TG Telegram Group Link
Channel: لطائف ابن رجب
Back to Bottom
إظهار السرور في العيد من شعار الدين.

[فتح الباري (433/8) لابن رجب]
والعيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله؛ فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.

[لطائف المعارف (ص/479) لابن رجب]
قال الحسن: كُلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيد، كُلُّ يومٍ يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد.

[لطائف المعارف (ص/485) لابن رجب]
وبكل حال، فلا يقوى العبدُ على نفسه إلاَّ بتوفيق الله إيّاه وتولّيه له، فمن عصمه الله= حفظه وتولاّه، ووقاه شح نفسه وشرّها، وقوّاه على مُجاهدتها ومُعاداتها.
ومن وكله إلى نفسه= غلبته وقهرته، وأسرته وجرّته إلى ما هُو عين هلاكه..

‏[مجموع الرسائل(144/1)لابن رجب]
سئل الجنيد بما يستعان على غض البصر، قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تنظره.

[جامع العلوم والحكم (479/2) لابن رجب]
قال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد عنه: ما يؤمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله.

[فتح الباري (200/1) لابن رجب]
يا شبّان التّوبة، لا ترجعوا إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام، فالرّضاع إنّما يصلح للأطفال لا للرجال.
ولكن لا بدّ من الصّبر على مرارة الفطام؛ فإن صبرتم تعوّضتم عن لذّة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب.

[لطائف المعارف (ص/394) لابن رجب]
١- إذا اعترف العبدُ بذنبه
٢- وطلب المغفرة من ربِّه،
٣- وأقرّ له أنّه لا يغفر الذنوب غيره =
كان جديراً أنْ يُغفر له.

ولهذا قال في الحديث: (فاغفرلي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت)،
وكذلك في دعاء سيد الاستغفار،
وكذلك في الدعاء الذي علّمه الصديق أن يقوله في صلاته.

وإلى هذا الإشارة في القرآن: {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}.

[مجموع الرسائل (147/1) لابن رجب]
عن عائشة، أن رسول الله ﷺ كانَ إذا رأى المطر قالَ: (صيبا نافعا)..

عن عائشة، أن النَّبيّ ﷺ كانَ إذا أمطر قالَ: (اللَّهُمَّ صيبا هنيئا) لفظ أبي دواد.

ولفظ النسائي: (اللَّهُمَّ اجعله سيبا نافعا)

ولفظ ابن ماجه: (اللَّهُمَّ، سيبا نافعا) مرتين أو ثلاثا.

وفي رواية لابن أبي الدنيا في (كتاب المطر): (اللَّهُمَّ سقيا نافعا).

وخرج مسلم من طريق جعفر بن محمد، عن عطاء، عن عائشة، أن النَّبيّ ﷺ كانَ يقول إذا رأى المطر: (رحمة).

وقد أشار البخاري إلى تفسير قوله ﷺ: (صيبا هنيئا) فذكر عن ابن عباس أن الصيب هوَ المطر.

في هذه الأحاديث كلها: الدعاء ببأن يكون النازل من السماء نافعا، وذلك سقيا الرحمة، دون العذاب.

[فتح الباري (231/9) لابن رجب]
رَوى ابن أبي الدُّنيا بإسناده، عنْ عبد الملك بن جابر بن عتيك، أنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ فِي يَوْمِ مَطَرٍ، فَأَكْثَرَ الْأَنْصَارِيُّ الدُّعَاءَ بِالِاسْتِسْقَاءِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا يَكُونُ فِي السُّقْيَا؟، أَلَا تَقُولُ: سَقْيًا وَادِعَةً نَافِعَةً، تَسَعُ الْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ.

[فتح الباري (232/9) لابن رجب]
اشتهر بعضُ الصالحين بكثرة الصِّيام فكان يقومُ يوم الجمعة في مسجد الجامع فيأخذُ إبريقَ الماء، فيضع بُلْبُلَتَهُ في فيه ويمتصها والناس ينظرون إليه ولا يُدخل حلقه منه شيءٌ، لينفي عن نفسه ما اشتُهر به من الصوم.

كم يستر الصَّادقون أحوالَهم وريحُ الصِّدقِ ينُمُّ عليهم.

[لطائف المعارف (ص/39) لابن رجب]
[ الإعتراف يمحو الإقتراف ]

اعتراف المذنب بذنبه مع الندم عليه توبة مقبولة، قال الله عز وجل: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}

قال النبي ﷺ: "إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه"

وفي دعاء الإستفتاح الذي كان النبي ﷺ يستفتح به: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

وفي الدعاء الذي علمه النبي ﷺ للصدِّيق أن يقوله في صلاته: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"

وفي حديث شداد بن أوس عن النبي ﷺ: "سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

الإعتراف يمحو الإقتراف؛ كما قيل:

فإن اعتراف المرء يمحو إقترافه ... كما أن إنكار الذنوب ذنوب

[لطائف المعارف (ص/56) لابن رجب]
قال الحسن: الرِّضا عزيزٌ، ولكن الصبر معولُ المؤمن.

قال ابن رجب الحنبلي :
والفرق بين الرضا والصبر:

أنَّ الصَّبر : كفُّ النَّفس وحبسُها عن التسخط مع وجود الألم، وتمنِّي زوال ذلك، وكفُّ الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع.

والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمنِّي زوال ذلك المؤلم، وإنْ وجدَ الإحساسُ بالألم، لكن الرضا يخفِّفُه لما يباشر القلبَ من رَوح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرِّضا، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/457) لابن رجب]
فإنما يراد من صحبة الأخيار= صلاح الأعمال والأحوال والاقتداء بهم في ذلك، والانتقال من الغفلة إِلَى اليقظة، ومن البطالة إِلَى العمل، ومن التخليط إِلَى التكسب، والقول والفعل إِلَى الورع، ومعرفة عيوب النفس وآفاتها واحتقارها، فأما من صحبهم وافتخر بصحبتهم وادعى بذلك الدعاوى العريضة وهو مصر عَلَى غفلته وكسله وبطالته، فهو منقطع عن الله من حيث ظن الوصول إِلَيْهِ، كذلك المبالغة في تعظيمِ الشيوخ وتنزيلهم منزلة الأنبياء هو مما نهي عنه.

[مجموع الرسائل (252/1) لابن رجب]
ذكر ابن رجب رحمه الله أحوال بعض الصالحين والعارفين.. ثُمَّ قال:

هذه أحوالٌ لا يعرفُها إلاّ من ذاقها..
لا يعرف الوجدَ إلا مَن يُكابده
ولا الصبابةَ إلا مَن يعانيها

فأمّا من ليس عندهُ منها خبر، فرُبَّما لامَ أهلَها..
يا عاذل المُشتاق دعه فإنّه
لديه من الزفرات غير حشاكا
لو كان قلبك قلبه ما لمته
حاشاك مما عنده حاشاكا

[مجموع الرسائل (132/1) لابن رجب]
[ الذكر عند النوم وعند الاستيقاظ ]

"فيستصحبُ الذكر في يقظته حتى ينامَ عليه، ثم يبدأُ به عندَ استيقاظه، وذلك من دلائل صدقِ المحبة، كما قال بعضهم:

وآخِرُ شيءٍ أنت في كلِّ هَجعةٍ … وأوَّل شيءٍ أنتَ وقتَ هُبُوبي

وذكرك في قلبي بنومٍ ويقظةٍ … تجافى من اللّين اللبيب جنوب"

‏[جامع العلوم والحكم (ص/944) لابن رجب]
عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا) وشبك أصابعه.

هذا التشبيك من النبي ﷺ في هذا الحديث كان لمصلحة وفائدة، لم يكن عبثا؛ فإنه لما شبه شد المؤمنين بعضهم بعضا بالبنيان، كان ذلك تشبيها بالقول، ثم أوضحه بالفعل، فشبك أصابعه بعضها في بعض؛ ليتأكد بذلك المثال الذي ضربه لهم بقوله، ويزداد بيانا وظهورا.

ويفهم من تشبيكه: أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض، فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح، وأخوة الإيمان.

وهذا كقوله ﷺ في حديث النعمان بن بشير: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر) خرجاه في الصحيحين.

وفي رواية: (المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

[فتح الباري (419/3) لابن رجب]
إنَّ القناعة من يحلل بساحتها •• لم ينل في ظلِّها همًّا يؤرِّقُهُ

[مجموع الرسائل (66/1) لابن رجب]
من أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول ﷺ ترك ما كان عليه من مجاهدة أعداء الله؛ فمن سلك سبيل الرسول ﷺ في الجهاد عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل.. «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَتَبَعْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ مِنْ رِقَابِكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»..
فمن ترك ما كان عليه النبي ﷺ من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدُّنْيَا من وجوهها المباحة حصل له من الذل، فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدُّنْيَا من وجوهها المحرمة؟!

[مجموع الرسائل (249/1) لابن رجب]
قَالَ [ابن الجوزي]: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ [ابن هبيرة]:
كُنْتُ جَالِسًا فِي سَطْحٍ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَعَيْنَايَ مُغْمَضَتَانِ، فَرَأَيْتُ كَاتِبًا يَكْتُبُ فِي قِرْطَاسٍ أَبْيَضَ بِمِدَادٍ أَسْوَدَ مَا أَذْكُرُهُ، وَكُلَّمَا قُلْتُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ"، كَتَبَ الكَاتِبُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ"، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: افْتَحْ عَيْنَكَ وَانْظُرْ بِهَا، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ، فَخَطَفَ عَنْ يَمِيْنِي، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ ثَوْبِهِ، وَهُوَ شَدِيْدُ البَيَاضِ فِيْهِ صَقَالَةٌ.

[ذيل طبقات الحنابلة (159/2) لابن رجب]
HTML Embed Code:
2024/06/01 04:12:18
Back to Top