وكشف في صلاة الفجر يوم وفاته ستر حجرة عائشة ونظر إلى المسلمين وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم وضحك وكأنه يودعهم، وهَم المسلمون أن يفتتنوا فرحاً بخروجه. وتأخر أبو بكر رضي الله عنه حيث ظن أن الرسول ﷺ يريد الخروج للصلاة فأشار الرسول إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.
وأرخى الستر!
وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه فلم يخرج بعدها..
فما أقسى صباحهم، وما أعظم مصيبتهم، وقد كانوا ينتظرون عودته وخروجه إليهم، ولم يظنوا أن يفقدوه!
وإنا لنجد ألم هذا الفقد ونحن نقرأ سيرته، ونعيش معه الأيام والأحداث والوقائع، حتى إذا وصلنا لفصل "وفاته" اضطربت قلوبنا، وأنكرنا أنفسنا، وآلمنا فقده، وأظلمت دُنيانا، فكيف بمن عاشوا معه، وصحبوه الأيام والليالي!
فصلى الله على النبي المصطفى الهادي الرحيم، وآتاه الوسيلة، وهدانا لهديه وسنته، وجعلنا من ورثته، وجمعنا به في جنة الخُلد حيث لا فقد ولا فراق..
>>Click here to continue<<