TG Telegram Group Link
Channel: شرح عمدة اﻻحكام
Back to Bottom
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٥ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الخَامِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: الطِّيبُ، فَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ تَنَاوُلُ الطِّيبِ وَاسْتِعْمَالُهُ فِي بَدَنِهِ أَوْ ثَوْبِهِ، أَوِ اسْتِعْمَالُهُ فِي أَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ؛* لِأَنَّهُ ﷺ أَمَـرَ صَاحِبَ الجُبَّةِ بِغَسْلِ الطِّيبِ وَنَزْعِ الجُبَّةِ، وَقَالَ فِي المُحْرِمِ الَّذِي وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ:«وَلَا تُحَنِّطُوهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا، وَلِمُسْلِمٍ:«وَلَا تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ».

*■ وَالحِكْمَةُ فِي مَنْعِ المُحْرِمِ مِنَ الطِّيبِ: أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ التَّرَفُّهِ وَزِينَةِ الدُّنْيَا وَمَلَاذِّهَا، وَيَتَّجِهَ إِلَى الآخِرَةِ.*

*■ وَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ قَصْدُ شَمِّ الطِّيبِ، وَلَا الِادِّهَانِ بِالمَوَادِ المُطَيِّبَةِ.*

*■ السَّادِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: قَتْلُ صَيْدِ البَرِّ وَاصْطِيَادُهُ؛* لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ أي: مُحْرِمُونَ بِالحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ أي: يَحْرُمُ عَلَيْكُمُ الِاصْطِيَادُ مِنْ صَيْدِ البَرِّ مَا دُمْتُمْ مُحْرِمِينَ؛ فَالمُحْرِمُ لَا يَصْطَادُ صَيْدًا بَرِّيًّا، وَلَا يُعِينُ عَلَىٰ صَيْدٍ، وَلَا يَذْبَحُهُ.

*■ وَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ الأَكْلُ مِمَّا صَادَهُ، أَوْ صِيدَ لِأَجْلِهِ، أَوْ أَعَانَ عَلَىٰ صَيْدِهِ؛ لِأَنَّهُ كَالمَيْتَةِ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ صَيْدُ البَحْرِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ ذَبْحُ الحَيَوَانِ الإِنْسِيِّ؛ كَالدَّجَاجِ وَبَهِيمَةِ الأَنْعَامِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِصَيْدٍ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ مُحَرَّمِ الأَكْلِ؛ كَالْأَسَدِ وَالنَّمِرِ مِمَّا فِيهِ أَذَىً لِلنَّاسِ.*
*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ الصَّائِلِ دَفْعًا عَنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ.*

■ وَإِذَا احْتَاجَ المُحْرِمُ إِلَىٰ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ؛ فَعَلَهُ وَفَدَىٰ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾.

*السَّابِعُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: عَقْدُ النِّكَاحِ لِنَفْسِهِ، فَلَا يَعْقِدُ النِّكَاحَ لِنَفْسِهِ وَلَا لِغَيْرِهِ بِالوِلَايَةِ أَوِ الوَكَالَةِ؛* لِمَا رَوَىٰ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ:«لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، وَلَا يُنْكِحُ».

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٢ - ٢٤٣ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٦ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الـثَّـامِـنُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: الــوَطْءُ؛ لِـقَـوْلِـهِ تَـعَـالَـىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ﴾ قَـالَ ابْنُ عَـبَّـاسٍ:(هُـوَ الـجِـمَـاعُ).*

*■ فَمَنْ جَـامَـعَ قَـبْـلَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ فَسَدَ نُسُكُهُ، وَيَلْزَمُهُ المُضِيُّ فِيهِ وَإِكْمَالُ مَنَاسِكِهِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ وَيَلْزَمُهُ أَيْضًا أَنْ يَقْضِيَهُ ثَانِيَ عَـامٍ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ بَــدَنَــةٍ.*
*وَإِنْ كَـانَ الـوَطْءُ بَـعْـدَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ لَمْ يَفْسُدْ نُسُكُهُ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ شَــاةٍ.*

*■ الـتَّـاسِـعُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: المُبَاشَرَةُ دُونَ الفَرْجِ، فَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ مُبَاشَرَةُ المَرْأَةِ؛ لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ إِلَى الوَطْءِ المُحَرَّمِ، وَالـمُـرَادُ بِالمُبَاشَرَةِ: مُلَامَسَةُ المَرْأَةِ بِشَهْوَةٍ.*

*■ فَعَلَى المُحْرِمِ: أَنْ يَتَجَنَّبَ الرَفَثَ وَالفُسُوقَ وَالجِدَالَ، قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.*

*■ وَالـمُـرَادُ بِالرَفَثِ: الـجِـمَـاعُ، وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَىٰ دَوَاعِي الجِمَاعِ، مِنَ المُبَاشَرَةِ وَالتَّقْبِيلِ وَالغَمْزِ، وَالكَلَامِ الَّـذِي فِيهِ ذِكْرُ الجِمَاعِ.*

*■ وَالفُسُوقُ هُـوَ: المَعَاصِي؛ لِأَنَّ المَعَاصِي فِي حَـالِ الإِحْـرَامِ أَشَـدُّ وَأَقْـبَـحُ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ تَـضَـرُّعٍ.*

*■ وَالجِدَالُ هُـوَ: المُمَارَاةُ فِيمَا لَا يَعنِي، وَالخِصَامُ مَعَ الرُّفْقَةِ وَالمُنَازَعَةُ وَالسِّبَابُ.*

*■ أَمَّـا الجِدَالُ لِبَيَانِ الحَقِّ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ؛ فَهُوَ مَأْمُورٌ بِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.*

*■ وَيُسَنُّ لِلْمُحْرِمِ: قِلَّةُ الكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» وَعَنْهُ مَرْفُوعًا:«مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ».*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٣ - ٢٤٤ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٧ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُحْرِمِ: أَنْ يَشْتَغِلَ بِالتَّلْبِيَةِ، وَذِكْرِ اللهِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَحِفْظِ وَقْتِهِ عَمَّا يُفْسِدُهُ، وَأَنْ يُخْلِصَ النِّيَّةَ لِلهِ، وَيَرْغَبَ فِيمَا عِنْدَ اللهِ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ إِحْـرَامٍ، وَاسْتِقْبَالِ عِبَادَةٍ عَظِيمَةٍ، وَقَادِمٌ عَلَىٰ مَشَاعِرَ مُقَدَّسَةٍ، وَمَوَاقِفَ مُبَارَكَةٍ.*

*■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ: فَإِنْ كَانَ مُحْرِمًا بِالتَّمَتُّعِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَدِي مَنَاسِكَ العُمْرَةِ:*
*فَيَطُوفُ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ.*
*وَيُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالأَفْضَلُ أَدَاؤُهَا عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ إِنْ أَمْكَنَ، وَإِلَّا أَدَاهُمَا فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ المَسْجِدِ.*

*ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا لِأَدَاءِ السَّعْيِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَرْوَةِ، فَيَسْعَىٰ بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، يَبْدَؤُهَا بِالصَّفَا وَيَخْتِمُهَا بِالمَرْوَةِ،*
*ذَهَابُهُ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهُ سَعْيَةٌ.*
*وَيَشْتَغِلُ أَثْنَاءَ الأَشْوَاطِ فِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ.*

*فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشَّوْطِ السَّابِعِ؛ قَصَّرَ الرَّجُلُ مِنْ جَمِيعِ شَعرَ رَأْسِهِ، وَتَقُصُّ الأُنْثَىٰ مِنْ رُؤُوسِ شَعرِ رَأْسِهَا قَدْرَ أُنْمُلَةٍ.*

*■ وَبِذَلِكَ تَتِمُّ مَنَاسِكُ العُمْرَةِ، فَيَحِلُّ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيُبَاحُ لَهُ مَا كَانَ مُحَرَّمًا عَلَيْهِ بِالْإِحْرَامِ، مِنَ النِّسَاءِ، وَالطِّيبِ، وَلُبْسِ المَخِيطِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَنَتْفِ الآبَاطِ، إِذَا احْتَاجِ إِلَىٰ ذَلِكَ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ يُحْرِمُ بِالحَجِّ عَلَىٰ مَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*

*■ وَأَمَّا الَّـذِي يَقْدَمُ مَكَّةَ قَارِنًا أُوْ مُفْرِدًا؛ فَإِنَّهُ يَطُوفُ طَوَافَ القُدُومِ، وَإِنْ شَاءَ قَدَّمَ بَعْدَهُ سَعْيَ الحَجِّ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْـرَامِـهِ إِلَىٰ يَوْمِ النَّحْرِ؛ كَمَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٤ - ٢٤٥ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٨ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَـــــابٌ*
*فِي أَعْمَالِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ*

*■ إِنَّ الأَنْسَاكَ الَّتِي يُحْرِمُ بِهَا القَادِمُ عِنْدَمَا يَصِلُ إِلَى المِيقَاتِ ثَلَاثَةٌ:*
*الإِفْـــرَادُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالحَجِّ فَقَطْ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْرَامِهِ إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ الجَمْرَةَ يَوْمَ العِيدِ، وَيَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَيَطُوفَ طَوَافَ الإِفَاضَةِ، وَيَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ سَعَىٰ بَـعْـدَ طَوَافِ القُدُومِ.
*وَالــقِــرَانُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالعُمْرَةِ وَالحَجِّ مَعًا مِنَ المِيقَاتِ، وَهَـذَا عَمَلُهُ كَعَمَلِ المُفْرِدِ؛ إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ هَدْيُ التَّمَتُّعِ.
*وَالــتَّـمَــتُّــعُ:* وَهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ مِنَ المِيقَاتِ، وَيَتَحَلَّلَ مِنْهَا إِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ، بِأَدَاءِ أَعْمَالِهَا مِنْ طَوَافٍ وَسَعْيٍ وَحَلْقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ، ثُمَّ يَتَحَلَّلُ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ أَنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ.

*■ وَأَفْضَلُ الأَنْسَاكِ هُوَ التَّمَتُّعُ؛ فَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَحْرَمَ مُفْرِدًا أَوْ قَارِنًا وَلَمْ يَسُقِ الهَدْيَ؛ أَنْ يُحَوِّلَ نُسُكَهُ إِلَى التَّمَتُّعِ، وَيَعْمَلَ عَمَلَ المُتَمَتِّعِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِمُتَمَتِّعٍ أَوْ مُفْرِدٍ أَوْ قَارِنٍ، تَحَوَّلَ إِلَىٰ مُتَمَتِّعٍ وَحَلَّ مِنْ عُمْرَتِهِ، وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ المُحِلِّينَ بِمَكَّةَ أَوْ قُرْبِهَا:* الإِحْرَامُ بِالحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَهُوَ اليَوْمُ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ فِي صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ ﷺ :(فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ).

*■ وَيُحْرِمُ بِالحَجِّ مِنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، سَوَاءٌ كَانَ فِي مَكَّةَ، أَوْ خَارِجِهَا، أَوْ فِي مِنًى، وَلَا يَذْهَبُ بَعْدَ إِحْرَامِهِ فَيَطُوفَ بِالبَيْتِ.*

قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَحْرَمَ، فَيَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ عِنْدَ المِيقَاتِ؛ إِنْ شَاءَ أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ، وَإِنْ شَاءَ مِنْ خَارِجِ مَكَّةَ، هَـذاَ هُـوَ الصَّوَابُ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِنَّمَا أَحْرَمُوا كَمَا أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ البَطْحَاءِ، وَالسُّنَّةُ أُنْ يُحْرِمَ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، وَكَذَلِكَ المَكِّيُّ يُحْرِمُ مِنْ أَهْلِهِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«مَنْ كَانَ مَنْزِلُهَ دُونَ مَكَّةَ؛ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، حَتَّىٰ أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْ مَكَّةَ») انْتَهَىٰ.

وقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَمِيسِ ضُحَىً؛ تَوَجَّهَ - يَعنِي: النَّبِيّ ﷺ - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَىٰ مِنًى، فَأَحْرَمَ بِالحَجِّ مَنْ كَانَ أَحَلَّ مِنْهُمْ مِنْ رِحَالِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا إِلَى المَسْجِدِ لَيُحْرِمُوا مِنْهُ، بَلْ أَحْرَمُوا وَمَكَّةُ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ) انْتَهَىٰ.

*■ وَبَعْدَ الإِحْرَامِ يَشْتَغِلُ بِالتَّلْبِيَةِ، فَيُلَبِّي عِنْدَ عَقْدِ الإِحْـرَامِ، يُلَبِّي بَعْدَ ذَلِكَ فِي فَتَرَاتٍ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ، إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ العِيدِ.*

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَىٰ مِنًى مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مُحْرِمًا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ قَبْلَ الزَّوَالِ، فَيُصَلِّيَ بِهَا الظُّهْرَ وَبَقِيَّةَ الأَوْقَاتِ إِلَى الفَجْرِ، وَيَبِيتُ لَيْلَةَ التَّاسِعِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - يَعنِي: إِلَىٰ مِنًى - فَصَلَّىٰ بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّىٰ طَلَعَتِ الشَّمْسُ) *وَلَيْسَ ذَلِكَ وَاجِبًا بَلْ سُنَّةٌ، وَكَذَلِكَ الإِحْرَامُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ لَيْسَ وَاجِبًا، فَلَوْ أَحْرَمَ بِالحَجِّ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ؛ جَـازَ ذَلِكَ.*

*■ وَهَـذَا المَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ، وَأَدَاءُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِيهَا: سُـنَّـةٌ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ.*
- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٤٤٥ - ٤٤٦ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٩ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ ثُمَّ يَسِيرُونَ صَبَاحَ اليَوْمِ التَّاسِعِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، مِنْ مِنَىً إِلَىٰ عَرَفَةَ، *وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ؛ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ؛ فَفِي أَيِّ مَكَانٍ وَقَفَ الحَاجُّ مِنْ سَاحَاتِ عَرَفَةَ؛ أَجْـزَأَهُ الوُقُوفُ فِيهِ، مَا عَـدَا مَا اسْتَثْنَاهُ النَّبِيُّ ﷺ، وَهُوَ بَطْنُ عُرَنَةَ؛ وَقَدْ بُيِّنَتْ حُدُودُ عَرَفَةَ بِعَلَامَاتٍ وَكِتَابَاتٍ، تُوَضِّحُ عَرَفَةَ مِنْ غَيْرِهَا، فَمَنْ كَانَ دَاخِلَ الحُدُودِ المُوَضَّحَةِ؛ فَهُوَ فِي عَرَفَةَ، وَمَنْ كَانَ خَارِجَهَا؛ فَيُخْشَىٰ أَنَّهُ لَيْسَ فِي عَرَفَةَ؛ فَعَلَى الحَاجِّ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ ذَلِكَ، وَأَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَىٰ تِلْكَ الحُدُودِ؛ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ حُصُولِهِ فِي عَرَفَةَ.*

■ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ؛ صَلُّوا الظُّهْرَ وَالعَصْرَ قَصْرًا وَجَمْعًا، بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ يَقْصِرُ الصَّلَاةَ الرُّبَاعِيَّةَ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَمِنَىً، لَكِنْ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ يَجْمَعُ وَيَقْصِرُ، وَفِي مِنَىً يَقْصِرُ وَلَا يَجْمَعُ، بَلْ يُصَلِّي كُلَّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا؛ لِعَدَمِ الحَاجَةِ إِلَى الجَمْعِ.

■ ثُمَّ بَعْدَمَا يُصَلِّي الحُجَّاجُ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ قَصْرًا وَجَمْعَ تَقْدِيمٍ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الظُّهْرِ؛ *يَتَفَرَّغُونَ لِلـدُّعَـاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالِابْتِهَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَىٰ، وَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ مِنْ عَرَفَةَ، وَلَا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَىٰ جَبَلِ الرَّحْمَةِ، وَلَا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَرَوْهُ أَوْ يُشَاهِدُوهُ، وَلَا يَسْتَقْبِلُونَهُ حَـالَ الـدُّعَـاءِ، وَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُونَ الكَعْبَةَ المُشَرَّفَة.*

*■ وَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الـدُّعَـاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّوْبَةِ فِي هَذَا المَوْقِفِ العَظِيمِ، وَيَسْتَمِرَّ فِي ذَلِكَ، وَسَوَاءً دَعَـا رَاكِبًا أَوْ مَاشِيًا أَوْ وَاقِفًا أَوْ جَالِسًا أَوْ مُضْطَجِعًا، عَلَىٰ أَيِّ حَالٍ كَانَ، وَيَخْتَارُ الأَدْعِيَةَ الوَارِدَةَ وَالجَوَامِعَ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ:«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».*

■ وَيَسْتَمِرُّ فِي البَقَاءِ بِعَرَفَةَ وَالدُّعَاءِ إِلَىٰ غُرُوبِ الشَّمْسِ، *وَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْهَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَإِنِ انْصَرَفَ مِنْهَا قَبْلَ الغُرُوبِ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ الرُّجُوعُ؛ لِيَبْقَىٰ فِيهَا إِلَى الغُرُوبِ، فَإِنْ لَمْ يَرْجِعْ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ دَمٌ؛ لِتَرْكِهِ الوَاجِبَ.*
*وَالـدَّمُ ذَبْـحُ شَـاةٍ، يُوَزِّعُهَا عَلَى المَسَاكِينِ فِي الحَرَمِ، أَوْ سُبُع بَقَرَةٍ، أَوْ سُبُع بَدَنَةٍ.*

*■ وَوَقْتُ الوُقُوفِ: يَبْدَأُ بِزَوَالِ الشَّمْسِ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى الصَّحِيحِ، وَيَسْتَمِرُّ إِلَىٰ طُلُوعِ الفَجْرِ لَيْلَةَ العَاشِرِ، فَمَنْ وَقَفَ نَهَارًا؛ وَجَبَ عَلَيْهِ البَقَاءُ إِلَى الغُرُوبِ، وَمَنْ وَقَفَ لَيْلًا؛ أَجْـزَأَهُ، وَلَوْ لَحْظَةً؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ:«مَنْ أَدْرَكَ عَـرَفَـاتٍ بِلَيْلٍ، فَقَدْ أَدْرَكَ الحَجَّ».*

*■ وَحُكْمُ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ: أَنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الـحَـجِّ، بَـلْ هُـوَ أَعْـظَـمُ أَرْكَانِ الـحَـجِّ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«الـحَـجُّ عَـرَفَـةُ» وَمَكَانُ الوُقُوفِ: هُـوَ عَرَفَةُ بِكَامِلِ مَسَاحَتِهَا المُحَدَّدَةِ، فَمَنْ وَقَفَ خَارِجَهَا؛ لَمْ يَصِحَّ وُقُوفُهُ.*

*وَفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.* ________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٤٦ - ٤٨ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٠ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي الدَّفْعِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ وَالمَبِيتِ فِيهَا وَالدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً وَأَعْمَالِ يَوْمِ العَيدِ*

■ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ: يَدْفَعُ الحُجَّاجُ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّىٰ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حَتَّىٰ غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ - يَعنِي: نَاقَتَهُ - الزِّمَامَ، حَتَّىٰ إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَىٰ:«أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ».

*■ فَهَكَذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ: السَّكِينَةُ وَالرِّفْقُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَنْ لَا يُضَايِقُوا إِخْوَانَهُمُ الحُجَّاجَ فِي سَيْرِهِمْ، وَيُرْهِقُوهُمْ بِمُزَاحَمَتِهِمْ، وَيُخِيفُوهُمْ بِسَيَّارَاتِهِمْ، وَأَنْ يَرْحَمُوا الضَّعَفَةَ وَكِبَارَ السِّنِّ وَالمُشَاةَ.*

*■ وَيَكُونُ الحَاجُّ حَالَ دَفْعِهِ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ مُسْتَغْفِرًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.*
*■ وَسُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ بِذَلِكَ مِنَ الِازْدِلَافِ، وَهُوَ القُرْبُ؛ لِأَنَّ الحُجَّاجَ إِذَا أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ، ازْدَلَفُوا إِلَيْهَا؛ أي: تَقَرَّبُوا وَمَضَوا إِلَيْهَا، وَتُسَمَّىٰ أَيْضًا: جَمْعًا؛ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا، وَتُسَمَّىٰ: بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ.*
*قَالَ فِي المُغْنِي:(وَلِلْمُزْدَلِفَةَ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ: مُزْدَلِفَةُ، وَجَمْعٌ، وَالمَشْعَرُ الحَرَامُ).*

■ وَيَذْكُرُ اللهَ فِي مَسِيرِهِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ لِأَنَّهُ فِي زَمَنِ السَّعْيِ إِلَى المَشَاعِرِ وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَهَا.

■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ صَلَّىٰ بِهَا المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ، جَمْعًا مَعَ قَصْرِ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، لِكُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةٌ، وَذَلِكَ قَبْلَ حَطِّ رَحْلِهِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، يَصِفُ فِعْلَ النَّبِيِّ ﷺ:(حَتَّىٰ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّىٰ بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ).

■ ثُمَّ يَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يُصْبِحَ وَيُصَلِّيَ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ:(ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّىٰ طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّىٰ الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ).
*وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا يُقَالُ لَهَا: المَشْعَرُ الحَرَامُ، وَهِيَ مَا بَيْنَ مَأْزِمِي عَرَفَةَ إِلَىٰ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَقَالَ ﷺ :«وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ».*

■ وَالسُّـنَّـةُ: أَنْ يَبِيتَ بِمُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلِّي بِهَا الفَجْرَ فِي أَوَّلِ الوَقْتِ، ثُمَّ يَقِفُ بِهَا وَيَدْعُوا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرَ، ثُمَّ يَدْفَعُ إِلَىٰ مِنَىً قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
*فَإِنْ كَانَ مِنَ الضَّعَفَةِ كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ؛ فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَتَعَجَّلَ فِي الدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً إِذَا غَابَ القَمَرُ، وَكَذَلِكَ يَجُوزُ لِمَنْ يَلِي أَمْرَ الضَّعَفَةِ مِنَ الأَقْوِيَاءِ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمْ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ.*
*أَمَّا الأَقْوِيَاءُ الَّذِينَ لَيْسَ مَعَهُمْ ضَعَفَةٌ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ لَا يَخْرُجُوا مِنْ مُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلُّوا بِهَا الفَجْرَ، وَيَقِفُوا بِهَا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرُوا.*

*■ فَالمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الحَجِّ...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٨ - ٢٤٩ ].
____
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢١ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ فَالمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الحَجِّ، لا يَجوزُ تركهُ لِمَنْ أتىٰ إليها قبلَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، أمَّا من وَصَلَ إليها بعدَ منتصفِ الليلِ؛ فإنه يُجْزِئُهُ البَقَاءُ فِيهَا ولو قَلِيلًا،* وإن كانَ الأفضلُ له أنْ يَبْقَىٰ فِيهَا إلىٰ طُلُوعِ الفجرِ، ويُصَلِّيَ فِيها الفجرَ، وَيَدْعُوَ بعدَ ذلك.
قال فِي المُغْنِي:(ومن لم يُوَافِ مزدلفةَ إِلَّا في النَّصْفِ الأَخِيرِ من الليلِ؛ فلا شيءَ عليهِ؛ لِأَنَّهُ لم يُدْرِكْ جُزْءًا مِنَ النِّصْفِ الأَوَّلِ، فلم يَتَعَلَّقْ بِهِ حُكْمُهُ).

*■ وَيَجُوزُ لأَهْلِ الأَعْذَارِ تَرْكُ المبيتِ بمزدلفَةَ؛* كالمريضِ الَّـذِي يُحْتَاجُ إلى تمريضهِ في المستشفى، ومن يَحْتَاجُ إليهِ المريضُ لخدمته، وكالسُّقَاةِ والرُّعَاةِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ لِلرُّعَاةِ في تركِ المَبِيتِ.
*■ فَالحَاصِلُ أنَّ المبيتَ بمزدلفةَ وَاجِبٌ من واجبات الحَجِّ لمن وَافَاها قبلَ منتصفِ الليلِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَـاتَ بِهَا، وقال:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» وإنَّمَا أُبِيحَ الدَّفْعُ بعدَ منتصفِ الليلِ؛ لِمَا وَرَدَ فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ.*

■ ثُمَّ يَدْفَعُ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلىٰ مِنَىً؛ لقولِ عُمَرَ:( كَانَ الْمُشْرِكُونَ لَا يُفِيضُونَ - يَعنِي: مِنْ جَمْعٍ - حَتَّىٰ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَِيَقُولُونَ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير - وثَبِيرُ اسْمُ جَبَلٍ يُطِلُّ علىٰ مزدلفةَ يُخَاطِبُونَهُ؛ أي: لِتَطْلُع عليكَ الشَّمْسُ حتَّىٰ نَنْصَرِفَ - فَخَالَفَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ، فَأَفَاضَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ).

■ ويدفعُ وعليه السَّكِينَةُ، فإذا بَلَغَ وَادِي مُحَسِّرٍ - وهو وَادٍ بينَ مزدلفةَ ومِنَىً يَفْصِلُ بينَهُما، وهو ليسَ منهما - فإذا بلغ هذا الوادي؛ أَسْرَعَ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ.

■ ويأخذُ حَصَى الجِمَارِ من طريقهِ قبلَ أن يصل منى، هذا هو الأفضل، أو يأخذه من مزدلفة، أو من منى، *وَمِنْ حَيْثُ أَخَذَ الحَصَىٰ؛ جَـازَ؛* لقولِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَىٰ رَاحِلَتِهِ:«الْقُطْ لِي الحَصَا» فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هِيَ حَصَى الْخَذْفِ - هُوَ ما يُخْذَفُ علىٰ رُؤُوسِ الأَصَابِعِ - فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ، وَيَقُولُ:«أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا» ثُمَّ قَالَ:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» فتكون الحصاةُ من حصى الجِمَارِ بِحَجْمِ حَبَّةِ البَاقِلَّاءِ، أكبرُ من الحمّصِ قليلًا.

*■ ولا يُجْزِىءُ الرَّمْيُ بِغَيْرِ الحَصَى، ولا بِالحَصى الكِبَارِ الَّتِي تُسْمَّىٰ حَجَرًا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَمَىٰ بِالحَصَى الصِّغَارِ، وَقَالَ:«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٤٩ - ٢٥٠ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٢ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ فَإِذَا وَصَلَ إلىٰ مِنَىً - وَهِيَ: ما بين وَادِي مُحَسِّرٍ إلىٰ جَمْرَةِ العَقَبَةِ - ذَهَبَ إلى جمرةِ العقبةِ - وَهِيَ آخِرُ الجَمَرَاتِ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ - وَتُسَمَّى الجَمْرَةَ الكُبْرَىٰ، فيرميها بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَاحِدَةً بعدَ واحِدَةٍ، بعدَ طُلُوعِ الشمسِ، وَيَمْتَدُّ زَمَنُ الرَّمْيِ إلى الغُرُوبِ.
■ ولا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ في حَوْضِ الجَمْرَةِ، سواءً استقَرَّت فِيهِ أو سَقَطَت بعد ذلك، *فَيَجِبُ على الحَاجِّ أن يُصَوِّبَ الحصا إلى حوضِ الجمرةِ، لا إلى العَمُودِ الشَّاخِصِ، فَإِنَّ هذا العمودَ مَا بُنِيَ لِأَجْلِ أَنْ يُرْمَىٰ، وليسَ هو مَوْضِعُ الرمي، وإنما بُنِيَ لِيَكُونَ عَلَامَةً على الجمرةِ، وَمَحلُّ الرَّمْيِ هُوَ الحَوْضُ، فلو ضَرَبَتِ الحَصَاةُ في العَمُودِ، وَطَارَت، ولم تَمُرَّ على الحوضِ؛ لَمْ تُجْزِئْهُ.*

*■ وَالضَّعَفَةُ ومَنْ فِي حُكْمِهِمْ يَرْمُونَهَا بعدَ منتصفِ الليلِ، وإنْ رَمَىٰ غيرُ الضَّعَفَةِ بعدَ منتصفِ الليلِ؛ أَجْزَأَهُمْ ذلك، وهو خِلَافُ الأفضلِ في حَقِّهِمْ.*

■ وَيُسَنُّ: أن لا يَبَدَأَ بشيءٍ حينَ وُصُوله إلى منى قبلَ رَمْيِ جمرةِ العقبةِ؛ لأنَّهُ تَحِيَّةُ مِنَىً.
■وَيُسْتَحَبُّ: أن يُكَبِّرَ مع كُلِّ حَصَاةٍ، وَيقول: اللَّهُمَّ اجْعَلهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا، *ولا يرمِي في يومِ النَّحْرِ غيرَ جمرةِ العقبةِ، وهذا مِمَّا اختصَّت به عن بَقِيَّةِ الجَمَرَاتِ.*
■ ثُمَّ بعدَ رمِي جمرةِ العقبةِ، الأفضلُ أن يَنْحَرَ هَدْيَهُ إن كانَ يَجِبُ عليه هَدْيُ تَمَتُّعٍ أو قِرَانٍ، فيشتريه ويذبحه، ويوزع لحمه، ويأخذ منه قِسْمًا لِيَأْكُلَ منه.

■ ثُمَّ يَحْلِقُ رَأْسَهُ أو يُقَصِّرُهُ، والحَلْقُ أفضلُ؛ لقوله تعالى:﴿مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ ولِحَدِيثِ ابنِ عُمَرَ:(أنَّ رسولَ الله ﷺ حَلَقَ رَأْسَهُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ) مُتَّفَقٌ عليهِ، وَدَعَا ﷺ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً واحِدَةً.
*■ فَإِنْ قَصَّرَ؛ وَجَبَ أن يَعُمَّ جميعَ رأسِهِ، ولا يُجْزِئُ الِاقْتِصَارُ على بعضِهِ أو جَانِبٍ مِنْهُ فَقَطْ؛* لقولهِ تعالى:﴿مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ فَأَضَافَ الحَلْقَ والتَّقْصِيرَ إلى جَمِيعِ الرَّأْسِ.

■ والمرأةُ يَتَعَيَّنُ في حَقِّهَا التَّقْصِيرُ، بأن تَقُصَّ من كُلِّ ضَفِيرَةٍ قَدْرَ أُنْمُلَةٍ؛ لِحَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا:«لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ الحَلْقُ، إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ» رواه أبو داودَ والطَّبَرَانِيُّ والدَّارَقُطْنِيُّ، وَلِأَنَّ الحَلْقَ في حَقِّ النِّسَاءِ مُثْلَةٌ، *وإنْ كَانَ رأسُ المرأةِ غيرَ مَضْفُورٍ؛ جَمَعَتْهُ، وَقَصَّتْ مِنْ أطرَافِهِ قَدْرَ أُنْمُلَةٍ.*

■ وَيُسَنُّ لِمَنْ حَلَقَ أو قَصَّرَ: أَخْذُ أظْفَارِهِ وَشَارِبِهِ وَعَانَتِهِ وَإِبطِهِ، *ولا يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَحْلِقَ لِحْيَتَهُ أَوْ يَقُصَّ شَيْئًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ بِتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ، وَنَهَىٰ عن حَلْقِهَا وعن أَخْذِ شيءٍ منها.*
*والمُسْلِمُ يَمْتَثِلُ مَا أَمَـرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَيَجْتَنِبُ ما نهَىٰ عنه، والحَاجُّ أَوْلَىٰ بذلك؛ لِأَنَّهُ فِي عِبَادَةٍ.*

■ وَمَنْ كانَ رأسُهُ ليسَ فيهِ شعرٌ؛ كَالحَلِيقِ أوِ الَّذِي لم يَنْبُتْ لَهُ شعرٌ أصلًا، وهو الأَصْلَعُ؛ فإنَّهُ يُـمِـرُّ الموسى على رأسهِ؛ لقولهِ ﷺ:«إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ؛ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٠ - ٢٥٢ ].
________
قنواتي تحتاج دعم بارك الله فيكم

#طــــــوفـــــان_الأقـــــصـــى من اليمن
@lndependent1

اطلب علاجك من طبيبك
@rwoserzm

المكتبه الشامله
@Alshamlh_Alymn
الشمائل المحمدية وأسباب النزول
@rwosem
شرح عمدة الأحكام تيسير العلام
@rwosertj
معالم منهج السلف
@rwosmji
مقتطفات ودرر منوعه
@rwoser
اقتباس وروائع الكلام
@rwosertoi
#طــــــوفـــــان_الأقـــــصـــى
https://hottg.com/BURKANLY
قصص وامجاد تاريخية
https://hottg.com/rwosertm
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٣ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ ثُمَّ بعدَ رَمْيِ جمرةِ العقبةِ وحَلْقِ رأسِهِ أو تقصيرِهِ، يكونُ قد حَـلَّ لَهُ كُلُّ شيءٍ حَرُمَ عليهِ بِالإِحْرَامِ، مِنَ الطِّيبِ واللِّبَاسِ وغيرِ ذلك؛ إِلَّا النِّسَاءَ؛ لِحَدِيثِ عائشةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُا:«إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ؛ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شيءٍ؛ إِلَّا النِّسَاءَ» رَوَاهُ سعيدٌ.
وعنها:(كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ، بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ» مُتَّفَقٌ عليهِ.

■ وهذا هو التَّحَلُّل الأَوَّل، ويحصُلُ بِاثنينِ من ثَلَاثَةٍ: رَمْيِ جمرةِ العقبةِ، وحَلْقٍ أو تقصيرٍ، وطوافِ الإِفَاضَةِ مَعَ السَّعيِ بعدهُ لمن عليهِ السَّعيُ.
■ ويحصُلُ التَّحَلُّل الثَّانِي - وَهُوَ التَّحَلُّلُ الكَامِلُ - بِفِعْلِ هذه الثَّلَاثَةِ كُلِّهَا، فإذا فَعَلَهَا؛ حَلَّ لَهُ كُلُّ شيءٍ حَرُمَ عليهِ بالإحرامِ، حَتَّى النِّسَاءُ.

■ ثُمَّ بعدَ رميِ جمرةِ العقبةِ ونَحْرِ هَدْيِهُ وحَلْقِهِ أو تقصيرِهِ؛ يفيضُ إلى مكَّةَ، فيطوفُ طوافَ الإِفَاضَةِ، ويسعى بعدهُ بين الصَّفَا والمروة إن كانَ مُتَمَتِّعًا أو قَارِنًا أو مُفْرِدًا، ولم يَكُنْ سَعَىٰ بعدَ طَوَافِ القُدُومِ؛ أَمَّا إن كانَ القَارِنُ أو المُفْرِدُ سَعَىٰ بعدَ طوافِ القدومِ، فإنَّهُ يَكْفِيه ذلك السَّعيُ المُقَدَّمُ، فيقتصِرُ على طوافِ الإفاضَةِ.

*■ وتَرتِيبُ هذه الأُمُور الأربعةِ علىٰ هذا النَّمَطِ: رَمْيُ جمرةِ العقبةِ، ثُمَّ نحَرُ الهَدْيِ، ثم الحَلْقُ أو التَّقْصِيرُ، ثم الطَّوافُ والسَّعْيُ، هذا الترتيبُ سُنَّةٌ،* ولو خَالَفَهُ فَقَدَّمَ بعضَ هذه الأمور على بعضٍ؛ فلا حَـرَجَ عليهِ؛ لأنَّهُ ﷺ مَا سُئِلَ فِي هَذَا اليومِ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ ولا أُخِّـرَ؛ إِلَّا قَالَ:«افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» لكن ترتِيبَهَا أفضَلُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَتَّبَهَا كذلك.

*■ وَصِفَةُ الطَّوَافِ بِالبَيْتِ:* أنَّهُ يَبْتَدِئُ من الحَجَرِ الأَسْوَدِ، فيحاذيه، ويستلمه بيده؛ بِأَنْ يمسَحَهُ بيده اليُمْنَىٰ وَيُقَبِّلُهُ إِنْ أَمْكَنَ، فإن لم يمكنه الوصولُ إلى الحَجَرِ لِشِدَّةِ الزَّحْمَةِ؛ فإنَّهُ يكتَفِي بالإِشَارَةِ إليهِ بيده، ولا يُزَاحِمُ لِاسْتِلَامِ الحَجَرِ أو تقبِيلِهِ، ويجعلُ البيتَ على يساره، ثُمَّ يبدأُ الشَّوْطَ الأَوَّل، ويَشْتَغِلُ بِالذَّكْرِ والدُّعَاءِ أو تلاوةِ القرآنِ، فإذا وَصَلَ إلى الرُّكْن اليَمَانِيِّ؛ اسْتَلَمَهُ إن أمكن، ولا يُقَبِّلُهُ، ويقولُ بين الركنِ اليمانيِّ والحَجَرِ الأسودِ:﴿رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ۝﴾ فإذا وصل إلى الحجرِ الأسودِ؛ فقد تَمَّ الشوطُ الأول، فَيَسْتَلِمُ الحَجَرَ، أو يُشِيرُ إليه، ويبدأُ الشوط الثاني... وهكذا حتَّى يُكْمِلَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ.

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٢ - ٢٥٣ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٤ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا؛* هِيَ: الإسلامُ، والعقلُ، والنِّيَّةُ، وَسَتْرُ العورةِ، والطَّهَارَةُ، وَتَكْمِيلُ السَّبعَةِ، وجَعلُ البيتِ عن يسارِهِ، والطَّوَافُ بِجَميعِ البيتِ؛ بِأَنْ لا يَدْخُلَ مع الحِجْرِ أو يَطُوفَ على جِدَارِهِ، وأنْ يَطُوفَ ماشِيًا مع القُدْرَةِ، والمُوَالاةُ بينَ الأَشْوَاطِ؛ إِلَّا إذا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ أو حَضَرَت جِنَازَةٌ؛ فإنَّهُ يُصَلِّي، ثُمَّ يَبنِي علىٰ ما مَضَىٰ من طَوَافِهِ بعد أن يَسْتَأْنِفَ الشَّوْطَ الَّـذِي صَلَّىٰ في أثنائه، وأن يطوفَ دَاخِلَ المسجدِ، وأنْ يَبْتَدِئَ مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ وَيَخْتِمَ بِهِ.

■ ثُمَّ بعدَ تَمَامِ الطوافِ يُصَلِّي ركعتينِ، والأفضلُ كونُهُمَا خلفَ مقامِ إبراهيمَ، وَيَجُوزُ أن يصليهما في أَيِّ مكانٍ في المسجدِ أو في غيرِهِ من الحَرَمِ، وَهُمَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، يَقْرَأُ فِي الأُولَىٰ بعدَ الفاتحةِ:﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ۝﴾ وفِي الثَّانِيَةِ:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ۝﴾.

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّفَا لِيَسْعَىٰ بينهُ وبينَ المروةِ، فَيَرْقَىٰ على الصَّفَا، وَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:(لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ثُمَّ ينزلُ من الصفا مُتَّجِهًا إلى المروةِ، ويكونُ بذلك قد بَدَأَ الشَّوطَ الأَوَّل، ويسعى بينَ المِيلَيْنِ الأخْضَرَينِ سَعيًا شَدِيدًا، وفي خَارِجِ الميلينِ يَمشِي مَشْيًا مُعتَادًا، حتَّىٰ يصلَ المروةَ، فَيَرقَىٰ عليها، ويقولُ ما قالَهُ على الصَّفَا، ويكونُ بذلك قد أنهى الشوطَ الأول، فَيَنْزِلُ من المروةِ متجها إلى الصفا، ويكونُ بذلك قد بدأ الشوط الثاني؛ يمشِي في مَوْضِعِ مَشْيِهِ، وَيَسعَىٰ في موضع سَعيِهِ... وهكذا حتى يُكْمِلَ سبعةَ أشواطٍ؛ يَبْدَؤُهَا من الصفا، ويَخْتِمُهَا بِالمَرْوةِ، ذَهَابُهُ مِنَ الصَّفَا إلى المَرْوَةِ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهَ من المروة إلى الصَّفَا سَعْيَةٌ.

■ وَيُسْتَحَبُّ أن يَشْتَغِلَ أثناءَ السَّعيِ: بالدعاءِ والذكرِ أو تلاوةِ القرآنِ، *وليسَ لِلطَّوَافِ وَالسَّعْيِ دُعَـاءٌ مَخْصُوصٌ، بل يدعو بما تَيَسَّرَ لَهُ من الأَدعِيَةِ.*

*■ وَشُرُوطُ صِحَّةِ السَّعْيِ: النِّيَّةُ، وَاسْتِكْمَالُ ما بينَ الصَّفَا والمروة، وَتَقَدُّمُ الطَّوَافِ عَلَيْهِ.*
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٣ - ٢٥٤ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٥ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــــابٌ*
*فِي أَحْـكَــامِ الـحَـجِّ الَّـتِـي تُـفْــعَــلُ فِي أَيَّــامِ الـتَّـشْـرِيـقِ وَطَـوَافِ الــوَدَاعِ*

■ وَبَعْدَ طَوَافِ الإِفَاضَةِ يَوْمَ العِيدِ يَرْجِعُ إِلَىٰ مِنَىً، فَيَبِيتُ بِهَا وُجُوبًا؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:(لَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِأَحَدٍ يَبِيتُ بِمَكَّةَ؛ إِلَّا لِلْعَبَّاسِ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ)
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه.
■ فَيَبِيتُ بِمِنَىً ثَـلَاثَ لَيَالٍ إِنْ لَمْ يَتَعَجَّلْ، وَإِنْ تَعَجَّلَ؛ بَاتَ لَيْلَتَيْنِ: لَيْلَةَ الحَادِيَ عَشَرَ، وَلَيْلْةَ الثَّانِيَ عَشَرَ.
■ وَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِيهَا قَصْرًا بِـلَا جَمْعٍ، بَلْ كُـلُّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا.

*■ وَيَرْمِي الجَمَرَاتِ الثَّلَاث كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بَعْدَ الزَّوَالِ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(رَمَىٰ رَسُولُ اللهِ ﷺ الجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحَىً، وَأَمَّا بَعْدُ؛ فَـإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ) رَوَاهُ الجَمَاعَةُ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:(كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فَـإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ رَمَيْنَا) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَقَوْلُهُ:(نَتَحَيَّنُ) أي: نُرَاقِبُ الوَقْتَ المَطْلُوبَ، وَلِقَوْلِهِ ﷺ:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».*

*■ فَـالـرَّمْـيُ فِي اليَوْمِ الحَادِيَ عَشَرَ وَمَا بَعْدَهُ؛ يَـبْـدَأُ وَقْتُهُ بَـعْـدَ الـزَّوَالِ، وَقَبْلَهُ لَا يُجْزِئُ؛ لِـهَـذِهِ الأَحَـادِيثِ؛ حَيْثُ وَقَّتَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ بِفِعْلِهِ، وَقَالَ:«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» فَكَمَا لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ قَبْلَ وَقْتِهَا؛ فَإِنَّ الرَّمْيَ لَا يَجُوزُ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَلِأَنَّ العِبَادَاتِ تَوْقِيفِيَّةٌ.*

■ قَالَ الإِمَامُ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يَصِفُ رَمْيَ النَّبِيِّ ﷺ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ؛ قَـالَ:(ثُمَّ رَجَعَ ﷺ إِلَىٰ مِنَىً مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ، فَبَاتَ بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، انْتَظَرَ زَوَالَ الشَّمْسِ، فَلَمَّا زَالَتْ، مَشَىٰ مِنْ رَحْلِهِ إِلَى الْجِمَارِ، وَلَمْ يَرْكَبْ، فَبَدَأَ بِالْجَمْرَةِ الْأُولَى الَّتِي تَلِيَ مَسْجِدَ الْخَيْفِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ، يَقُولُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلَى الْجَمْرَةِ أَمَامَهَا حَتَّىٰ أَسْهَلَ، فَقَامَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَدَعَا دُعَاءً طَوِيلًا بِقَدْرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ أَتَىٰ إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَىٰ، فَرَمَاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ انْحَدَرَ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ، فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ، يَدْعُو قَرِيبًا مِنْ وُقُوفِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَتَى الْجَمْرَةَ الثَّالِثَةَ وَهِيَ جَمْرَةُ الْعَقَبَةِ، فَاسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَاسْتَعْرَضَ الْجَمْرَةَ، فَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنَىً عَنْ يَمِينِهِ،
فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ كَذَلِكَ...)

إِلَىٰ أَنْ قَـالَ:(فَلَمَّا أَكْمَلَ الرَّمْيَ، رَجَعَ مِنْ فَوْرِهِ، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا - يَعْنِي: جَمْرَةَ العَقَبَةِ -
فَقِيلَ: لِضِيقِ الْمَكَانِ بِالْجَبَلِ، وَقِيلَ - وَهُوَ أَصَحُّ: إِنَّ دُعَاءَهُ كَانَ فِي نَفْسِ الْعِبَادَةِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْهَا، فَلَمَّا رَمَىٰ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَغَ الرَّمْيُ، وَالدُّعَاءُ فِي صُلْبِ الْعِبَادَةِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْهُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا،
وَهَذَا كَمَا كَانَتْ سُنَّتُّهُ فِي دُعَائِهِ فِي الصَّلَاةِ؛
إِذْ كَانَ يَدْعُو فِي صُلْبِهَا) انْتَهَىٰ.

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٤ - ٢٥٥ ].
____
*[ فَـتْـوَى اللَّـجْـنَــةِ الـدَّائِـمَـةِ: حَـوْلَ حَـدِيثِ - اليَوْم الَّـذِي غَفَرَ اللهُ فِيهِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوَّل يَوْمٍ مِنْ ذِي الحِجَّةِ...؛ لَا أَصْـلَ لَــهُ ]*

*<< السؤال >>*
هذه الورقة وَفِيهَا حَدِيثٌ عَنْ فَضْلِ الأَيَّامِ العَشْرِ، وَنَصُّهُ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قال:«اليوم الذي غفر اللهُ فيهِ لِآدَمَ عليه السلام، أول يوم من ذي الحجة، من صام ذلك اليوم، غفر اللهُ له كل ذنب، واليوم الثاني استجاب اللهُ فيه دعاء يونس عليه السلام، فأخرجه من بطن الحوت، من صام ذلك اليوم كَمَنْ عَبَدَ اللهَ تعالى سَنَةً لم يَعصِ اللهَ في عبادته طَرْفَةَ عَيْنٍ، واليوم الثالث اليوم الذي استجاب اللهُ فيه دعاء زكريا عليه السلام، من صام ذلك اليوم، استجاب اللهُ دعاءه، واليوم الرابع اليوم الذي وُلِـدَ فيه عيسى عليه السلام، من صام ذلك اليوم نفى اللهُ عنه البَأْسَ والفَقْرَ، فكان يوم القيامة مع السَّفَرَةِ البَرَرَةِ الكِرَامِ، واليوم الخامس اليوم الذي وُلِـدَ فيه موسى عليه السلام، من صام ذلك اليوم بَـرِئَ من النِّفَاق، وأمن من عذاب القبر، واليوم السادس اليوم الذي فتح اللهُ تعالى لنبيه فيه الخير، من صامه ينظر اللهُ إليه برحمته فلا يُعَـذَّب بعدَهُ أبدًا، واليوم السابع اليوم الذي تُغلق فيه أبوابُ جهنم ولا تفتح حتى تمْضِي أَيَّام العشر، من صام فيه أغلق اللهُ عليه ثلاثين بابًا من العُسْرِ، وفتح له ثلاثين بابًا من اليُسْرِ، واليوم الثامن اليوم الذي يسمى يوم التروية، من صامه أُعطي من الأجر ما لا يعلمه إلَّا اللهُ تعالى، واليوم التاسع اليوم الذي هو يوم عرفة، من صامه كان كفارةً لسنة ماضية وسنة مستقبلة، وهو اليوم الذي أُنزِلَ فيه:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ واليوم العاشر هو اليوم الأضحى، من قرَّبَ قربانًا فيه فبأول قطرة قطرت من دمه، غفر اللهُ له ذُنُوبَهُ وذنوب عياله، ومن أطعم فيه مؤمنًا أو تَصَدَّقَ فيه بصدقةٍ، بعثه اللهُ تعالى يوم القيامة آمِنًا، ويكون ميزانه أثقل من جَبَلِ أُحُـدٍ».

*<< الجواب >>*
*هَـذَا الـحَـدِيثُ لَا نَـعْـلَـمُ لَـــهُ أَصْـلًا،*
*وَفَـضْـلُ الـعَـمَـلِ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّـةِ، ثَـابِـتٌ فِي الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، مِثْل: حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي: أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:«وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُـلٌ خَـرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ المَجْدُ فِي المُنْتَقَىٰ:(رَوَاهُ الجَمَاعَةُ إِلَّا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ).*

وَبِاللهِ التَّوْفِيق. وَصَلَّى اللهُ علىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

*اللَّـجْـنَـةُ الـدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْإِفْـتَـاءِ*
*عضو/ بكر أبو زيد - رحمه الله -*
*عضو/ عبد الله بن غديان - رحمه الله -*
*عضو/ صالح الفوزان - حفظه الله -*
*الرئيس/ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -*
----------------------------------------
[ المصدر: فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية: جـــ: ٣ صـــ: ٢٥٠ - ٢٥٢ ]
*----------------------------------------*
*[[ مَـنْ أَرَادَ أنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعـرِهِ وَأَظْفَارِهِ وَبَشَرَتِهِ حَتَّىٰ يُضَحِّيَ ]]*

*( فَـتْـوَى اللَّجْـنَــةِ الـدَّائِـمَــةِ لِـلْإِفْـتَــاءِ )*
*- بِـالـمَـمْـلَـكَــةِ الـعَـرَبِـيَّـةِ السّـعُـودِيَّـةِ -*
*- حَــرَسَــهَــا اللهُ جَــلَّ وَعَــلَا -*

*<< السؤال >>*
الحديث:(من أراد أن يضحي أو يُضحَّى عنه فمن أول شهر ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا بشرته ولا أظفاره شيئاً حتى يضحي) هل هذا النَّهْيُ يَعُمُّ أَهْلَ البيتِ كلهم، كبيرهم وصغيرهم، أو الكبير دون الصغير؟.
*<< الجواب >>*
لَا نَعْلَمُ أَنَّ لَـفْـظَ الحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ، وَاللَّفْظُ الَّـذِي نَعْلَمُ أَنَّهُ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ هُـوَ مَا رَوَاهُ الجَمَاعَةُ إِلَّا البُخَارِيّ، *عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:«إِذَا رَأَيْتُمْ هِـلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ» وَلَفْظُ أَبِي دَاوُدَ وَهُـوَ لِمُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيِّ أَيْضًا:«مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ؛ فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ حَتَّىٰ يُضَحِّيَ».*

*فَهَذَا الحَدِيثُ: دَالٌّ عَلَى المَنْعِ مِنْ أَخْذِ الشَّعرِ وَالأَظْفَارِ، بَعْدَ دُخُـولِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، لِمَنْ أَرَادَ أنْ يُضَحِّيَ.*
*فَالـرِّوَايَةُ الأُولىٰ: فِيهَا الأمْـرُ وَالتَّرْكُ، وَأَصْلُهُ أنَّهُ يَقْتَضِي الـوُجُـوبَ، وَلَا نَعْلَمُ لَـهُ صَارِفًا عَنْ هَـذَا الأَصْلِ.*
*وَالـرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: فِيهَا النَّهْيُ عَنِ الأَخْذِ، وَأَصْلُهُ أَنَّهُ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ، أَيْ: تَحرِيمَ الأَخْذِ، وَلَا نَعْلَمُ صَارِفًا يَصْرِفُهُ عَنْ ذَلِكَ.*

*فَتَـبَيَّـنَ بِـهَـذَا: أنَّ هَذَا الحَدِيثَ خَـاصٌّ بِـمَـنْ أَرَادَ أنْ يُضَـحِّيَ فَقَط.*

*أَمَّا المُضَحَّىٰ عَنْهُ، فَسَوَاء كَانَ كَبِيرًا أَوْ صَغِيرًا، فَـلَا مَـانِـعَ مِنْ أَنْ يَأْخُـذَ مِنْ شَعرِهِ أَوْ بَشَرَتِهِ أَوْ أَظْفَارهِ، بِنَاءً عَلَى الأَصْلِ وَهُـوَ الـجَـوَازُ، وَلَا نَعْلَمُ دَلِيلًا يَـدُلُّ عَلَىٰ خِـلَافِ الأَصْـلِ.*
وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

*اللَّـجْـنَـةُ الـدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّـةِ وَالْإِفْـتَـاءِ*
*عضو/ عبد الله بن منيع - حفظه الله -*
*عضو/ عبد الله بن غديان - رحمه الله -*
*نائب الرئيس/*
*عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -*
*الرئيس/ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -*
----------------------------------------
[ المصدر: فتاوىٰ اللجنة المجموعة اﻷولىٰ:
جـــ: ١١ / صــ: ٤٢٦ - ٤٢٧ ]
*----------------------------------------*
*[[ الــتَّـــكْــبِـــيــرُ الــمُـطْــلَــقُ وَالـمُــقَــــيَّـــــدُ ]]*

*قَـالَ الإِمَـامُ: عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَـازٍ - رَحِـمَــهُ اللهُ:*

*أمَّا التَّكْبِيرُ فِي الأَضْحَىٰ فَمَشْرُوعٌ، مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَىٰ نِهَايَةِ اليَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ.*
لِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ:﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ الآيَة، وَهِيَ: أَيَّـامُ الـعَـشْـرِ.
وَقَوْلِهِ عَـزَّ وَجَلَّ:﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ الآيَة، وَهِيَ: أَيَّـامُ الـتَّـشْـرِيـقِ.
وَلِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ:«أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَذَكَـرَ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ تَعْلِيقًا، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:(أنَّهُمَا كَانَا يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ أيَّامَ العَشْرِ، فَيُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا) وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَابنُهُ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يُكَبِّرَانِ في أيَّامِ مِنَى فِي المَسْجِدِ وَفِي الخَيْمَةِ، وَيَرْفَعَانِ أَصْوَاتَهُمَا بِذَلِكَ حَتَّىٰ تَـرْتَـجَّ مِنَى تَـكْـبِـيرًا.

*وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: التَّكْبِيرُ فِي أَدْبَـارِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، مِنْ صَلَاةِ الفَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِلَىٰ صَلَاةِ العَصْرِ مِنْ يَـوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهَــذَا فِي حَقِّ غَيْرِ الحَاجِّ،* أَمَّا الحَاجُّ فَيَشْتَغِـلُ فِي حَـالِ إِحْـرَامِـهِ بِالتَّلْبِيَةِ حَتَّىٰ يَرْمِيَ جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَـوْمَ النَّحْرِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَشْتَغِـلُ بِالتَّكْبِيرِ، وَيَبْدَأُ التَّكْبِيرُ عِنْدَ أَوَّلِ حَصَاةٍ مِنْ رَمْيِ الجَمْرَةِ المَذْكُورَةِ، وَإِنْ كَـبَّـرَ مَـعَ التَّلْبِيَةِ فَـلَا بَـأْسَ، لِقَوْلِ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:(كَانَ يُلَبِّي المُلَبِّي يَوْمَ عَـرَفَـةَ، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ المُكَبِّرُ، فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ).

*وَلَكِنَّ الأَفْضَلَ فِي حَـقِّ المُحْرِمِ هُـوَ: الـتَّـلْـبِـيَـةُ، وَفِي حَـقِّ الحَلَالِ هُـوَ: التَّـكْـبِيـرُ فِي الأَيَّامِ المَذْكُورَةِ.*

*وَبِهَذَا تعْلَمُ: أَنَّ التَّـكْـبِـيـرَ المُطْلَقَ وَالمُقَيَّدَ يَجْتَمِعَانِ فِي أصَحِّ أَقْوَالِ العُلَمَاءِ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَهِيَ: يَـوْمُ عَـرَفَـةَ، وَيَـوْمُ الـنَّـحْــرِ، وَأَيَّـامُ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَـةِ.*

*وَأَمَّا اليَوْمُ الثَّامِنُ وَمَا قَبْلَهُ إِلَىٰ أَوَّلِ الشَّهْرِ؛ فَالتَّكْبِيرُ فِيهِ مُطْلَقٌ، لَا مُقَيَّدٌ، لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الآيَةِ وَالآثَـارِ.*

*وَفِي المُسْنَدِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَـالَ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»* أَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
-------------------------------------
[ المصدر : المجموع للإمام ابن باز
رحمه الله: جــ ١٣ / صــ / ١٧ - ١٩ ]
*----------------------------------------*
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٦ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا بُـدَّ مِـنْ تَـرْتِـيـبِ الـجَـمَـرَاتِ عَـلَـى الـنَّـحْـوِ الـتَّـالِـي:* يَبْدَأُ بِالجَمْرَةِ الأُولَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي مِنَىً قُرْبَ مَسْجِدِ الخَيْفِ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الوُسْطَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي الأُولَىٰ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الكُبْرَىٰ، وَتُسَمَّىٰ جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وَهِيَ الأَخِيرَةُ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، *يَرْمِي كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مُتَوَالِيَةٍ، يَرْفَعُ - مَعَ كُلِّ حَصْوَةٍ - يَدَهُ، وَيُكَبِّرُ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ فِي الحَوْضِ، سَوَاءً اسْتَقَرَّتْ فِيهِ أَوْ سَقَطَتْ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَـإِنْ لَمْ تَقَعْ فِي الحَوْضِ لَمْ تَـجُـزْ.*

■ وَيَجُوزُ لِلْمَرِيضِ، وَكَبِيرِ السِّنِّ، وَالمَرْأَةِ الحَامِلِ، أَوِ الَّتِي يُخَافُ عَلَيْهَا مِنْ شِدَّةِ الزَّحْمَةِ فِي الطَّرِيقِ أَوْ عِنْدَ الرَّمْيِ - يَجُوزُ لِهَؤُلَاءِ - أَنْ يُوَكِّلُوا مَنْ يَرْمِي عَنْهُمْ.

■ وَيَرْمِي النَّائِبُ كُلَّ جَمْرَةٍ عَنْ مُسْتَنِيبِهِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ رَمْيَ الجَمَرَاتِ عَلَىٰ نَفْسِهِ، ثُمَّ يَبْدَأُ بِرَمْيِهَا عَنْ مُسْتَنِيبِهِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ المَشَقَّةِ وَالحَرَجِ فِي أَيَّـامِ الـزِّحَـامِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَإِنْ كَانَ النَّائِبُ يُؤَدِّي فَرْضَ حَجِّهِ؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَرْمِيَ عَنْ نَفْسِهِ كُلَّ جَمْرَةٍ أَوَّلًا، ثُمَّ يَرْمِيهَا عَنْ مُوَكِّلِهِ.

■ ثُمَّ بَعْدَ رَمْيِ الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ فِي اليَوْمِ الثَّانِيَ عَشَرَ؛ إِنْ شَاءَ تَعَجَّلَ وَخَرَجَ مِنْ مِنَىً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَإِنْ شَاءَ تَأَخَّرَ وَبَـاتَ وَرَمَى الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ بَعْدَ الزَّوَالِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ، وَهُوَ أَفْضَل؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ﴾.

*■ وَإِنْ غَرَبَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ مِنْ مِنَىً؛ لَزِمَهُ التَّأَخُّرُ وَالمَبِيتُ وَالرَّمْيُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَىٰ يَقُولُ:*
*﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ وَاليَوْمُ اسْمٌ لِلنَّهَارِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ؛ فَمَا تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٥ - ٢٥٦ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٧ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ وَالمَرْأَةُ إِذَا حَاضَتْ أَوْ نُفِسَتْ قَبْلَ الإِحْرَامِ ثُمَّ أَحْرَمَتْ، أَوْ أَحْرَمَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ ثُمَّ أَصَابَهَا الحَيْضُ أَوِ النِّفَاسُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ؛ فَإِنَّهَا تَبْقَىٰ فِي إِحْرَامِهَا، وَتَعْمَلُ مَا يَعْمَلُهُ الحَاجُّ مِنَ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَالمَبِيتِ بِمُزْدَلِفَةَ وَرَمْيِ الجِمَارِ وَالمَبِيتِ بِمِنَىً؛ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالبَيْتِ وَلَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ حَتَّىٰ تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا أَوْ نِفَاسِهَا.

■ لَكِنْ لَوْ قُدِّرَ أَنَّهَا طَافَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهَا الحَيْضُ بَعْدَ الطَّوَافِ؛ فَإِنَّهَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَلَا يَمْنَعُهَا الحَيْضُ مِنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ السَّعْيَ لَا لَا يُشْتَرَطُ لَهَا الطَّهَارَةُ.

*■ فَإِذَا أَرَادَ الحَاجُّ السَّفَرَ مِنْ مَكَّةَ وَالرُّجُوعَ إِلَىٰ بَلَدِهِ أَوْ غَيْرِهِ؛ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّىٰ يَطُوفَ لِلْوَدَاعِ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ إذَا فَرَغَ مِنْ كُلِّ أُمُورِهِ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الرُّكُوبُ لِلسَّفَرِ؛ لِيَكُونَ آخِرَ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ؛ إِلَّا المَرْأَةَ الحَائِضَ؛ فَإِنَّهَا لَا وَدَاعَ عَلَيْهَا، فَتُسَافِرُ بِدُونِ وَدَاعٍ؛*
كَمَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُمَا؛ قَـالَ:(أُمِـرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِـرُ عَهْدِهِمْ بِالبَيْتِ؛ إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ المَرْأَةِ الحَائِضِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ؛ قَـالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ حَتَّىٰ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه.

*وَعَنِ ابْنَ عَبَّاسٍ:(أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ بِالبَيْتِ، إِذَا كَانَتْ قَدْ طَافَتْ لِلْإِفَاضَةِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ.*

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، قَالَتْ فَذَكَرْتُ حَيْضَتَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ:«أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ الْإِفَاضَةِ، قَالَ:«فَلْتَنْفِرْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
________
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٦ - ٢٥٧ ].
________
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٨ )*
____
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي أَحْـكَـامِ الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ*

*■ الـهَـدْيُ: مَا يُهْدَىٰ لِلْحَرَمِ وَيُذْبَحُ فِيهِ مِنْ نَعَمٍ وَغَيْرِهَا، سُمِّيَ بِذَلِكَ: لِأَنَّهُ يُهْدَىٰ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.*
*■ وَالأُضْحِيَةُ: بِضَمِّ الهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا: مَا يُذْبَحُ يَوْمَ العِيدِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ، تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ.*
*■ وَأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَىٰ مَشْرُوعِيِّتِهِمَا.*

قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ:(القُرْبَانُ لِلْخَالِقِ يَقُومُ مَقَامَ الفِدْيَةِ لِلنَّفْسِ المُسْتَحِقَّةِ لِلتَّلَفِ، وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ فَلَمْ يَـزَلْ ذَبْـحُ المَنَاسِكِ وَإِرَاقَةُ الدِّمَاءِ عَلَى اسْمِ اللهِ مَشْرُوعًا فِي جَمِيعِ المِلَلِ) انْتَهَىٰ.

*■ وَأَفْضَلُ الـهَـدْيِ: الإِبِـلُ، ثُـمَّ الـبَـقَــرُ، إِنْ أُخْـرِجَ كَامِلًا؛ لِكَثْرَةِ الثَّمَنِ، وَنَفْعِ الفُقَرَاءِ، ثُـمَّ الـغَـنَـمُ.*
*■ وَأَفْضَلُ كُلِّ جِنْسٍ: أَسْمَنُهُ، ثُمَّ أَغْلَاهُ ثَمَنًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ۝﴾.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ إِلَّا جَذَعُ الضَّأْنِ، وَهُوَ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَالثَّنِيُّ مِمَّا سِوَاهُ مِنْ: إِبِـلٍ وَبَـقَـرٍ وَمَـعْـزٍ، وَالثَّنِيُّ مِنَ الإِبِـلِ: مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ، وَمِنَ الـبَـقَـرِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَمِنَ الـمَـعْـزِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ.*

■ وَتُجْزِئُ الشَّاةُ فِي الـهَـدْيِ عَنْ وَاحِدٍ، وَفِي الأُضْحِيَةِ تُجْزِئُ عَنِ الوَاحِدِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَتُجْزِئُ البَدَنَةُ وَالبَقَرَةُ فِي الهَدْيِ وَالأُضْحِيَةِ عَنْ سَبْعَةٍ؛ لِقَوْلِ جَـابِـرٍ:(أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الإِبِلِ وَالبَقَرِ كُلَّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ أَبُو أَيَّوبَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

*■ وَالشَّاةُ أَفْضَلُ مِنْ سُبُعِ البَدَنَةِ أَوِ البَقَرَةِ.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٧ - ٢٥٨ ].
____
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٩ والأخير )*
____
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ، وَنَقْصِ الأَعْضَاءِ وَمِنَ الهُزَالِ؛*
فَلَا تُجْزِئُ العَوْرَاءُ بَيِّنَةُ العَوَرِ، وَلَا العَمْيَاءُ، وَلَا العَجْفَاءُ، وَهِيَ: الهَزِيلَةُ الَّتِي لَا مُخَّ فِيهَا، وَلَا العَرْجَاءُ: الَّتِي لَا تُطِيقُ المَشْيَ مَعَ الصَّحِيحَةِ، وَلَا الهَتْمَاءُ: الَّتِي ذَهَبَتْ ثَنَايَاهَا مِنْ أَصْلِهَا، وَلَا الجَدَّاءُ: الَّتِي نَشِفَ ضَرْعُهَا مِنَ اللَّبَنِ بِسَبَبِ كِبَرِ سِنِّهَا، وَلَا المَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا؛ *لِحَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَقَالَ:«أَرْبَـعُ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسِائِيُّ.*

*■ وَوَقْتُ ذَبْحِ هَـدْيِ التَّمَتُّعِ وَالأَضَاحِي: بَـعْـدَ صَلَاةِ العِيدِ إِلَىٰ آخِـرِ أَيَّـامِ التَّشْرِيقِ عَلَى الصَّحِيحِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ هَدْيِهِ - إِذَا كَانَ هَدْيَ تَمَتُّعٍ أَوْ قِرَانٍ - وَمِنْ أُضْحِيَتِهِ وَيُهْدِي وَيَتَصَدَّقُ؛ أَثْـلَاثًـا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا﴾.*

*■ وَأَمَّا هَدْيُ الجُبْرَانِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَنْ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ أَوْ عَنْ تَـرْكِ وَاجِبٍ؛ فَلَا يَأْكُلُ مِنْهُ شَيْئًا.*

■ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ؛ لَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا إِلَىٰ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ؛ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا، حَتَّىٰ يُضَحِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، *فَـإِنْ فَـعَـلَ شَـيْـئًـا مِـنْ ذَلِـكَ؛ اسْـتَـغْـفَــرَ اللهَ، وَلَا فِـدْيَـةَ عَـلَـيْـهِ.*
____
[ صَـــفْــــحَــــة: ٢٥٨ - ٢٥٩ ].
____
HTML Embed Code:
2024/06/14 06:53:39
Back to Top