TG Telegram Group Link
Channel: رُضاب
Back to Bottom
- المستطرف في كل فن مستطرف ١/‏٢٩، شهاب الدين الأبشيهي (ت ٨٥٢).
- تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن ٣/‏٤٠٦، القرطبي، شمس الدين (ت ٦٧١).
Forwarded from قناة / عبدالله القرني (عبدالله القرني)
إذا رأيت منتسبا للعلم يهون من شأن الإعذار بالجهل في مسائل التكفير ، ويغلب عليه التبديع على التخطئة في الحكم على مخالفيه ، ويتعامل مع مسائل الخلاف الفروعي القابل للاجتهاد واختلاف الرأي تعامله مع الأصول ومعاقد الإجماع = فاعلم أنه إنما يحكم بما يوافق طبعه وميوله ، حتى إنك لو تتبعت مواقفه وأحكامه في أمور حياته وعلاقاته فستجد طبيعته الغالية ماثلة أمامك كما هي في مسائل العلم بلا فرق .

وفي المقابل فقد يغلب الطبع على بعض المنتسبين للعلم حتى يقع في تبرير المخالفات للأصول والمحكمات ، وتهوين الخلاف العقدي بين تلك الفرق بدعوى أن أكثر خلافاتهم هي من قبيل الخلاف اللفظي الذي لا يستدعي إنكارا ولا مفاصلة بين تلك الفرق ، حتى تصل به دعوى رعاية اجتماع كلمة المسلمين إلى الخلط بين الأصول المحكمة والبدع الظاهرة عند الفرق المخالفة .

وإذا كان ظاهر مستند الغلاة هو القيام بما يجب للدفاع عن السنة فإن ظاهر مستند الجفاة هو الحفاظ على الجماعة ونبذ التفرق في الأمة ، ولم يعلم هؤلاء ولا أولئك أنه لا منافاة بين السنة والجماعة ، وأنهما أصلان يقومان معا ويذهبان معا ، وأنه لا يمكن التحقق بأحدهما دون الآخر ، فإذا كان تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم هو شرط الاتصاف بلزوم السنة فإن مراعاة الإجماع المعتبر وما كان عليه سلف الأمة هو شرط الاتصاف بلزوم الجماعة ، وأنه لا طريق للزوم منهج أهل السنة والجماعة إلا بمراعاة التحقق بهذين الأصلين ، وتجنب مسلكي الغلو والجفاء على السواء .
نذكركم بلقائنا : التمذهب الفقهي في التصور الإصلاحي لابن تيمية

-اليوم الخميس عند التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة بمشيئة الله.🎥

🔗رابط الحضور: https://us06web.zoom.us/j/88400452611
«والمقصود هنا أن من الذنوب ما يكون سببا لخفاء العلم النافع أو بعضه؛ بل يكون سببا لنسيان ما علم ولاشتباه الحق بالباطل تقع الفتن بسبب ذلك. والله سبحانه كان أسكن آدم وزوجه الجنة وقال لهما: ﴿وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾ ﴿فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو﴾ فكل عداوة كانت في ذريتهما وبلاء ومكروه تكون إلى قيام الساعة وفي النار يوم القيامة سببها الذنوب ومعصية الرب تعالى. فالإنسان إذا كان مقيما على طاعة الله باطنا وظاهرا كان في نعيم الإيمان والعلم وارد عليه من جهاته وهو في جنة الدنيا كما في الحديث: ﴿إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قيل: وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر﴾ وقال: ﴿ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة﴾ فإنه كان يكون هنا في رياض العلم والإيمان».

- مجموع الفتاوى ١٤/‏١٦٠، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«ومن ظن أن الذنوب لا تضره لكون الله يحبه مع إصراره عليها، كان بمنزلة من زعم أن تناول السم لا يضره مع مداومته عليه وعدم تداويه منه؛ لصحة مزاجه، ولو تدبر الأحمق ما قص الله في كتابه من قصص أنبيائه وما جرى لهم من التوبة والاستغفار، وما أصيبوا به من أنواع البلاء الذي فيه تمحيص لهم وتطهير بحسب أحوالهم، علم بعض ضرر الذنوب بأصحابها، ولو كان أرفع الناس مقاما، فإن المحب للمخلوق إذا لم يكن عارفًا بمحابه ولا مريدًا لها؛ بل يعمل بمقتضى الحب، وإن كان جهلا وظلما كان ذلك سببا لبغض المحبوب له ونفوره عنه؛ بل سببا لعقوبته».

- العبودية ١/‏١١٤، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«ومن كان مفرِّطًا في طلب ما يجب عليه من العلم والسنة، متعصِّبًا لطائفة دون طائفة، لهواه ورياسته، قد ترك ما يجب عليه من طلب العلم النبوي وحُسْن القصد، ولكنه مع ذلك مؤمن بما جاء به الرسول، إذا تبين له ما جاء به الرسول لم يكذبه، ولا يرضى أن يكون مشاقًّا للرسول متبعًا لغير سبيل المؤمنين، لكنه يتبع هواه ويتكلم بغير علمٍ، فهذا قد يكون من أهل الذنوب والمعاصي وفساقهم، الذين حُكْمُهم حكم أمثالهم من المسلمين أهل الفتن والفُرقة والأهواء والذنوب».

- جامع المسائل، ط عطاءات العلم ٧/‏٥١، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة: وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب. ليس كما يقوله طائفة من المفسرين: إنه قد هداه. فلماذا يسأل الهدى؟ وأن المراد بسؤال الهدى: الثبات أو مزيد الهداية؛ بل العبد محتاج إلى أن يعلمه ربه ما يفعله من تفاصيل أحواله، وإلى ما يتولد من تفاصيل الأمور في كل يوم، وإلى أن يلهم أن يعمل ذلك، فإنه لا يكفي مجرد علمه إن لم يجعله الله مريدا للعمل بعلمه وإلا كان العلم حجة عليه، ولم يكن مهتديا، والعبد محتاج إلى أن يجعله الله قادرا على العمل بتلك الإرادة الصالحة، فإنه لا يكون مهتديا إلى الصراط المستقيم - صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - إلا بهذه العلوم والإرادات والقدرة على ذلك.

ويدخل في ذلك من أنواع الحاجات ما لا يمكن إحصاؤه. ولهذا كان الناس مأمورين بهذا الدعاء في كل صلاة لفرط حاجتهم إليه، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى هذا الدعاء، وإنما يعرف بعض قدر هذا الدعاء من اعتبر أحوال نفسه ونفوس الإنس والجن والمأمورين بهذا الدعاء، ورأى ما في النفوس من الجهل والظلم الذي يقتضي شقاءها في الدنيا والآخرة، فيعلم أن الله - بفضله ورحمته - جعل هذا الدعاء من أعظم الأسباب المقتضية للخير المانعة من الشر».

- مجموع الفتاوى ١٤/‏٣٢٠، ٣٢١، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«والمؤمن لا يزال يخرج من الظلمات إلى النور ويزداد هدىذ، فيتجدد له من العلم والإيمان ما لم يكن قبل ذلك، فيتوب مما تركه وفعله والتوبة تصقل القلب وتجليه مما عرض له من رين الذنوب، كما قال النبي ﷺ: إن العبد إذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾، وقد قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة».

- جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم ١/‏٢٣٧، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«واعلم أن العناية بهذا [يعني معرفة الأعمال المزيلة للذنوب في الكتاب والسنة] من أشد ما بالانسان الحاجة اليه، فإن الانسان من حين يبلغ خصوصًا في هذه الأزمنة ونحوها من أزمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه، فإن الإنسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتطلخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء فكيف بغير هذا وفي الصحيحين عن النبي ﷺ من حديث أبي سعيد: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟".

هذا خبر تصديقه في قوله تعالى: ﴿فاستمتعتم
بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا
﴾، ولهذا شواهد في الصحاح والحسان وهذا أمر قد يسري في المنتسبين الى الدين من الخاصة كما قال غير واحد من السلف منهم ابن عيينة، فإن كثيرًا من أحوال اليهود قد ابتلى به بعض المنتسبين إلى العلم، وكثيرًا من أحوال النصارى قد ابتلي به بعض المنتسبين إلى الدين كما يبصر ذلك من فهم دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا ﷺ، ثم نزله على أحوال الناس، وإذا كان الأمر كذلك فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه، وكان ميتا فأحياه الله وجعل له نورًا يمشي به في الناس، لا بد أن يلاحظ أحوال الجاهلية وطريق الأمتين، المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى، فيرى أن قد ابتلي ببعض ذلك، فأنفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلص النفوس من هذه الورطات، وهو اتباع السيئات الحسنات، والحسنات ما ندب الله اليه على لسان خاتم النبيين..».

- من الزهد والورع والعبادة ١/‏٨٨، ٨٩، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«فقد يكون الرجل مسلما يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، ومعه الإيمان الذي فرض عليه، وهو من أهل الجنة وليس معه هذا الإيمان المذكور في حديث جبريل، لكن هذا يقال: معه ما أمر به من الإيمان والإسلام، وقد يكون مسلما يعبد الله كما أمر، ولا يعبد غيره ويخافه، ويرجوه، ولكن لم يخلص إلى قلبه أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا أن يكون الله ورسوله والجهاد في سبيله أحب إليه من جميع أهله وماله، وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يخاف الله لا يخاف غيره، وألا يتوكل إلا على الله، وهذه كلها من الإيمان الواجب، وليست من لوازم الإسلام، فإن الإسلام هو الاستسلام وهو يتضمن الخضوع لله وحده، والانقياد له، والعبودية لله وحده، وهذا قد يتضمن خوفه ورجاءه، وأما طمأنينة القلب بمحبته وحده، وأن يكون أحب إليه مما سواهما، وبالتوكل عليه وحده، وبأن يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه، فهذه من حقائق الإيمان التي تختص به، فمن لم يتصف بها، لم يكن من المؤمنين حقا وإن كان مسلما، وكذلك وجل قلبه إذا ذكر الله، وكذلك زيادة الإيمان إذا تليت عليه آياته.

فإن قيل: ففوات هذا الإيمان من الذنوب أم لا؟ قيل: إذا لم يبلغ الإنسان الخطاب الموجب لذلك، لا يكون تركه من الذنوب، وأما إن بلغه الخطاب الموجب لذلك فلم يعمل به كان تركه من الذنوب إذا كان قادرا على ذلك، وكثير من الناس أو أكثرهم ليس عندهم هذه التفاصيل التي تدخل في الإيمان، مع أنهم قادمون بالطاعة الواجبة في الإسلام، وإذا وقعت منهم ذنوب تابوا واستغفروا منها، وحقائق الإيمان التي في القلوب لا يعرفون وجوبها، بل ولا أنها من الإيمان بل كثير ممن يعرفها منهم، يظن أنها من النوافل المستحبة إن صدق بوجوبها».

- الإيمان لابن تيمية ١/‏٣٣٣، ٣٣٤ ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«والتوبة تمحو جميع السيئات، وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة، فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».

- منهاج السنة النبوية ٦/‏٢١١، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«وكذلك ترك المعاصي فإنها بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن ومثل الدغل في الزرع، فإذا استفرغ البدن من الأخلاط الرديئة كاستخراج الدم الزائد تخلصت القوة الطبيعية واستراحت فينمو البدن، وكذلك القلب إذا تاب من الذنوب كان استفراغا من تخليطاته حيث خلط عملا صالحا وآخر سيئا، فإذا تاب من الذنوب تخلصت قوة القلب وإراداته للأعمال الصالحة، واستراح القلب من تلك الحوادث الفاسدة التي كانت فيه، فزكاة القلب بحيث ينمو ويكمل».

- مجموع الفتاوى ١٠/‏٩٦، ٩٧، ابن تيمية (ت ٧٢٨)
«يعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة؛ ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه، وهذا مطلوب الشيطان، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾».

- الإيمان لابن تيمية ١/‏٢٢٢، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«قد يظن الإنسان في نفسه أو غيره كمال الإيمان المستحق للنصر، وإن جند الله الغالبون ويكون الأمر بخلاف ذلك، وقد يقع من النصر الموعود به ما لا يظن أنه من الموعود به، فالظن المخطئ فَهِم ذلك كثيرٌ جدًا أكثر من باب الأمر والنهي مع كثرة ما وقع من الغلط في ذلك، وهذا مما لا يحصر الغلط فيه إلا الله تعالى، وهذا عام لجميع الآدميين؛ لكن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه لا يقرون؛ بل يتبين لهم وغير الأنبياء قد لا يتبين له ذلك في الدنيا، ولهذا كثر في القرآن ما يأمر نبيه ﷺ بتصديق الوعد.

والإيمان وما يحتاج إليه ذلك من الصبر إلى أن يجيء الوقت، ومن الاستغفار لزوال الذنوب التي بها تحقيق اتصافه بصفة الوعد، كما قال تعالى: ﴿فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون﴾ وقال تعالى: ﴿فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك﴾ الآية. والآيات في هذا الباب كثيرة معلومة، والله تعالى أعلم».

- مجموع الفتاوى ١٥/‏١٩٤،١٩٥، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«فإن ما أمر الله به من حقائق الإيمان التي بها يصير العبد من المؤمنين حقا أعظم نفعا من نفع ترك بعض الذنوب الظاهرة كحب الله ورسوله؛ فإن هذا أعظم الحسنات الفعلية حتى ثبت في الصحيح ﴿أنه كان على عهد النبي ﷺ رجل يدعى حمارا وكان يشرب الخمر، وكان كلما أتي به إلى النبي ﷺ جلده الحد، فلما كثر ذلك منه أتي به مرة، فأمر بجلده، فلعنه رجل، فقال النبي ﷺ: لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله، فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب؛ لكونه يحب الله ورسوله.

مع أنه ﷺ لعن في الخمر عشرة: لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها، ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له».

- مجموع الفتاوى ١٠/‏٣٢٩، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«وقوله: ﴿قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف﴾ أي إذا انتهوا عما نهوا عنه غفر لهم ما قد سلف، فالانتهاء عن الذنب هو التوبة منه، من انتهى عن ذنب غفر له ما سلف منه، وأما من لم ينته عن ذنب فلا يجب أن يغفر له ما سلف لانتهائه عن ذنب آخر، والله أعلم».

- مجموع الفتاوى ١١/‏٧٠٢، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«من ذاق مرارة الابتلاء وعجزه عن دفعه إلا بفضل الله ورحمته، كان شهود قلبه وفقره إلى ربه واحتياجه إليه في أن يعينه على طاعته ويجنبه معصيته أعظم ممن لم يكن كذلك، ولهذا قال بعضهم: كان داود ﷺ بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة، وقال بعضهم: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه.

ولهذا تجد التائب الصادق أثبت على الطاعة وأرغب فيها، وأشد حذرا من الذنب من كثير من الذين لم يبتلوا بذنب، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد، فإنه لما قتل رجلا بعد أن قال لا إله إلا الله، فقال النبي ﷺ: «أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!»، أثر هذا فيه حتى كان يمتنع أن يقتل أحدًا يقول لا إله إلا الله، وكان هذا مما أوجب امتناعه من القتال في الفتنة، وقد تكون التوبة موجبة له من الحسنات ما لا يحصل لمن يكن مثله تائبا من الذنب، كما في الصحيحين من حديث كعب بن مالك».

- منهاج السنة النبوية ٢/‏٤٣٢، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
«عدم الاصرار على الذنب من محبة الله للعبد!فليس لأحد أن يظن استغناءه عن التوبة إلى الله والاستغفار من الذنوب، بل كل أحد محتاج إلى ذلك دائما قال الله: ﴿وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما﴾، فالإنسان ظالم جاهل، وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر الله تعالى في كتابه بتوبته عباده الصالحين ومغفرته لهم، وثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».

- الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١/‏١٣١، ابن تيمية (ت ٧٢٨).
HTML Embed Code:
2024/06/09 07:04:18
Back to Top