وتظن أنك حُرمت .. والحق أنك رُحمت

فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
مادام في السماء من يحميني، فليس في الأرض ما يؤذيني

لا تقل : هذه أثقل أيامي همَّا، بل قل : هذه أعظم أيامي أجرا ..
ذكّر نفسك بالأجر، فيهون الكسر

‏أمَّا عني؟ .. فتركتُ كل الأمر بيد اللّٰه .. ما أحب، وما أكره .. فالأول هو قادر على منحي إياه، والثاني هو قادر على صرفه عنَّي .. وليس ذلك على اللّٰه بعزيز

فما ظنكم برب العالمين "
سيزول الألم .. ويعود الغائب .. ويتحقق الأمل .. ويشفى المريض .. وتذهب الأحزان .. وينجلي الخوف .. ويتلاشى الوجع .. ويأتي خير كثير جدا .. هكذا ظننا برب العالمين

وقد يصرف الله اليوم عنك شيئاً تحبه فتأسف عليه، ويتفطَّر قلبك أسى على فواته .. وفي علم الله السابق، أن وقوعه لك، وحصولك عليه؛ يضرُّك في دينك أو دنياك، فيحميك منه - لا بخلًا ولا عجزاً - وإنما رحمة ورأفة، وعناية ورعاية، ولُطفاً وعطفاً، وكفاية ووقاية

الكربُ مؤقتٌ، واللهُ معك!

تعثّرَ، فسجدَ .. فأقامَ اللهُ أمره!

ستواجه إمتحانك وستعلن إنتصارك، ستفخر بنفسك وتحقق أحلامك، لا تفكر بما مضى من خيباتك، لا تلتفت لأي شخص يقلل من قدراتك، ما خُلقت لتُهزم من عثرات طريقك، أتظن أن الله سيجعلك في موقف يفوق إمكانياتك؟ لا تغفل أبداً عن مميزاتك، كل حرف قرأته وجهد بذلته في سبيل علمك لن يضيع جزاءه عند ربك

‏﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾

‏الحمدلله على أنّ الشعور يزول، وأنّ التعب يُمحى، وأنّ الشمس تتجدّد عقب الليالي الكاحلة، الحمدلله أن الإنسان مفطور على قدرة البدء من جديد، الحمدلله على أن الأمس فات، واليوم آت، وأنّ الخير الوليد لهذا اليوم مرهونٌ بظنّي

هكذا هي الدّنيا كسرٌ وجبر، تعثّر ونهوض، عسرٌ ويُسر، المهم يا صاحبي أن تكون مع الله دومًا، هذا هو الرّبح الذي إن فُزت فيه فقد ملكت كلّ شيء ، وثق إنَّ ربًّا كفاك ما مَضَى سيكْفيك ماهو قَادم

- بتهون، يا صاحبي الله بيهوّنها عليك.

سألتهُ كيف يبدو بهذه القوة؟
فأخبرني أنهُ يمضي بانكسارات نفسه إلى الله، فيعودُ مجبورًا في كلّ مرة

ولعلّ ما تسعى إليهِ، يسعى إليك!

ما خابَ قلبٌ قالَ: يا رحمنُ!

استمر، الله ما بيضيع تعبك.

والحقيقة ...
أن اللهَ لن يظلِمك أبدًا، بل سيأتيكَ بالبُشرى في الوقت الذي اختارهُ لك، سيُبهجك وتطيرُ فرحًا في تلك اللحظة التي تجهلُ مدى روعة توقيتها.

والآن ...
أفلا ترضى بتدبير الله لَك؟

صدّقني أنّك إن رضيت بحُكمِ الله؛ فإنَها لن تمضي حياتك حتى تستوفي فيها كلّ شيءٍ يُرضيك من الله

يمضِي عمرك، وأنتَ ترى من تيسّرت لهُ أمورُ دنياه، فيصيبُك اليأسُ من واقعك، ويؤرقكَ الخوف والقلقُ على مستقبلك المجهول!