TG Telegram Group Link
Channel: سمرآء ♡
Back to Bottom
أخذني التفكير في الانسان، هذا المخلوق الذي يُدهِشَك بنُبله وحقارته، بجَمَالِه وقُبْحِه، بفعله الضدّين؛ نفس الإنسان الذي ينظم وقفات تُنَدِّد بمُحاكمة مجرمي حرب يمكنه كذلك أن ينظم تجمعات لمتابعة عودة طائر لقلق لوليفه، الحياة مُدهِشَة وبنت كلب والله، فكرت أن هذا العالم مهما بدا وحشيًا، يمكن للإنسان أن يقتل فيه أخيه الإنسان لأسباب تافهة، أو بدون أسباب أصلًا، يظل عالمًا يؤمن بالحب، أو على الأقل يحتاج للإيمان بوجوده، يسأل الإنسان نفسه في المُراهقة: هل هناك من يُحبُّنِي/ أُحبُّه؟، ثم تدور الأيام ويخرج للحياة الحقيقية ويناله من الصيادين ما يناله ويعود بالجروح ليسأل نفسه: هل هناك حب حقًا؟! لأننا، لكي نحتمل هذه الحياة علينا أن نؤمن بإمكانية الحب فيها، حتى لو لم يكن لنا فيه نصيب، على الأقل ستجعل هذه الإمكانية الحياة محتملة، وربما يحالفنا الحظ في قادم الأيام، ربما لهذا كان الناس يتجمعون لمشاهدة عودة طائر لقلق لعشه كل عام، لأنهم كانوا بحاجة لدليل على وجود الحب في هذا العالم حتى لو بين طائر لقلق ووليفه.
"والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدرِي مَن يُنَاغِمُهَا
كَالطَّيرِ لِلطَّيرِ فِي ٱلإنشَــادِ مَيَّالُ"
إن من الجفاء في مناداتنا على من نحب؛ أن نهجرَ أسماءَهم عند مخاطبتهم.

ونشرتُ سابقًا أنَّ أسماءنا شرفٌ وتكريمٌ لنا؛ فليس قولك: أهلًا وسهلًا، كقولك: أهلًا وسهلًا يا أنس!

أضف إلى ذلك جانبًا آخرَ؛ وهو: أنَّ نداءَك على من تُحب بإضافة ياء الملكيةِ في آخر اسمِه؛ فيه من الحب والتلطف ما لا يخفى؛ كأن تقول:
يا زهرتي، ويا قمري، ويا نَسمتي، ويا أملي...، بدلًا من: يا زهرة، ويا قمر، ويا نَسمة، ويا أمل!

ونحن إذا نظرنا إلى قول الشاعر:

بالله يا ظَبَيات القاعِ قلن لنا
ليلاي منكنَّ أم ليلى من البشرِ!

نجد تدَلُّلَه واضحًا جليًّا لمن تذوَّق!

وأنتَ: ألم تعطِك الكلمةُ (ليلاي) شيئًا من اللطف خلافًا لو جرَّدها من الياء؟

ليس هذا فحسب؛ بل إنه أعاد ذكرَها مرة أخرى، وكان من الممكن أن يقول:
ليلاي منكن أم من البشر؟
إلا أنه أبَى العدولَ عن ذلك؛ استلذاذًا وإيناسًا وإمتاعًا بتكرير اسمِها.

فكن لطيفًا، مثقَّفًا، عارفًا لهذا الشأنِ قدرَه، تاركًا إثمَه ووزرَه.

- أنس المغربي.
قَد يَبعُد الشَّيءُ عن شيءٍ يُشابِههُ
إِنّ السّمَاءَ شَبيهُ المَاءِ فِي الزّرقِ

- المعرّي.
"هذه المدينة لا تنهض دهشتها إلا في الفجر أو في آخر الليل."
انا يا الهي ان كنت تراني
أمدُّ لك قلبي
مُتعباً و غريب.

أنا يا الهي أشكرك
لأنك منحتني الشعر
حين أوجدتَ المعاناة كاختيار

وأشكرك لأنك
تسمعني أكثر
من الشعر
وتفهمني أكثر
من أمي
وتحبني أكثر
مما أحبُّ نفسي
وتثق بي أكثر
مما وثق بي الصُحاب
الذين قضيتُ عمري
معهم.
أو الذين قضيتُ بهم
علي عُمري.

انا يا الهي الليلة
حزينة
أدسُّ عمري في جيبي
ولأني أحبُّه
أدسُّه!
هل رأيت حزُني هذه الليلة ؟
هل يهمُّك أمره؟

#اسراء_حيدر
#سؤال_هذه_الليلة
لا أحب المسافة التي بيننا
المسافة امراة عجوز
تحسدني
لأنني يمكن أن أقطعها
أمّا هي فلا!

إسراء حيدر
‏من خير النعم أن يؤتىٰ الإنسان قلبًا لا تعطله الأحزان عن السعي.

-بدر آل مرعي.
أنتِ وحدكِ
في هذهِ البلادِ المريرةِ جدّاً..
شيءٌ جيّدٌ جداً.
كُلُّ ما عداكِ .. هنا..
في هذهِ البلادِ المريرةِ جدّاً..
مؤسِفٌ جدّا.
لا أعرفُ ما كانَ سيحدثُ لي
لولا أنّكِ شغفي الوحيدِ
فيما تبقّى من الوقتِ
وحبيبتي
وسلامي
وخطُّ دفاعي الأخير.
كلُّ شيءٍ مؤسفٌ
في هذهِ البلادِ المريرةِ
لولا أنّكِ فيها..
الدولارُ والنفطُ،
والدينارُ والموازنة،
و "الشورجةُ" والاقتصاد،
والحكومة والناس،
والشارعُ والبيتُ،
والسوقُ والمدرسة،
وأبناءُ "الذواتِ"، وأبناءُ الشوارع،
و "لواحيقُ" الدولةِ، و"صبيانُ" اللادولة،
و خبراء "صندوق النقد"، و مُستشارو"سوق مريدي"،
والموظّفونَ والعاطِلون،
و "الحُجّاجُ" و"العِلمانيّون"،
و الفلاّحونَ و"السراكيل"،
وزعماءُ المافيات، ومدراءُ "البسطيّات"،
و حوذيُّو"التكاتُك" و"الستّوتات" و سائسو"الجي كَلاسات"،
و باعةُ "الكريستال"، وباعة "البيبسي"..
وأنا بالطبع.
لأنها لا تعرف شكل القسوة
‏كانت إذا غضبتْ بكتْ.
أحتاجك كي أعبر
‏لست ضريرًا، ولكني مستوحش
‏وهذا الدرب معتم.
‏أعرف عنوانك
‏لكني أعرف أنَّي صرتُ غريبًا
‏وأنَّكِ أيضًا تخشين مجيء الغرباء.
‏"والطمأنينة الكبرى على أي حال كنت عليه، تذكر بأنك لا تزال قادرًا على قول "يارب" وهذا سلوان كثيف وقوّة كبيرة".
كنت مهندسة و مدرسة و غريبة و صاحبة و مستوحشة و آنسة و أشياء كثيرة، لكني لم اتوقف أبدآ عن كوني كاتبة!
الكتابة هي اسلوبي في الحياة، اذا توقفت عنها فغالبًا انا لست هنا!

#اسراء_حيدر
لم يسبِق لي أنْ كُنتُ بهذا الإنطفاء، انني لا أستطيع أن أميّز الرحمة.
تنظر الي العالم الذي وراءها، كلفها عمرًا طويلًا أن تعرف كيف تعيش السنوات الباقية، كلفتها الحرية الكثير من الخسارات و الوطن بدوره منحها خيارات صعبة.
لم تكن ترى نفسها أكثر من شابة عشرينية، ترى الحياة فرصة، و الحب طريقة للوصل إلي الله.
تفكر كيف عاشت سعيدة في أعوامها السابقة؟ كيف استمتعت بالحياة لهذه الدرجة ؟

تسألها ديانا:( ماذا ستفعلين الآن؟ )
:"لا أعرف يا ديانا، لا أعرف الي اين وجهتي القادمة!"

دومًا كانت (فتاة الخطة الاحتياطية)، لكن الليلة السابقة أفلتت كل خطتها، انها تريد أن تذهب معه وحسب، أن تمنحها الحياة أيامًا أخرى بجانبه؛ لكنها تعرف كيف يلعبُ معها الحب، تعرف كيف يحرك أحجاره، وكيف يرتب أوراقه، وأنه يعرف جيدًا نقطة ضعفها:( قلبها، قلبها شيء لا يمكنها الفرار منه!)

:" لا بد وأنك تشتاقين ابنتك، أليس كذلك يا ديانا "
تنظر ديانا الي الفتاة التي كانت قبل ساعات الصباح، في كامل اشتعالها، وها هي الآن تجلس في المقعد الأمامي تتآكل بصمت، تنظر الي الماضي القريب، وليست متحمسة للحظة القادمة!
:(بالتأكيد! وأشتاق الي والدها كذلك…) تذهب ديانا الي ذكرياتها القديمة، الحب لم يكن اقوى من اختلافهما، لقد منحت زواجها اكثر من فرصة، لكن لا يمكن أن تقف في وجه النهر الذي يريد أن يرحل!
تُكمل ديانا:( تظنُ أنك حُر حتى تُحب!)..

تتنهد الفتاة، ترفع رأسها وتنظر الي الطريق، لقد منحتها مدينة فايمار أيام سعيدة وذكريات لا يمكن نسيانها، لكن فكرها كله لا يستطيع امساك الليلة السابقة، ولا افلاتها كذلك.

كان يسألها عن معنى اسمها، يضحك في كيف انها لم تحمل من المعنى شيء، وقتها كل شيءٍ حولها كان في تمام اكتماله، الجسر الحجر، والنهر الذي ينام تحته، ضوء القمر وساعة الكنيسة، وبينما تتقدمه بخطوات كي تحاكي رقصة أعجبتها، تنزلق قدمها، ويسرع هو في ايقاف سقوطها، يلف يدًا حول خصرها ويمسك بالأخرى ساعدها الرقيق ، لتتجمد هي بين يديه قبل ان تصل الي الأرض، تغوص نظراتهما سويًا، لم يسبق ان رأى مثل عينيها ، ولم يسبق ان نظر لها شخص هكذا، و لوهلة لا يوجد غيرهما في الكون، ثم تدق ساعة الكنيسة لتبارك اللحظة!

يقطع تفكيرها سؤال ديانا المفاجئ:( هل وقعتِ في حب شخصٍ ما هنا؟)

:" إن الحب يا ديانا يلعبُ معي لعبة الرحيل، لا أعرف من منا سيوقع الآخر!"

تضحك ديانا وتقول:( انت شابة و حرة! يمكنك التحليق حتى ان أردت!)

:" أرغب في وطن يمككني العودة اليه اذا تعبت!"
اجيبها وهي تفكر في رحلتها القادمة، هي حقًا تمتلك جناحين، حلقت كثيرًا في الاعوام السابقة، تحتاج ان تستريح قليلًا، قليلًا قبل ان تبدأ الرحلة القادمة.

بدت الفتاة صادقة جدا في شرح ما يُثقل قلبها؛ فهمت ديانا ما تعنيه، لكن ما يمكنها أن تفعل، ذكرتها هذه الفتاة بنفسها حين كانت في عمر أصغر بقليل منها، وقتها كان عليها أن ترحل الي مدينة اخرى، كي تبتعد عن الرجل الذي كسر قلبها ؛ تدكرت ديانًا حوارًا كان مع امراة في القطار وهي تتجه الي مدينة فرانكفورت:
( لقد قابلت قبل سنوات امرأة كانت تسافر لأكثر من خمسة عشر عام، وعندما سألتها عما اذا اشتاقت الي موطنها، أجباتني بعبارة واحدة!)

"العالم هو موطني"
تتذوق الفتاة العبارة، ان يكون العالم موطنك فهذا يعني انك هزمت اغترابك كاملًا ، بدت فكرة جيدة يمكن تطبيقها مع الحب، لقد تصالحت معه كعدو ، وهاو هو الان يلعب معها كصديق شقي، حرك حجره وجاء دورها في ان تحرك حجرًا:

( الحب هو وجهتي القادمة)
تجيبُ علي دايانا، العالم هو موطنها حقًا، للان اكملت يومها الاخير في الحلم وسيكون الحب هو الوجهة القادمة!

٪#اسراء_حيدر
HTML Embed Code:
2024/05/05 08:05:58
Back to Top