#تحليل
تقاس الحروب بالنتائج وأهمها تحقيق أهداف الحرب، وربما يختلف بلدان متحاربان على تحقيق أهداف الحرب، فكل طرف يروج لانتصاره خاصة في الحروب التي لا تتضمن نتيجة حاسمة، كاستسلام الطرف الآخر أو سقوط حكمه، في الحرب الإيرانية الاسرائيلية، لم يكن هناك حسم عسكري، لذلك يتم قياس الانتصار بالعوامل التالية:
تحقيق الأهداف: في الحرب الايرانية الاسرائيلية، كان المهاجم تل أبيب، وكان الهدف إنهاء البرنامج النووي الايراني. اليوم تل أبيب تقول أنها دمرت البرنامج النووي الايراني، وطهران تنفي. لكن تعطل البرنامج النووي الإيراني لأجل غير معروف مايعتبر نقطة لصالح تل أبيب على طهران.
الأرض: لم يكسب أي من الطرفين أراض جديدة، لكن تمكنت تل أبيب من دخول الأجواء الايرانية بطائرات، بينما استخدمت ايران الصواريخ البعيدة، تمكنت تل أبيب من تحقيق خرق على الأرض من خلال التجنيد والتواجد على الأرض داخل ايران بل وحتى إنشاء نقاط لاستهداف النقاط الايرانية داخل ايران، مايشكل نقطة لتل أبيب
القتلى: خسرت طهران نحو 700 قتيل، منهم 30 من كبار قادة الجيش، 5 برتبة فريق، 7 برتبة لواء، 17 عميد 5 ضباط، كما قتل 10 علماء أحدهم كان رئيس جامعة، بالمقابل خسرت تل أبيب نحو 40، كلهم تقريبا ليسوا عسكريين، لذلك خسرت ايران عددا أكبر.
- العتاد والمعدات: استهدفت تل أبيب أهدافا محددة، مفاعلات نووية، كبار القادة العسكريين، علماء النووي، منصات اطلاق صواريخ، مستودعات صواريخ، منظومات دفاع جوي، وكان من المفترض على طهران استهداف القواعد الاسرائيلية التي تقلع منها الطائرات لصد الهجمات الجوية، لكنها استهدفت بدلا من ذلك فلسطين بصواريخ عشوائية، لم تحقق إصابات حاسمة. يمكن القول أن ايران فقدت منظومات الدفاع الجوي بشكل شبه كامل، مايعني نقطة لتل أبيب
عوامل استراتيجية:
أي طرف أصبح نظامه الحاكم مهددا أكثر بالسقوط بعد الحرب، ويبدو لنا أن نظام الملالي أصبح أضعف، بينما لم تهدد الحرب تل أبيب. كان هناك حسابات دولية قائمة منذ وقت طويل، تمنع أي دولة من ضرب إيران بصفتها قوة اقليمية، اليوم أصبح واضحا أن ايران تراجعت لحدودها، وفقدت نفوذها الاقليمي، وكذلك العديد من الأوراق التي كانت تستخدمها خارج إيران. مايعني خسارة طهران لهذه النقطة أيضا.
عوامل سياسية:
- لصالح من الاتفاقيات الناجمة عن الحرب؟ حتى الآن لم ينجم عن الحرب أي اتفاقيات
- كيف أصبحت ثقة الشعب بالنظام بعد الحرب؟
يبدو أن ثقة الايرانيين بنظامهم انخفضت، ويدل على ذلك كثرة الجواسيس، واختباء الخامنئي ومطالبات دولية بعدم اسقاط النظام.
- كم حليف ربحت أو خسرت بعد الحرب: حاربت إيران وحيدة هذه المرة، ساعدها الحوثي بصاروخ أو صاروخين، لكن مليشياتها في لبنان والعراق لم يدخلوا المعركة. كما استطاع الاحتلال اقناع أمريكا بدخول المعركة، لتضرب أمريكا إيران لأول مرة منذ عام 1988.
عوامل اقتصادية:
كيف أثرت الحرب على اقتصاد الطرفين المتحاربين؟ لا يمكن قياسها بعد.
الاستهداف الايراني الصاروخي سبب جرعة تفريغ عاطفية لشعوب مشحونة على تل أبيب، وكان هدفها الضغط الشعبي لايقاف الحرب، ولو أن ايران كانت تمتلك القدرة أو العزيمة الصلبة لماتوقفت عن الاستهداف لليوم، وقتها ماكان الاحتلال ليجرؤ على ضربها المرة القادمة. لكنها هرعت لوقف إطلاق النار بسرعة كبيرة، وأرادت فقط تسجيل آخر هجوم لأهداف الدعاية.
الحرب لم تحسم صحيح، لكن هذه الجولة كانت لتل أبيب، وأهينت فيها إيران.
>>Click here to continue<<