TG Telegram Group Link
Channel: مُدْرك
Back to Bottom
"فيا ربي أنت فقط مَن يعلم كيف أنّ كل بحثي عن معنى الحياة انتهى بعلمي أنّك كنت أنت دومًا ذلك الشيء الجميل."
" آهٍ من لَيْتَ، إنها أكبر عِلَلِ الدنيا."

- الرافعي.
رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا حَبَشِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالْأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمَا آمَنْتَ بِهِ، وَعَمِلْتُ بِمَا عَمِلْتَ، أَكَائِنٌ أَنَا مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟
قَالَ: [نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الْأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ وَضِيَاؤُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ]

ثُمَّ نَزَلَتْ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَى قَوْلِهِ: "وَإِذَا رَأَیۡتَ ثَمَّ رَأَیۡتَ نَعِیمࣰا وَمُلۡكࣰا كَبِیرًا"
قَالَ الْحَبَشِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنَّ عَيْنِيَّ لِتَرَى مَا تَرَى عَيْنَاكَ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (نَعَمْ)..
فَبَكَى الْحَبَشِيُّ حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ -رُوحه-

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ وَيَقُولُ: «إِنَّ هَذَا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً» :")
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: [وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَوْقَفَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَيْ عَبْدِي لَأُبَيِّضَنَّ وَجْهَكَ وَلْأُبَوِّئَنَّكَ مِنَ الجنة حيث شئت، فنعم أجر العاملين]..
"إنما أخرج نفس صاحبكم شوقه إلى الجنّة"
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته..
لكل هول من الأهوال مقتحم!

البوصيري
ماذا لو كنت على سفر في طريق طويل، بلا زاد ولا ماء، وأضللت طريقك وقد بلغ بك من المشقة والعنت ما أيقنت معه بالهلكة، ثم عرض لك رجل معه زاد وماء ومعرفة، فأنعش جسمك بالطعام اللذيذ، وأروى عطشك بالماء الزلال، وأقامك على الطريق الصحيح، من غير أن يأخذ منك أجراً على ذلك؟ حتماً أنك لن تنسى معروفه ما بقيت، وما بقي هذا المعروف مستحضراً بذاكرتك كلما أسدلت عليك نعمة، أو تجدّد عليك معروف، وسيظل لسانك يلهج بذكر ذلك الرّجل العظيم!
ذلك مثلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي هدانا إلى الصراط المستقيم، بعدما كابد المشقة كلّها، وعانى البلاء كلّه، وجاهد الجهاد كلّه، فصلى الله عليه وسلم ما تعاقبت علينا النّعم العظام، وصلى الله عليه وسلم ما استنارت بهديه الليالي الداجيات، وصلى الله عليه وسلم ما اتّصل الليل بالنهار!

هاني الصاعدي
اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ صلاة تُشرح بها الصدور، وتُهَون بها جميع الأمور برحمة منك يا عزيز يا غفور، وعلى آله وصحبه وسلم!
في ذكرى وفاة الرافعي

سئل مصطفى صادق الرافعي، ماذا يريد أن يقال عنه بعد الموت؟ فكتب جوابه قبل وفاته بشهرين في صفحة بارزة بين خالدات آثاره، ومما جاء فيها: "وبعد الموت يقول الناس أقوال ضمائرهم، لا أقول ألسنتهم؛ إذ تنقطع مادة العداوة بذهاب من كان عدوًّا، وتخلص معاني الصداقة بفقد الصديق، ويرتفع الحسد بموت المحسود، وتبطل المجاملة باختفاء من يجاملونه".

ثم أورد بعض الكلمات التي اعتقد أنها ستقال عنه: كـ"معجزة الأدب وحجة العرب ومؤيد الدين"، ليستطرد قائلا: "أما أنا، فماذا ترى روحي وهي في الغمام وقد أصبح الشيء عندها لا يسمى شيئًا، إنها سترى هذه الأقوال كلها فارغة من المعنى اللغوي الذي تدل عليه، لا تفهم منها شيئا إلا معنى واحدا هو حركة نفس القائل وخفة ضميره، فشعور القلب الثائر هو وحده اللغة المفهومة بين الحي والميت".

ولكن أي مولانا مصطفى، إذا كنت أصبحت باستجلاء نفسك وهي لم تزل أسيرة جوارحك، فإنك خدعت بإطلاقك حسن ظنك على الناس أجمعين، لأنك اتخذت تجردك مقياسًا، فحسبت أن خصومك سينصفونك بعد موتك كما أنصفت انت من جادلتهم وجادلوك وأردت أن تفهمهم وما أرادوا أن يفهموك".
"لَو عرفتَ قدركَ يا مسكِين، ما ألقيتَ جوهَرة قلبِك فِي مزابِل الهوىٰ".

ابن الجوزي
ربما رحلتك الحقيقية ستبدأ وقتما تدرك أنك لست محورا للكون، وأنه ما من أسطورة شخصية هناك ولا أحلام، و إنما قصة قصيرة أشبه بغرفة لها بابان، تدخل من أحدهما فما تلبث أن تخرج من الآخر، وأن ضباب الشعارات يعميك عن رؤية حقيقتك، وأن سعيك لتصبح أي شيء على وزن (أفعل) ما هو إلا سعي وراء سراب بقيعة إذ تحسبه ماء، وأن البريق مخادع غالبا... وأن "تغيير العالم" ليس من اختصاصك وأنت لا تقدر على ملك زمام نفسك، وأن القضايا الفكرية التي تشتغل بها لن تنصر "الأمة" ولن تسد "الثغر" ما دمت لم تنصر أنت نفسك وتسد ثغورك أولا، وأن مقاييس البشر تستهلكك وتكاد تهلكك.. وأن الجدية عزيزة، والمتاح هو اختبارك، وأن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت!
" ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"
قال ابن مسعود لم يكن بين أن أسلمنا وبين أن عاتبنا الله بتلك الآية سوى أربع سنوات!
أعلم أنه لا سبيل إلى النجاة التامة من الهموم؛ لكن العبد يسأل الله المعافاة، ويسأله التقوي على ما وقع منها، والحكمة في معالجة آثارها، فلا تقعده المصيبة عن استكمال بقية أنشطته، ولا يحمله ضغط اللحظة على اتخاذ قرار يمتد أثره أبعد من الظرف نفسه.

- بدر الثوعي.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سورة الضحى، سورة فيها من الحنان والسلوان مايكفى هم الدنيا والله، تجد فيها لطائف الود وهمسات الشفقة ونسائم الرحمة، تجدها يد حانية تمسح على الآلام والمواجع وتنسم بالروح والرضى، إنها كلها خالصة للنبي- صلى الله عليه وسلم-، كلها نجاء له من ربه، وتسرية وتسلية وترويح وطمئنة، كلها أنداء من كرم الله ولطفه وهدهدة للروح المتعبة، والخاطر القلق والقلب الموجوع.
‏ما لا يعني لك شيئا، ولا يُمثّل لك أيّ قيمة.. (قالوا أضغاث أحلام).. قد يعني الكثير، بل ويكون الحياةَ لآخرين.. (قال: تزرعون سبع سنين دأبا).
فَهذا الابتِلاء والامتِحان مِن تَمامِ نصرِه وعزّه وعافِيَتِه، ولِهذا كانَ أشدّ النّاس بَلاء الأنبِياء ثمَّ الأقربُ إليهِم، فالأقرَب يُبتلىٰ المرءُ علىٰ حسبِ دينِه، فإنْ كانَ فِي دِينه صَلابة شدّد عليهِ البّلاء وإنْ كانَ فِي دِينه رِقّة خفّف عنهُ ولا يزالُ البَلاء بالمُؤمِن حتّىٰ يمشِي علىٰ وجهِ الأرض وليسَ عليهِ خطِيئَة.

ابنُ القيّم
كثيرون حسدُوا الخَضْر على معرفتِه، قلائلٌ هُم مَن أدركُوا عُمق المَأسَاة..!
من ثمرات الإيمان باسم ﷲ (الواسع) ألا يعلق العبد قلبه بالأسباب، بل يعلقه بمسببها، ولا يتشوش إذا انسد عنه باب منها، لأن ﷲ واسع عليم، وطرق فضله لا تعد ولا تحصى، ومهما انغلقت الأبواب فتح ﷲ سواها مما هو خير منها وأحسنُ عقبى!

‏«لا تيأسنَّ لبابٍ سُد في طلب
‏فالله يفتحُ بعد الباب أبوابًا»
‏لا يحجبك إلْفُ العادة عن رؤية المنعم.
الحمد لله على أنفاسنا
أوّل بشائر الدعاء أن تُساق له؛ فمن حرّك فيك الحاجة، وأيقظ بك الرغبة، وهيأ لك المواطن الموائمة، وسخّر قواك وبيانك وأنطقك، وأجرى بعينك حرارة الرجاء= قد أعطاك لمّا يسّر لك السؤال.

يقول التوحيدي: «إذا زَخر بك وادي الدعاء؛ فاعلم أنّك مرادٌ بالإجابة»
الأذكار حِنطة الحب التي تغذو القلب بالمحبة، ونور الحياة الذي يجدد فيه ميثاق العبودية لله رب العالمين سبحانه وبحمده، وحده.
والموفق هو الذي يستفتح نهاره وليله عبدا يبصر نفسه والعالم في رِق الشرف ذلةً لله تعالى، وحبا له سبحانه!
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله.
HTML Embed Code:
2024/05/16 06:19:06
Back to Top