Channel: شـہـغــف
-
وأنا مُتعَبٌ من مشقة الطريق ومحاولات الوصول،
من فزعي المُستمر من أن تكون الوجهِة خاطئة،
من كُلِّ شيءٍ أبذلُ فيه جُهد قلبي ولا يعطي لهذه الروح طمأنينةً كاملة .
وأنا مُتعَبٌ من مشقة الطريق ومحاولات الوصول،
من فزعي المُستمر من أن تكون الوجهِة خاطئة،
من كُلِّ شيءٍ أبذلُ فيه جُهد قلبي ولا يعطي لهذه الروح طمأنينةً كاملة .
وقضيتُ الليل كلّه أُفتّش عن كلمةٍ، تقول ما أشعرُ به دون زيادةٍ أو نُقصان، تقوله تماماً كأني أُنفي الغصّة إلى جسد الكلمة، لعلّي بشيءٍ من الوهمِ أتخفّفُ وأرتاح .
_
_
ما أفظع أن لا تكون الشخص الذي تتمنى أن تكون عليه وأن لا تجد نفسك لهذه الحياة التي تعيشها أو لتلك، ان تبقى غائباً ،كأنك في غيبوبة دائمة أو خارجاً من وطن، أو مبتور الساق، تمشي وحيداً بين كل هؤلاء، لا تدري لك مكاناً ولا تلاقي لقلبك صاحباً، بل جُل ما تفكر فيه أنذاك هو أن تبتكر حياتك الخاصة وتعيش في عزلتك وظلمتك وتختبئ مما يربك تفكيرك وعالمك، تعيش منطفاً منكفئاً على ذاتك، متحرجاً أن تحلم، لأنك ما زلت خارج نطاق نفسك غائب عن الوعي والوجود والأحلام وكذلك الطمأنينة التي تعتقد أنها من حق بأصرار لاذع، أحياناً تحاول الفرار وتسابق نفسك لعدم العودة وتسد أذنيك عن صوت يؤنبك بأنك على وشك الاختفاء تماماً، لا العودة أبداً، تفتقر إلى أدنى درجات الوعي بذاتك، فتمضي في طريقك متحسراً على أشياء متعددة، على أفق كنت تحاول أن تسلكه فيما سبق لك من حياة، تجد ذاتك عالقاً ، مازلت في كومة من العجز، تريد أن تتحرر من ذاتك وتفلت من قيدوك وتحطم أغلالك، ولكنك لا تقدر على أن تفكر بذلك، تبقى عاجزاً عن مواكبة الحياة ومواكبة نفسك، تختنق بدموع لا وجود لها وبكاء لا تسمعه وتفضل أن ينساك الآخرون، أو أن تنساهم أنت، تقول لنفسك سأعود غداً وسأبداً كل شيء من جديد، حياتي وقلبي، وأيامي الضائعة ..
إن أسوأ ما قد اصابني هذه الأيام هو فُقدان شغفي، ليس حزن ولا إنكسار إنّه إنطفاء لا نورَ له.. فقد افلتُّ يداي من كل ما اردتهُ سابقاً وإن كنتُ لا ازال أريده، ونسيت كل ما احببته في الماضي ولا زلت احبه، وبقيت اُشاهد انقضاء الأيام يوماً تلو الآخر وأنا وحدي ولا رفيقاً لي سوى الصّمت.
أحيانًا نُنهي علاقات تمنينا لو أنها اكتملت وبقت، نحذف المُحادثات، والأرقام، نسير في طرقات طويلة لكنها تحمينا من لقاءٍ لا نستطيع تحمُّل عواقبه، أحيانًا نبدو وكأننا الطرف الأقل حبًا، لا يُصدقنا أحد حينما نقول أنه كان لابد أن نرحل وأن تُفلت بعض الأيادي، أن الحب الذي في قلوبنا كان يُعذبنا ولم نستطع أن نتحمّل، أحيانًا لا نعرف كيف نقول أن في بعض الأحيان نهجر لأننا لا نمتلك مُبررات منطقية لنُخبر بها البعض لماذا تركناهم، هل نقول أحببتك ولم تحبني؟ أم نقول أنّي كدت أفقد نفسي في حُبك ولم تلاحظني؟ في بعض الأحيان نتقبّل كل التُهم وأن يشير إلينا البعض بأننا أكبر القُساة ونكتفي بأننا نعلم أننا لم نتوقف يومًا عن حُبهم ولعلّهم يومًا يُدركون ذلك .
_
_
HTML Embed Code: