TG Telegram Group Link
Channel: 📚 شرح الأربعين النووية 📚
Back to Bottom
🌸 الحديث السابع والعشرون 🌸

🌹 شرح الحديث:
▫️قوله *"البر"* أي الذي ذكره الله تعالى في القرآن فقال *(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)*، والبر كلمة تدل على كثرة الخير.

▫️ *"حسن الخلق"* أي حُسن الخُلق مع الله، وحسن الخُلق مع عباد الله.
🏷️ فأما حسن الخلق مع الله فأن تتلقى أحكامه الشرعية والقدرية بالرضا والتسليم، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا.
🏷️ أما حسن الخلق مع الناس فهو: بذل الندى وكف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه.
🔖 والمراد بهذا هو البر المطلق، وهناك بر خاص كبِر الوالدين مثلا وهو الإحسان إليهما بالمال والبدن والجاه وسائر الإحسان.

▫️ *"والإثم"* هو ضد البر لأن الله تعالى قال: *(وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)*.

▫️ *"الإثم ما حاك في نفسك"* أي تردد وصرت منه في قلق.

▫️ *"وكرهت أن يطلع عليه الناس"* لأنه محل ذم وعيب، فتجدك مترددا فيه وتكره أن يطلع الناس عليك، وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه سليما، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثما ويكره أن يطلع عليه الناس، أما الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون.

🌹 من فوائد الحديث:
▫️ الحث على حسن الخلق وأنك متى أحسنت خُلُقك فإنك في بر.

hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث السابع والعشرون 🌸

عن وابصة بن معبد رضى الله عنه، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقال: *(جئت تسأل عن البر والإثم؟)* قلت: نعم؛ قال:
*(استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)*
📚 رواه الإمام أحمد، والدارمي بإسناد حسن.

🌹 شرح الحديث:
▫️ *"جِئْتَ تسأَلُ عن البِرِّ"*، أي: الطَّاعةِ، والبِرُّ: اسمٌ جامعٌ للخيرِ كلِّه،
▫️ *"والإثمِ؟"* أي: المعصيةِ،
▫️ *"استفْتِ قلْبَك"*، أي: اسأَلْ قلْبَك المليءَ بالإيمانِ، وهذا راجعٌ إلى شُعورِ النَّفْسِ والقلْبِ بما يُحمَدُ أو يُذَمُّ.
▫️ *"البِرُّ: ما اطْمأنَّتْ إليه النَّفْسُ واطمأَنَّ إليه القلْبُ"*، أي: نفْسُ المُسلمِ وقلْبُه إنْ كان مِن أهْلِ الاجتهادِ، وإلَّا فلْيسأَلِ المُجتهِدَ، فيَأخُذ ما اطمأنَّت إليه نفْسُه وسكَنَ إليه قلْبُه، فإنْ لم يُوجَدْ شَيءٌ مِن ذلك، فلْيَتْرُكْ ما الْتبَسَ عليه مِن مَطلوبِه ولم يَدْرِ حِلَّه أو حُرْمَتَه،
▫️ *"والإثمُ: ما حاك في النَّفسِ وتردَّدَ في الصَّدرِ"*، أي: تَردَّدَ وتحرَّكَ وأثَّرَ في نفْسِكَ؛ بأنْ لم تَنشرِحْ له، وحلَّ في القلْبِ منه الشَّكُّ والخوفُ مِن كَونِه ذَنْبًا، وأَقْلَقَك ولمْ تَطمئِنَّ إليه؛ لأنَّه مَحَلُّ ذَمٍّ وعَيْبٍ، فَتجِدُك مُتردِّدًا فيه، وتَكرَهُ أنْ يطَّلِعَ النَّاسُ عليك، وهذه الجُملةُ إنَّما هي لِمَن كانَ قَلْبُه صافيًا سَليمًا.
▫️ *"وإنْ أفتاكَ النَّاسُ وأفتَوكَ"* أي: وإنْ قالوا لك: إنَّهُ حقٌّ، فلا تأْخُذْ بقَوْلِهم؛ فإنَّهُ قدْ يُوقِعُ في الغَلطِ والشُّبْهةِ، كأنْ تَرى مَن له مالٌ حَلالٌ وحَرامٌ، فلَا تأْخُذْ منه شيئًا، وإنْ أفْتاكَ المُفْتي؛ مَخافَةَ أنْ تأْكُلَ الحَرامَ؛ لأنَّ الفَتْوَى غيرُ التَّقْوى.

🌹 وفي الحديثِ:
التَّورُّعُ عن الوُقوعِ في الشُّبهاتِ والتَّحرُّزُ للنَّفسِ.

▪️الدرر السنية.

hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الثامن والعشرون 🌸

عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ وَذَرَفَت مِنهَا العُيون. 
فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا، قَالَ: 
*(أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كلّ مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)*
📚 رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

🌹 شرح الحديث :

▪️ الوعظ هو: التذكير بما يلين القلب سواء كانت الموعظة ترغيباً أو ترهيباً.
▪️ *"وَجلَت مِنهَا القُلُوبُ"* أي خافت منها القلوب.
▪️ التقوى: طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه على علم وبصيرة.
ولهذا قال بعضهم في تفسيرها: أن تعبد الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك ما حرم الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.
وقال بعضهم:
"خل الذنوب صغيرها .. وكبيرها ذاك التقى"
▪️ *"وَالسَّمعُ والطَّاعَة"* أي لولاة الأمر.
▪️ *"وَإن تَأمَّر عَلَيكُم"* أي صار أميراً  *"عبد"* أي مملوكاً.
▪️ ثم أرشدهم ﷺ إلى ما يلزمونه عند الاختلاف، فقال: *"فَعَلَيكُم بِسَّنتي"* أي: الطريقة التي هو عليها، فلا تبتدعوا في دين الله عزّ وجل ما ليس منه، ولا تخرجوا عن شريعته، *"وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَاشِدين"*.
▪️ *"عَضُّوا عَلَيهَا بالنَّوَاجِذِ"* وهي أقصى الأضراس، ومن المعلوم أن السُنة ليست جسماً يؤكل، لكن هذا كناية عن شدة التمسك بها.
▪️ لما حث على التمسك بالسنة حذر من البدعة.
*"وَإيَّاكُم وَمُحدَثَاتِ الأُمور"* أي اجتنبوها، والمراد بالأمور هنا شؤون الدين، لا المحدثات في أمور الدنيا، لأن المحدثات في أمور الدنيا منها ما هو نافع فهو خير، ومنها ما هو ضار فهو شر، لكن المحدثات في أمور الدين كلها شر، ولهذا قال: 
▪️ *"فَإِنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَة"* لأنها ابتدعت وأنشئت من جديد.
▪️ *"كُل بِدعَةٍ ضَلالَة"* أي كل بدعة في دين الله عزّ وجل فهي ضلالة.

🌹 من فوائد الحديث :
▫️ فضيلة التقوى حيث كانت أهم وأولى وأول ما يوصى به العبد.
▫️ مشروعية الموعظة، ولكن ينبغي أن تكون في محلها، وأن لا يكثر فيُمِل، لأن الناس إذا ملوا ملوا الواعظ والموعظة، وتقاصرت هممهم عن الحضور، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة.

hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث التاسع والعشرون 🌸

🌹 شرح الحديث:
▫️ *"تَعبُدَ اللهَ"* بمعنى تتذلل له بالعبادة حباً وتعظيماً، لا تعبد الله وأنت تعتقد أن لك الفضل على الله، فتكون كمن قال الله فيهم  *(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ)* [الحجرات]،
🔖 فبالمحبة تفعل الطاعات، وبالتعظيم تترك المعاصي.

▫️ *"وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ"* وصدق ﷺ فإن الدين الإسلامي مبني على اليسر، قال تعالى:  *(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)*.

▫️ *"الصَّومُ جُنةٌ"* أي: مانع؛ يمنع صاحبه في الدنيا من تناول الشهوات الممنوعة في الصوم، ولهذا يُنهى الصائم أن يقابل من اعتدى عليه بمثل ما اعتدى عليه، حتى إنه إذا سابه أحد أو شاتمه يقول: إني صائم.
وأما في الآخرة فهو جُنَّةٌ من النار.

▫️ *"وَصَلاةُ الرّجُل في جَوفِ اللَّيلِ"* هذه معطوفة على قوله  *"الصدقة"* أي: وصلاة الرجل في جوف الليل تطفىء الخطيئة.

▫️ *(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً)*، إن ذكروا ذنوبهم خافوا، وإن ذكروا فضل الله طمعوا، فهم بين الخوف والرجاء.

▫️ *"رَأَسُ الأَمرِ الإِسلام"* أمر الإنسان الذي من أجله خُلِقَ، رأسه الإسلام، أي أن يسلم لله تعالى ظاهراً وباطناً بقلبه وجوارحه.

▫️ *"وَعَمودِهِ الصلاة"* أي عمود الإسلام الصلوات، والمراد بها الصلوات الخمس، وعمود الخيمة ما تقوم عليه، وإذا أزيل سقطت.

▫️ *"وَذِروَةِ سِنَامِهِ الجِهَاد في سَبيلِ الله"*، لأن الذروة أعلى شيء، وبالجهاد يعلو الإسلام، فجعله ذروة سنام الأمر.

▫️ *"فَأَخذ بِلِسانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَليكَ هَذا"* أي: لاتطلقه في القيل والقال.

▫️ *"ثَكِلَتكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ"* أي فقِدَتك، وهذه الكلمة يقولها العرب للإغراء والحث، ولا يقصدون بها المعنى الظاهر.

- hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الثاني والثلاثون 🌸

عنْ أَبي سَعيدٍ سَعدِ بنِ مَالِك بنِ سِنَانٍ الخُدريِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: *(لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ)*
📚 حَدِيْث حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ.

🌹 شرح الحديث :
الضرر معروف، والضرر يكون في البدن ويكون في المال، ويكون في الأولاد، ويكون في المواشي وغيرها.
▫️ *"ولا ضرار"* أي ولا مضارة.
والفرق بين الضرر والضرار:
أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد.

🪶 فالقاعدة: متى ثبت الضرر وجب رفعه، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار.

- hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الثالث والثلاثون 🌸
عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: *"لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدعوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَال قَومٍ وَدِمَاءهُمْ، وَلَكِنِ البَينَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمينُ عَلَى مَن أَنكَر"* 
📚 حديث حسن رواه البيهقي، وفي البخاري بمعناه.

🌹 شرح الحديث:
▫️ *"لَو يُعطَى"* المعطي هو من له حق الإعطاء كالقاضي مثلاً والمصلح بين الناس.
▫️ *"بِدَعوَاهُم"* أي: بادعائهم الشيء، سواء كان إثباتاً أو نفياً.
▫️ *"لادعَى رِجَال"* المراد بهم الذين لا يخافون الله تعالى، وأما من خاف الله تعالى فلن يدعي ماليس له من مال أو دم.
▫️ *"أَموَال قَوم"* أي: بأن يقول هذا لي، أو أن يقول: في ذمة هذا الرجل لي كذا وكذا، فيدعي ديناً أو عيناً.
▫️ *"وَدِمَاءهُم"* بأن يقول: هذا قتل أبي، هذا جرحني، وما اشبهه.
▫️ *"وَلَكِنِ البَينَةُ عَلَى المُدَعي"* البينة: ما يبين به الحق، وتكون في إثبات الدعوى.
▫️ *"وَاليَمين"* أي: دفع الدعوى.
▫️ *"عَلَى مَنْ أَنكَر"* أي: من أنكر دعوى المدعي.

🪶 فهنا مدعٍ ومدعىً عليه، 
والمدعي: عليه البينة، 
والمدعى عليه: عليه اليمين ليدفع الدعوى.

🌹 هذا الحديث أصل عظيم في القضاء، وهو قاعدة عظيمة في القضاء ينتفع بها القاضي وينتفع بها المصلح بين اثنين وما إلى ذلك.

hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الرابع والثلاثون 🌸
عَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ رِسُولَ اللهِ ﷺ يَقولُ: *(مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ)* 
📚رواه مسلم.

🌹 شرح الحديث:
▫️وقوله: *"مَنْ رَأَى"* يشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك.
▫️ *"مُنْكَراً"* المنكر: هو ما نهى الله عنه ورسوله.
🪶 وقوله: "مُنْكَرَاً" لابد أن يكون منكراً واضحاً يتفق عليه الجميع -أي المنكر والمنكر عليه-.
أو يكون مخالفة -المنكَر عليه- مبنية على قول ضعيف لا وجه له، أما إذا كان من مسائل الاجتهاد فإنه لا ينكره.
▫️ *"فَليُغَيرْه بَيَدِه"* أي يغير هذا المنكر بيده.
▫️ *"فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ"* أي فلينكره بلسانه ويكون ذلك: بالتوبيخ، والزجر وما أشبه ذلك، ولكن لابد من استعمال الحكمة.
▫️ *"فَإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقَلْبِهِ"* أي فلينكر بقلبه، أي يكرهه ويبغضه ويتمنى أن لم يكن.
▫️ *"وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيْمَانِ"* أي الإنكار بالقلب أضعف مراتب الإيمان في هذا الباب أي في تغيير المنكر.

🌹 من فوائد الحديث:
▪️أن النبي ﷺ ولّى جميع الأمة إذا رأت منكراً أن تغيره.

هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول: أنا كاره بقلبي؟
فالجواب: لا، لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم إلا إذا أكرهوه، فحينئذ يكون معذوراً.

hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الخامس والثلاثون 🌸

🌹 شرح الحديث:
1️⃣ *"لا تَحَاسَدوا"* والحسد: تمني زوال نعمة الله عزّ وجل على الغير، سواء كانت النعمة مالاً أو جاهاً أو علماً أو غير ذلك.
2️⃣ *"وَلا تَنَاجَشوا"* وهذا في المعاملات، ففي البيع المناجشة: أن يزيد في السلعة وهو لا يريد شراءها، لكن يريد الإضرار بالمشتري أو نفع البائع، أو الأمرين معاً.
3️⃣ *"وَلا تَبَاغَضوا"* والبغضاء لا يمكن تعريفها، كالمحبة والكراهة. 
والمعنى: لا تسعوا بأسباب البغضاء، وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته من القلوب.
4️⃣ *"وَلا تَدَابَروا"* إما في الظهور؛ بأن يولي بعضكم ظهر بعض، أو لا تدابروا في الرأي؛ بأن يتجه بعضكم ناحية والبعض الآخر ناحية أخرى.
5️⃣ *"وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ"* مثال ذلك: رأيت رجلاً باع على آخر سلعة بعشرة، فأتيت إلى المشتري وقلت: أنا أعطيك مثلها بتسعة، أو أعطيك خيراً منها بعشرة، فهذا بيع على بيع أخيه.
6️⃣ *"وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوانَاً"* أي: صيروا مثل الإخوان، ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه.
🔸 *"المُسلِمُ أَخو المُسلِمِ"* أي: مثل أخيه في الولاء والمحبة والنصح وغير ذلك.
7️⃣ *"لاَ يَظلِمهُ"* أي: لا ينقصه حقه؛ بالعدوان عليه، أو جحد ما له. 
8️⃣ *"وَلاَ يَخذُلُهُ"* أي: لا يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن يُنتصر له.
مثاله: أن يرى شخصاً مظلوماً يتكلم عليه الظالم، فيقوم هذا الرجل ويزيد على الذي يتكلم عليه ولا يدافع عن أخيه المخذول.
9️⃣ *"ولا يكذبه"* أي: لا يخبره بالكذب، الكذب القولي أو الفعلي.
🔟 *"وَلاَ يَحْقِرُهُ"* أي: لا يستصغره، ويراه لا يساوي شيئًا.
🔸 *"التَّقوى هَاهُنا"* يعني تقوى الله عزّ وجل في القلب.
🔸 *"وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاثَ مِرَاتٍ"* تأكيداً لكون القلب هو المدبر للأعضاء.
🔸  *"بِحَسبِ امرُىءٍ مِنَ الشَّرِّ أن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ* أي: يكفي الإنسان من الإثم أن يحقر أخاه المسلم، لأن حقران أخيك المسلم ليس بالأمر الهين.
🔸 *"كُل المُسلِم عَلَى المُسلِم حَرَام دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرضُهُ"* يعني أنه لا يجوز انتهاك دم الإنسان ولا ماله ولا عرضه، كله حرام.

🪶 hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث الخامس والثلاثون 🌸

🌹 من فوائد الحديث :
▫️ هذا الحديث ينبغي للإنسان أن يسير عليه في معاملته إخوانه.

▫️ الحسد على مراتب:
🪶 أن يتمنى أن يفوق غيره، فهذا ليس بحسد.
🪶 أن يكره نعمة الله عزّ وجل على غيره، ولكن لا يسعى في تنزيل مرتبة الذي أنعم الله عزّ وجل عليه، ويدافع الحسد، فهذا لا يضره، ولكن غيره أكمل منه.
🪶 أن يقع في قلبه الحسد ويسعى في تنزيل مرتبة الذي حسده، فهذا هو الحسد المحرم الذي يؤاخذ عليه الإنسان.

إذا قيل : كيف نتصرف في التباغض، والبغضاء والمحبة ليست باختيار الإنسان؟
🪶 نقول: المحبة لها أسباب، والبغضاء لها أسباب، فابتعد عن أسباب البغضاء وأكثر من أسباب المحبة.
↩️ فمثلاً إذا كنت أبغضت شخصاً، اذكر محاسنه حتى تزيل عنك هذه البغضاء، وإلا ستبقى على ما أنت عليه من بغضائه،
↩️ كذلك المحبة: يذكر بقلبه ما يكون سبباً لمحبة الرجل من الخصال الحميدة والآداب العالية وما أشبه ذلك.

▫️ النهي عن التدابر، سواء بالأجسام أو بالقلوب.
🪶 التدابر بالأجسام بأن يولي الإنسان ظهره ظهر أخيه، لأن هذا سوء أدب، ويدل على عدم اهتمامه به، وعلى احتقاره له، ويوجب البغضاء.
🪶 والتدابر القلبي بأن يتجه كل واحد منا إلى جهة أخرى - اختلاف الرأي - ، ويتفرع على هذا : وجوب الاجتماع على كلمة واحدة بقدر الإمكان

وجوب الأخوة الإيمانية،
ولكن كيف يمكن أن يحدث الإنسان هذه الأخوة؟
🪶 أن يبتعد عن كل تفكير في مساوئ إخوانه، وأن يكون دائماً يتذكر محاسن إخوانه، حتى يزول ما في قلبه من الحقد.
ومن ذلك: الهدايا، فإن الهدية تُذهِب السخيمة وتوجب المودة.

▫️ تحريم عِرض المسلم، يعني غيبته، فغيبة المسلم من كبائر الذنوب والغيبة : *"ذكرك أخاك بما يكره في غيبته"*.

▫️ وجوب نصرة المسلم، وتحريم خذلانه، قال النبي ﷺ: *"انصُر أَخَاكَ ظَالِمَاً أَو مَظلُومَاً" قَالوا: يَارَسُول الله هَذا المَظلوم، فَكَيفَ نَنصُرُ الظَالِمَ؟ قَالَ: "تَمنَعهُ مِنْ الظلم فَذلِكَ نَصرُكَ إيَّاهُ"*، وأنت إذا منعته من الظلم فقد نصرته على نفسه، وأحسنت إليه أيما إحسان.

▫️ تحريم احتقار المسلم مهما بلغ في الفقر وفي الجهل.

- hottg.com/annawawia40
🌸 الحديث السادس والثلاثون 🌸

🌹 شرح الحديث :

▫️ *"مَنْ نَفسَ عَنْ مُؤمِنٍ كُربَةً"* أي وسع ، والكربة ما يكرب الإنسان ويغتم منه ويتضايق منه.
▫️ *"مِنْ كُربِ الدنيَا"* أي من الكرب التي تكون في الدنيا وإن كانت من مسائل الدين، لأن الإنسان قد تصيبه كربة من كرب الدين فينفس عنه.
▫️ *"نَفَّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القيامَة"* الجزاء من جنس العمل من حيث الجنس، تنفيس وتنفيس، لكن من حيث النوع يختلف اختلافاً عظيماً، فكرب الدنيا لاتساوي شيئاً بالنسبة لكرب الآخرة، فإذا نفس الله عن الإنسان كربة من كرب الآخرة كان ثوابه أعظم من عمله.

▫️ *"وَمَنْ يَسَّرَ"* أي سهل.
▫️ *"عَلَى مُعسَر"* أي ذي إعسار 
▫️ *"يَسَّرَ اللهُ عَلَيهِ في الدُّنيَا وَالآخِرَة"* ويشمل هذا التيسير تيسير المال والأعمال والتعليم وأي نوع من أنواع التيسير.
وهنا ذكر الجزاء في موضعين: الدنيا والآخرة.

▫️ *"وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمَاً"* أي أخفى وغطى، والمقصود ستر مسلماً ارتكب ما يعاب، إما في المروءة والخُلق، وإما في الدين والعمل.
▫️ *"سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة".*

▫️ *"وَاللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ"* يعني أنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك كما كنت تعين أخاك.
ويرويه بعض العوام: "ما دام العبد في عون أخيه" وهذا غلط، لأن معناه أن عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ.

🌹 من فوائد الحديث:

▪️ أن في يوم القيامة كرباً عظيمة، لكن مع هذا والحمد لله هي على المسلم يسيرة، ويختلف يسر هذا اليوم وتخفيفه عنه حسب ما عنده من الإيمان والعمل الصالح.

 لماذا قال ﷺ: *".. نَفّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوم القيامَةِ"* فقط، ولم يذكر الدنيا؟
الجواب: لأن من نفس الكربة أزالها فقط، لكن الميسر على المعسر فيه زيادة عمل؛ وهو التيسير،
وفرق بين من يرفع الضرر ومن يحدث الخير، فالميسر محدث للخير وجالب للتيسير، والمفرج للكربة رافع للكربة فقط، هذا والله أعلم.

▪️في الحديث الحث على عون العبد إخوانه من المسلمين في كل ما يحتاجون إلى العون فيه، حتى في تقديم نعليه له إذا كان يشق على صاحب النعلين أن يقدمهما وغيرها،
فباب المعونة واسع.

▪️أن هذه الآداب ليس المراد بها مجرد أن ننظر فيها وأن نعرفها، بل المراد أن نتخلق بها، فرسول الله ﷺ إنما ساقها من أجل أن نتخلق بها.

🌸 hottg.com/annawawia40
HTML Embed Code:
2024/05/14 17:37:50
Back to Top