قيل أن معنى اسمها (هالة القمر)، وهي الهالة التي تُطوّق القمر وتهمس لهُ بالنور، فقلت: بل والله لقد أخطأ من سمّاها كذلك، فما القمر إلا خادمٌ بين يدي إشراقها، وما الهالة إلا ظلٌّ من ظلال وجهها الدُرّي. أما علموا أن القمر إنّما يستضيء بنورِ غيره؟ وقد قال الخليل بن أحمد: "الضوء ما كان من ذات الشيء، والنور ما كان مستفادًا"
فما بالهم لا كدّر الله حالهم يسمّونها هالة القمر والقمر يستحيي من حسن طلعتها! ويا عجبًا لمن رآه يغيبُ عند السحرِ الأدنى فلم يعرف أنه إنما يخفض الطرف خجلًا حين يراها، فإن قيل: إن اسمها وافدٌ من التركية، قلتُ: لعل تلك اللغة ما عذُبَ فيها حرفٌ وحليَ إلا لأن اسمها فيها؛ وتلك الحروفُ العنبيّةُ تمرُّ بالثغر فتدعُ فيه ما تدعُ الخمر!
هالة القمر؟ بل هي القمر وهو هالة خديّها. إذا أشرقت، لملم الليل كواكبه، وانزوى القمر في سُهاده، يسترقُ النظر إلى وجهها الدُرّي من بعيد.
قالوا بأنكِ والمنوّر بالسما
يا قبلة الأزهار تشتبهانِ
أفأنتما روحٌ تقسّم سرّها
ومضى بها يقتادها الجسدانِ
بدرٌ على وجه السماء مسهّدٌ
وشقيقهُ في الأرضِ بدرٌ ثاني
فإذا سمعت بأزهرين فقل هما
بدران عند الفجرِ يعتنقانِ
🖊 شهاب الدين.
>>Click here to continue<<
