ثالثاً:
تحالفت الطُّغم العشائرية الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية لدفع النظام العراقي بقيادة الرئيس/ صدام حسين المجيد، للدخول في حربٍ شعواء استمرت ثمان سنوات ضدَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حربٌ راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا من كلا الشعبين الشقيقين، وبعدها جاء غزو العراق للكويت الشقيق بتدبيرٍ من السفارة الأمريكية في بغداد، وبعدها تمَّ فرض حصاراً جائراً على الشعب العراقي، تقول التقارير الدولية والمحلية أنه وبسبب الحصار خسر العراق قرابة مليون ونصف طفل عراقي ماتوا لأسباب مختلفة، وأتذكر أن أحد الصحفيين سأل السيدة/ مادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حُكم الرئيس/ بيل كلنتون، سألوها أن هذا الحصار المفروض على العراق مات بسببه مليوناً ونصف المليون من أطفال العراق، ردَّت على الفور وبعنجهية مُفرطة سخيفة بأن القضية تستحق الثمن، تخيلوا أن اجابتها الوقحة قد لاقت استحساناً لدى الأوساط السياسية الغربية، مع أنها دليل اثبات على وحشية وجريمة النظام الأمريكي الذي تسبب في كل تلك الجرائم البشعة، وبعدها تكوَّن ونشأ حِلفٌ عُدواني جديد ضدَّ العراق العظيم، مُكوَّن من النُّظم (الأمريكية، والبريطانية، والإسبانية، ومن شيوخ وملوك الخليج) لغزو جمهورية العراق في العام 2003م باقتحام أسوار بغداد واحتلالها، ونتج عن ذلك الاحتلال الوحشي إلى أن تضرَّر العراق وشعبه العظيم، وأُعِيد البلد إلى الخلف لعشرات العقود إن لم يكن لقرنٍ كاملٍ في جميع المجالات والأنشطة، تمَّ على إثره تدمير الاقتصاد العراقي وتدمير بُنيته التحتية، وجامعاته، ومدارسه، ومستشفياته، ومصانعه، وطرقاته، كما تمَّ قتل وتشريد عُلمائه، وشعرائه، وأدبائه، ومُثقفيه، وسرقة كنوزه التاريخية للحضارات الآشورية، والبابلية، والسومرية، وجميع فروع حضارات ما بين النهرين العظيمين، وبعد حينٍ تمَّ إعدام الزعيم/ صدام حسين عن طريق شنقه بوحشية في فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30 ديسمبر 2006م، وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية العميلة، من قِبل حرسة الأمريكان، تلافيًا لأي جدلٍ قانونيٍ في أمريكا، والتي اعتبرته أسير حربٍ في الأوساط الأمريكية الداخلية، وكانت طريقة إعدامه بمثابة عِبرةً لمن يقول لطاغوت العصر أمريكا أو يُعبِّر عن رأيه بحرية واستقلالية.
رابعاً:
تحالف حُكام الخليج مجتمعةً، وربما باستثناء دولة الكويت، ضدَّ النظام الوطني للجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن بقيادة/ سالمين، وعبدالفتاح، وعلي ناصر، إلى أن تمَّ انهاكه، وبعد أن توحَّد الشعب اليمني في 22 مايو 1990م، لم يَرُق لدول الخليج الأعْرَابي تلك الوحدة، وخططت لقيام حرب الانفصال في صيف عام 1994م، والتي قادها الانفصالي الرفيق/ علي سالم البيض، ولكنها هُزمت شرَّ هزيمة أمام إرادة الشعب اليمني العظيم، وبهزيمة الانفصاليون توثَّقت أركان دولة الوحدة، وتقوَّت مداميك الوحدة أكثر من سابقتها.
خامساً:
خططت دوائر الاستخبارات الأمنية، والعسكرية، والسياسية الغربية، وتحديداً أمريكا، بريطانيا، فرنسا، لمشروعاتها الدموية في عالمنا العربي تحت يافطة ما سُمي بـ(ثورات الربيع العربي)، التي كُلِّفت دول مجلس التعاون الخليجي بتمويله مالياً، والدخول في معاركه عسكرياً، إذا اقتضت الضرورة للقيام بهذا الدور، وأُنيط الدور السياسي والإعلامي بحزب الإخوان المسلمين في العالم العربي بتنظيم الحركة الداخلية، وسُخِّرت لها القنوات العربية العملاقة (كشبكة الجزيرة الإخبارية، والعربية، والعربية الحدث، وسكاي نيوز عربية، وملحقاتها الإخبارية)، والقنوات الإعلامية العالمية بشرقها وغربها، جميعها جُيِّشت لخدمة تدمير النُّظم العربية الوطنية، مثل جمهورية تونس، الجماهيرية الليبية الشعبية، جمهورية مصر العربية، الجمهورية العربية السورية، والجمهورية اليمنية.
كل دولة من الدول آنفة الذكر رُسم لها سيناريو خاصاً بها، لتدميرها واسقاطها ولتحويلها إلى دُولٍ ضعيفة وفاشلة تابعة لقطيع المشروع الغربي المُطبِّع مع الكيان الصهيوني تحت شعارٍ جديد؛ وهي تعايش الأديان السماوية الإبراهيمية، تحت المظلة والسقف الأمريكي دون سواه.
شاهد العالم أجمع كم عبث حُكام الخليج الأعْرَابي ومعهم جحافل من قوات حِلف الناتو العُدواني وهم يعبثون بالشعب العربي الليبي، يقتلون فيه، يسرقون خيراته وتراثه وغيرها، والجميع يتفرج على بُؤس مشهد الخليجيين وهم يتصارعون ويختلفون في سلوكياتهم الرعناء على تراب وجغرافية وتضاريس الشعب الليبي الحُر، وهذا الموقف جاء لمعاقبة الشعب الليبي، لأنه وقف بوضوحٍ مع شقيقه الشعب العربي الفلسطيني.
>>Click here to continue<<