عندما يفقد البقاء بريقه، ذلك التواجد الدائم الذي يُخفيك خلف ردائه الفضفاض حتى تصبح لامرئيًا، شبحاً لما كان حضورك يُضفي من الانتباه، يكون الرحيل أشبه بضرورة، لا يبقى معه سوى ذكرى، غيابك؛ لأن أحدًا لم يلحظ أنك قد رحلت، وكلمة الوداع، ابتلعها الزمن، وكل ما كان يتطلبه الأمر، التفاتة..

هذه هي المشكلة نحط كل شيء على عاتق الزواج وننتظر منه الكثير في إصلاحنا ومساعدتنا وتلبية رغباتنا ونزواتنا الزائلة وكأنه حل لكل شيء ثم ننصدم إنه ولا شيء من هذا ونوهم نفسنا لأننا ورّطنا أنفسنا خلاص، وأيضاً لماذا التسليم بالانحراف عند العزوف عن الزواج ؟

لن تجدني مؤذيًا أبداً .. حتَّى ولو خاب ظني بك سأُغادرك بلُطف ، فإنتهاء الرغبة أشدُ من الكُره ..

عندما يتعلق الأمر بكبريائي وأحترامي لذاتي، أُصبح رغماً عني بارعاً في الوداع ."

اذا كان عليَّ أن اتساءل: لمَ أعيش بهذا العنفوان والمُبالغة، وبهذا الانغماس في اللحظة، الجيد منها والسيء، وبإعطاء كل شعور أكثر من حقه مهما كانت وطأته عليّ؟ ولمَ أُقامر، وأُجازف، وأتسرّع، دون تفكير، ولا حساب، ولا تخطيط؟ فسيكون جوابي في غاية البساطة: لأنني سأموت..