TG Telegram Group Link
Channel: وحدها شجرة الرمان
Back to Bottom
‏مع مَن ترتاح له رُوحك تجد الأُنِس بالكلام وبالسكُوت
لا تبالِ بالمسافات.. مُد لي قلبك !
لقد فعلت ما بوسعي،
ولكن أحيانًا يكون كل ما بوسع المرء غير كافٍ.
"وجود شخص بانتظارك في آخر اليوم، رغم بساطة الفعل، يُشفي القلب."
التعصب الذوقي -إن صحت التسمية- أحد أشكال الحرمان التي يفرضها الإنسان على نفسه، حكمك المسبق والمدفوع بتعصبك لذوق معين يعتبر خسارة لك، تذوق دون انحياز فالحياة قصيرة والجمال ليس له وجه واحد.
‏الغريب أنك تشعر بالخفة عندما يستند على كتفك شخصٌ تحبه.
‏المسألة ليست مسألة حُب، المسألة كلها في الأُلفة كيف تضحك، وكيف تطمئن وكيف تثق، وكيف تكون في نظركَ كلمة، بينما أنت في نظر الطرف الآخر كتابٌ مفتوح يفهمك قبل قراءته، ويُطبطبُ على يديك دونَ أن تستجدي به، الشعور بِكل هذا كافي عن أيّ كلمة حُبٍّ عابِرة !
الأُنْسُ ليسَ في مُخالَطةِ البَشَر، بل في انتقاءِ مَنْ تُخالِط.
‏"على المرء أن يُغادر الأشياء إذا لمح غروبها قبل أن تغادره."
‏"إن من يعرف قدر نفسه يعزّ عليه أن
‏يمضي في سُبل لا ينتمي إليها."
‏إن ما يبحث عنه العاقلون في العلاقات ليس خلوها من المشاكل ولا ورديتها الأبدية؛ وإنّما الأمان الذي حين يحل اختلاف لم تخش فيه إنتهاء الود ولا إنقطاع الوصل ولا الخصومة. حبيبك ليس من أحببته وإنما من أمنته."
الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره)

الإستجابة المنطقية للتحدي

بعيداً عما تفرضه العواطف في مناسبة مؤلمة كهذه المناسبة وما يلازمها من إستعادة للتاريخ ولتفاصيل ذلك التاريخ التي شكلت سيرورته وصيرورته وهو بلا شك تاريخ كتبه الشيعة بدمائهم قهراً أو إختياراً وهم يواجهون الإقصاء والتهميش والفقر والإفقار والقتل الممنهج الذي مارسه  البعث الإجرامي طيلة الحقبة السوداء 1968_2003، كانت حركة السيد الشهيد قدس سره إستجابة منطقية لهذا التحدي وكان لا بد أن تقع المواجهة المؤجلة.
يرى بعض المفكري كالدكتور محمد جابر الأنصاري على سبيل المثال، أن ثمة مواجهات مؤجلة وطالما أني لست بصدد إستعراض فكرته قدر الإستعانة بها لتعزيز وجهة نظري فإن المواجهة المؤجلة بين الشيعة والسلطة قد فرضت نفسها وبدأت تنمو منذ السبعينيات ثم إنتكست بعدما أقدمت سلطة العفالقة على إعدام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في 1980 لتعود بصورة إنتفاضة شعبية عمت وسط العراق وجنوبه لكنها كانت ﻻضعف من أن تصمد أمام الإرادة الأمريكية التي فوضت الطاغية المقبور القضاء عليها ولعل من عاصر تلك الأحداث سمع وشاهد جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا آنذاك وهو يصرح من محطته الخليجية ( أن البديل المطروح عن نظام صدام ليس مناسباً )!
لم يكن مناسباً أن يقود الشيعة العراق على حين غرة بعد ثورة شعبية عارمة جاءت بعد هزيمة تاريخية للطاغية وجيشه وأجهزته القمعية والمخابراتية عقب إحتلال الكويت ومن ثم الإنسحاب منها، لم يكن مناسباً حينذاك أن تتجه أعين الشيعة في العراق إلى دفة السلطة وتغيير المعادلة الطائفية القائمة في العراق أو المنطقة عامة وهي من نتاج رؤية إنگليزية قضت أن تحكم الأقليات الأكثرية في أكثر من دولة كان العراق واحداً منها، ولعودة الأمور إلى نصابها سمح ( المجتمع الدولي ) لجيش الطاغية المهزوم بتحقيق النصر على الشعب المنتفض فتحركت طائراته وبقايا دباباته نحو المدن وهي تطلق وابل رصاصها على كل متحرك وكل من يصلح هدفاً للرصاص! لم ينتصر الجيش في معركته الأخيرة أمام جيش  مثله لكنه انتصر على شعب يطلب العدل والحرية، وفيما بعد سيغدو هذا الجيش سور للوطن ويتغنى فلول البعث بأمجاده وانتصاراته وحروبه العبثية التي شنها بدعوى أنها حروب وطنية وانتصارات قومية!!
ولا أدري أي نصر يفخر به هذا الجيش وقد نفذ المقابر الجماعية تنفيذاً لأمر الطاغية ودك المدن بالمدفعية والصواريخ بما فيها المدن المقدسة وأحاطت الدبابات بالمراقد المقدسة بعدما تهدم بعضها نتيجة القصف والإبادة الممنهجة للثوار الشيعة.
ومع تضييق الخناق والتجويع والفقر الذي عاشه العراق بعد 1991 كان لا بد أن يرسخ الشيعة حضورهم ويسمعوا العالم صوتهم، والسيد الشهيد (قدس الله تعالى نفسه الزكية) كان يحسن الظن بالشعب العراقي ويرى أنه ثوري بطبيعته ولكنه يحتاج القيادة التي توجهه نحو الصواب. وفي هذا السياق إتجه لربط المجتمع بالحوزة العلمية الشريفة وترسيخها عقائدياً في الذهنية الاجتماعية ومن ثم إتجه لأسلمة المجتمع عبر مختلف سبل التواصل الممكنة والتي كان أبرزها أشرطة الكاسيت التي تضم خطبه الأسبوعية، والفتاوى والإجابات المباشرة التي تصدر عنه كأجوبة على مايرده من إستفتاءات فضلاً عن شبكة من الوكلاء وأئمة الجمعة في مناطق العراق المختلفة والتي يمكن عدها سبل مسح اجتماعي تتيح له الإطلاع على مستوى وعي المجتمع ومدى إستجابته لطروحاته الفقهية والفكرية.
هل كان يخطط للثورة إذن ؟
أم كان له رأي آخر ؟
لقد مهد لقبول المجتمع فكرة الولي الفقيه فقد عين قضاةً شرعيين ومارس أعمال الولاية العامة بعدما أسس لها نظرياً وأقام صلاة الجمعة ووجد آذاناً صاغية، وأمر الناس بالمسير إلى زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) فواجه النظام ذلك بالمنع فأعلن من منبر الجمعة أن المنع صدر من رئيس الجمهورية شخصياً، أنه يتحدى السلطة ويدرب الشعب على التحدي، وسواء أكان يخطط للثورة أو يمهد لها بأسلمة المجتمع فإنه كان لديه مشروع إسلامي يعمل على تنفيذه تدريجياً وعبر مراحل ويهيء المجتمع لتحمل مسؤوليته تجاه هذا المشروع، لقد كان إستجابة منطقية للتحدي الذي واجهه الشيعة في عقيدتهم ووطنيتهم وحقوقهم، ولأنه مشروع إسلامي يتعارض مع مخططات الثالوث المشؤوم كان من الطبيعي جداً أن يقف في مواجهة الموت وجهاً لوجه وهكذا قضت رصاصات الجريمة على تلك الروح النقية وذلك المشروع الرسالي
فإنا لله وإنا اليه راجعون.
البعد الاصلاحي في فكر الشهيد الصدر الثاني
‏"ليس بكثرتهم
‏إنما بمن يأتيك
‏دون أن تناديه
‏ومن يربت على كتفك
‏دون أن تُخبره أنك مُثقل."
"كلما ازددنا معرفة ازددنا شكًّا، فكل معرفة شكّ. ومَن يعرفُ أكثر يقلقُ أكثر، وييأس أكثر، ويهلك أكثر."

- وديع سعادة
‏نحب أن يتاح لنا ما لا يتاح لغيرنا،
جميعنا نحب طعم الإستثناء ولذته.
HTML Embed Code:
2024/05/17 23:36:24
Back to Top