لسانُ كلِّ إنسانٍ يغرفُ مما في قلبِه. كافأ اللهُ الذين يتديَّنون له بالكلمةِ الطيبة؛ يُخفِّفون بها عن عبادِه، يُحبِّبون نفسًا إلى صاحبِها، يُشيرون له إلى مواضعِ الخيرِ فيه، يُساندون بها حزينًا ويُطمئنون خائفا.

رضي اللهُ عن أُمِّنا خديجة؛ أتاها النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- خائفًا وقد نزلَ به خطب، قصَّ عليها ما روَّعه وقال لها: "قد خشيتُ على نفسي"، فقالت له:
"كلا، أبشر، فوالله لا يُخزيكَ اللهُ أبدا، إنَّك لتصلُ الرَّحم، وتصدقُ الحديث، وتحملُ الكَلَّ، وتُقري الضيف، وتُعينُ على نوائبِ الحق".
.
شيماء هشام سعد.

ما إنْ لنا في المعضلاتِ لحَلِّها
ولدَفعها في قُلِّها أو جُلِّها
إلّاك في تَشتِيت مجمَع شَملِها

"يا مَن يُرَجَّى للشدائد كُلِّها
يا مَن إليه المشتكى والمَفزَعُ"

[تخميس إبراهيم السنوسي لعينية أبو القاسم السهيلي]

الحمد لله وحده.

هل تحولت بلاد الحجاز وجزيرة العرب بسرعة إلى بلاد عري وخنا؟
اقتربت الساعة، ولا يزيدنا هذا إلا يقينا بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

بل في الصحيحين البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألَيات نساء دوسٍ على ذي الخلصة).

يعني صلى الله عليه وسلم: تزاحم النساء على الطواف حول الصنم، يعبدونه!
وجاء غير هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم بنحو هذا المعنى.

وإنكار المنكر واجب، لا ينجو أحد إلا بإنكاره المنكر.
وأن يحوط الرجل نفسه وأهله وولده ويحجزهم عن الكفر وأسبابه وطريقه؛ واجب.

وإلى الله ترجع الأمور.

هذا وقتٌ يُنعم اللهُ على عباده بفتح أبواب فضله، فلا يرد لهم منه دعوةً، قال عليه الصلاةُ والسّلام: "وإنّ في الجمعةِ لساعةٌ لا يوافقُها مسلمٌ يسألُ اللهَ فيها خيرًا إلا أعطاهُ إياه". (رواه مسلم).

ومن السّنن المهجورةِ التِي يغفلُ عنهَا البعضُ الدّعاءُ على الظالمينَ والطّغاة والمجرمينَ المُتخاذلينَ وتسميتِهم بأسمائهِم.

ألا ترونَ نبيّكُم حينَ رفعَ أكفّه، عندَ الحجرِ الأسودِ وقال بكلّ اضطرارٍ:" اللّهم عَليكَ بأبِي جهلٍ، وعليكَ بعُتبةَ بنِ رَبيعة، وشيبَة بن ربيعة، والوَليد بن عُتبة، وأميّة بن خَلف، وعُقبة بن أبي مُعَيْطٍ".

توجّهوا للقبلةِ، وارفعُوا أيديَكمُ، واجعلُوا من دعائكُم عليهِم نصيبًا.

وادعُوا لأهلنَا في غزّة بتفريجِ الهمّ والكربِ، ثمّ النّصر والتّمكين.

فيكَ الرّجاء سُبحانك وإنّ ضلَّ السَّعي وانسدّت الطُّرق وانقطعت حبال الأسباب.
اللهمّ إنّ في تدبيرك ما يُغني عن الحيَل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، أصلح لنا شأننا كلّه ولا تَكِلنا لأنفسنا طرفة عين.

اللهم إنا نجعلك في نحور اليهود وأوليائهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم وعذبهم بأيدي عبادك المجاهدين في سبيلك، اللهم أغث عبادك المسلمين في غزة، ونزل عليهم نصرك وتأييدك، حسبنا الله ونعم الوكيل!

في غُرفةٍ هالِكة، وظُلمةٍ حالِكة، في ليلٍ طويل، كأنه بأطول ليلةٍ موصول، يجلس وليس له أنيس إلا همه، يُكابِدُ شِدَّتَه، ويُعاني وحشتَه، يرجو زوالَه، ويسألُ اللهَ بهِ تكفيرَ خطاياه. وليسَ شيءٌ أحب إليه من أن الموت.
.
عمرو جليل.

الله الله ربي لا أُشرك به شيئًا.

رحمه الله ورضي عنه

لَعَمْرُكَ هذا مماتُ الرجال
فمَن رامَ موتًا شريفًا فَذَا

"وَما تَشتَفي عَينايَ مِن دائِمِ البُكا"

ومما يهوّن على المرء وقع الابتلاء تذكرة النفس بحقيقة مغفول عنها، وهي أنك لستَ المُبتلى الوحيد في أيّ سياق، وإن تفاوتت صور الابتلاء، واختصاصك بابتلاء لا تجد في محيطك من يشابهك فيه لا يعني أنك ستنتهي بالضرورة لهاوية سحيقة لأنك لست محاطًا بفريق إنقاذ جاهز لانتشالك! لذلك إياك أن تتخذ الغم في ذاته عملًا، وابتعد تمامًا عن العزف الانفرادي على أوتار الوحشة والغربة والوحدانية، ودراما الاكتئاب والتخاذل والشعور بالرثاء لنفسك، فما أنزل الله تعالى من ابتلاء في الدنيا إلا وجعل له فرجًا، والفرج هنا مطلق الدلالة على أية صورة أو هيئة يجعل الله تعالى بها وفيها الفرج، ولو أن يبُرِّد صدر المبتلى ويقذف فيه سكون التسليم والرضا.
.
أ. هدى النمر.

يقول الشيخ بدر:

مهما تظاهرنا بالتجلد، فلكل إنسان منّا أمرٌ يؤلمه البلاء فيه أكثر من غيره؛ فيكون أعظم امتحاناته في تلك التي يكرر في دعواته: "يا رب إلا هذه!"

آمنت بالله.

الله الله ربي لا أُشرك به شيئًا.

الحمد لله وحده.

يا رب! يا سريع الحساب، أمهلني حتى أتوب وأستقيم!
اللهم بلغني رمضان.

جَرَتْ سُنَّةُ الله تعالى في الدنيا أنها دار مكاره وبلاء، ثم أمر عباده بالصبر والإيمان، وبَشَّرَهم بعاقبة المتقين، وأجر الصابرين، وجزاء الشاكرين، وأعَدَّ لهم في الآخرة دار النعيم المقيم، وأمرهم بالفرار إليه سبحانه وتعالى، فترى أجسادهم في الأرض وقلوبهم في السماء، ولا يزيدهم ما يَلقون إلا إيمانًا وتسليمًا ورجاءً فيما هنالك.

"وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا.."

"كريمٌ يُلَبِّي عبدَهُ كُلَّما دَعَا
نَهَارًا وليلًا في الدُجَى والغَياهِب.."

٢٠ جمادى الآخرة ١٤٤٥هـ

اشتد الجوع على أهلنا في شمال غزة إلى درجة تُنذر بعقوبة إلهية عاجلة على القادرين على فك هذا الحصار وإدخال المساعدات بأي وسيلة فلم يفعلوا.
وهذه العقوبات الإلهية إذا نزلت لا ينجو منها إلا من أنكر الظلم والمنكر،
فاعمل ما يمكنك في هذا الإنكار، وابذل ما تستطيع لفكّ هذا الحصار.

ولا بد من تكثيف النشر والتعاون عليه وتجاوز قيود تحديد المحتوى.

#حصار_غزة