TG Telegram Group Link
Channel: معا نستفيد💮
Back to Bottom
🌧الشتــاء ومــا فيــه مــن النِّعــــم🌧

💡قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-:

🌱"الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
▪️قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ اللهُ -سبحانهُ وتَعَالى- جعلَ تعاقُبَ اللَّيلِ والنَّهارِ، وتعاقبَ الفُصُولِ، وتعاقُبَ الشُّهورِ، وتعاقُبَ الشِّتاءِ والصَّيفِ من آياتِهِ -سُبحانهُ وتَعَالى- التي يستدِلُّ بها أهلُ العُقولِ السَّليمةِ، وأهل الإيمان على عظيم قدرته سبحانه وتعالى.

🔹كذلكَ يستدلُّ بها أهلُ الإيمانِ وأهلُ العقولِ على أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قادرٌ على تغييرِ الأحوالِ، ويستدلُّ بها أيضًا أصحابُ الإيمانِ وأصحابُ العقُولِ على التَّذكُّرِ والاتِّعاظِ بهذا التَّغييرِ الكوني؛ لأجلِ أن يُغيِّروا ما بأنفُسِهِم، ويتُوبُوا إلى اللهِ -سبحانه وتعالى-، فاللهُ يُجرِي ما يُجرِي في الصَّيفِ من شدَّةِ الحرِّ وما يُجري في الشِّتاءِ من شدَّةِ البرد؛ لأجل أن يتَّعظَ العِبادُ ويتذكَّروا ما يكونُ في يومِ القيامةِ من الحرِّ الشَّديدِ، ما يكونُ فيها من الزَّمهريرِ والبردِ الشَّديدِ؛ فيتُوبُوا إلى اللهِ سبحانه وتعالى، فإنَّ هذا نموذجٌ ممَّا في الآخرةِ من الحرِّ والبردِ، كما أن الاعتدال فصل الاعتدال الخريف والربيع فيه تذكير بما في الجنة من الاعتدال، وما فيها من الراحة والنعيم السرور.

🔹فما يجرِي في هذه الدُّنيا لا يجري عبثًا، وإنَّما هو لحكمةٍ إلهيَّةٍ عظيمةٍ، فيتبصَّرُ المسلمُ المؤمنُ، أمَّا الكافرُ والمنافقُ فهذا لا تزيده هذه الآياتُ وهذه العبرُ ولا تنفعُه؛ لعدمِ إيمانه وعدمِ خوفِهِ من اللهِ سبحانَهُ وتَعَالى، ولهذا سمعتم قوله تعالى:﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (١٢) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (١٣)﴾.

🔹فمن لم يتَّعِظْ بهذه الأحداث وهذه الأمورِ وهذه التَّغيُّراتِ؛ فهذا سيتذكَّرُ يومَ القيامةِ حينَ لا تنفعُهُ الذِّكرى، أمَّا المؤمنُ فيتذكَّرُ في هذه الدنيا في وقتٍ ينفعه التَّذكُّرُ، فيتُوبُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى.

🔹 الحقيقة أن ما يجري من الحر والبرد وغير ذلك من التغيرات إنما هو مذكر للمؤمن، وواعظ للمؤمن، وخير له، وإن كان فيه مشقة عليه، أو ضرر عليه يسير، لكن فائدته أكبر، فإنه يتعظ ويتذكر، ويعرف ضعفه وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى،  قد مرَّ بكم أيام من شدة البرد رأيتم ماذا حصل فيها، هذا ليس عبثا، وإنما هو تذكير لكم لتحاسبوا أنفسكم وترجعوا إلى الله سبحانه وتعالى الذي بيده الأمور، في أيام كانت الدنيا كلها ما عرفتم من شدة البرد والجليد الذي ضر الأشجار والنخيل ثم حوله الله سبحانه وتعالى إلى دفء وإلى راحة، هذا دليل على قدرة الله سبحانه،  الكون كله باردا صقيعا، ويجعل الكون كله دافئا مريحًا، هذا بقدرته سبحانه وتعالى".

https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/18277

═══ ❁❁❁ ═══
•الوصيَّة للعلوم الشرعية:
https://hottg.com/AlWasiyyah
HTML Embed Code:
2024/05/08 15:12:25
Back to Top