الحلقة الثانية...
رواية حرب ابريل....
انت يا خطاب العدس ده ثابت عندكم؟ يعني يومياً بتاكلوهو؟.
_ لا والله الليلة من دون الأيام اشتهيناهو ساي قلنا نعملو.
بمناسبة العدس ده تفتكر انك حتعرس متين مع الاوضاع دي؟
_ لا الجاب العدس للعرس شنو هسي وعلاقتهم شنو ببعض.
ياخ ما تركز عارفني ما بعرف افتح موضوع.
_ والله يا محمد ما فكرتا في الموضوع ده بس حتكون فترة طويلة.
طويلة؟ ااااا نسيت انت بتقرا طب، لكن ما حصل حبيت او فكرتا تحب؟
_ والله شبه حبيت!.
شبه حبيت؟ كيف يعني قلت ليها بحبك وجريت ولا شنو!
_ لالا ياخ علاقة معقدة ممكن تسميها حب من طرف تالت.
انت يا خطاب دي علاقة حب ولا عقد إيجار ياخ اتكلم عديل!.
_ يا بشر انا بحب لي بت وهي مخطوبة لود عمها وفي نفس الوقت هي بتحب واحد تاني وانا بحبها بس ما اعترفت ليها.
هسي دي شنو العوارة دي لو كان حبيت كيم كاردشيان ما كان اسهل ليك.؟
_ دي منو دي كمان.؟
ما بعرفها والله بس لقيت ليها منشور في الفيس المهم هي مشهوره ومستحيل تحبك برضو.
_ هو ده منو العاقل البحب واحدة مشهوره اصلاً ويكون جادي.
بصراحة انا، مرة حبيت بت صينية بس اكتشفت انو ده ولد من فرقة كورية فسقطتا عاطفياً وجغرافياً.
_ ولا يهمك اصلاً الحب ده كلام فارغ ساي.
بالمناسبة بتذكر جيرانكم ديل كانو باعو عربيتهم بتلاته مليون وسافرو مدني قبل يومين تاني الرجعهم شنو؟
_ قروشهم انتهت والله.
لا حولا ولا قوه الا بالله الوضع هناك صعب للدرجة دي.
_والله يا محمد العز أهل ومدني دي لو ما عندك أهل هناك ما تفكر تمشي بالرغم من انو فيها ناس رجال وناس حارة لكن هم وقعو في تجار الأزمات فضاقت بيهم وياهو رجعو للحرب دي احسن ليهم من عيشة الذلة.
ربنا يسهل يا خطاب والحمدلله بس، انا عايز انوم بعد اصحى نطلع فرشتنا الشارع ونتونس.
_ عديلة تب!.
الأمر لم يعد يقتصر على الموت تحت تهديد السلاح فقط، لقد اتضح لي بأن هناك من يموت جوعاً وخوفاً، هناك من يفضل الموت على العيش عاجزاً عن تحريك ساكن، هناك من يعيش فاقداً كرامته وعزته، من مات فقد مات وهو ينزف دماً ومن عاش فقد مات كل شيء بداخله وهو ينزف دموعاً.
لحظة التخرج والإستقرار بالزواج وحتى وجبة العدس هذه لم تعد تؤرقني بالتفكير بعد التمعن في معاناة الآخرين، أصابني القلق حيالهم وكأنني أتحمل مسؤوليتهم ويتوجب عليّ فعل شيء، لقد نمت بعد صراع مع التفكير واستيقظت وانا حامل ذات المسؤوليه...
المؤكد هو أن الحرب ستنتهي حتماً يوماً ما ولكن وقتها ستذبل زهرة شبابنا واحلامنا لن تناسب أعمارنا ولا اشكالنا ومع هذا أخشى أن يحل السلام ويجدنا تحت التراب.
خطاب الزمن اتأخر الساعة ماشه لواحده!
_ هسي ما تخجل كبير كده وبتخاف من شويه دعامة.
يااخ محذرين الناس ما يقعدو بره بالليل.
_ رجالة هو ما داخل ما داخل عشرة مرات حريقة في أي دعامي.
عاين في انوار عربية جاية علينا!
_ دي ركشة قول بسم الله لأنو منورة فردة واحدة.
ده تاتشر ما سامع الصوت؟
_ااي والله كدي دقيقه انا داخل الحمام.
كان وين حمامك ده من قبيل يا جبان.
للحظة وددت أن يطلق اولئك المرتزقة الرصاص نحوي وينتهي هذا البؤس وهذا أفضل من السجن الذي نحن عليه، لم اعش في عهد الاستعمار ولكن بالتأكيد كانت الحرية ترقص في كل ارجاء العاصمة عدا كرسي السلطة أما الآن هناك أحمق يفرض عليك القيود ويأمرك كيفما أراد والفرق بيني وبينه هو أنه يحمل سلاح ناري وبضعة رصاصات وعقل فارغ.
رجعت المنزل وأمي وقلقها الدائم كانوا بإنتظاري فذاب قلقها بحضوري وذُبت انا في وسادتي محتضناً خيبتي، أطفأت الأنوار وبقيت يقظاً مستسلماً للتفكير فيما حصل وفيما قد يحصل غداً فهناك شيء بداخلي يحثني على استشعار مسؤولية الآخرين، صوت ما بداخلي يقول "هيا لنحدث تغييراً أنت لم تُخلق عبثاً" لا أعلم ما الذي يجب عليَّ فعلة ولكني أعلم بأنني سأستجيب لهذا الشعور....
>>Click here to continue<<