Channel: لطائف و طرائف و قصص العرب."
يقال أنَّ أحد الخطباء إذا دخل على امرأته صمت ، وإذا خرج من عندها تكلَّم ، فرأته يوماً فقالت :
أما عندي فتُطرق ، وأما عند غيري فتنطق .
قال: لأني أدق عن جليلك ، وتجلين عن دقيقي ."
أما عندي فتُطرق ، وأما عند غيري فتنطق .
قال: لأني أدق عن جليلك ، وتجلين عن دقيقي ."
وصف أعرابيٌ امرأةً فقال:
"كاد القمر يكونها.. لولا ما تمَّ منها ونقص منه!"
- قال الشاعر:
هي البدرُ إلا أنَّ فيها رقائقًا
من الحُسنِ ليسَت في هلالٍ ولا بدرِ!
- قال البحتري:
أضرَّت بضوءِ البدرِ، والبدرُ طالعٌ
وقامَت مقامَ البدرِ لمَّا تغيَّبا."
"كاد القمر يكونها.. لولا ما تمَّ منها ونقص منه!"
- قال الشاعر:
هي البدرُ إلا أنَّ فيها رقائقًا
من الحُسنِ ليسَت في هلالٍ ولا بدرِ!
- قال البحتري:
أضرَّت بضوءِ البدرِ، والبدرُ طالعٌ
وقامَت مقامَ البدرِ لمَّا تغيَّبا."
كل ماتراه من أساليب التجميل والزينة على وجوه الفتيات وأجسامهن في الطرق فلا تعدنه من فرط الجمال، بل من قلة الحياء!".
من النَّسيب العجيب في مطلع القصائد، قول المتنبي:
بِأَبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا
اللَّابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
المُنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا
وَجَناتِهِنَّ النَّاهِباتِ النَّاهِبا
النَّاعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا
تُ المُبدِياتُ مِنَ الدَّلالِ غَرائِبا
حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِباً
فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنَّ فَوقَ تَرائِبا
جمال الشعر يكمن في فهمه
البيت الأخير كأنهن يقلن جعلنا الله فداك
قال العكبري : قال أبو الفتح
أشرن إِلَي من بعيد وَلم يجهرن بِالسَّلَامِ والتحية خوف الرقباء والوشاة هَذِه الْإِشَارَة تَحِيَّة وتسليما وَقَالَ الواحدي طلبن أَن يقلن نفديك بِأَنْفُسِنَا وخفن الرَّقِيب فنقلن التفدية من القَوْل إِلَى الْإِشَارَة.
- محمد الشيخ خلف."
بِأَبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا
اللَّابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
المُنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا
وَجَناتِهِنَّ النَّاهِباتِ النَّاهِبا
النَّاعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا
تُ المُبدِياتُ مِنَ الدَّلالِ غَرائِبا
حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِباً
فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنَّ فَوقَ تَرائِبا
جمال الشعر يكمن في فهمه
البيت الأخير كأنهن يقلن جعلنا الله فداك
قال العكبري : قال أبو الفتح
أشرن إِلَي من بعيد وَلم يجهرن بِالسَّلَامِ والتحية خوف الرقباء والوشاة هَذِه الْإِشَارَة تَحِيَّة وتسليما وَقَالَ الواحدي طلبن أَن يقلن نفديك بِأَنْفُسِنَا وخفن الرَّقِيب فنقلن التفدية من القَوْل إِلَى الْإِشَارَة.
- محمد الشيخ خلف."
متمم العبدي و الجويرية.
أعجب بفصاحة لسان الجويرية ورقة ألفاظها.
أخبرني الحسين بن يحيى المرادي عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال حدثني متمم العبدي قال :
خرجت من مكة زائرا لقبر النبي فإني لبسوق الجحفة إذا جويرية(تصغير جارية، وهي الفتيّة من النساء) تسوق بعيرا وتترنم بصوت مليح طيب حلو في هذا الشعر
ألا أيها البيتُ الذي حِيل دونه
بنا أنت من بيتٍ وأهلُك من أهل
بنا أنت من بيت وحولك لَذةٌ
وظِلُّكَ لو يُسْطاع بالبارد السهل
ثلاثة أبيات فبيتٌ أحِبُّه
وبيتان ليسَا من هواي ولا شكلي.
- فقلت لمن هذا الشعر يا جويرية ؟
- قالت أما ترى تلك الكوة(النافذة)الموقاة بالكلة الحمراء.
- قلت أراها.
- قالت من هناك نهض هذا الشعر؟
- قلت أو قائله في الأحياء ؟
- قالت هيهات لو أن لميت أن يرجع لطول غيبته لكان ذلك. فأعجبني فصاحة لسانها ورقة ألفاظها.
- فقلت لها ألك أبوان ؟
- فقالت فقدت خيرهما وأجلهما ولي أم.
- قلت وأين أمك؟
- قالت منك بمرأى ومسمع.
- قال فإذا امرأة تبيع الخرز على ظهر الطريق بالجحفة فأتيتها فقلت يا أمتاه استمعي مني.
- فقالت لها يا أمه فاستمعي من عمي ما يلقيه إليك.
- فقالت حياك الله هيه هل من جائية خبر(خبر منتشر).
- قلت أهذه ابنتك ؟
- قالت كذا كان يقول أبوها.
- قلت أفتزوجينها؟
- قالت ألِعلّة رغبت فيها فما هي والله من عندها جمال ولا لها مال ؟
- قلت لحلاوة لسانها وحسن عقلها؟
- فقالت أينا أملك بها أنا أم هي بنفسها؟
- قلت بل هي بنفسها؟
- قالت فإياها فخاطب (تكلم معها هي).
- فقلت لعلها أن تستحي من الجواب في مثل هذا.
- فقالت ما ذاك عندها أنا أخبر بها.
- فقلت يا جارية أما تستمعين ما تقول أمك؟
- قالت قد سمعت.
أعجب بفصاحة لسان الجويرية ورقة ألفاظها.
أخبرني الحسين بن يحيى المرادي عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال حدثني متمم العبدي قال :
خرجت من مكة زائرا لقبر النبي فإني لبسوق الجحفة إذا جويرية(تصغير جارية، وهي الفتيّة من النساء) تسوق بعيرا وتترنم بصوت مليح طيب حلو في هذا الشعر
ألا أيها البيتُ الذي حِيل دونه
بنا أنت من بيتٍ وأهلُك من أهل
بنا أنت من بيت وحولك لَذةٌ
وظِلُّكَ لو يُسْطاع بالبارد السهل
ثلاثة أبيات فبيتٌ أحِبُّه
وبيتان ليسَا من هواي ولا شكلي.
- فقلت لمن هذا الشعر يا جويرية ؟
- قالت أما ترى تلك الكوة(النافذة)الموقاة بالكلة الحمراء.
- قلت أراها.
- قالت من هناك نهض هذا الشعر؟
- قلت أو قائله في الأحياء ؟
- قالت هيهات لو أن لميت أن يرجع لطول غيبته لكان ذلك. فأعجبني فصاحة لسانها ورقة ألفاظها.
- فقلت لها ألك أبوان ؟
- فقالت فقدت خيرهما وأجلهما ولي أم.
- قلت وأين أمك؟
- قالت منك بمرأى ومسمع.
- قال فإذا امرأة تبيع الخرز على ظهر الطريق بالجحفة فأتيتها فقلت يا أمتاه استمعي مني.
- فقالت لها يا أمه فاستمعي من عمي ما يلقيه إليك.
- فقالت حياك الله هيه هل من جائية خبر(خبر منتشر).
- قلت أهذه ابنتك ؟
- قالت كذا كان يقول أبوها.
- قلت أفتزوجينها؟
- قالت ألِعلّة رغبت فيها فما هي والله من عندها جمال ولا لها مال ؟
- قلت لحلاوة لسانها وحسن عقلها؟
- فقالت أينا أملك بها أنا أم هي بنفسها؟
- قلت بل هي بنفسها؟
- قالت فإياها فخاطب (تكلم معها هي).
- فقلت لعلها أن تستحي من الجواب في مثل هذا.
- فقالت ما ذاك عندها أنا أخبر بها.
- فقلت يا جارية أما تستمعين ما تقول أمك؟
- قالت قد سمعت.
لطائف و طرائف و قصص العرب."
متمم العبدي و الجويرية. أعجب بفصاحة لسان الجويرية ورقة ألفاظها. أخبرني الحسين بن يحيى المرادي عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال حدثني متمم العبدي قال : خرجت من مكة زائرا لقبر النبي فإني لبسوق الجحفة إذا جويرية(تصغير جارية، وهي الفتيّة من النساء) تسوق…
- قلت فما عندك؟ قالت أو ليس حسبك أن قلت إني أستحي من الجواب في مثل هذا فإن كنت أستحي في شيء فلِمَ أفعله أتريد أن تكون الأعلى وأكون بساطك؟
لا والله لا يشد عليّ رجلٌ حِواءَه (١) وأنا أجد مَذْقة لبنٍ(اللبن المخلوط بالماء ، تقصد حتى لو كان أقل شيء وهو لبن مخلوط بماء يكفيني من تحكم رجل فيها)
أو بقْلة(واحدة البَقْل) أليِّن بها مِعَاي(الأمعاء).
-قال فورد والله عليّ أعجب كلام على وجه الأرض.
- فقلت أو أتزوجك والإذن فيه إليك(كمن يضع العصمة في يد الزوجة) وأعطي الله عهدا أني لا أقربك أبدا إلا عن إرادتك؟ - - - قالت إذًا و الله لا تكون لي في هذا إرادة أبدا ولا بعد الأبد إن كان بعده بعد.
- فقلت فقد رضيت بذلك فتزوجتها وحملتها وأمها معي إلى العراق وأقامت معي نحوا من ثلاثين سنة ما ضممت عليها حواي قط(لم يلمسها) .
وكانت قد علقت من أغاني المدينة أصواتا كثيرة فكانت ربما ترنمت بها فأشتهيها فقلت دعيني من أغانيك هذه فإنها تبعثني على الدنو منك.
- قال فما سمعتها رافعة صوتها بغناء بعد ذلك حتى فارقت الدنيا وإن أمها عندي حتى الساعة.
فقلت ما أدري متى دار في سمعي حديث امرأة أعجب من حديث هذه !!.
- (١)الحواء: المكان الذي يحوي الشيء. والمعنى أنها لن تستسلم لرجل طالما هي قادرة على العيش بدونه.
- الأغاني للأصفهاني."
لا والله لا يشد عليّ رجلٌ حِواءَه (١) وأنا أجد مَذْقة لبنٍ(اللبن المخلوط بالماء ، تقصد حتى لو كان أقل شيء وهو لبن مخلوط بماء يكفيني من تحكم رجل فيها)
أو بقْلة(واحدة البَقْل) أليِّن بها مِعَاي(الأمعاء).
-قال فورد والله عليّ أعجب كلام على وجه الأرض.
- فقلت أو أتزوجك والإذن فيه إليك(كمن يضع العصمة في يد الزوجة) وأعطي الله عهدا أني لا أقربك أبدا إلا عن إرادتك؟ - - - قالت إذًا و الله لا تكون لي في هذا إرادة أبدا ولا بعد الأبد إن كان بعده بعد.
- فقلت فقد رضيت بذلك فتزوجتها وحملتها وأمها معي إلى العراق وأقامت معي نحوا من ثلاثين سنة ما ضممت عليها حواي قط(لم يلمسها) .
وكانت قد علقت من أغاني المدينة أصواتا كثيرة فكانت ربما ترنمت بها فأشتهيها فقلت دعيني من أغانيك هذه فإنها تبعثني على الدنو منك.
- قال فما سمعتها رافعة صوتها بغناء بعد ذلك حتى فارقت الدنيا وإن أمها عندي حتى الساعة.
فقلت ما أدري متى دار في سمعي حديث امرأة أعجب من حديث هذه !!.
- (١)الحواء: المكان الذي يحوي الشيء. والمعنى أنها لن تستسلم لرجل طالما هي قادرة على العيش بدونه.
- الأغاني للأصفهاني."
كان حاتم الطائي يأمر غلامه أن يوقد ناراً في بقاع من الأرض عسى السائر ليلاً أن يهتدي إليها
فكان يقول له :
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ
وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ
إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ.
فكان يقول له :
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ
وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ
إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ.
فائدة لغوية:
كلمة عجوز تُطلق على المرأة الطاعنة في السِّن، كما قال تعالى:«قالت يا ويلتىٰ أَأَلِدُ وأنا عجوز»
وقال في موضع آخر:«إلا عجوزًا كانت من الغابرين».
ولا تُطلق كلمة عجوز للرجل؛ لأن القرآن ذكر للرجل الطاعن في السِّن كلمة شيخ، كما قال تعالى:
«وأبونا شيخ كبير»
وقال في موضع آخر:«هذا بعلي شيخًا».
كلمة عجوز تُطلق على المرأة الطاعنة في السِّن، كما قال تعالى:«قالت يا ويلتىٰ أَأَلِدُ وأنا عجوز»
وقال في موضع آخر:«إلا عجوزًا كانت من الغابرين».
ولا تُطلق كلمة عجوز للرجل؛ لأن القرآن ذكر للرجل الطاعن في السِّن كلمة شيخ، كما قال تعالى:
«وأبونا شيخ كبير»
وقال في موضع آخر:«هذا بعلي شيخًا».
"ويروى أنّ المأمون قال لحاجبه: مَن بالباب؟ قال: أبو الهُذَيْل المُعْتَزليّ، وعبد الله بن أباض الخارجيّ، وهشام بن الكلْبيّ الرافضيّ.
فقال: ما بقي مِن رؤوس جهنَّم أحد إلّا وقد حضر".
- تاريخ الإسلام."
فقال: ما بقي مِن رؤوس جهنَّم أحد إلّا وقد حضر".
- تاريخ الإسلام."
قيس بن عاصم المنقري - حليم العرب."
- كان من سادات الناس في الجاهلية والإسلام، وكان ممن حرَّم الخمر في الجاهلية والإسلام، وذلك أنه سكر يوما فعبث بذات محرم منه فهربت منه، فلما أصبح قيل له في ذلك، فقال في ذلك:
"رأيت الخمر منقصةً وفيها
مقابح تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي
ولا أشفى بها أبدا سقيما".
- وكان إسلامه مع وفد بني تميم، وفي بعض الأحاديث أن رسول الله قال: «هذا سيد أهل الوبر».
- وكان جوادا ممدحا كريما، وهو الذي يقول فيه الشاعر:
"وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ
ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما!".
- ويقال: إنه لما حضرته الوفاة جلس حوله بنوه -وكانوا اثنين
وثلاثين ذكرا- فقال لهم:
"يا بَنيّ، سوِّدوا عليكم أكبركم تخلفوا أباكم، ولا تسوِّدوا أصغركم فيزدري بكم أكفاؤكم، وعليكم بالمال واصطناعه؛ فإنه نعم ما يهبه الكريم، ويُستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس؛ فإنها من أخس مكسبة الرجل، ولا تنوحوا علي؛ فإن رسول الله ﷺ لم يُنح عليه، ولا تدفنوني حيث يشعر بكر بن وائل، فإني كنت أعاديهم في الجاهلية".
- وفيه يقول الشاعر:
"عليك سلام الله قيس بن عاصم
ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليتهُ منك منة
إذا ذكرت مثلها تملأ الفما
فما كان قيس هلكهُ هلكُ واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما!".
- وكان الأحنف بن قيس (المشهور بحلمه) يقول:
ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقري، لأنه قَتَل ابن أخ له بعض بنيه، فأتي بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه، فقال: "ذعرتم الفتى!"..
ثم أقبل على الفتى فقال:
"يا بني!، بئس ما صنعت: نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمتّ عدوك، وأسأت بقومك؛ خلّوا سبيله، واحملوا إلى أم المقتول دَينه، فإنها غريبة".
ثم انصرف القاتل، وما حلّ قيس حبوته، ولا تغير وجهه!!.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبي العباس بن خلِّكان.
- البداية والنهاية - لابن كثير."
- كان من سادات الناس في الجاهلية والإسلام، وكان ممن حرَّم الخمر في الجاهلية والإسلام، وذلك أنه سكر يوما فعبث بذات محرم منه فهربت منه، فلما أصبح قيل له في ذلك، فقال في ذلك:
"رأيت الخمر منقصةً وفيها
مقابح تفضح الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي
ولا أشفى بها أبدا سقيما".
- وكان إسلامه مع وفد بني تميم، وفي بعض الأحاديث أن رسول الله قال: «هذا سيد أهل الوبر».
- وكان جوادا ممدحا كريما، وهو الذي يقول فيه الشاعر:
"وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ
ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما!".
- ويقال: إنه لما حضرته الوفاة جلس حوله بنوه -وكانوا اثنين
وثلاثين ذكرا- فقال لهم:
"يا بَنيّ، سوِّدوا عليكم أكبركم تخلفوا أباكم، ولا تسوِّدوا أصغركم فيزدري بكم أكفاؤكم، وعليكم بالمال واصطناعه؛ فإنه نعم ما يهبه الكريم، ويُستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس؛ فإنها من أخس مكسبة الرجل، ولا تنوحوا علي؛ فإن رسول الله ﷺ لم يُنح عليه، ولا تدفنوني حيث يشعر بكر بن وائل، فإني كنت أعاديهم في الجاهلية".
- وفيه يقول الشاعر:
"عليك سلام الله قيس بن عاصم
ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من أوليتهُ منك منة
إذا ذكرت مثلها تملأ الفما
فما كان قيس هلكهُ هلكُ واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما!".
- وكان الأحنف بن قيس (المشهور بحلمه) يقول:
ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقري، لأنه قَتَل ابن أخ له بعض بنيه، فأتي بالقاتل مكتوفاً يقاد إليه، فقال: "ذعرتم الفتى!"..
ثم أقبل على الفتى فقال:
"يا بني!، بئس ما صنعت: نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمتّ عدوك، وأسأت بقومك؛ خلّوا سبيله، واحملوا إلى أم المقتول دَينه، فإنها غريبة".
ثم انصرف القاتل، وما حلّ قيس حبوته، ولا تغير وجهه!!.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبي العباس بن خلِّكان.
- البداية والنهاية - لابن كثير."
قال الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ أَبِي حَوْلَ الْبَيْتِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ وَقَدْ رَقَدَتِ الْعُيُونُ وَهَدَأَتِ الأَصْوَاتُ إِذْ سَمِعَ أَبِي هَاتِفًا يَهْتِفُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ شَجِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ:
يَا مَنْ يُجِيبُ دُعَا الْمُضْطَرِّ فِي الظُّلَمِ
يَا كَاشِفَ الضُّرَّ وَالْبَلْوَى مَعَ السَّقَمِ
قَدْ نَامَ وَفْدُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَانْتَبَهُوا
وَأَنْتَ عَيْنُكَ يَا قَيُّومُ لَمْ تَنَمِ
هَبْ لِي بِجُودِكَ فَضْلَ الْعَفْوِ عَنْ جُرْمِي
يَا مَنْ إِلَيْهِ أَشَارَ الْخَلْقُ فِي الْحَرَمِ
إِنْ كَانَ عَفْوُكَ لا يدركه ذو سرف
فمن يَجُودُ عَلَى الْعَاصِينَ بِالْكَرَمِ
قَالَ: فَقَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ! أَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ النَّادِبِ لِذَنْبِهِ الْمُسْتَقِيلِ لِرَبِّهِ؟ الْحَقْهُ فَلَعَلَّ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ.
فَخَرَجْتُ أَسْعَى حَوْلَ الْبَيْتِ أَطْلُبُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَقَامِ وَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقُلْتُ:
أَجِبِ ابْنَ عَمِّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْجَزَ فِي صَلاتِهِ وَاتَّبَعَنِي.
يَا مَنْ يُجِيبُ دُعَا الْمُضْطَرِّ فِي الظُّلَمِ
يَا كَاشِفَ الضُّرَّ وَالْبَلْوَى مَعَ السَّقَمِ
قَدْ نَامَ وَفْدُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَانْتَبَهُوا
وَأَنْتَ عَيْنُكَ يَا قَيُّومُ لَمْ تَنَمِ
هَبْ لِي بِجُودِكَ فَضْلَ الْعَفْوِ عَنْ جُرْمِي
يَا مَنْ إِلَيْهِ أَشَارَ الْخَلْقُ فِي الْحَرَمِ
إِنْ كَانَ عَفْوُكَ لا يدركه ذو سرف
فمن يَجُودُ عَلَى الْعَاصِينَ بِالْكَرَمِ
قَالَ: فَقَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ! أَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ النَّادِبِ لِذَنْبِهِ الْمُسْتَقِيلِ لِرَبِّهِ؟ الْحَقْهُ فَلَعَلَّ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ.
فَخَرَجْتُ أَسْعَى حَوْلَ الْبَيْتِ أَطْلُبُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَقَامِ وَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقُلْتُ:
أَجِبِ ابْنَ عَمِّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْجَزَ فِي صَلاتِهِ وَاتَّبَعَنِي.
لطائف و طرائف و قصص العرب."
قال الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ أَبِي حَوْلَ الْبَيْتِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ وَقَدْ رَقَدَتِ الْعُيُونُ وَهَدَأَتِ الأَصْوَاتُ إِذْ سَمِعَ أَبِي هَاتِفًا يَهْتِفُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ شَجِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ:…
فَأَتَيْتُ أَبِي فَقُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ يَا أَبَتِ.
فَقَالَ لَهُ أَبِي: مِمَّنِ الرَّجُلِ؟
قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ قَالَ: وَمَا اسْمُكَ؟
قَالَ: مُنَازِلُ بْنُ لاحِقٍ.
قَالَ: وَمَا شَأْنُكَ وَمَا قِصَّتُكَ؟
قَالَ: وَمَا قِصَّةُ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْبَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَهُوَ مُرْتَطِمٌ فِي بَحْرِ الْخَطَايَا.
فَقَالَ لَهُ أَبِي: عَلَيَّ ذَلِكَ فَاشْرَحْ لِي خَبَرَكَ.
قَالَ: كُنْتُ شَابًّا عَلَى اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ لا أُفِيقُ عَنْهُ وَكَانَ لِي وَالِدٌ يَعِظُنِي كَثِيرًا وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ! احْذَرْ هَفَوَاتِ الشَّبَابِ وَعَثَرَاتِهِ فَإِنَّ لِلَّهِ سَطَوَاتٍ وَنَقَمَاتٍ مَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ وَكَانَ إِذَا أَلَحَّ عَلَيَّ بِالْمَوْعِظَةِ أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنَ الأَيَّامِ أَلَحَّ عَلَيَّ بِالْمَوْعِظَةِ فَأَوْجَعْتُهُ ضَرْبًا فَحَلَفَ بِاللَّهِ مُجْتَهِدًا لَيَأْتِيَنَّ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامِ فَيَتَعَلَّقُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَيَدْعُو عَلَيَّ فَخَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا مَنْ إِلَيْهِ أَتَى الْحُجَّاجُ قَدْ قَطَعُوا
عُرْضَ الْمَهَامِهِ مِنْ قُرْبٍ وَمِنْ بُعْدِ
إِنِّي أَتَيْتُكَ يَا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ
يَدْعُوهُ مُبْتَهِلا بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ
هَذَا مُنَازِلٌ لا يَرْتَدُّ عَنْ عُقَقِي
فَخُذْ بِحَقِّي يَا رَحْمَانُ مِنْ وَلَدِي
وشِلَّ مِنْهُ بِحَوْلٍ مِنْكَ جَانِبَهُ
يَا مَنْ تَقَدَّسَ لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَلِدِ
فَقَالَ لَهُ أَبِي: مِمَّنِ الرَّجُلِ؟
قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ قَالَ: وَمَا اسْمُكَ؟
قَالَ: مُنَازِلُ بْنُ لاحِقٍ.
قَالَ: وَمَا شَأْنُكَ وَمَا قِصَّتُكَ؟
قَالَ: وَمَا قِصَّةُ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْبَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَهُوَ مُرْتَطِمٌ فِي بَحْرِ الْخَطَايَا.
فَقَالَ لَهُ أَبِي: عَلَيَّ ذَلِكَ فَاشْرَحْ لِي خَبَرَكَ.
قَالَ: كُنْتُ شَابًّا عَلَى اللَّهْوِ وَالطَّرَبِ لا أُفِيقُ عَنْهُ وَكَانَ لِي وَالِدٌ يَعِظُنِي كَثِيرًا وَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ! احْذَرْ هَفَوَاتِ الشَّبَابِ وَعَثَرَاتِهِ فَإِنَّ لِلَّهِ سَطَوَاتٍ وَنَقَمَاتٍ مَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ وَكَانَ إِذَا أَلَحَّ عَلَيَّ بِالْمَوْعِظَةِ أَلْحَحْتُ عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنَ الأَيَّامِ أَلَحَّ عَلَيَّ بِالْمَوْعِظَةِ فَأَوْجَعْتُهُ ضَرْبًا فَحَلَفَ بِاللَّهِ مُجْتَهِدًا لَيَأْتِيَنَّ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامِ فَيَتَعَلَّقُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَيَدْعُو عَلَيَّ فَخَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا مَنْ إِلَيْهِ أَتَى الْحُجَّاجُ قَدْ قَطَعُوا
عُرْضَ الْمَهَامِهِ مِنْ قُرْبٍ وَمِنْ بُعْدِ
إِنِّي أَتَيْتُكَ يَا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ
يَدْعُوهُ مُبْتَهِلا بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ
هَذَا مُنَازِلٌ لا يَرْتَدُّ عَنْ عُقَقِي
فَخُذْ بِحَقِّي يَا رَحْمَانُ مِنْ وَلَدِي
وشِلَّ مِنْهُ بِحَوْلٍ مِنْكَ جَانِبَهُ
يَا مَنْ تَقَدَّسَ لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَلِدِ
لطائف و طرائف و قصص العرب."
فَأَتَيْتُ أَبِي فَقُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ يَا أَبَتِ. فَقَالَ لَهُ أَبِي: مِمَّنِ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ قَالَ: وَمَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مُنَازِلُ بْنُ لاحِقٍ. قَالَ: وَمَا شَأْنُكَ وَمَا قِصَّتُكَ؟ قَالَ: وَمَا قِصَّةُ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ…
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَتَمَّ كَلامَهُ حَتَّى نَزَلَ بِي مَا تَرَى ثُمَّ كَشَفَ عَنْ شِقِّهِ الأَيْمَنِ فَإِذَا هُوَ يَابِسٌ.
قَالَ: فَأُبْتُ وَرَجَعْتُ وَلَمْ أَزَلْ أَتَرَضَّاهُ وَأَخْضَعُ لَهُ وَأَسْأَلُهُ الْعَفْوَ عَنِّي إِلَى أَنْ أَجَابَنِي أَنْ يَدْعُوَ لِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي دَعَا عَلَيَّ.
قَالَ: فَحَمَلْتُهُ عَلَى نَاقَةٍ عُشَرَاءَ وَخَرَجْتُ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتَّى إِذَا صِرْنَا بِوَادِي الأَرَاكِ طَارَ طَائِرٌ مِنْ شَجَرَةٍ فَنَفَرَتِ النَّاقَةُ فَرَمَتْ بِهِ بَيْنَ أَحْجَارٍ فَرَضَخَتْ رأسه فمات فدفتنه هُنَاكَ وَأَقْبَلْتُ آيِسًا وَأَعْظَمُ مَا بِي مَا أَلْقَاهُ مِنَ التَّعْيِيرِ أَنِّي لا أُعْرَفُ إِلا بِالْمَأْخُوذِ بِعُقُوقِ وَالِدَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَبْشِرْ فَقَدْ أَتَاكَ الْغَوْثُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَمَرَهُ فَكَشَفَ عَنْ شِقِّهِ بِيَدِهِ وَدَعَا لَهُ مَرَّاتٍ يُرَدِّدُهُنَّ فَعَادَ صَحِيحًا كَمَا كَانَ.
وَقَالَ لَهُ أَبِي: لَوْلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ سَبَقْتَ إِلَيْكَ مِنْ أَبِيكَ فِي الدُّعَاءِ لَكَ بِحَيْثُ دَعَا عَلَيْكَ لَمَا دَعَوْتُ لَكَ.
قَالَ الْحَسَنُ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ لَنَا: احْذَرُوا دُعَاءَ الْوَالِدَيْنِ! فَإِنَّ فِي دُعَائِهِمَا النَّمَاءُ وَالانْجِبَارُ وَالاسْتِئْصَالُ وَالْبَوَارُ.
- كتاب التوابين لابن قدامة."
قَالَ: فَأُبْتُ وَرَجَعْتُ وَلَمْ أَزَلْ أَتَرَضَّاهُ وَأَخْضَعُ لَهُ وَأَسْأَلُهُ الْعَفْوَ عَنِّي إِلَى أَنْ أَجَابَنِي أَنْ يَدْعُوَ لِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي دَعَا عَلَيَّ.
قَالَ: فَحَمَلْتُهُ عَلَى نَاقَةٍ عُشَرَاءَ وَخَرَجْتُ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتَّى إِذَا صِرْنَا بِوَادِي الأَرَاكِ طَارَ طَائِرٌ مِنْ شَجَرَةٍ فَنَفَرَتِ النَّاقَةُ فَرَمَتْ بِهِ بَيْنَ أَحْجَارٍ فَرَضَخَتْ رأسه فمات فدفتنه هُنَاكَ وَأَقْبَلْتُ آيِسًا وَأَعْظَمُ مَا بِي مَا أَلْقَاهُ مِنَ التَّعْيِيرِ أَنِّي لا أُعْرَفُ إِلا بِالْمَأْخُوذِ بِعُقُوقِ وَالِدَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَبْشِرْ فَقَدْ أَتَاكَ الْغَوْثُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَمَرَهُ فَكَشَفَ عَنْ شِقِّهِ بِيَدِهِ وَدَعَا لَهُ مَرَّاتٍ يُرَدِّدُهُنَّ فَعَادَ صَحِيحًا كَمَا كَانَ.
وَقَالَ لَهُ أَبِي: لَوْلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ سَبَقْتَ إِلَيْكَ مِنْ أَبِيكَ فِي الدُّعَاءِ لَكَ بِحَيْثُ دَعَا عَلَيْكَ لَمَا دَعَوْتُ لَكَ.
قَالَ الْحَسَنُ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ لَنَا: احْذَرُوا دُعَاءَ الْوَالِدَيْنِ! فَإِنَّ فِي دُعَائِهِمَا النَّمَاءُ وَالانْجِبَارُ وَالاسْتِئْصَالُ وَالْبَوَارُ.
- كتاب التوابين لابن قدامة."
"سحر الزنا."
يُروى أن امرأة أحبَّت شابًا فأرسلت إليه تشكوا حُبَّه، وتسأله الزيارة، وكان لها زوج، فأَلحَّت عليه فأفشى ذلك إلى صديق له، فقال له: لو بعثتَ إليها بعض أهلك فوَعَظَتْهَا وزَجَرَتْهَا، رجوت أن تَكُفَّ عنك.
فأمسك؛ وأرسلتْ إليه: إمَّا أن تزورني وإما أن أزور، فأبى.
فلمَّا يئِست منه ذهبتْ إلى امرأة كانت تعمل السحر، فوعدتها العطاء الجزيل في تهيّيجه، فعملت لها في ذلك؛ فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذِكرُها بقلبه وهاج منه أمرٌ لم يكن يعرفه واختلط عقله، فقام مسرعًا فصلَّى واستعاذ والأمر يشتدُّ فقال: يا أبتِ أدركني بِقَيد.
فقال: يا بني ما قصتك؟
فحدثه بالقصة فقام وقيَّده وأدخله بيتًا، فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ فإذا هو ميِّتٌ والدم يسيل من منخره.
- روضة المحبين ونزهة المشتاقين."
يُروى أن امرأة أحبَّت شابًا فأرسلت إليه تشكوا حُبَّه، وتسأله الزيارة، وكان لها زوج، فأَلحَّت عليه فأفشى ذلك إلى صديق له، فقال له: لو بعثتَ إليها بعض أهلك فوَعَظَتْهَا وزَجَرَتْهَا، رجوت أن تَكُفَّ عنك.
فأمسك؛ وأرسلتْ إليه: إمَّا أن تزورني وإما أن أزور، فأبى.
فلمَّا يئِست منه ذهبتْ إلى امرأة كانت تعمل السحر، فوعدتها العطاء الجزيل في تهيّيجه، فعملت لها في ذلك؛ فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذِكرُها بقلبه وهاج منه أمرٌ لم يكن يعرفه واختلط عقله، فقام مسرعًا فصلَّى واستعاذ والأمر يشتدُّ فقال: يا أبتِ أدركني بِقَيد.
فقال: يا بني ما قصتك؟
فحدثه بالقصة فقام وقيَّده وأدخله بيتًا، فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ فإذا هو ميِّتٌ والدم يسيل من منخره.
- روضة المحبين ونزهة المشتاقين."
الشاعر عباس النجفِيُّ رأى ابنةَ شيخهِ فهامَ بها وطلبَ يدَها، لكن شيخَهُ رفض تزويجَهُ لاختلافِ النَّسبِ، فمرضَ وأشرفَ على الموتِ فشفعَ الناسُ عند الشيخِ لعل البنتَ تزورُهُ فيُشفَى، فقبِل، فلما زارتهُ وأحسَّ بنغمةِ صوتِها، وكان مُغمَضَ العينينِ، فتحَ عينيهِ وارتعدَ قليلاً، ثم مالَ بنظرِهِ نحوَهَا حتى رآها، فسقطَت مِن جفنِه دمعةٌ حارَّةٌ على يدِها كانت آخرَ عهدِه بالحياةِ حيث قال حينها:
أتَت وحِياضُ الموتِ بيني وبينها
وجادت بِوصلٍ حيثُ لا يَنفعُ الوَصلُ.
ثم لفظ أنفاسَهُ الأخيرةَ ومات!."
أتَت وحِياضُ الموتِ بيني وبينها
وجادت بِوصلٍ حيثُ لا يَنفعُ الوَصلُ.
ثم لفظ أنفاسَهُ الأخيرةَ ومات!."
سمعَ بعضُ الصّالحينَ ولدَهُ يفتخرُ، فقالَ لَهُ: أَمَّا أُمُّكَ: فقد اشتريتُها بثلاثينَ درهماً، وأَمَّا أَبوكَ: فلا أَكثرَ اللهُ مثلَهُ في المسلمينَ."
-العود الهندي ، للسقاف [ ٢ / ٣٨٢ ]."
-العود الهندي ، للسقاف [ ٢ / ٣٨٢ ]."
قَالَ الْحَافِظُ بْنُ حَجَر ـ رَحِمَهُ الله- :
ـ "وَ كَثِيرًا مَا نَجِدُ فِيٰ النِّسَاءِ مَجْهُولَاتُ الْحَالِ، وَالسَّبَبُ فِيٰ ذَٰلِكَ حِشْمَتُهُنَّ وَقُعُودُهُنَّ فِي خُدُورِهُنَّ، فَلَا يُعْرَفُ مِنْ أَحْوَالِهِنَّ شَيْء".
- الْمَطَالِبُ الْعَالِيَة (٣٢٤/٨)."
ـ "وَ كَثِيرًا مَا نَجِدُ فِيٰ النِّسَاءِ مَجْهُولَاتُ الْحَالِ، وَالسَّبَبُ فِيٰ ذَٰلِكَ حِشْمَتُهُنَّ وَقُعُودُهُنَّ فِي خُدُورِهُنَّ، فَلَا يُعْرَفُ مِنْ أَحْوَالِهِنَّ شَيْء".
- الْمَطَالِبُ الْعَالِيَة (٣٢٤/٨)."
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
قصة المثل:
كان في سالف الزمان أعرابيٌ من أهل البادية، مشهورٌ بشجاعته وبراعته في الصيد، يهوى التجوال في الفيافي والصحارى، وكان له صقرٌ وفيٌ يرافقه في كل رحلة، لا يفارقه أبدًا، وقد اعتاد أن يجعله على ذراعه، ويأنس به كما يأنس الصديق بصديقه.
وفي يومٍ من الأيام، خرج الأعرابي في رحلة صيد طويلة، سار فيها في الوديان واعتلى الجبال، حتى اشتد عليه العطش، وبدأ يبحث عن ماءٍ يروي به ظمأه.
وبينما هو كذلك، أبصر نبعًا صغيرًا يخرج من بين الصخور على سفح جبل، ففرح به فرحًا شديدًا، وأخرج كأسًا من جلدٍ كان يحمله في جرابه، وبدأ يملأه ببطء من خرير الماء الرقراق.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فمه، إذا بصقره ينقض عليه، ويضرب الكأس بمخالبه، فيسقط الماء على الأرض!
تعجب الأعرابي من فعل الصقر، ولكنه كظم غيظه، وملأ الكأس مرة أخرى. وما إن همّ بالشرب، حتى كرر الصقر فعلته، وأسقط الكأس من جديد. وهنا بدأ الغضب يتسلل إلى قلب الأعرابي، لكنه تماسَك، وأعاد المحاولة مرة ثالثة.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فيه، هاج الصقر مرة أخرى، وضرب الكأس وأسقطه، فاستشاط الأعرابي غضبًا، واستل خنجره، ثم هوى به على الصقر، فقطع جناحه، فسقط ميتًا عند قدميه.
وبعد لحظاتٍ من السكون، وندمٍ بدأ يسري في نفسه، تسلّق الأعرابي الجبل ليصل إلى عين النبع، علّه يشرب منه مباشرة ويستحم، فإذا به يجد حيةً سامةً ضخمة قد ماتت في الماء، وظهر أثر السم في لون الماء ورائحته.
هناك أدرك الأعرابي الحقيقة المُرّة، وأن صديقه الصقر كان يمنعه من شرب ماء مسموم، وقد حاول إنقاذه ثلاث مرات، لكنه أطاع غضبه، فقتل أعز أصدقائه.
جلس الأعرابي على الصخر، والدمع يترقرق في عينيه، ثم حمل صقره بين يديه، وقال بصوتٍ متهدّج:
" لقد منعتني من الهلاك، فجزيتُك بالقتل!"
ثم تمتم بندمٍ شديد:
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
يقول أبو العتاهية:
"ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم
عدوًّا لعقل المرء أعدَى من الغضبِ."
-الاغاني لـ ابو الفرج الاصفهاني."
قصة المثل:
كان في سالف الزمان أعرابيٌ من أهل البادية، مشهورٌ بشجاعته وبراعته في الصيد، يهوى التجوال في الفيافي والصحارى، وكان له صقرٌ وفيٌ يرافقه في كل رحلة، لا يفارقه أبدًا، وقد اعتاد أن يجعله على ذراعه، ويأنس به كما يأنس الصديق بصديقه.
وفي يومٍ من الأيام، خرج الأعرابي في رحلة صيد طويلة، سار فيها في الوديان واعتلى الجبال، حتى اشتد عليه العطش، وبدأ يبحث عن ماءٍ يروي به ظمأه.
وبينما هو كذلك، أبصر نبعًا صغيرًا يخرج من بين الصخور على سفح جبل، ففرح به فرحًا شديدًا، وأخرج كأسًا من جلدٍ كان يحمله في جرابه، وبدأ يملأه ببطء من خرير الماء الرقراق.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فمه، إذا بصقره ينقض عليه، ويضرب الكأس بمخالبه، فيسقط الماء على الأرض!
تعجب الأعرابي من فعل الصقر، ولكنه كظم غيظه، وملأ الكأس مرة أخرى. وما إن همّ بالشرب، حتى كرر الصقر فعلته، وأسقط الكأس من جديد. وهنا بدأ الغضب يتسلل إلى قلب الأعرابي، لكنه تماسَك، وأعاد المحاولة مرة ثالثة.
فلما امتلأ الكأس ورفعه إلى فيه، هاج الصقر مرة أخرى، وضرب الكأس وأسقطه، فاستشاط الأعرابي غضبًا، واستل خنجره، ثم هوى به على الصقر، فقطع جناحه، فسقط ميتًا عند قدميه.
وبعد لحظاتٍ من السكون، وندمٍ بدأ يسري في نفسه، تسلّق الأعرابي الجبل ليصل إلى عين النبع، علّه يشرب منه مباشرة ويستحم، فإذا به يجد حيةً سامةً ضخمة قد ماتت في الماء، وظهر أثر السم في لون الماء ورائحته.
هناك أدرك الأعرابي الحقيقة المُرّة، وأن صديقه الصقر كان يمنعه من شرب ماء مسموم، وقد حاول إنقاذه ثلاث مرات، لكنه أطاع غضبه، فقتل أعز أصدقائه.
جلس الأعرابي على الصخر، والدمع يترقرق في عينيه، ثم حمل صقره بين يديه، وقال بصوتٍ متهدّج:
" لقد منعتني من الهلاك، فجزيتُك بالقتل!"
ثم تمتم بندمٍ شديد:
"مَن أطاع غضبَه ساء أدبُه."
يقول أبو العتاهية:
"ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم
عدوًّا لعقل المرء أعدَى من الغضبِ."
-الاغاني لـ ابو الفرج الاصفهاني."
"العيدُ عيدُكَ فافرح أيها الأعزّبُ
لا سوقَ ولا كسوةً تشرى ولا ذهبُ"
لا سوقَ ولا كسوةً تشرى ولا ذهبُ"
"وكلُّ عِيدٍ وعَينُ اللَّهِ تحرُسُكُم
حتَّىٰ يعُودَ لكُم بالخَيرِ أزمَـانَا."
حتَّىٰ يعُودَ لكُم بالخَيرِ أزمَـانَا."
HTML Embed Code: