ذِمَامٌ .:
فَاطِمَة بِنْتُ الحُسَينْ بِنُ عَلِيّ بنُ أَبِيْ طَالِبٍ
المَعْرُوْفَة «بِفَاطِمَة العَلِيْلَة» 𑁍:
حَفِيْدَةُ الصِّدِّيْقَةُ الكُبْرَىٰ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ « عَلَيهَا السَّلامُ » وَأَشْبَهَ النَّاسِ بِهَاْ خَلْقًا وَخُلُقًا وَعِبَادَةً وَخِصَالاً، حَتّىٰ وَصَفهَا سَيِّدُ الشُّهَداءِ « عَلَيهِ السَّلامُ » ، بِأنَّهَا أَشْبَهَ النَّاسَ بِأُمِّيْ فَاطِمَة بِنْتُ
رَسُولِ اللّٰه[صَلَّى اللّٰه عَلَيهِ وَآلِهِ الأَطْهار]، أَمَّا
فِيْ الدِّيْنِ فَتَقُوْمَ اللِيلِ وَتَصُوْمَ النَّهارِ ، وَفِيْ
الجَّمالِ كَأنَّها حُوْرِ العِينْ𑁍 .
بُقَائَها فِيْ المَدِينَةِ :
بَعْدَما عَزَمَ اَلْحُسَينُ «عَلَيهِ السَّلامُ» القَصْدُ إلَىٰ
كَرْبَلاءِ تَارِكًا مَدِينَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللّٰه[صَلَّى اللّٰه عَلَيهِ وَآلِهِ الأَطْهار] مَعَ العِيَالِ ، لَمْ يَبْقَ فِيْ دَارِهِ
إلاّ العَلِيلَة الَّتِيْ مَاكانَ لَها القُدْرَةِ عَلىٰ السَّفَرِ ،فَأودَعَها الحُسَينُ «عَلَيهِ السَّلامُ» عِنْدَ أُم
سَلَمة زَوْجَةُرَسُولِ اللّٰه[ صَلَّى اللّٰه عَلَيهِ وَآلِهِ الأَطْهار ] ،فَلَمَّا نَظَرت العَلِيلَة إلىٰ أَهْلِهَا وَقَد سَارُوْا
عَنْهَا أَخَذت نَحوَ الظَّعنِ ..
وَهِيَ تُنَادِيْ :
أَبَه كَيْفَ تَتْرِكُوْنِيْ لِوَحْدِيْ؟ خُذُوْنِيْ مَعكُم،
رَجعَ الحُسَينَ لَهَا، فَصَبَّرهَا ، وَقَالَ لَها :بُنَيَّتِيْ
إِذَا وَصَلْنَا مَكَان اَلإسْتِقْرَار أَبْعَث إلَيكِ عَمَّكِ
العَبَّاسُ ، وَأخِيْكِ الأَكْبْرُ يَحْمِلانِكِ إليّ.
فَقَالتَ لِأَبِيْهَا : يَا أَبَه إنَّ نَفْسِيْ تُحَدِّثُنِيْ إنّ
لا لِقَاء بَعْدَ هَٰذا اليَومُ ، فَوَدَّعها الحُسَينُ .
جَاءَت فَاطِمَة « عَلَيها السَّلامُ » تَطُوفُ عَلىٰ الهَوادِجِ تُودِّعُ عَمَّاتها وَأخوتهَا .....
وَقِيلَ إن فَاطِمَة «عَلَيها السَّلامُ»بَقِيَتْ تَبْكِيْ
لَيْلُهَا وَنَهارَها ، وَتَنْظُر إلىٰ تِلكَ الدَّارِ المُوْحِشَة
اَلَّتِيْ خَلِيَتْ مِن أَهْلِهَا ،
وَحارَت بِها الأَعْذَار ، فَلا خَبَرٍ يَصِلْهَا عَنْ أَبِيْهَا
وَلا العَبَّاس جَاءَ لِيحْمِلُها إلِيْهَا ..
وَيُروىٰ إنَّها كَتَبَت كِتَابًا إلىٰ وَالِدُهَا ضَمَّت فِيِهِ
هُمُوْمِهَا وَألآمُ فِرَاقُها ، وَأَعْطَت هَٰذَا اَلْكِتَابُ إلىٰ
إعْرَابيّ ، قَالَت: لَهُ أخا العَرب إلىٰ أينَ تُرِيْدُ؟
قَالَ: لَها إلىٰ العِراق ، قَالَت هَلْ لَكَ أن تَحْمِلُ
كِتَابيْ إلىٰ أبِيْ ؟ ، قَالَ لَها: وَمن أبوكِ؟
قَالَت: أَنَا فَاطِمَة بِنتُ الحُسَينُ بِنُ عَلِيّ
فَقَالَ لَها : حُبًّا وَألفَ كَرامةً يَابِنتِ رَسولِ اللّٰه [ صَلَّى اللّٰه عَلَيهِ وَآلِهِ الأَطْهار ].
فَأَخذَ اَلْكِتَابُ وَأَقْبَلَ إلىٰ اَلْعِراقِ
يَسْأل عَنْ الحُسَين ، حَتّىٰ وَصَلَ
إلىٰ أَرْضِ كَرْبَلاء ، بَعْدَ الظُهْر مِن
يَومَ العَاشِر وإذا بِهِ يَجِد الحُسَين
وَحِيدًا فَرِيدًا لا نَاصِرٌ لَه وَلا مُعِينٌ بَعدَ قَتْلَ
الأَصْحاب وَبَنِيْ هَاشِمٍ ، فَسَلَّم الإمامُ الحُسَين
الكِتَاب، وَقِيلَ إن الإعْرَابِيّ جَاهَد دُون الحُسَين
حَتّىٰ أُسْتَشهِدَ بَينَ يَدَيهِ .
وَفَتَحَ الإمامُ الحُسَين « عَلَيهِ السَّلامُ » اَلْكِتابُ
وَإذا بِهِ مِن إِبْنَتِهِ فَاطِمَة العَلِيلَة ، فَبَكىٰ « عَلَيهِ السَّلام » بُكَاءً شَدِيدًا ، وَوَقفَ أمامَ خَيْمَة النِّساء
وَنادىٰ : يَازَيْنَبُ ، يَا أُم كَلْثُوْم ، يَا رُقيَّة ، يَا سَكِينَة
فَخَرَجَت اَلْحَوْرَاء زَيْنَبْ « عَلَيهَا السَّلام» ، وَقَالَ لَها الحُسَين :أُخَيَّه ، هَٰذَا كِتَابٌ مِن إبْنَتِيْ فَاطِمَة
وَهِيَ تُسَلِّمُ عَلىٰ عَمِّها العَبَّاس وَلا تَعْلَم بِأنَّهُ عَلىٰ
شَاطِيْ العَلْقَمِيْ مَقْطُوع اليَدين ، وَتُسَلِّم عَلَىٰ أَخِيها عَلِيّ الأَكْبَر وَلا تَعْلَم بِأنَّهُ مُقَطَّع بِالسُيُوْفِ
أَرْبًا أَرْبًا .
ـ بَعدَ مقتلُ الإِمَام الحُسَيّن سَارت قافِلةُ السَبايّا مِن كربَلاءَ المُقدسَة للكوَفة وَ الشَام ثُمَ قصَدوا كربَلاءَ مَرة أُخرى لزِيّارَةُ الأَربعيّن إِلى المَديّنة المُنَورة لمَّا سَمِعت السَيّدَة فاطِمة العليّلة بوصَولهُم خرجَت مِن دارهَا تقِفُ وَ تقِعُ عَلى الأَرض مِن شدَة المَرض فرأَت اعلامًا سَوداء مُنتشِرة وَ الأَطفالُ قَد تغيرَت وجوهَهُم مِن الشَمس فسَأَلتهُم عَن الإِمَام الحُسَيّن
فأَخبَروهَا بأَنهُ مقتَول لطَمت رأَسَها
وَ صاحَت : وَا ابتّااااه وَا حُسَيناااااه
وَ اقامّوا العَزاء فيّ المَديّنة
حُزنًا عَلى مولانَا الإِمَام الحُسَيّن .
>>Click here to continue<<