TG Telegram Group Link
Channel: سَوانِحٌ وبَوارِح 🍃🍂
Back to Bottom
العيد الحقيقي

ما عيدُكَ الفَخمُ إِلّا يَومَ يُغفَرُ لَك
لا أَن تَجُرَّ بِهِ مُستَكبِراً حُلَلَك

كَم مِن جَديدِ ثِيابِ دينُهُ خَلِقٌ
تَكادُ تَلعَنُهُ الأَقطارُ حَيثُ سَلَك

وَكَم مُرَقَّعِ أَطمارٍ جديدِ تُقىً
بَكَت عَلَيهِ السَما وَالأَرضُ حينَ هَلَك

ما ضَرَّ ذَلِكَ طِمراهُ وَلا نَفَعَت
هَذا حُلاهُ وَلا أَنَّ الرِقابَ مَلَك

• أبوإسحاق الألبيري
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌿مزاح الكبار

مازح معاويةُ الأحنف بن قيس فما رؤُي مازحان أوقر منهما،
قال له معاوية: يا أحنف، ما الشيء المُلَفَّف في البِجَادِ؟
قال له: السَّخينةُ يا أمير المؤمنين؛

أراد معاوية قول الشاعر:
إذا ما ماتَ ميتٌ من تَميم ... فسرَّكَ أن يعيشَ فجِئ بزادِ
‏بخبزٍ أو بتمر أو بسَمْن ... أو الشيء المُلَفَّفِ في البجادِ
تراهُ يطّوفُ الآفاق حِرْصاً ... ليأكلَ رأسَ لقمانَ بنِ عادِ
والملفَّف في البجاد وَطْبُ اللبن،

وأراد الأحنف أن قريشاً‏ كانت تُعيَّرُ بأكل السَّخينة، وهي حساء من دقيق يُتَّخذ عند غلاء السِّعر، وعَجَف المال، وكَلَب الزمان.
🌿 ‏فن المقالة

قال أبْرَويزُ لكاتبه في تنزيل الكلام:
" إنما الكلام أربعة: سؤالك الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرُك عن الشيء؛

فهذه دعائم المقالات إن التُمس إليها خامس لم يوجد، وإن نقص منها رابع لم تتم؛

فإذا طلبتَ فأسجِحْ،*
وإذا سألت فأوضِحْ،
وإذا أمرتَ فأحْكِمْ،
وإذا أخبرتَ فحقق
."

وقال له أيضاً: " واجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول "، يريد الإيجاز.

___________
* أسْجِح : ارفق وسهّل.
🌿 "الحِشْمَة "

يضعها الناس موضع الاستحياء، قال الأصمعي: وليس كذلك، إنما هي بمعنى الغضب، وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال: " إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان " أي: يغضبهم.
🌿 ‏" المأتمُ "

يذهب الناس إلى أنه المصيبة، ويقولون: كنا في مأتمٍ، وليس كذلك، إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر، والجمع مآتم، والصواب أن يقولوا: كنا في مَنَاحة، وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوائح لتاقبلهن عند البكاء.
🌿 ‏" القافِلَةُ "

يذهب الناس إلى أنها الرُّفقة في السفر، ذاهبةً كانت أو راجعةً، وليس كذلك، إنما القافلة الراجعة من السفر، يقال: قَفَلَتْ فهي قافلة، وقَفَلَ الجُندُ من مبعثهم، أي: رَجَعوا، ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا.
🌿 ‏" الرَّبيعُ "

يذهب النَّاس إلى أنَّه الفصل الَّذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الوَرْدُ والنَّوْرُ، ولا يعرفون الربيع غيره، والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الَّذي تُدرك فيه الثمار - وهو الخريف - وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء - وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع - ثم فصل القَيْظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ ومن العرب من يسمي الفصل الذي تدرك فيه الثمار - وهو الخريف - الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء.
جل البديع بذي الطبيعة أبهـــــجَ
العفاسي
طاف السحاب وضرعه مملوءةٌ
غيثا يحاول في السحابة مخرجا

وإذا برعد للعظــــــيم مـــسبح
و مبشر بالغيث يبرد لاعجا

وتطلعت ضمئى العـيون ودمعها
من فرحـــة فوق الخدود تدحرجا

فإذا بغيث كالخيول تدافعت
أنفاله بين المحابس منهـــــــــــجا
🌿" الظلُّ والفَيْءُ "

يذهب الناس إلى أنهما شيء واحد، وليس كذلك؛ لأن الظل يكون غُدوةً وعشيَّةً، ومن أول النهار إلى آخره، ‏ومعنى الظل السِّتْر، ومنه قول النَّاس " أنا في ظِلِّكَ " أي: في ذَرَاك وسِترك، ومنه " ظل الجنة "، وظل شجرها إنما هو سترُها ونواحيها، وظلُّ الليل: سواده؛ لأنه يستر كل شيء، قال ذو الرُّمة:

قدْ أعسِفُ النازِحَ المجهولَ مُعْسِفُه
في ظلِّ أخضرَ يدعُو هامَهُ البُومُ


أي: في ستر ليل أسود، فكأن معنى ظل الشمس ما سترته الشخوص من مَسْقطها، والفيء لا يكون إلا بعد الزوال، ولا يقال لما قبل الزوال فيء، وإنما سمي بالعشي فيئاً لأنه ظلٌّ فاء عن جانب إلى جانب، أي: رجع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق، والفيء هو الرجوع، ومنه قول الله عزّ وجلّ: (حتَّى تفيءَ إلى أمْرِ الله ) أي: ترجع إلى أمر الله. وقال امرؤ القيس:

تَيَمَّمَتِ العينُ التي عندَ ضارِجِ
يَفيءُ عليها الظلُّ عَرْمَضُهَا طامِ


أي: يرجع عليها الظل من جانب إلى جانب؛ فهذا يدلك على معنى الفيء.
🌿 "الدَّلَجُ "

يذهب الناس إلى أنه الخروج من المنزل في آخر الليل، وليس كذلك، إنما الدَّلج سير الليل، قال الشاعر يصف إبلاً:

كأنها وقد بَرَاها الأخْمَاسْ
ودَلَجُ الليل وهادٍ قيَّاسْ
ومَرِجَ الصِّفْرُ وماجَ الأحْلاسْ
شرائِجُ النَّبْعِ بَرَاها القَوَّاسْ
يهوِي بهنَّ بَخْتَرِيٌّ هَوَّاسْ


وقال أبو زُبيد يذكر قوماً يَسْرُون:

‏فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري
بَصيرٌ بالدُّجَى هادٍ غَمُوس
🌿 "العِرْضُ "

يذهب الناس إلى أنه سَلَفُ الرجل من آبائه وأمهاته، وأن القائل إذا قال: شَتَمَ عرضي فلان إنما يريد شتم آبائي وأمهاتي وأهل بيتي، وليس كذلك، إنما عِرْض الرجل نفسه، ومن شتم عِرْضَ رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة: " لا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطونَ، إنما هو عَرَق يخرج من أعراضهم مثل المِسْكِ " يريد يجري من أبدانهم، ومنه قول أبي الدرداء " أقْرِض من عِرضك ليوم فقرك " يريد مَن شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودَعْ ذلك عليه قَرْضاً لك ليوم القصاص والجزاء.
‏قال حسان بن ثابت الأنصاري:

هجوتَ محمَّداً فأجبتُ عنهُ
وعندَ الله في ذاكَ الجزاءُ
فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضِي
لعِرْضِ محمَّدٍ مِنكمْ وِقاءُ


أراد فإن أبي وجَدِّي ونفسي وقاء لنفس محمد.
🌿 "العِتْرَة "

يذهب الناس إلى أنها ذُرّيَّةُ الرجل خاصَّة، وأنَّ من قال: " عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإنما يذهب إلى ولد فاطمة رضي الله عنها، وعِتْرَة الرجل ذريته وعشيرته الأدْنَوْنَ: مَنْ مضى منهم، ومن غَبَرَ، ويدُلك على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه: " نحن عِتْرَة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي خرج منها، وبَيْضَته التي تَفَقَّأَتْ عنه، وإنما جِيبَتْ العربُ عنا كما جيبت الرحا عن قُطْبها " ولم يكن أبو بكر رضوان الله عليه ليدَّعي بحضرة القوم جميعاً ما لا يعرفونه.
🌿 "الخُلْف والكَذِب "

لا يكاد الناس يفرِّقون بينهما، والكذب فيما مضى، وهو أن يقول: فعلت كذا وكذا، ولم يفعله، والخلف فيما يُستقبل، وهو أن تقول: سأفعل كذا وكذا، ولا تفعله
🌿 ‏" الفقير والمسكين "

لا يكاد الناس يفرقون بينهما، وقد فَرَق الله تعالى بينهما في آية الصدقات فقال جل ثناؤه: (إنما الصَّدَقَاتُ للفُقَراءِ والمَسَاكين) وجعل لكل صنف سَهْمَاً، والفقير: الذي له البُلْغة من العيش، والمسكين: الذي لا شيء له، قال الراعي:

أمَّا الفقيرُ الَّذي كانتْ حلُوبَتُهُ
وَفْقَ العِيالِ فَلَمْ يُتركْ لهُ سَبَد


فجعل له حَلُوبة، وجعلها وَفْقاً لعياله، أي: قوتاً لا فَضْلَ فيه.
🌿 ‏"البخيل واللئيم "

يذهب الناس إلى أنهما سواء، وليس كذلك، إنما البخيل الشحيح الضَّنين، واللئيم: الذي جمع الشحَّ ومَهَانة النفس ودناءة الآباء، يقال: كل لئيم بخيل، وليس كل بخيل لئيماً.
قال أبو زيد: المَلُوم الذي يُلام ولا ذنب له، والمُليمُ الذي يأتي ما يُلام عليه، قال الله عزّ وجلّ: (فالتقَمَهُ الحوتُ وهو مُلِيمٌ) والمِلآم: الذي يقوم بعذر اللئام.
🌿 ‏" الحمد والشكر "

لا يفرق الناس بينهما؛
فالحمد: الثناء على الرجل بما فيه من حَسَن، تقول: حَمِدْت الرَّجُل إذا أثنيتَ عليه بكرم أو حَسَب أو شجاعة، وأشباه ذلك.

والشكر له: الثناء عليه بمعروفٍ أوْلاكَهُ؛ وقد يوضع الحمد موضع الشكر؛ فيقال حمدته على معروفه عندي كما يقال: شكرتُ له عليه شجاعته.
🌿 ‏" الجَبْهة والجَبِين "

لا يكاد الناس يفرقون بينهما؛ فالجبهة: مَسْجِدُ الرجل الذي ‏يصيبه نَدَبُ السجود، والجبينان: يكتنفانها، من كل جانب جبينٌ.
HTML Embed Code:
2024/05/13 00:28:55
Back to Top