TG Telegram Group Link
Channel: رسائل
Back to Bottom
رسائلي الورقية حين تلمسها يديك،
تتوازن بتلك الظاهرة الكونية
جغرافيا الأرض،
يُحمى الكون من خطر الزلازل،
تستقر حالة الطقس،
يتصالح التاريخ مع نفسه،
تنتهي الحروب
وينزل البرد والسلام على قلبي.

رسائلي الورقية حين تلمسها يديك
تصبح أنت عزيز قلبي،
وأصبح أنا جميع النساء
الآتي قطعّن أيديهن
بمجرد أن رأين يوسف
وإن لم أكن معهن.

رسائلي الورقية حين تلمسها يديك
تزهر حروفها،
يتحول كل ما كتبته إليك إلى بستان
وأتحول أنا إلى فراشة تنتظر شهد ردك.

رسائلي الورقية حين تلمسها يديك
تخرج أصابعي في مَسيرات هنا
تهتف مطالبة بك،
تعم الفوضى.
ماذا لو أن بامكانك أن تمسك بها أيضًا؟،
وهي صدقني لن ترضى بالافلات،
ستنسى عبء هذه الحياة في يديك وحسب.

يديك التي تلمس قلبي قبل رسائلي
بلاد لا يملك خريطتها سواي،
عالم خاص بي لن يتمكنوا من الوصول إليه،
مدًى آمن مهما تكاثر ضباب هذا العالم
وعشق يتوق إليك
ويختصر نفسه عليك وحدك.

هديل هشام
مرحبا تشرين
كيف حال قلبك تعيس الحال مثلي؟
كيف تسير الأمور يا عزيزي؟
وكيف أنني في كل مرة ألتقي بك فيها
تكون قد برعت في كسر خافقي قبلها كالمعتاد؟
أنت تكره الحب ربما!
تنزعج من رؤيتي لغيرك في وقت حضورك!
هذا تفسيري الوحيد..

عزيزي تشرين
قبل وقت من الآن فطر رجل ما قلبي
إنه الرجل الثاني الذي يأخذ بقلبي إلى الانفطار،
ولكنني في المرة الأولى حين خذلت
استندت على من يقوم بخذلاني الآن
فلا أعلم بمن عليّ أن استند في هذه المرة.

حسبتُ بأنني قوية بما يكفي لأواجه،
بأنه لن يصعب عليّ شيء،
وأنني كما تجاوزت مرة
ساتمكن من التجاوز في جميع الأحيان،
حسبتُ ذلك بثقة،
إلا أنه جسدي يا تشرين
جسدي الذي قرر عدم رغبته في الحياة
حتى دون أن يخطرني بذلك.

تمكن السقم مني
بطريقة لم تأتي من قبل
علّة لا شفاء لها،
تخبرني الطبيبة الأولى
بأن ما يحدث لي من مضاعفات أمر اعتيادي،
تخبرني بأن دمي مجازي الوصف بلونه الأبيض
يتكسر في خلاياه رافضًا إيّاي،
تنتقل بي بين اسطوانات الأكسجين
بكل الطرق التي يمكن أن يساعد بها
أكسجين خارجي رغبة إنسان في أن يواصل الحياة،
تخبرني بأن عليّ أن أبقى هادئة فقط
كي تزول نوبات عدم المقدرة على التنفس،
وأن ما يحدث الآن ما هو إلا انقباض للعضلات،
تمنيت فقط لو أن بامكاني أن أخبرها
بأن قلبي المكسور سرًا بين رئتي
لا يسمح لي بذلك،
وأن جميع ما تراه من نتائج للفحوصات
وصور للأشعة لن تجد فيها
نزيف قلبي المكسور وصراخه،
وأنها لن تعرف بأنك سبب علّتي الأوحد..

تخبرني طبيبتي الثانية
بأن علينا مراجعة وظائف الكلى
كي نرى بصورة أوضح
أسباب تكسر هذا الدم
المحكوم عليه بعدم النجاة مثلي،
وأنا لا شيء في ذهني سواك
برغم كل ما يحدث هنا
من انعدام للرغبة
واستسلام تام لجميع التشخيصات
الصحيحة والخاطئة..
أنا فقط يشغلني شيء وحيد
أنني وكل هذه الخلايا نموت شوقًا من دونك..!

تخبرني طبيبتي الثالثة
بأن العامل النفسي مهم جدًا
وأن عليّ أن أساعدها به فحسب
تطلب مني التفاؤل
في عالم يعج بالوحدة والخذلان!،
تنتقل بي بين المضادات الحيوية
تصف لي العديد من العقاقير غير المجدية
تطلب مني الانتقال إلى الإبر
تعيديني بعدها مجددًا إلى العقاقير،
تلك التي تحتاج إلى الماء كي يتم تناولها،
تحاول أن تقسّمها لي
على مدار يومي الخالي منك
في وصفات طبية
تحتوي على العديد من الأختام،
تخاطبني بنبرة حادة
بأنني كادر طبي وبأن عليّ أصبح أقوى،
بأن لا انعدام للأمل في هذا العالم
وأن لديّ العديد من الأعوام
التي من حقي أن أقابلها برغبة في الحياة،
لا علم لها بأنني أموت فيك عشقًا
في السهو وفي الإدراك.

أتبِعُ مخططها العلني هذا في إعادة الحياة
أقسّم العقاقير على يومي،
زفير أنفاسي نكته دواء،
ارتفاع حرارتي اللحوح يريد منّا أن نودعك،
انعدام النوم لفترات طويلة
يبدي اصراره على أنني لم أعد
أعني لك شيئا منذ وقت طويل،
عقلي الممتنع عن التصديق والمصدق
في ذات الوقت،
قلبي الذي يواصل النزيف
وأنا!!!
أنا المتجزئة بينهم وهم ينهشون..!

أحاول عدم القاء اللوم عليك
أخاطر ذاتي التي فجعت بسببك
أخبرها بأنك لا تعلم عن دائي شيئا،
أخبرها بأنك لن تتركني وأنني لن أهون
أخبرها بواجب إخبارك
لأنك وحدك من ستمنحني النجاة.

أتذكر يوم استجمعت
ما تبقى من شجاعتي جيدًا
وأخبرتك بأنني أموت هُنا دون مجاز،
أخبرتك بأنه لا أمل كما يقولون
وكان طلبي الأخير إليك
أن تشاركني عناء ما تبقي لديّ من أيام،
لم يخطر إلى هذا البال
بأنك ستنفر مني بتلك الطريقة
وأن جوابك فاطر القلب ذاك
بأنّه ليس هنالك ما يمكن منحه من الوقت لي
سيتمكن من انهاء كل شيء هكذا
حتى دون سابق إنذار.

جوابك فاطر القلب ذاك
ألقى بي إلى محيط انعدام الرغبة
وأغرقني هناك،
من وقتها وأنا وهذه الحياة
لا نعني شيئًا لبعضنا البعض.

عزيزي تشرين
لا طاقة لي كي أقاوم كل هذا
أو أنه ليس هنالك داعٍ حتى للمقاومة،
يمكنك الاحتفال الآن
أنا حكر عليك وحدك،
لا عوض يمكن انتظاره أو ترقبه
من مشاعر يتحكم بها البشر
في هذه الحياة،
أنا أسلم نفسي إليك الآن وغدًا وإلى الأبد
فارفع مرساتك رجاءً ودعنا نرحل من هنا..

هديل هشام
بدونك

تعلّمتُ أنْ أمشي،
وحيدًا بالأخص،
ولكنّني تعلّمتُ أخيرًا.

الركضُ أيضًا كان مهارة،
اكتسبتُها مع الوقت،
كلّفني الكثير من الجهد والألم لأعرف
أي الطرق التي لن تسلكها،
ثم ركضتُ بعيدًا،
بدونك.

بدونك،
اكتشفتُ صوتي.
تعلّمتُ أن أغني منفردًا،
وأن أقسم الأشياء - أحيانًا - إلى نصفين.

بدونك،
تعلّمتُ بصعوبة أن لا شيء يدوم،
حتى في آخر بقعة أزلية من الكون،
حين نصل،
لن نجد سوى الحنين،
وحتى الحنين .. لن يبقى طويلًا.

بدونك،
تعلّمتُ كيف أحبِس الذكرى
بين علامتي اقتباس،
وكيف أصيغ جملة كاملة من الألم.

تعلّمتُ كيف أعبر الأشياء،
كيف أقفز،
حتى وإن أتقنتُ القفز متأخرًا،
لكن ذلك كان يستحق الجهد.

بدونك،
كنتُ وحيدًا للغاية،
وتعلّمتُ الكثير.
كل شيء كان مكلفًا،
عند غيابك بالأخص.

ولكنّني تعلّمتُ أخيرًا..
بدونك!
كنت هنا..
متركتش أي مساحة آمنة،
مفكرتش لحظة،
والفكرة كانت ممكنة،
أنا هنا
أنا هنا
كانت لحظة عابرة
لحظة أمان..
اطمئنان
وبعدها تأتي المُعضلة،
كنت مجرد حالمة!
لم يصب سهم المعجزة..
علّها آتية.
أنا هنا
بروحٍ زاهدة.. ناظرة،
ستغدو أحلامي واقعة
أنا هنا
أنا هنا
لربما تأتيني المعجزة!
أحببتُك..
مثلما أحب الأمنيات،
برغبٍة ملحّة وصبر بالغ،
بدعواتٍ صادقة قد تجعل منك حقيقة،
وكأنك آخر شيء قد تبقى لي
ولا أريد منه سوى أن ينجو..

هديل هشام
رسائل pinned «أحببتُك.. مثلما أحب الأمنيات، برغبٍة ملحّة وصبر بالغ، بدعواتٍ صادقة قد تجعل منك حقيقة، وكأنك آخر شيء قد تبقى لي ولا أريد منه سوى أن ينجو.. هديل هشام»
مرحبا تشرين
أنا هنا الآن لأكتب إليك رسالتي الثانية؛
لأخبرك بما يحدث هنا؛
لأنه لم تترك لي الحياة
أي أحد لأخاطبه غيرك.

لا زال جسدي الثائر علي لا يريد الحياة،
ولا زالت طبيبتي
تحاول التصدي لتلك الثورة،
تقوم بإعادة الفحوصات المعملية
مرارًا وتكرارًا؛
كي تلحظ أي تحسن يذكر،
لكن لا زالت تخذلها مؤشراتي الحيوية،
تعيد نصائحها عن العامل النفسي،
تضاعف العقاقير،
تصّر أكثر ممن فطر قلبي على بقائي،
تؤدي واجبها يا تشرين
ولكن أنا من سيقنع جسدي
على أنه يجب عليه أن يواصل النبض!.

تأتي عاملة المخبر يوميًا
أراقب عملياتها الدقيقة تلك
وهي تحاول العثور على أي وريد لي،
أراقب إبهامها وهو يُجري
محاولاته الاستكشافية،
أشاهدها وهي تأخذ دمي
وتملأ به زجاجاتها اللعينة تلك،
بعد أن تجولت بعدد كافٍ من الإبر
بداخلي دون حياء!،
أفكر كيف أنني أصبحت هكذا
بلا أي حول ولا قوة!،
وكيف أنني لست سوى جسد ملقى
وممتلىء بهذا العدد الكثيف من الثقوب!،
ثقوب بات علي أن أضغط عليها بقوة فقط؛
كي لا تنفجر الأوردة!..

أخبرهم بأني سأفعل ذلك
نعم، أنا سأتكفل بشأن عدم انفجار الأوردة
أخدعهم بتلك الصيغة؛
كي أشاهد حظها الذي لم أحظى به
في التفريغ عن ما حدث بها بالانفجار.

في كل مرة ينفجر فيها وريد لي
تصبح يدي لوحة خضراء
تنبت فيها أزهار بنفسج
تحاول ترميم ما حدث بداخلي
قدر الامكان..

أمّا بالنسبة لتلك الفحوصات الفيزيائية
التي كان المقصد منها التأكد
إن كان نصف جسدي الأيمن
يواصل الإحساس كأيسره،
تحتاج إلى أن أغمض عيني
وأجيب بنعم أو لا،
للحقيقة لا أستطيع التركيز فيها كثيرًا
لأنني بمجرد أن أغمض عيني
أراه يا تشرين،
أرى قلبي النابض به
وهو يصور لي وجهه أمامي
فلا أعود أسمع أسئلتهم تلك
ولا أعرف من أين سأحصل لها على إجابات.

عزيزي تشرين
كان لديهم كل الحق
من قالوا بأن الحزن يستقطب الداء
فكيف يمكن لرجل واحد فقط
أن يتسبب لي في كل هذا الألم!،
وكيف يصبح البعد داءً
عوضًا عن كونه شفاء!!.

ولكن أتدري
الحق كل الحق عليك يا تشرين؛
لأنك لم تستمع إلي وترفع مرساتك
وتأخذني معك إلى البعيد،
الحق كل الحق عليك وحدك،
لكنني لن أسأم عن معاودة طلبي،
فَتكرم علي وخذني رجاءً،
خذني حيث لا عودة
وأعدك بأنني لن اطلب العودة ما حييت.

هديل هشام
وفي اليوم العالمي للغة العربية لعينيك لغة تُغنيني عن ثمانٍ وعشرين حرف، لا تتطلب الصياغة ولا تحتاج إلى علامات الترقيم، ليس بها علامات نصٍب أو جزٍم أو كسر؛ لأنها الوحيدة القادرة على الضم الظاهر فقط دون أن يمنعه تعذٌر أو ثِقل، دون الحوجة إلى التبرير لذلك الضم و ذكر علّته، دون البحث عن مفعول به ليقع عليه فعل الفاعل أو حال يبين هيئة صاحبه عند وقوع الفعل، دون صفة تتبع موصوفها أو مضاف يبحث عن ما قد يضاف إليه، دون حرف جر يحكم على ما بعده بالكسر.
لعينيك المقدرة على فهم كل ما يجول في خاطري ومدي بالكثير من التفهم دون حوجتي إلى التعبير؛ لأن كل ما فيهما بيّن لا استعاراتٍ فيه ولا مجاز، لا يتطلب البحث عن المعنى الذي أريد من الكلام ولا أن يطابق ذلك الكلام مقتضى حال السامع لأنه ليس فيهما سوى الكثير من الحب لي دون سواي.
لعينيك وجدانية الكون بالنسبة لي، أبحر فيهما دون مجداف وأنسى بهما كل ما يحدث في هذا العالم؛ لأنهما دومًا ما تحملان عني فارق المكان والتوقيت.
لهم لغتهم ولي لغتي الخاصة، محور الكون في عينيك، ثباتي أمامها أحيانًا، شتاتي كثيرًا واليقين..

هديل هشام
18/12/2024
صوتك الوحيد القادر على ترتيب ما أمر به من فوضى للحواس، الوحيد الذي يصب الزيت في مصباح انتظارك ويخبر الكون أجمع بأن لنا لقاء. هو صبابة الشجن في عالم يشكو من كل هذا الفتور، ملاذي الآمن في عالم يختنق بالحروب، هو بوصلتي التي ترشدني إلى كيفية النجاة، حلقة الوصل بيني وبين المجهول، ثباتي الانفعالي أمام الجميع عداك. هو الوحيد الذي يُلملم بعثرتي ويهدهد روحي؛ كي تطمئن بأن للغد معك غد. هو انفرادي بفهمه في جميع الفصول، حظي من الدنيا ولن يحظى بمثله أحد من العالمين، ركيزتي ومعتقدي الثابت الذي لن يغشاه زيف أو غموض، هو أنيسي وجليسي في الليالي الحالكات وحين تعصف بي جميع الظروف، هو كقميص يوسف يرد البصر، يجمع شتات البصيرة ويهب السكون.

هديل هشام
في بدايات الأعوام أهديك فؤادي، لغتي، والكلمات..
وبينما جميع من على هذا الكوكب يتشاطرون غازًا ثنائي الذرة لأجل أن يساعدهم على البقاء نتقاسم أنا وأنت هذا العِشق، فيصبح هو المُغني عن كل هذا الكون ومعادلاته وأسراره وتصبح أنت حبيبي وقلبك عاشقي وأنا المعشوق..

هديل هشام
ترجمت Dai Rahmy
"الغياب أن أفتقدك بينما أنت هُنا"
أنا أفتقدكِ جدًا حتى وإن كانت "أحُبكَ" التي أخبرتني بها ثلاث مرات في السادس من حيزران الماضي في الحادية عشرة والثلث مساءً بالضبط في مقطع صوتي لا يقل عن عشر ثوان ترن في أذنيّ وكأنكِ تهمسِين بها الآن فعليًا هُنا!..
الغياب مفجع جدًا يا ضي ولكن حسِيس الشوق مشنقة..

هديل هشام
تعتذرين..!
نيابًة عن كل سوء
قد أطاح بِخاطري،
فَتأخذين كل ما كان
يمكن أن يكون
تحت مسمى الخطأ،
تُكبلين لساني عن كل
نقاشٍ قد آتي به،
فأغدو مصابًا بسهم عينيك
بعد أن كنت أنا المُصيب.

تبتسمين..!
تكشفين عن حجاب ثغركِ،
تتصورين بأنكِ قد
تنقصين من مقدار حزني
ولا تعلمين بأنك هكذا
تنصهرين في جلدي
فلا أميز بعدها
من المُذاب ومن المذيب.

تقتربين..!
تفردين انعقادة حاجبيّ
بضحكة منك،
تقاطعين مسار أوردتي
تتحايلين على إنقباض القلب
وتجذبين أنفاس رئتي شوقًا إليك.

تتخللين أصابعي..!
تشدين يديّ عنوة عن غضبي
تخفضين حرارة راحتيّ
وتريحينني من كل ما هو
خارج نطاق يديك.

تتسألين..!
"ما زعلان من حاجة تاني صاح!"
هل حقًا تتسألين!
بعد أن قضيتِ على
سُلطة الغضب اللعين!
وزحفتِ بي جهرًا إليك
وغدوتِ لي أمنًا
يهدهد خافق التعب الحزين
ويجبر خاطر الروح
من وهن السنين..

هديل هشام
وما قصص الماضي سوي انها ماضي ؟
وما قصص الحب سوي انتكاسه للقلب وتجاوزها؟
كنا نختبئ فقط لأجل ألّا يرى أيٌّ منّا ما في الآخر من سوء حين تغرقنا وطأة الظروف فيما لم نتوقع حدوثه، كنا نأخذ وقتنا الكافي لأجل أن نعود لبعضنا ونحن بخير فقط، كل ذلك لأجل أن نحافظ على أن ينمو ما بيننا بشكل صحي، كنا نعلم جيدًا بأن لا أحد يمكنه أن يصبح مثلنا أبدا، لكننا ذات مرة اختبئنا ولم نعد، لا أدري إن لم نعرف طريق العودة أم أننا قد وجدنا أمانًا آخر في مساحة التخفي الأخيرة أم أننا قد أصبنا بالتعب من رحلة الذهاب والعودة وقرر كل منا البقاء حيث هو الآن فقط أو لعلّ أحدنا قد أضاع الطريق ولكن الآخر لم يعد لديه ما يُمَكِنه من السير في الاتجاه المعاكس للبحث عنه!، حقًا لا أعلم، كل ما أنا على يقينٍ به أننا كنا نختبئ فقط لأجل ألّا يرى أيٌّ منّا مافي الآخر من سوء..

هديل هشام
الجمل التي نتعلمها من تكرار
من نحب لها
تشغل حيزنا اللغوي،
بطريقة لا تمكننا من أن نعرف
كيف حدث ذلك.

"حقيقةٌ لا غبار عليها"
تلك التي توجهها إلي حين تود مغازلتي
بأنني اختيارك الأول والصائب،
بأنني صدفة عمرك وقدرهُ في ذات الوقت
وبأنني أنا نصيبك من السعادة
في هذا العالم،
لا أعرف من أين حصلت هذه الجملة
على كل هذا الحيز بداخلي
وأصبحت تخرج مني بتلقائية
في منتصف أحاديثي مع غيرك،
لكنها تتمكن من جعلي
ابتسم عشقًا حين أتذكرك،
دون أن يفهم من أمامي
لم أفعل كل ذلك!
وتلك حقيقة أولى في هذا النص
أعتقد بأنه لا غبار عليها..

"أما عنه"
التي وجهتها إلي لأول مرة
منذ أربعة أعوام لأجل
أن تخبرني بأن الأسود يليق بي،
في أول جملة استخدمتها
كي تفصح بها عن إعجابك بي،
وكي تعثر بها عليّ بعدها بعام
في صالة مزدحمة،
حين كنت قد ارتديتُ فيها
أيضا أسودك المفضل،
تستحوذ على عفويتي وانتباهي،
تجعلني متلهفة لما سيكون بعدها،
فلا اتمكن من العثور على حدود
تقيني من كل هذا الهيام بك،
وتلك حقيقة ثانية لا غبار عليها..

"أما عنه"
التي تلازم خطانا كثيرًا
في كل ما هو دافئ وجميل
حتى حينما أصبحتُ أرددها مثلك
بعد أن قررنا أن نهرب معًا
ذات مرة من منتصف حفل زفاف،
أتَذكُر!!
حين ارتديتَ بدلتك السوداء تلك،
بالرغم من أنك تفضل الرمادية أكثر،
ولكنه الأسود فقط،
الأسود الوحيد
القادر على إذابة أضلعي عشقًا،
الوحيد القادر على
تنصيبك ملكًا على قلبي،
وتلك حقيقة ثالثة لا غبار عليها..

"حرفيًا"
التي تخرج من أعماق قلبك،
فيليها انبهار منك
بكوني مثالية في نظرك،
تدهشني!..
تغرقني بك أكثر،
وتجعلني أتخطى حدود اللهفة
وتتمكن من أن تسرق
ابتسامات كثر من على شفتي،
وتلك حقيقة رابعة لا غبار عليها..

عزيزي
إن حقائقك التي لا غبار عليها
تربكني أكثر من حقائقي لديك،
تجعلني أسير خلفك مغمضة العينين
على صراط العشق،
تجعلني أهيم بك وفيك
في كل الظروف والحالات
كنت أود أن أقول بأنها حقيقتي الخامسة،
ولكنها حقيقتي الأبدية
التي لا غبار عليها..

هديل هشام
العالم يسحقني...
وأنا أصغر كثيرًا من أجد نفسي متساءلًا أغلب الوقت عن كيفية النجاة، شكي في ذاتي والمسؤوليات وظلال أخطاء الماضي..
ببساطة الحياة وحملها الثقيل. أين أجد القوة للصمود في هذه المعركة؟
كان في عينيك شيءٌ لا يخون، لست أدري كيف خان!!
أعلم بأنه قد مضى أكثر من يومين على عيد الحب وأنني تأخرت قليلًا عن كتابة كل ما هو استثنائي إليك في كل ما هو مميز من مواعيد هذه الحياة، ولكن كيف أفعلها وأنا دائمًا ما أفقد حدود الوعي بسببك، وأذوب فيك لدرجة تحرمني من التمييز بين الواقع والأحلام، لدرجة تحتاج دائمًا الى الكثير من الأسطوانات المليئة بالغاز كي أتمكن من أخذ القليل من الأنفاس في حضورك.
عزيزي أعلم بأن عيد الحب مناسبة جميلة لديهم يملؤها كثير من الأحمر ولكنني مذ رأيت اللون الرمادي عليك وأنا أصبحت لا تعنيني بقية الألوان، وأعلم أيضًا بأننا ابتدعنا الكثير من الأعياد بيننا فلم تعد لنا حوجة في التماس يومٍ بعينه كي نفصح فيه عن حجم هذا العشق.
في هذه الأثناء وأنا أكتب إليك هذا النص أعلم يقينًا بأنه يعد عيدًا عندك، وأنك سترى بأنه أمر عظيم جدًا بأن أكتب فقط، أعلم جيدًا كيف ستكون نبرة صوتك حين أخبرك بأنني قد وصفت شيئًا ما حتى وإن لم يكن أنت وأدرك تمامًا كم ستكون منبهرًا قبل أن تستمع إلى أي حرف قد كتبته عنك، ولأنك استثنائي الأوحد دائمًا ما تستمع للنص لأول مرة مني، تعاود قرائته من دوني في صباح اليوم التالي، يمد إليك الدعم الكافي حين تتراكم عليك أعمال الظهيرة ويحتوي قلبك مساءً بعد يوم مليء بالتعب.
الوقوع في حبك بهذا الشكل يعد عيدًا أول لمرأة لم تعشق من قبل وما بعده هو عمر ممتلئ بأعياد وصلك ألا متناهية وأمان حبك لي هو عيدي الأبدي..

هديل هشام
أصاب بمتلازمة حمى الكلمات
تلك التي يستحضرها البعض
بطريقة عشوائية
دون أن يكون لهم
أدنى فكرة بأنها تسبب العدوى،
فيرضخني الشك وقتها
كي أصبح أسيرته الحديثة،
أتذكر إحدى جملك الغزلية
أمسك بهاتفي مسرعة
كي أتفقد حالها في رسائلنا القديمة
أتأكد بأنها موجودة
أتحسسها على شاشة هاتفي
حرفًا حرفا،
أحاول التصدي لكثافة الأسئلة،
أقول انظري هي موجودة
قيلت لي ذات يوم،
ولكم كانت واضحة وقتها وحقيقية
وأنني وبالتأكيد لم أكن أحلم!
أعيدها مرات ومرات
أجاهر نفسي بها
أخاطر بها ذهني سرًا
وأنساني!..

هديل هشام
بينما تلفظ الحرب أنفاسها الأخيرة
في العاصمة التي لم ينافس أيُّ وطن آخر
مكانها في الوريد،
أسير خلف شوقي إليك قليلًا
وأفكر في يومك الذي
قد يعود إلى نصابه الصحيح قريبًا.

كيف ستعود الصباحات مشبعة بصوتي
الذي سيسعى جاهدًا كي يوقظك،
ولن تتوقف عن طلب
خمس دقائق إضافية للنوم،
ستعود لتتناول الشاي الصباحي
في مكانك المفضل
ضمن طقوسك المعهودة تلك
زعمًا منك بأنها هي من
ستجعل من اليوم جيدا،
أو ستتناول الشاي
في مكان عملك إن تأخر الوقت
ولكنه لن يكون أبدًا بالقدر الكافي
من الإقناع لديك.

ستهرب عند الواحدة إلى شارعك السري،
مكانك السري ذاك للاختفاء عن الأنظار
وأخذ القليل من الراحة،
هذا إن لم تكن هنالك
اجتماعات طارئة واجبة الحضور،
أما إن وجدِت وتوجب عليك حضورها
سأكون أنا وجهتك الأولى يومها
إن كان موعده التاسعة
أو وجهتك الثانية إن كان موعده الواحدة
أو وجهتك الثالثة إن انتهى قبل الخامسة،
ستتشارك معي تقاريرك المهنية
أثناء اجتماعاتك تلك،
وتعرب عن ضجرك البالغ
بسبب طول أمدها،
ستخبرني بأنه سيتوجب عليّ انتظارك قليلًا
وأنك لن تحتاج سوى لخمس دقائق فقط
كي تطمئن فيها على عيني؛
وكي يواصل قلبك بذات النبض
في هذه الحياة.

بعد لقائنا ستَعلق في زحمة سير السادسة
ولكنني سأكون مطمئنًة جدًا عليك
لأن رفيق عودتك اليومي
لا زال يجلس إلى جوارك،
قبل العِشاء ستبلغان وجهتاكما المفضلة
بعد يوم مليء بالتعب
سينضم إليكما الكثيرين
ولكن لطالما سيرتبط المكان والوجهة
بكما لكل الزائرين.

العاشرة حين ستبدأ أعدادكم في التناقص،
ستبدأ أيضًا الكثير من النقاشات
حولنا نحن النساء
وكيف أننا قد نفكر،
ستختلف وجهات النظر
سيكثر التعقيب
وستتعالى ضحكات الرفاق؛
لتملأ جوف الأرض أمنًا.

أحيانًا وبعد أن يعم الهدوء قليلًا
ستتحدث إلى المقربين منهم لديك عني،
ستخبرهم بالكثير عني وعن محاولاتك
التي لن تنفك عن الإنتهاء
حتى أصبح أنا نصيبك الأوحد.

الواحدة والنصف ليًلا
سأتشارك معك طريق العودة
على أثير صوتك المعشوق لدي،
ستخبرني بنتاج النقاشات التي حدثت
وسأستمر في مقاومة
جميع آرائكم غريبة الأطوار تلك
نحونا نحن النساء.

عند وصولك ستبعث إليّ
بثلاث كلمات فقط
يجاورهنّ قلب أحمر،
لم يخِبن يومًا في كونهنّ المنجيات،
بعدها سنتشارك الطبخ سويّة
حين تقرر أن تعد عشائك المفضل،
ستجمعنا مكالمة مليئة
بأصوات حركة الأطباق
ودون أن أخبرك بأنه سيتوجب
عليك أن تعيد جميع الأشياء إلى مكانها
أجدك قد فعلتها.

على وسادتك هاتفك يجاورك،
صوتي المحبب إلى قلبك،
حواسك الخمسة وهي تعترف
بعشقي حتى النوم،
ولساني يعدك بأنني
أنا الوحيدة التي
ستوقظك عند الثامنة.

بعد وقت ليس ببعيد عن الآن
ستعود لتمارس جميع نشاطاتك المعتادة،
وسيباشر قلبي نوبة حراسة قلبك
أينما حل..

هديل هشام
HTML Embed Code:
2025/06/27 17:44:16
Back to Top