أصبتُ بسَهمٍ في حَربٍ أقَمتُها
والرّاميَ مَن قامت الحَربُ لأَجلهُ
):

‏"فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ
‏ وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها"

كالُمستفيقِ فُجاءةً في حادثٍ
ماشئتُ ميلادي ولا اخترتُ السبيلْ
لو يقبلُ اللهُ استقالةَ مُتعبٍ
-أستغفر الله- إني أستقيلْ.

‏فَيا مُؤنِسي لا فَرَّقَ اللَهُ بَينَنا
وَلا أَقفَرَت لِلأُنسُ مِنّا مَعاهِدُ.

ويُكاتمُ الأسرارَ حتى أنّهُ
ليصونُها عن أن تمرّ بخاطره.

‏كل دُنيانا هباءٌ ،وزنُها مثقال ذرّه
لاتُساوي حُزنَ قلبٍ أو بُكاءٍ أو مَضرّه.

هذا الفراق الذي عانيتُ لوعته
لم يُخمد الشوق بل أمسى يُروّيه.

كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
‏فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر!

‏"سَتؤذيكَ في طبع الزمان حقائقُهْ
‏ويَسبقكَ المكتوبُ يامَنْ تُسابِقُهْ
‏ويؤذيك مَنْ تخشى عليهِ من الأذى
‏ويَغرس فيك النصلَ حين تُعانقُهْ
‏وجدت إلتصاقَ الناس بِالناس كذبةً
‏فكُلُّ خليلٍ أنتَ يومًا مفارقُهْ
‏تخونُكَ عينٌ أنتَ كفكفتَ دمعها
‏ويجحدك الصوت الذي أنتَ عاشقُهْ
‏وتشلك الأعوامُ قبلَ قدومِها
‏وما العمرُ يامخدوع إلا دقائقُهْ
‏وتَشكو مِن الماضي الأليم كحاجزٍ
‏وفي داخلِ الإنسان تحيا عوائقُهْ".

ألا إِنَّ عين المرءِ عنوانُ قلبهِ
تُخبِّرُ عنْ أسرارهِ شاءَ أمْ أبى

وداعًا ما أردتُ لكَ الوداعَ
‏ولكنْ كان لي أملٌ فضاعَ

‏"فِدًى لعمركِ ساعاتي وأيّامي
‏عاماً كبرنا فهلَّ قارَبتِ أعوامي؟
‏لعيدِكِ أضلاعي سأُسرِجُها
‏شَمعًا، واخشَعُ من رأسي لأقدامي
‏مُرَتِّلاً.. ساجداً لله.. مُبتَهلاً
‏أنْ تُصبحي أنتِ أوراقي وأقلامي
‏ونبضَ قلبي، وأمواجي، وأشرِعَتي
‏وأن تظلّي قناديلي وأعلامي.."

وَأَصبِرُ مُستَيقِناً أَنَّهُ
سَيَحظى بِنَيلِ المُنى مَن صَبَر

فلكلِ قلبٍ في الحياةِ كرامةٌ
‏ولكلِ حبٍ لا يُراعى مُنتهى.

أشتاق ذنبي، ففي عينيكِ مغفرتي
يا ذنبَ عمري.. ويا أنقى لياليه..
ماذا يُفيد الأسى، أدمنتُ معصيتي
لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..
إني أرى العمر في عينيكِ مغفرةً
قد ضلّ قلبي فقولي.. كيف أهديه؟

الشوق قناصٌ وقلبي أعزلُ
لكنه يفنى .. ولا يتوسلُ

قلبي يعز عليَّ .. لكن عزتي
فوق اشتياقي والمذلة تقتلُ

أنا أصون كرامتي قبل الهوى
ولتفعل الأشواق بي ما تفعلُ.