TG Telegram Group Link
Channel: شيماء هشام سعد
Back to Bottom
ليلة جمعة مباركة. لقاؤنا الأسبوعي المتجدد لقراءة كتاب تاريخ الفكر الصهيوني للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله.

https://myapp.baaz.com/feed/EV3d
ليلة جمعة مباركة. لقاؤنا الأسبوعي المتجدد لقراءة كتاب تاريخ الفكر الصهيوني للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله.

https://myapp.baaz.com/feed/A8uF
«نحن الأم الكبيرة (يقصد أمريكا) التي تحاول أن تجعل هذا الصبي العنيد يتناول دواءً يكون جيدًا له»

هذه المقولة لچون أبدايك تمثل الكذبة التي تقنع بها القوى الاستعمارية شعوبها لتبرر جرائمها المخزية.

في كتاب [أميركا والإبادات الجماعية] أيضًا يقول زعماء حرب الإبادة أنهم سائرون بهذه الأرض الجديدة -أمريكا- نحو التحضر، ولا بأس بالتضحية بملايين الهنود الحمر في سبيل ذلك.

كلي لهفة لأن أرى هؤلاء يتلظون في قعر جهنم!
مسّاكم الله بالخير وليلة جمعة مباركة. لقاؤنا الأسبوعي المتجدد لقراءة كتاب تاريخ الفكر الصهيوني للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله.
https://myapp.baaz.com/feed/VMLM
واحد من أكثر الأشياء التي تساعدني على احتمال ما يحدث في غزة حاليا هو القراءة في تاريخ الفكر الصهيوني للدكتور عبد الوهاب المسيري، وواحد من أجمل الأشياء التي حدثت مؤخرا أننا نقرأ هذا الكتاب قراءة جماعية أسبوعية.

هنا أُطالع كل أسبوع تهافت الصهيونية وتساقط أكاذيب المنتسبين إليها، ويُشفى شيء من غيظي وأنا أرى يهود «إسرائيل» القتلة مجرد آلة يحركها الغرب لمصالحه ويحتقرها.

نقرأ الآن عن الجذور الفكرية للصهيونية، تجدون الرابط في الرسالة التالية.
نبدأ في تمام التاسعة -إن شاء الله- غرفتنا الأسبوعية لقراءة تاريخ الفكر الصهيوني للدكتور عبد الوهاب المسيري، وهذه الليلة نقرأ عن أوجه الشبه بين الصهيونية وحروب الفرنجة.

https://myapp.baaz.com/feed/dCLh
أحبابنا في السودان في مأساة مُعتَّم عليها بالكامل، يضطرون لترك العجائز للرصاص خلفهم وتبحث النساء عن حبوب منع الحمل، ورغم هذه الأحداث الكابوسية لا نسمع عنهم شيئا!

تكلموا عن أهل السودان الطيبين، المأساة هي المأساة أينما كانت، لا تكونوا عونا للتعتيم عليهم.

لا للانتقاء، لا للاعتياد، لا للعودة إلى الحياة الطبيعية على مواقع التواصل إلى أن تعود الحياة لأهلنا في السودان وغزة.

#تكلم_عن_السودان
حتى يعرف الجميع عما يحدث، وحتى نقول للسودانيين أننا نألم لمُصابهم ونشعر بالحرقة عليهم، وأن مأساتهم لا تمر عادية أبدا.

#تكلم_عن_السودان
على فيسبوك وتويتر وانستجرام وباز وواتساب وسائر مواقع التواصل الممكنة، شارك أخبارهم وادعُ لهم، تداعَ بالسهر والحمى لهذا العضو العزيز الذي يشتكي.

#تكلم_عن_السودان
لتقول أنك لم تُدجّن بعد، وأن مرور الوقت لا يجعلك تُطبِّع مع المآسي، وأمنا ما زالت لدينا القدرة على الإحساس والتألم والخجل من أن نضحك بصوت عالٍ وناسٌ منا يُقتلون ويرون الويل.
من ألطف وأوقع ما أقرأ هذه الأيام كتاب «معنى الحياة في العالم الحديث» للأستاذ عبد الله الوهيبي، وأقف طويلًا أمام هذه الفقرة فيه:

[ويُهيمن على نمط عيش الفرداني -في نسخته الأحدث- طابع «الحدث»، وهو يحاول تعميم هذا الطابع على أنشطة الحياة اليومية، فهو يسعى إلى أن «تكون الحياة حفلة واحتفالا، ولتبدو ذاته كمديرٍ للحدث في حياته، ويصبح كل شيء حدثًا، وتجربةً مَعيشة، واحتفالاتٍ مستمرة بأدنى مناسبة، لا بدافع الجشع الاستهلاكي، وإنما الجشع لإنتاج الحدث؛ لأن جوعه للتجارب المَعيشة لا يشبع، فالأهم هو كثافة اللحظة»]. انتهى.

وهو تحليل ذكي لظاهرة هوس إنسان مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة المنشورة، وكذلك لتطرفه في الإعلان عن أحداث حياته الخاصة ومبالغته في التعبير عنها، لا لأن ما ينشره هو ما يشعر به بالضرورة، بل حسب تعبير الكاتب بسبب «الجشع الذي لا يشبع لإنتاج الحدث».
القراء الأعزاء 📚

أذكركم بأننا الليلة سنقرأ من كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم، بدايةً من رُبع «ما ننسخ».

موعدنا الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة إن شاء الله.

#المختصر_في_تفسير_القرآن_الكريم
#نادي_بناء_للقراءة
أئمة التفسير للفتيان وأئمة الحديث للفتيان.

اشتريتُ هاتين السلسلتين لأخي فتى الرابعة عشرة وتصفحتهما، كل سلسلة تتكون من أعدادٍ يتعرض واحدها للتعريف بإمام من أئمة التفسير أو الحديث، باختصار غير مُخل وأسلوب يسير وترتيب حسن.

أجمل ما يُرجى منهما أن تشحذا همة الفتى ليكون شيئا، وهي تطوف به من المشرق إلى المغرب في قصص الأئمة والعلماء، وتصور له جوانب من طفولتهم وطلبهم العلم ونبوغهم فيه وقولهم الحق.
تحمل نفسَك التي تكاد تسّاقط منك إلى المسجد، مؤمنًا أن حل مشاكلك هناك، تنتابك قشعريرة عند العتبة؛ هذا هو المكان الذي تعلقتَ به العام الماضي وخرجتَ منه شخصًا آخر.

مُفرَّقٌ بين نوازع شتى، بالك مهدورٌ بين أحزان كثيرة ولا ديةَ له، لكنك تسحب كل هذا الثقل لتنتظم في صف، وتحاول، تحاول بكل جهدك أن تشدَّ قامتك عندما تسمع تكبيرَ الإمام، قلبُك هو الكسير؛ فما لهذه القامة لا تشتدُّ معك؟!

كنت قلقًا قبل أن تجيء المسجد، سألت نفسك كم ستحتاج من الوقت ليصحو قلبك للقرآن، بعد كم ركعة؟ بعد كم ليلة؟ هل يمكن ألا يصحو؟ هل يمكن أن تُعاقب به؟

تشرد في استحقاقك العقوبة ثم ينتشلك صوت الإمام:
«الحمدُ للهِ ربِّ العالمين»
فلا تتمالك نفسك، وينهمر كل الدمع الذي حبستَه طوال الأشهر الماضية، ويخترق المعنى قلبك فتقشعر، تنفعل، تقول في نفسك نعم؛ الحمد لله رب العالمين، ربي ورب كل من آلمني أن أعجز عن نصرته، رب كل هؤلاء البشر؛ المظلومين منهم والطغاة، المكاسير والجاحدين، المؤمنين به وأعدائه، رب واحد لهذا العالم كله.

«الرحمنِ الرحيم»
فتُحسُّ بنبض قلبك فجأة، هذا القلب يملك آثارًا قديمةً وحديثةً لتلك الرحمة، مجرد وقوفك هنا الليلةَ رحمة، كل مرةٍ انكسرتَ فيها وظننت ألّن يلتئم عظمُك مرة أخرى، ثم ها أنت ذا، واقف مستوٍ على قدميك تسمع الإمام يقرأ «الرحمن الرحيم» فتذكر آثار رحمته بك، ففيم تشك وتتناوشك الظنون؟ ولماذا لا تستدلُّ بأفعاله القديمة معك على ما يكون؟ أليس اللهُ عوَّدكَ الجميل؟ فلم لا تقيس على ما مضى؟!

هكذا يمضي الوقت، ولا تكتشف إلا بعد انقضاء الصلاة أن رجليكَ قد خدَلتا، لكنك لا تأبه، مَن يأبه بالرِّجلين إذا سكن القلب وهدأ؟ وتخرج من المسجد لا تسعك الدنيا، ويتردد في نفسك هذا المعنى الذي تتلهف عليه: لقد تمت إعادة تفعيل القرآن في قلبك.

#تباريح_التراويح
من تمام نعمة الله على المرأة أن يُوفّقها لعبادته بأصغر ما تأتي من الأعمال وأحقرها في نظر الناس، فتصيرُ حركتها في بيتها بحسن نيتِها أجرًا ومثوبة، وتبتغي الحسنات في طبخ الطبخة لأهلها وتمهيد فراشهم ومجلسهم وغسل ثيابهم.

ومن أجمل ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.

أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا عن الله: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية.
لعل أجمل وأوقع معجزات القرآن تجاوزه للمكان والزمان، ففي كل مرةٍ تسمعه بقلبك تزداد يقينًا أنه أنزل لك، في زمنك وواقعك وظروفك، فتجده كل يومٍ غضًّا طريًّا كأنما أُنزلَ الآن الآن!

تعرفُ مسلمين في أشدِّ القرح والضعف والجوع، تتهافت عليهم أمم شتى وكل واحدة أقوى منهم، تنظر فيذوب قلبك كمدا؛ كل هؤلاء بقضِّهم وقضيضهم على شعب محاصَر جائع قد بلغ به الوهن أن يموت جلدًا على عظم؟!

تكاد تُخرجك الصورة عن طورك، ثم تسمعها بعد أن رأيتها، يصوغها لك القرآنُ حيةً ناطقة:
«الذين قال لهمُ النَّاس: إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوْهم
فزادَهم إيمانا
وقالوا حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل»

صاغ لك القرآن الصورة التي حيَّرتْك، يخبرُك أنها ليست المرة الأولى وليس الذين تأسى عليهم بدعًا من الخلق، هذه سنن كونية، فنقل لك الصورة القديمة ورد فعل المؤمنين فيها ليهديك في محنتك إلى الفعل الصواب، وتشعر وأنت تسمع الكلمة بصداها يملأ العالم ويهزُّ كيانك:
«حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل»
ماذا تفعل أمامها الكلاب المُتهافتة على الأسدِ الجريح؟ ماذا تفعل الأسلحة والطائرات والصواريخ؟ ما قدرة كل طغاة الدنيا بجبروتهم وقوتهم أمام «حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل»؟

ولا يتركُك القرآن في هذه اللحظة أسيرًا لها، بل يأخذُ بعقلك وقلبِك إلى مآل هذا كله، يُخبرُك: «فانقلبوا بنعمةٍ من اللهِ وفضلٍ لم يمسَسْهم سوء». إنه يرشدك إلى الجهة الصحيحة ثم يبشرك بما ستجده في نهاية النفق!

ثم يعود بك إلى الحاضر مرةً أخرى، لقد صرتَ تعرف الآن عاقبةَ أمرك إذا فوَّضتَ أمرك لله وزادتْك المحنةُ إيمانًا ولم تخشَ عدوك، الآ ن يُمكنُك أن تسمع وتعيَ وتُصدِّق حين يقول لك:
«إنما ذلكم الشيطانُ يُخوِّفُ أولياءه
فلا تخافوهم
وخافونِ إن كنتُم مؤمنين»!

لا تسمع لمن يقول لك إن الأمم تتكالب عليك، إنما ذلك الشيطانُ يُخوِّفُ أتباعه، أما أنتَ فمسلم؛ تستعين عليهم بقوة لا يملكون لها صدًّا ولا ردًّا، وغاية ما يمكن أن يفعلوه بك أن يُرسلوك إلى حياتك الخالدةِ حيث لا سوء ولا ألم، وحيث تعلم يقينًا أن المسلم غيرُ خاسرٍ بأي حال في هذه المعادلة القصيرة.

#تباريح_التراويح
من أعظم محاسن هذا الدين أنه لا يترك غير المسلمِ رهينةً لتحريف المُحرّفين وتدليس المدلسين، سيجد اليهودي والنصراني عالم زور يقول له أنه على عقيدة صحيحة، وأن له في الآخرة الجنة، وأنه مسلم دون أن يلزمَه اعتناق الدين الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم، ولكنَّ القرآن يخاطبه:
1- مباشرةً بلا واسطةٍ
2- وبوضوحٍ لا يقبل اللبس أو انتحال التأويلات
فيقول:
«يا أهلَ الكتاب
قد جاءكم رسولنا
يُبيّن لكم كثيرًا مما كنتم تُخفون من الكتاب
ويعفو عن كثير
قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين
يهدي به اللهُ مَن اتبع رضوانَه سُبلَ السلام
ويُخرجُهم من الظلمات إلى النور بإذنه
ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم»

إنه لا يكتفي بإرشادهم إلى رسالة النبي الخاتم الذي يجب أن يؤمنوا به، ولا بتعريضه بما يخفونه عمدًا من الكتاب المنزل عليهم -التوراة والإنجيل- وهو القادر على فضحهم وكشف جميع خباياهم، خطابٌ واضح وضوح الشمس يلزمهم باتباع هذا النبي، ثم يدلف منه إلى بطلان عقيدتهم؛ حتى لا يلبس مُلبس فيقول إنهم على عقيدةٍ سليمة قبل أن يُسلموا، فيقولها بكل صراحة:
«لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيحُ ابن مريم»
وقبلها بآياتٍ يقول عن اليهود خائني عهدهم وقتلة الأنبياء:
«فبما نقضِهم ميثاقَهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية»

فلا يقول لهم «آمنوا بمحمد» فقط، بل يواجههم ببطلان ما هم عليه، بصراحةٍ لا تقبل تأويلا، ومُباشرةٍ لا يحتاجون معها إلى وسيط قد يجاملهم ويداهنهم ويدخلهم جنة الله الذي يقولون فيه منكرًا من القول وزورا.

#تباريح_التراويح
[ولو أرادوا الخروجَ لأعدُّوا له عدة]

كلمةٌ كاشفةٌ تسمعها فتفضحُكَ أمام نفسك، تذكرك بكل مرةٍ أُمرتَ فاثّاقلتَ إلى الأرض وماطلتَ ولم تُسارع حتى فاتك الوقت، بكل مرةٍ خرجتْ من بين يديكَ الطاعة ولم تأسف، هذه الكلمة تخبرك لماذا لم تأسف؛ لأنك لم تُرد ما فاتك لتحزن عليه، فالحزين على الفائت تتساقط دموعه على عُدته التي جهزها له فلم يلحق به.

هذه المرة تسمعها فتأخذك إلى بعدٍ آخر، إلى معنى مختلف عن التكاليف المباشرة التي تستثقلها، تأخذك إلى دعائك، إي والله إلى دعائك!
تسمع: [ولو أرادوا... لأعدُّوا] فيجفل قلبك، وتحضر بين يديك كل مسألة ألححت على الله بها وكل دعاء تضرعت إليه فيه، ويقفز السؤال في رأسك مباغتًا مثل قذيفة مدفع: هل أريد ذلك حقًّا؟ فلماذا لم أُعدَّ له؟!
ويتآكلك السؤال وتدرك أنك كنت تتعامل مع أحلامك كما لو كان لا يلزمها سوى الدعاء، كما لو لم تكن يا عبدَ الله المخلوق ليُمتحَن لن تُمتحَن بالنعمة كما البلاء، وتتساءل: هل رأى الله أني لم أُعدَّ نفسي فلم يستعملني فيما سألته؟

وظيفة، زواج، أبوة أو أمومة، علم، صحبة، غنى، رضى، قائمة طويلة ومطالب كثيرة تُلحُّ بها، لكن كم مما تطلب تُعدُّ له عدة؟
تسمعهم يقولون: «إذا دعوتَ اللهَ أن يُنزلَ المطر فلا تخرج من بيتِك دونَ مظلَّة»، فتفهم منها أنهم يدعونك إلى حسن الظن في ربك واليقين في إجابة مسألتك، وهذا حق، لكنه ليس كل شيء؛ هل فكرت أن قد يكون المقصود أن تدعو الله بالمطر وقد تجهزتَ لحسن التصرف فيه؟

#تباريح_التراويح
من أبلغ مواعظ القرآن وأكثرها ضروريةً للإنسان النَّسَّاء إعادة تصويب تصوره للدنيا، لهذه الحياة التي من طبعها أن تستلبه شيئا فشيئا، فيجيء القرآن ليستنقذه من سطوتها، يقول له وهو يهزُّه:
[إنما مثلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكلُ الناسُ والأنعام]
ماء أنزله الله من السماء فنبتَ به أنواع شتى من النبات يأكل منها الناس والحيوان، حبوب وثمار وعشب وخُضَر وكلأ..

[حتى إذا أخذتْ الأرضُ زُخرُفَها وازَّينَتْ وظنَّ أهلُها أنهم قادرون عليها]
حتى إذا تزخرفت الأرض واكتستْ بهاءً فخلبَت لُبَّ ناظرها، فاغترَّ بها أهلها وظنوا أن هذا الزخرف وهذه الزينة ستدوم لأنها منتهى طلبهم..

[أتاها أمرُنا ليلًا أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغنَ بالأمس]
أهلكناها فجعلناها خرابًا كأن لم تكنْ بالأمس شيئا..

[كذلك نفصل الآياتِ لقومٍ يتفكَّرون]
كذلك حال الدنيا التي تتزين حتى يغترَّ بها الغافل فيهلك معها، وكذلك نبيّن الآياتِ بتقريب المعاني وضرب الأمثال لمَن يتفكر..

ثم من رحمته أنه -تبارك من ربٍّ رحيمٍ ودود- لا يتركك مع هذه الصورة المفزعة تهرب من الدنيا غيرَ عارفٍ إلى أين تهرب، بل يرشدك إلى الطريق فورًا، هل تصورتَ الصورة وخفتَ فخرجتَ بنفسك من الدنيا؟ تجده يخبرك في وسط هذا الفزع:
[واللهُ يدعو إلى دارِ السلام]
الدارُ التي أنت فيها دار الفقد بعد الحصول، دار الخسارة بعد الامتلاك، دارُ عدمِ استمتاعك بشيء كامل، دارُ عدم الأمن من النوائب والصروف، ومع ذلك تتزين لك، واللهُ -سبحان اللهِ وبحمدِه- يدعوك إلى دار السلام!

قال قتادة: «السلام هو الله، ودارُه الجنة»، وجاء في تفسير البغوي أن السلام بمعنى السلامة، وأن الجنة سُميت دارَ السلام لأن مَن دخلَها سلِمَ من الآفات.
هذه الدنيا التي لا تدوم، والتي تهلِك في لحظة غفلةٍ وهي أشد ما تكون بهاءً، والتي لا يسلم فيها أحد مهما ظن بنفسه وبها، يهربُ الفُطناء منها دون أن ينظروا خلفهم، ويقطعون طريقًا صاعدًا عليه لافتةٌ تُشيرُ إلى أعلى مكتوبٌ عليها: «دارُ السلام».

#تباريح_التراويح
HTML Embed Code:
2024/05/21 00:24:38
Back to Top