TG Telegram Group Link
Channel: ففروا إلى الله
Back to Bottom
تحذير المسلمين من تكتل الملحدين في (زريبة) (تكوين taqueen ).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Audio
نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يُوفقنا للعمل بِما عَلِمنا و أن يكتبه جميعًا في ميزان حسناتنا و أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
⭐️قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تبارك و تعالى - :

• إن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره ، فإن رأى فيه داعية للبدعة ، وإعراضًا عن كمال الانقياد للسنة : أخرجه عن الاعتصام بها ، وإن رأى فيه حرصًا على السنة ، وشدة طلب لها : لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها ، فأمره بالاجتهاد ، والجور على النفس ، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها ، قائلا له : إن هذا خير وطاعة ، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل ، فلا تفتر مع أهل الفتور ، ولا تنم مع أهل النوم ، فلا يزال يحثه ويحرضه ، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها ، فيخرج عن حدها ، كما أن الأول خارج هذا الحد ، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر .
وهذا حال الخوارج الذين يحقر أهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم ، وصيامهم مع صيامهم ، وقراءتهم مع قراءتهم ، وكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة ، لكن هذا إلى بدعة التفريط ، والإضاعة ، والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف .

📚 مدارج السالكين  (٢ /١٠٨) 】
::::(( مِــن آدابِ يَومِ الجُمَعَة )):::::

1⃣  الا‌غتسال و التّطيب :

▪️عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (883)

2⃣  لبس أحسن الثياب :

▪️عَنْ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ - أَوْ : مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ - أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ ))

صححه الألباني في
📚 صحيح أبي داود - رقم : (1078)

4⃣ التبكير إلى المسجد :

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ))

📚 متفق عليه : (881-850)

5⃣ عدم التفرقة بين اثنين :

▪️عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ ))

صححه الألباني في
📚 صحيح ابن ماجه - رقم : (923)

▪️ آنيت : أي أخرت المجيء وأبطأت .

6⃣ قراءة سورة الكهف في يومها .

▪️عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : (( من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه و بين البيتِ العتيقِ ))

📚【 صححه الألباني في صحيح الجامع - رقم : (6471)】

7⃣ الإ‌كثار من الدعاء وتحري ساعة الإ‌جابة

▪️عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : (( يومُ الجمعةِ ثِنْتَا عشرةَ ساعةً ، منها ساعَةٌ لا يوجَدُ عبدٌ مسْلِمٌ يسألُ اللهَ فيها شيئًا إلَّا أتاهُ اللهُ إيَّاهُ ، فالْتَمِسوها آخِرَ ساعَةٍ بعدَ العصرِ ))

📚【 صححه الألباني في صحيح الجامع - رقم : (8190)】

▪️عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الْتَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ ))

📚【حسنه الألبانيي في صحيح الترمذي - رقم : (1237)】

قـال العلّامـة الألباني رحمه الله :

وقـد صـح اتفـاق الصحابـة أنّهـا آخـر ساعـة مـن يـوم الجمعـة, فـلا يجـوز مخالفتهـم  .

📚 صحيـح الترغيـب  : (1-441)

8⃣ الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ :

▪️عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إذا كان يومُ الجمعةِ و ليلةُ الجمعةِ فأكثروا الصلاةَ عليَّ ))

📚【حسنه الألباني في صحيح الجامع - رقم : (776)】
⚠️ نصيحة غالية...

▪️قال الشيخ الدكتور محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالى-:

فَإِذَا دَخَلَ المُسلِمُ الْمَسْجِدَ يَومَ الجُمُعَة انْشَغَلَ بِالتَّطَوُّعِ الْمُطْلَقِ بِالصَّلَاةِ، وَبِالذِّكْرِ، وَأَعْلَاهُ وَأَفْضَلُهُ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ.

وَلَيْسَ عِنْدَنَا نَصٌّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم وَلَا عَنِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْصِدُونَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِكَيْ يَلْغُوَ أَحَدُهُمْ مَعَ أَخِيهِ، وَلِيَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ رُبَّمَا اسْتَوْجَبَ حَدًّا، أَوْ كَانَ مِنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ الَّتِي لَا تَسْتَوْجِبُ فِي الدُّنْيَا حَدًّا كَالْغِيبَةِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالْوُقُوعِ فِي أُمُورٍ دَنِيئَةٍ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، مَا هَذَا؟!

احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، احْرِصْ عَلَى وَقْتِكَ، عَلَى عُمُرِكَ، عَلَى رَأْسِ مَالِكَ، إِذَا جِئْتَ مُبَكِّرًا لِآدَابِ الْجُمُعَةِ الَّتِي مَرَّ ذِكْرُهَا، وَدَخَلْتَ الْمَسْجِدَ، لَا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ مَعَ أَحَدٍ، اتَّقِ اللَّهَ فِي وَقْتِكَ، فَهُوَ وَقْتٌ شَرِيفٌ، اجْتَهِدَ فِي الصَّلَاةِ، أَحْسِنْهَا، وَأَخْلِصْ فِيهَا، وَاتْلُ كِتَابَ رَبِّكَ، رَاجِعْ مَحْفُوظَكَ، وَاحْفَظْ مَا لَمْ تَحْفَظْ، وَاتْلُ تِلَاوَةَ الْعِبَادَةِ، وَاجْتَهِدْ فِي تَفَهُّمِ آيَاتِ كِتَابِ رَبِّكَ تبارك وتعالى.

أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ، وَضِنَّ بِحَيَاتِكَ بِثَانِيَتِكَ وَدَقِيقَتِكَ وَسَاعَتِكَ وَيَوْمِكَ، فَإِنَّ أَعْظَمَ مَنْ يَسْرِقُكَ إِثْمًا فِي حَقِّكَ مَنْ يَسْرِقُ عُمُرَكَ؛ لِأَنَّهُ لَا يُعَوَّضُ، إِنْ سَرَقَ مَالَكَ فَالْأَمْرُ قَرِيبٌ، إِنْ سَرَقَ مَتَاعَكَ فَالْأَمْرُ قَرِيبٌ، إِنْ سَرَقَ دُنْيَاكَ فَالْأَمْرُ قَرِيبٌ، فَلَيْسَتْ لَهَا قِيمَةٌ فِي حَقِيقَتِهَا، وَأَمَّا الْحَيَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي إِذَا سُرِقَتْ أَوْ سُرِقَ بَعْضُهَا فَهَذَا أَعْظَمُ مَا يُعْتَدَى عَلَيْكَ بِهِ؛ لِأَنَّكَ لَنْ تُعَوِّضَهُ، وَلَنْ تَعُودَ.

📚 شرح عمدة الأحكام - كتاب الصلاة.
تسعة أصول عظيمة في فهم البدعة.pdf
1.8 MB
⭐️ قال الإمام ابن القيم- رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :

• ‏فالسعيد الطيب لا يليق به إلا طيب، ولا يأتي إلا طيبا، ولا يصدر منه إلا طيب، ولا يلابس إلا طيبا ،

• ‏والشقي الخبيث لا يليق به إلا الخبيث، ولا يأتي إلا خبيثا، ولا يصدر منه إلا الخبيث.

📚 زاد المعاد   (١ / ٦٧) 】

⭐️ قال الإمام ابن القيم- رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :

• ‌‏فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل،

• ‏ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم،

• ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم ،
• ‏فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما جاءوا به.

📚 زاد المعاد   (١ / ٦٨) 】
⭐️ قال الإمام ابن القيم- رحمه الله تبارك و تعالىٰ - :

⭐️قال عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ بَطَّةَ :
• ‏سألني سائل عن استماع هذا الذي يسمونه القول، وهو ‌#الغناء⁩، والإصغاء إليه ومجالسة أهله، فنهيته عن ذلك، وأنكرته عليه، وأعلمته أن ذلك مما حظره الكتاب، وحرمته السنة، وأنكرته العلماء، وتجافاه العقلاء، واستحسنه السفهاء والسخفاء.

📚 الكلام على مسألة السماع (٣٣) 】
رُبَّ ضارة نافعة، ورُب نافعة ضارة

عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ: رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ، غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ». قَالَ حذيفة -رضي الله عنه-: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ: الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «بَلِ الرَّامِي».

كل من شذَّ عما كان عليه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه -رضي الله عنهم-، وخرج في فهم الوحيين القرآن والسنة عن فهم الصحابة الكرام إلى فَهمهِ وتأويلهِ الشخصي أو التقليدي أو السياسي: فلا يجب أن نحسبه على دين الله وشرعه.

فائدة: فإن 👈فعل الفاعل👉 يوصف بأنه منكر أو كفر أو شرك أو بدعة، وإن كان الفاعل للفعل أو القول معذورًا بالجهل، أو بالتأويل، أو الخطأ، أو غير ذلك من أعذارٍ معتبرةٍ شرعًا.

مثال توضيحي:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
«لَلّٰهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللّٰهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ؛ أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ».

قوله: (اللّٰهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ): «كفر».
ولكن قائل الكفر هنا لم يكفر وإن قال كفرًا، والسبب في ذلك: أنه (أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح).
إذًا الخطأ وسبق اللسان مانع من الكفر، ولكن القول يسمى: كفرًا، والقائل هنا لم يكفر لوجود مانع من الكفر، وهو الخطأ وسبق اللسان عن غير قصد.

كتبه: محمد عثمان العنجري
الخميس ٢٣ شوال ١٤٤٥هـ
الموافق ٢/ ٥/ ٢٠٢٤م

الشيخ #محمد_العنجري
قلب الإنسان كالملك المتصرف في الجنود وهم الجوارح، والجوارح جنود تَعمل تحت أمر القلب، وتكتسب منه الاستقامة أو الانحراف عن الحق.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«ألا وإن في الجسد مُضْغَة؛ إذا صَلَحَتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله».

🔺إذًا... مريض القلب في خطر، قد ينتكس كما انتكس الرجل الذي قرأ القرآن، وكما انتكس عبدة العجل، والعياذ بالله.

🔺انظر إلى قول الله -تعالى-:
﴿فَلَمَّا ‌تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ۝ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ۝ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ۝ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ۝ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ۝ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ۝ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.

🔺قال الله -تعالى-: ﴿فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-:
أي: كالجبل الكبير. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومحمد بن كعب، والضحاك، وقتادة، وغيرهم.
وقال عطاء الخراساني: هو الفج بين الجبلين. انتهى

🔺قال ابن عباس -رضي الله عنهما- بسند صحيح:
صار البحر اثني عشر طريقًا، لكل سبط طريق.

🔺لاحظ وجه الشبه بين الرجل الذي قرأ القرآن كلام الله حتى رئيت بهجته عليه، وبين من كان مع نبي الله موسى ورأى بعينه المعجزة العظيمة (انشقاق البحر) وأنْجاه الله -تعالى- من فرعون وجنوده... النتيجة: كفر وعبد العجل!

🔺قال -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ ‌رَبَّكُمُ ‌الرَّحْمٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي﴾.

قال الإمام الطبري -رحمه الله-:
ولقد قال لعَبَدَةِ العجلِ مِن بني إسرائيلَ هارونُ، من قبلِ رجوعِ موسى إليهم، وقِيلِه لهم ما قال ممّا أخبَر اللهُ عنه: ﴿إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ﴾. يقول: إنما اخْتبَر اللهُ إيمانَكم ومحافظَتَكم على دينِكم بهذا العجلِ الذي أحْدَث فيه الخُوارَ؛ 👈ليعلمَ بهِ الصحيحَ الإيمانِ مِنكُم من المريضِ القلبِ الشاكِّ في دينِه.

🔺بيان معنى 👈«غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ»👉

قال الله -تعالى-:
﴿وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ ‌خَيْرًا ‌لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآية:
أخبر -تعالى- بأنهم لا فهم لهم صحيح، ولا قصد لهم صحيح، لو فُرض أن لهم فهمًا، فقال: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ ‌خَيْرًا ‌لَأَسْمَعَهُمْ﴾ أي: لأفهمهم. وتقدير الكلام: ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم؛ لأنه يعلم -سبحانه وتعالى- أنه ﴿وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ﴾ أي: أفهمهم ﴿لَتَوَلَّوْا﴾ عن ذلك قصدًا وعنادًا بعد فهمهم ذلك، ﴿وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ عنه.

💬 تعقيب للشيخ #محمد_العنجري حفظه الله على مقاله المعنون بـ"رُبَّ ضارة نافعة ورُب نافعة ضارة"، في إحدى مجموعات (وتساب).
٢٣-١٠-١٤٤٥هـ = ٢-٥-٢٠٢٤م
▪️بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ.

◀️الجزء رقم :2، الصفحة رقم:133

▪️1519 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : (" إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ". قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : " جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ". قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : " حَجٌّ مَبْرُورٌ )".

▪️1520 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ - أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ ؟ قَالَ :( " لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ )".

📚صحيح البخاري】
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ عَادَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَالَ مَعْقِلٌ إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)).

(رواه مسلم (١٤٢))
📚كتاب الإيمان - باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار)


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَسْأَلُهَا عَنْ شيء فَقَالَتْ مِمَّنْ أَنْتَ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. فَقَالَتْ كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ فَقَالَ مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ فَقَالَتْ أَمَا إِنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)).

(رواه مسلم (١٨٢٨))
📚كتاب الإمارة - باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم)

▪️شرح الحديث▪️

قوله: ((ما نقمنا منه شيئا)) ‏أي: ما كرهنا .

‏قوله ﷺ: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)) ‏هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس، وأعظم الحث على الرفق بهم، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى .

📚شرح النووي على مسلم" (٢١٢-١٢/٢١٣)


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

((أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).

(رواه مسلم (١٨٢٩))
📚كتاب الإمارة - باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم)

▪️((بَعْلِهَا)): البعل: الزوج.


قوله ﷺ: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) ‌‏قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته .

📚شرح النووي على مسلم" (١٢/٢١٣)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
💥السكوت عن الحزبيين وأهل البدع من كتمان الدّين.. ⁉️

#قال الشيخ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ - رحِمهُ الله-:

ﻟﻮ ﺳﻜﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻻﺳﺘﻤﺮ اﻟﻤﺨﻄﺌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ﻭﻗﻠﺪﻫﻢ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻛﺘﻮﻥ ﺑﺈﺛﻢ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ "

📗[المجموع صـ172/3

__

#قال الشيخ صالح الفوزان- حفظه الله ورعاه -

ﻣﻦ ﺭﺃﻯ اﻟﺒﺪﻉَ ﻭﺳﻜﺖَ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭاﻟﺒﻴـﺎﻥ ﻟﻠﻨّﺎﺱ ﺃﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻉ ﻓﻘﺪ ﺁﻭاﻫﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻤَﺎﻫﺎ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻮﺟﺒﺎ ﻟﻠﻌﻨﺔ»

📗[إعــانةُ المستفيد صـ170/1]
HTML Embed Code:
2024/06/11 04:00:59
Back to Top