احذر الدعاء على ولدك!

اتصل بي أحد المعارف مستفتيا عن مسألة في الزكاة، وكان سبب استفتائه سماعه خطبة الجمعة من الخطيب وكانت عن مسائل في الزكاة، وقد أحسن ذلك الخطيب بأن جمع في تلك الخطبة بين الوعظ وبيان بعض الأحكام المهمة، ولذلك ينبغي للخطيب أن يعرف قدر هذا المنبر فهو منبر وعظ ونصح وتعليم، فلعل كلمة منه حركت قلب شخص للخير، فنال الخطيب الأجر المضاعف لدلالته الناس على الخير.

هناك مسائل كثيرة في الزكاة قد تخفى على بعض الناس.
ومما قد يخفى : الزكاة في مال الصبي والمجنون.
بعض الناس يكون أولاده في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتأتيهم مكافأة شهرية في حسابهم، ولا يتحرك هذا الحساب، لكون الأب قصد أن يستفيد ابنه أو ابنته منه في المستقبل، ولكنه لا يخرج زكاته إما نسيانا، وإما ظنا أنها لا تحب فيها الزكاة.
فليتنبه لذلك.
ومن لم يخرجها فليبادر بإخراجها عن هذه السنة والسنوات الماضية.

ومن المسائل التي قد تخفى :
أن بعض الناس يظن أن المال الذي يدخره لأجل أن يشتري به سيارة أو بيتا أو ليتزوج به أنه لا زكاة فيه، وهذا خطأ فكل مال عندك تملكه مر عليه حول كامل من حين تملكته ففيه الزكاة ولو كنت قد أرصدته لشراء شيء ونحوه

سئلت هذا السؤال من أحد الأحبة :

أخي أوقف له الوالد رحمه الله قبل موته مبلغ ٥٠ ألف لأجل الزواج، مرت عليه تقريبا ٣ سنوات ولم يتزوج حتى الآن، هل عليه زكاة ؟؟

فأجبته بما يلي :

جواب هذه المسألة ينبني على عدة مسائل :
الأولى : هل للأب أن يوقف على بعض أولاده دون بعض؟
والمسألة فيها خلاف، والمذهب عند الحنابلة أنه مكروه، وهناك قول آخر بتحريمه وأنه هو وقف الجنف.

الثانية : هل يصح وقف النقود؟
والمسألة فيها خلاف كبير بين أهل العلم رحمهم الله وفيها رسائل مفردة في بيان حكمها
والمذهب عند الحنابلة رحمهم الله أنه لا يصح وقف النقود
ولكن على القول بصحة وقف النقود فهناك مسألة ثالثة وهي:
هل العين الموقوفة تكون ملكا للموقوف عليه أو ملكا لله تعالى؟
فإن قلنا هي ملك للموقوف عليه فعليه زكاته، وإن قلنا هي ملك لله تعالى فلا زكاة فيه.
والخلاف في ملكية العين الموقوفة ترتب عليه خلاف في مسائل تفرعت عنها وقد تكلم عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفائدة التاسعة من الفوائد التي ختم بها كتابه القواعد، فليرجع إليه من أراد الإفادة
والله تعالى أعلم بالصواب

قد يقول قائل : لقد حيرت السائل وما أجبته.
فأقول : إن كان السائل طالب علم فأمامه مناطات الجواب فليستفرغ الوسع في البحث ليظفر بالنتيجة.
وإن كان عاميا أو ليس لديه أهلية البحث فليسأل من تبرأ ذمته بتقليده من أهل العلم
فتح الله علينا جميعا في العلم النافع والعمل الصالح

من المسائل التي قد تخفى أن بعض الناس إذا سمع الحديث عن أحكام الزكاة والتهاون فيها ظن أن المخاطب بها هم أهل الأموال الطائلة، وما علم أنه قد تكون الزكاة واجبة عليه ولم يعلم، فمن لديه راتب شهري ولا ينقص حسابه في السنة يوما واحدا عن نصاب الزكاة فعليه الزكاة
وهذه مسألة قد تخفى على بعض الموظفين

من المسائل التي يتوسع فيها :
مسألة إسقاط الدين للزكاة.
فتجد الشخص مليئا مقتدرا ويأخذ تمويلا من البنك لشراء بيت له ويترتب في ذمته دين كبير يفوق ماله لكن هذا الدين يستقطع شهريا من راتبه ويبقى له ما يحتاجه وزيادة ومع ذلك لا يخرج الزكاة تمسكا بقول من قال من الفقهاء (ولا زكاة في مال من عليه دين ينقص النصاب)
وما علم أن هؤلاء الفقهاء رحمهم الله عللوا إسقاط الزكاة عنه بأن الزكاة مواساة، والمدين لا يبقى له شيء يواسي به
وهذه العلة لا تنطبق على هذا المدين الذي تحدثت عنه.
فليتنبه لذلك، ولا يتوسع في تحميل كلام الفقهاء رحمهم الله ما لم يريدوه.

بمناسبة اقتراب موعد زكاة الفطر

ثم كلام كثير حول الصاع

وخشية أن أزحم هذه القناة بذلك

فقد خصصت القناة الآتية للكلام عن الصاع خصوصا
والمقادير الشرعية عموما
وسأبدأ من اليوم إن شاء الله في ذكر جملة من الفوائد والقواعد ذات الصلة بالباب


https://hottg.com/takdir_alwahadat


تنبيه:
هذه النقاشات والتفاصيل قد لا تعني غير المتخصصين، لذا لا يفيدهم كثيرا متابعة تلك القناة

فالعامي فرضه أن يقلّد عالمًا يثق في دينه وعلمه

تحرير رأي شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في أول وقت لإخراج زكاة الفطر.pdf

■ مسألة تخفى في زكاة عروض التجارة ■

● من أكثر المسائل التي تخفى على كثيرٍ من المسلمين في زكاة عروض التجارة ما يتعلق ببداية حولها، فإن حول عروض التجارة = حولُ ما اشتريت به من نقد، وكثير من الناس يبتدئ حولها من وقت شرائها، وهذا خطأ.

● فالفقهاء يقررون أن من كان عنده نقد (ذهب، فضة، نقود ورقية) فاشترى به عروض تجارة فإن الحول لا ينقطع، ولا يجعل للعروض حولاً جديداً، بل حول العروض هو حول النقد الذي اشتراها به. وكذلك لو كان عنده عروض تجارة فباعها بنقد فإن الحول لا ينقطع، بل يكون حولُ النقد حولَ عروض التجارة.

• قال الموفق ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: "متى أَبْدَلَ نِصَابًا من غيرِ جِنْسِه، انْقَطَعَ حَوْلُ الزَّكاةِ واسْتَأْنَفَ حَوْلًا، إلَّا الذَّهَبَ بالفِضَّةِ، أو عُرُوض التِّجَارَةِ؛ لِكَوْنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ كالمالِ الوَاحِدِ، إذْ هما أُرُوشُ الجِنَايَاتِ، وقِيَمُ المُتْلَفَاتِ، ويُضَمُّ أحَدُهما إلى الآخَرِ في الزكاةِ. وكذلك إذا اشْتَرَى عَرْضًا لِلتِّجَارَةِ بِنصَابٍ من الأثْمانِ، أو باعَ عَرْضًا بِنِصَابٍ، لم يَنْقَطِع الحَوْلُ؛ لأنَّ الزكاةَ تَجِبُ في قِيمَةِ العُرُوضِ، لا في نَفْسِها، والقِيمَةُ هي الأثْمَانُ، فكانا جِنْسًا وَاحِدًا".

● مثال ذلك:
لو كان عند إنسان خمسون ألف ريال، وحول زكاتها في أول رمضان، فلما جاء أول شهر رجب اشترى بها أرضاً بنية بيعها بربح، أو اشترى أسهماً بنية بيعها بربح، فإن الواجب عليه أن يزكي هذه الأرض أو الأسهم في شهر رمضان -أي بعد شهرين من الشراء-، فحول الأرض أو الأسهم هو نفس حول الخميسن ألفا؛ لأن الحول لا ينقطع إذا استبدلت عروض تجارة بالنقود. وكثير من الناس في مثل هذه الحال لا يزكي الأرض أو الأسهم في شهر رمضان، وإنما يظن أن حول الأرض أو الأسهم يبدأ من جديد من شهر رجب، فلا يزكي إلا في رجب من السنة القادمة، وهذا خطأ.

● ولو كانت عنده أسهم أو أرض للتجارة، وحول زكاتها في رمضان، فباعها في رجب بخمسين ألفاً، فإن الواجب عليه أن يزكي هذه الخمسين ألفاً في رمضان القريب -أي بعد شهرين-، إذا دخل رمضان وهي باقية في ملكه، لأن حول هذه النقود هو حول العروض نفسها، ولا يجعل لها حولاً جديداً.

● والواجب على المسلم أن يتفقه في أحكام دينه، ويتعلمها، ويسأل عنها، كما أن الواجب على طلبة العلم وأئمة المساجد أن يعلموا الناس دينهم خاصةً ما يتعلق بأمر عباداتهم،

اللهم فقهنا في الدين، وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح،،

إلى الأحبة المتابعين...
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
محبكم الداعي لكم بالخير /
عبدالله بن عبدالرحمن الميمان
عيد الفطر /١٤٤٥

اتفاق عجيب ..
اتفق يوم وفاة الشيخين عند الحنابلة الموفق والمجد ، فكلاهما توفي يوم عيد الفطر ، فقد توفي الموفق رحمه الله يوم السبت يَوْم عيد الفطر سنة عشرين وستمائة بمنزله بدمشق وصلي عَلَيْهِ من الغد.
وتوفي المجد رحمه الله يَوْم عيد الفطر بَعْد صلاة الجمعة من سنة اثنتين وخمسين وستمائة بحران. ودفن بظاهرها رحمة اللَّه عَلَيْهِ.
واتفاق آخر بين المجد وزوجته رحمهما الله فقد توفيت ابنة عمه زوجته بدرة بنت فخر الدين ابْن تيمية قبله بيوم واحد.
واتفاق ثالث بين المجد وتلميذه أبي طالب البصري صاحب الحاوي حيث توفي أيضا في ليلة السبت ليلة عيد الفطر سنة أربع وثمانين وستمائة .
وهناك علماء غيرهم توفوا يوم عيد الفطر أو ليلته ، ومن أشهرهم على الإطلاق أمير المؤمنين في الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله فقد تُوفِّي بقرية خرتنك لَيْلَة عيد الْفطر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
ولم أقصد بذلك استجرار الأحزان ، بل أقصد إطلاق الألسن في الدعاء لهم ، فاللهم اغفر لهم وارحمهم وانفعنا بعلمهم .
كتبه / عبدالله بن عبدالرحمن الميمان
ثاني شوال من عام ١٤٤٥

علما أن بعض هذه الكتب يغني عن بعض، فلو اكتفى الطالب بنظم أحد الشيخين السعدي أو تلميذه العثيمين رحمهما الله، واستشرحها عند شيخ متقن يوضح له مضامينها، ثم انتقل لمختصر السعدي لقواعد ابن رجب رحمه الله واستشرحها أيضا كفاه ذلك في التأسيس