TG Telegram Group Link
Channel: ليدبروا آياته
Back to Bottom
يقول تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]

ويقول ﷺ: ((اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ)) [صحيح الترمذي: 1987]

ما دمت في عملٍ صالح، فإنك تُنَقِّي القلب، وتطهره، وتستبدل ظلمته بالنور، وتزيل عنه الران الذي علاه بسبب الذنوب والمعاصي، وتلاوة القرآن من أجَلِّ الأعمال الصالحة، وهو أفضل الذِّكر، فإنك بتلاوة القرآن لست فقط تطلب الهدى والخير والبركة والنور، بل حتى ما اكتسبت من سيئات تُمحى ويغفرها الله بفضله ورحمته.
في الحديث: ((أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري))

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: "فسأَلَ اللهَ أنْ يَجعَلَهُ - أي القرآن - ماءً يُحيي بهِ قَلبَهُ كما يُحْيي الأرضَ بالربيعِ، ونُوراً لصدْرِهِ، والحياةُ والنورُ جِماعُ الكَمَالِ"

ويقول ابن القيم: "الربيع: المطر الذي يُحيي الأرض، وشبّهَ القرآن به لحياةِ القلوب به"

ويقول: "فلا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر؛ فإنه جامعٌ لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، وهو الذي يورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ والرجاءَ والإنابةَ والتوكُّل والرضا والتفويض والشكرَ والصبرَ وسائر الأحوال التي بها حياةُ القلب وكمالُه، وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فسادُ القلب وهلاكُه
فلو عَلِمَ الناسُ ما في قراءة القرآن بالتدبُّر لاشتغلوا بها عن كلِّ ما سواها"
مرحبًا يا أنا.. كيفَ قَلبك؟

وصلني أنَّكَ مُتعثّر الخطى، ترتجف! ولا أعلم عنك إلا صلابة الرّوح و قوة القَلب، يا جبلًا من الهِمَم، كتبتُ لك رسالة، اقرأها جيدًا، عهدًا؟

الخطاب القرآني عجيب، مذهل.. يُلامسك دون إذن، يصفعُكَ دون إنذار، يُحْيي ما مات فيكَ رغمًا عنك، خاصّة خطابه الفَردي المهيب، تشعر أنّ الآيات لك، لا تخاطب سواك، وإن التفَتَتْ عيناك تنظر حولك لن ترى إلّاك الهدف.. أنت تواجه نفسك، أنت الهدف>

هاتِ ورقةً وقلم أعطيك فكرة..

• والضّحى:

بداية بزوغك، بل بداية الأشياء، وأوّل شيء من كل شيءٍ لا يُنسى، اقترب قليلًا اهمس لك.. ضُحاكَ هو بداية وعيك، فهمك، التزامك، حُبّك، رُشدك، بلوغك، سَيرِك، بداية خطواتك وعثراتك ومحاولاتك، بداية فشلٍ تحوّل لقوّة، ونجاحٍ زادك عزمًا وثباتًا، بداية الإشراق لكل شمسٍ طالَ انتظارها، بداية الدّرب والحُبّ والقُرب. بداية نزعٍ وزرع.. كلّ تاريخٍ لم يُنسى وكلّ يومٍ لا يتكرّر وكلّ حادثةٍ تُحفَر.. كلّ هذا ضُحاك وإن لم ترَهُ.. بداية يومك "والصّبح إذا تنفّس" وبداية الحياة أنفاس.

• والليل إذا سجى:
بداية الفَهم أنّ دوامَ الحال من المُحال، ليلُكَ سجى لكنّ ظلامك راحل، كيف لك أن تعي جمال الصّبح دون ليله، وجمال اللقاء دون اشتياق وجمال السّكون دون تعب، فالمعنى يُعرف بعكسه، فيؤتيكَ الله ليلًا دامسًا حتّى تذوق معنى الإشراق، فكمّ من ألمٍَ ألَمَّ بك وكم من مرةٍ أنَّ قلبُك وكم ليلةٍ بكيت ونويت، وانتظرتَ وتمنّيت، كم خُذلتَ وغُدرت، كم كسرٍ بلغ فؤادك وثقبٍ أرهق صدرك، كم فقدٍ وصمتٍ وحرمان. إذًا كلّ ليلٍ أتاكَ ربّاك وكلّ ظلامٍ حلَّ بكَ ما ذَل بل دَلّ..

• ما ودّعك ربّك وما قلى:
بداية اتّكاء، كل مواقف الحياة التي ظننت فيها أنّك وحدك كان معك ما ودّعك، آيةٌ تضرب أعماق شعورك، نعم أنت ما ودّعك، تحكي حكاية احتواءِ الله لك حينَ ضممتَ إليكَ نفسك و ما اكتفيت، وَقعُها كما لوّ أنّك الوحيد في الحَيّ الذي اختاره الله ليصلّي الفجر جماعة، يمشي ينظر الأبواب مغلقة والنوافذ مظلمة فيشعر أنّ الله أيقظه دون غيره و وفّقه ليكون السّائر إليه حينَ غفت عيون العالمين عنه.. كم من مرةٍ أيقظك من نومِ قلب وغفوة روح وتيه مسار.

• وللآخرة خيرٌ لك من الأولى:
بداية رسم المسار، يُريكَ فيها أنّ كلّ خطوةٍ خلت من الله لن تُجدي في وصولك ذرّة، كأن الله يُثبّت ناظريك على هدفٍ أسمى وأبعد لتخطو إليه ثابتًا، فمن خلا ذهنه من نقطة هدف خَلَتْ خطواته من الانتظام، وخَلَتْ مراحل عمره من الاختلاف. لذلك آتاكَ نقطة تثبيت النّظر وتفعيل الإبصار وبداية الوصول نيّة تتبعها خطوة يرافقها شغف.

• ولسوف يُعطيك ربّك فترضى:
بداية الإكرام، عُد معي للخلف قليلًا حتى نفهم، بداية الإشراق يصحبُها ظلامٌ يصقلُكَ ووعيٌ يُرشدكَ ثم سيرٌ إليه حتى يحتويك. إذًا نتائج الاستعداد يتبعها الإمداد وصولًا للمُراد.. والعطاء هنا ليسَ بجديد بل عطاء مزيد، كأنها تُخبرك أن تُعيد إدراك ما فيك وما تمتلك، وتحسن استثماره حتى يصلك المزيد. وما من سائرٍ إليه عثرت خُطاه. يا الله !

• ألم يجدك يتيمًا فآوى
• ووجدك ضالًا فهدى
• ووجدك عائلًا فأغنى

(ثلاثية التذكير) بأنّك الهباءة دونه، يُرجِعُك لكلّ ما آتاك، لنقطة الصّفر لكل ما وهبك وأعطاك، كنتَ مدركًا له أو غافلًا عنه أو لم يصل منابت الإبصار بعد.. في كُلّ يُتمٍ وفقدٍ وحرمانٍ آواك .. وفي كلّ تيهٍ وضلالةٍ هداك .. وفي كل عالةٍ وحاجةٍ أغناك.. إذًا هنا تعلمُ أنّ الضّحى بدايته ربطُ ما فيكَ بمُعطيك.. وإحسانُ التبصير بالتذكير وبعد الذكرى يأتِ العمل.

• فأمّا اليتيم فلا تقهر
• وأمّا السائل فلا تنهر
• وأمّا بنعمة ربّك فحدّث

(ثلاثية الشّكر) بعد الإدراك، حيثُ آواكَ فلا تقهر، وحيثُ هداكَ فلا تنهر، وحيثُ أغناك فحدّث.. تخبرك ألّا تتعامل مع المُعطي بأنّك قدّمت الذي عليكَ وتنتظر نتيجة فعلك، بل انظر ما آتاك سابقًا وابدأ رحلةَ الشُّكر بالعمل. "اعملوا آل داوود شكرًا"

- اكتب قصّتك مع كلّ آية، واكتب لنا حكايتك.

ألستَ تسعى؟ ابقَ كذلك، بل شُدّ وثاقك فإن الجمّر لَم يَحمَ بعد!

#تمكين
#منقول من تمكين فكرة وعمل - Tamkeen
لماذا نحتاج قراءة سورة الكهف، بل ويُستحب قراءتها؟

سورة الكهف تنجي مِن أعظم فتنة (فتنة الدجال)؛ إذن: فهي تنجي مما دونها مِن الفتن.

لأنّ الفِتن متتالية وتتزايد، فأنت كل أسبوع تحتاج نورا عشان تقدر تقاوم، وأنت لو مش معاك نور = مش هتقدر تقاوم الفتن دي؛ فإحنا محتاجين زاد أسبوعي مِن النور، وهي سورة الكهف.

- د. أحمد عبد المنعم
قال ﷺ: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما)) [صحيح مسلم]

إن من يحسن صحبة القرآن، لابدّ وأن يجد أثر ذلك عاجلًا، لا أنسى أحد الضيوف في برنامج وسام القرآن، سأله الشيخ فهد الكندري، هل مرّ عليك هم وغم وعالجته بالقرآن، فقال له الضيف مباشرة وبكل عفوية: "والله ماعرف الهم والغم، هذا ما مر عليّ الحمدلله" ، سبحان الله، قد أحسن صحبة القرآن، فلم يعد الهم والغم في قاموسه ولا في حياته، وكذلك يوم القيامة كما قال ﷺ، أن الذي يعمل بالقرآن، لن يتركه القرآن، وسيقف معه ويدافع عنه ويشفع له، فيدفع عنه العذاب ويدخله الجنة.

ويقول ﷺ: ((اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه)) [صحيح مسلم]

اللهم اجعلنا من أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
﴿وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ﴾ [الأعراف: ١٧٠]

أعظم شيء تهتم به كتاب الله عز وجل، وأعظم خذلان يصيبك وبلاء ينزل بك، هجرك كتاب الله بعد أن كان رفيقك، وبعد أن ذقت حلاوته.

تعال معي يا حبيب لنتفكر قليلًا، هل كنت تتصور يومًا أنك في طريق طلب محبة الله، الذي إذا أحبك نادى جبريل، يا جبريل إني أحب فلان فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، يا أهل السماء، إن الله يحب فلان فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، يا أخي يا من هجرت كتاب الله، بالله تأمل أنَّ هذا كان سيحدث حقيقة وأنت في طريق رفقة القرآن، ولكنك استبدلت الذي هو ادنى بالذي هو خير، واخترت هجر كتاب ربك، وتأمل أنك إن كنت من أحباب الله وأهل الله وأوليائه، فإن الله لا يرد لك دعوة تدعوها، ويعيذك من كل شيء تستعيذ بالله منه، بل من شدة حب الله لك، يخبرك في حديث الولاية أنه يتردد في قبض روحك فأنت تكره الموت، وهو جل جلاله يكره الإساءة لك، وهذا ثابت صحيح، وليس تردد شك في المصلحة أو القدرة حاشى لله، ولكن رحمة بالمؤمن لما في الموت من سكرات وصعوبة، ثم ماذا عن العشر حسنات التي تذهب معها السيئات في كل حرف تقرأه والله يضاعف لمن يشاء!

استعن بالله يا حبيب ولا تعجز، قم وخذ كتاب ربك بقوة، واسجد بين يديه واشتكي إليه نفسك وحالك وضعفك، واطلب منه أن يردك لكتابه ردًا جميلًا، قم لنعد معًا إلى أعظم ما يقرب إلى الله عز وجل ومحبته.
عشر ذي الحِجَّة موسمُ خيرات، ومحفَلُ رحمات؛ فلنجتهد فيما يُحبُّ ربُّنا عسى أن نفوز برحمته، ﴿إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ﴾
- الشيخ صالح العُصَيمي.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أفضل الذكر في عشر ذي الحجة - الشيخ عبدالسلام الشويعر
سطوة الهوى في النفوس قويت حتى صار يتحكم بها ويأمرها وينهاها وليس لها إلا الإنقياد لشدته، حتى وإن نادى منادٍ في النفس أن كفّي عن اتباعه فلا تستطيع.

لمّا ابتعدنا عن كتاب ربنا، وغرقنا في الدنيا والملهيات والمشاغل، واقترفنا المعاصي؛ ضعف القلب، وعلاه الران، وقوي الهوى واشتد، فأصبح الواحد منّا إذا سمع الموعظة، لم يقم في قلبه مقام العمل والاتباع، ولا الخوف والازدجار، فلمّا أقبلنا على تلاوة القرآن وتدبره، قوي القلب وطَهُر، ورُزِق نورًا يهتدي به، وضعف الهوى ولم يؤثر، يقول عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ﴾ [يونس: ٥٧]

فكلّما ابتعدنا عن كتاب الله، وغفلنا عنه، أظلم القلب، وتعرض للانقياد للهوى، وكلّما عدنا إلى القرآن والعمل الصالح، صُقِل القلب وقوي فيه داعي الخير.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
وفاض القلب في عرفات شوقًا - إنشاد الشيخ منصور السالمي.
(يوم عرفة)
وفاض القلب في عرفاتِ شوقا
و سال الدمع حين ذكرت ربي

هو الرحمن في يوم عظيمٍ
كريمٌ لا يرد سؤال قلبي
خطوات عملية لاستثمار يوم عرفة.

___
عن عائشة - رضي الله عنها - ، أن رسول الله - ﷺ - قال:
«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
[رواه مسلم: 1348]
100_دعاء_من_الكتاب_والسنة_الصحيحة_محمد_صالح_المنجد.pdf
2.8 MB
📚 100 دعاء من الكتاب والسنة الصحيحة - محمد صالح المنجد.
﴿فَإِذَا قَضَیۡتُم مَّنَـٰسِكَكُمۡ
فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ
ءَابَاۤءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰا﴾

‏وفي الأمر بالذكر عند
‏انقضاء النُسك معنى؛

‏وهو أنَّ سائر العبادات
‏تنقضي ويُفرَغ منها،

‏وذكر الله باقٍ لا ينقضي
‏ولا يفرغ منه.

‏‌ #ابن_رجب
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦]
تعلم يا أخي أنَّ لتدبر القرآن الأثر العظيم في الهداية والثبات، والأجور الكثيرة، وفي الجهة الأخرى حرص الشيطان الشديد أن يبعدنا عن كتاب ربنا وعن الاستقامة.

فالشيطان يُصَوِّر لمن يريد طريق القرآن ما لا يُصَوِّره لغيره، من اشعاره أن الوقت ضيق جدًا، وأن الأشغال كثيرة ولابد أن ينجزها، أو يُشغله بما لا فائدة منه، فلا يتركه وشأنه مع القرآن أبدًا، ولو راقب أحدنا نفسه وهو يقضي الكثير من الأوقات فيما لا نفع فيه، فسيجد الساعات الكثيرة تذهب سدًا من يومه وأسبوعه، ولا يجد نفسه يقول الوقت ضيق، وإذا أقبل على القرآن يجد مئات الحجج الفاسدة أن وقته لا يسمح له، وهذا إنما هو من عمل الشيطان وأبوابه علينا ليضلنا ويجعلنا نهجر القرآن.

فلا يغلبنَّك الشيطان بإبعادك عن كتاب ربك، واشغالك عنه، بل كن فطنًا، واعلم أن قضاء وقت مع القرآن إنما هو باب من البركات تعم وقتك وحياتك وفي كل شيء.
HTML Embed Code:
2024/06/11 11:49:26
Back to Top