*💧إنه الموت هادم اللذات💧*
مذكرا بالعبر التي يأخذها المسلم من انقضاء الأشهر والأعوام
*📝خطبة جمعة لشيخنا الفاضل: #وهبان_بن_مرشد_المودعي حفظه الله تعالى*
*🕌ألقيت بـ #دار_الحديث_للعلوم_الشرعية_بمسجد_ذي_النورين بمدينة ذمار 🇾🇪*
*🗓بتاريخ 2محرم 1439هجرية*
🗂 التصنيفات: #الحياة_الآخرة_ومايتلق_بها #خطب_المواعظ
📖──━━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
إنَّ الْحَمْدَلَلَهِ نَحْمَدُهُ تَعَالَى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَةً لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
أَمَّا بَعْدَهُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضُلَاةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَنَا وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا مِنْ الْبِدَعِ وَمِنْ الضَّلَالَاتِ، وَمِنْ النَّارِ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ - هَا هِيَ الْأُمَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ تَسْتَقْبِلُ عَامًا جَدِيدًا، وَتَسْتَقْبِلُ وَقْتًا جَدِيدًا، بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ الْعَامِ الْأَوَّلِ، وَقَدْ ٱنْصَرَمَ عَنْ الْأُمَّةِ كُلِّهَا عَامٌّ بِلَيَالِيهِ وَبِأَيَّامِهِ وَبِسَاعَاتِهِ وَشُهُورِهِ، وَصَارَ النَّاسُ يَسْتَقْبِلُونَ هَذَا الْعَامَ. وَهُوَ عَامٌّ ١٤٣٩، وَأَلِفٌ لِلْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، عَلَى صَاحِبِهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
وَإِنِّي أَمَامَ هَذَا الْأَمْرِ، أَحْبَبْتُ أَنْ أَقِفَ مَعَ إِخْوَانِي وَقْفَةً ٱمَامَ انْصِرَامِ هَذَا الْعَامِ، وَٱمَامَ ذَهَابِ هَذَا الْعَامِ، وَهَا هُوَ هَذَا الْيَوْمُ يُعْتَبَرُ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا، وَالِآمْسُ وَقَبْلَ الْآمِسِ يُعْتَبَرُ مِنَ السَّنِّهِ الَّتِي اِنْصَرَمَتْ وَمَا ٱشْبَهَ مُرُورَ السَّنَةِ الَأولَى بِمُرُورِ عُمَرَي بْنِ آدَمَ وَانْتِهَاءِ عُمُرِهِ، فَأَحْبَبْتُ أنْ ٱقْفُ مَعَ إخْوَانِي هَذِهِ الْوَقْفَةَ، وَهِيَ أنْ يَعْلَمُ الْعَبْدَ وَأنْ يَتَذَكَّرُ الْعَبْدُ أنْ مُرُورَ السَّنَةِ بِمَا فِيهَا مِنْ الَأيَامِ وَاللَّيَالِي يُعْتَبَرُ كَأَنَّ عُمْرَهُ قَدْ إنْتَهَى وَذَهَبَ ، وَكَأَنَّهُ الْيَوْمُ صَارَ إِلَى الْقَبْرِ، مِنْ عَالِمٍ إِلَى عَالِمٍ،
مِنْ عَالِمٍ الدُّنْيَا إلى عَالَمِ الْآخِرَةِ، فَأَيْنَ مَنْ يَتَّعِظُ مَعَاشِرَ الْإخِوَةِ؟
لَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: قَالَ إنْ مُرُورًا اللَّيَالِي وَالِإيَامَ، وَإنَ مُرُورُ السَّاعَاتِ تَذْكُرُ الْعَبْدَ بِسُرْعَةِ أجْلِهِ وَاقْتِرَابِ مَوْعِدِهِ إلى اللَّهِ.
مَعَاشِرُ الْمُسْلِمِينَ: إنْ الْمَوْتِ الَّذِي كَتَبَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَإِنَّ الْأَجَلَ الَّذِي حَتْم لِكُلِّ عَبْدٍ وَلِكُلِّ نَفْسٍ مُكَوَّنَةٌ ، يَنْبَغِي لَنَا الِاسْتِعْدَادُ لَهُ بِمَا يُقَرِّبُنَا إِلَى اللَّهِ، وَبِمَا يُسْعِدُنَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، وَبِمَا يَنْفَعُ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِالتَّزَوُّدِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي هُوَ نُورُهُ وَسَعَادَتُهُ وَفَلَاحُهُ ،
وَقَدْ دَعَى اللَّهُ الْعِبَادَ كُلَّهُمُ إلى الِاسْتِعْدَادِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ، وَقَبْلَ مُفَارَقَةِ الْحَيَاةِ ، وَقَبْلَ أنْ يُحْمَلُ الْعِبَادُ عَلَى أعْنَاقِهِمْ إلى اللَّهِ، وَقَبْلَ أنْ يَخْرُجُوا مِنْ الدُّنْيَا لَا يَمْتَلِكُونَ مِنْهَا شَيْئًا ، إلًّا مَا قَدَّمُوهُ مِنْ الْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يُقَرِّبُهُمْ إلى اللَّهِ ، وَاَلَّذِي يُسْعِدُهُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ.
>>Click here to continue<<