذالة
أميمة: بسملة انتي بنيه قوية وسبّاعية نصحية لا تتركين حقج
بس بنفس الوقت انصحج ابد لا ترحين تواجهيهم وتتعاركين
ولا تكوليلهم ليش لان ما راح تكدرين الهم وحدج راح يأذوج
وياخذون الورقة منج وقتها ما راح تحصلين شي
بسملة : شنو اسوي ابقى تحت ذتلهم وأمرهم أميمة هذا
الورقة انقااذ الي ولأخواني إنقاذ من هذا المستنقع
أميمة : انتي تأخذين نصحيتي لو لا اني محامية واعرف شنو
جاي اكلج عمامج ما راح ينفع وياهم صياحج انتي الي راح
تخسرين اذا تردين حقج وحق اخوانج يرجعلج لازم بالوقت
الحالي تحتفظين بهذه الورقة بمكان بحيث لو يكلبون البيت
ما راح يلوكها لأن اكيد عمج راح يستفدقها بيوم وما راح
يلكاها فلازم تضمينها زين وتصبرين شوي
وشغلة ثانيا ممنوع تبسمرين وتحسسينهم بشي خليج مثل ما
انتي بطبيعتج وياهم وشوي اصبري

:زين شنو اسوي شوري عليه والعمارة هذه اكيد بيها ناس
مأجرين يعني فلوس الايجارات كل هاي السنوات بجيبه
: طبعاً
:زين شلون اتصرف وشنو لازم اسوي بهاي الحالة فدوة
ساعديني واوعدج اذا هاي العمارة رجعت النه اني راح انطيج
اي مبلغ تطلبي
: ههههه اكيد راح اساعدج بسملة واخر شي افكر بي وياج هو
الفلوس لأن اني اعرف كلش زين انتي واخوانج شلون تعانون
وياهم راح اوكف وياج اطمني وراح اكون وياج خطوة بخطوة
ما راح اتركج ..
: تسلمين ما اعرف شلون اشكرج
: سمعي وفتحي عقلج زين بلي راح اكوله وخلي يكون بيني
وبينج اول خطوة مثل ما وصيتج الورقة تضمينها زين وإذا
بيوم لكوها ماكو واتهموج بأخذها انكري
شغلة ثانية ممنوع ممنوع ممنوع تذكرين طاريها
وشغلة الثالثة لازم تدخلين السن القانوني حتى تكدرين
تتصرفين
: اني دخلت ب١٨
: حلووو معانا انتي هسه الوريثة الشرعية لهذه العمارة
وتكدرين تكونين وصية على اخوانج وحقهم لحد ما هم يدخلون
السن القانوني
شوفي 1. التحقق من المستندات الرسمية
يعني لازم نبحث بدائرة التسجيل العقاري عن ملكية العقار،
وتأكدين مما إذا كان مسجل باسم والدج بالفعل.
وتطلبين إخراج قيد عقاري حتى نعرف تفاصيل الملكية ومنو
المستفيد منها حاليًا الي هو مثل ما كلتي عمج صالح وصادق
ثنين إثبات أنك وريثة شرعية
لازم نحصل على حجة حصر إرث من المحكمة الشرعية، والي
تثبت أنتي أحد الورثة الشرعيين لوالدج المتوفي
تلاثة التأكد من استحقاقك للميراث
إذا كانت العمارة مسجلة باسم ابوج فهذا يعني أنها جزء من
تركته ، ولازم تقسيمها بين الورثة وفقًا للقانون
أما إذا كان عمج مستولي كل هذه السنوات على أموالها
دون وجه حق، فهو يُعد متعديًا على حقوق الورثة ..
أربعة اتخاذ الإجراءات القانونية
نگدر نرفع دعوى مطالبة بالميراث أمام المحكمة المختصة،
لاستعادة حقكم في العمارة أو في عوائدها يعني الأموال الي
عمج ياكل بيها طول السنوات الفاتت كلها ترجعلج
وإذا ثبت أن عمج أخفى المعلومات أو استغل العقار بدون
وجه حق، تكدرين تقديمن شكوى استيلاء على أموال الورثة.

وهنا نكدر نطلب محاسب قانوني لحساب العوائد الي حصل
عليها عمج دون وجه حق والمطالبة باستردادها.
+
احس نسطرت وكلشي ما فاهمة شلون اكدر اني اسوي كل
هاي الاشياء وشنو اندل اصلا حتى اروح واسوي كل هذه
الأشياء
بسملة: أميمة هاي الأمور كلها اني شلون راح اكدر أسويها اني
لا اندل ولا أفهم بهاي السوالف
أميمة: بسملة اني نصحتج اذا فعلاً رايدة ترجعين حقكم لازم
تسوين كل هذه الخطوات حتى أمام القانون العمارة تكون
الكم ومحد يكدر يكول شي لا عمامج ولا غيرهم
بسملة: اني اريد اسوي كل هذه الأمور بس ما اعرف ولا اندل
واصلا منو الي يقبل اطلع اني حدي بس للصيديلة لو للسوك
: اني ما راح اتركج اي شي تحتاجي تجيني بس لازم تصبرين
شوي بالوقت الحالي
اتشكرت منها ورجعت للبيت دايخة ونفس الوقت فرحانة انو
صار عندي بصيص أمل اكدر بيوم اطلع اني واخواني من هذا
البيت ونرتاح منهم ومن ذلهم ومثل ما كالت أميمة ل
ازم
اصبر فترة وهم لازم اجمع كم ڤلس اكدر اتحرك بيهن لأن اكيد
راح احتاج فلوس
وبنص تفكيري قطع سلسلة أفكاري صوت الحيزبونة الصغيرة
فاطمة طالعة من غرفتها
وين دايحة ها كل شوي وماخذة الباب بأيدج وساچة
غمضت عيوني وجريت نفس اخذ شهيق وزفير احاول أتمالك
اعصابي وألزم الساني بس مشكلة لساني ما يسمع كلام عقلي
ويكوم يغرد من كيفة يعني ما يفيد شهيق وزفير درت علي
وجاوبتها بابتسامة صفرة
: كل مرة تسألني هذا السؤال وكل مرة اكلج اكيد مو نفس
الطريق الي تديحين بي انتي وبناتج وبعدين انتي شعليج وين
اروح مالج علاقة تفهمين لو لا
فاطمة: ولج ولله لو ما ايدي جان سحلتج سحل صبرج علي
بس افتحها
بسملة : ما تلحكين تفتحين الاولى تنصب الثانية
:هاي البارحة جيتي مذلولة ذل كدام عمج حتى يوديج لامج
الخبلة تشوفيها والي يشوفج يكول يما هاي اليتيمة
المسكينه البزون ياكل عشاها وهسه لسانج طلع بطولج
بسملة :اني وعمي بيناتنه انتي شنو انتي منووو تره بربع دينار
مشكك ما اعبرج تفهمين

فتحت عيونها بكل عصبية : انتي لو صدك امج انطتج قطرة
تربية ما جان هيجي تردين على مرة اكبر من امج بس تربيه
ماكو اذا خلصتي طفولتج مرافكة عدنان المطيرجي شلون
تطلعين
ابتسمت باستهزاء عليها : بهاااي عندج حق امي ما ربتني
تعرفين ليش لان بعز طفولتي موتو ابوي وخبلتو امي وضليت
اني اربي اخواني واني اشوف ذلكم وظلمكم النه بعز طفولتي
تودني للسوك لو لابو المخضر بعز طفولتي واني اسمع منج
انتي واختج اشكال الفشار والغلط والمسبة
كملت كلامي بحزن حقيقي واني اسألها:
شيصير لو بيوم خليتو الله بين عيونكم وراعيتونه اني واخواني
مثل ما تراعون أولادكم شيصير لو شوفتونه محنه ؟ كل هذا
جان ما صار كل الي جاي تشوفو مني صنع اديكم
تركتها ودخلت لغرفتنه سلوى لكيتها غافية والوجه مثل العادة
شاحب وتعبان فكرت أن ما اجيب الها طاري ابد بموضوع
العمارة لأن هاي خوافة وبخزرة تكت الاكو والماكو طلعت من
الغرفة صعدت للسطح واخذتلي زاوية بيها شمس كعدت
ورجعت راسي على سياج السطح وصرت اخلي عيني بعين
الشمس وأحاول اباوعلها ازغر عيوني واحاول ابقى اباوعلها
وأجر نفس قووووي واريد دفئها يدخل بروحي
حضنت ركبي واخلي وجهي بوجهاا حسيت دفئها ينساب
بوجهي . حاولت أسحب منهه الحنان الي فقدته من فقدت
ابوي وامي بس ماكو
مستحيل اكو كلب مثل كلب ابوي ولاحضن مثل حضن امي .
.دفئ الشمس ما يگدر يعوض بس اضحك على عقلي بهذا
الكلام صرت اسولف وياها. كأنما صديقتي وكاعدة كبالي
چنت أحچي بصوت ناصي ، يمكن حتى نفسي ما سمعته،
يا شمس، تعبت ،كلشي ظلمة، حتى لو أنتي موجودة الدنيا
بعدهه ظلمة
غمضت عيوني، حسيت الهوا يمرّ على وجهي، بس ما بردني،
بالعكس، كلشي بداخلي يحترك مثل الشمس الي تحترك
حتى تضوي الدنيا احس كلشي بية ظلمة بلا روح
جاوبيني يجي يوم اني واخواني واروح للمستشفى اطلع امي
منها وترجع بيناتنه حتى لو ما تعرفنه المهم احنه نعرفها ونحس
بوجودها
زين امي ليش هيج صار بيها ؟ شنو السبب ولله كانت مابيها
شي ليش هيج فجاء تخبلت
حسيت بدمعة دافية تنزل على خدي، مسحتها بسرعة، ما أريد
أبچي، ما أريد أضعف.. بس من أفتح عيوني، ألاگي الشمس
بعدهه تباوعلي، كأنما تنتظر مني جواب

لو أدري يا شموسة ، چنت جاوبتچ.. بس حتى أني ما أعرف
ليش هيج صار بأمي ، بس أعرف إنو أشتاقيت الها ، وأتمنى
لو حضنچ يقدر يدفيني مثل حضنها لو نورچ يقدر ينور الظلمة
اللي جواي.. بس أعرف هم، إنو لا الشمس ترجع اليوم اللي
فات، ولا أمي ترجع

رفعت إيدي، مدّيتها للشمس، حسيت الهوا يلفّها، كأنما واحد
يسحبني للفراغ.. ضحكت ضحكة صغيرة، مرّة،
: حتى الشمس ما تگدر تعوضچ، يمه.
، خليت خدّي ع ركبتي، وظليت أباوع للشمس وقت مو قليل
إلى أن بدت تنزل و تغيب.. حتى هي راحت. ، مثل كل شي
حلو كان بحياتي وراح من بدت تنزل الشمس بدة المكان يبرد
ورعشة سرت بجسمي كمت من مكاني تفاجئت بعدنان
مرتجي على سياج سطحهم ويباوع علي
لكن شعجب ساكت وماذبلة حجاية جان لازم كتابة بأيدة
بسملة : شعجب ساكت من عوايدك
جر نفس وكال: اخر مره صارت بيه هبطة عبالي نسوان عمامج
شافني احاجيج وسولج مشكله بسببي فقررت اباوع عليج من
بعيد بدون كلام
: لاااا هم اصلا بسبب وبلا سبب يسون مشكلة يعني هذا شي
طبيعي صار عندي مثل الرويوك والغداء والعشاء
عقج حواجبة يباوعلي : شبيها شفتج ؟
خليت أصابعي عليها ورديت بسرعه
: مابيها شي
ابتسم ورد عليا : ما يحجي الورد بس ينعرف ذبلان .. اكيد ذني
نسوان عمج مووو
بسملة: اكيد ما استسلم واخليهن يضربني اني هم ملختهن
وركعتهم راس براس وكسرت ايد فاطمة
:هههههههه كفووو هيج اريدج تربيتي عفية بتلميذتي الشاطرة
بس المشكلة انتي جاي تنترسين آثار هذه ايدج اثر الحرك من
الطفوله لهسه بيها
:اني ما اريد اي اثر يروح هذه الآثار هي الي راح تخليني أبرد
كلبي بيهم هذه الآثار خاف بيوم افكر اسامحهم هن يذركني
احس انقهر من كلامي وحاول يغير الموضوع
: بس اني زعلان منج ليش تكولين لامي بع
د ما اريدة يحجي
وياي ؟
: لأن أنت تعرف وضعي شنو عدنان وتعرف بأي مستنقع
عايشة صدكني ذني مو بعيد يلفقن عليه وعليك تهمه
ويسولهن فضحية

: يااااكلن نعللل شنو بكيفهن اني وياج من طفولتنه اصدقاء
قابل اليوم اعرفج لو تعرفيني
: بس اني كبرت وصار عمري 18 سنه وانت هم كبرت وين اكو
صداقه بهل عمر الناس ما تفهم اصدقاء ومثل اخوان
: هوب هوب هوب احجي عن نفسج اخوان شنو راضعين
سوة لا .. ابوج صابر وأبوي خليل امج سمية وامي هاشمية
بعد منين صرت اخوج
:خلينة اخون احسن غير هل شي مراح تحصل مني اني
والمشاعر وهاي ألسوالف ما نجتمع فلا تتأمل مني شي اذا ما
اكبر اخواني وأمن عليهم واخليهم يستقرون وأخذ حقنه من
ذول الباطلين وأشوفهم مسحوللين مستحيل افكر بنفسي لو
افكر احب واتزوج واكون عائلة
:بس هيج مايصير نفسج الها عليج حق
:اخواني اهم من نفسي
:رغم هذا راح ابقى منتضرج تحبيني وتكونين الي بيوم حتى لو
صرتي عجوز وسنونج طايحة وشعرج ابيض
: منو كلك اصلا راح احبك
: وليش ما تحبيني شاب وسيم وعيوني كبار وعسليات
بسملة:وكسولي نايم بالسادس ومطيرجي ولازم السطح
وتصوفر
عدنان: لا بعد ماكو سادس خالد شاد وياي على الدراسة شدة
كشرة وحلف يمين اذا ما نجحت هاي السنه يبطلني ويطلعني
عمالة ويكلي بس تنجح تروح كلية عسكرية حتى تتعلم
الانضباط وتبطل سربتة وطيور وتتحمل مسؤلية
:ولله عنده حق ما ينلام بيك .. صدك انت ليش صار تلث
سنوات بالسادس مجاي تنجح
:ولله اني العشرة ما تهون عليه صارت بيني وبين الرحلة
والمدرسين عشرة هيج يردوني بسهولة انجح وانكر العشرة ما
اكدر موبيدي
حاولت اكتم ضحكتي من كلامه وضليت الم بشفتي داخل
حلكي
عدنان: دضحككي المن خانكتها صار سنين ما شايف ضحكتج
: عدنان انت سوالفك ما تخلص انزل جوة اشوف اخواني
شسوو من مصيبه بغيابي ذول ما ينركون
:ادري ولله سوالفي ما ينشبع منها.
تركته يحجي وراي ونزلت لكيتهم كاعدين بالهول مطلعين
افلام كارتون ورعد ووعد كاعدين بنهاية الهول يم الباب
ويباوعون لأن يعرفون بس يتقربون يطردوهم

رحت كعدت يمهم
: بس يصير عندي فلوس اجيب النه تلفزيون واخلي بالغرفة
وتباوعون براحتكم
رعد : شوكتت هو احنه منيلنه فلوس
بسملة: لا رعد أن شاء الله راح يصير عدنه واشتري لكم
تلفزيون جبير اكبر من هذا
بقو يباوعون الئ أن خلص الكارتون أخذتهم للغرفة اكمل الهم
دروسهم

صالح :شبيك صادق شو اليوم ما عاجبني وذاب حركتك بهذا
العامل شكو ؟
صادق : البارحه اول مرة بحياتي احسب حساب لأحد و مو اي
احد لوحدة بكد بناتي
صالح: شقصدك منو ؟
: بسلمة
ضحك صالح : بسملة؟ هاي شبيك يمعود تحجي صدك لو
تتشاقة شنو هاي وتحسب الها حساب وبعدين شنو صاير
اصلا خلاك تحسب الها الحساب
صادق: لا صالح لا. لاتضحك ولا تاخذ الموضوع بضحك
واستهزاء بسملة هذه تخوف البارحه شفت بعيونها تحدي
وحقد مو معقول بسملة قوية صالح الابنيه الي كدرت تربي
اخوانها وهي بعمر عشر سنوات وكدرت توكف بوجهنا كل هذه
السنوات الي تتحمل كل هذا الضرب والاذيه علمود اخوانها
هاي تخوف
ولازم لازم نحسب الها حساب صالح هذه مو صابر الي مشيناه
مثل ما نريد ولا سمية الخرسة الفقيرة هاي وكحة وسبعة
وصلفة
صالح: شجاك يمعود هي شتكدر تسوي اصلا عمري كله ما
شفتك هيج محتار وبيوم الي اشوفك محتار تطلع حيرتك
بسبب بسملة
: هذه بسملة الي انت هسه مستصغرها وماخذها بعين
الصغيرة اذا ما اتصرفنة وخلينه الها حد راح تتمرد أكثر واكثر
ومانعرف شنو ممكن تتصرف
صالح: نكسر راسها اذا تمردت غير شنو زلم ما نكدر على هاي
الزعطوط
: ما يفيد صالح هذه ما يفيد وياها لاضرب ولاقسوى الي مثل
بسمله كل ما تنضرب تقوى اكثر. وكل ما تنهان تحقد أكثر
والحقد الي شفته بعيونها ابد مو سهل وما لازم نستصغرها
لازم لازم نحطلها حد هاي استوها بده يدج الها ريش وهيج
لعد لو كبرت أكثر واخوتها كبرو شنو رأح تسوي
صالح: نكصص ريشاتها ونكسر راسها تحجي صدك خوية هي
شنو هاي وهيج مخليتك صافن ومحتار

صادق: بالبداية خلي نجاريها ونكسبها ونأخذها على مايها لحد
ما اشوفلي حل وأشوف شلون اتصرف وياها
صالح: نزوجها ونحرمها شوفت اخوانهأ نذلها بيهم ونخليها
تبوس بالنعل علمودهم الي مثل بسملة بس اخوانها نقطه
ضعفها وبالذات سلوى سلوى مريضة وبسملة ما تكدر تبعد
عنها لحضة وحدة اهددها ازوج سلوى لمهدي وقتها راح
تنكسر عينها وتحترم نفسها ..
صادق : اني راح اخذها لامها هل يومين خلي تشوفها بلكي
تهدى شوي لان كلش متخبلة وصايرة ما تنكظ
صالح: صادق اني اشوف الحل الوحيد هو نزوجها ونبعدها
ونخلص منها ..
مر تقريبا اسبوع وبسملة منتضرة شوكت تروح لامها وتشوفها
لحد ما اجة اليوم الي صادق كلها نكدر باجر نروح وتشوفيها ..
سلوى: بسملة اريد اروح وياج فدوة
بسملة: عمي صادق شفتي شنو يكول ما يقبلون أكثر من
شخص ولله وعد الزيارة الجاية انتي ترحين اخليج بمكاني
: ولله مشتاقة لامي بسملة اريد اشوفها
: زين اني شسوي بيدي قابل اني مو وعدتج اخذج بس شفتي
عمو شنو كال
دنكت رأسها سلوى بحزن ويأس
:زين فدوة بوسيها الي وحضنيها بمكاني
: أن شاء الله ولله راح اسوي مثل ما وصيتيني

كملت تبديل وطلعت بسرعة لصادق الي منتضرها
: يله عمو كملت خلي نروح
: يله فضيها مو كافي اليوم تأخرت على المحل من وراج وما
راحت
تجاهلت كلامه فرحتي اكبر من كلشي صعدت بالسيارة ودي
اطوي الطريق طوي و اوصل الها
الطريق كان صعب حيل وخطر بسبب الاوضاع الامنيه
كان المستشفي بمنطقة الشماعية، وهي من المناطق الي
كان بيها اضطرابات أمنية عنيفة وقوية بسبب الحرب
الطائفية سنة 2007،
نقاط التفتيش، والمسلحين يسيطرون على بعض الأحياء
المجاورة أكثر من مرة وكفونة التفتيش وس/وج/
أغلبية أهالي المرضى كانو يخافون زيارة ذويهم بسبب
الأوضاع الأمنية
صادق : شوفي رغم الوضع الصعب والطريق خطر ما هان علي
اتركج كلبج محروك على امج وجبتج تشوفيها
بصعوبة كدرت احصل على تصريح أمني حتى اكدر اجيبج

حسيت عمي كلامة ناعم وياي وغير عن كل مرة أول مرة ما
يحجي وياي وهو يخزر ومو شديد بكلامة رغم هذا اني ما
ارتاحيت اله وحسيت نعومته بالكلام هذه مو لوجه الله ولا لأن
ضميرة صحة اكيد اكو سبب ثاني
بعد طريق طويل وصعب أخيراً كدرنه نوصل للمستشفى

حراس المستشفى كانوا مسلحين يمكن بسبب التهديدات
الأمنية حارس المستشفى من شاف التصريح سمحلنه
بالدخول الباب مصدي وقوي الحارس فتحة بصعوبة
مديت إيدي، دفعت الباب الثكيل، وصوته وهو ينفتح خلاني
أرتجف، كأنه باب سجن انفتح مو باب مستشفى من أول ما
دخلت للمستشفى، حسّيت روحي داخلة لمكان مو من
هالعالم. ريحة عفن ومعقمات، جدران وصخة، وأصوات تصيح
من كل مكان. الإنارة ضعيفة، الممر طويل وممل
والمرضى متناثرين بكل زاوية. أكو ناس كاعدة بالأرض، تحچي
ويا نفسها، وناس عيونها تباوع بيها بدون تعبير.
كلبي يدگ بسرعة، نفسي ثكيل، بس لازم اقوي روحي ، لازم
أشوف أمي.
خطوة بعد خطوة، دخلت. الممر طويل، والأرضية بيها لون
أصفر باهت، حسيتها قديمة مثل تعب الناس اللي يمشون
عليها كل يوم.
كان المستشفى يعاني من وضع كارثي الأوضاع داخل
المستشفى ابد مو طبيعية الازدحام مو طبيعي وعدد
المدرضى كلش هواي
سوء النظافة الروائح الكريهة تملأ المكان لاتطاق والمرضى
كانو ابد مو نظاف واضح عليهم الاهمال
الاجواء كانت حقيقة مرعبة بالنسبة إلي أجواء تخنك
أصوات صراخ متقطع الإضاءة خافتة ببعض الممرات
موظفين واضح عليهم الإرهاق ، وبعضهم تحسه غارق
بالشعور بالعجز. رائحة معقمات ممزوجة برائحة عفن تخليني
غصب اكش وجهي
سرير حديدي قديم يصدر صريرً كلما تحرك عليه المريض
عيني تتحرك بكل زاوية، وجوه المرضى تمر يمّي مثل ظلال،
بعضهم يضحك بلا سبب، بعضهم عيونه خاوية كأنه الدنيا
خلصت عليه من زمان.
واحد گعد بزاوية يهز نفسه كأنه يهدهد روحه، ومرأة تحچي ويا
نفسها بصوت ناصي، كأنه تواسي نفسها على حزن ما حد
غيرها يفتهمه.
كل هالمنظر خلاني أحس برجفة بأطرافي ، شنو ذنب أمي حتى
تصير بينهم؟ أمي اللي كانت الحضن الدافي، والعيون اللي
تشيلني بحنان، شلون الدنيا سلبتها مني وخلتها هنا؟
وصلت للاستعلامات،
حجة عمي ويه الممرضة : السلام عليكم

الموظفة رفعت عيونها من الورق، وهي تمضغ بالعلچ: وعليكم
السلام نعم ؟
صادق : عدنه مريضة نريد نقابلها
حجيت اني بسرعه وركزت بصوتي حتى لا يطلع يرتجف
امي... جاية أشوف أمي
باوعت الي ببرود وسألتني عن اسمها، كلته بسرعة، كأن
تأخيري لحظة ممكن يخليني أختنك أكثر. كلبت صفحات
الدفتر گدامها، وبعد ثواني كالت بلهجة باااردة
أي، بس ما تكدرين تشوفينها هسه، الوضع فالت.. البارحة
صارت عركة بين المريضات، وما نكدر نفتح الزيارة بهل وقت
حسّيت الدنيا تضيق أكثر.. شلون يعني ما أگدر أشوفها؟ شنو
يعني هذا التوسل بعمي والطريق الي شلع كلبنه كله تحملته
علمود اشوفها وبالاخير ما اكدر اشوفها
حجة عمي بعصبية وزهكان:مووو اني حجيت وكلت الوضع مو
زين بس انتي عاندتي الا تشوفين امج هاج شوفي الوضع
بعينج شلونة
تجاهلت كلامه وصمتت اشوفها حجيت ويه الممرضة بنبرة
ترجي
الله يساعدكم.. بس أرجوج، أريد أشوفها، لازم أطمن عليها
ولله صار شهور اتحسر على شوفتها وكلبي نشلع يله كدرت
اجيها الله يخليج بس اشوفها
تنهدت بتعب وبعدين كالت : لحضة
صاحت مرة كانت واكفة تسولف ويه مرة ثانية يمكن كانت
فراشة أو ممرضة ماعرف بس كانت سمينه وضخمة حاجتها
الممرضة : اخذي الأبنية غرفة رقم ٣٢، جناح النساء
:اشكرج عيوني رحم الله والديج
: اذا انفعلت المريضة وصارت تصيح اطلعي فوراً
حجى عمي : راح انتضرج جوة بالحديقة اختنكت اني ما اكدر
بعد تركني ودار وجها وراح
مشيت ويه المرة واني اردد غرفة ٣٢... جناح النساء...
الأرقام تدور براسي وكأنها شيء أكبر من مجرد عنوان. هذا
المكان اللي صارت بيه أمي، هذا المكان اللي المفروض
ألاگيها بيها.
مشيت، أو بالأحرى، حسيت نفسي أنسحب ببطء، كأن
خطواتي مو بيدي، كأن شيء أكبر مني يجبرني أروح وأشوف
الحقيقة الي عايشتها امي

كل ما نعبر غرفة أسمع أصوات ناس تبچي، واحد يكعد يحچي
ويا نفسه،
وحدة تلولي بصوت ناصي . وصلنا لباب الغرفة
الي بيها امي وفتحت المرة الباب
+
داخل الغرفة، الدنيا غير شكل.. سرر حديدية وسخة ، بطانيات
ريحتها خايسة، لكن امي بس هي كانت بداخل الغرفة
وهناك، بالزاوية.. شفتها كاعد على سريرها وصافنه بالفراغ
تباوع
بلا وعي ركضت الها شمرت نفسي بحضنها بدون ما اركز ولا
اباوع بشكلها
يمّه.. أنا هنا، بسملة.. تعرفيني؟
احجي وياها رفعت راسي اباوع بوجها نصدمت شعرها مزين
وولادي وجهها ضعيف، عيونها مطفية..وملابسها مو نضيفه
وحتى ريحتها ما طيبه
احس عيوني صرت ما اشوف بيها كد ما غركو بالدموع
رفعت عيونها ببُطء، نظرت إليّ كأنها ما تعرفني.. قلبي تچمد.
بدون اي رد فعل ما بدر منها احس فكي السفلي صار يرتجف
اسناني الجوة صار تطك باسناني الفوك
واني اشوفها رجعت حاجيت المره الي واكفه بالباب لأن تخاف
تتركنه وحدنه ويبدر من امي رد فعل ممكن يأذيني
: هاي ليش هيج ليش مزينين شعرها ليش ملابسها وسخة
ردت علي صوتها خشن : المرضى بسبب الوسخ صار بيهم
كمل واضطرينه نحلق شعرهم
: وليش هيج تاركيهم وسخين مو جاي تستلمون رواتب
مقابل خدمتكم على الأقل حللو خبزتكم اشو المستشفى تنكط
وسخ وهسه الكة امي شعرها مزين ؟
ردت ببرود على كلامي عكس كلبي المحترك : انتو نايمين
ورجليكم بالشمس عيوني اذا هيج كاتلة نفسج على امج المن
ذابيها هنا
تره المستشفى جاي تمر باسوى حالاتها اولا المستشفى
مكتظً بالمرضى، وبعض الأجنحة جاي تضم أكثر من طاقتها
الاستيعابية
ثانيا عدنه نقص بالكادر الطبي: هواي من الأطباء والممرضين
تركوا وظائفهم بسبب التهديدات أو هاجروا، وهل شي خله
الرعاية محدودة الكادر كلش قليل ومجاي نلحك
ثالثا نقص الأدوية الأدوية النفسية نادرة كلش وقليلة ، وهل
شي زاد حالات الهيجان والهلاوس وبصعوبه نكدر نسيطر
عليكم ما تشوفين اني واكفه يمج خاف يبدر منها رد فعل
ياذيج اكو حلات اضطرينه نربطهم بالأسرة حتى لا ياذون
نفسهم
وغير هذا صار عدنه حالات هروب كلش هواي من المستشفى
ونتركو بالشوراع محد رجعهم

دموعي نزلت بلا إرادة، من هل كلام يعني امي جاي تعاني من
كل هذا هنااا واني نايمة بفراش نضيف ودافئ
رجعت شمرت نفسي بحضنها رغم هي مجاي تعرفني ولا تبادر
باي فعل
:يمّه، أنا وياج . وعد، أطلعج من هنا وعد عليّ مراح اتركج هنا
بس صبريلي
ما كدرت أتحمّل بعد... حسيت روحي تنخنك، گمت أرتجف،
ومن دون تفكير ، حطّيت راسي على صدرها، مثل ما جنت
طفله وانضرب اخلي راسي على صدرها وهي تمسح على
شعري شبكتها بقوة، كأنها لو أفلتها راح تختفي تمنيت ترفع
أيدها وتمسح على شعري تحسسني لو للحظة هي تعرفني
:يمّه... يمّه دخيلچ ضمّيني، حسّي بيه... شنو اللي سوّيته
حتى الدنيا تجور عليّ بهالشكل يما الحمل الي تركتو ثكيل
ولله كلش ثكيل عليه اني مو قوية ولله اني اريد الي يشيل
حملي محتاجة حضنج محتاجتج ولله
دموعي صارت مثل المطر، تنزل بلا توقف، تبلل ثيابها، بس
هي ساكتة.. باردة... حتى أنفاسها ضعيفة، كأنها مو موجودة.
:يمّه، تعبت، تعبت حيل أريدچ، أريد أحس بوجودچ، أريد
أحس إن بعدني مو وحدي.
رفعت راسي شوي، شفت عيونها... فارغة، تايهة، لا فرح ، لا
حنية،لاروح لا شي.
:يمّه، تذكرين شلون چنتِ توصّيني على سلوى وعلى اخواني ؟
شلون چنتِ تخافين علينا حتى من الهوا؟ هسه منو يخاف
علينا غيرچ؟ منو يحضنّا؟ منو يسندني
رجعت أضمها، گمت أحس بثكل الدنيا كلها على ظهري،
وگتفتني، ربطتني، ما أگدر أتنفّس، ما أگدر أوكف.
:يمه، كبرت غصب، كبرت قبل وكتي، صرت أم وأب وأخت،
صرت كل شي وسلوى تتعلّگ بيه كأنه ما عدها غيري... بس
أني؟ أني ما عدّي غيرچ، يمّه، شلون أصير جبل وأنا جوّاي
ينهدم كل يوم
كانت أنفاسي تتقطع، دموعي تخنكني، بس هي... بقت باردة،
صمّتها يكتل أكثر من أي كلام.
يمّه، لو تحچين، لو تصيحين، لو حتى تبچين، بس لا تبقين
هيچ لا تخليني أشعر إن حتى وإنتِ يمي... بعدچ بعيدة عني
ماكو رد...
يمّه، أني ضايعة ليش هيج صار وياج ليش
بقيت بهل حال ما اريد اتركها

فجأة، صرخة قوية من بره، الباب نصفگ بقوة، وحدة من
المرضى دخلت و ضحكت ضحكة تقطع الكلب.. الفراشة
ضربت الباب بعنف حتى تسكتها ورجعت باوعتلي
خلص وقت الزيارة انتهى
باوعت لأمي، كلبي يعصرني.. چانت باقية صافنه بيه، كأنها
تحاول تحفظ وجهي قبل لا أختفي.. شديت على إيدها مرة
أخيرة، بعدين گمت، وخطواتي تسحبني بعيد، بعيد عن عينيها
اللي صارت آخر شي شفته قبل ما يندفع الباب وينسد وره
ظهري.. ..
#يتبع
البارت الثالث عشر

*****

تراقصتْ يومًا على شُرفَةِ النورِ
تُزَيّنُ الحُلمَ بألوانِها الزُهرِ

تمدُّ جَناحيها نحوَ السَما عَجبًا
فَتَسقُطُ الأصفادُ في قبضةِ الدَهرِ

تُنازِعُ الرّيحَ كي تَنجُو بِأُمنيَةٍ
لكنَّها كُبِّلَتْ باليأسِ والجَمرِ

مَن كَبَّلَ الحُرَّ في قضبانِ عُزلَتِهِ؟
مَن حاصرَ الحُلمَ في أقفاصِهِ العُمرِي؟

تَبكي الفراشةُ، لا زَهرٌ ولا أفُقٌ
إلا بقايا رمادٍ، طيفُهُ يَسري

لكنَّها، رغمَ قيْدِ الحُزنِ، تحلم
بأنْ يُزهرَ الضوءُ مِن عُتمَةِ القَبرِ!

***

طلعت من غرفة أمي وكلبي يدك بسرعة،خطواتي مهزوزة،
رجلي تجرني بس عقلي بعده واكف جوّا، يم أمي، يم نظرتها
الأخيرة إليَّ. كل خطوة كأنها تاخذ من عمري سنة. رجلي ثكيلة،
و كأن بيها حديد يجرني للخلف. ويريد يرجعني لأمي ماشبعت
من حضنها

عيوني مليانة دموع امسحهن ، وينزلن غصباً عليَّ. أحاول
أتنفس، بس الهوى ثكيل، كأنه ما يريد يدخل صدري.

الممر طويل، ريحة المستشفى تخنكني، أصوات الناس،
خطوات الممرضات، كلشي يدور براسي ويوجعني.

أمشي بسرعة، أريد أهرب، بس وين أروح؟ الألم وياي،
ملتصق بيَّ، ما يفاركني
امشي بالمرر اريد اطلع تايهة بدنيتي وصافنه

فجاء وكفتني مرأة بطريقة سريعة ومفاجئة جانت جاية تمشي
سرريع وفجاء وكفت كبالي وجه بوجه صفنت بيه لثواني
المرأة ما كانت عجوز يطلع عمرها نص الأربعينات وعيونها
كلش كبار وزرك وشعرها مثل شعر امي محلق ولادي وكذلك
حالها الإهمال واضح على منظرها






فجاء حجت وهي تأشرلي بإصبعها : انتي شنوو اسمج ؟

رديت عليها وصوتي يرتجف: ب بس بسملة

رجعت أشرت الي بأصبعها : بسملة انتي حبابه اريد اكصلج
قطعة قماشش

بلعت ريكي احس كأنما بلعت حجر
: شكرا خالة

فجاء سوت بايدها حركة مثل سحب اقسام بمسدس
وصارت تطلع صوت الاقسام
بحلكها : ششك
وخلت أصابعها على كصتي وسوت : طاااا طااا طااا

خلتني خرطت العافية من حركتها وجان فجاء تظحك بصوت
عالي

: هيج ضرربه برأسه خله رأسه تطشررر طا طا بس انتي شو ما
متي مثلة بعدج عايشة

صاحت بيه بصوت عالي خله جسمي يرعش : لعد ليشش
هووو ماتتت انتي ليش ما متي من رميتج هووومات بسرعة
ومخة وكع بالكاع

اجتني المرأة الي جانت واكفة يمي واني اشوف امي جرت
المرأة واخذتها
: امشيي

وهذيج تصيح : شووو بعدها ما ماتت لعد ليش حسوني مات

: هسه تموت هسه امشي روحي منا روحي يله

خلتها راحت تمشي وهي دايرة وجها عليه تباوع وتسويلي
حركة باصبعها مثل المسدس

سالت المرة واني احس راح اوكع من الهبطة

: خطيه شبيها

ردت عليه ما عاجبها : يعني وحدة وبمستشفى الأمراض
العقلية مثلاً شبيها ما شفتي وضعها

: أعرف أعرف أقصد ليش هيج سوت

حجت قبل ما تروح : كتلو أبنها كدام عينها وطشرو راسة
ورجلها ذبها على أهلها واهلها ذبوها هنا

شهكت وخليت ايدي على حلكي من الصدمة الله يكون
بعونها اني مجرد سمعت وهيج احس انتفض جسمي لعد هي
شنو كان إحساسها وهي تشوف ابنها ينقتل كدام عينها
اوف يا ربي هل مكان شكد اوجاع وشكد بي قصص ومعاناة

أول ما طلعت من باب المستشفى، رفعت راسي للسماء،
أخذت نفس عميق، بس حسيت الهوى ثكيل، كأن الدنيا كلها
واكعة على صدري.
شلون أمنع روحي من هذا الألم اللي يحفر بصدري؟






باوعت على جام الباب مثل المراية
مسحت عيوني واستجمعت قوتي وتركت ضعفي رغم اثار
البجي بعدها بوجهي عيوني حمرة مطعونة

ورحت بالحديقة ادور على عمو اشوف وين كاعد
لكيته گاعد عالكرسي الخشبي بالحديقة متكئ للأوراء وعاقد
إيديه عالصدرة ، ملامحه معصبة وعيونه تباوع لكل شي
باشمئزاز يتلفت برأسه يباوع على الناس كل شويه يطگ
بأصابع إيده عالكرسي من العصبية
رحت يما واعرفة راح يطك بيه لأن تأخرت جوة وبالفعل مثل
ما توقعت اول ما وصلت يمه وكف على حيل وكب بوجهي

حجى بعصبية وهو يلوح بإيده : وأخيييرًا شكد بعد تريدين
تخليني أنتظر بين هذوله مكان ما ينطاق وانتي لزكتي جوة
شنو؟ رح تبقين هنا تعيشين وياهم اذا عجبج المكان كولي ؟

بداخلي كلت تسووها مو غريبه عليكم خبلتو امي وذبيتوها هنا
مو بعيدة تسون بيه شي وتذبوني وياها وكفت كدامه وعيوني
تعبانه هم من البجي وهم من الي شفته

: عمو تره ماطولت اصلا بسرعة خلصت الزيارة واني صار اشهر
مشايفة امي لاتحجي هيج

قاطعني بانفعال وهو يأشير : شنو ما أحچي شايفة الوضع؟
هذا يحچي وية روحه، ذاك يضحك بدون سبب، والثالث يباوع
علينة بنظرة تخوف من غير الوساخة والريحة. وهناك المحل
محد بي اريد اذبج وارجع للمحل

حاولت أهدي نفسي وكتلة : هذوله ناس، مثلنا بس آلامهم
أكبر من طاقتهم

صادق : يله يله فضيني اتركي الفلسفه والحجي الزايد

بسملة : هاي مو فسلفة هاي حقيقه و
نص الي هنا هم مجرد
ناس نفسيتهم تعبانه يعني مو مخابيل

واكف يهز رأسه بعصبية، يباوع بعيد وهو ينفخ بضيق : ماكو
فايدة وياچ اذا ما تراددين وتلاسنين ما ترتاحين خلص يلا خل
نطلع، كل دقيقة هنا تخلي الواحد يصير مثلهم

طلعنه واني عيني على للمستشفى الوراي ، احس روحي
بعدها معلكة جوّا.
رجع انسد.الباب وراي وصعدت بالسيارة والرجعه هم مثل
صعوبة الجية الطريق حيل صعب
خلال الطريق شفنه ملتمة كوووم عالم ويصيحون وحالة من
الذعر بين العالم صاير واكو الي واكف يم الهوسه واكو الي
يباوع من بعيد ويخاف يتدخل
خفف السرعه مال سيارة عمي وسأل ولد






: خير شصاير هنا

رد الولد علي يلهث ومبين تعبان : عمي هذا واحد مكتول
ومشمور باالزبالة

مشى بينه عمي وهو يدردم ويحجي على الوضع وشلون حياة
الإنسان صارت رخيصة
كل يوم يلكون أحد مكتول بمكان ويسب ويغلط على ذول
وعلى ذولاك

صارت علينه لويصة ما نعرف منو ضدنه ومنو ويانه
منو الي يريد يحمينة ومنو الي يريد يقتلنه ما تعرف صارت
الوضع يخوف بشكل مو طبيعي
نص الناس تهجرت وتركت بيوتها بسبب التهديدات الي
صارت تنمشر على البيوت
من غير الحواجز الكونكريتية الي على طول الطريق
يعني كان كل يوم يمر هو تحدي للبقاء على قيد الحياة

صدك نزلت دمعتي على الوضع والمناضر الي شفتها بطريق
الرجعة والروحة يوم كان عبارة عن الم ودموع وقهر مر بية
منا وضع المستشفى ومنا وضع بغداد والشوارع

بغداد چانت حلوة... چانت تضوي حتى بالليل، بس هسه؟
صارت مدينة بلا روح. الشوارع ترابية، محفورة، تفوح منها
ريحة البارود والموت.

كل ما نمر بشارع، أشوف بيوت بلا شبابيك، بلا أبواب، وكأنه
أهلها طلعوا منها يركضون وما لحكوا ياخذون وياهم غير
الخوف. الجدران صارت سواتر، تفصل الناس عن بعضها
السيارات المفخخة ما خلت للفرح مجال، كل ما أسمع صوت
انفجار، يضربني إحساس الموت، أباوع للناس، أشوف عيونهم
كلها خوف، كأنهم يتوقعون دورهم قريب.

المحلات مسدودة، واللي بعدها مفتوحة، أصحابها يبيعون
وهم حاطين چفوف الموت على گلوبهم، ينتظرون الرصاصة أو
السيارة المفخخة أو الشخص المفخصص اللي راح يخلص
عليهم
ومن يرجعون لبيوتهم يتلكوهم أهلهم بالحمد والشكر لله لأن
رجعو سالمين ..

رجعت راسي على الكشن صافنة من الجامة وبين وجع كلبي
على حال امي ووضعها صورتها مجاي تروح من راسي اذكر
شعر امي كان اسود وناعم حيل
محلقي ومسوي ولادي خفيف ... ملابسها مو نضيفة وجها
باقي بس عضام
اغمض بقوى وصورتها متعلكه بعيني لازم بيوم اطلعها
لازم ، صدري كان ضايج، مخنوك كأنه حجر ثكيل كاعد عليه.
السيارة تمشي، بس عقلي ما بيها، عقلي بعده هناك… واكف
على عتبة البيت، يوم رجع عدنان وجاب أمي وياه.
ذاك اليوم… ما أنساه أبد. كنت صغيرة، بس حسيت الدنيا
كلها انكلبت بذاك الموقف






عدنان كان يسحب أمي وكأنها مو بشر، كأنها غرض قديم طاح
بالشارع ولزمه بيده. أمي كانت تمشي، بس مو برجليها…
برجليه هو، كأنها مجرورة وياه بالغصب
تحاول تفلت أيدها منه وهو لازمها من معصم أيدها بقوى
حتى ما تشرد
وجهها ما أكدر أوصفه، لأن اللي شفته ما كان وجه أمي اللي
أعرفه. كان وجه غريب، بلا روح، بلا إحساس. كانت تباوع بس
مو علينا، على الفراغ… على شي إحنا ما نشوفه.

أنا وكفت بالباب، حافية، بعيوني دموع وخوفي مغطي على
كل شي شفت منظرها ركضت من مكاني الها
واني اصيح : ماما ماما.

صوتي كان يرجف، كان مو مثل كل مرة أصيحها بيها، كان بيه
شي ثاني… كان بيه رجاء، كان بيه خوف، كان بيه كسران
كلب.

بس أمي؟ أمي حتى ما التفتت. ما حسّت بيه. كأنها موياي.
كأنها نستني… أو يمكن نست روحها بنفسها.

بسلمة :عدنان شبيها امي شبيها ليش هيج صاير بيها

عدنان :مادري بسمة ماعرف ولله لكيتها بالشارع تضرب
بالجهال وهم يضربون بيها ولله ما صدكت هاي خالة سمية الا
لمن تقربت وشفتها بسملة امج يمكن تخبلت

بسملة: انجبببب ماما هاي شنو مخبلة

رجعت احجي وياها واني اكلها : ماما ماما شبيج باوعيلي

نصدمت من امي جرتني من شعري وتهز برأسها وتسوي
حركات غريبة
اباوع الها بصدمة طلعت جبرية وفاطمة من الباب شفتها

فاطمة: عزززة هاي شمالها سمية طالعه هيج

اباوع عمتي جبرية تسوي لفاطمة حركة تفر بايدها يم رأسها
بمعنى مخبلة

فاطمة: يا يا يا صخام. ولججج دخليها شنو مخليتها برة هيج
قصص وروايات عراقية كرار صلاح دخليها هاي جنها صدك
متسودنة

جبرية: هو منو صاحي ابيت صابر اني من شفتها يتراولها
اشياء كلت هاي لكف عدها خيط

بسلمة : انتي مخبلة امي ما مخبله ماييها شي.

دخلنه امي للبيت وسلوى حاضنتها وتبجي واني احس نهاريت
أصرخ وابجي بشكل هستري مو طبيعي بس امي ما تنجر قوية
بشكل

دخلناها للغرفة عيونه اني وسلوى عمت من البجي : ماما
شبيج بس اشريلي فهيني فدوة امي شبيج
امي بلا ردفعل بلا جواب بلا احساس تباوع على ألا شئ
وكأنها ما تعرفني حضنتها بعجز وتعب واني اناشغ وسلوى
خلت راسها على رجلها ..

مر الوقت وشكد ما حاولت ويه امي امي مثل ماهي لارد ولا
كأنها تعرفنه اخواني يبجون واني ما اعرف شلون اتصرف
وياهم دمرو ملابسهم واني اخاف اغسل الهم
كلشي ما اعرف وكل شوي اروح أسأل فاطمة لو جبرية

بعمر عشر سنوات وكاعدة اخواني يبجون من جها ويريدون
اكل وغسل وتبديل
وامي الي مجاي تعرفني ولا ترد علية
وسلوى الي من كد ما بجت كلبها صار يوجعها كوة تتنفس

كعدت بوسط كل هذا الدمار اباوع بعيوني محتارة شنو اسوي
وشلون اتصرف واني كلشي ما اعرف
هو اني اريد احد يسبحني ويمشطلي ويبدلي وين اكدر لكل
ذول

كل الي كدرت اسوي اكعد بزاوية وياهم وابجي
ندك باب الغرفة بقوة وفتحته جبرية : هااا امج شني ما صحت

رديت عليها واني امسح بعيوني واناشغ: لا لا مجاي تعرفني

: وشبيهم اخوانج فرفحو من البجي

: متوسخين واني ما اعرف اغسل الهم ويمكن جوعانين همين


: وشلون يضلون هيج يفرفحون شنو زغيرة انتي كومي غسلي
الهم ما يرادلها شي مو الصبح شفتج تغلسين الهم

: عمه ماعرف ولله الصبح هيج شلون ماكان غسلت الهم

:كووومي كووومي كبالي اعملج شلون تغسلين الهم

كمت وياها ما بيها مجال واخذتهم
وكفت فوك راسي تعملني شلون اخليهم وشلون اغسل الهم
وكل شوي يرد واحد يطيح من ايدي
ومر هل وكت مثل السم يمشي بعروكي واجو عمامي وحجن
الهم نسواهم نفتح الباب
صالح واكف بطولة يباوع الها بعيون حايرة جر نفس وطلع
ودخل وراه صادق

باوع على حال سمية الفاقدة وتاشر بحركات ما مفهومة حاجه
صالح

صادق: أكلك هذه كلش شو شجاها

جبرية: : مو كلت صار فتره مو صاحية انتو ما صدكتوني اني
اخاف هاي اذا ضلت هنا مو بعيدة تاذيلها أحد

صك على أسنانه صالح ورد عليها صالح
: يعني ووووين نوديها نشمممرها بالشارع






جبرية: ليش بالشارع وديها للشماعية

فتح عيونه يخزرها : ليش ما تكرمينه بسكوتج احسن

صادق: جبرية عدها حق خاف تاذيلها أحد هاي

صالح: لا لا خليها يم جهالها

جبرية: صاااالح تاليها وياك شنوووو

صادق: سكتو كافي اني اعرف شنو اسوي

جبرية خلي فراش بالمخزن. نخليها هناك ونفضها

جبرية : خووووش

دخل صادق للغرفة وتقرب لسمية يكومها

بسملة : عمووو وين مودي امي

صادق: نخليها بالمخزن

بسملة : لا لا فدوة عمو خليها هنا فدوى لا تموت مثل بابا
فدوة عمو عوفها فدوة فدوة حباب

صادق: شششش كافي اذا ضلت هنا باليل وانتو نايمي تكوم
تخنكم وتموتكم

: لا لا ماما ما تسوي هيج لا ولله ما تسوي هيج

تجاهل كلامي وأخذها تاركني اني واختي نبجي ونتوسل بي
جرها مثل ما يجر اي شي بلا روح ولا قيمة
واحنه لازمين اديها امي تنسحب بيده بلا مقاومة
دخلها للمخزن مثل ما دخل ابوي قبلها وخلا خسر حياتة
هل مكان اخذ مني ابوي ما اتحمل يأخذ امي بعد باوع علي
عمي وحجة بكل برود

: راح اترك المفاتيح يم عماتج يوميه دخلي لامج اكل واخذيها
للتواليت ورجعيها هنا. اني علمودكم اذا ضلت بره تاذيكم

شمر المفاتيح على فاطمة ودخل لغرفتة ما مهتم للانسانه الي
حبسها ولا النه واحنه مفرفحين على امي ..

استسلمت للأمر الواقع وصرت كل يوم ادخل الها اكل وأخذها
للتواليت وارجعها
صرت كأنما اني امها واني بهذا عمري الصغير كل اسبوع لو
بالاسبوع مرتين يقبلون اخذها للحمام اسبحها وابدل الها
وامشط شعرها اجة وقت الدوام وهنا الحيرة الحقيقة خواني
امي اختي شلون؟
وكان أول حلم من الاحلام الهواي الي تنازلت عنها

هو حلم الدراسة. تركت مدرستي علمود اداري اخواني وامي
الي صارت ما تعرفني وتشوفني بشر غريب عنها






حيل خفت.. خايفة من هالدنيا اللي سرقت مني طفولتي،
وخايفة من باجرا اللي ما أدري شراح يجي بيه.

ما حسيت بشنو يعني أريد كل اللي عرفته ..لازم ... لازم
أتحمل، لازم أكون قوية لازم انطي ، لازم أنسى إني طفلة
وأصير كبيرة غصب بس أكثر شي كان يوجعني؟ من أشوف
بنات الجيران رايحات للمدرسة وهن يضحكن، وأنا واكفة على
الباب، اباوع بعيوني المليانة حسرة... أواسي نفسي وأگول:
يلا، مو مشكلة، أهم شي أمي وإخواني بخير. بس بيني وبين
نفسي أعرف... أعرف إني ضعت، وإني كبرت قبل وقتي، وإني
ما راح أقدر أكون مثلهم بعد أبد.
حتى لعاباتي نهملن وصرت ما الحك العب بيهم مثل ما جنت
اسوي ويه بنات الجيران

جنه نفرش بساط بالشارع وكل وحدة تطلع لعابتها وملابسها
ونكعد نخيط ملابس الهن

هسه صرت اباوع عليهن واني مخليه رعد لو وعد بحضني
وعيني على الثاني وعلى سلوى خاف توكع لو يصير بيها شي

يمكن هاي الأمور للبعض شي مبالغ بي بالنسبه لطفله بعمري
بس اني كل ذني اقوم بيهم واسويهن
ومرت سنتين على هذا الوضع وامي بدت تزيد حالاتها
لدرجة صرت حتى اخاف ادخل يمها يعني من ادخل اكون
متحضرة لردة فعل قوية منها
من
ادخل وياها اسبحها تضربني أكثر من مرة بالحمام
وهل شي اجىة على طبق من ذهب الهم
مالكو غير يدخلوها مستشفى الامراض العقليه
مكانها المناسب حسب تعبيرهم

واخذوها مني ومن اخواني وضليت وحدي والحمل كله فوك
ضهري ومتحملة منة عمامي ونسوانهم
رجعت من صفنتي على السيارة وهي تطبك بالباب

عمي من شاف الوضع صعب بالطريق قرر ما يطلع اليوم
للمحل وطبعاً دك رزايل لأن بسببي ما طلع اليوم ميت على
الدنيا واهلها
وسلوى لزمتني تحقيق بس ابد ما حجيت وضع امي كدامها
لأن حيل اخاف عليها
جذبت عليها وكلت الها زينه وعرفتني وحضنتني
قشمرت عليها وعلى نفسي بهذا الكلام ما ناقصني تنقهر
وتتخربط من كلبها وين انطي وجهي

نمت بيومها تعبانه هلكانة روحي أكثر من جسمي
اليوم من شفت بغداد متت من القهر على حالنه ووضعنة
وشنو صاير ابغداد وحالها

مرن كم يوم مثل كل يوم وما بيهم شي جديد
لحد ما بيوم باليل ، ، لحد ما خرب السكون صوت عمي
صالح، چنه زلزلة ضربت البيت. صوتة عالي، يهز الجدران،
يهزني من مكاني، ركضت عالباب، فتحتة شويّة، ظلّيت
أتنصت، وصوتة عالي خلاني فتحت الباب وطلعت من الغرفه
ورحت للهول






عمو يصيح و يلوّح بإيده وهو يهتز من الغيض
ولچ الفلوس ناقصهن ميتين ألفف وووين راحن؟

جبرية، چأنها تسحب نفس بصعوبة، خايفة ، تحچي بسرعة
وهي تفرفح .وتحلف تحلف

:بشنوووو تريد احلفلك مااا ماخذة ولا مادا إيدي على
فلوسك! وتدري اني من أخذ، آخذ أكلك

صالح :إي وين راحن؟ طاااارن؟ طااااارن؟ احچي، وين راحن
الميتين؟

الباب الثاني انفتّح بسرعة، طلع صادق ومرته، عيونهم
مفزوعات، و نزل مهدي ركض، ، وجهه نصه نايم ونصه
مرتبك، ركض للغرفة، عيونه تباوع، تحاول تلگف الموضوع
قبل ما ينفجر بوجهم.

عمي صالح بس شاف مهدي لزمة من هدومة : تعال لعد ماكو
غيرررك انت اللي ماخذهن

نتر ايد ابو من ملابسه وصاح

انننني شعلية ركضت عليه والقرآن ما ماد إيدي على ربع من
فلوسك شوف وين وكعن منك بدل ما جاي تتهمني

صالح يذب الجنطة، يرجع راسه ويفرّ بعيونه بالغرفة، يضرب
كف بكف، يتحرك بغل
:
لانخبلووووني لا تخببلوني الفلوس چانت هنانا، بالجنطة، ويا
الأوراق أجي هسه ألاگهة ناقصة! ووووين راحن؟ طااااااارن؟

صادق يضحك، بس ضحكة باردة، ويحط إيده بجيبه :
شبيك يمعود، شنو قابل بايكيك؟ صدگ جذب؟

صالح يرمقه بنظرة، نظرة بيها نار، بعدين يدور على الكنتور،
ويهجم عليه. صار يطلع ويذب الملابس على الأرض، ينفش،
ينكت، كلشي يصير كدامة ،

جبرية تمد إيدها كدامه، تحچي بنبرة مخلوطة بين الغيض
والعصبية

هااااي تاليها صالح؟ تفتش بهدومي؟ هيج صارت تبوك مرتك
وابنك؟

هوة ما يجاوب، عيونه تبرگ، إيديه تغوص بين الملابس،
يتنفس بسرعة، أني چنت واكفة، أباوع… كلبي يدگ، معقولة
شايلتهن لو بعدهن؟ لأن اني ضميتهن بملابس أعرفها ما
تلبسهن باستمرار.

بقيت أترقب، أشوف شراح يصير، بس فجأة… ابتسمت،
ابتسامة فخر، ابتسامة انتصار، شفت الفلوس يطيحن كدامه






جبرية تجمّدت، عيونها تفتر وتبرگ، ،
ك

ل اللي واكفين نظراتهم صارت عليها، يباوعولها، وهي
سكتت.

شالهن صالح وصار يباوع الها والفلوس بيدة يحسبهن خله
عينه بعينها وحجى: ذني شنووو لعد ؟
سكتت جبرية وصوتها ضاع وضاع الكلام منها لحد ما صاح
بيها بصوت كلش قوي

: احجججججي هاي شنووو وووين لكيتهن مو بنص ملابسسج
وليش بس مية ضالات المية الثانية زين موديتها

جبرية : وحق الله ما مادة ايدي ولا ماخذه ربع من فلوسك
خاف احد مخليهن الي

صالح: ولج هو منو يندل مكان المفتاح غيرج اشو الخانه
مقفوله ومفتاحها عندج والفلوس بين هددومج يا يوم طلبتي
مني وبخلت عليج جاااوبيني

بس انتي تأخذين مني علمود تنطين لهذا ابنج المسربت
تعلميني بسووالفج ولج وصلت بيج تبوكيني

مهدي: ياااابه شنو اكلتنا حاصل فاصل جاي تحلف الك ما
ماخذه من فلوسك

جبرية: وروح ابوي بعد ما اكعد دقيقه بهل بيت هاي تاليها
تبوكني صالح

صالح: كلعععه ولي
بقت تبجي من كل كلبها وتحلف مو هي وصعدت يم مهدي
تنام بغرفته وهو يهدي بيها
عمو صادق بقى يلوم بي ليش هيج سوة ومايسون المية الف
يسوي كل هاي المشكلة وفاطمة تدردم وزعلت على زعل
اختها واني درت ضهري ورجعت لغرفتنه

اعرف اول وتالي راح يتراضون واعرف الي سويته شي بسيط
لكن مجرد اشوف كلوبهم محتركة استمتع وارتاح نفسياً
الي شغل تفكيري الورقة ... عمو معقول ما انتبه الها ما
استفقدها وشافها ماكو
اريد اتحرك واسوي الي وصتني بي أميمة بس شلون ؟ اكدر
اطلع والوضع ابد مو تمام محتارة وما اعرف شنو اسوي ..
وحتى لو سويت وكالة لاميمة حتى هي تتصرف هم لازم
انطيها مقدمة قابل تشتغل الي بلاش ..

كمت من مكاني فتحت الكنتور طلعت الفلوس من جوة
الخشبة سويت كسرة زغير بخشبه الكنتور خليت بيها الفلوس
والورقة .. حسبت الفلوس ضال منهم 95 الف لأن كلشي ما
صارفه منهم غير
الربع الي انطي لاخواني يشترون بي وقررت
ثاني يوم اخذ ثمانين منهن وانطيهن لاميمة مقدمة حتى تكدر
تمشيلي بالمعاملة ..






باليوم الثاني، من فزّيت الصبح، مثل كل يم طلّعت إخوتي
للمدرسة. كملت شغلي بهدوء ما اريد ادخل بنقاش ويه وحدة
منهم جبرية من غبشة راحت لأهلها زعلانة وفاطمة كآلبة
الوجه وهم زعلانة
بقيت منتضرة اخواني يرجعون من الدوام غديتهم وساعدتهم
بدروسهم
، وبعدها العصر طلعت الورقة والفلوس ورحت لبيت ام خالد ،
دكيت الباب طلعت الي ام خالد

بقيت حايرة شلون؟ وإذا سالتها على أميمة هم راح تكلي
تفضلي جوة ويمكن تبقى كاعدة واني ما اريد احد يعرف
سلمت عليها وبقيت أسولف وياها بأمور غير مهمه ورجعت
للبيت صفنت شنو اسوي ما صار كدام عيني غير عدنان هو
يكدر يساعدني ومتأكدة هو ما يحجي
صعدت للسطح مثل كل يوم هو يم طيورة
مدريت راسي من السياج وحاجيته

عدنان
شال رأسه واجاني: هلو بسمتي

هلو شلونك

: الحمدلله اني تمام انتي شلونج

: عدنان ... انت صديقي مو ؟

: طبعاً كولي محتاجة شي عيوني الج

: تسلم عيونك .. يعني اذا ردت منك شي بدون ما احد يعرف
تحافظ على السر

: انتي شنو تعرفيني

: اعرف بيك مستحيل تطلع سري

: هاي هي لعد كولي شنو

: شوف اريدك تصيحلي أميمة بس بدون ما احد يعرف ابد
وتكلها بسملة منتضرتج بالسطح وهي راح تجي

طبك حواجبه مستغرب: شنو شصاير ليش متردين احد يعرف

نصيت صوتي حيل وججيت بهمس : أميمة جاي تساعدني
بشغلة . . جدو طلع مسجل عمارة باسم بابا وما جنه نعرف
بيها ولا احد ووعمو صالح مستولي عليها كل هاي السنوات.
فاني اريد اسوي وكالة لاميمة حتى تكدر تمشيلي بالاجراءات
وترجعلنه العمارة

: لا يا ناقص ولج ذول عمامج رب العالمين يحير بشنو
يعاقبهم كل عقاب الدنيا وعقاب الآخرة قليل بحقهم راح اروح
اصيحها واجيج

: بس بسرعه الله يخليك

نزل يصحيها دقائق وصعدت وياه هي وهمزين هي غرفتها
فوك

اجت هي تحاجيني وعدنان دخل لقفص الطيور يرش حنطة :
ها بسمة كولي عيوني

:أميمة اريد اسويلج وكالة حتى تمشيلي بالاجراءات لأن
تدرين اني ما اكدر اطلع وارجع براحتي

: اي بسملة بس حتى الوكالة لازم تروحين وياي تسويها

خاب املي وضجت: يعني شنو ما اكدر اسويها الج بالبيت

: لا بسمة اولا انتي مو مثلا جبيرة وتعبانه حتى نكول مثلا
نحاول ندبرها ما يصير لازم تروحين وياي ونسوي أكثر من
إجراء علمود تصير الوكالة قانونية واكدر امشيلج بالمعاملة
براحتي

:زين كم مرة لازم اطلع

: يعني مرة لو مرتين بالكثير نحاول نكملها من مرة وحدة
بس لازم انتي وياي ترحين نحدد نوع الوكالة
يا اما وكالة عامة: تخوّلني اتصرف بجميع الأمور القانونية
المتعلقة بالعمارة
اوكالة خاصة: تُحدد بالتصرفات المتعلقة بالطابو فقط، مثل
تسجيل الملكية أو متابعة المعاملة.
هاي اولا ثانيا لازم تجيبين وياج المستمسكات الخاصه
الجنسية وسند ملكية العقار أو صورة عنه

بعدين نروح لكاتب العدل نعد الوكالة يم كاتب العدل (العدل
المجاز) أو بدائرة كاتب العدل الرسمية
بعد كتابة نص الوكالة، نروح تتوقعين على الوكالة
واخر فقرة هي دفع الرسوم دفع الرسوم الرسمية.
وهنا يتم تصديق الوكالة رسميًا، وتصير نسخه من الوكالة
عندج ونسخه عندي
وبهل حالة اكدر اني اتحرك بمكانج

زين اني شلون اطلع اني اقوى طالعاتي اروح اجيب علاج
لأختي يعني ماكدر اروح بعيد واتاخر برة

أميمة: لعد شلون بهاي الحالة لازم نشوف طريقة تطلعين بيها


اجانه صوت عدنان وهو يكول : اني عندي فكرة..

يتبع....
#البارت_الرابع_عشر

ــــــــــــــــــــــ
بغدادُ، يا درَّةً في تاجِ أمّتِنا
كيفَ انتهى مجدُكِ المسلوبُ يا وطني؟
كنّا هنا والهوى يشدو مواسمَنا
والنخلُ يرقصُ في شطآنِ دجلَتِنا
كانتْ مآذنُنا تدعو لموعدِنا
والعطرُ ينسابُ في الأسواقِ كالوشمِ
وكانتِ الشمسُ تُلقي نورَها ذهبًا
فوقَ الرصافةِ أو تمتدُّ للكَرْخِ
لكنْ أتى الليلُ، لا بدرٌ ولا شُهُبٌ
وسالَ دمعُكِ في الديجورِ كالنَّدَمِ
صارتْ شوارعُكِ الأشباحَ مُرعبةً
وحائطُ الجارِ لم يسلمْ من الظُّلمِ
ماذا جرى؟ قدْ غَدَوْنا غُرْبَةً وَطَناً
لا الأخُ يَعرفُ، لا الجيرانُ كالْأمَسِ
صرنا طوائفَ، لا قلبًا يجمعُنا
صارَ الدمُ الجاري تسبيحًا بلا حُرُمِ
بغدادُ، عذراً إذا في العينِ غُصَّتُنا
لكنَّنا سوفَ نروي الأرضَ بالدَّمِ
سوفَ تعودينَ، لا خوفٌ ولا ألمٌ
فالفجرُ آتٍ، وهذا الليلُ يَنهَزِمُ
--------_------------
عدنان : اني عندي فكرة !
أميمة: اطربنة شنو فكرتك بله ؟
عدنان : اني اكول بسملة تربط جبرية وفاطمة وتسد حلكهم
وعيونهم تروح تكمل شغلها وترجع تفتحهن
بسملة:ههههههه ولله خوش فكرة لو بيدي أسويها صدك
: اني مستعد اجي اربطهم وياج
أميمة:هو أنت تموت على المصايب والمشاكل بس فكرتك
كلش فاشلة وأبد ماترهم

رجع حجى بجدية : لا جديات ولله اني اكول أميمة تسوي
نفسها تريد تروح للسوك وتطلب من مرت عمج انو أنتي
ترحين وياها تساعدينها
أميمة: عدنان افكارك تشل بربك تره يعرفون عندي دوام
الصبح واكيد يكولولي لعد عمتج حماتج ما تروح وحده منهن
وياج وعمتي هم شنو اكول الها
عدنان: تكولين لامي أنك ماخذة إجازة اليوم وتريدين ترحين
للسوك وية بسملة تريد تشتري الها كم غرض ولاخوانها لأن
محد يرضى يروح وياها وامي تعرف كلش زين نسوان عمامها
شنو وما اعتقد راح تعارض
وبعدين تروحين لبيتهم تطلبين من مرة عمها أن تأخذين
بسملة وياج للسوك وحاولي تقنعيهن انتي بكم كلمة
هنا بسملة تكون محضرة مستمسكاتها وكلشي بس ما تبدل
تسوي نفسها ماتعرف شي اصلا ..
أميمة: اممم هي خوش فكرة والوحيدة الي نكدر نطلع بيها ...
شنو رأيج بسمة ؟
بسملة: اي خوش فكرة الصراحة ونسوان عمي هم يكيفون
يشوف أحد يكرب علية كولي الهن اريدها تساعدني تشيل
وياي العلاليك راح يكللج اخذيها
عدنان : بس مو ترجعن ايد وره وايد كدام حاولن بالطريق
تشترن كم حاجة ..
أميمة: معناه تمام باجر نروح شتكولين ؟ بسس
خرطت خوف من كلمة بس مستحيل يمشي وياي شي عدل :
شنو بس
أميمة : الصراحة انتي تعرفين الوضع الحالي ببغداد شكد
صعب وفالت الدوائر الحكومية بشكل عام جاي تعااني
وايضا الوضع تقريبا بيها فالت. عدد كلش جبير من
الموضفين تركو عملهم وهاجرو وهل شي جاي يسبب عرقلة
المعلامات بشكل كبير ... المعاملات جاي تتعرقل وتتاخر
كلش وللأسف ... يا تنتضرين فترة طويلة لو لازم تدفعين
رشوة حتى تمشي المعاملة .. وحتى كاتب العدل مو بسهولة
تكدرين تدخلين علي هم لو تلزمين سرة بطابور أكثر من مية
متر ولو يوصلج السرة لو لا ولو تدفعين مبلغ حتى يدخلوج
بسملة اني ما اريد احطم املج بس الوضع ببغداد حالياً هيج
رجعت خابت كل امالي بكلامها : يعني قصدج ما اروح واتعب
نفسي على خالي بلاش
أميمة: لا لا شلون باجر على موعدنا بس أني داكلج الواقع حتى
لا ترحين باجر وتكولين ليش ما شرحتيلي الوضع اني جاي
احطج بالصورة بس هم لازم نحاول نروح باجر وعسى ولعل
رب العاملين يعاين لحالج ويسهل امرج و أني عندي معارف
بلكي الكه أحد منهم هناك يساعدني

هزيت راسي بقهر وشبه يأس بس سلمت امي لرب العالمين
وكلت اروح وإحاول عسى ولعل وتمشي اموري
ثاني يوم كعدت على نار حضرت مستمسكاتي وفلوسي بعد
ما مشيت اخواني للمدرسة ... وكعدت اكمل شغلي بشكل
طبيعي وعيني على الباب منتضرة شوكت تجي أميمة
لحد ما ندكت الباب وطلعت فتحتها فاطمة سمعتها تهلي
وترحب

فاطمة: هلا ست أميمة شلونج شعجب شعتب اول تالي
تنورينا
أميمة :اهلا بيج ام محمد شلونج
: الحمدلله ولله عايشين .. تفضلي تفضلي جوة شنو تضلين
بالباب
: مستعجلة ولله بس ردت طلب بسيط اذا ممكن
: اي تفضلي
جاي تحجي وطلعت جبرية هم ترحب وتسلم عليها
أميمة:جنت رايحه للسوك محتاجة اغراض و وحدي ما اكدر
وعمتي رجليها توجعها ما كدرت تجي وياي فردت اذا بيها
مجال بسملة تجي وياي تساعدني
جبرية: ها ؟ ولله خاف عمامها ما يرضون تطلع يخافون عليها
تعرفين الوضع يخوف وانفجارات بالشوارع وهاي امانه اخوهم
غمضت عيني بيأس واني كلت خلص جبرية عارضت بس
أميمة ما استسلمت
أميمة: لا ام مهدي على بختج واني هاي اول مرة اطلب منح
طلب ترديني هو هذا السوك ما نطول
جبرية نحرجت منها وسكتت وفاطمة
حجت : اي عيني تتدللين هسه تروح وياج
اجاني صوتها تصيح : بسملة بسملة تعاي بدلي وروحي ويه
ست أميمة للسوك
طلعت من المطبخ ولا كان اعرف شي : ها عمة
: روحي ويه ست أميمة للسوك عاونيها يله بساع
تركتها وطرت للغرفة أبدل واني اسمعها وراي تكول : طاررت
بيها خوارة هذا شغل البيت جان ضليتي تسحلين
بروحج
سحل
غلست عنها وطرت للغرفة
سلوى: وين
رديت عليها اني اجر ملابس من الكنتور : رايحة للسوك ويه
أميمة
سلوى: ورضن ذني الحيزبونات
: اي نحرجن من أميمة وقبلن
:مو خاف من ترجعين يحجن عليج

: شنو الجديد يعني خل يحجن هن ونعالي
هزت راسها مأيسه مني تدري بيه صرت ما اعترف ولا اهتم
لكلامهم ... بدلت وطلعت لكيت أميمة منتضرتني
من شافتني كالت : كملتي نروح ..
بسملة: اي يلا
الحيزبونات واكفات يمها يسولفن شافني سكتن وحاجتني
جبرية
: بس تره شغلج ما مخلصتي وراح تتركي على النص وترحين
:بس ارجع اكمل
جبرية: خوش روحي الله وياج بسيطة الشغل اكو من يخلصه
ولا يهمج
لزمت كلبي عرفتها جاي تهددني بطريقة غير مباشرة أن تكوم
سلوى تشتغل بمكاني صدك وقتها دخلت بحيرة بس جنت
مضطرة لازم اطلع ما اكدر
اني واميمة طلعنه من البيت واني صافنه وضل بالي يم سلوى
.. اجرنه تكسي ورحنه ..
كانت الدائرة ازدحام ولعبان نفس والدخول على كاتب العدل
جان يتطلب نوكف بسرى طويل ولو يوصلنه السرة لو ينتهي
الدوام واحنه بعدنة
هل وضع كان راح يأخرني حيل و الأبنية الوياي الي كل الي
جاي تسوي وياي هو لله وحتى ما طلبت مني فلوس
بسملة: شلون نبقى لازمين سرة يعني بهل حاله ما راح نكدر
ندخل اني ما اريد أئخرج انتي هم ما فارغتلي
أميمة : انتضريني شوي وارجعلج
: وين رايحة ؟
: احاول اتصرف ابقى بمكانج
راحت أميمة وبقت بالنص ساعة هي ماكو واني بمكاني
أتلفت لحد ما رجعت
أميمة : كومي وياي راح ندخل
:صدك؟ شلووون
: الحمدلله لكيت موضفه هنا معرفة وقبل مساعدتها اني
بقضية شرحتلها وضعج و كدرت تساعدني نتقابل الموضف
المختص و ندخل
صدك ولله وكدرنه وبفضل رب العالمين واميمة وعلاقاتها
لأن هي محامية كدرنة نوصل للموضف الي يدخلنه ودخلنه
لكاتب العدل
بعد ما تأكد من هويتي ومن الورقة مال الطلب ومال العقد
سوة النه التوكيل وبعد ما قريته وقعنه علي اني واميمة

طلعنه للموضف المختص دفعت الرسوم وطبع النه الوكاله
نسختين نسخه بقت عندي ونسخه من أميمة
بحيث طرت فرح شلون هيج بسرعه بسرعة رب العالمين
سهل امري ومشت اموري بسرعة ... لان رب العالمين يعرف
عمي باطل واني على حق أو يمكن لان يعرف هذا حق ايتام
وحق مرأة مظلومة بسرعة كملت اسرع مما كنت اتوقع ...

وفضل كبير لاميمة هي عدها معارف كونها محامية هل شي
كان سبب بتسهيل امري
بالطريق مرينه على السوك وقتها حبيت اشتري لاخواني بما
اني كل عشر سنين ادخل هنا
اخذت لسلوى والي ملابس داخلية وثنين ثياب كانت تنزيلات
بس حلوات وأخذت تراكات لرعد ووعد هم تنزيلات ويه ما
نريد نطلع ..
ماحسيت إلا والأرض تفجرت جواي ، حسّيت الدنيا كلها تهتز،
ثواني بس ثواني السوك نكلب فوك تحت . أول ما صار
الانفجار، صار صمت غريب،عندي ثواني معدودة حسّيت
روحي كأني مغيبة مجاي اعرف شنو الي جاي يصير ...
وبعدها بوم الانفجار الثاني ضرب أقوى، دقيقتين، أقل من
دقيقتين عدت على أول انفجار، بس كأنها كانت سنة كاملة.
بعد ما انفجرت السيارة الأولى، ، وكل شيء صار يهتز . شفت
كيس الملابس طار من إيدي، وصار كل شيء ضباب، صارت
الأصوات بعيدة، حتى الصيحات ما كنت أكدر أسمعها.
بعدين…
دخان أسود غطى المكان كله، وغطى وياه الوجوه اللي مليانة
خوف.
وما بقت غير الصيحات والركضة والوجوه اللي ما تعرف
شتسوي.
اني احس رجلي ماتن فقدت القدرة أن أمشي عليهن أميمة
صرخت وفجاء صارت تبجي وتصيح ولزمت ايدي
وجرتني تركض حسيت روحي بغير عالم واحد جاي يسحل بيه
بوقتها تعجبت على نفسي شلون ما عيطت ما صرخت جنت
بس اباوع بالعيون بصدمة
المكان كان مكتظ بالناس، وعيونهم ضايعة ما تعرف وين
تروح، وكل واحد يحاول يركض على غيره، والركض هنا مو عن
أمل، بس عن فزع.يركض
التفت يمنة أشوف بسطيات متكسرة، الرجال اللي كانوا
يبيعون الخضرة والأغراض، تركوا كل شيء، والجميع صار
يركض وسط السوك ... دم متناثر ناس مشمرة عالأرض ...
ونار طالعة من السيارات المحتركة. النسوان تصيح بأسماء
أحبابها، وهذه الي تصرخ وملخت نفسها ابنها ضاع
من أيدها... الأطفال متشبثين بثياب أهاليهم،
والرجال مابين اللي يركض ينقذ، واللي واكف مشدوه ما يدري
شيسوي. والي يدك على رأسه والي شايل جثة و يركض بيها
الي شايل جريح طايرة منها قطعه من جسمه
أما الأطفال، منظرهم كان أسوأ. شفت عيونهم مليانة خوف،
وصوت بجيهم وهم يصرخون على أهلهم كانوا يركضون مثل
الضايعين، بعضهم يصيح على أهله، وبعضهم مجلب بأمة

حاولت أوكف، رجلي ترجف، صوتي اختنك، شميت ريحة
البارود واللحم المحترگ، وعيوني ظلت تباوع بالمنظر اللي
مستحيل ينمحي من بالي الدخان كان يعمي عيوني، وصار
المكان كله مظلم، كأن الشمس اختفت من فوكة ، وكل شيء
حوالي صار مثل شبح ما يعرف وين يروح. والدم… الدم كان
يسيل على الأرض، تلون الشوارع والجدران، كأن الحياة
نفسها اختفت وصارت بس ذكرى.. ما بقة سوك … صارت
مقبرة مفتوحة، والسماء ظلت تنوح بدخان الموت.
شوكت طلعنه من السوك وعبرناه ما اعرف كل الي اع
رفه
أميمة كانت تجر بيه من ايدي وتركض بيه ركض مو مشي
صرنه بعيدين عن المكان الي بي الانفجارين
دخل بإذني صوت أميمة وهي تبجي وتحاجيني
: بسملة بسملة انتي زينة حاجيني ؟
رديت عليها صوتي يرتجف كعدت على الرصيف لأن رجليه
مجاي تحملني ..
أميمة… كأن قبل شوي سوك وناس تمشي چنا نحجي
ونتسوك جنا نضحك شلون…؟ شلون بلحظة صارت مجزرة
تحاولت تهديني بس صوتها هم يرجف مثلي ودموعها :
بسمة لا تخافين حبيبتي بعدنا عايشين، لازم نحمد الله الي
كتب النه عمر جديد امي
صوتي مخنوك متقطع : على شنو؟ على شنو أميمة؟ الناس
اللي قبل شوي كانوا يشترون وياي، هسه صاروا أشلاء
أميمة بعيون مليانة دموع، تحاول تمسك بأيدي: بسملة،
ركزي وياي هسه راح نشوف سيارة ونرجع للبيت
بسملة تسحب إيدها من إيد أميمة، تحچي بصدمة:
انتي سامعة؟ سامعة الصياح؟ سامعة النسوان اللي تدور على
أطفالها؟ سامعة صوت الإسعاف اللي مدا يلحك على الناس
أميمة تنزل عيونها، صوتها خافت: سامعة… بس شنسوي؟
مانكول غير حسبي الله ونعم الوكيل
… لازم نروح لأهلنا، لازم يعرفون إحنا عايشين اكيد انطوها
عاجل بالتلفزيون وضل كلبهم مثل النار
بديت احس ان شوي شوي جاي أفقد وعيي أطرافي تثلجت
أميمة تحجي واني مو وياها احس بعدني واكفه بنص الانفجار
والصور جاي تنعاد بعقلي الجثث والجرحى مطشرين بكل
مكان
بديت شوي شوي افقد الوعي وصوت أميمة صار وشة بأذني
اخر شي ذكرته من لزمتني من ايدي حتى تكومني
بعدها وكعت ومادريت بالدنيا شنو صار
لحد ما فتحت عيني على صوت هوسة وفوضى وصياح
وصراخ نساء وناس تركض
عيوني ثكيلة ومغوشة شوي شوي بدت توضح عندي الروية
انتبهت اني بالمستشفى
بس المستشفى داخلة بحالة طوارئ وإنذار بسبب الانفجار
الي صار

أميمة بخوف : بسمة يمعودة وكعتي كلبي شنو تحسين هسه
رديت بتعب : اني شجابني هنا أميمة هسه تاخرنه على البيت
هواي

أميمة: يا بيت يمعودة خابرت خالد جاي بالطريق بس تأخر
يسبب الازدحامات هسه شوي ويجي ونروح للبيت
بسملة : شبيه اني ليش فقدت احس اطرافي باردة وحلكي
مثل الخشبه ناشف
حجت بحزن وقهر : بسملة انتي شكل عندج سكر من الهبطة
سمعت كلمتها بلا ما ارد هو أني جان هذا بس الناقصي
السكر .. رديت بكلمة .. الحمدلله على كل حال
بس فدوة لازم ارجع للبيت هسه نسوان عمامي الكاهن
لازماتلي الباب ومكومات سلوى تتشغل وهذا تعبانه ماتكدر
أميمة : هسه جاي خالد بالطريق
صدك ولله يمكن ربع ساعة واجى خالد حضن أميمة بخوف
عليها ولازمها من وجها ويطمئن خاف مجروحة لو بيها شي ..
ورجع تحمدلي بالسلام
واميمة لزمتني من ايدي كومتني .. صرت حتى استحي منها
يعني البنيه بلا أي مصلحة جاي توكف وياي وتساعدني وفوك
هذا كان ممكن اليوم يصير بيها شي وكله بسببي الطريق كله
توصي بيها شلون لازم اتعايش ويه السكر وشنو الي اكله
وشنو الي ابتعد عنه
والأدهى من هذا من وصلنه البيت صاير الدنيا العصر
اول ما نزلنه أميمة كالت : بما أن انتي كدام نسوان عمامج
طالعه وياي لازم اني ارجعج بايدي
دخلنه للبيت والكه عمامي جايين ونسوانهم
وبلا اي خجل عمي صالح جرني من ايد الابنيه ويصيح
:بنتتت السطعش كلب ووووين دايحة جنتي آلامة مكلوبة
وسيارتين مفخخات ببالسوك وحضرتج تتفترين
رديت علي كوة واني تعبانه حيل : عمو ولله تخربطت وجنت
بالمستشفى
: حرررامات ما نفجرت يمج السيارة وخلتج كل وصلة بصفحة
حرررامات
حجت أميمة بانزعلاج: على كيفك ابو مهدي شجاك على
الابنيه تره جانت بالمستشفى شكل عدها سكر من الهبطة
على كيفك وياها
رد عليها بعصبية: ست أميمة انتي اصلا على اي اساس
تاخذينها وياج شنو ماعندج ام اخت واخذيهن وياج جاية على
بسملة بله صار بيها شي بالانفجار ربحنه بيج ممنوع منعا باتاً
بعد تجين تأخذيها وياج لمكان

ياربي احس ذبت بملابسي من الفشلة من الابنيه يعني فوك
فضلها وكفتها وياي وهي الي كان بسببي ممكن يصير بيها
شي فوك كل هذا تسمع كلام عمي مثل السم
شكد استحيت منها لدرجة بقيت اتعذر منها بنضراتي
باوعت علي وابتسمت تطمني .. وطلعت راحت لبيتهم
وبعد ما ترزلت دخلت لغرفتنة سلوى ووعد ورعد منتضريني
وباقين بقلق بس دخلت كامو علي يحضنون بية واني احاول
اطمنهم أن مابيه شي
الخوفه والرجفة عايشة بيه .. طول الليل كوابيس والمنضر ما
يروح من عيني .. وكان واحد من المواقف الي مرت بحياتي
خسرتني جزء من صحتي وصار بيه سكر
وبديت رحلة جديدة من المعاناة ..
باليوم الثاني صار الي كنت افكر بي طول الايام الفاتت
عمو صالح الضاهر صار ما يأمن وكل يوم يتفحص فلوسه
ويحسبهم .. وبوقت ماكان يحسب بفلوسة عجبة يلقي نظرة
على الاوراق ..
اني بالمطبخ اعزل بي واكفة على السنك دخل مهدي يفتر
بالمطبخ فتح الثلاجة وسدها.. رجع فتح فرن الطباخ وسدة..
تجاهلت وجودة وبقيت اكمل شغلي ..
ما احس غير مهدي وكف وراي ولمسني من جسمي
شهكت ودرت وجهي دفعته ..
: ومررررض هاي شبيك
سوى نفسه عود ما يدري شكو : هاي شبيج انتي منو يمج
: انت شنو تغشد نفسك. .. رفعت
HTML Embed Code:
2025/07/03 00:35:16
Back to Top