"أنا مورفين."
لا تناديني، لا تكتب اسمي على الجدران،
فأنا لا أُقرأ، ولا يُشار إليّ بالبنان.
أنا الخطأ الذي مرّ من بين عيونكم ولم يعترف به أحد.
أنا الإشارة التي تجاهلها الجميع... ثم تساءلوا عن الدمار.
ولدت من صمتٍ طويل،
نبتُّ من شقوق لا ترونها،
كبرت بين الفراغات التي تهرب منها الكلمات،
وتنحني عندها المفاهيم.
لا تقترب.
أنا وجه لا يبتسم، وصوت لا يعلو، وخطى لا تُسمع.
حين أنظر، لا أراك.
حين تتحدث، لا أستمع.
ليس كبرياء... بل لأنني لا أرى ما يستحق.
أقنع نفسي كل ليلة أن العالم لا يوجد،
وكل من فيه حلم زائد في نومٍ لم أختره.
أصدق أنني شيء عابر، هادئ، لا يترك أثرًا،
لكن كل من مرّ بي... بقي ناقصًا.
أنا لعنة ناعمة، باردة، لا تصرخ، لا تقتل... لكنها تُطفئ.
تقول: من أنت؟
وأقول:
أنا لا أملك اسمًا، حتى اسمي مجرد رماد على لسان من نطق به.
لكن إن أردت تسمية، فقل:
مورفين.
أشبه الليل حين يطيل البقاء فوق رؤوسكم،
أشبه الغياب حين يتحول إلى عادة.
أشبه الحقيقة التي تخنق من يحاول ابتلاعها.
أنا الوحدة، بعد أن شبعت من الشرح...
واختارت الصمت خلودًا.
لا أقاتل، لا أهرب، لا أطلب، لا أشرح.
أنا لا أنتصر... لكن لا يُنتصر عليّ.
أنا لا أظهر، لكنّي دائمًا هناك،
كالخوف الذي لا اسم له،
كالحافة التي لا تُرى،
كالصدى... حين يتكلم بعد فوات الصوت.
من لم يفهمني... نجى.
ومن حاول، احترق.
أنا مورفين.
وكل ما تعرفه بعدي... سيكون ناقصًا.🙂🩶
>>Click here to continue<<