خير ما تقوم به النّساء أن يضربنَ بينهنّ و بين الرّجال سترًا ما استطعنَ إلى ذلك سبيلا..

فالأصل أن يتواصل الرّجالُ مع الرّجالِ، و أن تتواصل النّساءُ مع النّساء، و الاستثناء هو تواصل الجنسين لوجود حاجة ضروريّة و ملحّة،
و لا يصحّ أن نجعل الاستثناء أصلًا!

فالمرأة القدوة أصلًا لا تخرج أمام جميع رجال العالم، بل تُعرف بسترها و احتجابها،
عرفنا هذه الحقيقة بميزان مولاتنا فاطمة عليها السّلام، قدوة كلّ مؤمنة،
فهي حين خطبت خطبتها العظيمة الّتي حفظت بها الولاية و الدّين، نيطت دونها ملاءة..

و قولُها صلواتُ الله عليها بأنّ الخير للمرأة في أن لا ترى رجلًا و لا يراها،
حجّةٌ على كلّ مؤمنٍ و مؤمنة، و إلقاءٌ لثقلٍ كبير من المسؤوليّة،
أمّا للرّجل فمسؤوليّة الغيرة على حريمه و عرضه و أهل بيته و حجبهنّ عن أعين الرّجال،
و أمّا للنّساء فمبالغةٌ في الاحتجاب عن أعين الأجانب، والاهتمام بالسّتر، و المحافظة على وقارهنّ و اتّزانهنّ و عفافهنّ و حيائهنّ..

نسأل الله أن يجعلنا من المقتدين حقّ الاقتداء بسادة الوجود عليهم السّلام،
الآخذين بقولهم و العاملين بأمرهم و المسلّمين لهم، لأنّ نصيب المعرض عن تعاليمهم ضنك العيش و الشّقاء في الدّنيا و الآخرة،
و أن يعافي النّساء من الأفكار السّامّة الخبيثة الّتي تروّج لها الجمعيّات النّسويّة الملعونة!

إنّ الإمام الجواد عليه السّلام كان - كجدّه عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام-
يُظهر في مناسبات كثيرة: علمَ الإمامة، الّذي تلقّاه عن آبائه عليهم السّلام، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله، عن جبرئيل عليه السّلام، عن الله سبحانه،
فكان يُكثر من الإخبارات الغيبيّة، أو يتّخذ موقفًا يشير إلى ذلك، سواء مع شيعته، أم مع غيرهم، فراجع حياته وسيرته..

-السّيّد جعفر مرتضى العامليّ رحمه الله
-الحياة السّياسيّة للإمام الجواد عليه السّلام، ص١١٤-١١٥.

الغيرة الجواديّة!

روي عن زكريّا بن آدم قال: إنّي لعندَ الرّضا عليه السَلام إذ جيءَ بأبي جعفر الجواد عليه السَلام و سنّهُ أقلُّ من أربعِ سنينَ، فضربَ بيدهِ إلى الأرض، و رفع رأسَهُ إلى السّماء فأطال الفكرَ.
فقال له الإمام الرّضا عليه السّلام: بنفسي فلمَ طال فكرك؟

فقال: فيما صنعَ بأمّي فاطِمة..

-بحار الأنوار، ج٥٠، ص٥٩.

من كرامات مولانا أبي جعفر الثّاني محمّد بن عليٍّ الجواد صلوات الله عليه..

-الخرائج و الجرائح لقطب الدّين الرّاوندي، ج١، ص٣٧٢.

يا فاطر بحقّ فاطمة عجّل لوليّك المنتقم الفرج!

بسنده عن السّيّد عبد العظيم الحسنيّ قال: دخلت على سيّدي محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام(الجواد) و أنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهديّ أو غيره؟

فابتدائي فقال لي:
يا أبا القاسم إنّ القائم منّا هو المهديّ الّذي يجب أن يُنتظر في غيبته، و يُطاع في ظهوره،
و هو الثّالث من ولدي.
و الّذي بعث محمّدًا صلّى الله عليه و آله بالنّبوّة و خصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبق من الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطًا و عدلًا كما ملئت جورًا و ظلما، و إنّ الله تبارك و تعالى ليُصلح له أمره في ليلة،
كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارًا فرجع و هو رسولٌ نبيّ،
ثمّ قال عليه السّلام:
أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.

-كمال الدّين و تمام النّعمة، الشّيخ الصّدوق، ج١، ص٤٠٥.

اللهمّ أصلح أمر مولانا صاحب الزّمان كما أصلحتَ أمر كليمك موسى على نبيّنا و آله و عليه السّلام،
بحقّ وليّك و حجّتك محمّد بن عليٍّ الجواد عليه السّلام..

عن إسماعيل بن سهل قال:
كتبت إلى أبي جعفر الثّاني مُحمّد بن عليٍّ الجواد:

علّمني شيئًا إذا أنا قلتُه كنتُ معكم في الدّنيا والآخرة.
قال: فكتب بخطٍّ أعرفه:

أكثر من تلاوة إنّا أنزلناه،
ورطّب شفتيك بالاستغفار.

-ثواب الأعمال للشّيخ الصّدوق، ص١٩٧./ وسائل الشّيعة، ج١٦، ص٦٩.

لمّا ولد أبو جعفر (أي الجواد عليه السّلام) قال الرّضا عليه السّلام لأصحابه:
قد ولد لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، و شبيه عيسى بن مريم، قُدّست أمٌّ ولدته، قد خُلقت طاهرةً مطهّرة،
ثمّ قال الرّضا عليه السّلام:
يُقتل غصبًا فيبكي له وعليه أهل السّماء، و يغضب الله تعالى على عدوّه و ظالمه، فلا يلبث إلّا يسيرًا حتّى يعجل الله به إلى عذابه الأليم و عقابه الشّديد،
و كان طول ليلته يناغيه في مهده.

-بحار الأنوار، ج٥٠، ص١٥.

عن أبي طالب القمّيّ قال:
كتبت إلى أبي جعفر الجواد عليه السّلام: تأذن لي أن أرثي أبا الحسن؟ أعني أباه عليه السّلام قال:
فكتب إليّ: اندبني و اندب أبي.

-بحار الأنوار، ج٧٦،، ص٢٦٣.

عن عليّ بن مهزيار، عن موسى بن القاسم قال:
قلت لأبي جعفر الثّاني (أي الجواد عليه السّلام):
قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك فقيل لي: إنّ الأوصياء لا يُطاف عنهم، فقال لي بل طف ما أمكنك فإنّه جائز.
ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين:
إنّي كنت استأذنتك في الطّواف عنك و عن أبيك فأذنت لي في ذلك فطفت عنكما ما شاء الله، ثمّ وقع في قلبي شيءٌ فعملت به،
قال: و ما هو؟
قلت: طفت يومًا عن رسول الله صّلى الله عليه و آله،
فقالَ ثلاثَ مرّات صّلى الله على رسول الله،
ثمّ اليوم الثّاني عن أمير المؤمنين ثمّ طفت اليوم الثّالث عن الحسن عليهم السّلام و الرّابع عن الحسين عليه السّلام والخامس عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام و السّادس عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السّلام و اليوم السّابع عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام و اليوم الثّامن عن أبيك موسى عليه السّلام واليوم التاسع عن أبيك عليّ عليه السّلام و اليوم العاشر عنك يا سيّدي و هؤلاء الّذين أدين الله بولايتهم فقال:
إذن والله تدين بالدّين الّذي لا يقبل من العباد غيره،
قلت: و ربّما طفت عن أمّك فاطمة عليها السّلام و ربّما لم أطف،
فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء الله.

-الكافي الشّريف، للشّيخ الكلينيّ، ج٤، ص٣١٤.

…"و يرجع إلى بيتِ فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه و يقوم فيصلّي"..

-الكافي الشّريف، ج٣، ص٣١٥.

أيّ مصابٍ هو مصاب فاطمة عليها السّلام؟ و أيّ رزءٍ هو رزء يوم الدّار؟
أيّ مصابٍ هو ذاك الّذي جعل مولانا الجواد عليه السّلام يطيل الفكر و هو ابن أربع سنين؟
لمصابها صلوات الله عليها حرارة لم تبرد في قلوب بنيها أبدًا..

يا رزءَ يوم الدّار حُزنكَ واجبٌ
ما كان في أرواحنا استحبابا

من أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده،
فإن كان النّاطق يؤدّي عن الله عزّ و جلّ فقد عبد الله،
و إن كان النّاطق يؤدّي عن الشّيطان فقد عبد الشّيطان.

-مولانا محمّد بن عليٍّ الجواد صلوات الله عليه
-الكافي الشّريف، ج6، ص434./ وسائل الشّيعة، ج17، ص317.

يصل الحديث إلى أمّ الإمام الجواد سلام الله عليه (السّيّدة خيزران رضوان الله عليها)،
أنا ذكرت مرارًا انّو لازم نكون منتبهين دائمًا، إنّو أمّهات الأئمّة عليهم السّلام لهم علينا حقوق،
- عم بحكي هلّأ عن غير الزّهراء عليها السّلام لإنّو هي عظمتها مُحمّديّة صلّى الله عليه و عليها و على آلهما-،
غير الزّهراء سلام الله عليها من أمّهات المعصومين عليهم السّلام لهم علينا حقوق عظيمة، هذه المرأة الّتي اختارها الله عزّ و جلّ أمًّا لحجّةٍ على العالمين، هذه المرأة فيها خصائص خاصّة،
فلازم نتعلّم منها، و لازم نحرص انّو نبني علاقة فيها لأمرين:
لأنّ لها حقًّا علينا، و لأنّها مدخل للحديث مع ابنها عليه السّلام من خلالها، مدخل لتحصيل الحوائج و قضائها ببركة ابنها عليه السّلام من خلال الحديث معها..
الإمام الجواد عليه السّلام بيهتمّ بهالأمر لسببين:
السّبب الأوّل انّو في أحد من شيعته عم يطلب الطّلب،
و السّبب الثّاني انّو عن طريق والدته، فبرًّا بوالدته يهتمّ بالأمر.

-مقتبس من محاضرة لسماحة الشّيخ حسين كوراني رحمه الله

في ليلة الجمعة، ليلة قضاء الحوائج و استجابة الدّعاء، و ليلة شهادة مولانا محمّد بن عليٍّ الجواد صلوات الله عليه، المولود الّذي لم يولد علينا نحن شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام من هو أعظم بركةً منه،
لنقف عند أعتاب أمّه العظيمة الّتي قال في حقّها مولانا الرّضا عليه السّلام عند ولادتها لمولانا الجواد عليه السّلام:
"قُدّست أمٌّ ولدته، قد خُلقت طاهرةً مُطهّرة"،
و ما قاله الرّسول الأعظم صلّى الله عليه و آله في ولدها الجواد عليه السّلام و فيه إشارةٌ صريحةٌ إلى عظمتها:
"بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النّوبيّة الطّيّبة الفم، المنتجبة الرّحم".

لنتوسّل و نتضرّع إلى الله عزّ و جلّ و نقسم عليها بابنها العظيم صلوات الله عليه،
بأن يعجّل الله في فرج مولانا صاحب العصر و الزّمان و يرزقنا توفيق معرفته و خدمته و طاعته و الذّب عنه و التّسليم له و أن يليّن قلبنا له و يوفّقنا للاستشهاد بين يديه و يجعلنا في حزبه و يحشرنا في زمرته و تحت لوائه و يكتبنا من أوليائه لأنّ أولياءه لا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون..

و أن يحمي شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام و يعزّهم و يحفظهم و ينصرهم على أعدائهم و أن ينصر كلّ مظلوم مستضعف لا عون له..

و أن يلحقنا بمحمّد و آله عليهم السّلام في الدّنيا و الآخرة و لا يفرّق بيننا و بينهم طرفة عين أبدًا،
و لا يسلبنا توفيق معرفتهم و الاعتكاف على بابهم..

و أن يوفّقنا للطّلب بثأر حجّة الله على الحجج مولاتنا فاطمة عليها السّلام الّتي حمل مولانا الجواد عليه السّلام همّ مصابها و الثّأر لها و هو ابن أربع سنين..

و أن لا يحرمنا رزق الدّموع و التّفجّع و النّحيب و الحرقة لمصاب سيّد الشّهداء عليه السّلام فنعيش واعيته و مصابه بكلّ وجودنا و جوارحنا و لا يغيب عنّا و لو للحظة..

و أن لا يحرمنا زيارة الأربعين في هذا العام كما كلّ عام..

نسألكم الدّعاء..

-ليلة شهادة قرّة عين أبيه الرّضا عليه السّلام،
٢٨ ذو القعدة، ١٤٤٥ هـ .

وا إماماه! وا عطشاناه!
وا حُسيناه! أي وا جواداه!

اتْموت ظامي مو عجيبه الماي يمّك ما حِضر
والعجيبه المات ظامي او هوَّه يم شاطي النّهر
يا هضيمه هالفرات الچان للزّهره مهَر
يرتوي بن سعَد منّه او يظمه بن سيْد البشر

ميرزا عادل أشكناني

كلّ وصيّ هو انعكاسٌ لوجود النّبيّ صلّى الله عليه و آله.
فحينئذٍ انظروا بدقّة، إنّ جميع ما عند الأنبياء قد جُمع في خاتم الأنبياء صلّى الله عليه و آله!
و من كان وصيَّ خاتم الأنبياء صلّى الله عليه و آله كانَ انعكاس وجودِه؛
فهو إذن مرآة مائة و أربعة و عشرين ألف نبيّ..

فالآن انظروا من هو الإمام التّاسع صلوات الله عليه، الشّخص الّذي كان و هو ابن سبع سنوات حامل علوم الأوّلين و الآخرين.
الشّخص الّذي أصبح في السّابعة من عمره حامل السّلام الّذي جاء في قوله تعالى:
{سلامٌ على نوح في العالمين}.
في السّابعة من عمره كان صاحب مقام الإمامة الّتي وصلت إلى إبراهيم عليه السّلام بعد اجتياز النّبوّة و الخلّة.
إنّه الشّخص الّذي وصل في سنّ الطفولة إلى منصب عيسى علیه السّلام و أحيى الموتى.

هذا هو مقام مُحمّد بن عليّ الجواد صلوات الله عليهما،
هذا هو الّذي وصل إلى مقام وصاية الخاتم صلّى الله عليه و آله.

-الشّيخ الوحيد الخراسانيّ حفظه الله

عن هارون بن الفضل قال:
رأيتُ أبا الحسن عليَّ بن محمّد في اليوم الّذي توفّي فيه أبو جعفر عليه السّلام
فقال: {إنّا لله و إنّا إليه راجعون}،
مضى أبو جعفر عليه السّلام،
فقيل له: وكيف عرفت؟

قال: لأنّه تداخلني ذلّةٌ لله لم أكن أعرفها.

-الكافي الشّريف، ج١، ص٣٨١.

يا ابن نافع سلّم و أذعن له بالطّاعة فروحه روحي، و روحي روح رسول الله صلّى الله عليه و آله.

-مولانا أبو الحسن الرّضا عليه السّلام لبنان بن نافع في حقّ ابنه الجواد صلوات الله عليه
-المناقب لابن شهر آشوب، ج٣، ص٤٩٤.