Channel: سيمفونية شــعور
"بطريقةٍ غامضة
كانت توقُّعاتي دائمًا في محلِّها،
وإحساسي صائب،
وشعوري الأول لا يخيب حتى في
المرّات التي تمنَّيتُ فيها أن يَخيب"
كانت توقُّعاتي دائمًا في محلِّها،
وإحساسي صائب،
وشعوري الأول لا يخيب حتى في
المرّات التي تمنَّيتُ فيها أن يَخيب"
ما عرفته قبل يومين وما تعرفه اليوم ليس واحداً، الحياة تسيل، تجري، تسابق البشر، وهي كل يوم تغيرك، تأكل منك، تقضم من حواشيك، توسّع رقعة الخدر في قلبك، وكل يوم تُضيف إليك، وتضخمّك، وتدق في قلبك مسامير المتعة والألم، ولكنك قد تغيرت للأبد، طفولتك تُرافقك، ولكنها ما عادت جزءاً منك .
يتحوّل الصبر إلى صبر سلبي واتكالية مقيتة، الصبر ليس أن تُخدّر حواسك تجاه الواقع، بل أن تقف لتغير الواقع بصبر وثبات حتى تصل إلى غاياتك، فالصبر سلاحك خلال سيرك، وليس شعورك حين تتلقى الصدمات، أن تتلقى الصدمات بصبرٍ يعني أن تُقاوم فتقوم فتغير، لا أن تجلس مكانك مُتلقيًا صفعات الحياة ببلاهة الرضا وعجز الكسل عن التغيير تحت مسمى مخدر الصبر .
لم يخلقنا الله لنكون مُتلقين فقط .
لم يخلقنا الله لنكون مُتلقين فقط .
"ناموا جيداً لا شيء يستحق الإكتراث و لا عناء التفكير ، إن كنتم تفكرون بشخص ما لربما يكون هو قد غرق في النوم الهنيء بينما انتم تطفون من الأرق !
او تفكرون بالمستقبل فكما نعلم هو مجهول و عند الله تدبيره فأتركوه لعلّام الغيوب ، او تفكرون بحلٍ لمشكلة ما ؛ لا اعتقد بأن ادمغتكم المرهقة ستجد الحل المناسب في منتصف الليل ..
ضعوا عقولكم و قلوبكم على الوضع "الصامت" و ناموا بهناء .
دمتم بخير ."
او تفكرون بالمستقبل فكما نعلم هو مجهول و عند الله تدبيره فأتركوه لعلّام الغيوب ، او تفكرون بحلٍ لمشكلة ما ؛ لا اعتقد بأن ادمغتكم المرهقة ستجد الحل المناسب في منتصف الليل ..
ضعوا عقولكم و قلوبكم على الوضع "الصامت" و ناموا بهناء .
دمتم بخير ."
شهر مُبارك ليكن رمضان ذخراً لكم طوال العام بأن تكتسبوا عبادة جديدة تجعل أثر رمضان يصاحبكم بقية الأشهر فلا يمضي عنك إلا وقد ترك فيك عادةً جميلة تنفعك دُنيا ودين.
إن المقايضة مع الناس من أجل الحبّ أو الإحترام أمر غير جدير بالإحترام ولا قيمة له، إنه يُؤدّي إلى خراب مشروعك كله، إذا أردت إقناع شخص بأن يُحبك، فهذا يعني أنه لا يحبك، وإذا كنت في حاجة إلى استرضاء شخص حتى يحترمك، فهذا يعني أنه لن يحترمك أبداً، وإذا كنت مُضطرًا إلى إقناع شخص ما بأن يثق بك، فهذا يعني أنه لا يثق بك في حقيقة الأمر، إن الأشياء الأكثر قيمة وأهمية في الحياة، بالتأكيد تكون غير خاضعة لصفقات التبادل، وإذا حاولت المُقايضة عليها فإنك تدمّرها على الفور.
يبدأ بعضنا حياته مُهروِلاً للناس ، كريم معطاء قلبه مفتوح و نفسه عطوفة ، ثم يُقابل من لا يمشي له و هو مهرول فينطفئ ، و يقابل من يبخل عليهِ في ابسط الأشياء فيفسد كرمه و يقل عطاءه ، يخذل قلبه اقرب الناس فيضيق بعد اتساعه ، و يقسو عليه رغم عطفه فيقسو رغماً عنه ، ليتعلم أن ألدّ عدو للإنسان هو الإنسان .
« نقص الاكتفاء العاطفي »
هو عباره عن أطباع وعادات تعودت عليها وأحببتها بشكل خاص ومع شخص معين ، ومسأله النقص العاطفي تحدث عندما لا يجمعك النصيب مع هذا الانسان ، وصحيح في النهايه كل شخص بيكمل حياته مع شخص أخر ولكن شعور عدم الاكتفاء بيصاحبك طول مشوارك ، وعند وجود شخص اخر يتدخل النقص من حيث الاطباع والعادات المتعلقه بشخصك السابق ، لذلك المقارنات والتحيز العاطفي لشعورك القديم بتحس غصبن عنك ، ودائماً هذا الانسان المُحب للعادات والاطباع التي تحمل شعور خاص سيبقى يبحث عنها في جميع علاقات القادمه ولن يكتفي الى ان يجدها ، قد يحب الانسان عادات واطباع اخرى ولكن شعور الأولويه يختلف تمامًا بالنسبه للاكتفاء العاطفي ، حتى لو الفرق بين الاشخاص كان افضل واجمل ولكن الأنسان «مُقيد تحت شعور المواقف العاطفيه» ، وصحيح ففي الناس ابدال ، ولكن في التركِ راحة ، هذه الجمله لا تشمل الجميع ، وصحيح الدنيا ما توقف على احد ؟ ولكن شعورك ينتهي ك رغبه عاطفيه ، ستتعامل مع الشخص الاخر ب اداء واجب فقط بما يُسمى أسلوب تعايش ليس بعاطفه ، هناك مشاعر لا تحدث الا مره واحده ومع شخص واحد طبعًا الكلام هذا ينطبق على (البعض) لان الحب لا يوجد به قانون ثابت ، دائمًا هناك تناقض ع حسب تفضيلات الاخرين ، هناك اشخاص لا يصلحون للحب الا مره واحده وبعدها تختفي رغبتهم الى الابد ، هذه هي الحقيقة الغير مُحببه
هو عباره عن أطباع وعادات تعودت عليها وأحببتها بشكل خاص ومع شخص معين ، ومسأله النقص العاطفي تحدث عندما لا يجمعك النصيب مع هذا الانسان ، وصحيح في النهايه كل شخص بيكمل حياته مع شخص أخر ولكن شعور عدم الاكتفاء بيصاحبك طول مشوارك ، وعند وجود شخص اخر يتدخل النقص من حيث الاطباع والعادات المتعلقه بشخصك السابق ، لذلك المقارنات والتحيز العاطفي لشعورك القديم بتحس غصبن عنك ، ودائماً هذا الانسان المُحب للعادات والاطباع التي تحمل شعور خاص سيبقى يبحث عنها في جميع علاقات القادمه ولن يكتفي الى ان يجدها ، قد يحب الانسان عادات واطباع اخرى ولكن شعور الأولويه يختلف تمامًا بالنسبه للاكتفاء العاطفي ، حتى لو الفرق بين الاشخاص كان افضل واجمل ولكن الأنسان «مُقيد تحت شعور المواقف العاطفيه» ، وصحيح ففي الناس ابدال ، ولكن في التركِ راحة ، هذه الجمله لا تشمل الجميع ، وصحيح الدنيا ما توقف على احد ؟ ولكن شعورك ينتهي ك رغبه عاطفيه ، ستتعامل مع الشخص الاخر ب اداء واجب فقط بما يُسمى أسلوب تعايش ليس بعاطفه ، هناك مشاعر لا تحدث الا مره واحده ومع شخص واحد طبعًا الكلام هذا ينطبق على (البعض) لان الحب لا يوجد به قانون ثابت ، دائمًا هناك تناقض ع حسب تفضيلات الاخرين ، هناك اشخاص لا يصلحون للحب الا مره واحده وبعدها تختفي رغبتهم الى الابد ، هذه هي الحقيقة الغير مُحببه
رأيتُ من يحبس مشاعره وكأنها خطيئة، يخنق شوقه بالكبرياء، ويخفي خيبته خلف لامبالاة مصطنعة، يُغير الطريق كي لا يلتقي بمن يوجعه، ويبتسم في وجه من كسره كأن شيئًا لم يكن، لكن المشاعر لا تُمحى، بل تتكدس في الداخل حتى تُثقل الروح، فتظهر في نظرةٍ شاردة، في تنهيدةٍ طويلة، في تعابير وجه فقد بريقه، الكتمان لا يُحمي، بل يستهلك ببطء، حتى انفجر كل ما دفنه في لحظةٍ واحدة دمرت كل شيء .
لا تنتظر وهمًا ولا تُخمّن مودّة، ولا تُجهد نفسك في تبرير المواقف عديمة الوضوح، كم حياةً ستعيش حتى تبنيها على سرابٍ وَاهِي البُنيَان ؟
المُتَرددون لا عُذر لهم، ومَن توانى عنك لا يستحق استبطائك لمجيئه وانتظاره، ومن طاوَعَهُ قلبه في التراخي في امتلاك قلبك فلا مكان له في قلبك، لن يتحمّل أحد عنك ضياع عمرك، وفَواتِ فُرَصِك، وحيرتك اللامتناهية، أنت تستحق أن تجلس على قاعدة متينة، لا تستحق أن تمضي كل يوم تتساءل أين أنا منهم؟ تستحق أن تتأكد من قدرك من أول الطريق، لا تستحق أن تسير في طريق مُظلم مُنتظرًا أن يُضيئه لك أحدهم، في حين أنه لا يمتلك شجاعة حمل المصباح لك! فلتكن واقعيًا من أحبك لن يحتمل فكرة ضياعك! ومن أضل طريقك سيصنع ألفَ حُجّةٍ، ويبتكر مائة حيلةٍ ليظفر بك، وعليه فإنه "من لا يُبادر لا يستحق ".
المُتَرددون لا عُذر لهم، ومَن توانى عنك لا يستحق استبطائك لمجيئه وانتظاره، ومن طاوَعَهُ قلبه في التراخي في امتلاك قلبك فلا مكان له في قلبك، لن يتحمّل أحد عنك ضياع عمرك، وفَواتِ فُرَصِك، وحيرتك اللامتناهية، أنت تستحق أن تجلس على قاعدة متينة، لا تستحق أن تمضي كل يوم تتساءل أين أنا منهم؟ تستحق أن تتأكد من قدرك من أول الطريق، لا تستحق أن تسير في طريق مُظلم مُنتظرًا أن يُضيئه لك أحدهم، في حين أنه لا يمتلك شجاعة حمل المصباح لك! فلتكن واقعيًا من أحبك لن يحتمل فكرة ضياعك! ومن أضل طريقك سيصنع ألفَ حُجّةٍ، ويبتكر مائة حيلةٍ ليظفر بك، وعليه فإنه "من لا يُبادر لا يستحق ".
الأشخاص الخياليون شاردون دائماً، يسبحون في عالمهم الخاص، وقصصهم الخاصه، وأحلامهم التي لا يُشاركهم فيها أحد ! ستجدهم دائماً يهيمون برؤوسهم مستمعين لأغنية وهمية، أو يُحدقون في السماء لساعاتٍ دون انتباه، ولا يمانعون في البقاء وحدهم لأن هذا يُحرر أفكارهم أكثر .
لا تعوّد نفسك الإنسحاب ..
بعض المعارك تحتاج إلى طول نَفَس، هذا سلاحها الأعظم، المُغَلّف باليقين، إن اعتدت كثرة الهروب لن تجدَ من خُطاك معنى يَسُرُّك، بل يَضُرُّك، بعض الميادين تحتاج إلى ذاك الصّبر الطويل، والمُحاولة الدائمة، وبعضها يأخذ منك أكثر ممّا يُعطيك، وقد تنزف وأنت تسير فيه، وتبكي على حَافّة الوصول، وتَعرُج قدماك على لحن التعب، إن اعتَدتَ ترك الكتاب لأنه لا يعجبك، وإهمال الفكرة لأنها لا تليق بك، وترك الصلاة بوقتها لأنها تشغلك!
كيف بك وأنت في قلب المعركة! كيف ترنو هدفًا لا تسير إليه، وتبكي حُلمًا لا تجتهد عليه، كيف بك تُكثر الأحلام بلا إقدام! أيَصل من لا يسير؟ جُلّ ما نَمُرّ فيه من عجز، جوابه «المَلَل» أصبحنا لا نصبر على شيء، تُبهرنا العناوين البَرّاقة، والكلمات المُزخرفة، تجذبنا الطرق السريعة، ثم لا نهتم إن كانت تَصِل بنا أم تقطعنا في المنتصف! لذلك اعكُف على كتابٍ تقرؤه لأن «المرة الواحدة لا تكفي» اعكُف على تدريب نفسك عادةً تُحبّها وسلوكًا يجذبك، اعكُف على فكرتك حتى تصير واقعًا تحياه، اعكف ودَع عنك كثرة الشكوى، وحبّ الشفقة، ووهم الإنشغال، وادّعاء المعرفة، اعكُف فيٍ ميدانك، حيث أنت، بلا مواربة، ولا كثير كلام، بلا تصفّح زائد ومتابعة ما يفعله الآخرون! بل توكّل ثم اعمِل، و لو لمَ يعلم عنك أحد، اعكُف ألف يوم، لحصادِ يومٍ واحد .
بعض المعارك تحتاج إلى طول نَفَس، هذا سلاحها الأعظم، المُغَلّف باليقين، إن اعتدت كثرة الهروب لن تجدَ من خُطاك معنى يَسُرُّك، بل يَضُرُّك، بعض الميادين تحتاج إلى ذاك الصّبر الطويل، والمُحاولة الدائمة، وبعضها يأخذ منك أكثر ممّا يُعطيك، وقد تنزف وأنت تسير فيه، وتبكي على حَافّة الوصول، وتَعرُج قدماك على لحن التعب، إن اعتَدتَ ترك الكتاب لأنه لا يعجبك، وإهمال الفكرة لأنها لا تليق بك، وترك الصلاة بوقتها لأنها تشغلك!
كيف بك وأنت في قلب المعركة! كيف ترنو هدفًا لا تسير إليه، وتبكي حُلمًا لا تجتهد عليه، كيف بك تُكثر الأحلام بلا إقدام! أيَصل من لا يسير؟ جُلّ ما نَمُرّ فيه من عجز، جوابه «المَلَل» أصبحنا لا نصبر على شيء، تُبهرنا العناوين البَرّاقة، والكلمات المُزخرفة، تجذبنا الطرق السريعة، ثم لا نهتم إن كانت تَصِل بنا أم تقطعنا في المنتصف! لذلك اعكُف على كتابٍ تقرؤه لأن «المرة الواحدة لا تكفي» اعكُف على تدريب نفسك عادةً تُحبّها وسلوكًا يجذبك، اعكُف على فكرتك حتى تصير واقعًا تحياه، اعكف ودَع عنك كثرة الشكوى، وحبّ الشفقة، ووهم الإنشغال، وادّعاء المعرفة، اعكُف فيٍ ميدانك، حيث أنت، بلا مواربة، ولا كثير كلام، بلا تصفّح زائد ومتابعة ما يفعله الآخرون! بل توكّل ثم اعمِل، و لو لمَ يعلم عنك أحد، اعكُف ألف يوم، لحصادِ يومٍ واحد .
تقتضي منكَ الحياةُ أن تشعُرَ بكُلّ شيءٍ بقوةٍ قد تكونُ كافيةً لقطعٍ أنفاسك، ستتألّم جدًا، وستُجرح، وستتلاعبُ بكَ الحيرة، ستفقدُ إحساسكَ بالأمانِ، وستقعُ في براثن الخوف مرارًا، ستنتشلُكَ لحظةُ يقين، وربما بصيصُ أملٍ يؤرجحُكَ نحوَ القمةِ قليلًا، وقد يسقُطُ بكَ بعدها، فتُصيبُكَ الخيبة ستكونُ بخيرٍ على أيّ حال، لن تقتُلكَ الكلمةُ الجارحة، لكنّها ستورِثكَ التحيُّر بين المسامحةِ والانتقام، وبينَ التعافي والضغينة، لن يقتُلكَ رحيلُ الأحبّة لكنّهُ سيورثكُ ألف سؤالٍ لا إجابةَ له، ولن تقتُلكَ كل هذه الجروح التي لا يعلمُ عنها أحد شيئًا، لكنّها ستورثكُ الألم، الألمُ الذي يوقظكُ من النومِ ليلًا للاطمئنانِ على قلبكَ المُستغيث، لا شيءَ من هذا سيقتُلكَ ما دُمتَ تعرفُ طريقًا للتعافي، والنهوض من جديد، لكنّكَ ستتألّمُ في رحلتك بالتأكيد، ولا مفرّ من ذلك، ستمرُّ بكَ أيامٌ سِتتساءل كثيرًا إن كان هناكَ من جدوي لكُلِّ هذه الصراعات، وكل هذه الحيرة، وتوديعِ الأصدقاءِ لأجلِ معارك وهمية، ستتساءل عن جدوى العتاب، وجدوى الضغينة، هل في الحياةِ حقًا مُتّسَعُ لكُل هذا الحُزن! أم أنّك تسحبُ من رصيد الأيام الهادئة العادية لتلق بهِ في جحيمِ الحُزنِ والتعب، خلال حياتِك ستوضعُ مرارًا أمامَ نفس الدرس، سيمرُّ عليكَ كالعاصفة، يزلزلُ أركانك ويبعثرُ نفسك إلى أن تتعلمه، حينها فقط سيمرَّ من أمامك في هدوء في المرة التالية، بلا عواصف، ولا خسائر حتى لا تكادُ تشعُر به، أمّا هذاَ الدرس الذي تأبى أن تتعلّمه، فسيظلِّ يُطاردُك دومًا، كعاصفةٍ أبديّةٍ لا تهدأ .
كل ما أعلمه هو: انه من وقت لآخر تنهض في روحي، بدون أي سبب ظاهر، الموجة المعتمة، ويمتد ظل قاتم على العالم، كظل السحابة، فتغدو المتعة مُزيفة، والموسيقى مُبتذلة، وتشمل الكآبه الأشياء كلها، الموت آنئذ خير من الحياة، وكالنوبة تداهمني هذه السوداوية حيناً بعد حين، دون موعد محدد، وتأخذ شيئاً فشيئاً تحجب سمائي بالغيوم، يبدأ الأمر بإضطراب في القلب، مصحوب بهاجس قلق، وربما ك بأحلام مُزعجة أثناء الليل، الناس، المنازل، الألوان، الأصوات، تلك التي من شأنها بعث المسرة في نفسي تغدو مريبة وتظهر لي زائفة، الموسيقى تسبب لي الصداع، وجبات الطعام تبدو محشوة بسهام خفية، في أوقاتٍ كهذه فإن مُجرد الحديث مع الناس هو نوع من أنواع التعذيب، سرعان ما يؤدي إلى ثورة غضب، بسبب أوقاتٍ كهذه لا يحوز المرء سلاحاً، وللسبب ذاته يفتقد المرء السلاح، ينصبّ الغضب والألم والتذمر على كل شيء .
أريد أن تهدأ، أن يخف هذا الشغف الذي يعتريك، وأريدك أن تعلم بأن الأشياء التي نتمناها دائمًا لا يتوجب عليها الحدوث، وبأن الذكريات التي تُحاول صنعها لن تكون سوى في دماغك، أنا لا أنسى، ولكني لا أُريد أيًا مما تفعله، لا أريد سماع الأغنيات التي تحبها، ولا أريد جعلك من أولوياتي، ولا أريد منك أن نتعلق في شيءٍ لن يزيدك إلا ألماً، أريدك أن تهدأ، وتقرأ كُل هذا بقلبٍ صبور، أنا لا أهتم حقًا إن كان مكاني في صدرك مهمًا أم إن كان في هامشٍ لا تقرأه، أنا لا أهتم إن كان سؤالك عني بدافعٍ إيجابي أو سلبي، أنا لا أريدك أن تستمر في هذا، هذهِ المساحة مساحتي، ولا أجد أي كرسيٍ يتسع لك هنا، لا أريدك أن تحمل حزنًا على عاتقيك بسببي، وأعلم بأن الفرح يتلبّسك حين تُحادثني ولكني لا أرى أيّ جدوى من كُل هذا، إنه يزيد النفس ألماً دون أن نشعر، لا أريد أيًا من هذه المحبة، أتركها لنفسك، أو فرّغها في الأوراق إلى أن يجف الحبر من يدك، أريدك ان تبتعد عني، وعن جميع الأشياء التي تخصني، وأريدك أن تهدأ في ذات الوقت، لا أُريد ان تجرحك الكلمات في ذهابي، ولكني لا أُريد أن أُجرح كذلك .
أعلم أن الإنسان أحياناً يصل لمرحلة لا يقوى فيها على الحديث، يمنعه تعب، يمنعه بقايا عتب وأحياناً يمنعه لا شيء.. ذاك اللاشيء في حد ذاته تراكمات لأشياء عديدة يكاد ينفجر من فرط كتمانها إلى أن تتحول للاشيء كبيرة، ذاك اللاشيء هو حب انتهى دون حديث، عتاب بقي داخلنا دون حديث، دموع حصرت في أجوافنا دون حديث، واشتياق عصر أحشاءنا دون حديث، تبدأ حياتنا محاولين فهم كل شيء، والحديث في كل شيء، ثم ينتهي بنا المطاف محاولين النجاة من فهمنا، وتحويل الحديث المُعلق في حناجرنا لصمتٍ طويل، لصمتٍ رهيب، صمت إذا ما سُئلنا عن سببه أجبنا : "لا شيء".
عندما توشك السفينة على الغرق، يُفكر المسافر على متنها في قدره الشخصي مُباشرة، ويهمل أمر الآخرين، يُريد أن ينجو بحياته قبل كل شيء، فيقفز إلى قارب النجاة في أول فرصة، وبعد أن يصل إلى الشاطئ، يبدأ بالبحث عن ناس يعيش معهم بقية حياته، لكنهُ للأسف سيفشل لأنه سيبقى مشدوداً بقوة الذاكرة إلى غيرهم، إلى أولئك الذين تطور بينهم تاريخه الروحي، لذلك سيبقى غريبًا إلى الأبد، هل تعرفون جيدًا معنى أن يكون الإنسان غريبًا إلى الأبد؟ أن يتنازل عن اللهجة التي تأسس في داخلها تاريخه الروحي؟ هو أن يمضي بقيّة حياته ضد قوانين هذهِ الروح، لذلك كانت الغربة وفي كل الأزمان هي غربة الروح، نزاع أبدي بين الجسد والروح يُمزق وجوده ويرميه في العاصفة .
وقد يغفر المرء، لا عن محبّة ورضا، بل عن زهد العارف بما سينتهي إليه كل هذا .
HTML Embed Code: