TG Telegram Group Link
Channel: مِشْكاةٌ•
Back to Bottom
والله لا يطيب لراجي الآخرة عيش إذا كان يتوقف عند كل نقاش، ويرد على كل مسيء؛ إنما مثَل صاحب الرسالة كساعي البريد، حُمّل رسائل كثيرة في وقت محدود، فلو أوصل الرسالة الأولى فالثانية فالثالثة وسافهه أحدهم ثم توقف للرد عليه لفات موعد تسليم بقيّة الرسائل؛ العمر قصير، قصير جدًا.

-بدر آل مرعي.
"‏نُبل.. أن تهذّب فرحتك أمام المحزون".

| إيمان.
‏دعا أبو حيّان فقال:
"أسبغ علينا نعمتك بما وهبتَ لنا من توحيدك، ولا تهجرنا بعد وصلك، قد عادينا أعداءَك فيك فلا تـشمتهم بنا لتقصيرنا في حقِّك، قد كَددنا لَكَ فأرحنا بك".

فأرحنا بك! ♥️
‏برنامجك العلميّ الذي ليس فيه وردٌ يوميٌّ من القرآن وتفسيره، برنامجٌ جافّةٌ عروقُه، مُجْدِبَةٌ أرضُه، مُمْسِكةٌ عن الغيث سماؤه.
برنامج يُسْرِعُ إليه البِلَىٰ، ويُزعِجُ المَلَلُ استمرارَه، ولا يأوي إلى رُكْنٍ شديد.
باختصار، برنامج بلا روح لا حياة فيه.

د. بندر الشراري.
‏"عُجب المرء بنفسه؛ أحَدُ حُسَّاد عقلِه".
‏• إذا كان القلب بهيميًّا زائغًا عن الإنسانية إلى حيوانيته؛ استفاضت ظُلمته وشهواته على ما حوله، فلن يشهد من صفات الجمال شيئًا، بل يرى في كل شيء من صفات نفسه هو.


كتاب المساكين | الرَّافعي
‏إنَّما السعادةُ كلُّها في أن يملكَ الرجلُ نفسَه، والشقاوةُ في أن تملكَهُ نفسُه.

| أبو حامد الغزالي.
‏عن أبي بكرة أنَّ رسول الله ﷺ كان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه، فيرفع رسول الله ﷺ رفعًا رفيقًا لئلا يصرع.
قال: فعل ذلك غير مرة، فلما قضى صلاته، قالوا: يا رسول الله، رأيناك صنعت بالحسن شيئًا ما رأيناك صنعته.
قال: " إنَّه ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا سيد ... ".
🤍🌿
أحمد.
- أعرف رجلاً تصدق بـ١٠٠٠ ريال ولم يحصل على عشرة أضعافها حتى الآن، وآخر غضّ طرفه عن حسناء ولم يعثر على زوجة تضاهيها، وثالث برّ بوالدته براً عظيماً ولم يصبح ثرياً، ورابع مواظب على الصلاة ولم يجد وظيفة، وخامس ترك وظيفته المحرمة وواجه صعوبات مالية.
ربما لا أعرف كل ذلك حرفياً، ولكنه موجود في الواقع بالضرورة، وما يذكر من القصص خلاف ذلك هي أقرب للاستثناء.

- يقع كثيراً في الأزمنة الأخيرة على ألسنة الوعاظ وبعض الدعاة الحث على الطاعة والتحذير من المعصية بذكر المردود المادي والمحسوس من عواقب الالتزام أو الانحراف.
ولابد حيال ذلك من تأمل ملاحظتين:
١- يقول ابن تيمية قدس الله روحه:
(إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور)، علق ابن القيم:
(يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا، من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح، وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك؛ فعمله مدخول).
ومفاد هذا:
– أن للطاعة ثواباً دنيوياً.
– أن هذا الثواب روحي يشعر به العامل في قلبه بالذوق الخاص.

ويدل لذلك قوله تعالى:”والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخر أكبر” وقد نزلت هذه الآية أصالة في الصحابة رضوان الله عليهم.
ومعلوم أن منهم من قتل، ومنهم من مات فقيرا، فدل ذلك على أن الحسنة في الدنيا ليست في النعيم والثراء وما شابهه بل هي الرضا والطمأنينة وحلاوة الإيمان.

٢- ليس في هذا نفي مطلق للمردود المادي، أو للنفع الدنيوي من الطاعات، أو للفساد والنقص الدنيوي المتولد عن الخطايا، فهذا ثابت في الوحي.
كما قال تعالى:”ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم”، وجاء في الآثار أن الزنا مجلبة للفقر، وأن الصدقة بركة للمال…الخ، فإن خالق النفوس عالم بضعفها، وشدة طمعها بالعاجل، فربما فتح لعبد من لعاعة الدنيا عوناً له على استدامة الطاعة.
كما شرع للرسولﷺ إعطاء المؤلفة قلوبهم من المال ما يقوي قلوبهم على الدخول في العبودية، بيد أن الزلل في ذلك يكون في التأثر بظروف الزمان وسيطرة المزاج الرأسمالي، وحصر -أو المبالغة في- التركيز على الثواب الدنيوي المحض، مما يخل بأصل التعبد،القائم على ركني الرغبة والرهبة فيما عند الله.
ويكرس التعلق بالدنيا، ويضعف اليقين بالثواب الأخروي.

- وسر المسألة الغفلة عن أن ما يجده المؤمن المخلص القائم بأمر الله من الحلاوة في روحه، وتمام الرضا، واليقين، وامتلاء قلبه بحب الله وإجلاله، خير من كل نعيم يذكره الناس، وخير له من كل عوض يفنى.
وهذه المقامات القلبية الشاهقة لا تكاد توصف، ولا يعرفها إلا من ذاقها.


✍🏻: عبدالله الوهيبي.
ربما يتناثر قلبك في أودية الوجود..يتهاوى ضوء فرحتك بين يديك، وأنت لا تملك إشعال ضحكتك من جديد..تسرق الهموم ملامح وجهك، فلا تقدر على بعث وسامة الفرح فيه..ينقلب هذا الكون إلى تابوت، والضحكة إلى مخادعة ثكلى تواري بها ألمك..هذا كله ليقوم فيك شاهدٌ منك -أنت أنت- على فقرك وعجزك ومعاينة ذلك بحدقة عينك- أنت أنت -لا أحدٌ آخر، فتفر إلى سجدةٍ هاربةٍ من ضجيج الناس وصليل معاول الوحشة، وتقول: يارب، فينهدم هذا الجبل الذي كان منذ قليل ينبت في صدرك في طرفة عين!
Forwarded from رَوْشَنٌ
بناء القادة يتطلّب دراية كافية في إدارة الأفراد وتنظيم الجماعات وحسّ عالٍ في تقدير الكفاءات، والسنّة النبويّة من أجلّ المصادر التي يستقي منها الفرد خصائص الإدارة الراسخة وسمات القادة الأماجد، والحقّ أنّي أحبّ عناية النبيّ الكريم ﷺ في تصدير الأكفّاء، وحدّة بصيرته -صلوات الله وسلامه عليه- في تقدير المراكز التي تأتي على أقيسة مهاراتهم وقدراتهم الفردية؛ ففي حديث طلق بن علي اليمامي الحنفي أن الرسول ﷺ كان يقول للعاملين في بناء المسجد من الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-، «قربوا اليمامي من الطين، فإنّه أحسنكم له مسًّا، وأشدّكم له سبكًا»، وما أجمل أن ينشأ الأبناء في مساكنهم على هذا المذهب، فآباؤهم أولى بفضيلة تهذيب سلوكياتهم وتجويد مهاراتهم وتصديرهم للدنيا، من قبل أن تسعهم مراكزهم فيها، ثمّ ما أنبل أن يتبصّر المربّون في سمات تلامذتهم، وأن يتلمّس الإداريّون قدرات فريقهم ليعيدوا ترتيب القطع على رقعة الشطرنج بحكمة وحنكة.
الآخرة الآخرة ♥️

قال رسول الله ﷺ :
(مَن كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعلَ اللهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ،
ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ، جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ).

اللهمّ لا تجعل الدنيا أكبر همنا،
اللهمّ لا عيش إلا عيش الآخرة ♥️
‏"أنا متعبٌ..
أحبُو لبابِك مُثقلًا،
وَيْلي إذا يدنو العبادُ وأُطردُ!".
‏الحياةُ في حالة تشذيب مستمر. قد تضعك في فصول ومراحل تقتضي منك التخفّف من زوائد ظننتَ أنك لن تستغني عنها. وفي كل فصل ستضعك في حروب عدا أنها ستمنحك سيفًا تبارز به، أي أنها لن تصبح يسيرة بل نحن من سنصبح أكثر مرونة وخبرة. فاقبلها بفصولها بكل ما أوتيت من واقعيّة.

-نورا الشمري
Forwarded from طُروس 📚
كنتُ أرى التاريخَ مجرّدَ رقمٍ يُبتدَأ به العام وينتهي، فما أكترث للدعاوى القائمة على أهمية التواريخ في مسألة الهُويّة، حتى إذا أسبغتُ التأمّل في الفارق بين التأريخ الهجري والميلادي، وأعملتُ قانون (مالك بن نبي) - رحمه الله - في مراتب التفكير الهرميّ عند الأمم، فيتدرّج تفكيرها في أطوار: يبدأ بالأشياء، ثم الأشخاص، وتنتهي القمة عندما يبلغ تفكيرها مرتبة الأفكار المجرّدة..


تبيّن لي عظمةُ تأريخنا في رؤية عمر بن الخطّاب رضي الله عنه! ، حين جمع الناس وأمرهم بالتأريخ بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال: (الهجرة فرّقت بين الحق والباطل، فأرّخوا بها) .. ورفضه لمنطق ربط التاريخ بولادة الرسول صلى الله عليه وسلّم أو بأمرٍ شخصيٍّ عنه.

فالتأريخ عند المسلمين يبتدئ من (عقيدة وفكرة) لا علاقة لها بشخص (رسول الله) كما هي عند النصارى بميلاد المسيح .. بل هي القفزة النهائية لأعلى درجات التفكير، بتجاوز عالم (الأشياء والأشخاص) كما يقول مالك بن نبي، إلى الغاية والمنتهى الأسمى، من أصنام التجسيد، إلى معتقد التجريد والتوحيد.
‏أكره الأقلام الداعية إلى الانطوائية والفردانية، لأنها تفرز جيلا أنانيا خاملا كسولا، لايزأر لحادثة مسّت قومه، ولايبكي شجنا حلَّ بغيره، همُّه: نفسُه ولهوُه! لا يناضل عدوا، ولايثاقف صديقا، ولاينهضُ لقريب .. يقبع عمرَه في وهم أمجاد الوحدة الجوفاء، منفصلا عن كل معنى كريم وصادق!.

-جديلة.
‏لا يُعْرَف الأصيل ببداية المُصاحبة، فالكل أصيل في البداية، بل يُعرف مع الوقت، حيث تتجلّى أصالته ببطءٍ كتجلّي الأفلاق ساعة الغَـداة. ستعرفه، مع وحشة الترحال وتبدُّل الأحوال وهجير الدروب واشتداد الكروب، مِن نزاهة بطانته، وحصافة عقله، ورأفة قلبه، ورَيْث خُطاه، وسعة صدره، وطول صبره.

-نورا الشمري.
وما يدريكم! لعلّ هذه السّنة كانت تهيئةً لخطب جلل سيحدث، فكان لا بدّ أن نكون أشدّ عزيمة، وأكثر قوة، وأصبر على مشاق البلاء، وأجلد على تحمّل الشدائد، لنقدر على المواجهة والخوض بجَنان ثابت، وإيمان راسخ..

كان لا بدّ للمؤمن أن يُميّز وللمنافق أن يُفضح -وهذا ما حصل ولا يزال-، رأينا كيف ازداد أهلُ الإيمان إيمانا وتسليما رغم شدّة المحن ووطأة البلاء،
والمنافقون كيف انقلبوا على أعقابهم، وفُضحوا وفاح نتنهم واحدا تلو الآخر..

يا إخوتي قضى الله سُنّته في الأرض أنّ التمكين لا يولد إلا من رحم البلاء، فلا تمكين بغير بلاء، ولا نصر بغير صبر وجهاد، ولا عزّ بغير تضحية وفداء..

إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة..

(أم أحسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مَثلُ الذين خَلَوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا..)

وزلزلوا.. تخيّل عظمة هذا التعبير، زُلزلت قلوبهم ونفوسهم وأجسادهم، وبلغت القلوب الحناجر، زلزلوا زلزالا شديدا حتى ما ثبت فيهم إلا إيمانهم بالله ويقينهم بوعده..

فإن الأمر كلّه لله، يدبّر الأمر بلطفه وحكمته، فثقوا بتدبيره واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله حتى يأتينا أمره ونحن على ذلك..
في إحدى المخيمات السوريّة سألوا الأطفال عن رأيهم في سنة ٢٠٢٠، لتصدر منهم الإجابات بمنتهى البراءة: كانت سنة حلوة وممتازة!
والسبب؟ لأن فيها شمس وكنا عم نلعب..

إجابات الأطفال هذه مليئة بالرضا المفقود عند أكثرنا، هم أبصروا أعظم النعم التي نتعامى نحن عنها، والحقيقة أنّها تغمرنا كل يوم..
هم مع صعوبة العيش وقلَّة ما يملكونه؛ إلا أنهم يحمدون ربهم..
ونحن مع كل ما يحيط بنا نظل نشكو سوء المعيشة!..

موقف يمكنك معه استشعار أفضالِ الله عليك في كل تفصيلة!.
HTML Embed Code:
2024/04/20 03:59:31
Back to Top