[ محمد النبي أخي وصنوي ... وحمزة سيد الشهداء عمي ] !
تنتشر هذه الأبيات بين الناس كذباً على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
وذلك بسبب نشر بعض الوعاظ و القصاص لها
ومنهم : الواعظ محمد بن حسان الذي يكثر من ترديدها في أشرطته وخطبه وكأنها في صحيح البخاري والله المستعان !!
والقصيدة لا تصح سنداَ ومنكرة متناً
وفيها أبيات منكرة جداً موضوعة مكذوبة وهي كالآتي
[محمد النبي أخي وصنوي ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحي ... يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ... مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها ... فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طفلاً ... غلاماً ما بلغت أوان حلمي
إلى هنا يذكرها القصاصون وبعض الناس
وفي المصادر يزيدون فيها :
وأوجب بالولاية لي عليكم ... رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل ... لمن يلقى الإله غداً بظلمي ] انتهى
قلنا : هذا الهذيان كذب لا محالة يستحيل أن يقوله علي رضي الله عنه وبعضهم يزيد فيها وينقص كثيراً
وأقدم من ذكرها فيما وقفنا عليه ابن المغازلي وهو رجل ضعيف صاحب أسمار وحكايات .
قال في كتابه [ 458 ] : أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذناً، حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين قال: أنشدني أبو محمد لؤلؤ بن عبد الله قال:
قرأت على أبي عمر الزاهد لأمير المؤمنين عليه السلام لله در القائل: فذكرها .
قلنا : ابن طاوان رجل مجهول لم يوثقه أحد .
وأبو الحسين هذا هو ابن السماك وهو كذاب معروف له ترجمة في تاريخ بغداد
ولؤلؤ لم يوثقه معتبر.
وهذا إسناد رويت فيه أخبار كثير في كتاب المغازلي وغيره ابن طاوان عن ابن سماك بأخبار غرائب وموضوعات
فهذه الأبيات محض خرافة لا وجود لها إلا في أذهان هولاء !
وروى ابن عساكر في حكاية طويلة منكرة , من طريق أبو بكر بن دريد وهو صاحب أسمار ولم يكن عدلا .
قال الحافظ الدراقطني تكلموا فيه
عن رجل مجهول عن أبي عبيدة معمر بأبيات منها
وهي معضلة إذ أن أبا عبيدة بالكاد سمع هشام بن عروة
فهذا الإسناد واهي أيضاً.
وقال السفاريني : قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ مِمَّا يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُتَوَانٍ فِي عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حِفْظُهُ لِيَعْلَمَ مَفَاخِرَهُ فِي الْإِسْلَامِ. انْتَهَى.
قلنا : هذه الكلمة لم نجدها في كتب البيهقي والسفاريني له من هذا كثير !
وقوله ( يجب ) من أعجب العجب إن صحت عنه !
وقال الشيخ سليمان بن سحمان في تنبيه ذوي الألباب السليمة [ ص 24 ] :
فهذه المفاخرة التي ذكرها الشارح – يعني السفاريني - لم يذكرها عن علي رضي الله عنه بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا عزاها إلى شيء من الكتب المعتمدة ولا ذكرها عن أحد من أئمة أهل الحديث ولا غيرهم .
فالأشبه بها أن تكون من أوضاع الرافضة
والصحابة رضي الله عنهم لم يكن من هديهم وأخلاقهم التفاخر بينهم بالأحساب والأنساب.
بل كان السلف رضوان الله عليهم ينهون عن الفخر والخيلاء والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق
كما هو مذكور في عقائد أهل السنة والجماعة.
وعلي رضي الله عنه أخشى لله وأتقى له من أن يفتخر بهذه المفاخرة على أحد من الصحابة رضي الله عنهم
على ما ذكره الرافضي أنه افتخر بذلك على أهل الشورى أو على معاوية لما بلغته مفاخرته كما ذكره السفاريني .انتهى.
قلنا : ذكر الشيخ سليمان أن شيخ الإسلام قال إن هذه الأبيات موضوعة في منهاج السنة ولم نقف على كلامه.
وقد صدق الشيخ ابن سحمان رحمه الله في كونها كذب حتى أنه لم يقف على المصادر التي ذكرناها
وهذا فرق الرجل العالم بطريقة الصحابة والسلف وهديهم
وبين الجاهل الذي يردد كل ما يسمع بلا فقه ولا علم
والخلاصة : لا يجوز نشر مثل هذه الأبيات بين المسلمين إلا لبيان حالها وأنها كذب موضوعة .
https://hottg.com/latnshor
>>Click here to continue<<
