TG Telegram Group Link
Channel: الشاعر صالح سحلول
Back to Bottom
قبل ستون عامًا
وقف شاعر الثورة صالح سحلول أمام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مرددًّا هذه العصماء
.

جَلَّ الذي يســـمع دُعـا مــــن دعاهْ
ونيتــي يعلـــــــم خفاهــــــــا
الحمد له والشــــــكر يملا ســــماه
والأرض له حمدا ملاهـــــــا
حمـــــدا لمن عنا أزال الطـــــــغـاه
والرجعيه خــــيّب رجاهــــــا
الرجعــــــيه ذِي كمّــــمت كل فـــاه
أزالهــــا الــله وانتـــهاهـــــا
أذاقــت الشعــــب اليمـاني عنـــــاه
وأحـرمت أرضِـــه غنــاهــــا
ومزقت لحمه ومصــــّت دمـــــــاه
ظـــــلا مُعذّب في شــجاهــــا
كم نِهْبت أمواله بإســــــم الزكـــاه
يا غــــارة الله مــن جفاهــــا
سبعـين عام واحـــنا حفاة عُــــراه
والرجعــــية تخـــدم هواهـــا
كم شعــــبنا المنـــكوب قاسى بلاه
وعاش عِيشــــه لا سقاهــا
التــرب فرشــــه والمكـــاوي دواه
والجوع في بـطنه طواهـــــا
الله لا أحســــــن إليهــــم جــــــزاه
كم أحــــرمونا من رخاهـــــا
كانوا يقولوا هــم سفيـــــــنة نجاه
للخــــلق تنجــي من أتاهــــا
وأين أعـــــدا الرب من أنبــــــــياه
ومــن سفيـــــنة آل طـاهــــا!
لو يقربوها هــؤلاء الجُنــــــــــــاه
با ينذقـــــوهم مـن جُباهـــــا
ويغرقوهم في عمـــــــــيق المــياه
أو يحرقـــوهم في لظــاهــــا
يا ليت رسول الله عليه الصـــــلاه
أعــــــمالهم فـــينا رآهــــــــا
يا ويلهم يا خـــزيهم من لقــــــــاه
يوم أمته تظهــــر شكاهــــــا
من اللصوص ذي أحرموها الحياه
وقالـــوا الجـــــنه جزاهــــــا
هذي روايــــه يا جميــع الـــــرواه
قولوا لنا من ذي رواهــــــا
هل جنــة الفـردوس ملك الطغــاه!
من الــذي منــــهم بنـاهــــــا
أظــــن لــــــو كانوا علـــــــيها ولاه
ما ذاق يماني شرب ماهـــــا
إن كانـــت الجنـــــه لهم يا إلــــــه
فالشـــعب هذا ما يـــباهــــــا
ولا يريد جــــــنه وفيها عِــــــــداه
بل يطلبــــــك جنه سواهـــــا
ما قد جرى للشـــــعب هذا كفــــاه
وهـــذه الدنيـــــــــا كفاهـــــا
قد أحرمونا عيــشنا والحــــــــــياه
وعهـــــــدهم كدّر صفاهـــــا
أحمد حميد الدين وابوه مـن تجاه
جوع اليمــن خلّف شقاهـــــا
أما الخليــــع البدر شلــت يــــــداه
كم يا مخــــازي قد حواهــــا
وكم كذب مـــــــرات فيما حكــــاه
خــــزاه واللحــــيه خزاهـــــا
وعندما أصـبح خليــــــفه هـــــواه
على اليمن من غير رضاهـــا
وجَّه إلى الشعـــــــب اليـماني نداه
وأعيـــــنه تـــذرف بكاهـــــا
وقال با يتبــــع سيــــاسة أبــــــاه
تللك الرشـيده ذي سماهـــــا
قال قد طرحها والده في الوصـــاه
أوصــاه يتـــــمشى معاهـــــا
ما هي سياســــــة والده لا سقـــاه
فقر الجمــــــاهير أم فناهــــا
بئس السياسة أخرس الله فـــــــاه
يا رب تكـــــــــفينا بلاهـــــــا
مسكين ذي ما زاد قّيــــس خطــاه
أو رد نفـــــسه من غواهــــا
قد كان (مَقلا) يحسب الشعب شاه
من قاع جـــهران اشتــراهـا
أراد يحكــــمنا ويبـــــلغ منــــــــاه
موجب أكاذيــــب افتراهــــــا
ومن كذب مره وحصــــــل غـــداه
يحرم على نفسه عشاهـــــــا
هذا حديث الـبـــــدر والاتجــــــــاه
ونيـــــته ذي قـــد نــواهـــــا
لكن رب المــلك خيَّـــــب رجــــــاه
في ذات ليـــلة أو ضحـــاهــا
وقامت الثورة وحصـــّل جـــــــزاه
وشعبنــــــا لبــــى نـــــداهــا
وأيّد الثــــــــوره وأبدى رضــــــاه
وبعـــد أن أيّد حَـــماهــــــــا
وشعب مصــر الحر شعب الأبــــاه
سعى وســــاهــم في بناهــــا
انصُر (جمال) يا رب واخذل عــداه
وحاجته يسّـــــر قضاهــــــا
مَن الذي أخلص معانا ســــــــواه؟
وبلغ الأمَّـــه مُـــنــــاهـــــــا
ثورة سترفع للوطن مســـــــــتواه
عاش البطـــل قائد قواهــــــا
شعب اليمن يا رب ســدد خـطــــاه
واحفــظ لثـــورتنا بقــاهـــــا
مسكين (علي مَقلا) أخذ له عصـاه
وقال لصنعا اسعَد مساهـــا
وفلّت الصـــــــاية وفلّت كســـــــاه
وسلّب المَكــــــــلَف رداهــــا
وراح من صنعا يدعّـــــــس بكــــــاه
من عاد له خطوه مـشاهـــــا
مسكين ذي خلى الخلافــــــــة وراه
وبعد شـــــهرين ادّعـــاهــــا
يريد أن يرجـــــع بقلــــة حــيــــاه
دار البشائـــر ذي بـناهـــــــا
ماذا تريد الرجعـــــــية أن تـــــراه
في أرضـــــنا إلا عزاهــــــــا
يا شعبـنا أرضك تريد انتـــــــــباه
الرجعيــه قـلّــــــت حيـــاهــا
تريد أن تسجــــــد وراها الجــــباه
ما بانصلّــي شــــي وراهـــا
مهما تـؤذن أو تقــــيم الصـــــــلاه
ملعون من صــــلى معاهـــــا
يا شعب قُل للـــــــبدر ما عاد نـباه
يعز نفســه من هـــــثاهــــــا
إن قـال با يقنــــع ويكــــــفف أذاه
عـــنا ويسكـــــــهنا بلاهـــــا
والا فجـــــا نتحاســـــــب احنا وياه
نبلّغ الســـــــودا مُنـــــاهـــــا
يا محنة المخلوع يا محنـــــــــــتاه
من أين للعلــــــــه دواهـــــا
يشتي نقـول الأرض هذه جــــــباه
تحرم عليـــــه ما زاد رآهــا
يروح له إيــــــران عند أصــــدقاه
أمّا يمَنــَّــــا هــو فداهـــــــــا
هي أرض من ضحى بأزكى دماه
دمـــاءنــــا تفدي حصــاهـــا
وارض الحجاز ما عاد تشتي بقاه
كما دبــــــوره قد ملاهــــــــا
أما سعــــــود لابد يلقــــى جــــزاه
أصبـــح يخبــّـط في عماهـــا
ما كلّفه هذا المــــــلك ما دهــــــاه
على اليمـــن قد اعــتداهـــــا
كم قد تعب ما حصـــــّل إلا خـــزاه
وكم هـــــــــزائم قد رآهــــــا
الحق غدا الراعي وفلت وعـــــــاه
والملحقـــة تحفظ وعاهــــــا
وجيشـهم ما حصــــــّل إلا فـــــناه
في أرضنــــــا لما أتـــاهـــــا
وفي حرض والجوف سالت دمــاه
ومزقــــــت لحمـــه حداهــــا
يا للأســــــف للجيـش يا حــسرتاه
من أجل من نفسه دهاهــــــا
من أجل مخلوع شعــــبنا قد نـفاه
ورجعــــــية تّبـــــت يداهــــا
من يستطيع غزو اليمن؟ من أباه؟!
لا بد أن نحمي حمــــا هــأ
بـــلادنا ما هي مـــــقر الغُــــــــزاه
بل هي مقابر مـن غزاهــــــا
بـــلاد فيهـــا الموت مفتــوح فـــاه
لكل من حاول عــــــــداهــــــا
راح الحسن والبدر منها حُـــــــفاه
ما حصــــــلوا إلا عيــاهـــــا
لا البرد حصّـــــل من يمـــنا دفــاه
ولا الحَزن حصل سلاهـــــــا
بدأت أبــــــياتي بحـــمد الإلـــــــــه
والحمد له فـي منتــهاهــــــا
والختم صلى الله أزكى الصــــــلاه
على شفيـع الخلــــق طاهـــا

صالح سحلول 1962

....
أعلام أسهموا في بناء الدولة المدنية الحديثة..
صالح أحمد سحلول.. شاعر الثورة السبتمبرية الخالدة

بقلم الأستاذ/ محمد بن محمد عبدالله العرشي

نتكلم في هذه الأيام عن رجالات الدولة اليمنية، الذين كان لهم الإسهام الكبير في إرساء مداميك وأسس الدولة المدنية الحديثة، وإن لم يكن قد تولى مناصب في الدولة، ولكنه قدَّم الأدب والشعر، ولعلها رسالةٌ كبيرة لما فيه تنوير وتثقيف شعبٍ بكامله.. وسنتكلم عنه بصفته علماً من أعلام هذه الدولة؛ وهو شاعر الثورة السبتمبرية الشيخ الشاعر/ صالح بن أحمد بن علي سحلول؛ المولود (1337هـ/1919م)، ولد في قرية (العميسي) من مخلاف العرش مديرية رداع في محافظة البيضاء، والتحق بأحد كتاتيبها وعمره خمس سنوات، فدرس القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة، ثم رحل مع أبيه إلى بلاد الحبشة، وأريتريا، مع بداية الحرب العالمية الثانية، فتعلم اللغة الحبشية، واللغة الإيطالية، واللغة الإنجليزية، وعمل هناك حتى عام 1361هـ/ 1942م..
وفي حياة الهجرة والاغتراب تطورت موهبته الشعرية ونـمت مع آلام الغربة وقسوة الحياة بعيداً عن الأهل طيلة خمس سنوات قضاها بالمهجر، وعاد الشاعر إلى أرض الوطن عام 1942م بعد كارثة الوباء العام الذي حصد عشرات الآلاف من الشعب اليمني وكان منهم أفراد أسرة الشاعر نفسه.
بدأ في عام 1943م في تدوين أبياته الشعرية والتي عبر فيها عن آلامه وآلام المواطنين وعن آمال الشعب اليمني في الخلاص من ذلك الحكم الكهنوتي البغيض.. وعبر بأشعاره عن آمال الشعب اليمني في ثورتي 1948م و1955م.. نظم الشعر شابًّا، وأسهم شعوره بالغربة بعيدًا عن وطنه في تفتح موهبته، وحين قامت الثورة والجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي في اليمن عام 1382هـ/ 1962م ساهم في الدفاع عنها، وكتب كثيرًا من قصائده في الدعوة إلى مناصرتها والذود عنها.. ومنحه الزعيم العربي جمال عبدالناصر منحة دراسية إلى الأزهر الشريف بـمصر؛ إلا أنه لم يتمكن من السفر لهذه المنحة للظروف العامة السائدة في ذلك الوقت.
من مؤلفاته: ديوان (يقول سحلول) سنة 1963م – ديوان (صورت الثورة) سنة 1985م– ديوان (سحلول في النقد والنصائح والحكم والأمثال) سنة 1992م – ديوان (روائع الكتاب الرابع) سنة 1999م – ديوان (أشعار الحكماء من آل سحلول القدماء) سنة 1999م – ديوان (المساجلات الشعرية) سنة 2005م– كتاب (الأعمال الشعرية الكاملة) 2011م.. وله أيضا عدة إنتاجات شعرية تحت الطبع وهي: كتاب (الأمثال اليمنية) – كتاب (مذكرات تسعة عقود)– كتيب (الملحمات الشعرية).
شارك في كثير من الأسابيع الثقافية، وفي المهرجانات الشعرية داخل اليمن وخارجها، ونال عددًا من الأوسـمة والشهادات التقديرية، ومن ذلك: وسام الفنون من الدرجة الأولى، ووسام الآداب والفنون، ودرع الثقافة من وزارة الثقافة والسياحة، ولقبه الرئيس المشير (عبدالله السلال) بـ(شاعر الثورة).
ومن قصائده: قصيدة موجهة للنظام السعودي:
ألا يا طويل العمر احسست بالظنك
واعيتني الحيله واضنتني الشكوك

شعوري واحساسي وتفكيري ارتبك
وجلدي تمزق دم من كثرت الحكوك

فهل يا طويل العمر تسمح لي اسألك
وهل باتفضل بالإجابة على اخوك

أنا اخوك في الاسلام والدين مشترك
وأما العماله لست ممن يعاملوك

نعم يا طويل العمر ما قصدي احرجك
ولا مطلبي منك الملايين واللكوك

أنا مطلبي منك ان توقف تتدخلك
لنا يا طويل العمر منعك ومنع ابوك

فلا أنت تحكمنا ولا نحن نحكمك
ولا صعده الدمام ولا قعطبه تبوك

نعم يا طويل العمر لا احد شي اركنك
من قالك تركن فما غير يخدعوك

بلادي وأنا احكم لها بعد من هلك
أنا الوارث الشرعي وانا قاهر الملوك

ورغم الفوارق بين فقري وغنوتك
فعندي شموخ اغلى واغنى من البنوك

تأكد بانا احرار مهما نصادقك
ومهما ترى افراد منا يجاملوك

فأما الوطن والحكم مابا نجاملك
لانه وطن عشرين مليون يكرهوك

فكم من نفوس زهقت وكم من دم استفك
ومن تحت راسك ضلت المعركه تزوك

وانت السبب في كل قتله ومعترك
فغاية رجانا اترك الترك يتركوك

وحاذر تحاول لليمن تنصب الشبك
وتحرق بنار الحرب من ليس يشغلوك

فما مثلنا من يحفظو لك كرامتك
وما مثلنا بين العرب من يجاوروك
ومن قصائده المعلنة (الفرح بثورة 26 سبتمبر):
الحمد لله تحرّرنا
جميعنا بعد ما ثرنا

ووحّد الله كلمتنا
من الحديدة إلى بيحان

بالله يالعاصمة صنعا
هل كان فيك الوفا يرعى

أو كانت الرجعية تسعى
لخيرنا أو صلاح الشان

هل كان فـي أرضنا دكتور
أو شبه قانون أو دستور

أو حق مشروع للجمهور
أو حكم للشعب أو سلطان

ما كانت إلا عبودية
وبربرية ووحشية

وشافعية وزيدية
وتفرقة فـي بني قحطان

ما كان فـي ارضنا تنظيم
ولا مدارس ولا تعليم

ما كان فيها سوى تحطيم
يحارب العلم والعرفان

ما كان فـي أرضنا معهد
ولا مصانع بها توجد

ولا طريق كان يتعبّد
ولا تطوّر ولا عمران

فعن جنوب أرضنا المحتل
لا بد من الانجليز يرحل

وينتهي من معه يعمل
من السلاطين والأعوان

وقصيدة أخرى:
قال ابن سحلول يا عجب يا عجب
كم فـي بلادي من عجائب
تعبت وانهارت جميع العَصَبْ
واسهرت طرفـي والحواجب

كم بانلاقي فـي الطريق من نَصَبْ
كم بانحارب من رواسب

ما كنت بالحاجة لهذا التعب
لولا على الإنسان واجب

لازم نؤدي ما علينا وجب
مهما نواجه من مصاعب

والله ما أصبَحْت يوماً ذنب
لأي مستعمر وغاصب

لو يبذلوا لي وزن صنعا ذهب
أو يعمروا لي سدّ مارب

جمهورية أو موت والموت احب
من عيش فـي ظل الأجانب

أما أسد لندن طويل الشنب
ما عاد أفادته المخالب

أصبح يمرّغ نوعته فـي الخلب
ومخلبه فـي الأرض حانب

والشعب فـي أرض الجنوب انقلب
وحاصره من كل جانب

يعيش جبل ردفان ما دام هب
وشب نيران الحرائب
انتقل إلى رحمة الله يوم 10 نوفمبر 2014م عن عمرٍ ناهز 96 سنة، بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي والدفاع عن الثورة اليمنية من خلال إبداعاته الشعرية طوال أكثر من نصف قرن.. ويعد الشاعر الكبير من أهم الأسماء في مجال الشعر الشعبي اليمني وذلك من خلال إسهاماته الهامة والفاعلة في ساحة الشعر الشعبي اليمني حيث قدم الكثير من الأعمال الشعرية الشعبية التي ناقشت وتناولت الكثير من القضايا الوطنية والثورية والاجتماعية والتي من خلالها عرف الشاعر بصوته الثوري وفكره التنويري المميز طوال المراحل المختلفة والمواقف والقضايا الوطنية والاجتماعية التي كان يتصدى لها الشاعر بكل جسارة ووطنية وإخلاص وذلك لإيـمانه برسالته في خدمة وطنه ومجتمعه من خلال شعره المبدع والقريب إلى قلوب كل الناس.
وقد كتب الأستاذ والصديق خالد بن عبدالله الرويشان – وزير الثقافة السابق – ترثيةً للشاعر سحلول بعنوان: (وداعاً شاعر الثورة.. صالح سحلول)
يا لها من حَياةٍ توزّعت على شاهق هاويتين، وتقسّمت على ذؤابة شُفرتين! ولَعَمري، أنها غايةٌ شريفةٌ تتقطّع دونها عزائم الشعراء وتشرئبّ صوب ضوئها أعناق الرجال .
وقد كانت حياةُ هذا الشاعر العاصف منذ بداياتها مرتقىً صعباً، واختياراً مُرَّاً، واختباراً قاسياً قساوةَ بيئته التي تَشرّب أجمل ما فيها ؛ كرمَ الروح، وشجاعةَ الموقف، وأضاف إليها رؤيةَ العصر ورؤيا الشاعر. إنه يلتفت الآن إلى ماضيه راضياً، ضاحكاً ! وقد أفنى معظم سنّي عمره المديد فـي اللهب المقدّس أي فـي مجمرة التغيير الهائلة الصاهرة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأجْرت الأنهار الزاخرة بالجديد والأجد .
صالح سحلول، جبلٌ شعريٌّ مسلول فـي فضاء هذه البلاد، وعاصفةُ حريقٍ فـي ليل هذه الوهاد . ما أجمله الآن هانئاً راضياً عن رحلته المضنية الطويلة . هذا غبارُ معاركه وقد فتَّق براعمَ الأمل، فما كذب الحلم، وهذا لهبُ حرائقه وقد شقّق جدارَ الليل، فما كذب الضوء.. أيها الشاعر المقاتل.. هذا وطنُك يحيّيك، وهذا شعبُك يردّ التحيّة.. كبيرةً تبلغُ سماءَ أجنحتك، حارةً تندفق فـي حرارةِ قلبِك..
أما الرئيس السابق علي ناصر محمد فقد كتب مرثيةً قال فيها: (الوطن يخسر وطناً صالحاً برحيل "صالح سحلول")
غيّب الموت قبل أيام قامة يمنية عظيمة وهامة أدبية مهابة .. مناضل كان في الصفوف الأولى وشاعر فارس لا يشق له غبار ..
الوطن برحيل شيخ الشعراء صالح سحلول يخسر وطناً صالحاً كان يسكنه ويترجمه لغة للأجيال منذ الرعيل الأول مثالاً يُحتذى لأولئك الكبار الذين تصدوا لمسيرة التحرر الوطني في منتصف القرن الماضي وحتى وفاته وهو يشهد مسيرة استكمال ثورات لم تبلغ مداها النهائي لشعب لايزال بحاجة لسحلول وأمثاله من الشخصيات الوطنية ليراكم تجربته في النضال والتحدي والإصرار على التغيير .
لقد أثرى الراحل الكبير صالح سحلول الحركة الوطنية بثورة شعرية أغنت المكتبة اليمنية والعربية بتراث أدبي للمقاومة والصمود وصناعة الحياة الحرة الكريمة .
كان صالح سحلول ملهماً للتنوير والتثوير فقد فعلت كلماته فعلها العميق في إشعال روح الحماسة والتضحية والفداء وخاطبت أجيالاً متعاقبة معبرة عن شخصية عابرة لحدود الزمان والمكان بمتغيراتها المختلفة ، فتقاطعت حروفه عند (صوت الثورة) وهذا أحد أسماء دواوينه ليصبح الصوت واحداً والشعب واحداً والملهم واحداً هو ( يقول سحلول) وذلك عنوان آخر لأحد أعماله الأدبية التي قرت في الذاكرة الوطنية أرضاً وإنساناً إضافة إلى أعمال أخرى عديدة وروائع طرقت مختلف أبواب الأدب والفن والحكمة .
لم يكن (سحلول) شاعراً ثورياً فحسب بل شاعر تاريخي ثقافي بامتياز استطاع بأعماله أن يوثق لتجربة شعب يتوق للحرية ليس يمنياً فحسب بل وعربياً قومياً يدرك حجم الارتباط الوثيق بين أبناء الوطن العربي الكبير الذي لا يشترك في اللغة والدين والقيم بل يتشابه في الأحلام والتطلعات وطريقة إدراكه للماضي والحاضر والمستقبل .
ولازلت اتذكره في عام 1997م وهو يلقي قصيدة تشيد بالدور المصري في المساهمة بالدفاع عن عن النظام الجمهوري في صنعاء ودعم الثورة في الجنوب حيث صفق الحاضرون تصفيقاً حاراً لهذا الشاعر الكبير الذي لم يحظى بالاهتمام الكافي الذي يستحقه تقديراً لدوره الوطني الشجاع
قليلة هي الأوسمة التقديرية التي نالها الراحل الكبير صالح سحلول قياساً بمكانته الوطنية الثقافية والأدبية والسياسية فالراحل كان وساماً على جبين الوطن وسيبقى كذلك مابقيت كلماته بين ظهرانينا تحدّث عن عظيم عاش حراً وترجل أباً للأحرار
فوداعاً أيها الشاعر الكبير والمبدع الذي سيبقى حياً والثائر الذي لايزال يعطي الثورة حتى بعد وفاته.
تقبل الله الراحل الكبير (صالح سحلول) في الصالحين والحكماء في أعلى عليين ،، وإنا لله وإنا إليه راجعون)...

(رحم الله شاعرنا صالح سحلول، والتحية لكل المتابعين، ولكم من ألمانيا سلام)
قيام الثورة
شاعر الثورة صالح سحلول

طلبنـــاك يـا وهـاب يـا منـشئ الـسحاب
ويــا فــاتح الأبــواب بابـك هـو الـوسـيع
وأزكـى صـلاة الله علـى صـفـوة الإلـه
عليـك الـصـلاة يـاسـيـد الخلـق والــشفيع
وتغشــى آلـك الأخيــار في الليـل والنهـار
وأصحابك الأبــــــــــرار في جنـة البقيـع
يقـول ابـن سـحلول اسمعـوا يـا ذوي العقـول
معانـا خـبر معقـول بـــــــاخبر الجميـع
لقــد زال كـربـــــي وأصبح الحــــال طــيبي
لـه الحمـد ربــــي ذي شفــا قلــــبي الوجيـع
كفـى مـا بقـي مــــردوم بـــــالهم والغمـــوم
من الما ضــــــي المـــــــشؤوم والمنظر الــشنيع
فقـد كنـت أمـسـي شـبـه مـن بـات حارسـي
وحملـت نـفــســي فـوق مـا الـنفـس تـستطيع
وكنـت أبـصـر الأحكـام والظلــم والظـلام
وأدعــــو إلى العـلام وأقـول يـا سميع
متـى تــــشتعل ثـــــورة بنـصـرك مــؤزره
علـى هـذه الأسـرة فعجـل بـهـا ســريع
ومـا كـان لــي مقـصـد سـوى ننقـذ البلـد
مـن الماضـي الأسـود ومـن حكمـه الفظيـع
وفي شــهر ســـــــبتمبر أتـى النـصر والظفـر
وأصـبــح مبــشـرنا بمــــوت الإمــــــام يــــــذيع
وقـد قـامـت الأصـــنـام تـنـصـب لنـا إمـام
لنبقــى لـــــــم أغنــــام للــــذبح والمبيع
ويبقـوا ذوي الأطمـاع هـــم وحــدهـم شـبـاع
ومـن جـاع مـنـا جـاع ومـن ضـاع لـه يـضيع
كـأن الـوطن مملـوك مطبــوع للملـوك
وشـعـب الـيمن صـعلوك أتـى عـنـدهـم ربيـع
ولمـا مــضـى أســــــــبوع ختمنــــــاه بـــــــالربوع
و ثرنا على المخلوع و من كان له مطيع
وقـد قامـت الثـــوره بصورة مباشـره
ولفـت علـى الــخبــــره وصـــاحبهم الخـضيع
وقـد جـاءت القـوات مـن سـاير الجهـات
مــدافع ودبابـــــــات باتــت لـهـا رزيع
ولم يـسمع الـســــامـع ســوى صـوت مرتفـع
لغــات المــدافع والقنابـل لها صكيع
ولله مــــــن ليلـه عظيمـه وهائله
بهـا شـيب الطفـل الـذي عـاد هـو رضـيع
وقـد بـــاؤوا الأشــرار بـالخزي والبــــــوار
وكمــن منـافق صــار قـدامنا صــــــــريع
وكمــن عــدو الله قـد فـــارق الحيـــاه
وقـد حاســبـــه ووفـــــــاه رشاشـنـا الـســــريع
ومنــــصــورهـم بــــالله بيـده أخـذ عـصـاه
إلى غـــيــر حفظ الله نستودع الخليـع
وعنـد القـصـا مـا عـنـدنـا لـه ســوى العـصا
أذي جاء بهـا جـده أخـذهـا بـلا صـــــنيع
طردنــا أعادينـا وثرنـا جميعنـا
وعــادت كرامتنـا إلى صـرحها المنيـع
قضينا علـى الجـانـي ومـن كـان خـائني
وعــز اليمــــــاني وارتفـع قـــــدره الوضــــيع
أزال الله الكـــــــابوس وارتفعـت الـــرؤوس
نهـار الخمـيـس سـابع وعــشــريـن مـن ربيـع
فيـا شـعبنا الأمجـاد شمـر إلى الجهــاد
فأعـداؤنا الأوغــاد أصـبح لـهــم قـويـع
ولا تخــدعك لنـدن ومكـه ولا عـدن
وإيـــــــران والأردن ولا تـســـمع المـذيع
فهـذه حكومتنـا ستنهض بـشعبنا
وجمهوريتنـا بـــاتكن خــــير للجميع
وتــســـتورد البمبـــات لــك و التركــترات
وتطلـــــــب لـنـا آلات للحـــــــــرث والنزيـع
ولا عــــــــــاد بـــــــاتبقى تنافيـذ ولا بقـا
ولا عـــــــــاد بـانـــــــــشقى ولا بـانـرى وجيـع
ولا تحمــل المعـسـب ولا تعـذب المـسب
ولا عـــــشوا الصعبة ولا غـدوا التبيع
وفي حالـة الأسـفـار بـــــــانترك الحمـار
ونركــــب علـى الطيــار والتكــســي البـــديع
وعاشـــــــوا لـنـا الـشجعان والمـوت للجبـان
وشــــــكراً لرميـــــــان زاعـــــوا أعـداءنا زويـع
وتبــــــا لبـنـــــــدق لا ترافـق مقـــــــــاتلاً
ولا يحملوهـا إلا المثـــومن أو الــشــويع
وشـلـت يـدا رجــال يـرمـي بهـا النـشـال
وإن شـاهـد الأبطـــــال في المعركـة يـضيع
وصــــــــلـى وســـــــلم تبلـغ الطـــــاهر العلــم
نبينـا المكــــرم ســــــــيد الخلــــق والـــــشفيع
(مـــسك الـخــــتام)
قصيدة رائعة لشاعر الثورة الوالد/ #صالح_سحلول "رحمه الله" في مولد نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. قالها بمناسبة المولد النبوي الشريف
ربيع الأولى 1405 هجرية

لك الحمد ثم الشكر يا بارئ النَّسَم
ويا مُنبت الحَبَّه ويا فالق النواه

عدد كل لمحة عين منذ أقدم القِدَم
من الدهر إلى يوم انقراضه ومنتهاه

شكرته على الإسلام وهو أكبر النعم
وبعثة نبينا المصطفى خاتم انبياه

بشهر ربيع أول وُلِدْ سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه

محمد حبيبي سيد العرب والعجم
وُلِدْ عام غزو الفيل والموت للغُزاه

نبي أَدَّبُه مولاه ذو الفضل والكرم
وهَّذب صفاته خالق الخلق واجتباه

فلِلَّه من مولود كم حاز من عِظَم
فخير الخُلُقْ خُلُقَه وخير التُّقَى تُقَاه

أتى والبشر في جهل مطبق وفي ظُلَم
وفي رق واستعباد تندى له الجباه

أتى والبريه أكلها ميتة ودم
وتذبح لغير الله وتسجد لما سواه

أتى والعرب من جهلها تعبد الصنم
وتقتل إناث أطفالها وامصيبتاه

إذا ما أتت للوالد البنت فانكظم
واسْوَدَّ وجْهُه من غمومه ومن غثاه

أتى والنساء في مجتمع يهتك الحُرُم
وباغي على فعل البِغَى يُكْرِه الفتاه

أتى والفقير في مجتمع بالربا ارتطم
فلا يقرض البائس ولا يخرج الزكاه

ولا يعرف القربى ولا يوصل الرَّحم
ولا يرحم الميسور أُمَّه ولا أباه

أتى ينقذ المظلوم من جور من ظلم
ومن جولة الباطل ومن سطوة الطغاه

أتى يمحو الداء الخطير الذي جثم
على الروس واستشرى ولم يوجدوا دواه

أتى يبعث الأخلاق للناس والقيم
ويتلو كتاب الله ويحكم بمقتضاه

أتاهم رسول الله بتشريع مُنْتَظِم
يُنَظِّم أمور الناس في هذه الحياه

ولكن كمّن مشرك أعمى الفؤاد أصم
كفر به وكذَّب به ولم يسمعوا نداه

وقد جاءت الأشجار تسعى بلا قدم
إلى سيد الخلق الذي ربه اصطفاه

كما جا إليه البدر فانشق وانقسم
وشافوا بأعينهم دخوله إلى كساه

ومن كفّه الماء فاض كُلّين منه عم
كما سَبَّحَت لله في كفِّه الحصاه

وشاة أم معبد مسَّهَا واللَّبَن عَدَم
فسال اللَّبن كالماء من ضرع خير شاه

ودسَّ العدو السُّم في اللحم والدسم
فصاح الذراع وأخبر محمد بما احتواه

ولكن أهل الشرك قد كالوا التُّهَم
إلى من يُسَمُّوه اليتيم راعي الشياه

وكم خطط ابليس المكايد وكم رسم
لهم من مخطط هو وحزبه وأولياه

وهيهات كم عادوه أمثال أبا الحكم
وكم بالغوا في إضطهاده وفي أذاه

وكم نازعوه الفخر والمجد والشمم
فلم يستطيعوا قومه النيل من عُلاه

وكم ناصبوه المشركين العدا وكم
وكم عاندوه أبناء عمه وأقرباه

وقالوا: أيشتم ديننا راعي الغنم
وينكر قداسة ديننا واخسارتاه

وقالوا وهم في منتهى السُّكر والتخم
أنؤمن بساحر يجعل الآلهة إله

أمجنون يساوي سادة القوم بالخدم
ويفرض على أموالنا حقّ للعُراه

فَأُنْزِل على خير الورى (نون والقلم)
وما يسطرون ما هو بمجنون يا بُغَاه

نصلّي جميعاً من كل قلبٍ وكل فم
على خير مبعوث عطَّر الكون من شذاه

أتاهم كتاب الله بالحُكْمِ والحِكَم
ومن حقدهم قالوا محمد ذي افتراه

وقالوا أساطير اكتتبها فلا ولم
نُصَدِّق ولن نؤمن بها وامحمداه

كما قالوا اللهم يا منزل النعم
إذا كان هذا الحق قد جاء من سماه

فأمطر علينا أحجار أو انزل بنا الألم
ولم يؤمنوا بالحق أو يطلبوا هُدَاه

فهم يجحدوا رَبَّاً خلقهم من العدم
وهم يعبدوا تمثال يُنحت من الصفاه

فيا للعجب من قوم تعبد إله أصم
من الصخر أو الطين كل واحد حسب هواه

وَأَوَّل من آمن من ذوي العزم والهمم
أبو بكر رضي الله عنه وارتضاه

وآمن من الصبيان من قبل ما احتلم
علي طَيِّب اللَّهُم يا ربنا ثراه

وأما العبيد فالعبد ذي فاز بالرقم
بلال الذي نادى بحيا على الصلاه

وكم عذبه مولاه أميه بن خلف وكم
لحتى أبو بكر أنقذه عندما اشتراه

وأول من آمن من نساء الحل والحرم
خديجه وكانت للنبي أول نساه

أحبت محمد رغم من سب أو شتم
وكانت تشارك في همومه وفي سلاه

وواست محمد حينما الغير له حرم
وطاعت محمد حينما غيرها عصاه

وكانوا يسموه الأمين صادق الكلم
لما يعرفوا من صدق قوله ومن وفاه

وكانوا يعادونه بدافع من النقم
وكانوا يمارونه على كل ما يراه

وأهل الكتاب منهم من آمن بما حكم
محمد ومنهم من سخر منه وازدراه

وكم حبر منهم أنكر الحق أو كتم
وهم يعلموا صدقه وصدق الذي أتاه

فإسمه في التوراة ناراً على علم
محمد رسول الله وعبده ومجتباه

نعم يا محمد يا حبيبي مائة نعم
بأنك قد أبلغت الرساله إلى العُصاه

ولا شكّ في أمرك ولا أنت مُتَّهَم
ولا لبس فيما جئتهم به ولا اشتباه

فقد جئت بالحق القويم الذي قصم
ظهور الطُّغاة المستبدين والعُتَاه

ولكِنَّه الباري على سمعهم ختم
وأعمى قلوب وابصار أولئك الجُناه

فلم يستمع من كان في أذنه الصمم
ولم يستحِ من ربنا قد نزع حياه

وليلة أسرى به من المسجد الحرم
إلى مسجد القدس أخبر القوم عن سُراه

وقد كذبوه كفار مَكَّه وما احترم
كلامه وصدق غير أبي بكر لا سواه
فأنزل عليه (وَالْنَّجْم) نوعاً من القسم
ما ضل صاحبكم وما كان في غواه

وهيهات كم عانى من الهم والهدم
وكم دبروا قتله وكم حاولوا فناه

وكم حاولوا يغروه بالمال والنعم
لكي يترك أمر الدين ويرتاح من عناه

فأقسم لهم بالله ما يتركه ولم
ولن يتركه لو وضعوا الشمس في يداه

وقد زادهم هذا القسم غَمّ فوق غم
كما حس أبا جهل أنها تحترق شواه

وقد قرر الشيطان على حد ما زعم
حصار النبي حتى يموت هو ومن معاه

يريدون أن يثنوه بالجوع والسقم
فصمم ولم يُثنيه جوعه ولا ظماه

نصلي على أشرف وأفضل من اعتمم
ومن بالعمامه جاد للسائل إذ أتاه

تكفَّل به الرب الذي يبعث الرمم
وأرسل إليه من ساق قوته ومن سقاه

وأخفق حصار من لا ضمائر ولا ذمم
لهم ما أحد من حزب إبليس بلغ مُناه

وتَبَّتْ يَدَا عَمّه أبا النار والحطم
فهو شر من عادى محمد ومن شناه

وأما أبا طالب فقد كان نعم عم
أعان النبي حتى أتى الموت فانتهاه

ولما انتهى عمه أبا طالب اغتنم
أبا جهل وأعداء النبي فرصة الوفاه

وقد ضايقوه القوم عبادة الصنم
كما حاولوا قتله عليه أفضل الصلاه

ولكن رب الملك من كيدهم عصم
محمد حبيب الله ومن شرهم وقاه

ولما يئس واستاء من قومه الزِّيَم
نوى العزم إلى الطايف لتنفيذ ما نواه

ويعزم إلى الطائف لماذا ترى عزم
ليطلب ثقيف عونه ونصره على عُداه

وقد قابلوه بالرَّجْم حتى أدموا القدم
وقاموا بطرده بعد أن خيبوا رجاه

أَيُرْجَم نبيُّ الله يا ويل من رجم
محمد ومن عادى محمد أو اعتداه

ويأبى النبي أن تُطْبَق الأخشبين ولم
نراه يدعو إلا ما عرفناه من دُعَاه

أبى أنها تطبق على أعدائه القمم
عسى ربهم أن يهدي أنجالهم عساه

عليك صلاة الله يا خير من كظم
لغيظه ولم يدعو على قومه الجُفاه

تسامح ولم يحقد عليهم ولا صرم
حبال القرابة من وفائه ومن صفاه

ولما أُمِر بالهجرة المصطفى التزم
بتنفيذ أمر الله راضي بما قضاه

وقد دبَّروا قتله وحَطُّوا له الرَّسَم
فقاموا على بابه بيقظه وانتباه

وقد بات على فرشه مُجَلِّي لكل هم
علي بن أبي طالب وبالروح افتداه

وأَدَّى الأمانه لهلها بعد ما استلم
جميع الأماين حينما المصطفى ارتضاه

علي فارس الفرسان إذا الفيلق التحم
جميع العدى تخشى وترتاع من لقاه

فكم من شُجاع أفنى وكم من أسد هزم
وكم من بطل قد ألبسه ثوب من دماه

وسار النبي من بين حُرَّاسهم سلم
ومن خدعة الكفار كتب له النجاه

تلا آيه أعماهم بها عندما عزم
وحثَّ التراب فيهم كما قالوا الرُّواه

توكَّل على الخالق وبالخالق اعتصم
وقادة قريش المشركين جارين وراه

ولما خشيهم هو وابوبكر اعتزم
دخوله إلى الغار والحمام اقتفين خُطاه

فسبحان من أعمى الفريق الذي هجم
وأدخل محمد هو وابوبكر في حماه

ولله جُنْد من عناكب ومن حَمَام
تدافع بأمره عن نبيه ومصطفاه

ويرحل محمد رحلة الحزن والألم
ومهما تكن بلوى بها ربه ابتلاه

فقد كانت الهجره إلى يثرب الكرم
بداية نهايه للطواغيت والطغاه

ونقطة تَحَوُّل من مُهِمَّه إلى الأَهَم
وتغيير جذري عام في كل اتجاه

ولما وصل استقبلوه كل محترم
من الأوس والخزرج ومن ربنا هداه

وقد أنشدوا أبياتهم حلوة النغم
كترحيب بالداعي الكريم أفضل الدُّعاه

نصلي على خير الورى سيد الأمم
محمد رسول الله أرواحنا فداه

وآوى إلى قوم فيهم المَدِّ واللَّزَم
فآووا محمد بينهم وأحسنوا قِرَاه

وكم جاهدوا الكفار في السهل والأكم
محمد وأصحابه وأنصاره الأُباه

كأن الصحابه والنبي سيل من حمم
إذا ما عدوا في الحرب لا سيل من مياه

صرير القنا والنبل كالرعد إذا زحم
وبرق الصوارم يخطف أبصار من رآه

وكان النبي فيهم هو الشاجع الأشم
هو القائد الملهم هو البحر في عطاه

تَفِرُّ الأعادي منه في الحرب كالرُّخم
إذا ما النبي للسيف من غمده انتضاه

لقد كان قائد رابط الجأش إذا اقتحم
فَذَلَّت له الفُرسان وارتاعت المُشاه

وفي معركة بدر أخفق الشرك وانهزم
وجيش الطغاة أحجم قفا ما طغى وتاه

وكانوا الأعادي عندما الفيلق ازدحم
يريدوا يعَشّوا بالنبي فأصبحوا غداه

وهو كان يبصرهم قليل حينما ينم
لكي يقضي الله أمر في الغيب قد قضاه

وقد صار هذا النصر والمكسب الزَّخم
يزيد النبي قوة أُضِيْفَتْ إلى قواه

وما أحرزه من نصر في بدر واغتنم
رفع من مكانه واقتصاده ومستواه

وقد ضاقت الدنيا وعم الفزع وطم
بأعدا النبي والله أنزل بهم بلاه

رماهم رسول الله بقبضه من الحصم
فلم يبق منهم شخص إلا أدركه عماه

وعادوا إلى مَكَّه وهم مثلما الدِّمَم
وما فاد عتبه كبريائه ولا غناه

وهل كان أبو سفيان يعلم بما نجم
وما كان من قتل أقربائه وأصدقاه

ومن بينهم عتبه وشيبه واباالحكم
وعقبه وابنه حنظله هو وعمرو أخاه

لقد عاد إلى مكه وبالواقع اصطدم
وما زاد فَكّر في مبيعه ولا شراه

ليبكي أبو سفيان دمع امتزج (بدم)
ونسوان أهل الشرك يبكين من بكاه

وزوجة أبي سفيان وحمالة الحزم(1)
يقولين واخزوة قريش وافضيحتاه

ولم يسمع العُزَّى بكاهم ولا الندم
خزا اللات والعزى ومن يعبده خزاه
ويمضي محمد يدعو العرب والعجم
إلى الله حتى الفتح والانتصار جاه

ولما انتصر والشرك في مكه انعدم
عفا عن جميع من خالف أمره ومن جفاه

وقال أنتم الطلقاء ولا منهم انتقم
ولا عاقب أي إنسان منهم ولا نفاه

فمن مثل هذا الطيب الطاهر العلم
ومن في البريه كلها يمتلك سخاه

فجود السما والبر والبحر من كرم
محمد ونور الشمس والبدر من سناه

ومَاظُنّ أحد قد حاز ما حاز من شيم
ولا ابن أنثى قد حوى ما النبي حواه

إذا كان شداد ابن عاد قد بنى إرم
فهي لا تساوي شيء مِمَّا النبي بناه

وفرعون إذا ما قيل أنه بنى الهرم
فهذا محمد قد بنى الدين والحياه

فكم من ديانات ركنها انهار وانهدم
وما انهار ركن الحج والصوم والزكاه

نبياً به الرحمن للأنبياء اختتم
وَحَبَّهْ وَرَحَّبْ به وزاده شرف وجاه

ومن ذاك مثله ورَّمَت أرجله وَرَم
نعم وَرَّمَتْ من طول ما قام في الصلاه

ومن ذاك مثله كابد الجوع واحتزم
على الصخر في بطنه من الجوع ذي طواه

ومن ذاك أوفى منه بالعهد والذمم
ومن ذاك أصدق منه في كل ما حكاه

ومن ذاك أثبت منه إذا الخطب ادْلَهَمّ
ومن ذاك أصوب منه في الرأي إذا رآه

ومن ذاك أصبر منه إذا الكرب به ألم
ومن ذاك أشكر منه إذا ما الفَرَجْ أتاه

ومن ذاك أعدل منه في الحكم إذا جزم
فهو سيد الحكام وهو قاضي القضاه

لقد طبق الإنصاف والعدل إذ حكم
بنفسه على نفسه وهو طفل في صباه

رضع من حليمه ثدي إلى وقت ما انفطم
ولم يقرب الثدي الذي يرضعه أخاه

وكان النبي في العلم هو قمة القمم
وكالأنبياء والرسل معصوم عن خطاه

وكان النبي يقنع بما ربنا قسم
إذا احتار في أمرين أولى اليسير رضاه

كما كان يصفح عن خصيمه إذا اختصم
ويعفو عن المخطي وعن كل من هجاه

فقد قيل له يابن الذبيحين فابتسم
ولم يغضبه معنى الخصيم الذي عناه

ألا يا شفيع الخلق اشفع لمن نظم
قصيده بها من خالقه يبتغي جزاه

مُحبك أسير الوزر والذنب واللَّمم
وبين الرجاء والخوف ممَّا جنت يداه

وأخشى من العثره ومن زَلَّة القدم
ومن يوم كل إنسان يُجْزَى بما جناه

إلهي بفضل العرش واللَّوح والقلم
تجير العباد في ذلك اليوم من لظاه

وفي ختمها صلوا على سيد الأُمم
محمد عليه أزكى التحيات والصلاه

صلاتي وتسليمي عدد أحرف الختم
على المصطفى والآل والتابعين هداه
مــن مكـــــاســـب الـثـــــــــــورة ألقيت ونشرت بعيد الثورة 1983م

يقول الشعر في بدع الكلاما
طعمنا المر في عهد الإماما
لبثنا في الشقاء (70) عاما

وثالوث اليمن طول رقاده

مصيبة يالبوها من مصيبه
أصابتنا بعزلتها الرهيبه
وعيشتها الشقيه والكئيبه

وتشريد المواطن واضطهاده

وظل ابن اليمن من قل فهمه
يعاني في الحياه همَّه وغمَّه
ويشكو طول حرمانه وظلمه

وحُكّام أحرموه شُربه وزاده

مضت (70) عاماً لا سقاها
أئمتها احرموا أرضي بناها
ولم يبنوا بصنعاء أو سواها

سوى دار (البشاير والسعاده)

(سعادة) فرد أشقى شعب كامل
وابقى شعبنا أُمِّي وجاهل
فلا يحفظ سوى مهيد وزامل

لتمجيد الإمامه والإشاده

(بشاير) من؟ بشاير حكم جاير
بشاير من تحكم في المصاير
بشاير من أمات كل الضماير

بشاير فرد يصنع ما أراده

وفي تاريخ يوم (26)
بسبتمبر سنة (62)
ثأرنا ثورة الغُر الميامين

وقلنا اليوم ذا يوم الشهاده

ذكرنا اجدادنا تُبَّع وحِمْيَر
وكمن ليث هز البحر والبر
وألقوا كـبرياء كسرى وقيصر

لهم يعلن ولاءه وانقياده

خرجنا كالأسود في ليل أظلم
على أعدائنا نصرخ وننهم
بصوره أذهلت من كان يزعم

بأنا شعب مسلوب الإراده

ثأرنا بعد أن كنا مهانين
لنُطلق حرية (9) ملايين
ومن قلب الإمامه والشرايين

نزعنا حريتنا والسياده

وبالثورة قضى الشعب المُصمِّم
على أعداء حياته والتقدُّم
فأنهى ظُلمة الليل المُخيم

وبدد مارد الثوره سواده

وفعلاً ولدت الثوره بثوره
على الحكم البريطاني وجوره
وقام الشعب في ردفان بدوره

طلب حقه وبالعنف استعاده

فيا عيد السرور أهلاً ومرحى
غمرنا مقدمك بشرى وفرحى
ولا ننسى من استشهد وضحى

بروحه في سبيل عزة بلاده

فرحم الله كمن حُرّ صَمَّم
على الثوره وعاهدها وأقسم
وجادوا للوطن بالروح والدم

فهم عند الإله أكرم عباده

وتقديري وشكري وامتناني
وأصدق أمنياتي والتهاني
لقائدنا وللشعب اليماني

وللجيش المرابط والقياده

وياعيد استمع قول ابن سحلول
ودعني أولاً يا عيد أيلول
أحيي صبحك الميمون واقول

صباح الخير يا عيد السعاده

واسمح لي أوجه بيت واحد
إلى من فاتهم نبل المقاصد
إلى كمن مريض القلب حاقد

يوجه ضد ثورتنا انتقاده

فيا أيلول صدقنا تماما
بأنَّا قد تجاوزنا الكلاما
وأنَّا في خلال (20) عاما

خطونا باليمن خطوات جاده

ورغم الحرب بالعشر الأوائل
وآلاف المشاكل والقلاقل
فإنا قد تحدينا المعاضل

وأن الشعب شمر عن زناده

تحدينا المشاكل والرواسب
رفعنا اسم اليمن عند الكواكب
لهذا الشعب حققنا المكاسب

وصممنا على رفع اقتصاده

وأصبح مستوانا الاقتصادي
بشكل الاقتصاد الغير عادي
ولو قد تنتبش ثروة بلادي

غنينا واستفدنا أكبر إفاده

بنينا جيش يتحدى الأعادي
من ابناء المدينه والبوادي
وجندينا البطل ليث المعادي

مسلح بالعقيده والإراده

تراه خريج كليه ومعهد
ولا عاد عسكري مؤذي ولا ابلد
قضينا يا أبا عمران محمد(1)

على عهد الأذِيَّه والبلاده

وفي حقل أو مجال الخارجيه
كسبنا لليمن سمعه قويه
وأوضحنا سياستنا النقيه

وأعلن حكمنا مبدأ حياده

تعاملنا مع كل الحكومات
تبادلنا المصالح والسفارات
ووطدنا الروابط والعلاقات

مع كل الدول ذات السياده

وفي ميدان الاعلام والثقافه
قطعنا في الطريق أكبر مسافه
وطورنا الإذاعه والصحافه

وعفريت الأدب أسرج جواده

وأوجدنا المكاتب والمطابع
مئات المكتبات في كل شارع
وشجعنا الفنون تشجيع رائع

بكل أشكالها شرط الإجاده

وفي ميدان تربيه وتعليم
فصممنا على التعليم تصميم
وحطمنا جسور الجهل تحطيم

وحرب الجهل ما فيها هواده

وأنشأنا المعاهد والمدارس
وأصبح كل متعلم ودارس
يبث العلم في كل المجالس

يحارب جهلنا حرب الإباده

وفي الصحه قطعنا شوط باهر
وقاومنا المرض باطن وظاهر
ترى كمن طبيب في الطب ماهر

مع المرضى يشاركهم سهاده

وأوجدنا المجمع والمراكز
ومستشفى بكل الطب جاهز
ترى آلاف الحوامل والعجائز

بأقسام الجراحه والولاده

تركنا الشعوذه والكي بالنار
وربَّاط العزايم والتِّبِخَّار
وساعدنا على تخفيف الاخطار

وجود الصيدليه والعياده

وفي ميدان الاشغال كم ترى اشغال
وكم يا عيد أشرح لك من اعمال
ملأنا أرضنا يا عيد عُمال

تراهم يعملوا في كل ماده

وأما في مجال الاتصالات
وزارتنا اصبحت سيد الوزارات
ربطنا بالسعيده خمس قارات

على أحدث طراز العلم أجاده

وحققنا نجاح في خدمة النقل
بصوره فوق ما يتصور العقل
ولاعاد به حمار معنا ولابغل

يسافر بالبريد لا يا حماده

وفي الميدان والحقل الزراعي
فأرض الجنتين أغنى البقاعي
غنيه بالزراعه والمراعي

إذا ما الشعب أولاها اجتهاده

صحيح أن الزراعه في بلادي
تكون أهم مورد اقتصادي
إذا ما توفرت فيها الأيادي

وعاد المغترب يخدم بلاده

على الدوله تساعد كل فلاح
بما يحتاج من آله وإصلاح
وتسويق كل محصول لأجل يرتاح
ويأمن من فساده أو كساده

وفي ميدان أو حقل التجاره
أعدنا لليمن وجه النظاره
وعاملنا وكالات كل قاره

وميناء الكثيب أكبر شهاده

وفي ميدان أو حقل الصناعه
فإن الشعب شمر عن ذراعه
بدأ يصنع بقدر الاستطاعه

ويكسب كل يوم خبره زياده

ونأسف حينما تُهمل بلادي
صناعتنا وإنتاج الأيادي
وكان الشعب في العهد المُبادي

عليها يعتمد كل اعتماده

فكيف استبدل انتاجه بإنتاج
من الخارج وهو للمال محتاج
نراها تجرف الجمهور أمواج

وتيارات تستهدف فساده

وفي ميدان إنشاءات وتعمير
ترى في أرضنا نهضه وتطوير
ومشروعات لا تحصى وتشجير

وفي أريافنا النهضه زياده

ترى التعمير له مفعول ساري
وكل الشعب للتطوير جاري
لأنه شعب بالفطره حضاري

غني النفس يشبع من جراده

وللسوَّاح نظمنا السياحه
ووفرنا وسائل كل راحه
وأنواع الرياضه والسباحه

وسل شيراتون أو فندق رماده

وفي أعمال هيئات التعاون
نجحنا بالتكاتف والتضامن
عملنا اعمال ما فيها تهاون

ومن يعمل فهو يبلغ مراده

وأوصلنا الطريق لاكل قلعه
وفجرنا المياه في كل بقعه
ونور الكهرباء للناس جمعه

وكل الناس في القانون ساده

وأكبر مكسب انجزناه مؤكد
هو الميثاق ذي نظم وحدد
مسيرتنا على الدرب الموحد

وأجمعنا عليه شعباً وقاده

توحدنا ووحدنا المسيره
وقرر شعبنا المؤمن مصيره
وأصدرنا القرارات الأخيره

نهار المؤتمر تم انعقاده

فيا سبتمبر الأمجاد شكرا
لقد سجلت في التاريخ ذكرى
كست أرض اليمن عزاً وفخرا

فشكراً لك وشكراً للقياده

وعاش الشعب ذي فجر وأيد
لثورتنا ودعّمها وساند
ومن أجل اليمن ضحى وجاهد

وبالسبعين يوم توَّج جهاده

من الأحرار من ضحى بماله
ومنهم من فقد عمه وخاله
ومنهم من طرح أشجع رجاله

ومنهم من خسر مهجة فؤاده

فيا أيلول لك منا اليمينا
بأنا سوف نمضي ثائرينا
نعادي من يحاول يعتدينا

نسالم من يبادلنا وداده

وأنا لن نساوم في المكاسب
ولا نقبل أساليب الثعالب
فصنعاء لم تعد حقل التجارب

ولا أرض اليمن صحراء نيفاده

نعم يا عيد إن الثورة الأم
هي العقل المخطط والمنظم
هي الأب المربي والمعلم

لمن يتصور التخريب عاده

فمن أعجب روايات العجائب
ومن أغرب حكايات الغرائب
حكاية فأر خَرَّب سدّ مأرب

وأهله غافلين يا للبَلاده


* * *
""""يــــا من تـــرانا ولا عيناً تـــراك"""""
هذه القصيدة الحكمية للوالد المرحوم
صالح علي سحلول قالها في عام 1933م.

يا رب يا رب يا رب اسألك
باسمك وعلمك وحكمك في سماك

يا من لك المملكه والملك لك
ويا من الحبس بيدك والفكاك

يا من تفرج علينا في الضنك
يا من ترانا ولا عيناً تراك

العبد يا رب واقف يسألك
عساك تعفي عن الجاني عساك

فيك اعتقادي ولي مأمول بك
وأنا الحقير الفقير أطلب رضاك

أنت الذي ما تخيِّب قاصدك
أنت الذي ما عطاء الا من عطاك

أنت الذي كل شي مملوك لك
وكل شيءٍ يسبح في ثناك

سبحان سبحان وجهك ما اكرمك
وما أقربك للمنادي لادعاك

يا من في البحر كافيت السمك
سايق برزقه وهو في وسط ماك

وكل احد مبتغي في نعمتك
والويل له يا إلهي من عصاك

ها يالله إني نويت استغفرك
واتوب يا سيدي واطلب رضاك

واصلي آلاف تغشى مرسلك
تزور خير الخلايق مصطفاك

يا مصطفى يا من الله شرَّفك
عليك صلى وحبك واجتباك

وريت يالمجتبا من جاورك
يحل حولك ويسكن في حماك

واقول انا يا محمد شاردك
حملي ثقل جيت اَلَوَّى في لواك

حبك سباني وزاد الشوق لك
دمي ولحمي وعظماني فداك

عليك أزكى الصلاه من خالقك
ما الطير غرد في أغصان الأراك

وتبلغ الآل من هم زمرتك
ومنهم الحيدره صهرك وخاك

ذي حب دينك وذي جاهد معك
يوم الوغى كان يبطش في عداك

هيهات كم سيفه الظامي سفك
من دم أعداك في يوم العراك

والساع يا هاجس اطلق نِيَّتك
مساك يا قلب ابو ناصر مساك

حياَّ بعزمك وحيَّا إقبالتك
يستر قلبي متى عيني تراك

أنا رفيقك نعم ما فارقك
أضيق إن ضقت واسلا من سلاك

قال ابن سحلول يبدع بالفَنَك
حروف بالمعترف فيها شجاك

حكم بناها على شرع السّكك
في البحر سوّيت للهاجس دكاك

والساع يا انسان ذهنن باحذرك
من ذه وهاذه ومن تيّه وتاك

الأول: الصبر ربك يعصمك
تزود الصبر واخبه في شواك

إذا أوله مرّ طعمه يقيرك
فتاليه شهد من شربه دواك

والثاني: الصدق هو ذي ينجبك
يعليك عند الثرياّ والسماك

إذا أنت صادق فما حد يغلبك
وإن تحاكيت مسموعه حكاك

والثالث: العفو عمَّن يظلمك
وإذا أنت قادر عليه ارفع يداك

كن اسلمه لجل ربك يسلمك
ولو يخايل لك انه قد جفاك

والرابع: الكبر حاذر يدهمك
يرديك إلى حيث ما عاد لك فكاك

لا تحمل الفخر شف ما جل رك
الفخر يا انسان مبلي بالهلاك

والخامس: القنع بالمقسوم لك
وما تيسر من الباري كفاك

لأن ربك تدرّك بك درك
ما ينفعك يالهوي كثرة هواك

والسادسه: لا تفلِّت صاحبك
كن شد ظهره وهو يوزي وزاك

وقم إذا قام وابرك لابرك
يبلغ مراده وبه تبلغ مناك

هولا عليك ست عاد به ست لك
لكل شي ضد في تيّه وتاك

الأوله: لا تغفّل همّتك
تبقى شبيه الحجر من جاء رماك

تجنب الشرّ كم ما طافتك
وإن جاك مدبر فكن قافد غداك

والثانيه: لا تودِّف للشُّبَك
ما تدري إلا متى ابتلَّت حذاك

لاشفت احد قد مراده يمكرك
لا جا هنيَّه تجي له من هناك

والثالثه: لا تهمّل حجتك
تشجي الفسل يطمر لك حناك

لاشفت حد ليس يشرح غرّتك
قل ياالذي ماتبانا ما نباك

والرابعه: لا تفلت شيمتك
طوّل في المنع والجوده ذراك

يعلى مقامك بعالي همتك
لا يأخذ المنع والشيمه سواك

والخامسه: حث تبري ذمتك
لا تحمل العجز إذا رزقك دعاك

حاذر تكسل وتعصي مهنتك
ولو تحصل من الغالي عشاك

والسادسه: بيدك انقش شوكتك
لأن ما الوجعه إلا في حفاك

كن داوِ نفسك وعالج عِلَّتك
لو تسأل الناس ما تلقى دواك

واحسن من الكل طاعة خالقك
ذي بك تكفّل ومن صغرك كفاك

هو الذي لانوى لك دبّرك
وإن أنت دَبَّرْت نفسك يا عياك

واجهد في اهلك وطاعة والدك
خير الفوايد تطيع أمك وأباك

هذا مجرّب معي من غير شك
خزاك يا عاصي الوالد خزاك

وصلِّ يا رب ما الفوج احترك
على محمد وسائر أنبياك

* * *
المعــاملـة الصــادقـة

قال ابن سحلول يانسان
راقب إلهَ البَرِيَّه

وعامل الله والناس
بقلب صادق ونِيَّه

خل العلاقات بينك
وبين ربك قَوِيَّه

وخل بينك وبينه
أقوى سريره خَفِيَّه

فالله لا ينظر إلا
إلى العمل والطَّوِيَّه
الصـــــــــبر حكـــــمة

قصيدة للوالد/ احمد علي سحلول والد شاعر الثورة/ صالح سحلول بعث بها من أمريكا إلى أبناء عمه الذين كانوا مغتربين
في مصوع– ارتيريا، في الثلاثينيات وتتناول قضية بطالة أمريكا وقضيتين عربيتين هامتين هما قضية بريطانيا والخديوي، وقضية حرب الإمام يحيى والملك عبد العزيز آل سعود.

ابدع برب السماوات الذي خيَّم
من فوق كرسي منظم زينه واعلاه

وحَوّطه بالقلم في البدع والمختم
بلام ألف لا إله إلا أنت يا الله

يا من خلقت أمُّنا حواء وابونا آدم
بالكاف والنون يا من كوّنه وأنشاه

لي فيه سينه ولي في عروته ملزم
يفرج الهم وإلا كيف ما سواه

وازكى صلاتي عدد ما الطير يترنم
على النبي المكرم دائماً تغشاه

قال ابن سحلول ذي يبدع ويتنظم
ويخرج القاف ذي ما حد عرف معناه

أكيل من حب صافي وانسف المقدم
والخط إذا هو معلق أفصله واقراه

حليت في صرم عامد جنب حيد أصيم
في جنب الانصب رحم ذي وثره واعلاه

حيث الرباعه توقع حل سفك الدم
مصارخ للعرش مصراخ يا كَمّن ربيع أنجاه

والله وللضيف ذي نذبح وذي نكرم
ومن فسل في الضيوف الله لا وداه

يا ربّ جاهل صُغَيّر ندخله يغرم
في مغرم الدَّم وإلا الضيف ما نرثاه

إن الكرم بالشيم والجيد ما يشتم
والفسل يندم وبخله ينسله ما علاه

من بعد يا مرسلي زلهب قذيل ادهم
مسرج ملجَّم هبوب الريح ما تلفاه

ولا في الباص ولا في الترين اعظم
ولا في الميل ذي قد أمَّنه مولاه

ومن خرج من مريكن من لقي عالم
بلاد الارزاق ذي ماهي في أرض الله

فيها مائة جنس مفصح وألف جنس اعجم
تلفلفت لامريكن نصف خلق الله

واطلع في الميل ذي كنَّه قنيف اردم
فرنس ذي قد طرنزه ثمنه واغلاه

يمشي على التّيم لا أخَّر ولا قدَّم
لو يشحن التون كله داخله ما املاه

ولا وصل يلتقيه الشيف والقسطم
يشوفوا الارتكت هو حد خلف دعواه

ملفاك مرسين(1) ذي فيها العرب تلتم
سلم على الناس جمله لا أحد تنساه

واثنه وردّه بماء وردي ومسك اسحم
للفرزعي ذي كتب لي خط لاما املاه

وقل له الصبر حكمه والجريح اندم
يا رُب رامي تعَنَّى للنَّصَع واخطاه

أما من الدين شفني في القضا مهتم
وإذا أحد شل حق الناس ما ينساه

بين اذكر الدين وامسي في المنام احلم
ماهيل ما يصنع ابن آدم مع مولاه

ويوم ثاني توكل يا رسول واهتم
في الميل سافر توكل واتكل بالله

ملقاك إلى البنط(2) قد قَيَّستها بِالوَم
حيث المراكب ترادم في وسط مجراه

والانجليز ادعى في الكورت(3) واستحكم
على الخديوي وشل الخور ذي سواه

قد هو موثَّق شبيه الفص في الخاتم
لا عاد يندم قد الله أخذله واعماه

توصل مُصوّع لدى اخواني عيال العم
هم وسلتي عند ضيقي أعسره وادلاه

سلم عليهم من المشموم باحسن شم
سلام وازن قدم(4) من طيّبه واغلاه

واشرح لهم ما جرى لي والفتى يفهم
ومن تَشَفَّى فما ناشي على مقلاه

وقل لهم عاد هي غدرا وليل اظلم
يا ليت من زاد شم ابنه وشاف اصناه

ما هيل إذا الله جمَّلنا في المختم
ذي لا تكرم فياكم من فقير اغناه

والليله أشواق ما طير الهوى حوَّم
من طار لاما يوقع عند الذي يهواه

ونوجد القات في السمره ونتنادم
واقول كُلّين يابه يدّعي دعواه

سعيد مسعود من بيته اتنعّم
عزّه بلاده ولو يرقد في المرواه

خيّلت بارق وماطر من قنيف اردم
على اليمن والمسقي قال يا سيلاه

وقالوا المام يحيى جيشه اتقدم
وشل نجران والمشرق قد استولاه

سيله خطم يوم قدم ما بقى محكم
وامست جيوشه ترادف فوق جيش اعداه

وطاع للأمر ذي سربل وذي قد ضم
بأمر نافذ جزم وأمره من أمر الله

يا رُب كافر على يد الإمام أسلم
ورُب مسلم تكلم قال انا ماباه

سخيف مجنون ذي ما قيّس المختم
ما عاد ينزل من الله أروسه واعلاه

في دولته ما بقي صايح ولا مهجم
في الخلاء رقّد الذيبه عراض الشاه

لقيت زين المثالي أحمر المبسم
بنوس مغروس مثل الموس في مخباه

غاني بياضي وياضي وهد ليل اظلم
لابس مشاخس نفس ما قط شي غثّاه

سايس مهندس وجالس ما بقلبه هم
سلي هلي قشر حالي من ظمي قهواه

خرج يفرَّج في أرض الروس والبلجم
وشل تختر(1) عراضه لامُرض داواه

وصل يارب في بدعي وفي المختم
على محمد صلاتي دايماً تغشاه

* * *
"يــا من تدعي"

قال ابن سحلول يا من تَدَّعي
محَبَّة ارضك وحُبّك للوطن

إن كنت صادق فلابد أن تكن
لهذه الأرض حارس مُؤتمن

لابد تحرص عليها مثلما
تحرص على دَمّ رأسك والبدن

فإن ذَرَّه من الرّمل الذي
في بلدتك لا يعادلها ثمن

وأن تحافظ على آثارها
كما تحافظ على ابنك يا حسن

وأن تدافع بيدك واللّسان
عن وحدتك واتفاقية عدن

كفاك وانا كفاني ما مضى
من التَّفَرُق على مَرِّ الزمن

لا عد تضَيّع حليبك في الخريف
يا من في الصيف ضيّعت اللّبن

إن الصِّراعات من بعد النَّبِي
على الزَّعَامه هي أسباب المحن

إن الخلافات لا تنتج سوى
زرع المخاوف وإيقاظ الفتن

فيا مُحب الوطن احرص على
هذا الوطن رغم أعداء الوطن

فالتفرقه والخلافات يا أخي
كانت سبب طمس تاريخ اليمن


* * *
" حنـــــين وأنــــــين " ( الجزء الرابع )
أغسطس 1969م

أنا الإنسان لي غايه ومقصد
ولي مبدأ ولي نظره بعيده

تأكد أيها الطاغي تأكد
بأنك لست تُضعف لي عقيده

وإن لم أكشف اسمك يا مُعَقد
ولا المطلب لأسبابٍ عديده

بنينا جيش بالقوه مُزَوَّد
فطاردتو وشردتو جنوده

وأشعلتم بصنعاء نار توقد
وشَوَّهتو مبانيها المشيده

قصفتو كل مستشفى ومعبد
ودمرتو مصالحنا المفيده

وخليتو نقيل يسلح(1) مُبَنَّدْ
وقاسم(2) في الطويل يحشد حشوده

وناجي(3) ينسف الدرب المُعَبَّد
ويقطع بين صنعاء والحديده

ولكن الشعوب أصلب وأصمد
من آلاف الصواريخ المُبِيده

وثورات الملايين ليس تُخْمَد
بقوة أي طاغي أو جنوده

ومهما الظلم والطغيان عربد
وحكم الغاب يتحدى أُسُوده

فإن المجد والفوز المؤكد
لنا والانتصارات الأكيده

نهايتهم لها موعد محدد
لقد قربت وما هي بالبعيده



* * *
HTML Embed Code:
2024/04/27 09:50:00
Back to Top