TG Telegram Group Link
Channel: عائد
Back to Bottom
وددتُ أن أكتب صباحُ الخيرِ ولكن الوضع الذي نعيشهُ غير ذلك ثُم أما بعد..
لا تنسونا، لا تغفلوا عن مُعاناتنا وقهرنا، لا تتوقفوا عن الكتابة ونقل صور آلامنا وأوجاعنا..لا تميلوا ميلةً واحدة عن نصرتنا، كلما أكلتم لقمةً تذكروا أننا نجوع، كلما دخلتم بيتكم تذكروا أننا نبيتُ في الشوارع مُشردين..لا تشيحوا أنظاركم عن شعبٍ قتله النزوح والجوع والقـصـف..واجتمع عليه كل أنواع الألم.
تعبنا من هذا القرف، من الكذب الذي يأتينا على هيئة مفاضاتٍ أو تصريح لوسيط متذاكٍ يُنظِّر علينا باسم الضغط، وكأن الضغط لا يُمارَس إلا على الجائع، المذبوح، المحاصر، المنكوب.

تعبنا من جولات التفاوض التي تشبه مسرحياتٍ مملة، نعرف نهايتها قبل أن تبدأ..يأتون إلينا بخطابٍ مشبع بالشفقة المصطنعة، ثم يساوموننا على الخبز والماء والهواء..يطلبون منا أن نصمت كي نحيا، أن نُفرّط كي نأكل، أن نُجرد أنفسنا من كرامتنا لنستحقّ الحياة؟!..أي حياة هذه التي تشترطُ منك أن تموت أولًا؟!.

لماذا نحن الطرف الذي يُضغط عليه دائمًا؟!، لماذا لا يُضغط على القاتل ليكفَّ، على الجلاد ليعترف، على المجرم ليُحاكَم؟!، أين الوسيط؟!، أين نزاهته وحياده المزعومان؟!، لماذا لا يملك الجرأة ليقول بملء فمه من الذي يماطل، من الذي يراوغ، من الذي يقتل؟!، لماذا يضعنا مع جلادنا في كفّةٍ واحدة، ثم يُطالبنا بـالمرونة؟!، مرونة ماذا؟!، ونحن ندفن أبناءنا ببطونٍ فارغة وقلوبٍ محترقة؟!.حسبنا الله على كل من ساوى بين الضحية والقاتل، على كل من اعتبر دمنا مادة تفاوض، على كل من لبس ثوب الحياد ليتستر على بشاعة الجريمة.
مجموعة واتس أب إخبارية..تستحق الإنضمام:
https://chat.whatsapp.com/DsyA6e8uF1e3CV1yjrlpxw
تُفتش في أكياس القمامة الفارغة إلا من بعض الأوساخ، لا أعرف ماذا وجدت، نظرت يَمنةً ويسرة، لم تجد أحدًا، أكلت ما وجدته في كيس القمامة..إلى أين وصلنا يا الله، مشهد يشق الروح.
الجُملة التي قالها لي قبل أن يستـشهد:
اتصل بي يوم السادس من أكتوبر، بعد السلام والتحية قال لي مشتاقلك..بدي أشوفك، اعتذرت وقتذاك لإنشغالي وأجلت الموعد، السابع مِن أكـتوبر كان من أول الأقمار الذاهبين إلى الله..لروحك السلام حبيبي مُصعب.
محمود جمال النخالة..

كان متدربًا لديّ، واتخذته زميل عمل بحق.
كان حسن الخلق، طيّب المعشر، دائم الابتسام، حريصًا على صلاته، ملتزمًا بها في وقتها، لا يُؤخرها ولا يُهمِلها.
أُشهد الله، ما رأيتُ منه إلا خيرًا، وما عرفته إلا ساعيًا في دروب الخير، لا يخطو خطوةً إلا بنية طيبة وقلب نقي.

آخر ما كتبه:
"الإسلام هو الحل، وسنعبر بالإسلام."

لروحك السلام يا محمود،
طِبتَ حيًا وميتًا.
تزوجا قبل شهرين فقط، كان الحلم لا يزال طريًّا، والضحكات معلّقة على جدران البيت الجديد، لكن الحرب لا تُمهل القلوب الصغيرة أن تفرح، ولا تُنصت لضحكةٍ في بيتٍ مُتواضع.

اليوم، لا موكب فرح، بل زفّةٌ من نوعٍ آخر، اليوم يُزفّ الشهيد صلاح العمصي وزوجته إلى الجنان، سويًا كما بدآ، سويًا ارتقَيا.

رحلا وفي القلب ألف حكاية لم تكتمل، رحلا وفي الأعين دموعٌ لا تجف، لكننا نؤمن أن لقاءهما في الجنة أبقى وأجمل وأطهر من كل أحلام الدنيا..السلام لروحيكما، ولقلوب أهليكم الكسيرة من بعدكما.
مجازر لا تتوقف.
السارق يبرر سرقته بالجوع، والمُرابي يبرر نهبه بقلة العمل وضيق الحال، والتاجر يبرر جشعه وامتصاصه لدماء الناس بإغلاق المعابر وندرة البضائع..كلٌّ يلتمس لنفسه عذرًا، لكنّ الجوع لا يُبيح السرقة، والحاجة لا تشرعن الاستغلال، والمعاناة لا تمنح أحدًا حقّ التوحُّش على أخيه.

هذه الحرب أسقطت الأقنعة وأظهرت المعادن الحقيقية للناس، فمنهم من يجوع ويصبر، ومنهم من يشبع من عرق المساكين، ثم يُحدّثك عن الشرف والشريعة وكثرة الابتلاءات..فاللهم انتقم لقنا بقوَّتك وبحجم صبرنا وقلة حيلتنا عليهم وعلى سرقتهم.
اليوم قررت أزور الأرض شرق البيدر في الشيخ عجلين بعد مرور عامين فوجدت رفاه شخص ملقاه تحت شجرة التين ربما أحد يتعرف عليه..إنا لله و إنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

- منقول.
فتحنا باب التعليقات لآخر اليوم فقط، حياكم الله.
كيف يُمكننا صناعة لحمة من العدس؟!.
شاهدت تعليق يقول فيه صاحبه أنني أطلب اللحم كثيرًا..تخيَّل يا أخي أن تأكل اللحم في الأسبوع خمس مراتٍ مثلًا أو يزيد!!، وأن يدخل في أغلب طعامك، ثُم فجأةً تأتِ هذه المحرقة ولا تجد ما تأكله!!..هل عرفت لِمَ نطلبه كثيرًا؟!.
من التعليقات، طريقة صناعة لحمة من العدس.
ص ٢٥٥.
شكرًا على مشاركتكم، شكرًا على هذه التعليقات الجميلة..شكرًا لكم من القلب.
من طرائف "شيطنة" أهل غزة مع الأمريكان في مراكز التوزيع:

واحد من مخيّم البريج، رجله مبتورة، وماشي على عكاكيز،
وصل عند جندي أمريكي وطلب منه ميّة يشرب.
الجندي لف حاله ليعطيه القارورة...
فجأة الشب سحب جوال الجندي، آيفون 16،
ولفّ وراح!

باع الجوال عند محل جوالات بـ 8000 شيكل!
تاني يوم، حوالي الظهر، صاحب محل الجوالات بتوصله مكالمة من الجيش الإسرائيلي:
"راح يوصلك جيب تبع الصليب الأحمر، سلّم الجوال... وإلا منقصفك إنت ومحلك."

ردّ عليهم بكل هدوء:
"هيو محفوظ وعليه لزقة جديدة، ع حسابي كمان."

وبعد نص ساعة، فعلاً وصل الصليب الأحمر واستلم الجوال.

والقصة حقيقية ومعروفة عند أهل الوسطى.
غزة يا جماعة، بلاد العجائب فعلاً.
سئمنا من الأيام المصيرية، سئمنا من ترقب الساعات، سئمنا من كذب الصحافة، نحتاج أن تنتهي الحرب، وأن ترتاح آذاننا من صوت القصـف والدمار، وترتاح عيوننا من مشاهد المجازر والدماء..سئمنا كُل هذا العناء.
اللهم إنا نتوسل إليك بأتقى قلب فينا، أن تطفئ نار هذه الحرب وتعجل بنهايتها.
HTML Embed Code:
2025/06/28 23:51:42
Back to Top