TG Telegram Group Link
Channel: بُرْء.
Back to Bottom
Forwarded from بُرْء.
بعد أيّام العيد تُصيب الإنسان قارعة من الضيق والضنك بسبب تحوّل الأجواء عليه، وتبدل المشاعر بطريقة سريعة، وتَقلُّب المزاج باختلاف أوقات النّوم، وهذا طبيعي وليس يستدعي مراجعة طبيب أو وسوسة، فتمر هذه الحالة لأيام وتزُول، ومن أعظم أسباب إزالتها «العودة إلى قُربات رمضان وفي مقدمتها القرآن».
"كم رأيتَ من الصالحين تبدل حاله وأصبحَ من المنتكسين؟
‏ربما كثير، وهذا والله مما يؤلم القلب ويحزنه، لكن مما يزيل منه العجب والغرور وأمراض القلب، ويضع فيه الخوف الشديد من الله، وأن الأمر كله بيده، فلا ثبات إلا منه ولا طاعة إلا بتوفيقه، فاحذر أن تعجب عليه أو على خلقه وسله الثبات بكل ذل."
"إذا رُمت المحبة والطمأنينة في العلاقة، فاستغنِ ولا تتعلق!
‏كيف ذلك؟
‏أي لا تتعلق بمخلوق وكأنك لا تعيش من دونه، ولا تشعر الذي تحبهُ بأنه أهم ما يكون في الوجود، فثمّة شعور يأتي الإنسان؛ وهو الهروب ممن يتعلق به، واستثقال من يبحث عنه، والبحث عمن هو مستغن عنه والذي لا يتعلق به!"
جُلّ ما ينشر في القناة يُنسخ ثُم يلصق من أخٍ -نحسبه على خيرٍ والله حسيبه-، فلا تظنوا بي خيرًا، فأنا لستُ مفتيةً، ولا مصلحةً اجتماعية، ولا استشاريّة علاقات، ولا مؤولة رؤى، ولا أستطيع النصح وأنا أجهل نفسي فضلا عنك.. كل هذه لها أهلها.
بُرْء. pinned «جُلّ ما ينشر في القناة يُنسخ ثُم يلصق من أخٍ -نحسبه على خيرٍ والله حسيبه-، فلا تظنوا بي خيرًا، فأنا لستُ مفتيةً، ولا مصلحةً اجتماعية، ولا استشاريّة علاقات، ولا مؤولة رؤى، ولا أستطيع النصح وأنا أجهل نفسي فضلا عنك.. كل هذه لها أهلها.»
يأنسُ المرء بخليله اللمَّاح، الذي لا تفوته الانكسارات الباديات على صفحة وجه جليسه، فيتجانف إليه مُعاضدًا، فيشدّ من أزره إذا رأى منه ضعفًا، ويسنده إذا أبصر منه مَيلًا، ويكون له ظهرًا إذا بدا منه ترنّح، فيتكثّر به ويُذكّره بما كان من خصاله الحِسان ومزاياه الفريدة التي عزبت عنه.
ثُمَّ تتخرّج من مدرسة الابتلاء وقد تعلمت معانٍ لم تكن لتدركها في وقت الرخاء، يسوقك الألم إلى ربك فتتذوق لذة طول المناجاة، ومُلازمة الذِّكر وقراءة معاني القرآن بعين قد قويت بصيرتها، فتدرك أن رحمة الله تكون في المنع كما تكون في العطاء وأن ألطافه تحفّك حفّا من حيث شعرت أم لم تشعر.
للرفاق الذين ما برحوا قهر المسافة بيننا، في كلمة دافئة في التعب، تشجيع عظيم في الانطلاقات، تصفيق حار في الإنجازات، مواساة عطوفة في الألم، تربيت في الهزيمة، فتغدو هزائمنا ألطف وإنجازاتنا أعظم وانطلاقاتنا جسورة، كم يكثر بكم القلب وكم تحفل الذاكرة، كم تبدو الحياة جميلة والحزن أخف.
الروحُ متى رأت لها شبَهًا فعَلت ما يوجب القُربى، فالخاطر مشغولٌ، واللسانُ مُتدرِّب على اللطف، والنفسُ تُهدي أحاسنها، حتى إذا اتَّصلت الأرواح، ومال الغُصنُ إلى الغُصنِ رأيت تشابه الأبدان في طُرق الكلام، وإرسال الألحاظ، ومُكافأة الوُدِّ، وهذه أحوالٌ بهيٌّ حُدوثها، باقٍ مُكوثها.
حين يؤرِّق مضجعك طيف ميِّت لا تُعيد شريط حياته وتبكيه إنَّما الشأن ألا يفتر لسانك بالدُّعاء له خاصةً في مواطن الاستجابة زمِّل حبيبك في وحشته فهذا والله يُغنيه ويبلَغه.
ستُدرك يومًا ما، أن الضغينة والحسد الذي تحمله في قلبك تجاه مَن أنعَم الله عليه مِن خير وفتح وتوفيق، لن تنفعك ولن ترفعك ولن تُقدِّم من رِزقك شيئًا ولو شبرًا، ستُدرك حينها أنَّ سلامة القلب وصفاء النيَّة وتمنِّيك الخير للغير هي من تسوق لك الخير كُلّه أضعافًا مُضاععة.
لا شيء يُعبِّر عن المَحبة كالدُّعاء، فما مِن وسيلة أبلغ منهُ ولا أصدق، ذلك لأن العمل الغيبيّ لا ينمو على غير أراضي الصِدق، بعكس غيره الذي يمكن أن يستوي شجرة ناضرة حتى في أراضي النِّفاق، ولمَّا كان عميق الودّ وصادقه منبت دُعاء المُسلم لأخيه في ظهر الغيب؛ صار حقه الاستجابة.
تأخُذنا الحياة بطريقةٍ ما، انشغالاتها، مراحلها، تقلباتها، ظروفها.. يقلّ الوصل، وتضمحل بعض الروابط، وتنتهي أُخرى، حتى إذا ما أعادتك لحظة لعزيز، لا يزل يُناديك بالنداء الذي تُحبّ ويحفظ عنك ما تُحبّ، يأخذك بالحنان ويرعاك بالترفق، هذه البقايا الأخيرة آخر وأعزّ ما يشفي غليل القلب.
‏"ما حَلَّ بذلك القلب الذي كان يبكي دمًا عند المعصية المُردية، ويأنس فرحا عند الطّاعة المُرقية، ويحزن إن رأى المنكر ويتمعّر، ويفرح إن رأى معروفًا ويستبشر؟!

أتريد أن تعرف جواب أليم السؤال؟!
هي والله معصية تلو المعصية، فلم تزل بالقلب حتى اسوّدَّ؛ فلا طاعة يأنسُ ولا معصية تُردع!"
علاج ذنُوب الخلوات:
‏أنك إذا فعلت معصية في خفاء، فافعل طاعة في خفاء، وإذا فعلت ذنبًا في خلوة، فافعل عبادة في خلوة..
‏فعلاج ذنوب الخلوات؛ بطاعة الخلوات، وستجد مع هذه المجاهدة؛ أن الشيطان يفرّ منك والذنوب تخف عليك وأنك تقوى بعد ضعف وتشدّ بعد سقوط ويحيى قلبك ويزيد إيمانك (فتجد العافية منها).
لا يوجَد في العلاقات المتصلة بين الأصدقاء والأزواج والإخوان والأقارب على الدرجة الأولى؛ مثل الفضفضة والوضوح والبيان إذا وجد خطأ أو زلّة أو هفوة من أحدهم على الطرف الآخر، والله أنّ هذه الفضفضة إذا صحت بأسلوب واضح بيّن صادق مشفق محب؛ كانت دواء ورحمة وهداية وزيادة في المحبة بين الطرفين.
في أكثر لحظاتك ضعفًا وأشد أوقاتك حاجة لقريب يؤانسك، يُقدّر الله أن يتخلى عنك من كنت تعقد الآمال عليه من كنت تساوم على بقائه بجانبك دائمًا يتخلى عنك لظرف أو سوء فهم أو موقف عابر أو غيره وهذا كله ابتلاء لقلبك؛ حتى يتوجّه إلى الله ويتعلّق به وحده ويلجأ إليه وينكسر بين يديه سبحانه.
عن كُلِّ فائتةٍ، أو كُلِّ غائبـةٍ
‏يُعوِّضُ اللّٰهُ والخيراتُ تتصِلُ.
في لحظات الكرب والمضائق الصعبة تبدو الكلمة العادية شيئًا عظيمًا، والمواساة التي لا تتعدى أحيانًا رسالة نصيَّة تربيته دافئة، إيمانك بهذا يؤزك لتكون على أوجاع من عرفت بردًا وسلامًا، وفي مضائقهم قُربًا وحنانًا.
نصيحة:
لا تعتمد على أحد من الخلق، ولا تُكبّر مخلوق قط فوق حجمِه، نزل الناس منازلهم، وأعطِ كل ذي حقٍ حقه، وإياك الغلو الروحي والإقبال على مخلوق بشرهٍ ثم الانصدام مع تحولات الدّنيا، فمن جرب مجالسة الناس على جميع صورهم، عرف أن التعويل عليهم، والاطمئنان على رضاهم وقبُولهم، مذهبٌ خاسر فاسد.
HTML Embed Code:
2024/05/08 04:24:03
Back to Top