من جعل الله حاجة أخيه إليه وله إليها سبيل فمن تمام المعروف أن يعجل بقضاء حاجته، فإن من تمام المعروف تعجيله، وآفة المعروف المطل به، وشر معروف ممطوله، فإنه لا يعدل بذل وجه السائل بتكرار السؤال معروف، وما مطلته من معروف وإن نجزته فقد أوفاك ثمن معروفك من كد وجهه بتكرار مسألته، وقد قيل:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... بذلاً، ولو نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال، وخف كل نوال
فيا ذوي الجاه رفقا بأهل المروءات، ولا تثريب عليكم فإن اعتذاراً جميلا خير من وعد ممطول وقد قيل:
إذا قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل: لا. استرح وأرح بها ... لكيلا يقول الناس إنك كاذب
>>Click here to continue<<