TG Telegram Group Link
Channel: علي الأزرق | عهدٌ جديد.
Back to Bottom
"كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ" أخرجه الترمذي

شرح الحديث:

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم شَديدَ الصِّلةِ برَبِّه في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وكانتْ له أذكارٌ معيَّنةٌ في المُلِمَّاتِ والشَّدائدِ، وقد نقَلها لنا الصَّحابةُ الكِرامُ رِضوانُ اللهِ علَيهِم، ومن ذلك قولُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه في هذا الحَديثِ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا كرَبه أمرٌ"، أي: أصابَه الكَرْبُ والهَمُّ مِن أمرٍ واشتَدَّ عليه شأنُه، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا حيُّ"، أي: دائِمُ البقاءِ وَحْدَه، ويَفْنى كلُّ شيءٍ غيرُه "يا قيُّومُ"، أي: القائمُ بذاتِه، الَّذي يَقومُ بتَدبيرِ شُؤونِ غيرِه، والحيُّ والقيُّومُ هما على أكثَرِ الأقوالِ الاسْمُ الأعظَمُ للهِ سبحانه وتعالى، "بِرَحمَتِك أَستغيثُ"، أي: برحمَتِك الَّتي وسِعَت كلَّ شيءٍ أطلُبُ الإعانةَ مِنك يا الله.

وحياةُ القلبِ تَكونُ بتَخلُّصِه ممَّا سِوى اللهِ تعالى، والكربُ يُنافي ذلك ويَشغَلُ القلبِ؛ لذا تَوسَّلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى اللهِ باسمِه "الحيِّ"؛ لإزالةِ ما يُضادُّ حياةَ قلبِه، وبالقيُّومِ؛ لإقامةِ القَلبِ على نهْجِ الفَلاحِ.

وفي الحديثِ: التَّوسُّلُ بأسماءِ اللهِ وصِفاتِه؛ لرفْعِ الكَربِ.

المصدر: موقع الدرر السنية.
‏﴿شَاكِرًا لِأَنعُمِهِ ۚ اجتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ﴾
حالات الانحراف عن التَّدين كثُرت هذه الأيام، وبينها تفاوتٌ كبيرٌ، فبعضهم مُشكلته (علميَّة) بسبب رهبة عقول ثقافية كبيرة انهزمَ أمامها، وبعضهم مشكلته (سلوكية) بسبب ضعفه أمام لذائذِ اللَّهو والتَّرفيه، وإن كان الأمر دومًا يكون مركبًا من هوى وشبهة، لكنه يكون أغلب لأحدهما بحسب الحال.

- إبراهيم السكران.
حين أقرأ هذا الحديث:
تضيق -عليّ- مساحة التعبير،
وتنضب موارد البيان،
وتُطوى سماءات الكلم، فيستحيل فضاؤها الواسع ثقبَ إبرة،
وأتذكر قول القائل:
اللهم هذا مقام صمت لا كلام!

أخرج البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
[أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي ﷺ الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي ﷺ ستر الحجرة ينظر إلينا، وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي ﷺ، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي ﷺ خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي ﷺ أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه]

فإذا كانت صدور المحبين (الذين لم يروه) تكاد تنشقّ عن قلوبهم بسبب هذا المشهد، فليت شعري ما الذي عالجه أولئك المحبون المصاحبون الملازمون له حينذاك وكيف عاشوه؟!

انتقلوا في سويعات من مقام الفرح العظيم برؤيته ﷺ إلى مقام توديعه ودفنه في التراب! فأي قلب يحتمل ذلك؟!

على أن مما يسكّن شيئا من الاضطراب، ويرد إلى القلب روحا من روحه:
نظرة الرضا تلك، وبسمة الرواء، وسرور التمام الذي ارتسم على ذلك الوجه الشريف الكريم إذْ رأى ثمرته قد أينعت ونضجت..

- أحمد السيد.
كانَ من دعائهِ ﷺ:

أعوذُ بعزِّتِكَ لا إِلهَ إِلِّا أنتَ أن تُضلَّني.
اللهُم صلِ على قرة أعيُننا محمد، واحشرنا في زمرتة، واجعلنا من أهل شفاعتة، وأحينا على سُنتة، وتوفّنا على ملتة، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.
"هذا الجَمالُ الذي مَهْما قَسا رَحِما
هذا الجَمالُ الذي يَسْتَأنِسُ الألَما".

- تميم.
اعلم أن بوابة الرضا عن ربك فيما قسَم لك في نفسك وجسدك ومالك وأهلك؛ غضُّ البصر.

لا يُريح غضُّ البصر روحَك حتى يُريح منك كلَّ شيءٍ؛ عقلَك المجهودَ بتزاحُم الصور النافذة من عينيك إليه، وفؤادَك المُضْنَى شَعَثًا بما فتحتَ من زينة الدنيا عليه، ثم ترتاح أجمع.

"وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"، "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".

لا تقرأ هذه من "طه" حتى تتلو تلك من "الكهف"؛ لا ينهاك مولاك عن قَصْر بصرك عما يُشقيك من الدنيا وأهلها؛ حتى يأمرك بحَصْره فيما يُنَعِّمك من الدين وأهله؛ "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ"!

إنني لا أتخايل -في هذا الزمان- عملًا يُعجب الإله في عليائه من أوليائه؛ كغضِّ أبصارهم عما لا يدَع ساكنًا إلا أثاره من متواتر الصور الخَطَّافة أينما وَلَّوا وجوههم! أولئك هم الكبار حقًّا.

لعلك -الآن- ظانٌّ حرفي هذا في صور الفواحش الصِّرْفَة وما بين يديها من صور الفجور؛ (أفلامًا ومسلسلاتٍ ومسرحياتٍ)، مما لا يخوضه اليوم إلا أئمة الكفر وإن ادَّعوا إلى الإسلام.

لقد باتت الفتنة بغير هذا اللون من الصور -اليوم- أعَمَّ وأطَمَّ كثيرًا؛ مليارات الصور المبثوثة بمكر الليل والنهار من شياطين الإنس والجن بعضهم لبعضٍ ظهيرٌ؛ ابتغاءَ الهيمنة عليك جميعًا.

أما ما خلف هذه الصور البراكينية المحرقة من فلسفاتٍ وعقائدَ وأفكارٍ وأديانٍ -لا تعرف أنت عناوينها لتُحاذر على قلبك وعقلك مضامينها- ففوق ما يخطر لك على بالٍ ويطوف لك بخيالٍ.

يسألونك عن قسوة أفئدتهم وجمود أعينهم؛ قل: هو ما غشيها مما لم تُخلق له ولم يُخلق لها، ويستنبئونك عن الوحشة بينهم وبين النظر في القرآن؛ قل: هو ما أَنِسَتْ به أنظاركم من الحرام.

إن معالجة غضِّ البصر -اليوم- بالوعظ القاصر الواهن المجرَّد عن العلم بهذه الحقائق الواقعية القطعية وتصور آثارها النفسية والحِسِّية اليقينية؛ ليس إلا ضجيجًا فارغًا من طحينٍ؛ فأنَّى!

يا حبيبي؛ إلا يكن غضُّ البصر -اليوم- عقيدةً تملأ نفسك، وتستغفر الله كلما جرحها جارحٌ استغفارَك مما يجرح سائر عقائدك؛ فلا تسل عن ظُلمة القلب، وخسْف الفطرة، وارتكاس العقل.

يا لله العجب! كيف صارت أدوية السلف أدواء الخلف! كان الرجل فيما مضى يشكو ما ناله من الدنيا فصرفه عن الآخرة، واليوم تكتظُّ العيادات النفسية بالشاكين فوات حظوظهم من الدنيا!

(من الاكتئاب إلى الانتحار)؛ والذي لا أحلف إلا به وهو الحق المحيط؛ ما أعظم أسبابهما وما بينهما من صُنوف الأوجاع النفسية؛ إلا إطلاق البصر فيما تضعُف الجبال الرواسي عن حمله.

كأنما كُتب على إنسان هذا الزمان البائس حظُّه من هذا الداء؛ لكنْ من أحسن تصور أسبابه وآثاره، وصدُق عزمه على الخلاص منه، وزاحَم بطيبات المَرائي ومباحاتها؛ سلَّمه الله ولا بد.

"لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ"؛ ثلاث كلماتٍ في ثلاث عوراتٍ هن الكِفاء والشفاء؛ لا تستطل بنظرك إلى ثلاثٍ؛ عورةٍ مستورةٍ بثيابٍ، وفتنةٍ حُجبت عنك بأبوابٍ، ومتعةٍ لا طاقة لك بها من أسبابٍ.

يا ضعيفًا لا يقوى، يا مسكينًا لا يطيق، يا عاجزًا لا يقدر؛ باريك أعلم بك وأخبر، ما ضيَّق عليك في بصرك إلا ليبسط لك في بصيرتك، ويصفو لك منك ما تكدَّر على من أعرض فأطلق.

اعلم أن بوابة الرضا عن ربك فيما قسَم لك في نفسك وجسدك ومالك وأهلك؛ غضُّ البصر.

- حمزة السيد.
﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾
يا صاحبي،
خرج النبيُّ ﷺ من مكة تحت جنحِ الظلامِ
بعدما أخذتْ قريش من كل قبيلةٍ رجلاً ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين الناس!
فأدار الله الزمان، ثم أعاد نبيّه إلى مكة فاتحاً في عزِّ الظهيرة!
لو تأملت يومك قليلًا، وأعدت التركيز في مُجرياته، لوجدت أنك تعيش في سلسلة من النعم المُختلفة، والمُتتالية، التي تُصاحبك كل لحظة دون أن تستشعرها، صحتك، عافيتك، طعامك، منزلك الدافئ، عائلتك، أصدقائك، قلبك الذي ينبض، تنفسك بهدوء، نومك دون ألم أو مُسكّنات. الحمدلله ملء السماء والأرض.
الغاية الوحيدة القادرة على إقناع روحك وعقلك بجدوى الحياة: أن تعيش لله.

- د. عبدالله بلقاسم.
سلامٌ أيها العادي!

سلامٌ أيها الرقم الهامشي، الذي يموت في الحروب، وتقتله المجاعات، ويقتات على آلامه وأحلامه الساسة والعلماء والأدباء والفنانون والرياضيون والكتاب..

سلامٌ أيها الرقم الذي لولاه ما وجدت محطات الأخبار التي لا تذكر اسمه..

سلامٌ أيها الرقم الذي يغير في نتائج انتخاب من لا يعرفك..
أيها الرقم الذي تدخل في معادلة «دخل الفرد» ولا ينالك من نتيجتها إلا الحرمان.
أنت حسب نشرات الأخبار واحد من الخمسين الذين لقوا حتفهم، والمئة الذين أصيبوا، والألف الذين نزحوا، والمليون الذين بلا مأوى، والملايين الذين يلتحفون خط الفقر..
أنت المحتج وأنت المتظاهر، وأنت الذي تصنع الحشود، وأنت الذي تموت، وأنت الذي تعتقل، وأنت الذي لا يستفيد من كل أفعاله..
أنت واحد من جنود القائد الذين صنعوا الانتصار ثم لم تتسع كتب التاريخ إلا لاسم القائد.
أنت المجهول الذي يصنع قيمة «الأعلام»..
وأنت الذي بسببك تزداد ثروات الأغنياء، ويزيد أنصار القادة، وتزداد مبيعات الكتب، ولا أحد يشعر بوجودك، ولا برحيلك، لا أحد يهتم بغيابك ولا بحضورك..
حزنك مُلهم الشعراء، ووجعك مادة صناع الأفلام، وكتاب الروايات..
سلامٌ أيها العادي!
الذي يعرفك الله.
تعلَّمْ حِسنَ الإستماع كما تتعلَّمْ حِسنَ الكلام، ومِنْ حسنِ الإستماع:

إمهالُ المتكلِّم حتّى ينقضي حديثهُ، وقلّة التلفّت الى الجواب، والإقبال بالوجه والنظر الى المُتكلِّم، والوعي لِما يقول.

- ابن المقفع.
اللهُم صلِ على قرة أعيُننا محمد، واحشرنا في زمرتة، واجعلنا من أهل شفاعتة، وأحينا على سُنتة، وتوفّنا على ملتة، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.
حسبي يا الله بأنّك أكبرُ من كُل أمر، حسبي بأنّك نُوري وضِيائي وَولييّ.
الله يختار لك الأفضل من كل شيء؛ لأنه العالم بكل صغيرة وكبيرة وأنت تجهل حتى هل ستكون على قيد الحياة بعد ساعة أم لا!
HTML Embed Code:
2024/05/06 14:15:00
Back to Top