وأقرب بابٍ دخل منه العبد على الله تعالى باب الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالًا، ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به، ولا وسيلة منه يَمُنُّ بها!
بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرف، والإفلاس المحض، دخول من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سُوَيدائه فانصدع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورةً كاملة إلى ربه تبارك وتعالى ..
وأنه إن تخلى عنه طرفة عينٍ هلك وخسر خسارة لا تُجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته.
الإمام ابن القيم
>>Click here to continue<<