TG Telegram Group & Channel
منبر الخطباء والدعاة | United States America (US)
Create: Update:

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 26 رمضان 1445هـ الموافق 6 أبريل 2024م
بعنوان : وداعا رمضان
الخطبة الأولى : الحمد لله خضعت لعظمته الرقاب، وتيسرت بحكمته الأسباب، ولانت لقوته الصِّعاب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه متاب،  سبحانه ما ذُكر اسمه في قليل إلا كثَّره، ولا في همٍّ إلا فرَّجه، ولا في كرب إلا كشفه ولا في عسر إلا يسره ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له، ولا مِثْلَ له، من تكلَّم سمِع نطقه، ومن سكت علِم سرَّه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه ،  وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، اعتز بالله فأعزه، واستنصر بالله فنصره، وتوكل على الله فكفاه ، وتواضع لله فرفعه وشرح صدره، ووضع عنه وزره، ويسر له أمره، ورفع له ذكره، وذلل له رقاب عدوه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان بغفرانك، وجد علينا بعفوك وامتنانك واعتق رقابنا من نيرانك واجعل مآلنا إلى رضوانك ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته وحسن الختام لهذه الفريضة ، والثبات على الطاعات حتى الممات عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أما بعد:فيا أيها المؤمنون الكرام كنا نقول: أهلًا رمضان، ثم مهلًا رمضان، والآن نقول: وداعًا رمضان:
رمضان طِبتَ مباركًا مقبولًا  ... ‏ما لي أراك على الفراق عَجُولا
وداعًا رمضان: فقد بكت العيون على الفراق، كنت ضيفًا حلَّ بعد اشتياق، ضيفًا مليئًا بفضائل الأخلاق؛ صيامٍ وقيام وتسابق في الإنفاق ، كنت بركةً في الأعمار والأرزاق، وضيفًا كريما طيب الأعراق.
 وداعًا رمضان: فقد رحلتَ بروحانية التراويح ، وخشوع التهجد ، وتلاوة القرآن ، ونقاء النفوس، ومائدة الإفطار، وبركة الأسحار، وحديث القلوب، يا ألله! ما أروعك يا رمضان! وما أسرعك يا شهر القرآن!
 وداعًا رمضان: نودِّعك ونحن نعلم أن الصوم لن ينتهي، والقرآن لن يرحل، والمساجد لن تُغلَق، والاستجابة لن تتوقف، والأجر - بإذن الله - لن ينقطع، لكن شتان بين روحانياتك وبقية العام.
وداعًا رمضان: فقد كنتَ خيرَ جليس، وأحبَّ أنيس، كنت عونًا لنا على الطاعة، وتربية لنا على القناعة، وزادًا لنا إلى قيام الساعة.
 وداعًا رمضان: فقد تركتنا بين قارئ وصائم، ومتصدق وقائم، وواصل وغانم، ومعتمر وراحم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.
 وداعًا رمضان: تركتنا والمساجد تعمر، والآيات تُذكَر، والقلوب تُجبَر، والذنوب تُغفَر، كنت للمتقين روضًا وأنسًا، وللعاصين قيدًا وحبسًا، أي شهر رمضان، تمهَّل، لا تُحزِنِ الصائمين، تمهَّل؛ ألَا تسمع أنين العاشقين، وآهات المحبين.
 وداعًا رمضان: نراك تُلَمْلِمُ حقائبك، وترفع أشياءك، وتتهيأ للرحيل، بعد أن كنت ترطب القلوب، وتثلج الصدور، وتُهذِّب النفوس، وتُغذِّي الأرواح.
 وداعًا رمضان : طوبي لمن أحسن وفادتك، وهنيئًا لمن أكرم زيارتك، وبشرى لمن أجمل ضيافتك، ويا خسران من رحلت عنهم وأنت تحمل لهم أسوأ الذكريات، علاوة على الذنوب والسيئات.
 وداعًا رمضان: فقد علمتنا أنه لا قيمة إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوز إلا بالطاعة، ولا ينال الدرجات العلا إلا رجل مجاهد ينصر العقيدة، ويحمي الحق، ويجابه الباطل، إذا قرئ عليه القرآن يستمع، وإذا نُودِيَ بالإيمان يلبي: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ ، ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
وداعًا رمضان: رغم أننا نعلم أنك ستعود في كل عام وفي نفس الموعد، لكن الذي لا نعرفه، هل سنكون في استقبالك، أو ستنقطع الأسباب، ونفارق الأحباب، ويوارينا التراب؟
 فماذا علينا الآن ونحن نودِّع شهر رمضان؟ ودِّعوا رمضانَ بمثل ما استقبلتموه بالطاعة والإيمان،
والبر والإحسان، والتوبة والغفران ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ ، وهي قصة امرأة اسمها رابطة وتلقب بخرقاء مكة عاشت في زمن ما قبل الإسلام كانت تسكن بالجعرانة بين مكة والطائف، كانت تجمع كل يوم مجموعة من الجواري والعاملات لديها، تأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشَّعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار، وانتهَيْنَ من أداء عملهن في الغزل، أمرتهن بنقض غزلهن ، وإفساده ، وإرجاعه أنكاثًا، على أن يقُمْنَ بغزله مجددًا في

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 26 رمضان 1445هـ الموافق 6 أبريل 2024م
بعنوان : وداعا رمضان
الخطبة الأولى : الحمد لله خضعت لعظمته الرقاب، وتيسرت بحكمته الأسباب، ولانت لقوته الصِّعاب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه متاب،  سبحانه ما ذُكر اسمه في قليل إلا كثَّره، ولا في همٍّ إلا فرَّجه، ولا في كرب إلا كشفه ولا في عسر إلا يسره ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له، ولا مِثْلَ له، من تكلَّم سمِع نطقه، ومن سكت علِم سرَّه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه ،  وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، اعتز بالله فأعزه، واستنصر بالله فنصره، وتوكل على الله فكفاه ، وتواضع لله فرفعه وشرح صدره، ووضع عنه وزره، ويسر له أمره، ورفع له ذكره، وذلل له رقاب عدوه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان بغفرانك، وجد علينا بعفوك وامتنانك واعتق رقابنا من نيرانك واجعل مآلنا إلى رضوانك ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته وحسن الختام لهذه الفريضة ، والثبات على الطاعات حتى الممات عملا بقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) أما بعد:فيا أيها المؤمنون الكرام كنا نقول: أهلًا رمضان، ثم مهلًا رمضان، والآن نقول: وداعًا رمضان:
رمضان طِبتَ مباركًا مقبولًا  ... ‏ما لي أراك على الفراق عَجُولا
وداعًا رمضان: فقد بكت العيون على الفراق، كنت ضيفًا حلَّ بعد اشتياق، ضيفًا مليئًا بفضائل الأخلاق؛ صيامٍ وقيام وتسابق في الإنفاق ، كنت بركةً في الأعمار والأرزاق، وضيفًا كريما طيب الأعراق.
 وداعًا رمضان: فقد رحلتَ بروحانية التراويح ، وخشوع التهجد ، وتلاوة القرآن ، ونقاء النفوس، ومائدة الإفطار، وبركة الأسحار، وحديث القلوب، يا ألله! ما أروعك يا رمضان! وما أسرعك يا شهر القرآن!
 وداعًا رمضان: نودِّعك ونحن نعلم أن الصوم لن ينتهي، والقرآن لن يرحل، والمساجد لن تُغلَق، والاستجابة لن تتوقف، والأجر - بإذن الله - لن ينقطع، لكن شتان بين روحانياتك وبقية العام.
وداعًا رمضان: فقد كنتَ خيرَ جليس، وأحبَّ أنيس، كنت عونًا لنا على الطاعة، وتربية لنا على القناعة، وزادًا لنا إلى قيام الساعة.
 وداعًا رمضان: فقد تركتنا بين قارئ وصائم، ومتصدق وقائم، وواصل وغانم، ومعتمر وراحم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.
 وداعًا رمضان: تركتنا والمساجد تعمر، والآيات تُذكَر، والقلوب تُجبَر، والذنوب تُغفَر، كنت للمتقين روضًا وأنسًا، وللعاصين قيدًا وحبسًا، أي شهر رمضان، تمهَّل، لا تُحزِنِ الصائمين، تمهَّل؛ ألَا تسمع أنين العاشقين، وآهات المحبين.
 وداعًا رمضان: نراك تُلَمْلِمُ حقائبك، وترفع أشياءك، وتتهيأ للرحيل، بعد أن كنت ترطب القلوب، وتثلج الصدور، وتُهذِّب النفوس، وتُغذِّي الأرواح.
 وداعًا رمضان : طوبي لمن أحسن وفادتك، وهنيئًا لمن أكرم زيارتك، وبشرى لمن أجمل ضيافتك، ويا خسران من رحلت عنهم وأنت تحمل لهم أسوأ الذكريات، علاوة على الذنوب والسيئات.
 وداعًا رمضان: فقد علمتنا أنه لا قيمة إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوز إلا بالطاعة، ولا ينال الدرجات العلا إلا رجل مجاهد ينصر العقيدة، ويحمي الحق، ويجابه الباطل، إذا قرئ عليه القرآن يستمع، وإذا نُودِيَ بالإيمان يلبي: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ﴾ ، ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
وداعًا رمضان: رغم أننا نعلم أنك ستعود في كل عام وفي نفس الموعد، لكن الذي لا نعرفه، هل سنكون في استقبالك، أو ستنقطع الأسباب، ونفارق الأحباب، ويوارينا التراب؟
 فماذا علينا الآن ونحن نودِّع شهر رمضان؟ ودِّعوا رمضانَ بمثل ما استقبلتموه بالطاعة والإيمان،
والبر والإحسان، والتوبة والغفران ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ ، وهي قصة امرأة اسمها رابطة وتلقب بخرقاء مكة عاشت في زمن ما قبل الإسلام كانت تسكن بالجعرانة بين مكة والطائف، كانت تجمع كل يوم مجموعة من الجواري والعاملات لديها، تأمرهن بالعمل على غزل ونسج الصوف والشَّعر ونحوهما، ثم إذا انتصف النهار، وانتهَيْنَ من أداء عملهن في الغزل، أمرتهن بنقض غزلهن ، وإفساده ، وإرجاعه أنكاثًا، على أن يقُمْنَ بغزله مجددًا في


>>Click here to continue<<

منبر الخطباء والدعاة




Share with your best friend
VIEW MORE

United States America Popular Telegram Group (US)