TG Telegram Group & Channel
قراءات | United States America (US)
Create: Update:

المرايا و معاركات البقاء
قراءة في : أفعى تأكل ذيلها لـ حسين الضو
 
" إن ما تخلفه الأم لا يمكن محوه ، هي مثل البذرة التي ينبت منها أفراد البيت كله ، إن كانت خيرا فخير و إن كانت شرا فشر ، و للتخلص من تلك البذرة تموت الشجرة بالكامل " الرواية ص 93
 
تقدم رواية أفعى تأكل ذيلها للكاتب و الناقد حسين الضو و الصادرة عن دار أثر للنشر  شبكة من التساؤلات التي تتغذى على تحفيز فكر القارئ ، و خلق عالم متضاد ، هلامي أحيانا و ثابت أخرى متخلق من ترشحات ( الوعي و اللاوعي ) .
الرواية على قصرها تفتح نوافذ لأسراب عديدة من الأفكار ، و التي تبدو للوهلة الأولى مترفة مترفعة إلا أن المتلقي من خلال الانغماس بالرواية يكتشف أنها الأكثر تماسا مع هم الإنسان و متاعبه الأساسية ، و رغم أن التقديم الذي استهلت به الرواية يعطي القليل من ملامحها  أو لنقل ملامح من أجوائها  إلا أن متعة الاكتشاف ، و السير وسط فخاخ من الأحجيات الذكية يُبقي المتلقي رهن الدهشة .
تقوم الرواية على فكرة أساسية و هي فكرة الخلود ، و ذلك الدوران المستمر بين نقطة البداية و النهاية و الفناء و البقاء ، و تقدم من خلال الفكرة أيضا فكرتين فرعيتين :
أ / الوعي الذاتي .
ب/ المنشأ الأساسي .
و رغم عمق المعنى نجد البناء السردي سال بليونة دون تكلف بل متماهيا مع قدرة القارئ و مشبعا بلذة الحبكة و متعة الاكتشاف
.

_ البذرة الأولى :

تبدأ الرواية بموت الأم ، الواقعة المغذية لتطور الأحداث ، و تُسرد هذه الواقعة من خلال خمسة أصوات ، لكل منها رؤى خاصة حول الشخصية و موتها و ترشحاته ، تعرض هذه الرؤى بحيادية ، لكن مُعززة ببعض الرموز ، و هذا من فنيات العمل ، إذا كلما سارت عجلة السرد للإمام دفعت المتلقي للعودة إلى الرؤى السابقة لتعزيز فكرة ما أو استبعادها .
موت الأم هو المشكلة الأساسية و إن بدا حلا ، ففقدها يشكّل يدا جبارة تنبش في أعماق كل شخصيات العمل و تخرج مآزقها و متاعبها لتعيدها إلى رف أمامي في الواجهة تماما .
نحن في هذه المواجهة نستوثق من مبدأ قديم ، بديهي و متفق عليه ، حول أثر الأم في الأسرة ، و في تركيبة أفرادها ، و مدى أهمية المنشأ في التشكيل الإنساني ، و قد ضمّن الكاتب هذه الفكرة بالرواية عبر الرسم السردي ، و ركزها من خلال الاقتباس الذي بدأت به القراءة و الوارد صفحة ( ٩٣ ) .
الأم هي التي أثرت على ( هو ) الشخصية المتحدثة الأولى في الرواية ، و هي التي أفرزت الكآبة في حياة الأب ، و حتى مريم التي بدت منيعة في مقتبل الأحداث ، تمكن الغضب أو جور الوعي بعد الإبصار من تحرير مشاعرها السلبية المكبوتة كطفلة تنعتها الأم بـ البومة العمياء من أن تطفح على السطح فتشوهها .
فمن تكون هذه الأم ؟
هل يحاول الناص أن ينقد تلك الشخصية النمطية للعجوز التي يصب حقد قلبها عبر لسانها بين تعبث يدها بالمسبحة ، و يعري ذلك التدين السطحي المفرغ من مفهوم الأخلاق .
أم أن الأم هنا هي الأفعى الغوية التي شطرها ( هو ) من بين أغصان شجرة الجهنمية ؟ فهي النفس التي تحرك الكائن وفق جوعها و تطلباتها .
أم هي المرايا التي نبصر من خلالها انعكاس ظلمانيتنا ؟

المرايا و معاركات البقاء
قراءة في : أفعى تأكل ذيلها لـ حسين الضو
 
" إن ما تخلفه الأم لا يمكن محوه ، هي مثل البذرة التي ينبت منها أفراد البيت كله ، إن كانت خيرا فخير و إن كانت شرا فشر ، و للتخلص من تلك البذرة تموت الشجرة بالكامل " الرواية ص 93
 
تقدم رواية أفعى تأكل ذيلها للكاتب و الناقد حسين الضو و الصادرة عن دار أثر للنشر  شبكة من التساؤلات التي تتغذى على تحفيز فكر القارئ ، و خلق عالم متضاد ، هلامي أحيانا و ثابت أخرى متخلق من ترشحات ( الوعي و اللاوعي ) .
الرواية على قصرها تفتح نوافذ لأسراب عديدة من الأفكار ، و التي تبدو للوهلة الأولى مترفة مترفعة إلا أن المتلقي من خلال الانغماس بالرواية يكتشف أنها الأكثر تماسا مع هم الإنسان و متاعبه الأساسية ، و رغم أن التقديم الذي استهلت به الرواية يعطي القليل من ملامحها  أو لنقل ملامح من أجوائها  إلا أن متعة الاكتشاف ، و السير وسط فخاخ من الأحجيات الذكية يُبقي المتلقي رهن الدهشة .
تقوم الرواية على فكرة أساسية و هي فكرة الخلود ، و ذلك الدوران المستمر بين نقطة البداية و النهاية و الفناء و البقاء ، و تقدم من خلال الفكرة أيضا فكرتين فرعيتين :
أ / الوعي الذاتي .
ب/ المنشأ الأساسي .
و رغم عمق المعنى نجد البناء السردي سال بليونة دون تكلف بل متماهيا مع قدرة القارئ و مشبعا بلذة الحبكة و متعة الاكتشاف
.

_ البذرة الأولى :

تبدأ الرواية بموت الأم ، الواقعة المغذية لتطور الأحداث ، و تُسرد هذه الواقعة من خلال خمسة أصوات ، لكل منها رؤى خاصة حول الشخصية و موتها و ترشحاته ، تعرض هذه الرؤى بحيادية ، لكن مُعززة ببعض الرموز ، و هذا من فنيات العمل ، إذا كلما سارت عجلة السرد للإمام دفعت المتلقي للعودة إلى الرؤى السابقة لتعزيز فكرة ما أو استبعادها .
موت الأم هو المشكلة الأساسية و إن بدا حلا ، ففقدها يشكّل يدا جبارة تنبش في أعماق كل شخصيات العمل و تخرج مآزقها و متاعبها لتعيدها إلى رف أمامي في الواجهة تماما .
نحن في هذه المواجهة نستوثق من مبدأ قديم ، بديهي و متفق عليه ، حول أثر الأم في الأسرة ، و في تركيبة أفرادها ، و مدى أهمية المنشأ في التشكيل الإنساني ، و قد ضمّن الكاتب هذه الفكرة بالرواية عبر الرسم السردي ، و ركزها من خلال الاقتباس الذي بدأت به القراءة و الوارد صفحة ( ٩٣ ) .
الأم هي التي أثرت على ( هو ) الشخصية المتحدثة الأولى في الرواية ، و هي التي أفرزت الكآبة في حياة الأب ، و حتى مريم التي بدت منيعة في مقتبل الأحداث ، تمكن الغضب أو جور الوعي بعد الإبصار من تحرير مشاعرها السلبية المكبوتة كطفلة تنعتها الأم بـ البومة العمياء من أن تطفح على السطح فتشوهها .
فمن تكون هذه الأم ؟
هل يحاول الناص أن ينقد تلك الشخصية النمطية للعجوز التي يصب حقد قلبها عبر لسانها بين تعبث يدها بالمسبحة ، و يعري ذلك التدين السطحي المفرغ من مفهوم الأخلاق .
أم أن الأم هنا هي الأفعى الغوية التي شطرها ( هو ) من بين أغصان شجرة الجهنمية ؟ فهي النفس التي تحرك الكائن وفق جوعها و تطلباتها .
أم هي المرايا التي نبصر من خلالها انعكاس ظلمانيتنا ؟


>>Click here to continue<<

قراءات




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)