Channel: الأَثِيرُ: مُحَمَّد أَحْمَد
عيدُكم مباركٌ يا كِرام..
كل عامٍ وأنتم في خيرٍ وعافيةٍ وعيشةٍ هنيّةٍ، أنتم وأهليكم وأحبابكم والمسلمين.
ربنا يقضي لكلِّ صاحبِ حاجةٍ منكم حاجَتَه، ويؤتي كلَّ ذي سُؤلٍ سُؤلَه، وربنا يقرّ أعينَنا جميعًا بسلامةِ إخواننا ونصْرِهم، وردِّ كيدِ المعتدين وكَبْتِهم وانقلابِهم خاسرينَ خائبين.
كل عامٍ وأنتم في خيرٍ وعافيةٍ وعيشةٍ هنيّةٍ، أنتم وأهليكم وأحبابكم والمسلمين.
ربنا يقضي لكلِّ صاحبِ حاجةٍ منكم حاجَتَه، ويؤتي كلَّ ذي سُؤلٍ سُؤلَه، وربنا يقرّ أعينَنا جميعًا بسلامةِ إخواننا ونصْرِهم، وردِّ كيدِ المعتدين وكَبْتِهم وانقلابِهم خاسرينَ خائبين.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على أبوينا الكريمَين سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، اللذَين أسلما لله رب العالمين واستسلما، فكان الفداء العظيم، عيدًا لأولنا وآخرنا وآيةً من ربنا، واللذَين رفعا قواعدَ البيت، ودعوَا اللهَ أن يجعل من ذريتهما أمةً مسلمةً، فنالتنا بركةُ دعائهما من غير حولٍ منا ولا قوة، ومن بركة دعائهما "ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم" كانت المنةُ العظمى والنعمةُ الكبرى ببعثة سيدنا رسول الله ﷺ، السراج المنير، ورحمة الله للعالمين، الذي قال: "أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ".
يوم "عرفة" هو يومُ اليقين المعلوم.
في يوم الجمعةِ ساعةٌ تُجابُ فيها الدعوات، لكنك لا تعرفها على وجه اليقين، فتدعو على غلبة الظن.
وفي الليل ساعةٌ كذلك، لا تدري يقينًا أي ساعةٍ تكون!
حتى أعظم ليلةٍ: ليلة القدر، أنت من إدراكها في شكٍ، تدعو وتتعبد وأنت لا تدري جازمًا متيقنًا أأصبتَها في ليلتك تلك أم لا!
أما يوم عرفة، فتتساقط كلُّ الظنون، وتَنجابُ عن عينك كلُّ الغشاوات.. حسنًا، أنت الآن في مواجهةٍ مباشرةٍ مع نفسِك، فلتنظر ماذا تصنع!
يومٌ معلومُ الموعد، معلومُ الفضل، معلومُ الوظائف، محددٌ لك تمامًا، فما يمنعك الآن؟!
ليكن لك ثلاثةٌ لا تلتفت عنهم سائرَ يومِك، وما زاد فهو خيرٌ وأجر، لكنها أعمدةُ يومِك:
- صومٌ بحق، تنال به الأجرَ الموعود، فقد احتسبَ النبيُّ ﷺ على الله أن يُكَفِّرَ لك سيئاتِ سنتَين؛ إن صمتَ يومَ عرفة.
-الذِّكرُ -ومنه القرآن- فهو شعيرةُ هذه الأَيامِ العظمى، مهما تكن أشغالُك؛ لا حجةَ لك في ترك لسانك يابسًا لا ترطبُه بذكر الله.
وخير الذكر:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
ومِن أحب الذكر في هذه الأيام: تكبير اللهِ عزّ وجلّ بقلبك ولسانك، والتَّكبِيرُ يَملأُ ما بين السماءِ والأرضِ.
- الدعاء: وههنا الموعد المنتظر مع كَنزك المُدَخَّر، وذخيرتك المُعَدَّة، وطاقةُ قدرك وأمانيك..
كلُّ حاجاتك المؤجَّلة= يومُ عرفة يومُ إجابتها، فادعُ..
"أفضل الدعاء= يوم عرفة"
يوم عرفة، لدنياك وآخرتك، ومفتاحهما: الدعاء.
وإن الله سبحانه "لَيَدنُو" يومَ عرفة ويباهي الملائكةَ بعباده، بما يمنّ به عليهم ويوفقهم له، سبحانه له المِنَّةُ بدءًا وانتهاءً.
أين مطلوباتُ دنياك وآخرتك؟ أحصِها وأعدَّها وجهِّزْها وألحَّ على ربك بها، هذا يومٌ لا يخسر فيه إلا مغبون، وسوقٌ كلُّ تُجَّاره رابحون.
وكل ذلك بعد حُسنِ إقامةِ الفرائض، وترك المحرمات، فهما أعظمُ ما تقومُ به في حياتك مطلقًا، وفي يوم عرفة كذلك.
أما الفوزُ الكَبيرُ، فهو العتق من النار..
"أكثرُ يومٍ يعتق اللهُ فيه من النار= يوم عرفة".
وهذه نتيجةٌ تنالُها، وفضل يُسبغه الله عليك، وعفوٌ تَحوزُه فلا خوفَ عليك بعده أبدًا.
فتعرَّض لنفحات الله ولا تَعْدُ عيناك عما تفوز به برضوان الله.
يومُ عرفة= يوم الدعاء، يوم الصيام، يوم الذكر، يوم العتق، يوم المغفرة، يوم الحج الأكبر، يوم يباهي اللهُ ملائكتَه بعباده الواقفين بعرفة، ويوم يندحر الشيطانُ ويحثو الترابَ على رأس نفسِه، يومٌ لا يُحصَى خيرُه، ولا تُعَدُّ فضائله. فتزوَّدوا.
يوم عرفة= يوم جلالٍ وجمالٍ وعَظَمَةٍ وهَيْبَة.
يوم عرفة= مفخرةٌ لنا نحن المسلمين ورحمةٌ وبركةٌ وفضل!
مرة أخرى= يوم عرفة يوم الدعاء.
هذه وظيفةُ اليوم كله، والدعاء هو مُخُّ العبادة وحقيقتُها، بل هو هي.
أدام اللهُ نفحاتِه علينا أجمعين، وجعلَنا وإياكم ممن يتعرضُ لها فلا يشقى بعدها أبدًا، وفتحَ اللهُ على كلِّ امرئٍ بما يدعو ويرجو دِينًا ودنيا ومعاشًا ومعادًا.
وفرَّجَ اللهُ الكُربةَ عن أهلنا وإخواننا، وجعلَ العاقبةَ لهم على مَن بغى عليهم، وأبرمَ لهذه الأمة أمرَ رُشد.. آمين.
في يوم الجمعةِ ساعةٌ تُجابُ فيها الدعوات، لكنك لا تعرفها على وجه اليقين، فتدعو على غلبة الظن.
وفي الليل ساعةٌ كذلك، لا تدري يقينًا أي ساعةٍ تكون!
حتى أعظم ليلةٍ: ليلة القدر، أنت من إدراكها في شكٍ، تدعو وتتعبد وأنت لا تدري جازمًا متيقنًا أأصبتَها في ليلتك تلك أم لا!
أما يوم عرفة، فتتساقط كلُّ الظنون، وتَنجابُ عن عينك كلُّ الغشاوات.. حسنًا، أنت الآن في مواجهةٍ مباشرةٍ مع نفسِك، فلتنظر ماذا تصنع!
يومٌ معلومُ الموعد، معلومُ الفضل، معلومُ الوظائف، محددٌ لك تمامًا، فما يمنعك الآن؟!
ليكن لك ثلاثةٌ لا تلتفت عنهم سائرَ يومِك، وما زاد فهو خيرٌ وأجر، لكنها أعمدةُ يومِك:
- صومٌ بحق، تنال به الأجرَ الموعود، فقد احتسبَ النبيُّ ﷺ على الله أن يُكَفِّرَ لك سيئاتِ سنتَين؛ إن صمتَ يومَ عرفة.
-الذِّكرُ -ومنه القرآن- فهو شعيرةُ هذه الأَيامِ العظمى، مهما تكن أشغالُك؛ لا حجةَ لك في ترك لسانك يابسًا لا ترطبُه بذكر الله.
وخير الذكر:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
ومِن أحب الذكر في هذه الأيام: تكبير اللهِ عزّ وجلّ بقلبك ولسانك، والتَّكبِيرُ يَملأُ ما بين السماءِ والأرضِ.
- الدعاء: وههنا الموعد المنتظر مع كَنزك المُدَخَّر، وذخيرتك المُعَدَّة، وطاقةُ قدرك وأمانيك..
كلُّ حاجاتك المؤجَّلة= يومُ عرفة يومُ إجابتها، فادعُ..
"أفضل الدعاء= يوم عرفة"
يوم عرفة، لدنياك وآخرتك، ومفتاحهما: الدعاء.
وإن الله سبحانه "لَيَدنُو" يومَ عرفة ويباهي الملائكةَ بعباده، بما يمنّ به عليهم ويوفقهم له، سبحانه له المِنَّةُ بدءًا وانتهاءً.
أين مطلوباتُ دنياك وآخرتك؟ أحصِها وأعدَّها وجهِّزْها وألحَّ على ربك بها، هذا يومٌ لا يخسر فيه إلا مغبون، وسوقٌ كلُّ تُجَّاره رابحون.
وكل ذلك بعد حُسنِ إقامةِ الفرائض، وترك المحرمات، فهما أعظمُ ما تقومُ به في حياتك مطلقًا، وفي يوم عرفة كذلك.
أما الفوزُ الكَبيرُ، فهو العتق من النار..
"أكثرُ يومٍ يعتق اللهُ فيه من النار= يوم عرفة".
وهذه نتيجةٌ تنالُها، وفضل يُسبغه الله عليك، وعفوٌ تَحوزُه فلا خوفَ عليك بعده أبدًا.
فتعرَّض لنفحات الله ولا تَعْدُ عيناك عما تفوز به برضوان الله.
يومُ عرفة= يوم الدعاء، يوم الصيام، يوم الذكر، يوم العتق، يوم المغفرة، يوم الحج الأكبر، يوم يباهي اللهُ ملائكتَه بعباده الواقفين بعرفة، ويوم يندحر الشيطانُ ويحثو الترابَ على رأس نفسِه، يومٌ لا يُحصَى خيرُه، ولا تُعَدُّ فضائله. فتزوَّدوا.
يوم عرفة= يوم جلالٍ وجمالٍ وعَظَمَةٍ وهَيْبَة.
يوم عرفة= مفخرةٌ لنا نحن المسلمين ورحمةٌ وبركةٌ وفضل!
مرة أخرى= يوم عرفة يوم الدعاء.
هذه وظيفةُ اليوم كله، والدعاء هو مُخُّ العبادة وحقيقتُها، بل هو هي.
أدام اللهُ نفحاتِه علينا أجمعين، وجعلَنا وإياكم ممن يتعرضُ لها فلا يشقى بعدها أبدًا، وفتحَ اللهُ على كلِّ امرئٍ بما يدعو ويرجو دِينًا ودنيا ومعاشًا ومعادًا.
وفرَّجَ اللهُ الكُربةَ عن أهلنا وإخواننا، وجعلَ العاقبةَ لهم على مَن بغى عليهم، وأبرمَ لهذه الأمة أمرَ رُشد.. آمين.
اللهم ربَّ الناس، كما مننتَ علينا وأعطيتنا، وجعلتَ فينا الأضاحي سنةً ساريةً من أولنا لآخرنا، فداءً من بلاءٍ مبين، اللهم فامنن على إخواننا بالفداء من البلاء الذي أحاط بهم، ونجهم من أرذل عبادك..
اللهم وأحيِ جُثَثنا الهامدة، وأيقظ ما تبلد من إحساسنا، وأصلح ما فسد من قلوبنا، وأعذنا من الجبن الذي استشرى فينا ونخر في عظامنا، ومن حب الدنيا الذي أوهننا وأقعدنا، ومن كراهية الموت التي أجبنتنا وخوفتنا..
اللهم رب الناس، أحيِ هذه الأمةَ المسكينة، تسترد ما سُلب من عزتها، وتثور لما دِيس من كرامتها، وتسترجع ما سُلب من مقدساتها، وتنتقم لما أزهق من عيون أبنائها، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد في سبيلك والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلا.
اللهم غزةَ يا رب غزة..
غزةَ يا رب غزة..
غزة يا رب يا قادر.. يا كريم.
اللهم وأحيِ جُثَثنا الهامدة، وأيقظ ما تبلد من إحساسنا، وأصلح ما فسد من قلوبنا، وأعذنا من الجبن الذي استشرى فينا ونخر في عظامنا، ومن حب الدنيا الذي أوهننا وأقعدنا، ومن كراهية الموت التي أجبنتنا وخوفتنا..
اللهم رب الناس، أحيِ هذه الأمةَ المسكينة، تسترد ما سُلب من عزتها، وتثور لما دِيس من كرامتها، وتسترجع ما سُلب من مقدساتها، وتنتقم لما أزهق من عيون أبنائها، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد في سبيلك والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلا.
اللهم غزةَ يا رب غزة..
غزةَ يا رب غزة..
غزة يا رب يا قادر.. يا كريم.
في الحديث: يقول اللهُ سبحانَهُ لأهل عرفات:
"أفيضُوا عِبادِي مغفورًا لكم ولِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ".
اللهم ألحقنا بالصالحين من عبادك، وشفِّعهم فينا، واقبلْ دعاءَهم في إخواننا المستضعفين.
"أفيضُوا عِبادِي مغفورًا لكم ولِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ".
اللهم ألحقنا بالصالحين من عبادك، وشفِّعهم فينا، واقبلْ دعاءَهم في إخواننا المستضعفين.
مما يدل على عظيمِ قدرِ هذا اليوم وأنه لا تُفوّت أوقاتُه في غير ذكر ودعاء، ما جاءنا مِن حرص رسولنا ﷺ:
فعن أسامة بن زيد:
كنتُ رَديفَ رسولِ اللهِ ﷺ بعَرَفاتٍ، فرَفَعَ يدَيه يَدعو، فمالتْ به ناقتُه، فسَقَطَ خِطامُها. قال: فتَناوَلَ الخِطامَ بإحدى يدَيه وهو رافعٌ يدَه الأُخرى".
يا ربِّ صلِّ وسَلِّم وبارك على نبينا محمد وآله، وزدْنا له حبًّا وتعظيمًا وتوقيرًا.
فعن أسامة بن زيد:
كنتُ رَديفَ رسولِ اللهِ ﷺ بعَرَفاتٍ، فرَفَعَ يدَيه يَدعو، فمالتْ به ناقتُه، فسَقَطَ خِطامُها. قال: فتَناوَلَ الخِطامَ بإحدى يدَيه وهو رافعٌ يدَه الأُخرى".
يا ربِّ صلِّ وسَلِّم وبارك على نبينا محمد وآله، وزدْنا له حبًّا وتعظيمًا وتوقيرًا.
اللهم تمم أعيادَنا بفرحة أهلنا في أرض الرباط..
أستبشر بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ * أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ وذِكرها في سورة "الحج" بعد آيات الحج وشعائره..
أستبشر بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ * أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ وذِكرها في سورة "الحج" بعد آيات الحج وشعائره..
كل عام وأنتم وأحبابكم في خير وعافية ونعمة سابغة، في أحسن حال وأصلح بال.
ولطفَ اللهُ بإخواننا ودفعَ عنهم.
ولطفَ اللهُ بإخواننا ودفعَ عنهم.
فيما يخص نكبتنا المستمرة في أرض الرباط:
بعضُ الناس انقلبوا شيئًا فشيئًا عن تأييد الحق إلى الميل لروايات الباطل، ليس إيمانًا جازمًا بخطأ أو باطل، وإنما دخلتْهم تلك الأباطيلُ من كُوَّةٍ صغيرةٍ في نفوسِهم: طول الأمد!
استمرار المعركة زمانًا طويلًا -كاد أن يقارب السنتين- يستلزم جهدًا كبيرًا في اختياراتك في الحياة، وصبرك على دعم الحق ودحض الباطل، وصبرك على الجمرة الموقدة في يدك، وصبرك على طول التمسك بحبل الحق ورعاية أهله وإن تآكلت يدُك وخارت قواك..
إن بعضَ الناس قد مالوا عن الحق التام إلى بعض الباطل أو إلى كله، هروبًا من تبعات الحق التي طالت، والتي لا يُطيقها إلا الرجال! والعقل يُزيّن لكَ ما شئتَ من الخيارات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال!
لكنك في دخيلة نفسِك، تعرفُ أنك واقعٌ في الإثم إلى شعر رأسك، مهما زخرَفَ لك عقلُك وبهرَجَت لك نفسُك وزيَّنَ لك شيطانُك، لأن الإثمَ له شوكٌ ينغرسُ في الضمير الباطن!
"الإثم ما حاكَ في نفسِك وتردَّدَ في صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك"!
بعضُ الناس انقلبوا شيئًا فشيئًا عن تأييد الحق إلى الميل لروايات الباطل، ليس إيمانًا جازمًا بخطأ أو باطل، وإنما دخلتْهم تلك الأباطيلُ من كُوَّةٍ صغيرةٍ في نفوسِهم: طول الأمد!
استمرار المعركة زمانًا طويلًا -كاد أن يقارب السنتين- يستلزم جهدًا كبيرًا في اختياراتك في الحياة، وصبرك على دعم الحق ودحض الباطل، وصبرك على الجمرة الموقدة في يدك، وصبرك على طول التمسك بحبل الحق ورعاية أهله وإن تآكلت يدُك وخارت قواك..
إن بعضَ الناس قد مالوا عن الحق التام إلى بعض الباطل أو إلى كله، هروبًا من تبعات الحق التي طالت، والتي لا يُطيقها إلا الرجال! والعقل يُزيّن لكَ ما شئتَ من الخيارات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال!
لكنك في دخيلة نفسِك، تعرفُ أنك واقعٌ في الإثم إلى شعر رأسك، مهما زخرَفَ لك عقلُك وبهرَجَت لك نفسُك وزيَّنَ لك شيطانُك، لأن الإثمَ له شوكٌ ينغرسُ في الضمير الباطن!
"الإثم ما حاكَ في نفسِك وتردَّدَ في صدرك، وإن أفتاك الناس وأفتوك"!
قوم غافلون، يهللون لبعض القوانين نكايةً في الخصوم لا أكثر! عيونهم ضيقة، لا يرونَ أبعدَ من وجود خصومهم، ولو فقهوا لعلموا أنما هي قوانين لا لضبط الفتوى ثم نقطة!
كلا.. بل هي لضبط الفتوى على مقاس "الدولة"!
وجعل "معتمد الفقهاء" ما تختمه "الجهات العليا"!
أيها النبهاء الأذكياء الفطناء.. الغافلون.
كلا.. بل هي لضبط الفتوى على مقاس "الدولة"!
وجعل "معتمد الفقهاء" ما تختمه "الجهات العليا"!
أيها النبهاء الأذكياء الفطناء.. الغافلون.
وأنا خلفَ جنازة حارّة اليوم لشاب في ريعان الشباب مات في قريتنا في حادث أليم شديد! ظلَّ بعضُ الشباب يتضاحكون ويتمازحون حتى وصلنا المسجد! بلا أي شعور أو قطرة دم تجري في عروقهم!
والميت شاب مثلهم، والأمر كله لا يحتمل..
يحتاجون للتربية؟ صحيح..
يحتاجون للدين؟ بلا شك..
يحتاجون للتعلم؟ أكيد..
لكنهم يحتاجون أكثر ما يحتاجون: أن يحسوا!
الإحساس هو النعمة الكبرى الذي يُجدي معه كل شيء، فإذا فُقِدَ فلن يجدي -مع فقده- أي شيء!
ولهذا تجد الفطناء العارفين يتكلمون عن أهمية الأدب، كما يتكلمون عن أهمية الدين، بل أشد!
لأن الأدب يعلم الناس أن يحسوا، ثم تأتي المعارفُ بعدُ فتقع على إنسان حي يحس ويشعر ويتأثر..
أما هؤلاء الذين كانوا يضحكون ويتساخفون، فبالله قل لي: إذا عدموا الإحساس فأي كلامٍ يجديهم؟ وأي نصيحة سيفهمونها؟
و"الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا".
والميت شاب مثلهم، والأمر كله لا يحتمل..
يحتاجون للتربية؟ صحيح..
يحتاجون للدين؟ بلا شك..
يحتاجون للتعلم؟ أكيد..
لكنهم يحتاجون أكثر ما يحتاجون: أن يحسوا!
الإحساس هو النعمة الكبرى الذي يُجدي معه كل شيء، فإذا فُقِدَ فلن يجدي -مع فقده- أي شيء!
ولهذا تجد الفطناء العارفين يتكلمون عن أهمية الأدب، كما يتكلمون عن أهمية الدين، بل أشد!
لأن الأدب يعلم الناس أن يحسوا، ثم تأتي المعارفُ بعدُ فتقع على إنسان حي يحس ويشعر ويتأثر..
أما هؤلاء الذين كانوا يضحكون ويتساخفون، فبالله قل لي: إذا عدموا الإحساس فأي كلامٍ يجديهم؟ وأي نصيحة سيفهمونها؟
و"الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا".
إلْفُ القيود، أقعدَ هِمَم الناس وسَفَّلَ أرواحَهم، فنجاةً من نشدانِ الحرية ودفعِ أثمانِها الباهظة؛ أخذوا يمدحون القيود!
في بِقاعٍ أخرى، يمدحون القيود لأنها مصنوعةٌ من الذهب والفضة والماس واللؤلؤ وكل ذي بريق وبهرج!
في بقعتنا المباركة، يمدحون قيودَهم برغم كل شيء، قيودٌ مِن حديدٍ صَدِئ، وعليها نزفُ دمائهم، لكنهم ما زالوا يتغزلون بها!
قديمًا كان الطغاةُ يحتالون على رُعاتهم بالبهارج والزينة، يخادعونهم عن أنفسهم، أما اليوم فلا يحتاجون، يكفيهم أن يُلقوا عَظْمةً وسيجري عليها ألفُ كلب، وربما قامَ كاتبُهم وشاعرُهم فاحتال على الناس وعلى اللغة فأنشأ من تلك "العَظْمةَ" ديوان "العَظَمة والعِظام"!
في بِقاعٍ أخرى، يمدحون القيود لأنها مصنوعةٌ من الذهب والفضة والماس واللؤلؤ وكل ذي بريق وبهرج!
في بقعتنا المباركة، يمدحون قيودَهم برغم كل شيء، قيودٌ مِن حديدٍ صَدِئ، وعليها نزفُ دمائهم، لكنهم ما زالوا يتغزلون بها!
قديمًا كان الطغاةُ يحتالون على رُعاتهم بالبهارج والزينة، يخادعونهم عن أنفسهم، أما اليوم فلا يحتاجون، يكفيهم أن يُلقوا عَظْمةً وسيجري عليها ألفُ كلب، وربما قامَ كاتبُهم وشاعرُهم فاحتال على الناس وعلى اللغة فأنشأ من تلك "العَظْمةَ" ديوان "العَظَمة والعِظام"!
اجعل تفكيرَك في مصلحة أمتك، الأمة الواحدة، ولا تضيقها بانتمائك الضيق لبلدة أو فكرة!
انظر في الأفق الأعلى والأرحب والأوسع..
هذا أول مراقي النجاة لهذه الأمة المنقسمة على نفسها.
انظر في الأفق الأعلى والأرحب والأوسع..
هذا أول مراقي النجاة لهذه الأمة المنقسمة على نفسها.
بعد إذن المحلل الاستراتيجي اللي جواك، ممكن تسكت شوية؟
يعني واضح ما شاء الله إن من وسط كل مليون فيه واحد مش فاهم، والباقي مش فاهمين حاجة خالص!
فممكن نهدا شوية؟
والله شكلكم وحش فعلا!
انتو حتى مش مستوعبين ألف باء سياسة ونظام عالمي حالي.
ممكن تتفضلوا على كراسي المتعلمين؟
كلها فاضية والله..
الناس كلها قاعدة على المنصة وماسكة المايكات، أمال مين اللي هيسمع؟!
وما أصدقَ الذي قال:
وتَشَعَّبوا شِعَبًا، فكلُّ جزيرةٍ
فيها أميرُ المؤمنينَ ومِنبَرُ!
يعني واضح ما شاء الله إن من وسط كل مليون فيه واحد مش فاهم، والباقي مش فاهمين حاجة خالص!
فممكن نهدا شوية؟
والله شكلكم وحش فعلا!
انتو حتى مش مستوعبين ألف باء سياسة ونظام عالمي حالي.
ممكن تتفضلوا على كراسي المتعلمين؟
كلها فاضية والله..
الناس كلها قاعدة على المنصة وماسكة المايكات، أمال مين اللي هيسمع؟!
وما أصدقَ الذي قال:
وتَشَعَّبوا شِعَبًا، فكلُّ جزيرةٍ
فيها أميرُ المؤمنينَ ومِنبَرُ!
اللهم زدهم نارًا ودمارًا ووبالًا وعذابًا..
اللهم واجعل ما يأتيهم بأيدينا..
اللهم وأبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا.
اللهم وأنجِ المستضعفين من المؤمنين.
اللهم وانقلنا بقوتك من سُوحِ الفرجة إلى سوقِ العمل..
اللهم واجعل ما يأتيهم بأيدينا..
اللهم وأبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا.
اللهم وأنجِ المستضعفين من المؤمنين.
اللهم وانقلنا بقوتك من سُوحِ الفرجة إلى سوقِ العمل..
من المُحكَمات التي لا ينبغي أن تغيبَ عنك: أن هلاكَ هذه الدولة المؤقتة اللقيطة كلها عن بكرة أبيها، بأبشع الصور وأشنع الميتات= لن يشفي صدورَنا من قلامة ظفر طفلٍ من شهدائنا الأبرار!
إنما الدنيا شُجونٌ تلتقي
وحزينٌ يتأسَّى بحزين!
أكثرُ أحزانِ الناس -فيما يتراءى لي- أسبابُها أمورٌ هينةٌ لم تُواتِهم، ولم تُسعِفهم الأقدارُ بها..
وهؤلاء لهم حزنٌ يُبايِنُ الأحزان، حزنٌ هادئٌ صامتٌ وَقور، لن تسمعَ منهم ضجّةً ولا صخَبًا، وإنما يَسري حزنُهم فيهم في رقةٍ وسكون.. فيُضفي عليهم سَكينةً ورقةً ورهافةَ حِس.
أكثرُ ما تسمعُ من نَفَثاتهم حينَ يُعييهم الكتمان:
"كان يمكن للحياة أن تكون أفضل من هذا" دونَ عناءٍ كبير!
لم تكن حاجتي ومَبعثُ سعادتي إلا أمورًا هينةً لو كانت، فما هانت ولا كانت! والحمد لله على كل حال.
وحزينٌ يتأسَّى بحزين!
أكثرُ أحزانِ الناس -فيما يتراءى لي- أسبابُها أمورٌ هينةٌ لم تُواتِهم، ولم تُسعِفهم الأقدارُ بها..
وهؤلاء لهم حزنٌ يُبايِنُ الأحزان، حزنٌ هادئٌ صامتٌ وَقور، لن تسمعَ منهم ضجّةً ولا صخَبًا، وإنما يَسري حزنُهم فيهم في رقةٍ وسكون.. فيُضفي عليهم سَكينةً ورقةً ورهافةَ حِس.
أكثرُ ما تسمعُ من نَفَثاتهم حينَ يُعييهم الكتمان:
"كان يمكن للحياة أن تكون أفضل من هذا" دونَ عناءٍ كبير!
لم تكن حاجتي ومَبعثُ سعادتي إلا أمورًا هينةً لو كانت، فما هانت ولا كانت! والحمد لله على كل حال.
انكشاف الشدائد التي تغمر الناس بشدتها وتطبق على أنفاسِهم من كل جانب= هو أحسنُ الأشياء وألَذُّها وأمتعُها وأروحُها على النفوس..
يا رب فاكشف الغمة، عن هذه الأمة..
يا رب فاكشف الغمة، عن هذه الأمة..
الدعاءُ يُبِينُ عن نفسية الداعي..
فدعاء المرء ينطقُ عن ضميره المكنون، وإن لم يشعر.
وهناك فرقان بين دعاء السادة الأحرار الأبرار وبين دعاء الذليل الخانع الضعيف.
فالرجل القوي، الخاشع لأحزان أمته، المحزون لعلوّ الفساد في الأرض، يُحب معاليَ الأخلاقِ وأشرافَها، ويكرهُ سَفسافَها..
فإذا دعا، أحبَّ معاليَ الدعاء، فلم يكتفِ أن يستنزلَ قدرَ اللهِ بالمعجزات -والتي قضت سُنةُ الله ألا تبقى في الناس بعد بعثةِ النبي ﷺ- بل يدعو وبين عينيه قولُ ربه "قاتلوهم يُعذِّبْهم اللهُ بأيديكم ويخزِهم وينصركم عليهم ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين" ويتمثل دعاءَ الوليّ المُلهَم السيّد:
"اللَّهُمَّ اكسِر بنَا شَوكتهُم، اللَّهُمَّ نَكِّس بنَا رَايتهُم، اللَّهُمَّ أذِلَّ بنَا قَادتَهُم، اللَّهُمَّ حَطِّم بنَا هَيبتَهُم، اللَّهُمَّ أزِلْ بنَا دَولتهُم، اللَّهُمَّ حَقِّقْ بنَا قَدرك فِيهم بِـالتَّدمِير وَ التَتبِّير".
فانظر إلى شَرَف الدعاء، وانظر إلى قوله "بنا" واستمطارِه قوةَ اللهِ وبأسَه ونَصْرَه بجعله سببًا "مُجَهَّزًا" في نزول أقدار الله بالغلَبةِ والتمكين وإزالة الفساد والمفسدين!
فإذا نظرتَ بعين النقص إلى استبطاء قدرَ اللهِ بالنصر وعقاب المجرمين، فلِمَ لَم تستبطئِ "جهوزيتك" و"تهيئةَ الأسباب"؟
ورسولنا ﷺ خيرُ مَن سَلَكَ السبيلَين، فيأخد بكل ما يمكنه من أسباب القوة، ويدعو ربَّه ويناشده بخير ما يكون من الدعاء..
وانظر لفعله ﷺ في غزوة بدر، فما دعا ربَّه بالنصر إلا وهو في ساحة النزال وسيفُه على عاتقه ﷺ، "فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ، فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ".
فادعُ اللهَ أن يصلح الأحوال، وأن يصلحك، وأن يصلح بكَ الأحوال.
فدعاء المرء ينطقُ عن ضميره المكنون، وإن لم يشعر.
وهناك فرقان بين دعاء السادة الأحرار الأبرار وبين دعاء الذليل الخانع الضعيف.
فالرجل القوي، الخاشع لأحزان أمته، المحزون لعلوّ الفساد في الأرض، يُحب معاليَ الأخلاقِ وأشرافَها، ويكرهُ سَفسافَها..
فإذا دعا، أحبَّ معاليَ الدعاء، فلم يكتفِ أن يستنزلَ قدرَ اللهِ بالمعجزات -والتي قضت سُنةُ الله ألا تبقى في الناس بعد بعثةِ النبي ﷺ- بل يدعو وبين عينيه قولُ ربه "قاتلوهم يُعذِّبْهم اللهُ بأيديكم ويخزِهم وينصركم عليهم ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين" ويتمثل دعاءَ الوليّ المُلهَم السيّد:
"اللَّهُمَّ اكسِر بنَا شَوكتهُم، اللَّهُمَّ نَكِّس بنَا رَايتهُم، اللَّهُمَّ أذِلَّ بنَا قَادتَهُم، اللَّهُمَّ حَطِّم بنَا هَيبتَهُم، اللَّهُمَّ أزِلْ بنَا دَولتهُم، اللَّهُمَّ حَقِّقْ بنَا قَدرك فِيهم بِـالتَّدمِير وَ التَتبِّير".
فانظر إلى شَرَف الدعاء، وانظر إلى قوله "بنا" واستمطارِه قوةَ اللهِ وبأسَه ونَصْرَه بجعله سببًا "مُجَهَّزًا" في نزول أقدار الله بالغلَبةِ والتمكين وإزالة الفساد والمفسدين!
فإذا نظرتَ بعين النقص إلى استبطاء قدرَ اللهِ بالنصر وعقاب المجرمين، فلِمَ لَم تستبطئِ "جهوزيتك" و"تهيئةَ الأسباب"؟
ورسولنا ﷺ خيرُ مَن سَلَكَ السبيلَين، فيأخد بكل ما يمكنه من أسباب القوة، ويدعو ربَّه ويناشده بخير ما يكون من الدعاء..
وانظر لفعله ﷺ في غزوة بدر، فما دعا ربَّه بالنصر إلا وهو في ساحة النزال وسيفُه على عاتقه ﷺ، "فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ، فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ".
فادعُ اللهَ أن يصلح الأحوال، وأن يصلحك، وأن يصلح بكَ الأحوال.
HTML Embed Code: