TG Telegram Group Link
Channel: الغازي محمد
Back to Bottom
📖 مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق — ابن حزم — [180]
Forwarded from إدراك
صدر حديثًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، عن دار إدراك المعرفية، في رف جناح مدارات B38 في الصالة الأولى:

حكم السعادة أو: صناعة المواطن السعيد

كيف يتحكم علم السعادة وصناعتها في حيواتنا؟

تأليف: إيفا إيلوز و إدغار كاباناس

ترجمة: الغازي محمد
تحرير لغوي: محمد قنّاوي

عن الكتاب

هل السعادة هي الهدف السامي الذي يجب أن نسعى إليه جميعًا؟ عسى أن يكون كذلك، ولكنّا لو نظرنا في خطاب علماء السعادة، فلا يسعنا إلّا أن نظل متشككين. فهذا الكتاب ليس ضد السعادة، بل ضد النظرة الاختزالية الشائعة عن "الحياة الطيبة" التي يقدمها لنا علم السعادة.

فمساعدة الناس على تحسين أمورهم هو بلا شك مقصد حسن نبيل، لكن مفهوم السعادة الذي يقدّمه لنا علم السعادة يحمل في طيّاته مشاكل جمّة، ويقوم على ادعاءات غير مقطوع بها، وينذر بعواقب وخيمة.

وإنَّ اعتراضاتنا على مفهوم السعادة تكمن في أربعة مناحٍ أساسية، وهي: الإبستمولوجية المعرفية، والسوسيولوجية الاجتماعية، والفينومينولوجية المتعلقة بتناقضات هذه الظاهرة، وأخيرًا: من الناحية الأخلاقية.

الكتاب في جودريدز: https://www.goodreads.com/book/show/223962651
الغلاف الداخلي للكتاب، وفهارسه، وإهداء الترجمة،
وبعض الشكر الذي أحب أن أعيده هنا:
شكرًا لمهند، لفريق التلخيص بأخضر، لخالد (ستراه لاحقًا يا صاحبي على خيرٍ إن شاء الله)، ولفيصل، ولقنّاوي، وأخيرًا: لأمجد، الذي تعب معي في تصميم الغلاف وصفّ الكتاب.
مرّة أنا وزميلي إدجار كاباناس .. 😂
الغازي محمد
Photo
إذا قيل «كتاب تأسيسي» فهو ذاك.. هذا الكتاب هو تمرين نظري فاخرٌ جدًا..
استغرقتني قراءته عدّة أشهر، لا في قراءة الكتاب نفسه، بل لأنه يحيل إلى الكثير من «الأدبيات» التأسيسية في معرض مناقشته لها وبعضها كنت قد قرأته فعدتُ له متفحصًا وباحثًا عن أوجه التفكيك أو النقد التي أكسبني إيّاها الكتاب.
وعندما أقول «أدبيات تأسيسية» فأنا أعني هذا تمامًا، فيندر أن تجد اسمًا عَلَمًا في الموضوع الذي يناقشه الكتاب إلّا ويرد في الكتاب عرضًا أو نقدًا ..
وفي الحقيقة، كتب على ظهر الغلاف الخارجي كلمة، لو قرأتها قبل أن اقرأ الكتاب، لقلت هي قطعًا من قبيل المبالغات التسويقية المحضة، إذ لا يمكن أن يكون لكتاب مثل هذا الطموح الجسيم، فقد كُتب على ظهر الغلاف ما نصّه: «يندر أن يكون هناك مفهوم جوهري من مفاهيم العلوم الاجتماعية لا يُلقي عليه هذا العمل ضوءًا جديدًا»، كلمة مهولة جدًا، لكن المفاجأة السّارة جدًا، أن هذه العبارة - لحسن الحظّ - لا تبعد كثيرًا عن توصيف الكتاب بالفعل.
ومن هنا يصعب حصر موضوع الكتاب في عنوانه حتّى، فهو من ناحية «مراجعة أدبيات» (literature review) نقدية متقنة للمقولات النظرية الكبرى في تفسير نشوء الرأسمالية من ناحية، وفي تفسير ظاهرة «التخلّف»، وكذلك هو مراجعة أدبيات حصيفة جدًا لأدبيات حقل «دراسات التنمية»، ثم هو مع ذلك يتحمّل مهمة مناقشة مقولات تأسيسية في العلوم الاجتماعية من قبيل الدولة والطبقة والقومية والجماعة والبنية والفعال والإمبريالية، التحول البرجوازي، نمط الإنتاج، وغيرها كثيرٌ جدًا!، ثم هو مع ذلك مراجعة أدبيات الاقتصاد السياسي العربي وتحليل بنية الدولة والاقتصاد والمجتمع في المشرق وكذلك هنا يندر أن تجد اسمًا علمًا في هذا الحقل إلّا وهو في الكتاب عرضًا أو تفكيكًا أو نقدًا. ثم هو مع ذلك لا يقتصر على هذا، بل يدلي بدلوه في الدِلاء أيضًا مقدّمًا نماذج تفسيرية بديلة.
ثم إن هذا «النزال النظري» الثقيل الذي تراه عبر صفحات الكتاب، يجري «برشاقة» عجيبة، كأن صاحبها «يغرف من بحر»، بالرغم من أن كتابًا بهذا الطموح وبهذا النطاق الممتد من الموضوعات والمناقشات هو كتابٌ قد يكون في طموحه مقتله ومَهلكه، إلّا أنك لا تشعر بهذا «الخطر» في حركة الكاتب الرشيقة جدًا والمُتمكِنَة.

سيبدو الهامش - المُحِق - الذي يُقال عادة بعد مثل هذه العبارات من أنه «بالتأكيد ما من كتاب يخلو من ملاحظات أو مآخذ» تافهًا وسخيفًا، لأنه وإن كان صحيحًا أن الأمر كذلك، وإن كان صحيحًا أن طموح الكتاب الكبير وتصدّيه لكل هذه الموضوعات الكبيرة دفعة واحدة قد يترك الكثير من الثغرات والمزيد من علامات الاستفهام (البنّاءة في الحقيقة)، إلّا أنه هامش لا داعي له أبدًا، لأن القارئ في هذه المناقشات والموضوعات، الذي سيستفيد من الكتاب، سيدرك هذا وحده وبالضرورة، مع ما سيدركه من التميّز النظري الكبير والفارق الذي للكتاب، أما لو لم يكن، فأي «ملاحظات ومآخذ» يا رجل؟ ثم إن هذه بلا شك لا هي مراجعة للكتاب ولا هي عرض أو مناقشة لموضوعاته.

شكري وامتناني العميق جدًا للأستاذ مصطفى عبد الظاهر، إذ بترشيحه عرفت الكتاب، إذ أنه كان قد رشح الكتاب من سنين عددًا، بل قد رشّحه مرتين، مرّة في فعالية شارك فيها كل يوم كتابًا يحبه، ومرّة في قائمة وضعها في العلوم الاجتماعية.
الغازي محمد
Photo
«إن تفريقًا يفرّق بين صنفين من مؤيدي الحرب* فيجعل أحدهما صنفًا من أصحاب النوايا الطيّبة والمقاصد السليمة، وصنفًا نقيضًا لهم من أصحاب النوايا الخبيثة والطويّة السيئة، أو قسمة تقسم المدافعين عن الحرب إلى قِسم يدافع عنها بلا شوفينية (عصبية قومية)، وآخر يعتنق الشوفينية = لهو تفريق يصلح حال حكمنا على الأفراد ودوافعهم الشخصية. لكنه لا يصلح البتّة منهجًا سياسيًا (...)

في سياقنا هذا، في هذه المسألة الهائلة، المسألة التي هي مسألة «حياة أو موت» بالنسبة للاشتراكية الأممية، فإن الفروق بين دوافع الأفراد في تأييد الحرب هي فروق لا قيمة لها البتّة. فلا معنى مطلقًا لتقسيم مناصري الحرب إلى فئة أيدت بدافع الضرورة، وأخرى أيدت بحماس ونفوس راضية. إذ أن كلّ مؤيد سيسعه أن يزعم أنه ما أيدّ الحرب إلّا مُكرهًا أو إقرارًا بسلطة الأمر الواقع (fait accompli)، وحينئذٍ فلا يعود أمامنا إلا أن نشقّ عن قلوب الناس شقًا حتّى نستبين حقيقة نواياهم، بدلًا من أن نحكم على أقوالهم ومواقفهم وتبريراتهم المُعلنة الظاهرة.

ألا فاعلم: أنه في أحداث لها هذه الجسامة التاريخية، لا ننظر أو نحكم على نوايا الأفراد أو دوافعهم أو محرّكات سلوكهم (motives)، إن ما نحكم عليه هي الأفعال (actions)، والأفعال وحدها.

ثمّ إنّا لو استسلمنا لهذا المنطق، لوجدنا لكل مناصر للحرب دافعًا يختلف عن صاحبه اختلافًا قليلًا، وحينها لن ينتهي بنا التقسيم إلى هذه القسمة الثنائية المفترضة، بل إلى ستة أو ثمانية أصناف، وحينها يذوب الحدّ الفاصل لهذه القسمة ويتلاشى معيار التمايز بين المواقف فيها»

— روزا لوكسمبورج، في رسالة إلى بول ليفي، أغسطس 1914. [ترجمتي]
📖 The Letters of Rosa Luxemburg – Edited by Georg Adler, Peter Hudis and Annelies Laschitza – P.330

*الحرب المقصودة، هي العالمية الأولى، وموضوع الرسالة هو ردّ على تبرير بعض رموز الاشتراكيين الألمان لتأييد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بالأغلبية قرار الحكومة الإمبريالية الألمانية حينها بدخول الحرب، معلّلينه بـ«حسن النوايا» و «الضرورة»، على عكس أولئك «اليمينيين الخبثاء الذين يؤيدون الحرب لأنه هذا موقفهم وهم متسقّون فيه»، وقد كان هذا مبعث إحباط كبير للأممية الشيوعية الثانية وبعض من كبار منظّريها.
«ومن الغلط الخفيّ في التّاريخ، الذّهول عن تبدّل الأحوال في الأمم والأجيال، بتبدّل الأعصار ومرور الأيّام، وهو داء دوي شديد الخفاء، إذ لا يقع إلّا بعد أحقاب متطاولة، فلا يكاد يتفطّن له إلّا الآحاد من أهل الخليقة؛ وذلك أنّ أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقرّ، إنّما هو اختلاف على الأيّام والأزمنة، وانتقال من حال إلى حال، وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار، فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدّول، «سنّة الله الّتي قد خلت في عباده»
(...)
فربّما يسمع السّامع كثيرا من أخبار الماضين، ولا يتفطّن لما وقع من تغير الأحوال وانقلابها، فيجريها لأوّل وهلة على ما عرف، ويقيسها بما شهد؛ وقد يكون الفرق بينهما كثيرا فيقع في مهواة من الغلط.
(...)
وإذا تبدّلت الأحوال جملة، فكأنّما تبدّل الخلق من أصله، وتحوّل العالم بأسره، وكأنّه خلق جديد، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث.»

— ابن خلدون، المقدمة ص:45-51
HTML Embed Code:
2025/06/28 07:48:37
Back to Top