TG Telegram Group Link
Channel: سرد
Back to Bottom
‏"أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَمِن سَرَفي
‏إِنّي وَإِن كُنتُ مَستوراً لَخَطّاءُ"
.
‏﴿أنِ اقذِفيه في التّابوت فاقذفيه في اليم﴾ ما أصعب الموقف، ترمي جنينها وروحها وقطعة منها .. لكن حينما سلّمت أمرها لله واستجابت لأمره سُبحانه؛ كانت النتيجة: ﴿فرجعناك إلى أُمِّك كي تقرّ عينها ولا تحزن﴾
‏الله .. هو مدبّر أمورك، ارضى بما قدّر لك، افعل ما بيدك واطمئن بتوكّلك عليه ..
"فاعلم الآن أنَّ التوبةَ نهايةُ كلِّ عارفٍ وغايةُ كلِّ سالكٍ، وكما أنّها بدايةٌ فهي نهايةٌ، والحاجةُ إليها في النِّهاية أشدُّ من الحاجة إليها في البداية، بل هي في النهاية في محلِّ الضَّرورة".

ابن القيم.

‏قال ⁧ #ابن_القيم⁩ رحمه الله :

‏كثيرٌ مِـن النَّاس يسمع منك ويرى مِن المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسـبه

‏فإذا رأى سقطةً أو كـلمةً عوراء وجد بُغيَتـه وما يُناسبه فجعلها فاكهته ونقله

‏مدارج السالكين ٤٠٦/١
‏من نظر في نفسه وضعفه وذنوبه، تواضع ولم يتكبر، وأقبل على ربه في ذل وخضوع تائباً نادماً يُردِّد:
‏﴿ربِّ إنِّيْ ظَلَمْتُ نَفْسِيْ فاغْفِرْ لِيْ﴾
‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وَأَول مَنْ ينشق عنه القبر، وأول شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)

‏قال ابن تيمية :
‏ "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله ، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه ، ولا شفاعة أعظم من شفاعته" .
‏الناس ترى ظاهر ماتفعل، والله يعلم ما تفعل وما تترك، تقف أمام بحر من المعاصي؛ يرى الناس بلل موجة أتت من جلوسك على الشاطئ فيجازونك بالسوء، ويعلم الله جهادك وصراعات نفسك، وأنك قدمت مراده -أخيرًا- على مراد نفسك بالغوص في المحرّم القريب الميسور؛ والله أرحم بعباده من عباده.
‏و اعلم أن من أقبل يُقبِل الله عليه، ومن أتى الله ولو بخطواتٍ ثقيلة مثقلة بالماضي، فإن الله يقبله .. المهم أنه أتى.
‏أن تُذنِب ثم تتوب، ثم تُذنِب ثم تتوب، خيرٌ مِن أن تُذنِب فلا تتوب، بحجّة أنك تعود للذنب مرةً بعد أُخرى، ثم يجرّك الشيطان لليأس والقُنوط من المغفرة، فتدخل في ذنبٍ أعظم! وهو اليأس من رحمةِ الله
‏َ
‏تُب واستوفِ شروط التوبة الصادقة كلما أذنبت، وابشر بربٍ رحيم ﴿إن الله يُحب التّوابين﴾ ♥️
‏قضى الله تعالى أن تكون الحياة دار كبد وكدح، وخوض غمارها ومتاعبها متعذر وممتنع دون قوة إيمان ويقين .
‏إن عنوان السعادة مراقبةُ الله في كل حال، فهي التي تُقوّم اعوجاج النفس، وتقلبها، وتضبط الأفعال والأقوال بميزان الشريعة، كما أن عنوان الشقاوة والخذلان في مراقبة الناس عند الإقدام والإحجام، فإن من راقب المتغير، تغير وتبدل، وأما من تمسك بالثابت، أراح الله نفسه، وأعلى شأنه، ورفع قدره.
‏لا تسمح لآلامك أن تحيط بك، ولهمومك أن تقتات على روحك، ولآمالك وأحلامك أن تصيبك بالإحباط.
‏لا تدخل بقدمك إلى تلك المنطقة المظلمة، واستعذ بالله من شرّ نفسك، وتطيّب بمجالسة الصالحين، وزاحم همومَك بهموم أُخروية، وانظر إلى السماء لتخرج من ضيق تفكيرك إلى سعة تدبيره ولطفه سبحانه وتعالى.
‏(ومن شر حاسد إذا حسد) :
‏"وتأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله:{إِذا حسد} لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه، ولايرتب عليه أذى بوجه ما،لابقلبه ولابلسانه ولابيده، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولايعاجل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لايكاد يخلو منه أحد".

‏ابن القيم
يُؤلمني اجتزاء النصوص الشرعية وتوظيفها على طريقة بتر بعض النص وترويجه بسياق عاطفي عام، نصوص الوحيين حقّها المهابة والتعظيم، وليست كل سياقات وسائل التواصل الاجتماعي تليق بها، كان الأئمة يُعظّمون رواية الحديث، ويتخيّرون من أوقاتهم وأحوالهم أفضلها وأطهرها تعظيمًا لحديث رسول الله ﷺ.
"في رحلة سيرك إلى الله قد تسمو همّتك أحيانًا وتخبو حينًا، تكبو مرة وتنهض أخرى، تذنب ثم تستدرك وتعود؛ فلا تجعل ذلك عائقًا لك عن العيش في رحاب القرب من ربّك، المهم أن تفيء إلى الله كلّما مِلت نحو منعطفٍ لا يرضيه، وأن لا ينطفئ في قلبك دافع التوبة والرجوع بعد كلّ زلّة"
‏"ساقني إليك ثقتي بكرمك وطمعي في عفوك، فأشهدني راحة غفرانك وأذقني حلاوة مناجاتك، من ذا الذي ذاق حلاوة مناجاتك فرامَ منك بدلًا؟ بل من ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حِولًا؟ سبحانك ربي ما أطيب ذكرك! وأبرد عفوك! وأوسع حلمك! وألطفَ تقديرك! نأتيك بملء الأرض خطايا فتغفر ولا تبالي"
HTML Embed Code:
2024/06/14 09:04:36
Back to Top